شرح حال مالك بن نويرة الجفول(00 - 12)




ضرار بن الازور مالك بن أوس(000 - 12)

خالد بن الوليد(21)



به شرح حال ثعلبة بن حاطب مراجعه شود كه مانع زكات زمان رسول الله ص بود و تكفير هم نشد:

ثعلبة بن حاطب(000 - 25 ح)




الفائق في غريب الحديث (3/ 157)
قتل خالد رضي الله تعالى عنه قال مالك بن نويرة لامرأته يوم قتله خالد: أقتلتني أي عرضتني للقتل بوجوب الدفاع عنك. والمحاماة عليك وكانت حسناء وقد تزوجها خالد بعد قتل زوجها فأنكر ذلك عليه وقيل فيه: ... أفي الحق أنا لم تجف دماؤنا ... وهذا عروسا باليمامة خالد ...




بدائع الفوائد (3/ 104)
المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
وكذلك قد قيل في مانعي الزكاة أنهم على ضربين منهم من حكم بكفره وهم من آمن بمسيلمة وطليحة والعنسي ومنهم من لم يحكم بكفره وهم من لم يؤمنوا بهم لكن منعوا الزكاة وتأولوا أنها كانت واجبة عليهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عليهم وكانت صلاته سكنا لهم قالوا: وليس صلاة ابن أبي قحافة سكنا لنا فلم يحكم بكفرهم لأنه لم يكن قد أنتشرت أحكام الإسلام ولو منعها مانع في وقتنا حكم بكفره.




الحاوي الكبير (13/ 109)
المؤلف: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)
وكان دخول الشبهة عليهم فيها من وجهين: أحدهما: إنه خاطب به رسوله: فلم يتوجه الخطاب إلى غيره. والثاني: قوله إن صلاتك سكن لهم وليست صلوات ابن أبي قحافة سكن لنا فاشتبه تأويلهم على قوم من الصحابة وصح فساده لأبي بكر فأذعن على قتالهم فأشار عليه جماعة بالكف عنهم منهم عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف. فقال أبو بكر رضي الله عنه: لأن أخر من السماء فتتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق لأهون علي مما سمعت منكم يا أصحاب محمد، والله لافرفت بين ما جمع الله يعني قوله تعالى




الحاوى الكبير ـ الماوردى (13/ 238)
وكان دخول الشبهة عليهم فيها من وجهين : أحدهما : أنه خاطب به رسوله ، فلم يتوجه الخطاب إلى غيره .
والثاني : قوله : إن صلاتك سكن لهم وليست صلوات ابن أبي قحافة سكنا لنا ، فاشتبه تأويلهم على قوم من الصحابة ، وصح فساده لأبي بكر ، فأذعن على قتالهم ، فأشار عليه جماعة بالكف عنهم ، منهم عثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وعبد الرحمن بن عوف .
فقال أبو بكر رضي الله عنه : لأن أخر من السماء فتتخطفني الطير أو تهوي بي الريح في مكان سحيق ، لأهون علي مما سمعت منكم يا أصحاب محمد ، والله لا فرقت بين ما جمع الله ، يعني قوله تعالى :

أبو بكر الصديق أول الخلفاء الراشدين ت شيحا (ص: 49)
المؤلف: محمد رضا (المتوفى: 1369هـ)
تقدم عند ذكر قصة مالك بن نويرة أن خالد بن الوليد تزوج أم تميم امرأة مالك بعد قتله، وأن أبا بكر لما استدعاه إليه عنفه على ذلك لكنه في هذه المرة أراد أن يتزوج أيضا بابنة مجاعة فعرض عليه ذلك، فقال له مجاعة: مهلا إنك قاطع ظهري، وظهرك معي عند صاحبك قال: أيها الرجل زوجني فزوجه، فبلغ ذلك أبا بكر، فكتب إليه كتابا شديد اللهجة وهذا ما جاء فيه:
لعمري يا ابن أم خال إنك لفارغ تنكح النساء وبفناء بيتك دم ألف ومائتي رجل من المسلمين لم يجف بعد.
فلما نظر خالد في الكتاب جعل يقول: هذا عمل الأعيسر يعني عمر بن الخطاب.



جامع الأحاديث (24/ 433، بترقيم الشاملة آليا)
27429- عن أبى عون وغيره: أن خالد بن الوليد ادعى أن مالك بن نويرة ارتد بكلام بلغه عنه فأنكر مالك ذلك وقال أنا على الإسلام ما غيرت ولا بدلت وشهد له بذلك أبو قتادة وعبد الله بن عمر فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدى فضرب عنقه وقبض خالد امرأته فقال لأبى بكر إنه قد زنى فارجمه فقال أبو بكر ما كنت لأرجمه تأول فأخطأ قال فإنه قد قتل مسلما فاقتله قال ما كنت لأقتله تأول فأخطأ قال فاعزله قال ما كنت لأشيم سيفا سله الله عليهم أبدا (ابن سعد) [كنز العمال 14091]



كتاب الردة للواقدي (ص: 104)
قال: فسارت الأنصار حتى لحقت بخالد بن الوليد، فصار القوم جمعا واحدا، وتوسط خالد أرض البطاح [1] ، وبالبطاح يومئذ رجل من أشراف بني تميم يقال له (الجفول) [2] ، لأنه جفل إبل الصدقة ومنع الزكاة، وجعل يقول لقومه:
(يا بني تميم، إنكم قد علمتم بأن محمد بن عبد الله كان قد جعلني على صدقاتكم قبل موته، وقد هلك محمد ومضى لسبيله ولا بد لهذا الأمر من قائم يقوم به، فلا تطمعوا أحدا في أموالكم، فأنتم أحق بها من غيركم) ، قال: فلامه بعض قومه على ذلك، وحمد بعضهم وسدد له رأيه، فأنشأ مالك يقول [3] :
(من الطويل)
1- يقول [4] رجال سدد اليوم مالك ... وقوم يقولوا [5] مالك لم يسدد
2- وقلت خذوا أموالكم غير خائف ... ولا ناظر فيما تخافون من غد [6]
__________
[1] ينظر خبر البطاح ومقتل مالك بن نويرة في الطبري 3/ 276- 280، والأغاني 15/ 298- 314، وطبقات الشعراء 1/ 205- 209، وقد مرت ترجمة مالك في هامش هذا الكتاب.
[2] الجفول: هو مالك بن نويرة، سمي الجفول لأنه جفل إبل الصدقة أي ذهب بها، وقيل:
سمي الجفول لكثرة شعره، ولعله سمي الجفول لجرأته وإقدامه، كالريح الجفول وهي السريعة تجفل السحاب وتسوقه. (انظر معجم الشعراء ص 360 وطبقات الشعراء 1/ 205 هامش المحقق) .
[3] الأبيات: 1- 5 في الاكتفاء ص 79 مع بيت زيادة، والأبيات غير السادس مع بيت زيادة في شرح نهج البلاغة 5/ 152 ط بيروت.
والبيتان: 2، 5 في طبقات الشعراء 1/ 206 وكتاب العفو والاعتذار 1/ 108، والأغاني 15/ 305، ومعجم الشعراء ص 260، والأنوار ومحاسن الأشعار ص 137- 138 والإصابة 5/ 755. والبيت الثاني مع عجز الثالث والبيت الرابع في اللسان: صرر.
[4] في الأصل: (تقول) .
[5] كذا بالأصل، والوجه (يقولون) وحذف النون لضرورة الشعر وهو لحن، وفي المصادر:
(وقال رجال مالك لم يسدد) .
[6] طبقات الشعراء والأغاني والعفو والاعتذار والإصابة: (ولا ناظر فيما يجيء من الغد) .
اللسان:
(وقلت خذوها هذه صدقاتكم ... مصررة أخلافها لم تحرد)


كتاب الردة للواقدي (ص: 105)
3- ودونكموها إنها صدقاتكم ... مصررة أخلافها لم تجدد [1]
4- سأجعل نفسي دون ما تحذرونه/ ... وأرهنكم يوما بما أفلتت يدي [2] [17 ب]
5- فإن قام [3] بالأمر المخوف قائم ... أطعنا [4] وقلنا الدين دين محمد
6- وإلا فلسنا فقعة بتنوفة ... ولا شحم شاء أو ظباء بفدفد [5]
قال: وبلغ شعره وكلامه أبا بكر والمسلمين فازدادوا عليه حنقا [6] وغيظا، وأما خالد بن الوليد فإنه حلف وعاهد الله لئن قدر عليه ليقتلنه وليجعلن رأسه أثفية [7] للقدر.
قال: ثم ضرب خالد عسكره بأرض بني تميم، وبث السرايا في البلاد يمنة ويسرة، قال: فوقفت سرية من تلك السرايا على مالك بن نويرة، وإذا هو في حائط له [8] ، ومعه امرأته وجماعة من بني عمه. قال: فلم يعلم مالك إلا والخيل
__________
[1] مصررة أخلافها: مشدودة ضروعها، والصرار: ما يشد به ضرع الناقة لئلا يرضعها ولدها (اللسان: صرر) .
لم تجدد: لم يذهب لبنها.
[2] اللسان: (وأرهنكم يوما بما قلته يدي) .
[3] في الأصل: (فإن خاف) .
[4] طبقات الشعراء والأغاني والعفو والاعتذار: (منعنا وقلنا) .
الإصابة: (فإن قام بالأمر المحوق قائم أطعنا وقلنا) .
المحوق: من حوق عليه الكلام: عوج عليه (القاموس: حوق) .
[5] في الأصل: (بفرقد) وهو تحريف فدفد.
الفقعة: الأبيض الرخو من الكمأة، وبه يشبه الرجل الذليل، فيقال: (أذل من فقع بقاع، و (أذل من فقع بقرقرة) انظر: الدرة الفاخرة 1/ 203، 204 ومجمع الأمثال 1/ 284 وجمهرة الأمثال 1/ 469 والمستقصي 1/ 134.
الفدفد: الفلاة التي لا شيء فيها، والأرض الغليظة ذات الحصى، والأرض المستوية، والموضع الذي فيه غلظ وارتفاع. (اللسان: فدفد) .
[6] في الأصل: (حفظا) ثم كتب فوقها (حنقا) ، والحفظ بمعنى الحنق.
[7] في الأصل: (تقية) ، والأثفية: الحجر توضع عليه القدر.
[8] الحائط: يراد به الحديقة والروضة والبستان.



كتاب الردة للواقدي (ص: 106)
قد أحدقت به، فأخذوه أسيرا، وأخذوا امرأته معه، وكانت بها مسيحة من جمال.
قال: وأخذوا كل ما كان من بني عمه، فأتوا بهم إلى خالد بن الوليد حتى أوقفوه بين يديه. قال: فأمر خالد بضرب أعناق بني عمه بديا [1] ، فقال القوم: (إنا مسلمون فعلام تضرب أعناقنا) ؟ قال خالد: (والله لأقتلنكم) ، فقال له شيخ منهم: (أليس قد نهاكم أبو بكر أن تقتلوا من صلى إلى القبلة) ، فقال خالد:
(بلى قد أمرنا بذلك، ولكنكم لم تصلوا ساعة قط) . قال: فوثب أبو قتادة [2] إلى خالد بن الوليد، وقال: (إني أشهد أنه لا سبيل لك عليهم) ، قال خالد: (وكيف ذلك) ، قال: (لأني كنت في السرية [3] التي قد وافتهم، فلما نظروا إلينا قالوا:
من أنتم، قلنا: نحن المسلمون، فقالوا: ونحن المسلمون، ثم أذنا وصلينا وصلوا معنا) . فقال خالد: (صدقت يا قتادة، إن كانوا قد صلوا معكم فقد منعوا الزكاة التي تجب عليهم، ولا بد من قتلهم) ، قال: فرفع شيخ منهم صوته يقول:
(من الكامل)
1- يا معشر الأشهاد إن أميركم ... أمر الغداة ببعض ما لم يؤمر [4]
2- حرمت عليه دماؤنا بصلاتنا ... والله يعلم أننا لم نكفر
3- إن تقتلونا تقتلوا إخوانكم ... والراقصات إلى منى والمشفر [5]
__________
[1] أي بدءا، أولا.
[2] في الأصل: (أبى قتادة) أو (أي قتادة) ، وأبو قتادة هو الحارث بن ربعي الأنصاري الخزرجي السلمي، صحابي من الأبطال الولاة، اشتهر بكنيته (أبو قتادة) وكان يقال له:
(فارس رسول الله) ، وفي الحديث: (خير فرساننا أبو قتادة) شهد الوقائع مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم ابتداء من وقعة أحد، ولي مكة زمن علي بن أبي طالب، وشهد صفين مع علي، ومات بالمدينة سنة 54 هـ-. (الإصابة 7/ 327- 329، الاستيعاب 4/ 1731- 1732، تهذيب التهذيب 12/ 204- 205، الأعلام 2/ 154) .
[3] في الأصل: (في السيرة) وهو تحريف.
[4] في الأصل: (ما لا يؤمر) وبالجزم يستقيم روي البيت بالكسرة.
[5] في الأصل: (المعشر) محرفة. الراقصات: الإبل المسرعة، ورقص البعير رقصا: إذا أسرع. المشعر: مزدلفة.



كتاب الردة للواقدي (ص: 107)
4- يا ابن المغيرة إن فينا خطة ... شنعاء فاحشة فخذها أو ذر
قال: فلم يلتفت خالد بن الوليد إلى مقالة الشيخ، فقدمهم وضرب أعناقهم عن آخرهم. قال: وكان قتادة قد عاهد الله أن لا يشهد مع خالد مشهدا أبدا بعد ذلك اليوم.
قال: ثم قدم خالد مالك بن نويرة ليضرب عنقه، فقال مالك: (أتقتلني وأنا مسلم أصلي القبلة) ، فقال له خالد: (لو كنت مسلما لما منعت الزكاة ولا أمرت قومك بمنعها، والله لما قلت بما في منامك [1] حتى أقتلك) . قال: فالتفت مالك بن نويرة إلى امرأته فنظر إليها ثم قال: (يا خالد، بهذا تقتلني) . فقال خالد: (بل لله أقتلك برجوعك عن دين الإسلام/ وجفلك لإبل الصدقة [2] ، [18 أ] وأمرك لقومك بحبس ما يجب عليهم من زكاة أموالهم) ، قال: ثم قدمه خالد فضرب عنقه صبرا. فيقال إن خالد بن الوليد تزوج بامرأة مالك، ودخل بها، وعلى ذلك أجمع أهل العلم، وقد ذكر ذلك حوي بن سعيد بن زهرة السعدي [3] ، حيث يقول [4] :
(من الطويل)
1- ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك ... تطاول هذا الليل من بعد مالك
2- عدا خالد بغيا [5] عليه لعرسه ... وكان له فيها هوى قبل ذلك
__________
[1] كذا ولعلها: (مقامك) .
[2] جفل الإبل: أي طردها، وبهذا سمي (الجفول) . انظر معجم الشعراء ص 360.
[3] الشاعر هو أبو زهير السعدي، راجع ترجمة وثيمة بن الفرات الذي صنف كتابا في أخبار الردة وذكر فيها القبائل التي ارتدت، وما جرى لخالد مع مالك بن نويرة. (وفيات الأعيان 6/ 12- 15) .
[4] الأبيات الستة في وفيات الأعيان 6/ 15.
والأبيات: 1، 2، 3، 4 في المختصر في أخبار البشر المعروف بتاريخ أبي الفداء 1/ 158 والبيت الأول في قطع من كتاب الردة ص 12.
[5] في الأصل: (غدا خالد بغتا) .




