نسب فاطميون

إسماعيلية
شرح حال فاطميون(297 - 567 هـ = 909 - 1171 م)
عبيد الله المهدي مؤسس دولة الفاطميين العبيديين(259 - 322 هـ = 873 - 934 م)
نسب فاطميون





الشيعة في ايران (18/ 6)
تاليف : رسول جعفريان .
ترجمة : علي هاشم .
و استطاع الفاطميون ان يسيطروا على قسم مهم من المناطق الاسلامية في القرن الرابع و بلغت قدرتهم المالية حدا ا نهم بعثوا الى الحاكم العباسي مالا ليصلح به نهرا في الكوفة ((1383)) و لا جرم ان هذا العمل يعد جهدا اعلاميا.
يقول ابن خلدون : ((و في اول المائة الخامسة خطب قرواش بن المقلد امير بني عقيل لصاحب مصر الحاكم العلوي في جميع اعماله و هي : الموصل , والانبار, والمدائن ,والكوفة فاستعدالخليفة ان يعدل حركة قرواش من خلال ارسال الاموال الكثيرة و كان ذلك داعيا في كتابة القادر محضرا بالطعن في نسب العلوية بمصر و شهد فيه الشريف الرضي , والشريف المرتضى , و ابن البطحاوي , و ابن الازرق , والزكي , و ابو يعلى , و ابن الاكفاني , و ابن الجزري , و ابو العباس الابيوردي , و ابوحامد الاسفراييني , و كثيرغيرهم ((1384)) و في سنة 441 ه ايضا, و في سنة 444 ه كما ذهب ابن كثير ((1385)) , نشر محضر آخر مماثل لذلك المحضر, و زيد فيه انتسابهم الى المجوس , واليهود.
و اتخذ القادر العباسي هذه الخطوة للحؤول دون نفوذ الاسماعيلية و الا كان واضحا ان نسبهم صحيح كما انشد الشريف الرضي شعرا في صحته ((1386)) و ذكر ابن خلدون ايضا ادلة اخرى حول صحة النسب المذكور ((1387)) , ليس هنا موضع بحثها.



الشيعة في ايران (31/ 13)
1383- البداية و النهاية 12 : 40.
1384- تاريخ ابن خلدون 3 : 442 , الكامل 9 : 236 و انظر: البداية والنهاية 12 : 62 و شذرات الذهب 3 : 160ـ 161 و الكامل 9 : 223 ((في قرواش بن مخلد)).
1385- البداية النهاية 12 : 63.
1386- تاريخ ابن خلدون 3 : 360 , البداية والنهاية 12 : 4 , عمدة المطالب : 235.
1387- تاريخ ابن خلدون 4 : 31.








أعيان ‏الشيعة، ج‏9، ص: 217
(شجاعته و ثباته على المبدأ و تضحيته)
لما كتب الخلفاء العباسيون محضرا بالقدح في نسب الفاطميين، و كتب فيه القضاة و العلماء من أهل بغداد، و كان الداعي اليه السياسة، كما هو معلوم في كل عصر و زمان، ابى الشريف الرضي ان يكتب فيه مع انه كتب فيه أخوه المرتضى و أبوهما النقيب أبو احمد و الشيخ المفيد و سائر العلماء و القضاة، و ما ذكره بعض المؤرخين من ان الرضي كتب فيه أيضا ليس بصواب، لأنه لما شاعت هذه الأبيات التي يقول فيها:
ما مقامي على الهوان و عندي مقول صادق و انف حمي‏
و إباء محلق بي عن الضيم كما زاغ طائر وحشي‏
احمل الضيم في بلاد الأعادي و بمصر الخليفة العلوي‏
من أبوه أبي و مولاه مولاي إذا ضامني البعيد القصي‏
لف عرقي بعرقه سيدا الناس جميعا محمد و علي‏

أرسل الخليفة القادر بالله القاضي أبا بكر الباقلاني إلى والد الرضي يعاتبه فأنكر الرضي الشعر، فقال أبوه اكتب للخليفة بالاعتذار و القدح بنسب المصري، فامتنع و اعتذر بالخوف من دعاة المصريين، فإنه لو كان قد كتب في المحضر لم يمتنع من الكتابة إلى الخليفة بالاعتذار و القدح في نسب المصري.






أعيان ‏الشيعة، ج‏8، ص: 60
الشيخ عبد الله نعمة أبو الحسن بن علي بن الحسين ابن الشيخ عبد الله بن علي بن نعمة المشطوب العاملي الجبعي.
مولده و وفاته‏
ولد سنة 1219 و توفي فجر الثلاثاء لأربع بقين من شهر ربيع الثاني سنة 1303 في جبع و دفن فيها و عمره سبع و ثمانون سنة و رثته الشعراء و منهم هذا الفقير مؤلف الكتاب و اقام له مجلس الفاتحة الشيخ موسى شرارة في بنت جبيل و كنا يومئذ نقرأ عليه فيها و كذلك اقام له مجلس الفاتحة شريكه في الدرس الشيخ الفقيه الشيخ محمد حسن آل ياسين الكاظمي في الكاظمية.
أحواله‏
.....
و كان يذهب في أموره مذهب علماء العجم لسكناه مدة في بلادهم و رأيت ورقة بخطه في دمشق يثبت بها نسب آل الشجاع الدمشقيين و انهم من ذرية الفاطميين و يثبت نسب الفاطميين كما رأيت خط عم والدي السيد احمد ابن السيد محمد الأمين في دمشق بإثبات نسبهم.





