سال بعدالفهرستسال قبل

حبيب بن مظاهر الأسدي(000 - 61 هـ = 000 - 680 م)

السبط الشهیدعلیه السلام
الأقارب و ذرية الامام أبي عبد الله الحسين علیه السلام
أصحاب الامام أبي عبد الله الحسين علیه السلام
أصحاب الامام أبي عبد الله الحسين علیه السلام-فهرست الاسامي-زیارت ناحیة
حبيب بن مظاهر الأسدي(000 - 61 هـ = 000 - 680 م)





أعيان‏الشيعة، ج‏4، ص: 553
حبيب بن مظاهر.
روى حماد بن عثمان عنه عن أبي عبد الله ع في الفقيه في باب حكم من قطع عليه الطواف بصلاة أو غيرها.
أبو القاسم حبيب بن مظهر أو مظاهر بن رئاب ابن الأشتر بن حجوان بن فقعس بن طريف بن عمرو بن قيس بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد الاسدي الكندي ثم الفقعسي.
استشهد مع الحسين ع بكربلاء سنة 61.
(مظهر) في الخلاصة: بضم الميم و فتح الظاء المعجمة و تشديد الهاء و الراء أخيرا و قيل مظاهر (اه). و في رجال ابن داود حبيب بن مظاهر و قيل مظهر بفتح الظاء و تشديد الهاء و كسرها و الأول بخط الشيخ رحمه الله (اه). و الذي في أكثر النسخ من كتب التاريخ و غيرها مظهر بوزن مطهر و هو الصواب، و ما في الكتب الحديثة انه ابن مظاهر خلاف المضبوط قديما.
أقوال العلماء فيه‏
كان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين ع و لقوا جبال الحديد و استقبلوا الرماح بصدورهم و السيوف بوجوههم و هم يعرض عليهم الأمان و الأموال فيأبون و يقولون لا عذر لنا عند رسول الله ص ان قتل الحسين و منا عين تطرف حتى قتلوا حوله. و لقد خرج حبيب بن مظاهر الأسدي و هو يضحك، فقال له برير بن خضير
أعيان‏الشيعة، ج‏4، ص: 554
الهمداني «1» و كان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك قال فاي موضع أحق من هذا بالسرور؟ و الله ما هو الا أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور بالعين. قال الكشي: هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخرة البصرة و الكوفة (اه). و في لسان الميزان حبيب بن مظهر الأسدي روى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ذكره الطوسي في رجال الشيعة. و قال عمرو الكشي: كان من أصحاب علي، ثم كان من أصحاب الحسن و الحسين، و ذكر له قصة مع ميثم التمار، و يقال ان حبيب بن مظهر قتل مع الحسين بن علي رضي الله عنهم (اه).
و في مجالس المؤمنين. عن روضة الشهداء أنه قال: حبيب رجل ذو جمال و كمال و في يوم وقعة كربلاء كان عمره 75 سنة و كان يحفظ القرآن كله و كان يختمه في كل ليلة من بعد صلاة العشاء إلى طلوع الفجر (اه).
و في ابصار العين: قال أهل السير ان حبيبا نزل الكوفة و صحب عليا ع في حروبه كلها، و كان من خاصته و حملة علومه (اه). و عن البحار أن فيه. محمد بن الحسين عن محمد بن جعفر عن أحمد بن أبي عبد الله قال: قال علي بن الحكم من أصفياء أصحاب علي ع عمرو بن الحمق الخزاعي عربي و ميثم التمار و هو ميثم بن يحيى مولى و رشيد الهجري و حبيب بن مظهر الأسدي و محمد بن أبي بكر (اه).
هل هو صاحبي أو تابعي‏
يظهر من عدم عد الشيخ له في أصحاب الرسول ص و عده في أصحاب علي و الحسنين ع أنه ليس بصحابي و لم يذكره صاحبا الاستيعاب و أسد الغابة في عداد الصحابة و لكن في الاصابة حبيب بن مظهر بن رئاب بن الأشتر بن حجوان بن فقعس الكندي ثم الفقعسي له ادراك و عمر حتى قتل مع الحسين بن علي، ذكره ابن الكلبي مع ابن عمه ربيعة بن خوط بن رئاب اه. و في مجالس المؤمنين: حبيب بن مظاهر الأسدي محسوب من أكابر التابعين، ثم حكى عن كتاب روضة الشهداء ما ترجمته: انه تشرف بخدمة الرسول ص و سمع منه أحاديث، و كان معززا مكرما بملازمة حضرة المرتضى علي اه.