3- وأمضى هواه [1] خالد غير عاطف ... عنان الهوى عنها ولا متمالك
4- فأصبح ذا أهل وأصبح مالك ... على غير شيء هالكا في الهوالك
5- فمن لليتامى عائل [2] بعد مالك ... ومن للرجال المرملين الصعالك
6- (أصيبت تميم غثها وسمينها) [3] ... بفارسها المرجو تحت الحوالك [4]
............ [5] ، هذا ما كان (من أمر) [6] هؤلاء. قال: وأقام خالد بن الوليد بالبطاح من أرض بني تميم بعد قتل مالك بن نويرة لينظر أمر أبي بكر رضي الله عنه.




http://shamela.ws/browse.php/book-9783#page-1552

تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 276)
ذكر البطاح وخبره
كتب إلي السري بن يحيى، عن شعيب، عن سيف، عن الصعب بن عطية بن بلال، قال: لما انصرفت سجاح إلى الجزيرة، ارعوى مالك بن نويرة، وندم وتحير في أمره، وعرف وكيع وسماعة قبح ما أتيا، فرجعا رجوعا حسنا، ولم يتجبرا، وأخرجا الصدقات فاستقبلا بها خالدا، فقال خالد: ما حملكما على موادعة هؤلاء القوم؟ فقالا: ثأر كنا نطلبه في بني ضبة، وكانت أيام تشاغل وفرص، وقال وكيع في ذلك:
فلا تحسبا أني رجعت وأنني ... منعت وقد تحنى إلي الأصابع
ولكنني حاميت عن جل مالك ... ولاحظت حتى أكحلتني الأخادع
فلما أتانا خالد بلوائه ... تخطت إليه بالبطاح الودائع
ولم يبق في بلاد بني حنظلة شيء يكره إلا ما كان من مالك بن نويرة ومن تأشب إليه بالبطاح، فهو على حاله متحير شج.
كتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن سهل، عن القاسم وعمرو بن شعيب، قالا: لما أراد خالد السير خرج من ظفر، وقد استبرأ أسدا وغطفان وطيئا وهوازن، فسار يريد البطاح دون الحزن، وعليها مالك بن نويرة، وقد تردد عليه امره، وقد تردبت الأنصار على خالد وتخلفت عنه، وقالوا: ما هذا بعهد الخليفة إلينا! إن الخليفة عهد إلينا إن نحن فرغنا من البزاخة، واستبرأنا بلاد القوم أن نقيم حتى يكتب إلينا.
فقال خالد: إن يك عهد إليكم هذا فقد عهد إلي أن أمضي، وأنا الأمير وإلي تنتهي الأخبار ولو أنه لم يأتني له كتاب ولا أمر، ثم رأيت فرصة، فكنت إن أعلمته فاتتني لم أعلمه حتى أنتهزها، كذلك لو ابتلينا بأمر ليس منه عهد إلينا فيه لم ندع أن نرى أفضل ما بحضرتنا، ثم نعمل به.
وهذا مالك بن نويرة بحيالنا، وأنا قاصد إليه ومن معي من المهاجرين والتابعين بإحسان، ولست أكرهكم ومضى خالد، وندمت الأنصار، وتذامروا، وقالوا: إن أصاب القوم خيرا إنه لخير حرمتموه، وإن أصابتهم مصيبة ليجتنبنكم الناس فأجمعوا اللحاق بخالد وجردوا إليه رسولا، فأقام عليهم حتى لحقوا به، ثم سار حتى قدم البطاح فلم يجد به أحدا.
قال أبو جعفر، فيما كتب به إلي السري بن يحيى، يذكر عن شعيب ابن إبراهيم أنه حدثه عن سيف بن عمر، عن خزيمة بن شجرة العقفاني، عن عثمان بن سويد، عن سويد بن المثعبة الرياحي، قال: قدم خالد ابن الوليد البطاح فلم يجد عليه أحدا، ووجد مالكا قد فرقهم في أموالهم، ونهاهم عن الاجتماع حين تردد عليه أمره، وقال: يا بني يربوع، إنا قد كنا عصينا أمراءنا إذ دعونا إلى هذا الدين، وبطأنا الناس عنه فلم نفلح ولم ننجح، وإني قد نظرت في هذا الأمر، فوجدت الأمر يتأتى لهم بغير سياسة، وإذا الأمر لا يسوسه الناس، فإياكم ومناوأة قوم صنع لهم، فتفرقوا إلى دياركم وادخلوا في هذا الأمر فتفرقوا على ذلك إلى أموالهم، وخرج مالك حتى رجع إلى منزله ولما قدم خالد البطاح بث السرايا وأمرهم بداعية الإسلام أن يأتوه بكل من لم يجب، وإن امتنع أن يقتلوه، وكان مما أوصى به أبو بكر: إذا نزلتم منزلا فأذنوا وأقيموا، فإن أذن القوم وأقاموا فكفوا عنهم، وإن لم يفعلوا فلا شيء الا الغارة، ثم اقتلوهم كل قتلة، الحرق فما سواه، وإن أجابوكم إلى داعية الإسلام فسائلوهم، فإن أقروا بالزكاة فاقبلوا منهم، وإن أبوها فلا شيء إلا الغارة ولا كلمة فجاءته الخيل بمالك بن نويرة في نفر معه من بني ثعلبة بن يربوع، من عاصم وعبيد وعرين وجعفر، فاختلفت السرية فيهم، وفيهم أبو قتادة، فكان فيمن شهد أنهم قد أذنوا وأقاموا وصلوا فلما اختلفوا فيهم أمر بهم فحبسوا في ليلة باردة لا يقوم لها شيء، وجعلت تزداد بردا، فأمر خالد مناديا فنادى: ادفئوا اسراكم، وكانت في لغة كنانه إذا قالوا: دثروا الرجل فأدفئوه، دفئه قتله وفي لغة غيرهم: أدفه فاقتله، فظن القوم- وهي في لغتهم القتل- أنه أراد القتل، فقتلوهم، فقتل ضرار بن الأزور مالكا، وسمع خالد الواعية، فخرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرا أصابه.
وقد اختلف القوم فيهم، فقال أبو قتادة: هذا عملك، فزبره خالد فغضب ومضى، حتى أتى أبا بكر فغضب عليه أبو بكر، حتى كلمه عمر فيه، فلم يرض إلا أن يرجع إليه، فرجع إليه حتى قدم معه المدينة، وتزوج خالد أم تميم ابنة المنهال، وتركها لينقضي طهرها، وكانت العرب تكره النساء في الحرب وتعايره، وقال عمر لأبي بكر إن في سيف خالد رهقا، فإن لم يكن هذا حقا، حق عليه أن تقيده، وأكثر عليه في ذلك- وكان أبو بكر لا يقيد من عماله ولا وزعته- فقال: هيه يا عمر! تأول فأخطأ، فارفع لسانك عن خالد وودي مالكا وكتب إلى خالد أن يقدم عليه، ففعل، فأخبره خبره، فعذره وقبل منه، وعنفه في التزويج الذي كانت تعيب عليه العرب من ذلك وكتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: شهد قوم من السرية أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا، ففعلوا مثل ذلك.
وشهد آخرون أنه لم يكن من ذلك شيء، فقتلوا وقدم أخوه متمم بن نويرة ينشد أبا بكر دمه، ويطلب إليه في سبيهم، فكتب له برد السبي، وألح عليه عمر في خالد أن يعزله، وقال: إن في سيفه رهقا فقال: لا يا عمر، لم أكن لأشيم سيفا سله الله على الكافرين.
كتب إلي السري، عن شعيب، عن سيف، عن خزيمة، عن عثمان، عن سويد، قال: كان مالك بن نويرة من أكثر الناس شعرا، وإن أهل العسكر أثفوا برءوسهم القدور، فما منهم رأس إلا وصلت النار إلى بشرته ما خلا مالكا، فإن القدر نضجت وما نضج رأسه من كثرة شعره، وقى الشعر البشرة حرها أن يبلغ منه ذلك.
وأنشده متمم، وذكر خمصه، وقد كان عمر رآه مقدمه على النبي ص، فقال: أكذاك يا متمم كان! قال: أما ما أعني فنعم.
حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، أن أبا بكر كان من عهده إلى جيوشه: أن إذا غشيتم دارا من دور الناس فسمعتم فيها أذانا للصلاة، فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ما الذي نقموا! وإن لم تسمعوا أذانا، فشنوا الغارة، فاقتلوا، وحرقوا وكان ممن شهد لمالك بالإسلام أبو قتادة الحارث بن ربعي أخو بني سلمة، وقد كان عاهد الله ألا يشهد مع خالد بن الوليد حربا أبدا بعدها، وكان يحدث أنهم لما غشوا القوم راعوهم تحت الليل، فأخذ القوم السلاح قال: فقلنا: إنا المسلمون، فقالوا: ونحن المسلمون، قلنا: فما بال السلاح معكم! قالوا لنا: فما بال السلاح معكم! قلنا: فإن كنتم كما تقولون فضعوا السلاح، قال: فوضعوها، ثم صلينا وصلوا وكان خالد يعتذر في قتله أنه قال له وهو يراجعه: ما أخال صاحبكم إلا وقد كان يقول كذا وكذا قال: او ما تعده لك صاحبا! ثم قدمه فضرب عنقه وأعناق أصحابه، فلما بلغ قتلهم عمر بن الخطاب، تكلم فيه عند أبي بكر فأكثر، وقال: عدو الله عدا على امرئ مسلم فقتله، ثم نزا على امرأته! وأقبل خالد بن الوليد قافلا حتى دخل المسجد وعليه قباء له عليه صدأ الحديد، معتجرا بعمامة له، قد غرز في عمامته أسهما، فلما أن دخل المسجد قام إليه عمر فانتزع الأسهم من رأسه فحطمها، ثم قال:
ارثاء! قتلت امرأ مسلما، ثم نزوت على امرأته! والله لأرجمنك بأحجارك- ولا يكلمه خالد بن الوليد، ولا يظن إلا أن رأي أبي بكر على مثل رأي عمر فيه- حتى دخل على أبي بكر، فلما أن دخل عليه أخبره الخبر، واعتذر إليه فعذره أبو بكر، وتجاوز عنه ما كان في حربه تلك قال: فخرج خالد حين رضي عنه أبو بكر، وعمر جالس في المسجد، فقال: هلم الى يا بن أم شملة! قال: فعرف عمر أن أبا بكر قد رضي عنه فلم يكلمه، ودخل بيته.
وكان الذي قتل مالك بن نويرة عبد بن الأزور الأسدي وقال ابن الكلبي: الذي قتل مالك بن نويرة ضرار بن الأزور







ترجمه طبري:


http://www.ghbook.ir/index.php?name=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D9%87%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%DB%8C%D8%AE%20%D8%B7%D8%A8%D8%B1%DB%8C%20%D8%AC%D9%84%D8%AF%204&option=com_mtree&task=readonline&link_id=11311&page=208&chkhashk=57AAA10CF6&Itemid=214&lang=fa


http://www.ghbook.ir/index.php?name=%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%85%D9%87%20%D8%AA%D8%A7%D8%B1%DB%8C%D8%AE%20%D8%B7%D8%A8%D8%B1%DB%8C&option=com_mtree&task=readonline&link_id=11305&page=1617&chkhashk=B628A173AB&Itemid=&lang=fa


ترجمه ابوالقاسم پاينده --- تاريخ‏الطبري/ترجمه،ج‏4،ص:1409
پس از آن ابو بكر خونبهاى مالك را بداد و به خالد نوشت كه سوى مدينه آيد. و چون بيامد و حكايت خويش بازگفت، 278) (279 ابو بكر عذر وى را پذيرفت اما در باره زن گرفتن وى كه پيش عربان زشت بود توبيخش كرد.
عروة بن زبير گويد: جمعى از فرستادگان خالد شهادت دادند كه وقتى اذان گفتند و به اقامه گفتند و نماز كردند، قوم مالك بن نويره نيز چنين كردند و جمعى ديگر شهادت دادند كه چنين نبوده و بدين سبب كشته شدند.» گويد: «پس از آن متمم بن نويره برادر مالك بيامد و قصاص خون وى را از ابو بكر مى‏خواست و تقاضاى آزادى اسيران داشت، و ابو بكر نامه نوشت كه اسيران را آزاد كنند.» گويد: عمر اصرار داشت كه ابو بكر خالد را عزل كند و مى‏گفت: «وى زود دست به شمشير مى‏برد.» اما ابو بكر گفت: «نه، عمر! من شمشيرى را كه خداوند بر وى كافران كشيده در نيام نمى‏كنم».
سويد گويد: مالك بن نويره از همه كشتگان بيشتر موى داشت و مردم سپاه خالد با سركشتگان اجاق ساختند و پوست همه سرها از آتش آسيب ديد مگر سر مالك كه ديگ پخته شد اما سر وى از آتش نسوخت از بس موى كه داشت و موى انبوه پوست سر وى را از حرارت آتش محفوظ داشته بود.
گويد: متمم بن نويره در باره مالك شعر خواند و از كوچكى شكم وى سخن آورد و عمر كه وقتى مالك پيش پيمبر آمده بود او را ديده بود گفت: «متمم، اين جورى بود.» متمم گفت: «آرى همانجور بود كه مى‏گويم.» عبد الرحمان بن ابى بكر گويد: از جمله دستورها كه ابو بكر به سپاهيان داده بود اين بود كه وقتى به محلى رسيديد و صداى اذان شنيديد دست از آنها بداريد تا








ثم وجه لقتال من منع الزكاة، و قال: لو منعوني عقالا لقاتلتهم. و كتب إلى خالد بن الوليد أن ينكفئ إلى مالك بن نويرة اليربوعي، فسار إليهم، و قيل إنه كان نداهم، فأتاه مالك بن نويرة يناظره، و اتبعته امرأته، فلما رآها خالد أعجبته فقال: و الله لا نلت ما في مثابتك حتى أقتلك، فنظر مالكا، فضرب عنقه، و تزوج امرأته، فلحق أبو قتادة بأبي بكر، فأخبره‏
تاريخ‏اليعقوبى،ج‏2،ص:132
الخبر، و حلف ألا يسير تحت لواء خالد لأنه قتل مالكا مسلما. فقال عمر بن الخطاب لأبي بكر: يا خليفة رسول الله! إن خالدا قتل رجلا مسلما، و تزوج امرأته من يومها. فكتب أبو بكر إلى خالد، فأشخصه، فقال: يا خليفة رسول الله إني تأولت، و أصبت، و أخطأت. و كان متمم بن نويرة شاعرا فرثى أخاه بمراث كثيرة، و لحق بالمدينة إلى أبي بكر، فصلى خلف أبي بكر صلاة الصبح، فلما فرغ أبو بكر من صلاته قام متمم فاتكأ على قوسه، ثم قال:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت خلف البيوت قتلت يا ابن الأزور
أ دعوته بالله ثم غدرته لو هو دعاك بذمة لم يغدر
فقال: ما دعوته و لا غدرت به‏




مروج الذهب
و قد كان في نفس عمر على خالد أشياء من أيام أبي بكر في قصة مالك بن نويرة، و غير ذلك، و كان خالد بن الوليد خال عمر،




أنساب‏الأشراف،ج‏11،ص:187
و ضرار قاتل مالك بن نويرة التميمي، و له يقول متمم بن نويرة:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ملث الظلام قتيلك ابن الأزور
و كان النبي صلى الله عليه و سلم ولّى مالك بن نويرة صدقات بني حنظلة، فلما قبض صلى الله عليه و سلم خلّى ما كان في يده من فرائض الصدقة و قال: شأنكم بأموالكم يا بني حنظلة. فغزا خالد بن الوليد بني تميم بالبطاح، فيقال إن مالكا قتل في المعركة، و يقال بل أخذ فأمر خالد ضرارا بقتله فقتله صبرا.





