سال بعدالفهرستسال قبل

الشهید علي الأكبر بن سید الشهداء ع(33 - 61 هـ = 653 - 680 م)

السبط الشهیدعلیه السلام





الأعلام للزركلي (4/ 277)
علي بن الحسين
(000 - 61 هـ = 000 - 680 م)
علي " الأكبر " بن الحسين بن علي بن أبي طالب، القرشي الهاشمي: من سادات الطالبيين وشجعانهم. قتل مع أبيه " الحسين " السبط الشهيد، في وقعة الطفّ (كربلاء) وكان أول من قتل بها من أهل الحسين، طعنه مرة بن منقذ بن النعمان العبديّ (من بني عبد القيس) وهو يحوم حول أبيه، يدافع عنه، ويقيه، وينشد رجزا أوله: " أنا علي بن الحسين بن علي " وانهال أصحاب الحسين على " مرة " فقطعوه بأسيافهم. وضمّ الحسين عليا، فلما مات بين يديه قال: " قتل الله قوما قتلوك يا بني، وعلى الدنيا بعدك العفاء! " وكان مولده في خلافة عثمان. كنيته أبو الحسن.
وليس له عقب، وذكره معاوية يوما فقال: فيه شجاعة بني هاشم، وسخاء بني أمية، وزهو ثقيف! وسماه المؤرخون عليا " الأكبر " تمييزا له عن أخيه عليّ " الأصغر " زين العابدين، الآتية ترجمته (1) .
__________
(1) مقاتل الطالبيين 80 و 114 ونسب قريش 57 والبداية والنهاية 8: 185.




مقتل الحسین خوارزمی، ج 2، ص 34-36

فتقدم عليّ‌ بن الحسين، و أمه ليلى بنت أبي مرّة بن عروة بن مسعود الثقفي -، و هو يومئذ ابن ثمان عشرة سنة، فلما رآه - الحسين - رفع شيبته نحو السماء، و قال: «اللّهمّ‌ اشهد على هؤلاء القوم، فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا و خلقا و منطقا برسولك محمد صلّى اللّه عليه و آله، كنا إذا اشتقنا إلى وجه رسولك نظرنا إلى وجهه، اللّهم! فامنعهم بركات الأرض، و إن منعتهم ففرقهم تفريقا، و مزقهم تمزيقا، و اجعلهم طرائق قددا، و لا ترض الولاة عنهم أبدا، فإنهم دعونا لينصرونا، ثمّ‌ عدوا علينا يقاتلونا و يقتلونا». ثم صاح الحسين بعمر بن سعد: «مالك! قطع اللّه رحمك، و لا بارك اللّه في أمرك، و سلّط‍‌ عليك من يذبحك على فراشك، كما قطعت رحمي، و لم تحفظ‍‌ قرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله» ثم رفع صوته و قرأ: « إِنَّ‌ اللّٰهَ‌ اصْطَفىٰ‌ آدَمَ‌ وَ نُوحاً وَ آلَ‌ إِبْرٰاهِيمَ‌ وَ آلَ‌ عِمْرٰانَ‌ عَلَى الْعٰالَمِينَ‌ ذُرِّيَّةً‌ بَعْضُهٰا مِنْ‌ بَعْضٍ‌ وَ اللّٰهُ‌ سَمِيعٌ‌ عَلِيمٌ‌ » آل عمران/ 33». ثم حمل علي بن الحسين و هو يقول: أنا عليّ‌ بن الحسين بن علي نحن و بيت اللّه أولى بالنبي و اللّه، لا يحكم فينا ابن الدّعي أطعنكم بالرمح حتى ينثني أضربكم بالسيف حتى يلتوي ضرب غلام هاشمي علوي فلم يزل يقاتل حتى ضج أهل الكوفة لكثرة من قتل منهم، حتى أنه روي: أنه على عطشه قتل مائة و عشرين رجلا، ثم رجع إلى أبيه و قد أصابته جراحات كثيرة، فقال: يا أبة! العطش قد قتلني، و ثقل الحديد قد أجهدني، فهل إلى شربة من ماء سبيل أتقوى بها على الأعداء؟ فبكى الحسين و قال: «يا بني! عزّ على محمد؛ و على علي؛ و على أبيك، أن تدعوهم فلا يجيبونك، و تستغيث بهم فلا يغيثونك، يا بني! هات لسانك»، فأخذ لسانه فمصه، و دفع إليه خاتمه، و قال له: «خذ هذا الخاتم في فيك و ارجع إلى قتال عدوك، فإني أرجو أن لا تمسي حتى يسقيك جدّك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا»، فرجع علي بن الحسين إلى القتال، و حمل و هو يقول: الحرب قد بانت لها حقائق و ظهرت من بعدها مصادق و اللّه، ربّ‌ العرش لا نفارق جموعكم أو تغمد البوارق و جعل يقاتل حتى قتل تمام المائتين، ثمّ‌ ضربه منقذ بن مرّة العبدي على مفرق رأسه ضربة صرعه فيها، و ضربه الناس بأسيافهم، فاعتنق الفرس فحمله الفرس إلى عسكر عدوّه، فقطعوه بأسيافهم إربا إربا، فلما بلغت روحه التراقي، نادى بأعلى صوته: يا أبتاه! هذا جدي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها  أبدا و هو يقول لك: العجل فإنّ‌ لك كأسا مذخورة، فصاح الحسين: «قتل اللّه قوما قتلوك، يا بني! ما أجرأهم على اللّه، و على انتهاك حرمة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله‌؟! على الدنيا بعدك العفا». قال حميد بن مسلم: لكأني أنظر الى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس طالعة، تنادي بالويل و الثبور، تصيح: وا حبيباه! وا ثمرة فؤاداه! وا نور عيناه! فسألت عنها، فقيل: هي زينب بنت علي، ثم جاءت حتى انكبت عليه، فجاء إليها الحسين حتى أخذ بيدها، و ردّها إلى الفسطاط‍‌، ثم أقبل مع فتيانه إلى ابنه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من مصرعه حتى وضعوه عند الفسطاط‍‌ الذي يقاتلون أمامه.