البداية والنهاية ط هجر (15/ 537)
[ثم دخلت سنة ثنتين وأربعمائة]
[ما وقع فيها من الأحداث]
في المحرم أذن فخر الملك للروافض أن يعملوا البدعة الشنعاء، والفضيحة الصلعاء، من الانتحاب والنوح والبكاء، وتعليق المسوح، وتغليق الأسواق من الصباح إلى المساء، ودوران النساء حاسرات عن وجوههن ورءوسهن، يلطمن خدودهن، كفعل الجاهلية الجهلاء، فلا جزاه الله عن السنة خيرا، وسود الله وجهه يوم الجزاء، إنه سميع الدعاء، رب الأرض والسماء.
وفي ربيع الآخر أمر القادر بالله بعمارة مسجد الكف بقطيعة الدقيق، وأن يعاد إلى أحسن ما كان، ففعل ذلك وزخرف زخرفة عظيمة جدا.

ذكر الطعن في نسب الفاطميين، من أئمة بغداد وغيرها من البلاد
وفي ربيع الآخر منها كتب هؤلاء ببغداد محاضر تتضمن الطعن والقدح في نسب الخلفاء المصريين الذين يدعون أنهم فاطميون وليسوا كذلك، ونسبتهم إلى ديصان بن سعيد الخرمي، وكتب في ذلك جماعة من العلماء والقضاة والفقهاء والأشراف والأماثل والمعدلين والصالحين، شهدوا جميعا أن الناجم بمصر - وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم، حكم الله عليه بالبوار، والخزي والدمار، والنكال والاستئصال، ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد، لا أسعده الله، فإنه لما صار إلى بلاد المغرب تسمى بعبيد الله، وتلقب بالمهدي - ومن تقدم من سلفه من الأنجاس والأرجاس - عليه وعليهم لعنة الله ولعنة اللاعنين - أدعياء خوارج لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب ولا يتعلقون بسبب، وأنه منزه عن باطلهم، وأن الذي ادعوه من الانتساب إليه باطل وزور، وأنهم لا يعلمون أحدا من أهل بيوتات الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج أنهم أدعياء، وقد كان هذا الإنكار لباطلهم شائعا في الحرمين، وفي أول أمرهم بالمغرب منتشرا انتشارا يمنع أن يدلس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم إلى تصديقهم فيما ادعوه، وأن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار فساق فجار، ملحدون زنادقة معطلون، وللإسلام جاحدون، ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وأحلوا الخمور، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية، وكتب في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
وقد كتب خطه في المحضر خلق كثير، فمن العلويين: المرتضى والرضي وابن الأزرق الموسوي، وأبو طاهر بن أبي الطيب، ومحمد بن محمد بن عمر، وابن أبي يعلى. ومن القضاة: أبو محمد بن الأكفاني، وأبو القاسم الخزري، وأبو العباس بن السوري. ومن الفقهاء: أبو حامد الإسفراييني، وأبو محمد بن الكشفلي وأبو الحسين القدوري، وأبو عبد الله الصيمري، وأبو عبد الله البيضاوي، وأبو علي بن حمكان. ومن الشهود: أبو القاسم التنوخي، في خلق كثير، وقرئ بالبصرة وكتب فيه خلق كثير. هذه عبارة أبي الفرج ابن الجوزي.
قلت: ومما يدل على أن هؤلاء أدعياء، كما ذكر هؤلاء السادة العلماء، والأئمة الفضلاء، وأنهم لا نسب لهم إلى علي ولا إلى فاطمة كما يزعمون، قول عبد الله بن عمر للحسين بن علي حين أراد الدخول إلى العراق، وذلك عن كتب عوام أهل الكوفة إليه بالبيعة له، فقال له ابن عمر: لا تذهب إليهم، فإني أخاف عليك أن تقتل، وإن جدك قد خير بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة على الدنيا، وأنت بضعة منه، وإنه والله لا تنالها لا أنت ولا أحد من أهل بيتك.
فهذا الكلام الحسن الصحيح المتوجه المعقول من هذا الصحابي الجليل، يقتضي أنه لا يلي الخلافة أحد من أهل البيت إلا محمد بن عبد الله المهدي، الذي يكون في آخر الزمان وقت نزول عيسى ابن مريم من السماء إلى الأرض، كما سيأتي بيان ذلك مفصلا في أحاديث الملاحم، ومعلوم أن هؤلاء قد ملكوا ديار مصر مدة طويلة، فدل ذلك دلالة قوية ظاهرة أنهم ليسوا من أهل بيت النبوة، كما نص عليه سادة القضاة والشهود والفقهاء والكبراء، وقد صنف القاضي الباقلاني كتابا في الرد على هؤلاء القوم المنتسبين إلى الفاطميين وسماه " كشف الأسرار وهتك الأستار " نثر فيه فضائحهم وقبائحهم، ووضح أمرهم لكل أحد يفهم شيئا من مطاوي أفعالهم وأقوالهم، وقد كان يقول في عبارته: هؤلاء قوم يظهرون الرفض ويبطنون الكفر المحض.




البداية والنهاية ط إحياء التراث (8/ 173)
قال: سمعت الشعبي يحدث عن ابن عمر أنه كان بمكة فبلغه أن الحسين بن علي قد توجه إلى العراق فلحقه على مسيرة ثلاث ليال، فقال: أين تريد؟ قال: العراق، وإذا معه طوامير وكتب، فقال: هذه كتبهم وبيعتهم، فقال: لا تأتهم، فأبى.
فقال ابن عمر: إني محدثك حديثا، إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الدنيا والآخرة فاختار الآخرة ولم يرد الدنيا، وإنك بضعة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله ما يليها أحد منكم أبدا، وما صرفها الله عنكم إلا للذي هو خير لكم، فأبى أن يرجع.
قال فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال: أستودعك الله من قتيل.
وقال يحيى بن ميعن: حدثنا أبو عبيدة، ثنا سليم بن حيان، عن سعيد بن مينا.
قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: عجل حسين قدره، والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني، ببني هاشم فتح هذا الأمر، وببني هاشم يختم، فإذا رأيت الهاشمي قد ملك فقد ذهب الزمان.
قلت: وهذا مع حديث ابن عمر يدل على أن الفاطميين أدعياء كذبة، لم يكونوا من سلالة فاطمة كما نص عليه غير واحد من الأئمة على ما سنذكره في موضعه إن شاء الله.