الأعلام للزركلي (5/ 267)
مالِك بن نُوَيْرَة
(000 - 12 هـ = 000 - 634 م)
مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، أبو حنظلة: فارس شاعر، من أرادف الملوك في الجاهلية. يقال له " فارس ذي الخمار " وذو الخمار فرسه، وفي أمثالهم " فتى ولا كمالك " وكانت فيه خيلاء، وله لمة كبيرة. أدرك الإسلام وأسلم وولاه رسول الله صلّى الله عليه وآله صدقات قومه (بني يربوع) ولما صارت الخلافة إلى أبي بكر اضطرب مالك في أموال الصدقات وفرّقها. وقيل: ارتد، فتوجه إليه خالد بن الوليد وقبض عليه في البطاح، وأمر ضرار ابن الأزور الأسدي، فقتله (1) .
__________
(1) فوات 2: 143 والإصابة: ت 7698 والنقائض 22 و 247 و 258 و 298 والمرزباني 360 وغربال الزمان - خ. والشعر والشعراء 119 والمحبر 126 وسرح العيون لابن نباتة 44 والجمحيّ 170 ورغبة الآمل 1: 58 ثم 8: 231 - 235 وفي القاموس: الردف، جليس الملك عن يمينه، يشرب بعده، ويخلفه إذا غزا، وفي خزانة الأدب للبغدادي 1: 236 تفصيل السبب الّذي قتل من أجله مالك بن نويرة. وما دار بينه وبين خالد، قبل ذلك،



مصنف عبد الرزاق الصنعاني (10/ 174)
المؤلف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ)
18722 - أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر , عن الزهري , أن أبا قتادة , قال: " خرجنا في الردة حتى إذا انتهينا إلى أهل أبيات , حتى طلعت الشمس للغروب , فأرشفنا إليهم الرماح , فقالوا: من أنتم؟ قلنا: نحن عباد الله , فقالوا: ونحن عباد الله فأسرهم خالد بن الوليد حتى إذا أصبح أمر أن يضرب أعناقهم " , قال أبو قتادة: فقلت: «اتق الله يا خالد فإن هذا لا يحل لك» , قال: اجلس فإن هذا ليس منك في شيء , قال: «فكان أبو قتادة يحلف لا يغزو مع خالد أبدا , قال وكان الأعراب هم الذين شجعوه على قتلهم , من أجل الغنائم وكان ذلك في مالك بن نويرة»





مستخرج أبي عوانة (4/ 365)
المؤلف: أبو عوانة يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النيسابوري الإسفراييني (المتوفى: 316هـ)
بقية باب عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أمراءه وعماله على الصدقات إلى كل ما أوطأ الإسلام من البلدان: فبعث المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي رضي الله عنه إلى صنعاء، فخرج العنسي عليه وهو بها، وبعث زياد بن لبيد الأنصاري أخا بني بياضة رضي الله عنه إلى حضرموت وعلى صدقاتها، وبعث عدي بن حاتم رضي الله عنه على صدقات طيئ، وأسد، وبعث مالك بن نويرة رضي الله عنه على صدقات بني حنظلة، وفرق صدقات بني سعد على رجلين منهم: فبعث الزبرقان بن بدر رضي الله عنه على ناحية منها، وبعث قيس بن عاصم رضي الله عنه على ناحية منهم، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث العلاء بن الحضرمي رضي الله عنه على البحرين، وبعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى أهل نجران ليجمع صدقاتهم ويقدم عليه بجزيتهم، وقد كان مسيلمة كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم: من مسيلمة رسول الله إلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد، فإني أشركت في الأمر معك، وإن لنا نصف الأرض ولقريش نصف الأرض، ولكن قريشا يعتدون، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولان له بهذا الكتاب




السنن الكبرى للبيهقي (7/ 15)
المؤلف: أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)
13145 - أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الجبار، ثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في قصة عدي بن حاتم رضي الله عنه " أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات قومه، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اجتمعت عنده إبل عظيمة من صدقاتهم، فلما ارتد من ارتد من الناس وبلغهم أنهم قد ارتجعوا صدقاتهم، وارتدت بنو أسد وهم جيرانهم، اجتمعت طيئ إلى عدي بن حاتم، وذكر القصة قال: فلما رأوا منه الجد كفوا [ص:16] عنه وسلموا له، فلما اجتمع المسلمون على أبي بكر رضي الله عنه خرج بها، فكانت أول إبل من الصدقة قدمت على أبي بكر رضي الله عنه هي، وإبل الزبرقان بن بدر " قال ابن إسحاق: وكان من حديث الزبرقان بن بدر السعدي، أن بني سعد اجتمعوا إليه، فسألوه أن يرد إليهم أموالهم، وأن يصنع بهم ما صنع مالك بن نويرة بقومه، فأبى وتمسك بما في يده، وثبت على إسلامه، وقال: لا تعجلوا يا قوم، فإنه والله ليقومن بهذا الأمر قائم بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر قصة قال فدفعهم عن نفسه حتى أتاه اجتماع الناس على أبي بكر رضي الله عنه، فخرج بها، وقد تفرق القوم عنه ليلا ومعه الرجال يطردونها، فما علموا به حتى أتاهم أنه قد أداها إلى أبي بكر رضي الله عنه، فكانت هذه الإبل التي قدم بها الزبرقان وعدي بن حاتم أول إبل وافت أبا بكر رضي الله عنه من إبل الصدقة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عدي بن حاتم رضي الله عنه على صدقات طيئ، والزبرقان بن بدر على صدقات بني سعد، وطليحة بن خويلد على صدقات بني أسد، وعيينة بن حصن على صدقات بني فزارة، ومالك بن نويرة على صدقات بني يربوع، والفجاءة على صدقات بني سليم، فلما بلغهم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وعندهم أموال كثيرة ردوها على أهلها إلا عدي بن حاتم، والزبرقان بن بدر، فإنهما تمسكا بها ودفعا عنها الناس حتى أدياها إلى أبي بكر رضي الله عنه "


السنن الكبرى للبيهقي (8/ 305)
ومضى خالد بن الوليد قبل اليمامة حتى دنا من حي من بني تميم فيهم مالك بن نويرة , وكان قد صدق قومه , فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة , فبعث إليه خالد بن الوليد رضي الله عنه سرية , فذكر الحديث في قتل مالك بن نويرة



الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 248، بترقيم الشاملة آليا)
حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب: أن مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس، فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب أثفية لقدر فنضج ما فيها قبل أن يخلص الناس إلى شئون رأسه " أن المغيرة بن الأخنس هجا الزبير بن العوام، فوثب عليه المنذر بن الزبير، فضرب رجله، فبلغ ذلك عثمان فغضب، وقام خطيبا فذكر قصة.
عن حبيب بن زيد الطائي، أو غيره: مر المنهال التميمي على أشلاء مالك بن نويرة، هو ورجل من قومه حين قتله خالد بن الوليد، فأخرج من خريطة له ثوبا فكفنه فيه ودفنه.
وفي ذلك يقول متمم:
لقد غيب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيات أروعا





التوضيح لشرح الجامع الصحيح (31/ 541)
واحتج إبراهيم بن (الحسين) (6) الفقيه في مثل هذا بقتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة لقوله عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صاحبكم (7).
قلت: قتله له كان على غير هذا، كما ذكر الواقدي وسيف (..) (8) والحاكم.





الشافي في شرح مسند الشافعي (5/ 145)
المؤلف: مجد الدين أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن محمد ابن عبد الكريم الشيباني الجزري ابن الأثير (المتوفى: 606هـ)
وإما أهل بغي بامتناعهم من أدائها إلى الإمام، وإنما لم يسموا يومئذ أهل بغي: لأن اسم الردة جمعهم وغيرهم، فإن أكثر العرب بعد النبي - صلى الله عليه وسلم - ارتدوا وكفروا وتركوا أحكام الإسلام رأسًا، حتى إنه لم يبق موضع يصلى فيه إلا ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - , ومسجد عبد القيس بالبحرين في قرية يقال لها جواثا. فلما شملت الردة وكانت هذه الطائفة مخالفة شاقة للعصا انتظمهم وإياهم اسم الردة، ومن هؤلاء الذين امتنعوا من أدائها إلى الإمام جماعة اتبعوا أمر مقدميهم ورؤسائهم في ذلك مثل: بني يربوع أرادوا أن يبعثوا بصدقاتهم إلى أبي بكر فمنعهم مالك بن نويرة، وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف بين أبي بكر وعمر حتى قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا. فقال له أبو بكر: فقد قال في سياق الحديث: "إلا بحقها" والزكاة من حق المال. فعمر نظر إلى أول الحديث فاستدل به ولم يعتبر آخره، وأبو بكر جمع بين أول الحديث وآخره ولذلك سلَّم إليه، وقال: فعرفت أنه الحق.




معالم السنن شرح سنن ابوداود (2/ 4)
المؤلف: أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي (المتوفى: 388هـ)
وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلاّ أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع فإنهم قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فمنعهم مالك بن نويرة عن ذلك وفرقها فيهم وقال في شعر له:
فقلت لقومي هذه صدقاتكم ... مصررة…أخلافها لم تجرد
سأجعل نفسي دون ما تتقونه ... وأرهنكم يوما بما قلته يدي
وقال بعض شعرائهم ممن سلك هذه الطريقة في منع الزكاة يحرض قومه ويأمرهم على قتال من طالبهم بها.
أطعنا رسول الله ما دام بيننا ... فيا عجبا ما بال ملك أبي بكر
وإن الذي سألوكم فمنعتم ... لكالتمر أو أحلى لديهم من التمر
سنمنعهم ما دام فينا بقية ... كراماً على العراء في ساعة العسر
قلت وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه فراجع أبا بكر رضي الله عنه وناظره واحتج عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إلّه إلاّ الله فمن قال لا إلّه إلاّ الله فقد عصم نفسه وماله. وكان هذا من عمر رضي الله عنه تعلقا بظاهر الكلام قبل أن ينظر في آخره ويتأمل شرائطه فقال له أبو بكر إن الزكاة حق المال يرد أن القضية التي قد تضمنت عصمة دم ومال معلقة بإيفاء شرائطها والحكم المعلق بشرطين لا يجب بأحدهما والاخر معدوم ثم قايسه بالصلاة ورد الزكاة إليها فكان في ذلك من قوله دليل على أن قتال الممتنع من الصلاة كان إجماعاً من رأي الصحابة ولذلك رد المختلف فيه إلى المتفق عليه فاجتمع في هذه القضية الاحتجاج من عمر بالعموم ومن أبي بكر بالقياس ودل ذلك على أن العموم يخص بالقياس وأن جميع ما يتضمنه الخطاب الوارد في الحكم الواحد من شرط واستثناء مراعى فيه ومعتبر صحته به فلما استقر عمر رضي الله عنه صحة رأي أبي بكر رضي الله عنه وبان له صوابه تابعه على قتال القوم، وهومعنى قوله فلما رأيت أن الله قد شرح صدر أبي بكر عرفت أنه الحق يشير إلى انشراح صدره بالحجة التى أدلى بها والبرهان الذي أقامه نصا ودلالة.
وقد زعم قوم من الروافض أن عمر رضي الله عنه إنما أراد بهذا القول تقليد أبي بكر رضي الله عنه وأنه كان يعتقد له العصمة والبراءة من الخطأ وليس ذلك كما زعموه وإنما وجهه ما أوضحته لك وبينته.
وزعم زاعمون منهم أن أبا بكر رضي الله عنه أول من سمى المسلمين كفارا وأن القوم كانوا متأولين في منع الصدقة وكانوا يزعمون أن الخطاب في قوله تعالى {خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} [التوبة: 103] خطاب خاص في مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره وأنه مقيد بشرائط لا توجد فيمن سواه وذلك أنه ليس لأحد من التطهير والتزكية والصلاة على المتصدق ما للنبي صلى الله عليه وسلم ومثل هذه الشبهة إذا وجد كان مما يعذر فيه أمثالهم ويرفع به السيف عنهم فكان ما جرى من أبي بكر عليهم عسفا وسوء سيرة. وزعم بعض هؤلاء أن القوم كانوا قد اتهموه ولم يأمنوه على أموالهم إلى ما يشبه هذا الكلام الذي لا حاصل له ولا طائل فيه.
قلت: وهؤلاء قوم لا خلاف لهم في الدين وإنما رأس مالهم البَهتُ والتكذُّب والوقيعة في السلف، وقد بينا أن أهل الردة كانوا أصنافا منهم من ارتد عن الملة ودعا إلى نبوة مسيلمة وغيره، ومنهم من ترك الصلاة والزكاة وأنكر الشرائع كلها وهؤلاء الذين سماهم الصحابة كفارا ولذلك رأى أبو بكر سبي ذراريهم وساعده على ذلك أكثر الصحابة واستولد علي بن أبى طالب رضي الله عنه جارية من سبي بني حنيفة فولدت له محمد بن علي الذي يدعى ابن الحنفية ثم لم ينقض عصر الصحابة حتى أجمعوا على أن المرتد لا يسبى.
فأما مانعو الزكاة منهم المقيمون على أصل الدين فإنهم أهل بغي ولم يسموا على الانفراد عنهم كفارا وإن كانب الردة قد أضيفت إليهم لمشاركتهم المرتدين في منع بعض ما منعوه من حقوق الدين، وذلك أن الرده اسم لغوي وكل من انصرف عن أمر كان مقبلا إليه فقد ارتد عنه، وقد وجد من هؤلاء القوم الانصراف عن الطاعة ومنع الحق فانقطع عنهم اسم الثناء والمدح بالدين وعلق بهم الاسم القبيح لمشاركتهم القوم الذين كان ارتدادهم حقا ولزوم الاسم إياهم صدقا.