أخباره في واقعة كربلاء
روى الطبري في تاريخه و تبعه ابن الأثير ان حبيب بن مظاهر كان من جملة الذين كتبوا إلى الحسين ع لما امتنع من بيعة يزيد و خرج إلى مكة. و كانت صورة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم لحسين بن علي من سليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و رفاعة بن شداد و حبيب بن مظاهر و شيعته من المؤمنين و المسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك فانا نحمد إليك الله الذي لا اله الا هو! أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها و غصبها فياها و تامر عليها بغير رضى منها ثم قتل خيارها و استبقى شرارها و جعل مال الله دولة بين جبابرتها و أغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود انه ليس علينا امام فاقبل لعل الله يجمعنا بك على الحق، و النعمان بن بشير في قصر الامارة لسنا نجتمع معه في جمعة و لا نخرج معه إلى عيد و لو قد بلغنا انك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام ان شاء الله و السلام و رحمة الله و بركاته عليك. و قال الطبري: انه لما ورد مسلم بن عقيل الكوفة و نزل دار المختار بن أبي عبيد و أقبلت الشيعة تختلف اليه فقام عابس بن أبي شبيب الشاكري فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: أما بعد فاني لا أخبرك عن الناس و لا اعلم ما في أنفسهم و ما أغرك منهم و الله أحدثك عما انا موطن نفسي عليه: و الله لأجيبنكم إذا دعوتم و لأقاتلن معكم عدوكم و لأضربن بسيفي دونكم حتى القى الله لا أريد بذلك الا ما عند الله. فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي فقال رحمك الله قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك، ثم قال: و انا و الله الذي لا اله الا هو على مثل ما هذا عليه اه. و في ابصار العين:
قال أهل السير جعل حبيب و مسلم يأخذان البيعة للحسين ع في الكوفة حتى إذا دخلها عبيد الله بن زياد و خذل أهلها عن مسلم و تفرق أنصاره حبسهما عشائرهما و اخفياهما، فلما ورد الحسين كربلاء خرجا اليه مختفيين يسيران الليل و يكمنان النهار حتى وصلا اليه اه. و روى محمد بن أبي طالب في مقتله انه لما وصل حبيب إلى الحسين (ع) و رأى قلة أنصاره و كثرة محاربيه قال للحسين ع، ان هاهنا حيا من بني أسد فلو أذنت لي لسرت إليهم و دعوتهم إلى نصرتك لعل الله ان يهديهم و ان يدفع بهم عنك! فاذن له الحسين ع فسار إليهم حتى وافاهم فجلس في ناديهم و وعظهم و قال في كلامه: يا بني أسد قد جئتكم بخير ما أتى به رائد قومه، هذا الحسين بن علي أمير المؤمنين و ابن فاطمة بنت رسول الله ص و قد نزل بين ظهرانيكم في عصابة من المؤمنين، و قد أطافت به اعداؤه ليقتلوه، فاتيتكم لتمنعوه و تحفظوا حرمة رسول الله ص فيه، فو الله لئن نصرتموه ليعطينكم الله شرف الدنيا و الآخرة، و قد خصصتكم بهذه المكرمة لأنكم قومي و بنو أبي و أقرب الناس مني رحما. فقام عبد الله بن بشير الاسدي و قال: شكر الله سعيكم يا أبا القاسم! فو الله لجئتنا بمكرمة يستأثر بها المرء الأحب فالأحب! أما انا فأول من أجاب و أجاب جماعة بنحو جوابه فنهدوا مع حبيب و انسل منهم رجل فأخبر ابن