البداية والنهاية ط هجر (15/ 566)
وقد نسب إلى الرضي قصيدة يترامى فيها على الحاكم العبيدي، ويود أن لو كان ببلده وفي حوزته، ويا ليت أن ذلك كان، حتى يرى كيف تكون منزلته عنده، ولو أن الخليفة العباسي أجاد السياسة، لسيره إليه ليقضي مراده ويعلم الناس كيف حاله، لكن حلم العباسيين غزير. يقول في هذه القصيدة:
ألبس الذل في بلاد الأعادي ... وبمصر الخليفة العلوي
من أبوه أبي ومولاه مولا ... ي إذا ضامني البعيد القصي
لف عرقي بعرقه سيد النا ... س جميعا محمد وعلي
إن خوفي بذلك الربع أمن ... وأوامي بذلك الورد ري
فلما سمع الخليفة القادر بأمر هذه القصيدة انزعج، وبعث إلى أبيه الشريف الطاهر أبي أحمد الموسوي يعاتبه، فأرسل إلى ابنه الرضي، فأنكر أن يكون قال ذلك بمرة، والروافض من شأنهم التقية. فقال له أبوه: فإذا لم تكن قلتها فقل أبياتا تذكر فيها أن الحاكم بمصر دعي لا نسب له. فقال: إني أخاف من غائلة ذلك. وأصر على أن لا يقول ما أمره به أبوه، وترددت الرسل من الخليفة إليهم في ذلك، وهم ينكرون، حتى بعث الشيخ أبا حامد الإسفراييني والقاضي أبا بكر إليهما، فأحلفاه بالله وبالأيمان المؤكدة أنه ما قالها. والله أعلم بحقيقة الحال.





رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا (1/ 10)
ومن الغريب أن يشتبه أمر زنادقة الباطنية على كثير من مسلمي الشيعة حتى أهل العلم والذكاء منهم كالشريف الراضي المشهور باعتداله في شيعيته الذي قال:
ألبس الذل في ديار الأعادي ... وبمصر الخليفة العلوي
من أبوه أبي ومولاه مولاي ... إذا ضامني البعيد القصيّ
لف عرقي بعرقه سيد الناس ... جميعًا محمد وعلي
إن ذلي بذلك الجو عز ... وأوامي بذلك النقع ريّ (1)

فالمراد بالأعادي عنده الخلفاء العباسيون أبناء عمومته وكان الخليفة العباسي يعامله معاملة الأقران حتى إنه كان يفتخر عليه
_________
(1) قال ابن الجوزي في المنتظم (7 / 281) : ((لما كتب أصحاب الأخبار بهذه إلى القادر، غاظه أمرها، واستدعى القاضي أبا بكر محمد بن الطيب، وأنفذه إلى الشريف الطاهر أبي أحمد برسالة في هذا المعنى، فقال القاضي أبو بكر في الرسالة: ((قد علمت موضعك منا ومنزلتك عندنا..، وقد بلغنا أنه - يعني الشريف الرضي - قال شعراً هو كذا، فيا ليت شعرنا على أي مُقامِ ذُلٍّ أقام، وما الذي دعاه إلى هذا المقال، وهو ناظر في النقابة والحج فيما في أجل الأعمال وأقصاها علواً في المنزلة..))
ثم استدعى الشريف ابنيه المرتضى والرضي، وعاتب الرضي العتاب المستوفي.
فقال له: ما قلت هذه الأبيات ولا أعرفها، فقال له: إذا كنت تنكرها فاكتب خطك للخليفة بمثل ما كنت كتبت به في أمر صاحب مصر، واذكره بما أذكره به من الادعاء في نسبه.
فقال: لا أفعل، فقال له: كأنك تكذبني بالامتناع عن مثل قولي.
قال: ما أكذبك، ولكني أخاف الديلم ومن للرجل من الدعاة بهذه البلاد، فقال: يال العجب! تخاف من هو منك على بلاد بعيدة وتراقبه، وتُسخط من أنت بمرأى منه ومسمع وهو قادر عليك وعلى أهلك!
وتردد القول بينهما حتى غلط الرضي في الجواب ... وآل الأمر إلى إنفاذ القاضي أبي بكر وأبي حامد الاسفرائيني، وأخذا اليمين على الرضي أنه لم يقل الشعر المنسوب إليه، ولا يعرفه واندرجت القصة على هذا)) .