معالم السنن (3/ 112)
وقال مالك بن نويرة وكان بنو يربوع جمعوا صدقاتهم ليوجهوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فمنعهم من ذلك ورد على رجل منهم صدقته، وقال أنا جنة لكم مما تكرهون وقال:
وقلت خذوها هذه صدقاتكم …مصررة أخلافها لم تجدَّدِ
سأجعل نفسي دون ما تجدونه …وأرهنكم يوماً بما قلته يدي




شرح النووي على مسلم (1/ 203)
وقد كان في ضمن هؤلاء المانعين للزكاة من كان يسمح بالزكاة ولا يمنعها إلا أن رؤساءهم صدوهم عن ذلك الرأي وقبضوا على أيديهم في ذلك كبني يربوع فإنهم قد جمعوا صدقاتهم وأرادوا أن يبعثوا بها إلى أبي بكر رضي الله عنه فمنعهم مالك بن نويرة من ذلك وفرقها فيهم وفي أمر هؤلاء عرض الخلاف ووقعت الشبهة لعمر رضي الله عنه فراجع أبا بكر رضي الله عنه وناظره واحتج عليه بقول النبي صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله فمن قال لا إله إلا الله فقد عصم نفسه وماله وكان هذا من عمر رضي الله عنه تعلقا بظاهر الكلام قبل أن ينظر في آخره ويتأمل شرائطه فقال له أبو بكر رضي الله عنه إن الزكاة حق المال يريد أن القضية قد تضمنت عصمة دم ومال معلقة بإيفاء شرائطها والحكم المعلق بشرطين لا يحصل بأحدهما والآخر معدوم ثم قايسه بالصلاة ورد الزكاة إليها وكان في ذلك من قوله دليل على أن قتال الممتنع من الصلاة كان إجماعا من الصحابة وكذلك رد المختلف فيه إلى المتفق عليه فاجتمع في هذه القضية الاحتجاج من عمر رضي الله عنه بالعموم ومن أبي بكر رضي الله عنه بالقياس ودل ذلك على أن العموم يخص بالقياس وأن جميع ما تضمنه الخطاب الوارد في الحكم الواحد من شرط واستثناء مراعى فيه ومعتبر صحته به فلما استقر عند عمر صحة رأي أبي بكر رضي الله عنهما وبان له صوابه تابعه على قتال القوم وهو معنى قوله فلما رأيت الله قد شرح صدر أبي بكر للقتال عرفت أنه الحق يشير إلى انشراح صدره بالحجة التي أدلى بها والبرهان الذي أقامه نصا ودلالة وقد زعم زاعمون من الرافضة أن أبا بكر رضي الله عنه اول من سبى المسلمون وأن القوم كانوا متأولين في منع الصدقة وكانوا يزعمون أن الخطاب في قوله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم ان صلاتك سكن لهم خطاب خاص في مواجهة النبي صلى الله عليه وسلم دون غيره وأنه مقيد بشرائط لا توجد فيمن سواه وذلك أنه ليس لاحد من التطهير والتزكية والصلاة علىالمتصدق ما للنبي صلى الله عليه وسلم ومثل هذه الشبهة إذا وجد كان مما يعذر فيه أمثالهم ويرفع به السيف عنهم وزعموا أن قتالهم كان عسفا قال الخطابي رحمه الله وهؤلاء الذين زعموا ما ذكرناه قوم لاخلاق لهم في الدين



فيض القدير (3/ 528)
(حم تخ حب ك عن ضرار) بكسر الضاد المعجمة مخففا (ابن الأزور) واسم الأزور مالك بن أوس الأسدي كان بطلا شاعرا له وفادة وهو الذي قتل مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد أبلى يوم اليمامة بلاء عظيما فقطعت ساقاه فجعل يحبو ويقاتل حتى قتل. قال الهيثمي: رواه أحمد بأسانيد أحدها رجاله ثقات





جامع المسانيد والسنن (4/ 361)
855- (ضرار بن الأزور - رضي الله عنه -) (1)
واسم الأزور مالك بن أوس بن جذيمة بن ربيعة بن مالك بن ثعلبة ابن دودان ابن أسدٍ بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كان أحد الفرسان المشهورين، والشجعان المذكورين، وقد افتدى نفسه من الكفار بألف بعير وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأنشد.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَا غُبِنَتْ صَفْقَتُكَ يَا ضِرَارُ» .
وهو الذى ضرب عنق مالك بن نويرة بأمر خالد بن الوليد، وشهد اليمامة، فأبلى بلاءً حسنًا، وقيل إنه قُتل هنالك. والمشهور أنه شهد فتح دمشق، وحضر اليرموك وقال موسى بن عقبة: قُتل بأجنادين، ويقال إنه نزل الكوفة، وقيل حَرَّانَ.
_________
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 3/52؛ والإصابة: 2/208؛ والاستيعاب: 20/211؛ والطبقات الكبرى: 6/25؛ والتاريخ الكبير: 4/338؛ وثقات ابن حبان: 3/200.



مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 221)
10391 - وعن محمد بن سلام - يعني الجمحي - قال: قال أبو عبيدة ضرار بن الأزور تولى قتل مالك بن نويرة، وفي ذلك يقول متمم بن نويرة ويعرض بخالد بن الوليد:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... حيث العضاة قتيلك ابن الأزور
ولنعم حشو الدرع حين لقيته ... ولنعم مأوى الطارق المتنور
سمح بأطراف القداح إذا انتشى ... حلو حلال المال غير غدور
لا يلبس الفحشاء تحت ثيابه ... صعب مقادته عفيف المئزر
أدعوته بالله ثم قتلته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر
نعم الفوارس يوم حلت غادرت ... فرسان فهر في الغبار الأكدر.
ويروى: في الكدور الأكدر.
رواه الطبراني، ورجاله ثقات.



الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 75
خبر مالك بن نويرة
قال البراء بن عازب بينا رسول الله ص جالس في أصحابه إذ أتاه وفد من بني تميم مالك بن نويرة فقال يا رسول الله ص علمني الإيمان فقال رسول الله ص تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أني رسول الله و تصلي الخمس و تصوم رمضان و تؤدي الزكاة و تحج البيت و توالي وصيي هذا من بعدي و أشار إلى علي ع بيده و لا تسفك دما و لا تسرق و لا تخون و لا تأكل مال اليتيم و لا تشرب الخمر و توفي بشرائعي و تحلل حلالي و تحرم حرامي و تعطي الحق من نفسك للضعيف و القوي و الكبير و الصغير حتى عد عليه شرائع الإسلام فقال يا رسول الله ص أعد علي فإني رجل نساء فأعاد عليه فعقدها بيده و قام و هو يجر إزاره و هو يقول تعلمت الإيمان و رب الكعبة فلما بعد من رسول الله ص قال من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل فقال أبو بكر و عمر إلى من تشير يا رسول الله فأطرق إلى الأرض فجدا في السير فلحقاه فقالا لك البشارة من الله و رسوله بالجنة فقال أحسن الله تعالى بشارتكما إن كنتما ممن يشهد بما شهدت به فقد علمتما ما علمني النبي محمد
الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 76
ص و إن لم تكونا كذلك فلا أحسن الله بشارتكما فقال أبو بكر لا تقل فأنا أبو عائشة زوجة النبي ع قال قلت ذلك فما حاجتكما قالا إنك من أصحاب الجنة فاستغفر لنا فقال لا غفر الله لكما تتركان رسول الله صاحب الشفاعة و تسألاني أستغفر لكما فرجعا و الكئابة لائحة في وجهيهما فلما رآهما رسول الله ص تبسم و قال أ في الحق مغضبة
فلما توفي رسول الله و رجع بنو تميم إلى المدينة و معهم مالك بن نويرة فخرج لينظر من قام مقام رسول الله ص فدخل يوم الجمعة و أبو بكر على المنبر يخطب بالناس فنظر إليه و قال أخو تيم قالوا نعم قال فما فعل وصي رسول الله ص الذي أمرني بموالاته قالوا يا أعرابي الأمر يحدث بعده الأمر قال بالله ما حدث شي‏ء و إنكم قد خنتم الله و رسوله ثم تقدم إلى أبي بكر و قال من أرقاك هذا المنبر و وصي رسول الله ص جالس فقال أبو بكر أخرجوا الأعرابي البوال على عقبيه من مسجد رسول الله ص فقام إليه قنفذ بن عمير و خالد بن الوليد فلم يزالا يلكزان عنقه حتى أخرجاه فركب راحلته و أنشأ يقول‏
أطعنا رسول الله ما كان بيننا فيا قوم ما شأني و شأن أبي بكر
إذا مات بكر قام عمرو مقامه فتلك و بيت الله قاصمة الظهر
يدب و يغشاه العشار كأنما يجاهد جما أو يقوم على قبر
فلو قام فينا من قريش عصابة أقمنا و لكن القيام على جمر
.
قال فلما استتم الأمر لأبي بكر وجه خالد بن الوليد و قال له قد علمت ما قاله مالك على رءوس الأشهاد و لست آمن أن يفتق علينا فتقا لا يلتئم فاقتله فحين أتاه خالد ركب جواده و كان فارسا يعد بألف فخاف خالد منه فآمنه و أعطاه المواثيق ثم غدر به بعد أن ألقى سلاحه فقتله و أعرس بامرأته في ليلته و جعل رأسه في قدر فيها لحم جزور لوليمة عرسه و بات ينزو عليها نزو الحمار و الحديث طويل‏
الفضائل (لابن شاذان القمي)، ص: 77
خبر الشيخ معاذ بن جبل مع معاوية ب





الإصابة في تمييز الصحابة (5/ 560)
7712- مالك بن نويرة:
بن جمرة بن شدّاد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي «2» اليربوعي يكنى أبا حنظلة، ويلقب الجفول.
قال المرزبانيّ: كان شاعرا شريفا فارسا معدودا في فرسان بني يربوع في الجاهلية وأشرافهم، وكان من أرداف الملوك، وكان النبي صلّى اللَّه عليه وآله وسلم استعمله على صدقات قومه، فلما بلغته وفاة النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم أمسك الصدقة وفرّقها في قومه، وقال في ذلك:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف ... ولا ناظر فيما يجيء من الغد
فإن قام بالدّين المحوّق قائم ... أطعنا وقلنا الدّين دين محمّد
[الطويل] [ذكر ذلك ابن سعد، عن الواقدي، بسند له منقطع] «3» فقتله ضرار بن الأزور الأسدي صبرا بأمر خالد بن الوليد بعد فراغه من قتال الردة، ثم خلفه خالد على زوجته، فقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر فأنشده مرثية أخيه، وناشده في دمه وفي سبيهم «4» ، فردّ أبو بكر السبي «5» .
وذكر الزّبير بن بكّار أن أبا بكر أمر خالدا أن يفارق امرأة مالك المذكورة، وأغلظ عمر لخالد في أمر مالك وأما أبو بكر فعذره.
وقد ذكر قصته مطوّلة سيف بن عمر في كتاب «الردة والفتوح» ، ومن طريقه الطبري، وفيها: إن خالد بن الوليد لما أتى البطاح بثّ السرايا فأتي بمالك ونفر من قومه، فاختلفت السرية، فكان أبو قتادة ممن شهد أنهم أذّنوا وأقاموا الصلاة وصلّوا، فحبسهم خالد في ليلة باردة، ثم أمر مناديا فنادى: أدفئوا أسراكم، وهي في لغة كناية عن القتل فقتلوهم، وتزوّج
خالد بعد ذلك امرأة مالك، فقال عمر لأبي بكر: إنّ في سيف خالد خالد رهقا «1» ، فقال أبو بكر: تأوّل فأخطأ، ولا أشيم «2» سيفا سلّه اللَّه على المشركين، وودى مالكا، وكان خالد يقول «3» : إنما أمر بقتل مالك، لأنه كان إذا ذكر النبيّ صلّى اللَّه عليه وآله وسلم قال: «ما إخال صاحبكم إلّا قال كذا وكذا» .
فقال له: أو ما تعده لك صاحبا.
وقال الزّبير بن بكّار في «الموفقيات» : حدثني محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب- أنّ مالك بن نويرة كان كثير شعر الرأس، فلما قتل أمر خالد برأسه فنصب أثفية «4» لقدر فنضج ما فيها قبل أن يخلص الناس إلى شئون رأسه. ورثاه متمم أخوه بأشعار كثيرة. واسم امرأة مالك أم تميم بنت المنهال.
وروى ثابت بن قاسم في الدلائل أن خالدا رأى امرأة مالك، وكانت فائقة في الجمال، فقال مالك بعد ذلك لامرأته: قتلتني- يعني سأقتل من أجلك، وهذا قاله ظنا، فوافق أنه قتل، ولم يكن قتله من أجل المرأة كما ظن.
قال المرزبانيّ: ولمالك شعر جيد كثير منه يرثي عتيبة بن الحارث بن شهاب اليربوعي:
فخرت بنو أسد عقيل واحد ... صدقت بنو أسد عتيبة أفضل
بجحوا بمقتله ولا توفى به ... مثنى سراتهم الّذين يقتّلوا
[الكامل]




فتاوى الشبكة الإسلامية (7/ 1395، بترقيم الشاملة آليا)
سبب قتل خالد بن الوليد مالك بن نويرة
[السُّؤَالُ]
ـ[لماذا قتل خالد بن الوليد - رضي الله عنه-مالك بن نويرة؟]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمالك بن نويرة كان النبي صلى الله عليه وسلم قد استعمله على صدقات قومه، فلما بلغته وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة وفرقها في قومه وقال في ذلك:
فقلت خذوا أموالكم غير خائف *ولا ناظر فيما يجيء من الغد
فإن قام بالدين المحوق قائم *أطعنا وقلنا الدين دين محمد
وورد في سبب قتله له أيضاً أنه كان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا وكذا، فقال له: أو ما تعده لك صاحباً!! فكان خالد يرى في أقواله هذه أنه ارتد عن الإسلام. ذُكر كل ذلك في الإصابة في تمييز الصحابة.
والله أعلم.

