بسم الله الرحمن الرحیم
تفسير القمي، ج2، ص: 414
و في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر ع في قوله ذو العرش المجيد فهو الله الكريم المجيد
و قال علي بن إبراهيم في قوله بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ
قال اللوح المحفوظ له
تفسير القمي، ج2، ص: 415
طرفان- طرف على يمين العرش و طرف على جبهة إسرافيل، فإذا تكلم الرب جل ذكره بالوحي ضرب اللوح جبين إسرافيل فينظر في اللوح فيوحي بما في اللوح إلى جبرئيل ع.
الكافي (ط - الإسلامية)، ج8، ص: 195
ليالي كل ليلة قطرتين أو ثلاث قطرات يبرأ بإذن الله قال و سمعته يقول لوجع الفم و الدم الذي يخرج من الأسنان و الضربان و الحمرة التي تقع في الفم تأخذ حنظلة رطبة قد اصفرت فتجعل عليها قالبا من طين «1» ثم تثقب رأسها و تدخل سكينا جوفها فتحك جوانبها برفق ثم تصب عليها خل تمر «2» حامضا شديد الحموضة ثم تضعها على النار فتغليها غليانا شديدا ثم يأخذ صاحبه منه كلما احتمل ظفره فيدلك به فيه و يتمضمض بخل و إن أحب أن يحول ما في الحنظلة في زجاجة أو بستوقة «3» فعل و كلما فني خله أعاد مكانه و كلما عتق كان خيرا له إن شاء الله «4».
233- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابن فضال عن الحسن بن أسباط عن عبد الرحمن بن سيابة قال: قلت لأبي عبد الله ع جعلت لك الفداء إن الناس يقولون إن النجوم لا يحل النظر فيها و هي تعجبني فإن كانت تضر بديني فلا حاجة لي في شيء يضر بديني و إن كانت لا تضر بديني فو الله إني لأشتهيها و أشتهي النظر فيها فقال ليس كما يقولون لا تضر بدينك ثم قال إنكم تنظرون في شيء منها كثيره لا يدرك و قليله لا ينتفع به تحسبون على طالع القمر ثم قال أ تدري كم بين المشتري و الزهرة من دقيقة قلت لا و الله قال أ فتدري كم بين الزهرة و بين القمر من دقيقة قلت لا قال أ فتدري كم بين الشمس و بين السنبلة «5» من دقيقة قلت لا و الله ما سمعت من أحد من المنجمين قط قال أ فتدري كم بين السنبلة و بين اللوح المحفوظ من دقيقة قلت لا و الله ما سمعته من منجم قط قال ما بين كل واحد منهما إلى صاحبه ستون أو سبعون دقيقة [شك عبد الرحمن] ثم قال يا عبد الرحمن هذا حساب إذا حسبه الرجل و وقع عليه عرف القصبة التي في وسط الأجمة-
__________________________________________________
(1) أي يطلى جميعها بالطين لئلا يفسدها النار إذا وضعت عليها و لا يخرج منها شيء إذا حصل خرق أو ثقب. (آت)
(2) في بعض النسخ [خل خمر] أى صار بالعلاج خلا. (آت)
(3) معرب بستو.
(4) عتق الخمر قدمت و حسنت.
(5) في بعض النسخ [السكينة] فتكون اسم كوكب غير معروف و هذا أنسب بقوله: «ما سمعته من منجم». (آت)
الكافي (ط - الإسلامية)، ج8، ص: 196
و عدد ما عن يمينها و عدد ما عن يسارها و عدد ما خلفها و عدد ما أمامها حتى لا يخفى عليه من قصب الأجمة واحدة.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 132
..........
__________________________________________________
الأجسام المجتمعة زمانا و إنما ترتبها في المكان فقط، فنفوا عليهم السلام كل ذلك و أثبتوا أنه تعالى كل يوم في شأن من إعدام شيء و إحداث آخر و إماتة شخص و إحياء آخر إلى غير ذلك لئلا يترك العباد التضرع إلى الله و مسألته و طاعته و التقرب إليه بما يصلح أمور دنياهم و عقباهم، و ليرجوا عند التصدق على الفقراء و صلة الأرحام و بر الوالدين و المعروف و الإحسان ما وعدوا عليها من طول العمر و زيادة الرزق و غير ذلك.