الفخري في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (ص: 256)
المؤلف: محمد بن علي بن طباطبا المعروف بابن الطقطقي (المتوفى: 709هـ)
وفي تلك الأيّام نبعت الدّولة الفاطميّة بالمغرب.
شرح حال الدّولة العلويّة وابتدائها وانتهائها على سبيل الاختصار
هذه دولة اتسعت أكناف مملكتها وطالت مدّتها، فكان ابتداؤها حين ظهر المهديّ بالمغرب في سنة ستّ وتسعين ومائتين. وانتهاؤها في سنة سبع وستين وخمسمائة وكادت هذه الدولة أن تملك ملكا عامّا، وأن تدين الأمم لها. وإليها أشار الرّضيّ الموسوي [1]- قدّس الله روحه- بقوله:
ما مقامي على الهوان وعندي ... مقول قاطع وأنف حميّ
وإباء محلّق بي عن الضّيم ... كما زاغ طائر وحشيّ
أحمل الضّيم في بلاد الأعادي ... وبمصر الخليفة العلويّ
من أبوه أبي، ومولاه مولاي ... إذا ضامني البعيد القصيّ
لفّ عرقي بعرقه سيّدا الناس ... جميعا: محمد وعليّ
إنّ ذلي بذلك الجو عزّ ... وأوامي [2] بذلك الرّبع ريّ
(خفيف)





المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (15/ 117)
وأشعاره كثيرة مستحسنة، وإنما ذكرت منها هذا. وجرت للرضى قصة مع القادر بالله في أبيات رفع إليه أنه قالها وهي [هذه] [5] :
كم مقامي على الهون وعندي ... مقول قاطع وأنف حمي
وإباء محلق بي عن الضيم ... كما راع طائر وحشي
أي عذر له إلى المجد إن ذل ... غلام في غمده المشرفي
البس الذل في ديار الأعادي ... وبمصر الخليفة العلوي
من أبوه أبي ومولاه مولاي ... إذا ضامني البعيد القصي
لف عرقي بعرقه سيد الناس ... جميعا محمد وعلي
إن خوفي في ذلك الربع أمن ... وأوامي بذلك الورد ري
قد يذل العزيز ما لم يشمر ... لانطلاق وقد يضام الأبي
كالذي يقبس الظلام وقد أقمر ... من خلفه الهلال المضي
ولما كتب أصحاب الأخبار بهذه إلى القادر، غاظه أمرها، واستدعى القاضي أبا بكر محمد بن الطيب، وأنفذه إلى الشريف الطاهر أبي أحمد برسالة في هذا المعني، فقال القاضي أبو بكر في الرسالة: «قد علمت موضعك منا ومنزلتك عندنا وما لا نزال من الاعتداد بك، والثقة بصدق الموالاة منك، وما تقدم لك في الدولة العباسية من خدم سابقة ومواقف محمودة، وليس يجوز أن تكون على خليقة نرضاها ويكون والدك على ما يضادها، وقد بلغنا أنه قال شعرا هو كذا فيا ليت شعرنا [على] [1] أي مقام ذل أقام، وما الذي دعاه إلى هذا المقال، وهو ناظر في النقابة والحج فيما في أجل الأعمال وأقصاها علوا في المنزلة، وعساه لو كان بمصر [2] لما خرج من جملة الرعية، وما رأينا على بلوغ الامتعاض منا مبلغه أن تخرج بهذا الولد عن شكواه إليك وإصلاحه على يديك» .
فقال الشريف الطاهر: «والله ما عرفت هذا ولا أنا وأولادي إلا خدم الحضرة المقدسة المعترفون بالحق لها والنعمة منها، وكان في حكم التفضل أن يهذب هذا الولد بإنفاذ من يحمله إلى الدار العزيزة، ثم يتقدم في تأديبه بما يفعل، بأهل الغرة والحداثة» .
فقال له القاضي [أبو بكر] [1] : الشريف يفعل في ذلك ما يراه الحضرة المقدسة، فيزول ما خامرها به ثم استدعى الشريف ابنيه المرتضى والرضى، وعاتب الرضى العتاب المستوفى.
فقال له: ما قلت هذه الأبيات ولا أعرفها. فقال له: إذا كنت تنكرها فاكتب خطك للخليفة بمثل ما كنت كتبت به في أمر صاحب مصر، وأذكره بما أذكره به من الادعاء في نسبه، فقال: لا افعل، فقال [له] [2] : كأنك تكذبني بالامتناع عن مثل قولي، فقال: ما أكذبك، ولكني أخاف الديلم ومن للرجل من الدعاة بهذه البلاد، فقال: يال العجب تخاف من هو منك على بلاد بعيدة وتراقبه وتسخط من أنت بمرأى منه ومسمع وهو قادر عليك وعلى أهلك، وتردد القول بينهما حتى غلط الرضى في الجواب، فصاح الطاهر أبو محمد، وقام الرضى، وحلف الطاهر أن لا يقيم معه في بلد، وآل الأمر إلى إنفاذ القاضي أبي بكر وأبي حامد الأسفراييني، وأخذا اليمين على الرضى أنه لم يقل الشعر المنسوب إليه، ولا يعرفه واندرجت القصة على هذا.
توفي الرضى يوم الأحد لست خلون من محرم هذه السنة، وحضر الوزير فخر الملك وجميع الأشراف والقضاة والشهود والأعيان، ودفن في داره بمسجد الأنباريين، ومضى أخوه المرتضى إلى المشهد بمقابر قريش لأنه لم يستطع أن ينظر إلى تابوته، ودفنه وصلى عليه الوزير فخر الملك في الدار مع جماعة أمهم أبو عبد الله بن المهلوس العلوي، ثم دخل الناس أفواجا، فصلوا عليه، وركب فخر الملك في آخر النهار/ فعزى المرتضى وألزمه العود إلى داره ففعل، وكان مما رثاه أخوه المرتضى:





الكامل في التاريخ (6/ 577)
ذكر ابتداء الدولة العلوية بإفريقية
هذه دولة اتسعت أكناف مملكتها، وطالت مدتها، فإنها ملكت إفريقية هذه السنة، وانقرضت دولتهم بمصر سنة سبع وستين وخمسمائة، فنحتاج أن نستقصي ذكرها فنقول:
أول من ولي منهم أبو محمد عبيد الله، فقيل هو محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، (ومن ينسب هذا النسب يجعله عبد الله بن ميمون القداح الذي ينسب إليه القداحية.
وقيل هو عبيد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنهم) .
وقد اختلف العلماء في صحة نسبه، فقال هو وأصحابه القائلون بإمامته: إن نسبه صحيح على ما ذكرناه، ولم يرتابوا فيه.
وذهب كثير من العلويين العالمين بالأنساب إلى موافقتهم أيضا، ويشهد بصحة هذا القول ما قاله الشريف الرضي:
ما مقامي على الهوان وعندي ... مقول صارم، وأنف حمي
ألبس الذل في بلاد الأعادي ... وبمصر الخليفة العلوي
من أبوه أبي، ومولاه مولا ... ي إذا ضامني البعيد القصي
لف عرقي بعرقه سيدا النا ... س جميعا: محمد، وعلي
إن ذلي بذلك الجو عز ... وأوامي بذلك النقع ري
وإنما لم يودعها في بعض ديوانه خوفا، ولا حجة بما كتبه في المحضر المتضمن القدح في أنسابهم، فإن الخوف يحمل على أكثر من هذا، على أنه قد ورد ما يصدق ما ذكرته، وهو أن القادر بالله لما بلغته هذه الأبيات أحضر القاضي أبا بكر بن الباقلاني، فأرسله إلى الشريف أبي أحمد الموسوي والد الشريف الرضي، يقول له: قد عرفت منزلتك منا، وما لا نزال عليه من الاعتداد بك بصدق الموالاة منك، وما تقدم لك في الدولة من مواقف محمودة، ولا يجوز أن تكون أنت على خليفة ترضاه، ويكون ولدك على ما يضادها، وقد بلغنا أنه قال شعرا، وهو كذا وكذا، فيا ليت شعري على أي مقام ذل أقام، وهو ناظر في النقابة والحج، وهما من أشرف الأعمال، ولو كان بمصر لكان كبعض الرعايا، وأطال القول، فحلف أبو أحمد أنه ما علم بذلك.
وأحضر ولده، وقال له في المعنى فأنكر الشعر، فقال له: اكتب خطك إلى الخليفة بالاعتذار، واذكر فيه أن نسب المصري مدخول، وأنه مدع في نسبه، فقال: لا أفعل! فقال أبوه: تكذبني في قولي؟
فقال: ما أكذبك، ولكني أخاف من الديلم، وأخاف من المصري ومن الدعاة في البلاد، فقال أبوه: أتخاف ممن هو بعيد عنك، وتراقبه، وتسخط من (هو قريب) وأنت بمرأى منه ومسمع، وهو قادر عليك وعلى أهل بيتك؟
وتردد القول بينهما، ولم يكتب الرضي خطه، فحرد عليه أبوه وغضب وحلف أنه لا يقيم معه في بلد، فآل الأمر إلى أن حلف الرضي (أنه) ما قال هذا الشعر واندرجت القصة على هذا.
ففي امتناع الرضي من الاعتذار، ومن أن يكتب طعنا في نسبهم مع الخوف، دليل قوي على صحة نسبهم.
وسألت أنا جماعة من أعيان العلويين في نسبه، فلم يرتابوا في صحته، وذهب غيرهم إلى أن نسبه مدخول ليس بصحيح، وعدا طائفة منهم إلى أن جعلوا نسبه يهوديا، وقد كتب في الأيام القادرية محضر يتضمن القدح في نسبه ونسب أولاده، وكتب فيه جماعة من العلويين وغيرهم أن نسبه إلى أمير المؤمنين علي غير صحيح.
فممن كتب فيه من العلويين المرتضى، وأخوه الرضي، وابن البطحاوي، وابن الأزرق العلويان، ومن غيرهم ابن الأكفاني وابن الخرزي، وأبو العباس الأبيوردي، وأبو حامد، والكشفلي، والقدوري، والصيمري أبو الفضل النسوي، وأبو جعفر النسفي، وأبو عبد الله بن النعمان، فقيه الشيعة.
وزعم القائلون بصحة نسبه أن العلماء ممن كتب في المحضر إنما كتبوا خوفا وتقية، ومن لا علم عنده بالأنساب فلا احتجاج بقوله.
وزعم الأمير عبد العزيز، صاحب تاريخ إفريقية والمغرب، أن نسبه معرق في اليهودية، ونقل فيه عن جماعة من العلماء، وقد استقصى، ذكر ابتداء دولتهم، وبالغ.
وأنا أذكر معنى ما قاله مع البراءة من عهدة طعنه في نسبه، وما عداه فقد أحسن فيما ذكر، قال:
لما بعث الله تعالى سيد الأولين والآخرين محمدا صلى الله عليه وسلم عظم ذلك على اليهود والنصارى والروم والفرس وقريش، وسائر العرب، لأنه سفه أحلامهم، (وعاب) أديانهم وآلهتهم، وفرق جمعهم، فاجتمعوا يدا واحدة عليه، فكفاه الله كيدهم، ونصره عليهم، فأسلم منهم من هداه الله تعالى، فلما قبض صلى الله عليه وسلم نجم النفاق، وارتدت العرب، وظنوا أن الصحابة يضعفون بعده، فجاهد أبو بكر، رضي الله عنه، في سبيل الله، فقتل مسيلمة، ورد الردة، وأذل الكفر، ووطأ جزيرة العرب، وغزا فارس والروم، فلما حضرته الوفاة ظنوا أن بوفاته ينتقص الإسلام.