[تَارِيخُ الْفَتْوَى]
07 ذو القعدة 1426







الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الرابعة (ص: 533)
مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم
234 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عتبة بن جبيرة , عن حصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ قال: «لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحج سنة عشر قدم المدينة، فلما رأى هلال المحرم سنة إحدى عشرة بعث المصدقين في العرب، فبعث مالك بن نويرة على صدقة بني يربوع، وكان قد أسلم، وكان شاعرا»
235 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة , عن أمه , عن أبيه , عن أبي قتادة قال: " كنا مع خالد بن الوليد حين خرج إلى أهل الردة، فلما نزل بالبطاح ادعي أن مالك بن نويرة ارتد، واحتج عليه بكلام [ص:535] بلغه عنه , فأنكر مالك ذلك، وقال: أنا على الإسلام، ما غيرت ولا بدلت. وشهد له أبو قتادة وعبد الله بن عمر , فقدمه خالد وأمر ضرار بن الأزور الأسدي فضرب عنقه، وأمر برأس مالك فجعل أثافيا لقدر، وكان من أكثر الناس شعرا وإن رأسه ليدخن , وما خلصت النار إلى شوائه، وقبض خالد امرأته أم متمم فتزوجها "
236 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر , عن ابن [ص:536] عون قال: " بلغ عمر بن الخطاب قتله مالك بن نويرة وتزوجه امرأته , فقال لأبي بكر: إنه قد زنى، فارجمه. فقال أبو بكر: ما كنت لأرجمه , تأول فأخطأ. قال: فإنه قد قتل مسلما، فاقتله. قال: ما كنت لأقتله به، تأول فأخطأ. قال: فاعزله، قال: ما كنت لأشيم سيفا سله الله عليهم أبدا ". وكان مالك بن نويرة يسمى الجفول
237 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن أبي حميد قال: قال عمر بن الخطاب لمتمم بن نويرة: " ما بلغ حزنك على أخيك؟ قال: [ص:537] لقد مكثت سنة لا أنام بليل حتى أصبح، وما رأيت نارا رفعت بليل إلا ظننت أن نفسي ستخرج، أذكر بها نارا، أنه كان يأمر بالنار فتوقد حتى يصبح، مخافة أن يبيت ضيفه قريبا منه، فحتى يرى النار يأوي إليها، ولهو بالضيف يأتي مجتهدا أسر من القوم يقدم عليهم القادم لهم من السفر البعيد. فقال عمر: أكرم به "
238 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر , عن ابن أبي عون قال: قال عمر يوما لمتمم بن نويرة: " خبرنا عن أخيك، قال: يا أمير المؤمنين، لقد أسرت مرة في حي من العرب، فأخبر أخي، فأقبل إلي، فما هو إلا أن طلع على الخاصر فما أحد كان قاعدا إلا قام على رجليه، ولا بقيت امرأة إلا تطلعت من خلال البيوت، فما نزل عن جمله حتى لقوه بي في رمتي , فحلني هو، فقال عمر: «إن هذا لهو الشرف»
239 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي [ص:538] سبرة , عن عبد المجيد بن سهيل , عن إبراهيم بن محمد بن طلحة قال: قال متمم بن نويرة لعمر بن الخطاب: " أغار حي من أحياء العرب على حي مالك بن نويرة وليس هو في الحاضر، فخرج في آثارهم على جمل ثقال يسوقه مرة ويركبه أخرى حتى أدركهم على مسيرة ثلاث وهم آمنون، فما هو إلا أن رأوه فأرسلوا ما في أيديهم من الأسرى والنعم وهربوا، فأدركهم مالك , فاستأسروا جميعا حتى كتفهم وكربهم إلى بلاده مكتفين، فقال عمر: «قد كنا نعلم سخاءه وشجاعته، ولم نعلم بكل ما تذكر»
240 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: قال عمر بن الخطاب يوما لمتمم بن نويرة: «حدثنا عن أخبار أخيك ببعض خصاله» . فقال متمم: في أيها يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: «هل كانت له شجاعة مع السخاء؟» قال: يا أمير المؤمنين، لقد كان يكون في الليلة القرة [ص:539] عليه البردة الفلتة، على الجمل الثقال، يحمل المزادة الوافرة، يقود الفرس الجرون، فيصبح في مغار الخيل. فقال عمر: وأبيك إن هذا لجلد وإقدام ". قال محمد بن عمر: ورثا متمم بن نويرة أخاه مالكا بشعر كثير، وهو الذي يقول:
[البحر الطويل]

وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن تتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
في قصيدة طويلة يصفه فيها
241 - قال محمد بن عمر: فحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي , عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لمتمم: «لقد قلت في أخيك وذكرت خصالا , قل ما تكون في الرجال» . فقال: يا أمير المؤمنين، ما كذبت في حرف واحد، [ص:540] إلا أني أعلم أن خصلة واحدة قد قلتها. قال: ما هي؟ قال: قلت:
[البحر الطويل]

غير مبطان العشيات أروعا ... وقد علمت أنه قد كان له بطين حادر.
فقال عمر: «وأبيك إن هذه لخصلة يسيرة فيما يقول الشعراء»
242 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر , عن ابن أبي عون قال: وحدثني عبد العزيز بن يعقوب الماجشون، قالا: قال عمر بن الخطاب: ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن؟ قال: كانت عيني هذه قد ذهبت , وأشار إليها، فبكيت بالصحيحة، فأكثرت البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وجرت بالدمع. فقال عمر: إن هذا لحزن شديد، ما يحزن هكذا أحد على [ص:541] هالكه. ثم قال: يرحم الله زيد بن الخطاب، لو كنت أقدر على أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك. قال متمم: يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا. فأصبر عمر وتعزى عن أخيه , وقد كان حزن عليه حزنا شديدا " وكان عمر يقول: إن الصبا لتهب فتأتيني بريح زيد بن الخطاب.

243 - قال عبد الله بن جعفر: قلت لابن أبي عون: ما كان عمر يقول الشعر؟ قال: لا، ولا بيتا واحدا.




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 475
الصدقة من قومه، و قال لهم: تربصوا بها حتى يقوم قائم بعد النبي صلى الله عليه و آله و ننظر ما يكون من أمره، و قد صرح بذلك في شعره حيث يقول:
و قالت رجال سدد اليوم مالك و قال رجال، مالك لم يسدد
فقلت دعوني لا أبا لأبيكم فلم أخط «1» وأيا «2» في المقال و لا اليد.
و قلت خذوا أموالكم غير خائف و لا ناظر فيما يجي‏ء به غدي «3»
فدونكموها إنما هي مالك مصررة «4» أخلافها لم تجدد
سأجعل نفسي دون ما تحذرونه و أرهنكم يوما بما قلته يدي‏
فإن قام بالأمر «5» المجدد «6» قائم أطعنا و قلنا الدين دين محمد
فصرح- كما ترى- أنه استبقى الصدقة في أيدي قومه رفقا بهم و تقربا إليهم إلى أن يقوم بالأمر من يدفع ذلك إليه.



مختصر سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد الوهاب (ص: 268)
المؤلف: محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي (المتوفى: 1206هـ)
الناشر: وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد - المملكة العربية السعودية
[مسير خالد إلى اليمامة]
مسير خالد إلى اليمامة فلما فرغ خالد من بزاخة وبني عامر أظهر أن أبا بكر عهد إليه أن يسير إلى أرض بني تميم، وإلى اليمامة، فقال ثابت بن قيس - وهو على الأنصار، وخالد على جماعة المسلمين - ما عهد إلينا ذلك وليس بنا قوة. وقد كل المسلمون وعجف كراعهم. فقال خالد: لا أستكره أحدا، وسار بمن تبعه.
وأقامت الأنصار يوما أو يومين ثم تلاومت فيما بينها. وقالت والله ما صنعنا شيئا. والله لئن أصيب القوم ليقولن خذلتموهم وإنها لمسبة عارها باق إلى آخر الدهر ولئن أصابوا فتحا، إنه لخير منعتموه. فابعثوا إلى خالد يقيم حتى تلحقوه. فبعثوا إليه فأقام حتى لحقوه. فاستقبلهم في كثرة من المسلمين حتى نزلوا.
وساروا جميعا حتى انتهوا إلى البطاح، من أرض بني تميم فلم يجدوا بها جمعا. ففرق خالد السرايا في نواحيها. فأتت سرية منهم بني حنظلة - وسيدهم مالك بن نويرة - وكان قد بعثه النبي صلى الله عليه وسلم مصدقا على قومه. فجمع صدقاتهم. فلما بلغته وفاة النبي صلى الله عليه وسلم جفل إبل الصدقة - أي ردها إلى أهلها فلذلك سمي الجفول - وجمع قومه فقال: إن هذا الرجل قد هلك فإن قام قائم بعده رضي منكم أن تدخلوا في أمره ولم يطلب ما مضى، ولم تكونوا أعطيتم الناس أموالكم. فتسارع إليه جمهورهم.
فقام فيهم قعنب - سيد بني يربوع - فقال يا بني تميم، لا ترجعوا في صدقاتكم فيرجع الله في نعمه عليكم ولا تتجردوا للبلاء وقد ألبسكم الله العافية ولا تستشعروا خوف الكفر وأنتم في أمن الإسلام. إنكم أعطيتم قليلا من كثير. والله مذهب الكثير بالقليل. ومسلط على أموالكم غدا من يأخذها على غير الرضا، وإن منعتموها قتلتم. فأطيعوا الله واعصوا مالكا.
فقام مالك، فقال: يا بني تميم، إنما رددت عليكم أموالكم إكراما لكم. وإنه لا يزال يقوم منكم قائم يخطئني. والله ما أنا بأحرصكم على المال ولا بأجزعكم من الموت ولا بأخفاكم شخصا إن أقمت، ولا بأخفاكم رحلة إن هربت. فترضوه عند ذلك وأسندوا أمرهم إليه وأبى الله إلا أن يتم أمره فيهم. وقال مالك في ذلك:
وقال رجال سدد اليوم مالك ... وقال رجال مالك لم يسدد
فقلت: دعوني لا أبا لأبيكمو ... فلم أخط رأيا في المعاد ولا البد
فدونكموها. إنها صدقاتكم ... مصررة أخلافها لم تجرد
سأجعل نفسي دون ما تحذرونه ... فأرهنكم يوما بما قلت يدي
فإن قام بالأمر المجرد قائم ... أطعنا وقلنا: الدين دين محمد
ولما بلغ ذلك أبا بكر والمسلمين حنقوا عليه. وعاهد الله خالد لئن أخذه ليجعلن هامته أثفية للقدر.
فلما وصلتهم السرية - مع طلوع الشمس - فزعوا إلى السلاح. وقالوا: من أنتم؟ قالوا: نحن عباد الله المسلمون قالوا: ونحن عباد الله المسلمون. قالوا: فضعوا السلاح. ففعلوا. فأخذوهم. وجاءوا بهم إلى خالد.
فقال له أبو قتادة: - وهو مع السرية - أقاتل أنت هؤلاء؟ قال: نعم. قال: إنهم اتقونا بالإسلام أذنا فأذنوا، وصلينا فصلوا. وكان من عهد أبي بكر " أيما دار غشيتموها فسمعتم الأذان فيها بالصلاة فأمسكوا عن أهلها حتى تسألوهم ماذا نقموا؟ وماذا يبغون؟ وإن لم تسمعوا الأذان فشنوا عليها الغارة فاقتلوا وحرقوا ". فأمر بهم خالد فقتلوا، وأمر برأس مالك فجعل أثفية للقدر ورثاه أخوه متمم بقصائد كثيرة (1) .
وروي أن " عمر قال له: " لوددت أن رثيت أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك مالكا " فقال متمم: لو علمت أن أخي صار حيث صار أخوك ما رثيته. فقال عمر: " ما عزاني أحد عن أخي بمثل تعزيته ".





الاكتفاء بما تضمنه من مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والثلاثة الخلفاء (2/ 110)
المؤلف: سليمان بن موسى بن سالم بن حسان الكلاعي الحميري، أبو الربيع (المتوفى: 634هـ)
جاءت، فلذلك سمى الجفول، وجمع قومه، فقال: إن هذا الرجل قد هلك، فإن قام قائم من قريش بعد نجتمع عليه جميعا، إن رضى منكم أن تدخلوا فى أمره، ولم يطلب ما مضى من هذه الصدقة أبدا، ولم تكونوا أعطيتم الناس أموالكم، فأنتم أولى بها وأحق، فتسارع إليه جمهور قومه وفرحوا بذلك، فقام ابن قعنب، وكان سيد بنى يربوع، فقال:
يا بنى تميم، بئس ما ظننتم، أن ترجعوا فى صدقاتكم ولا يرجع الله فى نعمه عليكم، وأن تجردوا للبلاء ويلبسكم الله العافية، وأن تستشعروا خوف الكفر، وأن تسكنوا فى أمن الإسلام، إنكم أعطيتم قليلا من كثير، والله مذهب الكثير بالقليل ومسلط على أموالكم غدا من لا يأخذها على الرضى ولا يخيركم فى الصدقة، وإن منعتموها قتلتم، فأطيعوا الله واعصوا مالكا.
فقام مالك، فقال: يا معشر بنى تميم، إنما رددت عليكم أموالكم إكراما لكم، وبقيا عليكم، وإنه لا يزال يقوم قائم منكم يخطئنى فى ردها عليكم ويخطئكم فى أخذها، فما أغنانى عما يضرنى ولا ينفعكم، فو الله ما أنا بأحرصكم على المال، ولا بأجزعكم من الموت، ولا بأخفاكم شخصا إن أقمت، ولا بأخفكم رحلة إن هربت، فترضاه عند ذلك بنو حنظلة، وأسندوا إليه أمرهم، وقالوا: حربنا حربك وسلمنا سلمك، فأخذوا أموالهم، وأبى الله إلا أن يتم أمره فيهم، وقال فى ذلك مالك:
وقال رجال سدد اليوم مالك ... وقال رجال مالك لم يسدد
فقلت دعونى لا أبا لأبيكم ... فلم أخط رأيا فى المعاد ولا البد
وقلت خذوا أموالكم غير خائف ... ولا ناظر فيما يجىء به غد
فدونكموها إنها صدقاتكم ... مصررة أخلافها لم تحرد
سأجعل نفسى دون ما تحذرونه ... وأرهنكم يوما بما قلته يدى
فإن قام بالأمر المخوف قائم ... أطعنا وقلنا الدين دين محمد
ولما بلغ ذلك أبا بكر والمسلمين حنقوا على مالك، وعاهد الله خالد بن الوليد لئن أخذه ليقتلنه، ثم ليجعلن هامته أثفية للقدر، فلما أتى به أسيرا فى نفر من قومه، أخذوا معه كما تقدم.
اختلف فيه الذين أخذوهم، فقال بعضهم: قد والله أسلموا، فما لنا عليهم من سبيل وفيمن شهد بذلك أبو قتادة الأنصارى، وكان معهم فى تلك السرية، وقالوا: إنا قد أذنا فأذنوا، ثم أقمنا فأقاموا، ثم صلينا فصلوا.



معجم الشعراء (ص: 360)
المؤلف : للإمام أبي عبيد الله محمد بن عمران المرزباني (المتوفى : 384 هـ)
مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي. يكنى أبا حنظلة ويلقب الجفول وهو شاعر شريف أحد فرسان بن يربوع بن حنظلة ورجالهم المعدودين في الجاهلية وكان من أرداف الملوك.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم استعمله على صدقات قومه فلما بلغه وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك الصدقة وفرقها في قومه وجفل إبل الصدقة فسمي الجفول بذلك فقال:
فقلت خذوا أموالكم غير خائفٍ ... ولا ناظرٍ فيما يجيء من الغد
فإن قام بالأمر المخوف قائم ... أطعنا وقلنا الدين دين محمد
فقتله ضرار بن الأسور الأسدي بأمر خالد بن الوليد بالبطاح صبراً وخلف على زوجته وكانت جميلة. وقدم أخوه متمم بن نويرة على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فأنشده مراثي أخيه مالك وناشده في دمه وفي سبيهم فرد أبو بكر السبي إليه وأغلظ أبو بكر. ورثاه متمم بشعره المشهور فمن ذلك قصيدته المبرزة التي أولها:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزعاً مما أصاب فأوجعا
التأبين: مدح الميت والثناء عليه. ولمالك شعر جيد كثير منه قوله يرثي عتيبة بن الحارث بن شهاب وقتلته بنو أسد:
فخرت بنو أسد بمقتلِ واحد ... صَدقتْ بنو أسدٍ عتيبة أفضل
تجحوا بمقتله ولا توني به ... مثنى سراتهم الذين تقتل



فوات الوفيات (3/ 234)
المؤلف: محمد بن شاكر بن أحمد بن عبد الرحمن بن شاكر بن هارون بن شاكر الملقب بصلاح الدين (المتوفى: 764هـ)
ومما يؤيد خالد وأن (1) مالكاً مات مرتداً أن متمماً لما أنشد عمر مراثيه في مالك قال له عمر: والله لوددت أني أحسن الشعر فأرثي أخي زيداً بمثل ما رثيت أخاك، فقال متمم: لو أن أخي مات على ما مات عليه أخوك ما رثيته، فقال عمر رضي الله عنه ما عزاني أحد عن أخي بأحسن مما عزاني به متمم.


