التوحيد (للصدوق)، ص: 47
9- حدثنا محمد بن القاسم المفسر رحمه الله قال حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سيار عن أبويهما عن الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا عن أبيه عن جده ع قال: قام رجل إلى الرضا ع فقال له يا ابن رسول الله صف لنا ربك فإن من قبلنا قد اختلفوا علينا فقال الرضا ع إنه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس مائلا عن المنهاج «1» ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل أعرفه بما عرف به نفسه من غير رؤية و أصفه بما وصف به نفسه من غير صورة لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس معروف بغير تشبيه و متدان في بعده لا بنظير لا يمثل بخليقته و لا يجور في قضيته الخلق إلى ما علم منقادون و على ما سطر في المكنون من كتابه ماضون و لا يعملون خلاف ما علم منهم و لا غيره يريدون فهو قريب غير ملتزق و بعيد غير متقص يحقق و لا يمثل و يوحد و لا يبعض يعرف بالآيات و يثبت بالعلامات فلا إله غيره الكبير المتعال 10 ثم قال ع بعد كلام آخر تكلم به حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه ع عن رسول الله ص أنه قال ما عرف الله من شبهه بخلقه و لا وصفه بالعدل من نسب إليه ذنوب عباده «2»..
التوحيد (للصدوق)، ص: 55
و كان عز و جل الموجود بنفسه لا بأداته انتفى أن يكون قدروه حق قدره «2» فقال تنزيها لنفسه عن مشاركة الأنداد و ارتفاعا عن قياس المقدرين له بالحدود من كفرة العباد- و ما قدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة و السماوات مطويات بيمينه سبحانه و تعالى عما يشركون «3» ما دلك القرآن عليه من صفته فاتبعه ليوصل بينك و بين معرفته «4» و أتت به «5» و استضئ بنور هدايته فإنها نعمة و حكمة أوتيتهما فخذ ما أوتيت و كن من الشاكرين و ما دلك الشيطان عليه مما ليس في القرآن عليك فرضه و لا في سنة الرسول و أئمة الهدى أثره فكل علمه إلى الله عز و جل فإن ذلك منتهى حق الله عليك
التوحيد (للصدوق)، ص: 68
23- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال حدثنا أبي عن الريان بن الصلت عن علي بن موسى الرضا ع عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص قال الله جل جلاله ما آمن بي من فسر برأيه كلامي و ما عرفني من شبهني بخلقي و ما على ديني من استعمل القياس في ديني.
التوحيد (للصدوق)، ص: 80
قال حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي البصري بالبصرة قال أخبرنا محمد بن زكريا الجوهري الغلابي البصري قال حدثنا العباس بن بكار الضبي قال حدثنا أبو بكر الهذلي عن عكرمة قال: بينما ابن عباس يحدث الناس إذ قام إليه نافع بن الأزرق فقال يا ابن عباس تفتي في النملة و القملة صف لنا إلهك الذي تعبده فأطرق ابن عباس إعظاما لله عز و جل و كان الحسين بن علي ع جالسا ناحية فقال إلي يا ابن الأزرق فقال لست إياك أسأل فقال ابن العباس يا ابن الأزرق إنه من أهل بيت النبوة و هم ورثة العلم فأقبل نافع بن الأزرق نحو الحسين فقال له الحسين يا نافع إن من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الارتماس مائلا عن المنهاج ظاعنا في الاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه و أعرفه بما عرف به نفسه لا يدرك بالحواس و لا يقاس بالناس فهو قريب غير ملتصق و بعيد غير متقص يوحد و لا يبعض معروف بالآيات موصوف بالعلامات لا إله إلا هو الكبير المتعال.