فاستخلف عمر بن الخطاب، فأذل فارس والروم، وغلب على ممالكها، فدس عليه المنافقون أبا لؤلؤة فقتله، ظنا منهم أن بقتله ينطفئ نور الإسلام.
فولي بعده عثمان، فزاد في الفتوح، واتسعت مملكة الإسلام، فلما قتل وولي بعده أمير المؤمنين علي قام بالأمر أحسن قيام.
فلما يئس أعداء الإسلام من استئصاله بالقوة أخذوا في وضع الأحاديث الكاذبة، وتشكيك ضعفة العقول في دينهم، بأمور قد ضبطها المحدثون، وأفسدوا الصحيح بالتأويل والطعن عليه.
فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد وأبو شاكر ميمون بن ديصان صاحب كتاب " الميزان " في نصرة الزندقة، وغيرهما، فألقوا إلى من وثقوا به أن لكل شيء من العبادات باطنا وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه، ومن عرف الأئمة والأبواب، صلاة ولا زكاة، ولا غير ذلك، ولا حرم عليهم شيئا، وأباحوا لهم نكاح الأمهات والأخوات، وإنما هذه قيود للعامة ساقطة عن الخاصة.
وكانوا يظهرون التشيع لآل النبي صلى الله عليه وسلم ليستروا أمرهم، ويستميلوا العامة، وتفرق أصحابهم في البلاد، وأظهروا الزهد والعبادة، يغرون الناس بذلك وهم على خلافه، فقتل أبو الخطاب وجماعة من أصحابه بالكوفة، وكان أصحابه قالوا له: إنا نخاف الجند، فقال لهم: إن أسلحتهم لا تعمل فيكم، فلما ابتدؤوا في ضرب أعناقهم قال له أصحابه ألم تقل إن سيوفهم لا تعمل فينا؟ فقال: إذا كان قد أراد الله فما حيلتي؟ وتفرقت هذه الطائفة في البلاد وتعلموا الشعبذة، والنارنجيات، والزرق والنجوم، والكمياء، فهم يحتالون على كل قوم بما يتفق عليهم وعلى العامة بإظهار الزهد.
ونشأ لابن ديصان ابن يقال له عبد الله القداح، علمه الحيل، وأطلعه على أسرار هذه النحلة، فحذق وتقدم.
وكان بنواحي كرخ وأصبهان رجل يعرف بمحمد بن الحسين ويلقب بدندان يتولى تلك المواضع، وله نيابة عظيمة، وكان يبغض العرب ويجمع مساويهم، فسار إليه القداح، وعرفه من ذلك ما زاد به محله، وأشار عليه أن لا يظهر، (ما في نفسه) ، وإنما يكتمه، ويظهر التشيع والطعن على الصحابة، فإن الطعن فيهم طعن في الشريعة، فإن بطريقهم وصلت إلى من بعدهم، فاستحسن قوله وأعطاه مالا عظيما ينفقه على الدعاة إلى هذا المذهب فسيره إلى كور الأهواز والبصرة، والكوفة، وطالقان، وخراسان، وسلمية، من أرض حمص، وفرقه في دعاته، وتوفي القداح، ودندان.
وإنما لقب القداح لأنه كان يعالج العيون ويقدحها.
فلما توفي القداح قام بعده ابنه أحمد مقامه، وصحبه إنسان يقال له رستم بن الحسين بن حوشب بن داذان النجار، من أهل الكوفة، فكانا يقصدان المشاهد، وكان باليمن رجل اسمه محمد بن الفضل كثير المال والعشيرة من أهل الجند، يتشيع، فجاء إلى مشهد الحسين بن علي يزوره، فرآه أحمد ورستم يبكي كثيرا، فلما خرج اجتمع به أحمد، وطمع فيه لما رأى من بكائه، وألقى إليه مذهبه فقبله، وسير معه النجار إلى اليمن، وأمره بلزوم العبادة والزهد ودعوة الناس إلى المهدي وأنه خارج في هذا الزمان باليمن، فسار النجار إلى اليمن، ونزل بعدن، بقرب قوم من الشيعة يعرفون ببني موسى، وأخذ في بيع ما معه.
وأتاه بنو موسى، وقالوا له: فيم جئت؟ قال: للتجارة.
قالوا: لست بتاجر، وإنما أنت رسول المهدي، وقد بلغنا خبرك، ونحن بنو موسى، ولعلك قد سمعت بنا، فانبسط ولا تحتشم، فإنا إخوانك، فأظهر أمره، وقوى عزائمهم، وقرب أمر المهدي بالاستكثار من الخيل والسلاح، وأخبرهم أن هذا أوان ظهور المهدي، ومن عندهم يظهر.
واتصلت أخباره بالشيعة الذين بالعراق، فساروا إليه فكثر جمعهم وعظم بأسهم، وأغاروا على من جاورهم، وسبوا، وجبوا الأموال، وأرسل إلى من بالكوفة من ولد عبد الله القداح هدايا عظيمة، وكانوا أنفذوا إلى المغرب رجلين أحدهما يعرف بالحلواني، والآخر يعرف بأبي سفيان، وقالوا لهما: إن المغرب أرض بور، فاذهبا فاحرثا حتى يجيء صاحب البدر، فسارا فنزل بأرض كتامة ببلد (يسمى مرمجنة) والآخر بسوق حمار، فمالت قلوب أهل تلك النواحي إليهما، وحملوا إليهما الأموال والتحف، فأقاما سنين كثيرة، وماتا، وكان أحدهما قريب الوفاة من الآخر.