المجالسة وجواهر العلم (7/ 226)
3136 - حدثنا أبو العباس المبرد، حدثني الرياشي، حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي في إسناد له؛ قال: [ص:227] صلى أبو بكر الصديق رحمة الله عليه صلاة الصبح يوما، فلما انفتل قام متمم بن نويرة في آخر الناس وكان رجلا أعور دميما، فاتكأ على قوسه، ثم قال:
(نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... خلف البيوت قتلت يا ابن الأزور [ص:228])
(أدعوته بالله ثم غدرته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر)
وأومأ إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله! ما دعوته ولا غدرت به. ثم بكى متمم، ثم اتكأ على سية قوسه حتى دمعت عينه العوراء، ثم أتم شعره يقول:
(لا يمسك العوراء تحت ثيابه ... حلو شمائله عفيف المئزر)
(ولنعم حشو الدرع كنت وحاسرا ... ولنعم مأوى الطارق المتنور)
فقام إليه عمر رضي الله عنه، فقال: لوددت أنك رثيت أخي بما رثيت أخاك. فقال له: يا أبا حفص! لو أعلم أن أخي حيث صار أخوك ما رثيته. يقول: إن أخاك قتل شهيدا. فقال عمر: ما عزاني أحد بمثل تعزيتك. وفي حديث آخر أنه رثى زيد بن الخطاب رضي الله عنه، فلم يجد، فقال له عمر: لم أرك رثيت زيدا كما رثيت أخاك مالكا. فقال: إنه والله يحركني لمالك ما لا يحركني لزيد. فقال له عمر يوما: إنك لجزل؛ فأين كان أخوك منك؟ فقال: كان والله أخي في الليلة ذات الأزيز والصراد يركب الجمل الثفال بين المزادتين، ويجتنب الفرس الحزور، وعليه الشملة الفلوت، وفي يده الرمح الثقيل؛ حتى يصبح متهللا، ولقد أسرت مرة؛ فكنت فيهم سنة أغنيهم، فما أطلقوني، فلما كان بعد السنة؛ وقف عليهم مالك في شهر من أشهر الحرم، [ص:229] فحادثهم ساعة، ثم استوهبني منهم وهم لا يعرفونه، فوهبوني له، فعلمت أن ساعة من مالك أكثر من حول مني





الكامل في التاريخ (2/ 213)
وقدم متمم بن نويرة على أبي بكر يطلب بدم أخيه، ويسأله أن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكا من بيت المال. ولما قدم على عمر قال له: ما بلغ بك الوجد على أخيك؟ قال: بكيته حولا حتى أسعدت عيني الذاهبة عيني الصحيحة، وما رأيت نارا قط إلا كدت أنقطع أسفا عليه؛ لأنه كان يوقد ناره إلى الصبح مخافة أن يأتيه ضيف ولا يعرف مكانه. قال: فصفه لي. قال: كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثقال، وهو بين المزادتين النضوختين في الليلة القرة، وعليه شملة فلوت، معتقلا رمحا خطلا، فيسري ليلته ثم يصبح وكأن وجهه فلقة قمر. قال: أنشدني بعض ما قلت فيه، فأنشده مرثيته التي يقول فيها:
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
فقال عمر: لو كنت أقول الشعر لرثيت أخي زيدا. فقال متمم: ولا سواء يا أمير المؤمنين، لو كان أخي صرع مصرع أخيك لما بكيته. فقال عمر: ما عزاني أحد بأحسن مما عزيتني به.





المعجم الكبير للطبراني (8/ 294)
8126 - حدثنا أبو خليفة الفضل بن الحباب، عن محمد بن سلام الجمحي، قال: قال أبو عبيدة " ضرار بن الأزور تولى قتل مالك بن نويرة، وفي ذلك يقول: متمم بن نويرة، ويعرض بخالد بن الوليد:
[البحر الكامل]
نعم القتيل إذا ما الرماح تناوحت ... جبن العصاة قتيلك ابن الأزور
ولنعم حشو الدرع حين لقيته ... ولنعم مأوى الطارق المتنور
سمح بأطراف القداح إذا انتشى ... حلو حلال المال غير عذور
لا يلبس الفحشاء تحت ثيابه ... صعب مقادته عفيف المئزر
أدعوته بالله، ثم قتلته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر
نعم الفوارس يوم حلبة غادرت ... فرسان فهر في الغبار الأكدر
ويروى في الكدور الأكدر "



مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6/ 221)
10391 - وعن محمد بن سلام - يعني الجمحي - قال: قال أبو عبيدة ضرار بن الأزور تولى قتل مالك بن نويرة، وفي ذلك يقول متمم بن نويرة ويعرض بخالد بن الوليد: نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... حيث العضاة قتيلك ابن الأزور
ولنعم حشو الدرع حين لقيته ... ولنعم مأوى الطارق المتنور
سمح بأطراف القداح إذا انتشى ... حلو حلال المال غير غدور
لا يلبس الفحشاء تحت ثيابه ... صعب مقادته عفيف المئزر
أدعوته بالله ثم قتلته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر
نعم الفوارس يوم حلت غادرت ... فرسان فهر في الغبار الأكدر.
ويروى: في الكدور الأكدر.
رواه الطبراني، ورجاله ثقات.




سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (2/ 460)
قدم على النبي
فولاه صدقة قومه بني يربوع ثم ارتد فلما نازله خالد بعد وفاته عليه الصلاة والسلام قال أنا آتي بالصلاة دون الزكاة فقال له أعلمت أن الصلاة والزكاة معا لا تقبل واحدة دون الأخرى فقال قد كان صاحبك يقول ذلك قال خالد وما تراه لك صاحبا ولقد هممت أن أضرب عنقك ثم تجاوز طويلا فصمم خالد على قتله فكلمه أبو قتادة الأنصاري وابن عمر فكره كلامهما وقال لضرار بن الأزور اضرب عنقه فجاءت امرأته ليلى بنت سنان كاشفة وجهها فألقت نفسها عليه فالتفت مالك إلى زوجته وقال أنت التي قتلتيني وكانت في غاية الجمال قال خالد بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام فقال أنا على الإسلام قال اضرب عنقه فضرب عنقه وجعل رأسه إحدى أثافي القدر وطبخ فيها طعام فقالت امرأة من قومه حين رأته اصرفوا وجه مالك عن النار فوالله لقد كان حديد الطرف في الغارات غضيض الطرف عن الجارات لا يشبع ليلة يضاف ولا ينام ليلة يخاف ثم تزوج خالد بالمرأة فقال أبو زهير السعدي من أبيات // (من الطويل) //
(قضى خالد بغيا عليه لعرسه ... وكان له فيها هوى قبل ذلك)

ويذكر أن أخا مالك بن نويرة متمم بن نويرة قدم المدينة فأنشد أبا بكر مندبة ندب بها أخاه وناشده في دم أخيه منها قوله مخاطبا لضرار بن الأزور // (من الكامل) //
(نعم القتيل إذا الرياح تنوحت ... خلف البيوت قتلت يابن الأزور)
ثم توجه إلى أبي بكر فقال // (من الكامل) //
(ودعوته بالله ثم عدرته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر)

فقال أبو بكر والله ما دعوته ولا غدرته فقال أخوه متمم بقية أبياته المشهورة وانحط على فرسه وكان أعور فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء فقام إليه عمر بن الخطاب فقال وددت لو رثيت أخي زيدا بمثل ما رثيت به أخاك فقال متمم والله لو علمت أن أخي صار إلى ما صار إليه أخوك لم أرثه ولم أحزن عليه يعنى الجنة قلت وهذا الجواب من متمم يؤيد صحة الرواية بارتداده وقال له عمر رضي الله تعالى عنه يوما حدثنا عن أخيك فقال أسرت مرة في حي عظيم من أحياء العرب فأقبل أخي مالك فما هو إلا أن طلع على الحاضرة فما كان أحد قاعدا إلا قام ولا بقيت امرأة إلا تطلعت من خلال البيوت فما نزل عن جمله حتى تلقوه بي في رمتي قلت الرمة بضم الراء وشد الميم الخطام من الليف أطلقت ههنا على الحبل الذي ربط به فقال عمر رضي الله عنه إن هذا لهو الشرف ومن شعر مالك قوله // (من الكامل) //
(ولقد علمت ولا محالة أنني ... للحادثات فهل تريني أجزع)

(أفنين عادا ثم آل محرق ... فتركنهم بددا وما قد جمعوا)

(وعددت أيامي إلى عرق الثرى ... ودعوتهم فعلمت أن لم يسمعوا)

(ذهبوا فلم أدركهم ودهتهم ... غول الليالي والطريق المهيع)
ومنه قوله // (من الطويل) //
(وقالوا لي استأسر فإنك آمن ... فقلت إن استأسرت إني لخائن)

(علام تركت المشرفي مضاجعي ... ومطردا فيه المنايا كوامن)

(فإن تقتلوني بعد ذاك فإنني ... أموت بمقدار وتبقى الضغائن)

ثم كلمه في السبي والمال فرد إليه أبو بكر السبي والمال وله مندبة أخرى يقول فيها // (من الطويل) //
(وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا)

(فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا)





حماسة الخالديين = الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين (ص: 0)
ويقال إنَّه لما قتله أخذ رأسه فجعله أثْفِيَّةً للقِدر وجعل وجهه مما يلي النَّار، فنظرت إليه على تلك الحال امرأة من قومه فقالت: اصرفوا وجهه عن النَّار فإنَّه والله كان غضيض الطَّرف عن الجارات، حديد النَّظر في الغارات، لا يشبع ليلة يُضاف، ولا ينام ليلة يخاف