التوحيد (للصدوق)، ص: 108
2- حدث5- أبي رحمه الله قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن عبد الله بن سنان عن أبيه قال: حضرت أبا جعفر ع فدخل عليه رجل من الخوارج فقال له يا أبا جعفر أي شيء تعبد قال الله قال رأيته قال لم تره العيون بمشاهدة العيان و لكن رأته القلوب بحقائق الإيمان لا يعرف بالقياس و لا يدرك بالحواس و لا يشبه بالناس موصوف بالآيات معروف بالعلامات لا يجور في حكمه ذلك الله لا إله إلا هو قال فخرج الرجل و هو يقول- الله أعلم حيث يجعل رسالته.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج3، ص: 175
6 قال ما أجد يستقيم أن أقول إن أحدا من أهل الأرض وضع علم هذه النجوم المعلقة في السماء قلت فلا بد لك أن تقول إنما علمه حكيم عليم بأمر السماء و الأرض و مدبرهما قال إن قلت هذا فقد أقررت لك بإلهك الذي تزعم أنه في السماء قلت أما أنك فقد أعطيتني أن حساب هذه النجوم حق و أن جميع الناس ولدوا بها قال الشك في غير هذا قلت و كذلك أعطيتني أن أحدا من أهل الأرض لم يقدر على أن يغيب مع هذه النجوم و الشمس و القمر في المغرب حتى يعرف مجاريها و يطلع معها إلى المشرق قال الطلوع إلى السماء دون هذا قلت فلا أراك تجد بدا من أن تزعم أن المعلم لهذا من السماء قال لئن قلت أن ليس لهذا الحساب معلم لقد قلت إذا غير الحق و لئن زعمت أن أحدا من أهل الأرض علم ما في السماء و ما تحت الأرض لقد أبطلت لأن أهل الأرض لا يقدرون على علم ما وصفت لك من حال هذه النجوم و البروج بالمعاينة و الدنو منها «1» فلا يقدرون عليه لأن علم أهل الدنيا لا يكون عندنا إلا بالحواس و ما يدرك علم هذه النجوم التي وصفت بالحواس لأنها معلقة في السماء و ما زادت الحواس على النظر إليها حيث تطلع و حيث تغيب فأما حسابها و دقائقها و نحوسها و سعودها و بطيئها و سريعها و خنوسها و رجوعها فأنى تدرك بالحواس أو يهتدى إليها بالقياس قلت فأخبرني لو كنت متعلما مستوصفا لهذا الحساب من أهل الأرض أحب إليك أن تستوصفه و تتعلمه أم من أهل السماء قال من أهل السماء إذ كانت النجوم معلقة فيها حيث لا يعلمها أهل الأرض
fحار الأنوار (ط - بيروت)، ج3، ص: 185
متن قلت فأخبرني من أين علم العباد ما وصفت من هذه الأدوية التي فيها المنافع لهم حتى خلطوها و تتبعوا عقاقيرها في هذه البلدان المتفرقة و عرفوا مواضعها و معادنها في الأماكن المتباينة و ما يصلح من عروقها و زنتها من مثاقيلها و قراريطها و ما يدخلها من الحجارة و مرار السباع و غير ذلك قال قد أعييت عن إجابتك «1» لغموض مسائلك و إلجائك إياي إلى أمر لا يدرك علمه بالحواس و لا بالتشبيه و القياس
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج3، ص: 287
2- نص، كفاية الأثر علي بن الحسين عن هارون بن موسى عن محمد بن همام عن الحميري عن عمر بن علي العبدي عن داود بن كثير الرقي عن يونس بن ظبيان قال: دخلت على الصادق جعفر بن محمد ع فقلت يا ابن رسول الله إني دخلت على مالك «3» و أصحابه فسمعت بعضهم يقول إن لله وجها كالوجوه و بعضهم يقول له يدان و احتجوا لذلك بقول الله تبارك و تعالى بيدي أستكبرت و بعضهم يقول هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة فما عندك في هذا يا ابن رسول الله قال و كان متكئا فاستوى جالسا و قال اللهم عفوك عفوك ثم قال يا يونس من زعم أن لله وجها كالوجوه فقد أشرك و من زعم أن لله جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر بالله فلا تقبلوا شهادته و لا تأكلوا
__________________________________________________
(1) البغدادي الثقة، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الجواد و الهادى و العسكري عليهم السلام.
(2) لم نجده في التراجم بهذا العنوان.
(3) أحد الأئمة الأربعة للعامة، حكى عن ابن النديم في فهرسه أنه قال: مالك بن أنس بن أبى عامر من حمير، و عداده في بنى تميم بن مرة من قريش، و حمل به ثلاثين سنين! و كان شديد البياض إلى الشفرة، طويلا عظيم الهامة أصلع الرأس، يلبس الثياب العدنية الجياد و يكثر حلق شاربه و لا يغير شيبه، و كان يأتي المسجد و يشهد الصلوات و يعود المرضى و يقضى الحقوق، ثم ترك الجلوس في المسجد و كان يصلي في منزله و ترك اتباع الجنائز فكان يعاتب على ذلك، و كان يقول:
ليس يقدر كل أحد يقول عذره، و كان فقيه الحجاز و سيدها في وقته، توفي سنة تسع و سبعين و مائة، و هو ابن خمس و ثمانين و دفن بالبقيع.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج3، ص: 288
ذبيحته تعالى الله عما يصفه المشبهون بصفة المخلوقين فوجه الله أنبياؤه و أولياؤه «1» و قوله خلقت بيدي أستكبرت اليد القدرة كقوله و أيدكم بنصره فمن زعم أن الله في شيء أو على شيء أو يحول من شيء إلى شيء أو يخلو منه شيء أو يشتغل به شيء فقد وصفه بصفة المخلوقين و الله خالق كل شيء لا يقاس بالقياس و لا يشبه بالناس لا يخلو منه مكان و لا يشتغل به مكان قريب في بعده بعيد في قربه ذلك الله ربنا لا إله غيره فمن أراد الله و أحبه بهذه الصفة فهو من الموحدين و من أحبه بغير هذه الصفة فالله منه بريء و نحن منه برءاء.