 

بحارالانوار، ج 45، ص 42-44

 قالوا ثم تقدم علي بن الحسين عليه السلام و قال محمد بن أبي طالب و أبو الفرج و أمه ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي و هو يومئذ ابن ثماني عشرة سنة و قال ابن شهرآشوب و يقال ابن خمس و عشرين سنة. قالوا و رفع  الحسين سبابته نحو السماء و قال اللَّهُمَّ‌ اشْهَدْ عَلَى هَؤُلاَء  الْقَوْمِ‌ فَقَدْ بَرَزَ إِلَيْهِمْ‌ غُلاَمٌ‌ أَشْبَهُ‌ النَّاسِ‌ خَلْقاً وَ خُلُقاً وَ مَنْطِقاً  بِرَسُولِكَ‌ كُنَّا إِذَا اشْتَقْنَا إِلَى  نَبِيِّكَ‌ نَظَرْنَا إِلَى وَجْهِهِ‌ اللَّهُمَّ‌ امْنَعْهُمْ‌ بَرَكَاتِ‌ الْأَرْضِ‌ وَ فَرِّقْهُمْ‌ تَفْرِيقاً وَ مَزِّقْهُمْ‌ تَمْزِيقاً وَ اجْعَلْهُمْ‌ طَرَائِقَ‌ قِدَداً وَ لاَ تُرْضِ‌ الْوُلاَةَ‌ عَنْهُمْ‌ أَبَداً فَإِنَّهُمْ‌ دَعَوْنَا لِيَنْصُرُونَا ثُمَّ‌ عَدَوْا عَلَيْنَا يُقَاتِلُونَنَا. ثُمَّ‌ صَاحَ‌  الْحُسَيْنُ‌ بِعُمَرَ بْنِ‌ سَعْدٍ مَا لَكَ‌ قَطَعَ‌ اللَّهُ‌ رَحِمَكَ‌ وَ لاَ بَارَكَ‌ اللَّهُ‌ لَكَ‌ فِي أَمْرِكَ‌ وَ سَلَّطَ‍‌ عَلَيْكَ‌ مَنْ‌ يَذْبَحُكَ‌ بَعْدِي عَلَى فِرَاشِكَ‌ كَمَا قَطَعْتَ‌ رَحِمِي وَ لَمْ‌ تَحْفَظْ‍‌ قَرَابَتِي مِنْ‌  رَسُولِ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ ثُمَّ‌ رَفَعَ‌  الْحُسَيْنُ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ صَوْتَهُ‌ وَ تَلاَ إِنَّ‌ اللّٰهَ‌ اصْطَفىٰ‌ آدَمَ‌ وَ نُوحاً وَ آلَ‌ إِبْرٰاهِيمَ‌ وَ آلَ‌ عِمْرٰانَ‌ عَلَى الْعٰالَمِينَ‌ - ذُرِّيَّةً‌ بَعْضُهٰا مِنْ‌ بَعْضٍ‌ وَ اللّٰهُ‌ سَمِيعٌ‌ عَلِيمٌ‌ ثم حمل علي بن الحسين على القوم و هو يقول أنا علي بن الحسين بن علي من عصبة جد أبيهم  النبي و الله لا يحكم فينا ابن الدعي أطعنكم بالرمح حتى ينثني أضربكم بالسيف أحمي عن  أبي ضرب غلام هاشمي علوي فلم يزل يقاتل حتى ضج الناس من كثرة من قتل منهم و روي أنه قتل على عطشه مائة و عشرين رجلا ثم رجع إلى  أبيه و قد أصابته جراحات كثيرة فقال يا  أبه العطش قد قتلني و ثقل الحديد أجهدني فهل إلى شربة من ماء سبيل أتقوى بها على الأعداء فبكى  الحسين عليه السلام و قال يا بني يعز على  محمد و على  علي بن أبي طالب و علي أن تدعوهم فلا يجيبوك و تستغيث بهم فلا يغيثوك يا بني هات لسانك فأخذ بلسانه فمصه و دفع إليه خاتمه و قال امسكه في فيك و ارجع إلى قتال عدوك فإني أرجو أنك لا تمسي حتى يسقيك  جدك بكأسه الأوفى شربة لا تظمأ بعدها أبدا فرجع إلى القتال و هو يقول الحرب قد بانت لها الحقائق و ظهرت من بعدها مصادق و الله رب العرش لا نفارق جموعكم أو تغمد البوارق فلم يزل قتل تمام المائتين ثم ضربه منقذ بن مرة العبدي على مفرق رأسه ضربة صرعته و ضربه الناس بأسيافهم ثم اعتنق فرسه فاحتمله الفرس إلى عسكر الأعداء فقطعوه بسيوفهم إربا إربا. فلما بلغت الروح التراقي قال رافعا صوته يا  أبتاه هذا جدي  رسول الله صلى الله عليه و آله قد سقاني بكأسه الأوفى شربة لا أظمأ بعدها أبدا و هو يقول العجل العجل فإن لك كأسا مذخورة حتى تشربها الساعة فصاح  الحسين عليه السلام و قال قَتَلَ‌ اللَّهُ‌ قَوْماً قَتَلُوكَ‌ مَا أَجْرَأَهُمْ‌ عَلَى الرَّحْمَنِ‌ وَ عَلَى  رَسُولِهِ‌ وَ عَلَى انْتِهَاكِ‌ حُرْمَةِ‌  الرَّسُولِ‌ عَلَى الدُّنْيَا بَعْدَكَ‌ الْعَفَا. قال حميد بن مسلم فكأني أنظر إلى امرأة خرجت مسرعة كأنها الشمس الطالعة تنادي بالويل و الثبور و تقول يا حبيباه يا ثمرة فؤاداه يا نور عيناه فسألت عنها فقيل هي زينب بنت علي عليه السلام و جاءت و انكبت عليه فجاء  الحسين فأخذ بيدها فردها إلى الفسطاط‍‌ و أقبل عليه السلام بفتيانه و قال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه فجاءوا به حتى وضعوه عند الفسطاط‍‌ الذي كانوا يقاتلون أمامه.