وفيات الأعيان (6/ 12)
769 - (1)
وثيمة بن الفرات
أبو يزيد وثيمة بن موسى بن الفرات الوشاء، الفارسي الفسوي، كان قد خرج من بلده إلى البصرة ثم سافر إلى مصر، وارتحل منها إلى الأندلس تاجراً وكان يتجر في الوشي.
وصنف كتاباً في أخبار الردة (2) ، وذكر فيه القبائل التي ارتدت بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، والسرايا التي إليهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه، وصورة مقاتلتهم وما جرى بينهم وبين المسلمين في ذلك ومن عاد منهم إلى الإسلام، وقتال مانعي الزكاة، وما جرى لخالد بن الوليد المخزومي، رضي الله عنه مع مالك بن نويرة اليربوعي أخي متمم بن نويرة الشاعر المشهور صاحب المرائي المشهورة في أخيه مالك، وصورة قتله، وأم قاله متمم من الشعر في ذلك وما قاله غيره، وهو كتاب جيد يشتمل على فوائد كثيرة، وقد تقدم في ترجمة أبي عبد الله محمد الواقدي أنه صنف في الردة كتاباً أيضاً أجاد فيه، ولم أعرف لوثيمة المذكور من التصانيف سوى هذا الكتاب.
......
وإذ ذكرنا متمم بن نويرة وأخاه فلا بد من ذكر طرف من أخبارهما، فإنها مستملحة.
(294) كان مالك بن نويرة المذكور رجلاً سرياً نبيلاً يردف الملوك، وللردافة موضعان أحدهما: أن يردفه الملك على دابته في صيد أو غيره من مواضع الأنس، والموضع الثاني أنبل، وهو أن يخلف الملك إذا قام عن مجلس الحكم فينظر بين الناس بعده. وهو الذي يضرب به المثل فيقال: مرعى ولا كالسعدان، وماء ولا كصداء، وفتى ولا كمالك. وكان فارساً شاعراً (2) مطاعاً في قومه، وكان فيه خيلاء وتقدم، وكان ذا لمة كبيرة، وكان يقال له الجفول، وقدم النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قدم من العرب فأسلم، فولاه النبي صلى الله عليه وسلم صدقه قومه. ولما ارتدت العرب بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بمنع الزكاة كان مالك المذكور من جملتهم، ولما خرج خالد بن الوليد رضي الله عنه لقتالهم في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه نزل على مالك وهو مقدم قومه بني يربوع وقد أخذ زكاتهم وتصرف فيها، فكلمه خالد في معناها، فقال مالك: إني آتي الصلاة دون الزكاة، فقال له خالد: أما علمت أن الصلاة والزكاة معاً لا تقبل واحدة دون أخرى، فقال مالك: قد كان صاحبك يقول ذلك، قال خالد: وما تراه لك صاحباً والله لقد هممت أن أضرب عنقك، ثم تجاولا (1) في الكلام طويلاً فقال له خالد: إنني قاتلك، قال: أو بذلك أمرك صاحبك قال: وهذه بعد تلك والله لأقتلنك. وكان عبد الله بن عمر رضي الله عنهما وأبو قتادة الأنصاري رضي الله عنه حاضرين فكلما خالداً في أمره، فكره كلامهما، فقال مالك: يا خالد، ابعثنا إلى أبي بكر فيكون هو الذي يحكم فينا، فقد بعثت إليه غيرنا ممن جرمه أكبر من جرمنا، فقال خالد: لا أقالني الله إن أقلتك، وتقدم إلى ضرار بن الأزور الأسدي بضرب عنقه، فالتفت مالك إلى زوجته أم متمم وقال لخالد: هذه التي قتلتني، وكانت في غاية الجمال، فقال له خالد: بل الله قتلك برجوعك عن الإسلام، فقال مالك: أنا على الإسلام، فقال خالد: يا ضرار اضرب عنقه، فضرب عنقه وجعل رأسه أثفية لقدر، وكان من أكثر الناس شعراً - كما تقدم ذكره - فكانت القدر على رأسه حتى نضج الطعام، وما خلصت النار إلى شواه من كثرة شعره.
قال ابن الكلبي في جمهرة النسب: قتل مالك يوم البطاح، وجاء (2) أخوه متمم فكان يرثيه.
وقبض خالد امرأته، فقيل إنه اشتراها من الفيء وتزوج بها، وقيل إنها اعتدت بثلاثة حيض ثم خطبها إلى نفسه فأجابته، فقال لابن عمر وأبي قتادة رضي الله عنهما يحضران النكاح فأبيا، وقال له ابن عمر رضي الله عنه: تكتب إلى أبي بكر رضي الله عنه وتذكر أمرها فأبى وتزوجها، فقال في ذلك أبو زهير السعدي:
ألا قل لحي أوطئوا بالسنابك ... تطاول هذا الليل من بعد مالك
قضى خالد بغياً عليه لعرسه ... وكان له فيها هوىً قبل ذلك
فأمضى هواه خالد غير عاطف ... عنان الهوى عنها ولا متمالك
وأصبح ذا أهل، وأصبح مالك ... إلى غير شيء هالكاً في الهوالك
فمن لليتامى والأرامل بعده ... ومن للرجال المعدمين الصعالك
أصيبت تميم غثها وسمينها ... بفارسها المرجو تحت الحوارك ولما بلغ الخبر أبا بكر وعمر رضي الله عنهما، قال عمر لأبي بكر رضي الله عنه: إن خالداً قد زنى فارجمه، قال: ما كنت لأرجمه فإنه تأول فأخطأ، قال: فإنه قتل مسلماً فاقتله به، قال: ما كنت لأقتله به، إنه تأول فأخطأ، قال فاعزله، قال: ما كنت لأشيم سيفاً سله الله عليهم أبداً، هكذا سرد هذه الواقعة وثيمة المذكور والواقدي في كتابيهما، والعهدة عليهما.
(295) وكان أخوه متمم بن نويرة، وكنيته أبو نهشل (1) الشاعر المشهور (2) ، كثير الانقطاع في بيته قليل التصرف في أمر نفسه اكتفاء بأخيه مالك، وكان أعور دميماً، فلما بلغه مقتل أخيه حضر إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلى الصبح خلف أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فلما فرغ من صلاته واستند في (3) محرابه قام متمم فوقف بحذائه واتكأ على سية قوسه ثم أنشد:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... خلف البيوت قتلت يا ابن الأزور
أدعوته بالله ثم غدرته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر وأومأ إلى أبي بكر رضي الله عنه، فقال: والله ما دعوته ولا غدرته: ولنعم حشو الدرع كان وحاسراً ... ولنعم مأوى الطارق المتنور
لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه ... حلو شمائله عفيف المئزر ثم بكى وانحط على سية قوسه، فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء، فقام إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: لوددت أنك رثيت زيداً أخي بمثل ما رثيت به مالكاً أخاك، فقال: يا أبا حفص، والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته، فقال عمر رضي الله عنه: ما عزاني أحد عن أخي بمثل تعزيته. وكان زيد بن الخطاب رضي الله عنه قتل شهيداً يوم اليمامة، وكان عمر رضي الله عنه يقول: إني لأهش (1) للصبا أنها تأتيني من ناحية أخي زيد، ويروى عن عمر رضي الله عنه أنه قال: لو كنت أقول الشعر كما تقول لرثيت أخي كما رثيت أخاك. ويروى أن متمماً رثى زيداً فلم يجد، فقال له عمر رضي الله عنه: لم ترث زيداً كما رثيت مالكاً، فقال: إنه والله ليحركني (2) لمالك ما لا يحركني لزيد.
وقال له عمر رضي الله عنه يوماً: إنك لجزل فأين كان أخوك منك، فقال: كان أخي في الليلة ذات الأزيز والصراد يركب الجمل الثفال، ويجنب الفرس الجرور، وفي يده الرمح الثقيل، وعليه الشملة الفلوت، وهو بين المزادتين، حتى يصبح وهو متبسم.
والأزيز: بفتح الهمزة وزاءين الأولى منهما مكسورة وبينهما ياء مثناة من تحتها، صوت الرعد.
والصراد: بضم الصاد المهملة وتشديد الراء وفتحها وبعد الألف دال مهملة، غيم رقيق لا ماء فيه.
والثفال: بفتح الثاء المثلثة والفاء، وهو الجمل البطيء في سيره لا يكاد يمشي من ثقله.
والجرور: بفتح الجيم على وزن فعول، الفرس الذي يمنع القياد.
والشملة الفلوت: التي لا تكاد تثبت على لابسها.
والمزادة: الراوية، وهي معروفة.
وقال له عمر رضي الله عنه يوماً: خبرنا عن أخيك، قال: يا أمير المؤمنين، لقد أسرت مرة في حي من أحياء العرب، فأخبر أخي، فأقبل، فلما طلع على الحاضر (1) ما كان أحد قاعداً إلا قام على رجليه، وما بقيت امرأة إلا وتطلعت من خلال البيوت، فما نزل عن جمله حتى لقوه بي برمتي فحلني هو، فقال عمر رضي الله عنه: إن هذا لهو الشرف.
والرمة: بضم الراء المهملة، الحبل البالي، ومنه قولهم " دفع إليه الشيء برمته " أصله: أن رجلاً دفع إلى رجل بعيراً بحبل في عنقه، فقيل ذلك لكل من دفع شيئاً بجملته.
وقال متمم أيضاً لعمر رضي الله عنه: أغار حي من أحياء العرب على حي أخي مالك وهو غائب، فجاءه الصريخ، فخرج في آثارهم على جمل يسوقه مرةً ويركبه أخرى، حتى أدركهم على مسيرة ثلاث وهم آمنون، فما هو إلا أن رأوه فأرسلوا ما في أيديهم من الأسرى والنعم وهربوا، فأدركهم أخي، فاستسلموا جميعاً حتى كتفهم، وصدر بهم إلى بلاده مكتوفين، فقال عمر رضي الله عنه: قد كنا نعلم سخاءه وشجاعته، ولم نعلم كل ما تذكره (2) .
وله فيه المراثي النادرة، فمن ذلك أبياته الكافية، وهي في كتاب " الحماسة " (3) في باب المراثي:
لقد لامني عند القبور على البكا ... رفيقي لتذراف الدموع السوافك
فقال أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللوى والدكادك
فقلت له إن الشجا يبعث الشجا ... فدعني فهذا كله قبر مالك وله فيه قصيدته العينية (4) ، وهي طويلة بديعة، ومن جملتها قوله (5) :
وكنا كندماني جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
وعشنا بخير في الحياة، وقبلنا ... أصاب المنايارهط كسرى وتبعا
فلما تفرقنا كأني ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا (296) وقد يتشوف الواقف على هذا الكتاب إلى الوقوف على شيء من أخبار جذيمة المذكور ونديميه - وهو بفتح الجيم وكسر الذال المعجمة وسكون الياء المثناة من تحتها وفتح الميم وبعدها هاء ساكنة - وكنيته أبو مالك جذيمة بن مالك بن فهم بن دوس بن الأزد الأزدي، صاحب الحيرة وما والاها، وهو الأبرش والوضاح، وإنما قيل ذلك لأنه كان أبرص، فكانت العرب تهابه أن تنسبه إلى البرص فعرفته بأحد هذين الوصفين. وهو من ملوك الطوائف، وكان بعد عيسى عليه السلام بثلاثين سنة، وكان من تيهه لا ينادم إلا الفرقدين.
وكان له ابن أخت يقال له....




فوات الوفيات (3/ 233)
408 - (1)
" مالك بن نويرة "
مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد، أبو المغوار اليربوعي أخو متمم؛ كان يلقب بالجفول لكثرة شعره. قتل في الردة؛ قال صاحب " الأغاني " (2) : كان أبو بكر رضي الله عنه لما جهز خالد بن الوليد لقتال أهل الردة قد أوصاهم أنهم إذا سمعوا الأذان في الحي وإقامة الصلاة نزلوا عليهم، فإن أجابوا إلى أداء الزكاة وإلا الغارة، فجاءت السرية حي مالك، وكان في السرية أبو قتادة الأنصاري، وكان ممن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا، فقبض عليهم خالد وكانت ليلة باردة، فأمر خالد مناديا ينادي " ادفئوا أسراكم " وكان لغة كنانة إذا قالوا " ادفئوا الرجل " يعنون اقتلوه، فقتل ضرار بن الأزور مالكا، وسمع خالد الواعية فخرج وقد فرغوا منهم، فقال: إذا أراد الله أمرا أصابه، فقال أبو قتادة: هذا عملك، فزبره خالد، فغضب ومضى حتى أتى أبا بكر، فغضب عليه أبو بكر حتى كلمه فيه عمر، فلم يرضى إلا أن يرجع إلى خالد ويقيم معه، فرجع إليه ولم يزل معه حتى قدم خالد المدينة، وكان خالد قد تزوج بزوجة مالك، فقال عمر: إن في سيف خالد رهقا وحق عليه أن تقيده، وأكثر عليه في ذلك، وكان أبو بكر
__________
(1) أخباره في المصادر التاريخية التي تتحدث عن أحداث الردة؛ وانظر الشعر والشعراء: 254 وصفحات متفرقة من شرح النقائض وأسماء المغتالين: 244 والمحبر: 126 وطبقات ابن سلام: 170 وخزانة الأدب 1: 236 وسرح العيون: 86 وابن خلكان 6: 13 (في ترجمة وثيمة بن الفرات) ، وراجع مالك ومتمم ابنا نويرة تأليف ابتسام مرهون الصفار وفيه شعرهما مجموعا (بغداد: 1968) ؛ وقد بقي بعض هذه الترجمة في ر.
(2) الأغاني 15: 239 - 249 وانظر: 241 والنقل عن الأغاني بتصرف.




الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة (1/ 319)
قال أبو العباس المبرَّد: حدثني العباس بن الفرج الرِّياشيُّ عن محمد بن عبد الله الأنصاري في إسناد ذكره. قال: صلَّى متمِّم بن نويرة مع أبي بكر الصديق رحمه الله الفجر في عقب قتل أخيه. وكان أخوه خرج مع خالد مرجعة من اليمامة، يظهر الإسلام. فظنَّ به خالد غير ذلك، فأمر ضرار بن الأزور الأسدي فقتله. وكان مالك من أرداف الملوك، ومن متقدِّمي فرسان بني يربوع. فلما صلى أبو بكر رحمه الله قام متمم بحذائه فاتّكأ على سية قوسه. ثم قال:
نِعمَ القتيلُ إذا الرياحُ تَناوحتْ ... خلفَ البيوتِ، قَتلتَ يابنَ الأزور
ولَنعمَ حشوُ الدرعِ كنتَ أدابراً ... ولنعم مأوى الطارقِ المُتنوِّرِ
أَدَعوتَهُ باللهِ ثم غَدَرتَهُ ... لوْ هُوْ دَعاكَ بذمَّةٍ لم يَغْدُرِ
وأومأ إلى أبو بكر، فقال: والله ما دعوته ولا غدرته. ثم أتمَّ شعره فقال:
لا يمسِكُ الفحشاءَ تحت ثيابهِ ... حُلوٌ شمائلُهُ، عفيفُ المِئْزَرِ
ثم اتّكأ وانحطَّ على سية قوسه، وكان أعور دميما. فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء، فقام إليه عمر بن الخطاب، رحمه الله فقال: لوددت أنك رثيت زيدا أخي، بمثل ما رثيت به مالكا أخاك. فقال: يا أبا حفص، والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته. فقال عمر: ماعزَّاني أحد عن




التعازي [والمراثي والمواعظ والوصايا] (ص: 54)
المؤلف: محمد بن يزيد بن عبد الأكبر الثمالى الأزدي، أبو العباس، المعروف بالمبرد (المتوفى: 285هـ)
وحدثني الرياشي قال: حدثني محمد بن عبد الله الأنصاري في إسناد قال: صلى أبو بكر رحمة الله عليه صلاة الصبح يوماً، فلما انفتل قام متمم بن نويرة في آخر الناس، وكان رجلاً أعور دميماً، فاتكأ على قوسه ثم قال: الكامل
نعم القتيل، إذا الرّياح تناوحت ... خلف البيوت، قتلت يا بن الأزور
أدعوته بالله ثمّ غدرته ... لو هو دعاك بذمّةٍ لم يغدر
وأومأ إلى أبي بكر، فقال أبو بكر رضي الله عنه: والله ما دعوته ولا غدرت به، ثم اتكأ متمم على سية قوسه حتى دمعت عينه العوراء، ثم أتم شعره فقال:
لا يمسك العوراء تحت ثيابه ... حلوٌ شمائله عفيف المئزر
ولنعم حشو الدّرع كنت وحاسراً ... ولنعم مأوى الطّارق المتنوّر
فقام إليه عمر فقال: لوددت أنك رثيت أخي بما رثيت به أخاك. فقال له: يا أبا حفص، لو أعلم أن أخي صار حيث صار أخوك ما رثيته يقول: إن أخاك قتل شهيداً. فقال عمر: ما عزاني أحد بمثل تعزيتك
وفي حديث آخر أنه رثى زيد بن الخطاب فلم يجد، فقال له عمر: لم أرك رثيت زيداً كما رثيت أخاك مالكاً، فقال: إنه والله يحركني لمالك ما لا يحركني لزيد. وقال له عمر يوماً: إنك لجزل فأين كان أخوك منك؟ فقال: كان، والله، أخي في الليلة ذات الأزيز والأصوات والصراد، يركب الجمل الثفال بين المزادتين المتلونتين، ويجنب الفرس الجرور، وعليه الثملة الفلوت، وفي يده الرمح الثقيل حتى يصبح متهللاً، ولقد أسرت مرة في بعض أحياء العرب فمكثت فيهم سنة أحدثهم وأغنيهم، فما أطلقوني. فلما كان بعد، وقف عليهم مالك في شهر من الأشهر الحرم، فحادثهم ساعة ثم استوهبني منهم وهم لا يعرفونه فوهبوني له، فعلمت أن ساعة من مالك أكثر من حول مني.