المختصر في أخبار البشر (2/ 64)
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك المؤيد، صاحب حماة (المتوفى: 732هـ)
وقد اختلف العلماء في صحة نسبه. فقال القائلون بإمامته: إِن نسبه صحيح، ولم يرتابوا فيه، وذهب كثير من العلويين العالمين بالأنساب، إِلى موافقتهم أيضاً، ويشهد بصحته ما قاله الشريف الرضي.
ما مُقامي على الهوان وعندي ... مقولٌ صارمٌ وأنفٌ حمي
ألبِسَ الذل في بلاد الأعادي ... وبمصر الخليفة العلوي
مَنْ أبوه أبي ومولى مولا ... ي إِذا ضامني البعيد القصي
لف عرقي بعرقه سيد النا ... سِ جميعاً محمد وعلي
وذهب آخرون إلى أن نسبهم مدخول، ليس بصحيح، وبالغ طائفة منهم إِلى أن جعلوا نسبهم في اليهود، فقالوا:






تاريخ ابن خلدون (3/ 449)
ابتداء دولة العبيديّين من الشيعة بإفريقية
نسبة هؤلاء العبيديّين إلى أوّل خلفائهم، وهو عبيد الله المهدي بن محمد الحبيب بن جعفر المصدّق بن محمد المكتوم بن إسماعيل الإمام بن جعفر الصادق، ولا يلتفت لإنكار هذا النسب، فكتاب المعتضد إلى ابن الأغلب بالقيروان وابن مدرار بسلجماسة يغريهم بالقبض عليه لمّا سار إلى المغرب شاهد بصحّة نسبهم وشعر الشريف الرضي في قوله:
ألبس الذلّ في بلاد الأعادي ... وبمصر الخليفة العلويّ
من أبوه أبي ومولاه مولاي ... إذا ضامني البعيد القصيّ
لفّ عرقي بعرقه سيّدا لناس ... جميعا، محمّد وعليّ
وأما المحضر الّذي ثبت ببغداد أيام القادر بالقدح في نسبهم، وشذّ فيه أعلام الأئمّة مثل القدوري والصهيريّ [1] وأبي العبّاس الأبيورديّ وأبي حامد الأسفراينيّ وأبي الفضل النسويّ وأبي جعفر النسفيّ، ومن العلويّة المرتضى وابن البطحاوي، وابن الأزرق، وزعيم الشيعة أبو عبد الله بن النعمان، فهي شهادة على السماع. وكان ذلك متّصلا في دولة العبّاسية منذ مائتين من السنين فاشيا في أمصارهم وأعصارهم. والشهادة على السماع في مثله جائزة على أنّها شهادة نفي، ولا تعارض ما ثبت في كتاب المعتضد مع أن طبيعة الوجود في الانقياد لهم، وظهور كلمتهم أدل شيء على صدق نسبهم. وأمّا من جعل نسبهم في اليهودية أو النصرانيّة لميمون القدّاح أو غيره فكفاه إثما تعرّضه لذلك. وأما دعوتهم التي كانوا يدعون لها فقد تقدّم ذكرها في مذاهب الشيعة من مقدّمة الكتاب، وانقسمت مذاهب الشيعة مع اتفاقهم على تفضيل عليّ على جميع الصحابة إلى الزيديّة القائلين بصحة إمامة الشيخين مع فضل عليّ، ويجوّزون إمامة المفضول وهو مذهب زيد الشهيد وأتباعه، والرافضة ويدعون بالإمامية المتبرّءين من الشيخين بإهمالهما وصية النبيّ صلى الله عليه وسلم بخلافة عليّ. مع أنّ هذه الوصية لم تنقل من طريق صحيح، قال بها أحد من السلف الذين يقتض بهم، وإنما هي من أوضاع الرّافضة.








اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (1/ 22)
المؤلف: أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ)
ذكر ما قيل في أنساب خلفاء الفاطميين
قال مؤلفه رحمة الله تعالى عليه
وقد وقفت على مجلد يشتمل على بضع وعشرين كراسة في الطعن على أنساب الخلفاء الفاطميين، تأليف الشريف العابد المعروف بأخي محسن، وهو محمد بن علي بن الحسين ابن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق ويكنى بأبي الحسين؛ وهو كتاب مفيد.
وقد غبرت زمانا أظن أنه قائل ما أنا حاكية حتى رأيت محمد بن إسحق النديم في كتاب الفهرست ذكر هذا الكلام بنصه، وعزاه إلى أبي عبد الله بن رزام، وأنه ذكره في كتابه الذي رد فيه على الإسماعيلية، قال وأنا بريء من قوله: هؤلاء القوم من ولد ديصان الثنوي، الذي ينسب إليه الثنوية وهو مذهب يعتقدون فيه خالقين، أحدهما يخلق النور، والآخر يخلق الظلمة فولد ديصان هذا ابناً يقال له ميمون القداح.