ثم اعلم أن الآيات و الأخبار تدل على أن الله تعالى خلق لوحين أثبت فيهما ما يحدث من الكائنات: أحدهما اللوح المحفوظ الذي لا تغير فيه أصلا، و هو مطابق لعلمه تعالى، و الآخر لوح المحو و الإثبات فيثبت فيه شيئا ثم يمحوه لحكم كثيرة لا تخفى على أولي الألباب، مثلا يكتب فيه أن عمر زيد خمسون سنة و معناه أن مقتضى الحكمة أن يكون عمره كذا إذا لم يفعل ما يقتضي طوله أو قصره، فإذا وصل الرحم مثلا يمحى الخمسون و يكتب مكانه ستون، و إذا قطعها يكتب مكانه أربعون، و في اللوح المحفوظ أنه يصل و عمره ستون، كما أن الطبيب الحاذق إذا اطلع على مزاج شخص يحكم بأن عمره بحسب هذا المزاج يكون ستين سنة، فإذا شرب سما و مات أو قتله إنسان فنقص من ذلك، أو استعمل دواء قوي مزاجه به فزاد عليه لم يخالف قول الطبيب، و التغيير الواقع في هذا اللوح مسمى بالبداء، إما لأنه مشبه به كما في سائر ما يطلق عليه تعالى من الابتلاء و الاستهزاء و السخرية و أمثالها، أو لأنه يظهر للملائكة أو للخلق إذا أخبروا بالأول خلاف ما علموا أولا.
و أي استبعاد في تحقق هذين اللوحين؟ و أية استحالة في هذا المحو و الإثبات حتى يحتاج إلى التأويل و التكلف. و إن لم تظهر الحكمة فيه لنا لعجز عقولنا عن الإحاطة بها، مع أن الحكم فيه ظاهرة.
منها: أن يظهر للملائكة الكاتبين في اللوح و المطلعين عليه لطفه تعالى بعباده و إيصالهم في الدنيا إلى ما يستحقونه فيزدادوا به معرفة.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 133
..........
__________________________________________________
و منها: أن يعلم العباد بأخبار الرسل و الحج عليهم السلام أن لأعمالهم الحسنة مثل هذه التأثيرات في صلاح أمورهم، و لأعمالهم السيئة تأثيرا في فسادها فيكون داعيا لهم إلى الخيرات، صارفا لهم عن السيئات، فظهر أن لهذا اللوح تقدما على اللوح المحفوظ من جهة، لصيرورته سببا لحصول بعض الأعمال، فبذلك انتقش في اللوح المحفوظ حصوله، فلا يتوهم أنه بعد ما كتب في هذا اللوح حصوله لا فائدة في المحو و الإثبات.
و منها: أنه إذا أخبر الأنبياء و الأوصياء أحيانا من كتاب المحو و الإثبات ثم أخبروا بخلافه يلزمهم الإذعان به، و يكون في ذلك تشديد للتكليف عليهم، و تسبيبا لمزيد الأجر لهم، كما في سائر ما يبتلي الله عباده به من التكاليف الشاقة، و إيراد الأمور التي تعجز أكثر العقول عن الإحاطة بها، و بها يمتاز المسلمون الذين فازوا بدرجات اليقين عن الضعفاء الذين ليس لهم قدم راسخ في الدين.
و منها: أن تكون هذه الأخبار تسلية لقوم من المؤمنين المنتظرين لفرج أولياء الله و غلبة الحق و أهله، كما روي في قصة نوح عليه السلام حين أخبروا بهلاك القوم ثم أخر ذلك مرارا.