سعد فأرسل الأزرق في خمسمائة فارس، فعارضهم ليلا و مانعهم فلم يمتنعوا فقاتلهم، فلما علموا أن لا طاقة لهم بهم تراجعوا في ظلام الليل و تحملوا عن منار لهم، و عاد حبيب إلى الحسين ع فأخبره بما كان، فقال ع (و ما تشاؤون الا ان يشاء الله) و لا حول و لا قوة إلا بالله. و روى الطبري انه لما نزل الحسين ع كربلاء و اقبل عمر بن سعد من الغد في اربعة آلاف حتى نزل بالحسين أرسل ابن سعد إلى الحسين كثير بن عبد الله الشعبي فلما رآه أبو تمامة الصائدي قال للحسين: أصلحك الله أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض و أفتكهم فقام اليه فقال ضع سيفك فأبى قال فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم فأبى ثم استبا و انصرف. فأرسل ابن سعد قرة بن قيس الحنظلي فلما رآه الحسين مقبلا قال أ تعرفون هذا؟ فقال حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم و هو ابن أختنا و لقد كنت أعرفه بحسن الرأي، و ما كنت أراه يشهد هذا المشهد، فجاء حتى سلم على الحسين و أبلغه رسالة عمر بن سعد اليه. فقال له الحسين كتب إلي أهل مصركم هذا ان أقدم فاما إذ كرهتموني فانا انصرف عنهم. ثم قال له حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرة بن قيس أنى ترجع إلى القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة و إيانا معك. فقال له قرة: أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته و أرى رأيي اه. و روى الطبري أيضا انه لما زحف ابن سعد إلى الحسين ع يوم التاسع من المحرم، قال العباس بن علي أتاك القوم! فقال اركب يا أخي حتى تلقاهم‏
أعيان‏الشيعة، ج‏4، ص: 555
و تسألهم عما جاء بهم. فأتاهم العباس في نحو من عشرين فارسا فيهم:
زهير بن القين و حبيب بن مظاهر، فسألهم- العباس فقالوا: جاء أمر الأمير بان نعرض عليكم ان تنزلوا على حكمه أو ننازلكم. قال: فلا تعجلوا حتى ارجع إلى أبي عبد الله فاعرض عليه ما ذكرتم. فوقفوا و انصرف العباس راجعا يركض إلى الحسين و وقف أصحابه يخاطبون القوم، فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين: كلم القوم ان شئت و ان شئت كلمتهم، فقال له زهير: أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم. فقال لهم حبيب بن مظاهر:
أما و الله لبئس القوم عند الله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه ع و عترته و أهل البيت ص و عباد أهل هذا العصر [المجتهدين‏] المتهجدين بالأسحار و الذاكرين الله كثيرا. فقال له عزرة بن قيس: انك لتزكي نفسك ما استطعت، فأجابه زهير بن القين بما سيذكر في ترجمته إن شاء الله تعالى.
و ذكر الطبري و ابن الأثير ان الحسين ع لما عبا أصحابه يوم عاشوراء جعل زهير بن القين في الميمنة و حبيب بن مظاهر في الميسرة. و روى أبو مخنف و حكاه عنه الطبري و ذكره ابن الأثير ان الحسين ع لما خطب يوم عاشوراء الخطبة التي يقول فيها أما بعد فانسبوني فانظروا من انا إلخ؟ فقال له شمر بن ذي الجوشن هو يعبد الله على حرف ان كان يدري ما تقول. قال له حبيب بن مظاهر: و الله اني لأراك تعبد الله على سبعين حرفا و انا أشهد انك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك.