اتعاظ الحنفاء بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء (1/ 31)
وذكر أبو الحسين هلال بن المحسن بن إبراهيم بن هلال الصابي، وابنه غرس الدولة محمد في تاريخهما أن القادر بالله عقد مجلسا أحضر فيه الطاهر أبا أحمد الحسين ابن موسى بن محمد بن إبراهيم بن موسى بن جعفر الصادق، وابنه أبو القاسم عليا المرتضى، وجماعة من القضاة والشهود والفقهاء، وأبرز إليهم أبيات الشريف الرضي أبي الحسن محمد بن أحمد الحسين التي أولها:
ما مقامي على الهوان وعندي ... مقولٌ صارمٌ، وأنفٌ حميّ
وإباءٌ محلّقٌ بي عن الضيم، ... كما راغ طائرٌ وحشيّ
أيّ عذر له إلى المجد إن ذلّ ... غلامٌ في غمده المشرفيّ
أحمل الضيم في بلاد الأعادي، ... وبمصر الخليفة العلويّ
من أبوه أبي، ومولاه مولا ... ي، إذا ضامني البعيد القصيّ
لفّ عرقي بعرقه سيدا النا ... س جميعا: محمدٌ وعليّ
إنّ جوعي بذلك الربع شبعٌ ... وأُوامي بذلك الظلّ ريّ
مثل من يركب الظلام وقد أس ... رى ومن خلفه هلالٌ مضيّ
وقال الحاجب للنقيب أبي أحمد: قل لولدك محمد: أي هوان قد أقام فيه عندنا؟ وأي ضيم لقي من جهتنا؟ وأي ذلك أصابه في مملكتنا؟ وما الذي يعمل معه صاحب مصر لو مضى إليه؟ أكان يصنع إليه أكثر من صنيعنا؟ ألم نوله النقابة؟ ألم نوله المظالم؟ ألم نستخلفه على الحرمين والحجاز وجعلناه أمير الحجيج؟ فهل كان يحصل له من صاحب مصر أكثر من هذا؟ ما نظنه كان يكون لو حصل عنده إلا واحدا من أبناء الطالبيين بمصر.
فقال النقيب أبو أحمد: أما هذا الشعر فمما لم نسمعه منه، ولا رأيناه بخطه، ولا يبعد أن يكون بعض أعدائه نحله إياه، وعزاه إليه.
فقال القادر: إن كان كذلك فليكتب الآن محضر يتضمن القدح في أنساب ولاة مصر، ويكتب محمد خطه فيه.
فكتب محضر بذلك، شهد فيه جميع من حضر المجلس، منهم: النقيب أبو أحمد، وابنه المرتضى.
وحمل المحضر إلى الرضى ليكتب فيه خطه، حمله أبوه وأخوه، فامتنع، وقال: لا أكتب، وأخاف دعاة صاحب مصر.
وأنكر الشعر، وكتب بخطه أنه ليس بشعره، ولا يعرفه؛ فأجبره أبوه على أن يسطر خطه في المحضر، فلم يفعل، وقال: أخاف دعاة المصريين وغلبتهم، فإنهم معروفون بذلك.
فقال أبوه: يا عجبا! أتخاف من بينك وبينه ستمائة فرسخ، ولا تخاف من بينك وبينه مائة ذراع؟
وحلف أن لا يكلمه، وكذلك المرتضى، فعلا ذلك تقية وخوفا من القادر، وتسكينا له.
فلما انتهى الأمر إلى القادر سكت على سوء أضمره له، وبعد ذلك بأيام صرفه عن النقابة، وولاها محمد بن عمر النهرسابسي.






المقفى الكبير (4/ 289)
المؤلف: تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845 هـ = 1440 م)
1528 - المهديّ [عبيد الله الفاطميّ] [- 322]
[211 أ] عبيد الله، المهديّ بالله، الإمام أمير المؤمنين، أبو محمد، ابن محمد الحبيب بن
....
الی (۲۵ صفحه)
.....
المقفى الكبير (4/ 315)
وأعلو بسيفي قاهرا لسيوفكم ... وأدخلها عفوا وأملؤها قتلا (1*)







الشيعة وأهل البيت (ص: 283)
المؤلف: إحسان إلهي ظهير الباكستاني (المتوفى: 1407هـ)
_________
(1) الفاطميون
ولا أدري كيف يتبناهم شيعة عصرنا ويقولون: إنها كانت دولة شيعية، وإنهم بناة مجدنا ودعاة مذهبنا، ومؤسسوا العلم والحضارة في مصر، ومنشؤوا المساجد ودور الكتب والجامعات" (الشيعة في الميزان للمغنية ص149 وما بعد، أعيان الشيعة ص264 القسم الثاني).
مع تكفيرهم إياهم واتفاقهم على خروجهم من الإسلام والملة الإسلامية الحنيفية. فلقد كتب محضر في عصر الخليفة القادر العباسي في شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة. وعليه توقيعات من أشراف القوم ونقبائهم، وخصوصاً من يلقب بنقيب الأشراف وجامع نهج البلاغة، السيد رضى وأخيه السيد مرتضى، واحتفاظاً على التاريخ والوثيقة التاريخية ننقلها بتمامها ههنا:-
"إن الناجم بمصر وهو منصور بن نزار الملقب بالحاكم - حكم الله عليه بالبوار والخزي والنكال - ابن معد بن إسماعيل بن عبد الرحمن بن سعيد - لا أسعده الله - فإنه لما سار إلى المغرب تسمى بعبيد الله وتلقب بالمهدي، هو ومن تقدمه من سلفه الأرجاس الأنجاس - عليه وعليهم اللعنة - أدعياء خوارج، لا نسب لهم في ولد علي بن أبي طالب، وإن ذلك باطل وزور، وإنهم لا يعلمون أن أحداً من الطالبيين توقف عن إطلاق القول في هؤلاء الخوارج إنهم أدعياء، وقد كان هذا الإنكار شائعاً بالحرمين في أول أمرهم بالمغرب، منتشراً انتشار يمنع مع أن يدلس على أحد كذبهم، أو يذهب وهم إلى تصديقهم، وإن هذا الناجم بمصر هو وسلفه كفار وفساق فجار زنادقة ولمذهب الثنوية والمجوسية معتقدون، قد عطلوا الحدود، وأباحوا الفروج، وسفكوا الدماء، وسبوا الأنبياء، ولعنوا السلف، وادعوا الربوبية. التوقيعات:-
الشريف الرضي، السيد المرتضى أخوه، وابن الأزرق الموسوي، ومحمد بن محمد بن عمر بن أبي يعلى العلويون. والقاضي أبو محمد عبد الله بن الأكفاني، والقاضي أبو القاضي أبو القاسم الجزري، والإمام أبو حامد الإسفرائيني وغيرهم الكثيرون الكثيرون" ("النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة" لجمال الدي تسفري بردى الأتابكي، المتوفى 874هـ‍ج4 ص229، 230، أيضاً. "شذرات الذهب" و"تاريخ الإسلام" للذهبي و"مرآة العقول" و"المنتظم" و"عقد الجمان")