و كما روي في فرج أهل البيت عليهم السلام و غلبتهم عليهم السلام، لأنهم عليهم السلام لو كانوا أخبروا الشيعة في أول ابتلائهم باستيلاء المخالفين و شدة محنتهم أنه ليس فرجهم إلا بعد ألف سنة أو ألفي سنة ليئسوا و رجعوا عن الدين، و لكنهم أخبروا شيعتهم بتعجيل الفرج، و ربما أخبروهم بأنه يمكن أن يحصل الفرج في بعض الأزمنة القريبة ليثبتوا على الدين و يثابوا بانتظار الفرج كما سيأتي في باب كراهية التوقيت من كتاب الحجة عن علي بن يقطين، قال: قال لي أبو الحسن عليه السلام: الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة، قال: و قال يقطين لابنه علي بن يقطين: ما بالنا قيل لنا فكان، و قيل لكم فلم يكن؟ قال: فقال له علي: إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 134
..........
__________________________________________________
أن أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم، و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني، فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
و قد ذكرنا كثيرا من الأخبار في ذلك في كتاب بحار الأنوار في كتاب النبوة، لا سيما في أبواب قصص نوح و موسى و شعياء عليهم السلام، و في كتاب الغيبة.
فأخبارهم عليهم السلام بما يظهر خلافه ظاهرا من قبيل المجملات و المتشابهات التي تصدر عنهم بمقتضى الحكم، ثم يصدر عنهم بعد ذلك تفسيرها و بيانها، و قولهم يقع الأمر الفلاني في وقت كذا معناه إن كان كذا، و إن لم يقع الأمر الفلاني الذي ينافيه و لم يذكروا الشرط كما قالوا في النسخ قبل الفعل، و قد أوضحناه في باب ذبح إسماعيل عليه السلام من الكتاب المذكور.
فمعنى قولهم عليهم السلام: ما عبد الله بمثل البداء، أن الإيمان بالبداء من أعظم العبادات القلبية لصعوبته و معارضته الوساوس الشيطانية فيه، و لكونه إقرارا بأن له الخلق و الأمر، و هذا كمال التوحيد، أو المعنى أنه من أعظم الأسباب و الدواعي لعبادة الرب تعالى كما عرفت، و كذا قولهم ما عظم الله بمثل البداء يحتمل الوجهين و إن كان الأول فيه أظهر.
و أما قول الصادق عليه السلام: لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه، فلما مر أيضا من أن أكثر مصالح العباد موقوفة على القول بالبداء إذ لو اعتقدوا أن كل ما قدر في الأزل فلا بد من وقوعه حتما لما دعوا الله في شيء من مطالبهم، و ما تضرعوا إليه و ما استكانوا لديه، و لا خافوا منه، و لا رجوا إليه إلى غير ذلك مما قد أومأنا إليه، و أما إن هذه الأمور من جملة الأسباب المقدرة في الأزل أن يقع الأمر بها لا بدونها فمما لا يصل إليه عقول أكثر الخلق، فظهر أن
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 135
..........
__________________________________________________
هذا اللوح و علمهم بما يقع فيه من المحو و الإثبات أصلح لهم من كل شيء.
بقي هيهنا إشكال آخر: و هو أنه يظهر من كثير من الأخبار أن البداء لا يقع فيما يصل علمه إلى الأنبياء و الأئمة عليهم السلام، و يظهر من كثير منها وقوع البداء فيما وصل إليهم أيضا و يمكن الجمع بينها بوجوه:
الأول: أن يكون المراد بالأخبار الأولة عدم وقوع البداء فيما وصل إليهم على سبيل التبليغ، بأن يؤمروا بتبليغه فيكون إخبارهم بها من قبل أنفسهم لا على وجه التبليغ.
الثاني: أن يكون المراد بالأولة الوحي و يكون ما يخبرون به من جهة الإلهام و اطلاع نفوسهم على الصحف السماوية و هذا قريب من الأول.
الثالث: أن تكون الأولة محمولة على الغالب فلا ينافي ما وقع على سبيل الندرة.