و روى الطبري عن أبي مخنف انه لما دنا عمر بن سعد و رمى بسهم ارتمى الناس فلما ارتموا خرج يسار مولى زياد و سالم مولى عبيد الله بن زياد، فقالا: من يبارز؟ فوثب حبيب بن مظاهر و برير بن خضير، فقال لهما الحسين اجلسا فقام عبد الله بن عمير الكلبي و استاذن الحسين ع في مبارزتهما فاذن له، فقالا، لا نعرفك! ليخرج إلينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر، و جرى بينه و بينهما كلام إلى ان قتلهما- كما ياتي في ترجمته (إن شاء الله) و روى الطبري عن أبي مخنف بسنده انه لما صرع مسلم بن عوسجة الأسدي أول أصحاب الحسين مشى اليه الحسين و حبيب بن مظاهر فدنا منه حبيب فقال: عز علي مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنة! فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير! فقال له حبيب: لو لا اني اعلم اني في اثرك لاحق بك من ساعتي هذه لأحببت ان توصيني بكل ما همك حتى أحفظك في كل ذلك بما أنت أهل له في القرابة و الدين قال بل انا أوصيك بهذا رحمك الله- و أهوى بيده إلى الحسين- ان تموت دونه. قال: افعل و رب الكعبة. و روى الطبري عن أبي مخنف و ذكره ابن الأثير انه لما حضر وقت صلاة الظهر و قال الحسين: سلوهم ان يكفوا عنا حتى نصلي ففعلوا، فقال لهم الحصين ابن تميم: انها لا تقبل. قال له حبيب بن مظاهر زعمت لا تقبل الصلاة من آل رسول الله ص و تقبل منك يا خمار أو يا حمار! فحمل عليه حصين بن تميم و خرج اليه حبيب بن مظاهر فرضب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه و حمله أصحابه فاستنقذوه و أخذ حبيب يقول:
أقسم لو كنا لكم اعدادا أو شطركم وليتم الأكتادا
يا شر قوم حسبا و آدا


و جعل يقول يومئذ:
انا حبيب و أبي مظهر فارس هيجاء و حرب تسعر
أنتم أعد عدة و أكثر و نحن اوفى منكم و أصبر
و نحن أعلى حجة و أظهر حقا و اتقى منكم و اعذر

و قاتل حبيب قتالا شديدا، فحمل عليه بديل بن صريم العقفاني من بني عقفان من خزاعة فضربه حبيب بالسيف على رأسه فقتله و حمل عليه آبر من بني تميم فطعنه فوقع فذهب ليقوم فضربه الحصين بن تميم على رأسه بالسيف فوقع و نزل اليه التميمي فاحتز رأسه، فقال له الحصين انا شريكك في قتله، فقال الآخر: و الله ما قتله غيري. فقال الحصين أعطنيه اعلقه في عنق فرسي كيما يرى الناس اني شركت في قتله ثم خذه و امض به إلى ابن زياد فلا حاجة لي فيما تعطاه، فأبى عليه فأصلح قومه فيما بينهما على هذا فدفع اليه رأس حبيب. فجال به في العسكر قد علقه في عنق فرسه. ثم دفعه بعد ذلك اليه.- فانظر إلى ما آلت اليه حالة الإسلام و المسلمين.
و الحصين بن تميم هو صاحب شرطة ابن زياد يتنازع مع آخر في رأس رجل هو من خيار المسلمين و يتجادل معه طويلا، لما ذا؟ لاجل ان يأخذ الرأس فيعلقه في عنق فرسه يضربه بركبتيه و يجول به في العسكر ليعلم الناس انه شرك في قتله!! فيكون خبث و خسة و استخفاف بالدين أكثر من هذا؟!- فلما رجعوا إلى الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه في لبان فرسه ثم اقبل به إلى ابن زياد في القصر فبصر به ابنه القاسم بن حبيب- و هو يومئذ قد راهق- فاقبل مع الفارس لا يفارقه كلما دخل القصر دخل معه و إذا خرج خرج معه، فارتاب به، فقال ما لك يا بني تتبعني؟ قال لا شي‏ء! قال بلى يا بني أخبرني! قال له ان هذا الرأس الذي معك رأس أبي أ فتعطينيه حتى أدفنه؟ قال يا بني لا يرضى الأمير ان يدفن و انا أريد ان يثيبني الأمير على قتله ثوابا حسنا. فقال له الغلام: لكن الله لا يثيبك على ذلك الا أسوأ الثواب، أما و الله لقد قتلته خيرا منك و بكى، فمكث الغلام حتى إذا أدرك لم يكن له همة الا اتباع اثر قاتل أبيه ليجد منه غرة فيقتله بابيه. فلما كان زمن مصعب بن الزبير و غزا مصعب باجميرا- و هو موضع بأرض الموصل- دخل عسكر مصعب فإذا قاتل أبيه في فسطاطه، فاقبل يختلف في طلبه و التماس غرته، فدخل عليه و هو قائل نصف النهار فضربه بسيفه حتى برد. و روى أبو مخنف انه لما قتل حبيب بن مظاهر هد ذلك حسينا و قال:
عند الله احتسب نفسي و حماة أصحابي.
حبيب بن المعلى الخثعمي‏











































شرح حال حبيب بن مظاهر الأسدي(000 - 61 هـ = 000 - 680 م)