الكامل في اللغة والأدب (4/ 66)
المؤلف: محمد بن يزيد المبرد، أبو العباس (المتوفى: 285هـ)
وحدثني العباس بن الفرج الرياشي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري القاضي، في إسناد ذكره، قال: صلى متمم مع أبي بكر الصديق الفجر في عقب قتل أخيه؛ وكان أخوه خرج مع خالد مرجعه من اليمامة، يظهر الإسلام، فظن به خالد غير ذلك، فأمر ضرار بن الأزور الأسدي فقتله، وكتان مالك من أرداف الملوك، ومن متقدمي فرسان بني يربوع، قال: فلما صلى أبو بكر قام متمم بحذائه، واتكأ على سية2 قوسه، ثم قال:
نعم القتيل إذا الريح تناوحت ... خلف البيوت، قتلت يا بن الأزور
ولنعم حشو الدرع كنت وخاسراً ... ولنعم مأوى الطارق المتنور
أدعوته بالله ثم غررته ... لو هو دعاك بذمة لم يغدر
وأومأ إلى أبي بكر، فقال: والله ما دعوته ولا غررته، ثم أتم شعره، فقال:
لا يمسك الفحشاء تحت ثيابه ... حلو شمائله عفيف المئزر
ثم بكى وانحط على سية قوسه - وكان أعور دميماً - فما زال يبكي حتى دمعت عينه العوراء، فقام إليه عمر بن الخطاب فقال: لوددت أني رثيت أخي زيداً بمثل ما رثيت به مالكاً أخاك! فقال يا أبا حفص! والله لو علمت أن أخي صار بحيث صار أخوك ما رثيته، فقال عمر: ما عزاني أحد بمثل تعزيتك. وكان زيد بن الخطاب قتل شهيداً يوم اليمامة، وكان عمر بثول: إني لأهش للصبا؛ لأنها تأتينا من ناحية زيد. ويروى عن عمر أنه قال: لو كنت أقول الشعر كما تقول؛ لرثيت أخي كما رثيت أخاك. ويروى أن متمماً رثى زيداً فلم يجد، فقال له عمر: لم ترث زيداً كما رثيت أخاك مالكاً! فقال: لأنه والله يحركني لمالك ما لا يحركني لزيد.
ومن طريف شعره:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع والموت يذهب بالفتى1
لئن مالك خلى علي مكانه ... لفي إسوة إن كنت باغية الأسا2
كهول ومرد من بني عم مالك ... وأيفاع صدق قد تمليتهم رضا
سقوا بالعقار الصرف حتى تتابعوا ... كدأب ثمود إذ رغا سقيهم ضحى3
إذا القوم قالوا: من فتى لملمة ... فما كلهم يدعى، ولكنه الفتى
ومثل هذا الشعر قول النهشلي:
لو كان في الألف منا واحد فدعوا ... من فارس? خالهم إياه يعنونا
وأول هذا المعنى لطرفة:
إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني ... عنيت فلم أكسل ولم أتبلد
وقال متمم أيضاً في كلمة له يرثي بها مالكاً:
جميل المحيا ضاحك عند ضيفه ... أغر جميع الرأي مشترك الرجل
وقوراً إذا القوم الكرام تقاولوا ... فحلت حباهم واستطيروا من الجهل1
وكنت إلى نفسي أشد حلاوة ... من الماء بالماذي من عسل النحل2
وكل فتى في الناس بعد ابن أمه ... كساقطة إحدى يديه من الخبل
وبعض الرجال نخلة لا جنى لها ... ولا ظل إلا أن تعد من النخل
وقال له عمر بن الخطاب: إنك لجزل؛ فأين كان أخوك منك? فقال: كان والله في الليلة المظلمة ذات الأزير والصراد3، يركب الجمل الثفال، ويجنب4 الفرس الجرور، وفي يده الرمح الثقيل، وعليه الشملة الفلوت، وهو بين المزادتين حتى يصبح، فيصبح أهله متبسماً.
الجمل الثفال: البطيء الذي لا يكاد ينبعث.
والفرس الجرور: الذي لا يكاد ينقاد مع من يجنبه، إنما يجر الحبل، والشملة الفلوت: التي لا تكاد تثبت على لابسها.
وذكر لنا أن مالكاً كان من أرداف الملوك، وفي تصداق ذلك يقول جرير يفخر ببني يربوع:
منهم عتيبة والمحل وقعنب ... والحنتفان ومنهم الردفان5
فأحد الردفين مالك بن نويرة اليربوعي، والردف الآخر من بني رياح بن يربوع. وللردافة موضعان: أحدهما أن يردفه الملك على دابته في صيد أو تريف أو ما أشبه ذلك من مواضع الأنس، والوجه الآخر أنبل، وهو أن يخلف الملك إذا قام عن مجلس الحكم فينظر بين الناس بعده.






العقد الفريد (3/ 220)
من رثى إخوته
لمتمم بن نويرة:
الرياشيّ قال: صلى متمّم بن نويرة الصبح مع أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه، ثم أنشد:
نعم بالله إذا الرّياح تناوحت ... بين البيوت قتلت يابن الأزور
أدعوته بالله ثم قتلته ... لو هو دعاك بذمّة لم يغدر
لا يضمر الفحشاء تحت ردائه ... حلو شمائله عفيف المثزر
قال: ثم بكى حتى سالت عينه العوراء. قال أبو بكر: ما دعوته ولا قتلته. وقال متمم:
ومستضحك مني ادّعى كمصيبتي ... وليس أخو الشجو الحزين بضاحك
يقول أتبكي من قبور رأيتها ... لقبر بأطراف الّلوى فالدّكادك «1»
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى ... فدعني فهذي كلّها قبر مالك «2»
وقال متمم يرثي أخاه مالكا، وهي التي تسمّى أمّ المراثي:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع مما ألّم فأوجعا «3»
لقد غيّب المنهال تحت ردائه ... فتى غير مبطان العشيات أروعا «4»
ولا برما تهدي النساء لعرسه ... إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا «5»
تراه كنصل السيف يهتزّ للنّدى ... إذا لم تجد عند امريء السّوء مطعما
فعينيّ هلّا تبكيان لمالك ... إذا هزت الرّيح الكنيف المرفّعا
وأرملة تدعو بأشعث محثل ... كفرخ الحبارى ريشه قد تمزّعا «6»
وما كان وقّافا إذا الخيل أحجمت ... ولا طالبا من خشية الموت مفزعا
ولا بكهام سيفه عن عدوّه ... إذا هو لاقى حاسرا أو مقنّعا «1»
أبى الصبر آيات أراها وإنني ... أرى كلّ حبل بعد حبلك أقطعا
وإني متى ما أدع باسمك لم تجب ... وكنت حريّا أن تجيب وتسمعا
تحيته مني وإن كان نائيا ... وأمسى ترابا فوقه الأرض بلقعا
فإن تكن الأيام فرّقن بننا ... فقد بان محمودا أخى حين ودّعا
وعشنا بخير في الحياة وقبلنا ... أصاب المنايا رهط كسرى وتبّعا
وكنا كندمانى جذيمة حقبة ... من الدهر حتى قيل لن يتصدّعا
فلما تفرقنا كأنّي ومالكا ... لطول اجتماع لم نبت ليلة معا
فما شارف حنّت حنينا ورجّعت ... أنينا فأبكى شجوها البرك أجمعا «2»
ولا وجد أظآر ثلاث روائم ... وأين مجرّا من حوار ومصرعا «3»
بأوجد مني يوم قام بمالك ... مناد فصيح بالفراق فأسمعا
سقى الله أرضا حلّها قبر مالك ... ذهاب الغوادي المدجنات فأمرعا «4»






حماسة الخالديين = الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين (ص: 0)
المؤلف: الخالديان أبو بكر محمد بن هاشم الخالدي، (المتوفى: نحو 380هـ) ، و أبو عثمان سعيد بن هاشم الخالدي (المتوفى: 371هـ)
ومراثي متمّم في مالك كثيرةٌ جدّاً وإنَّما أتينا منها باليسير اجتناباً للتطويل.


حماسة الخالديين = الأشباه والنظائر من أشعار المتقدمين والجاهليين والمخضرمين (ص: 0)
ومراثي متمِّم في مالك كثيرة إلاَّ أنَّا نورد ما نختار من بعضها، فمن ذلك قصيدته المشهورة وأوّلها:





الطبقات الكبرى - متمم الصحابة - الطبقة الرابعة (ص: 539)
241 - قال محمد بن عمر: فحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي , عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لمتمم: «لقد قلت في أخيك وذكرت خصالا , قل ما تكون في الرجال» . فقال: يا أمير المؤمنين، ما كذبت في حرف واحد، [ص:540] إلا أني أعلم أن خصلة واحدة قد قلتها. قال: ما هي؟ قال: قلت:
[البحر الطويل]

غير مبطان العشيات أروعا ... وقد علمت أنه قد كان له بطين حادر.
فقال عمر: «وأبيك إن هذه لخصلة يسيرة فيما يقول الشعراء»
242 - أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن جعفر , عن ابن أبي عون قال: وحدثني عبد العزيز بن يعقوب الماجشون، قالا: قال عمر بن الخطاب: ما أشد ما لقيت على أخيك من الحزن؟ قال: كانت عيني هذه قد ذهبت , وأشار إليها، فبكيت بالصحيحة، فأكثرت البكاء حتى أسعدتها العين الذاهبة وجرت بالدمع. فقال عمر: إن هذا لحزن شديد، ما يحزن هكذا أحد على [ص:541] هالكه. ثم قال: يرحم الله زيد بن الخطاب، لو كنت أقدر على أن أقول الشعر لبكيته كما بكيت أخاك. قال متمم: يا أمير المؤمنين لو قتل أخي يوم اليمامة كما قتل أخوك ما بكيته أبدا. فأصبر عمر وتعزى عن أخيه , وقد كان حزن عليه حزنا شديدا " وكان عمر يقول: إن الصبا لتهب فتأتيني بريح زيد بن الخطاب.

243 - قال عبد الله بن جعفر: قلت لابن أبي عون: ما كان عمر يقول الشعر؟ قال: لا، ولا بيتا واحدا.







الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1455)
(2512) متمم بن نويرة بن حمزة بن اليربوعي التميمي الشاعر.
قال الطبري:
مالك بن نويرة بن حمزة التميمي، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم على صدقة بني يربوع، وكان قد أسلم هو وأخوه متمم. قال أبو عمر: أما مالك فقتله خالد بن الوليد واختلف فيه، هل قتله مرتدا أو مسلما. وأما متمم فلم يختلف في إسلامه، وكان شاعرا محسنا ليس لأحد في المراثي كأشعاره التي يرثي بها أخاه مالكا.



أسماء خيل العرب وفرسانها (ص: 32)
ضرار بن الأزور الأسدي قاتل مالك بن نويرة اليربوعي، قال فيه متمم:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت ... تحت الكنيف قتيلك ابن الأزور
أدعوته بالله ثم غررته ... لو هو دعاك بمثلها لم يغدر
قال: وغضب عمر بن الخطاب لما بلغه قتل مالكٍ، فرسه: المحبر، قال فيه:
جعلت القداح وعزف القيا ... ن والخمر تصلية وابتهالاً
صليت تصلية، والتصلية ها هنا الصلاة.




العقد الفريد (3/ 220)
المؤلف: أبو عمر، شهاب الدين أحمد بن محمد بن عبد ربه ابن حبيب ابن حدير بن سالم المعروف بابن عبد ربه الأندلسي (المتوفى: 328هـ)
من رثى إخوته
لمتمم بن نويرة:
الرياشيّ قال: صلى متمّم بن نويرة الصبح مع أبي بكر الصدّيق رضي الله تعالى عنه، ثم أنشد:
نعم بالله إذا الرّياح تناوحت ... بين البيوت قتلت يابن الأزور
أدعوته بالله ثم قتلته ... لو هو دعاك بذمّة لم يغدر
لا يضمر الفحشاء تحت ردائه ... حلو شمائله عفيف المثزر
قال: ثم بكى حتى سالت عينه العوراء. قال أبو بكر: ما دعوته ولا قتلته. وقال متمم:
ومستضحك مني ادّعى كمصيبتي ... وليس أخو الشجو الحزين بضاحك
يقول أتبكي من قبور رأيتها ... لقبر بأطراف الّلوى فالدّكادك «1»
فقلت له إن الأسى يبعث الأسى ... فدعني فهذي كلّها قبر مالك «2»
وقال متمم يرثي أخاه مالكا، وهي التي تسمّى أمّ المراثي:
لعمري وما دهري بتأبين هالك ... ولا جزع مما ألّم فأوجعا «3»



الزهرة (ص: 161، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف: أبو بكر محمد بن داود بن علي بن خلف الأصبهاني ثم البغدادي الظاهري (المتوفى: 297هـ)
أدعوتهُ بالله ثمَّ غرَرْتهُ ... لو هو دعاكَ بربه لم يُغررِ
وأومأ إلى أبي بكر فقال أبو بكر: والله ما دعوته، ولا غدرت به. ثمَّ بكى مُتمّم وانخرط على سيَّةِ قوسه حتَّى دمعت عينه العوراء. ثمَّ أتمَّ شعره فقال:
لا يُمسكَ العوراءَ تحت ثيابه ... حُلوٌ شمائله عفيف المئزر
ولنعمَ حشوَ الدرع كنت وحاسراً ... ولنعم مأوى الطارق المتنوّر
فقال له عمر: لوددت أنك رثيتَ أخي بمثل هذا. فقال يا أبا حفص: لو لم أعلم أن أخي صار حيث ما صار أخوك ما رثيته: يعني أن أخا عمر مات شهيداً فقال عمر: ما عزَّاني أحدٌ عن أخي بمثل تعزيته. وذكروا أنّ مُتمّم بن نويرة كان لا يمرُّ بقبر، ولا يُذكر الموت بحضرته إلاَّ قال: يا مالك ثمَّ فاضت عبرته ففي ذلك يقول:
وقالوا أتبكي كل قبر رأيته ... لقبر ثوى بين اللِّوى فالدكادكِ
فقلت لهم إن الأسى يبعث البُكا ... ذروني فهذا كلُّه قبرُ مالك










ارتداد صحابة والعرب واهل الردة

اعتراف براء به احداث بعد النبي ص از غير اهل ردة

صحيح البخاري (4/ 1529):

3937 - حدثني أحمد بن إشكاب حدثنا محمد بن فضيل عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال: لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده

[ش (طوبى لك) لك طيب العيش مثل هنيئا لك. (ما أحدثنا) ما جرى من الفتن. (بعده) أي بعد النبي صلى الله عليه وسلم]

******

(((احدثوا اي غيروا وبدلوا: ))):::

صحيح البخاري (5/ 2406):

6212 - حدثنا سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن مطرف حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد قال

: قال النبي صلى الله عليه وسلم (إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم)

قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال هكذا سمعت من سهل؟ فقلت نعم فقال أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها (فأقول إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي)

صحيح البخاري (6/ 2587):

6643 - حدثنا يحيى بن بكير حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم قال سمعت سهل بن سعد يقول

: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم)

قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدثهم هذا فقال هكذا سمعت سهلا؟ فقلت نعم قال وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال (إنهم مني فيقال إنك لا تدري ما بدلوا بعدك فأقول سحقا سحقا لمن بدل بعدي)

صحيح البخاري (6/ 2665):

6876 - حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا عبد الواحد حدثنا عاصم قال قلت لأنس

: أحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؟ قال نعم (ما بين كذا إلى كذا لا يقطع شجرها من أحدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)

قال عاصم فأخبرني موسى بن أنس أنه قال (أو آوى محدثا)

******




مالك بن نويرة

خالد سيف الله

السيرة الحلبية ج3/ص213 طبخ به وكان مالك ارتد ثم رجع إلى الإسلام ولم يظهر ذلك لخالد وشهد عنده رجلان من الصحابة برجوعه إلى الإسلام فلم يقبلهما وتزوج امرأته فلذلك قال عمر لأبي بكر اقتله فقال لا أفعل لأنه متأول فقال اعزله فقال لا أغمد سيفا سله الله تعالى على المشركين ولا أعزل واليا ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل واصل العداوة بين خالد وسيدنا عمر رضي الله تعالى عنهما على ما حكاه الشعبي أنهما وهما غلامان تصارعا وكان خالد ابن خال عمر فكسر خالد ساق عمر فعولجت وجبرت ولما ولي سيدنا عمر رضي الله تعالى عنه الخلافة أول شيء بدأ به عزل خالدا لما تقدم وقال لا يلي لي عملا أبدا وقيل لكلام بلغه عنه ومن ثم ارسل إلى أبي عبيدة إن أكذب خالد نفسه فهو أمير على ما كان عليه وإن لم يكذب نفسه فهو معزول فانتزع عمامته وقاسمه ماله نصفين فلم يكذب نفسه فقاسمه ابو عبيدة ماله حتى إحدى نعليه وترك له الأخرى وخالد يقول سمعا وطاعة لأمير المؤمنين