الرابع: ما أشار إليه الشيخ قدس الله روحه: من أن المراد بالأخبار الأولة عدم وصول الخبر إليهم و أخبارهم على سبيل الحتم، فيكون أخبارهم على قسمين:
" أحدهما" ما أوحي إليهم أنه من الأمور المحتومة، فهم يخبرون كذلك و لا بداء فيه.
" و ثانيهما" ما يوحى إليهم لا على هذا الوجه، فهم يخبرون كذلك، و ربما أشعروا أيضا باحتمال وقوع البداء فيه، كما قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد الإخبار بالسبعين" يمحوا الله ما يشاء" و هذا وجه قريب.
الخامس: أن يكون المراد بالأخبار الأولة أنهم لا يخبرون بشيء لا يظهر وجه الحكمة فيه على الخلق، لئلا يوجب تكذيبهم بل لو أخبروا بشيء من ذلك يظهر وجه الصدق فيما أخبروا به كخبر عيسى عليه السلام و النبي صلى الله عليه و آله حيث ظهرت الحية «1» دالة على صدق مقالهما، و سيأتي بعض القول في ذلك في باب ليلة القدر إن شاء الله تعالى.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج3، ص: 97
القدر علم ما هو قال الأمر و اليسر فيما كان قد علم قال السائل فما يحدث لهم في ليالي القدر علم سوى ما علموا قال هذا مما أمروا بكتمانه و لا يعلم تفسير
__________________________________________________
قوله عليه السلام" الأمر و اليسر" لعل المراد أنه كان يعلم العلوم على الوجه الكلي الذي يمكنه استنباط الجزئيات منه، و إنما يأتيه تفصيل أفراد تلك الكليات لمزيد التوضيح و لتسهيل الأمر عليه في استعلام الجزئيات.
ثم ذكر عليه السلام بعد ذلك فائدة أخرى لنزول الملائكة في ليلة القدر، و هي أن إخبار ما يلزمهم إخباره و إمضاء ما أمروا بإمضائه من التكاليف موقوف على تكرير الإعلام في ليلة القدر، و يحتمل أن يكون المراد بالجمل ما يقبل البداء من الأمور و بالتفسير و التفصيل تعيين ما هو محتوم و ما يقبل البداء كما يظهر من سائر الأخبار، و لما كان علم البداء غامضا و فهمه مشكلا أبهم عليه السلام على السائل و لم يوضحه له، فقوله عليه السلام" هذا مما أمروا بكتمانه" أي أمروا بكتمان أمر البداء عن غير أهله لقصور فهمهم، و أنهم قبل أن يعين لهم الأمور البدائية و المحتومة لا يجوز لهم الإخبار بها، و لذا قال أمير المؤمنين عليه السلام: لو لا آية في كتاب الله لأخبرت بما يكون إلى يوم القيامة فقوله" لا يعلم تفسير ما سألت" أي لا يعلم ما يكون محتوما و ما ليس بمحتوم في السنة قبل نزول الملائكة و الروح إلا الله.
و أما قوله" لا يحل لك" فهو إما لقصوره عن فهم معنى البداء، أو لأن توضيح ما نزل في ليلة القدر و العلم بخصوصياته مما لا يمكن لسائر الناس غير الأوصياء عليهم السلام الإحاطة به، و يؤيد هذا قوله" فإن الله تعالى أبى" و على الأول يمكن تعميم الأنفس على وجه يشمل خواص أصحابهم و أصحاب أسرارهم مجازا كما ورد: سلمان منا أهل البيت.