 

خلق رسول الله

انک لعلی خلق عظیم

 

 

«الاستيعاب في معرفة الأصحاب» (1/ 242):
«‌‌باب جعفر
‌‌(327) جعفر بن أبي طالب، يكنى أبا عَبْد الله [بابنه عَبْد الله] [1] ، واسم أبي طالب عَبْد مناف بن عَبْد المطلب بن هاشم [بن عَبْد مناف] [2] .
كان جعفر ‌أشبه ‌الناس ‌خلقًا وخلقًا برسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان جعفر أكبر من علي رضي الله عنهما بعشر سنين، وكان عقيل أكبر من جعفر بعشر سنين، وكان طالب أكبر من عقيل بعشر سنين. وكان جعفر من المهاجرين الأولين، هاجر إلى أرض الحبشة، وقدم منها على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين فتح خيبر، فتلقاه النبي صَلَّى الله عليه وَسَلَّمَ وأعتنقه وقال: ما أدري بأيهما أنا أشد فرحًا، أبقدوم جعفر أم بفتح خيبر؟ وكان قدوم جعفر وأصحابه من أرض الحبشة في السنة السابعة من الهجرة، واختط له رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنب المسجد، ثم غزا غزوة مؤتة، وذلك سنة ثمان من الهجرة، فقتل فيها رضي الله عنه»

 

«مجلة البحوث الإسلامية» (27/ 221):
«ويذكر له، أنه كان ‌أشبه ‌الناس ‌خلقا وخلقا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن أحب الناس إليه وأقربهم إلى قلبه.
ويذكر له، أنه كان جوادا من أجواد العرب المشهورين، وأنه كان خير الناس للمساكين من فقراء المسلمين.
ويذكر له، أنه كان من قادة النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه قاد سرية مؤتة في موقف حرج عصيب، فاستقبل السيوف والرماح مقبلا غير مدبر، يتقدم باللواء الذي يحمله إلى الإمام.
ويذكر له، أنه سقط شهيدا في ساحة المعركة، دون أن يسقط لواء النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي رفعه بأسنانه بعد أن قطعت يداه.
رضي الله عن السفير، الصحابي الجليل، القائد الشهيد، جعفر الطيار ابن أبي طالب الهاشمي القرشي»

 

 










فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است