و الحاصل أن توضيح أمر البداء و تفصيله لأكثر الخلق ينافي حكمه البداء إذ هذه الحكمة لا تحصل لهم إلا بجهلهم بأصله ليصير سببا لإتيانهم بالخيرات و تركهم الشرور و السيئات، كما أومأنا إليه في باب البداء، أو بالعلم بكنه حقيقة ذلك، و هذا
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج3، ص: 98
ما سألت عنه إلا الله عز و جل قال السائل فهل يعلم الأوصياء ما لا يعلم الأنبياء قال لا و كيف يعلم وصي غير علم ما أوصي إليه قال السائل فهل يسعنا أن نقول إن أحدا من الوصاة يعلم
__________________________________________________
لا يتيسر لعامة الخلق، و لذا منعوا عن تعلم علم النجوم و الخوض فيه، و التفكر في مسائل القضاء و القدر و هذا بين لمن تأمل فيه، و أيضا الإحاطة بكيفيات ما ينزل في ليلة القدر و تفصيلها و كنه حقيقتها إنما يحصل بعد الإحاطة بغرائب أحوالهم و شؤونهم، و هذا مما تعجز عنه عقول عامة الخلق و لو أحاطوا بشيء من ذلك لطاروا إلى درجة العلو و الارتفاع، و لذا كانوا عليهم السلام يتقون من شيعتهم أكثر من مخالفيهم، و يخفون أحوالهم و أسرارهم منهم خوفا من ذلك، و لعله يشير إلى هذا قولهم عليهم السلام: إن علمنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان، و في بعض الأخبار لا يحتمله ملك مقرب، إلخ، و إليه يومي أيضا قولهم عليهم السلام: لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله.
قال الفاضل الأسترآبادي (ره) في قوله عليه السلام:" هذا مما أمروا بكتمانه" يفهم من كلامه عليه السلام أن الله تعالى علم النبي صلى الله عليه و آله و سلم جل نقوش اللوح المحفوظ المتعلقة بما مضى و ما سيكون، و نقوش اللوح المحفوظ قسمان: قسم منه لله فيه المشية و البداء يجري فيه، و قسم محتوم لا يجري فيه البداء، و النقوش المتعلقة بكل سنة تصير محتومة في ليلة القدر و تنزل الملائكة و الروح فيها بالإذن فيما صار محتوما و أما قوله عليه السلام: و هذا مما قد أمروا بكتمانه، فمعناه أنهم مأمورون بكتمان خصوصيات ما ينزل عليهم في ليلة القدر، و أما قوله: و لا يعلم تفسير ما سألت عنه إلا الله فمعناه أنه لا يعلم ما يصير محتوما في كل سنة قبل أن يصير محتوما إلا الله تعالى و أما قوله: لا يستطيعون" إلخ" فمعناه أنه لا يجوز لهم العمل بمقتضى علمهم إلا بعد العلم بأنه صار محتوما و بعد الإذن في العمل، و أما قوله: لا يحل لك، ففيه احتمالات: أحدها: أنه لا يحل له ذلك لأن ذهنه قاصر عن فهم أنه لا
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج3، ص: 99
ما لا يعلم الآخر قال لا لم يمت نبي إلا و علمه في جوف وصيه و إنما تنزل الملائكة و الروح في ليلة القدر بالحكم الذي يحكم به بين العباد قال السائل و ما كانوا علموا ذلك الحكم قال بلى قد علموه و لكنهم لا يستطيعون إمضاء شيء منه حتى يؤمروا في ليالي القدر كيف يصنعون إلى السنة المقبلة قال السائل يا أبا جعفر لا أستطيع إنكار هذا قال أبو جعفر ع من أنكره فليس منا
__________________________________________________
قصور في البداء، و ثانيها: أنه لا يحل له السؤال عن خصوصيات ما ينزل في ليلة القدر و يؤيد ذلك أنه عليه السلام أجاب السائل مرارا كثيرة بوجوه واضحة و لم يأت في شيء منها بذكر مثال مخصوص، و يؤيده قوله عليه السلام: قال عز و جل" إلخ" هذا هو الذي سنح لي في حل هذا المقام و الله أعلم بما قال حجته عليه السلام" انتهى". و قيل: لما كرر السائل سؤاله و أعاد بعد الجواب الواضح ما كان يسأله أولا و جزم عليه السلام بأنه ليس من شأنه أن يفهم ذلك عدل عن جوابه بالبيان إلى جوابه بالأمر بالكتمان، و أنه لا يعلم تفسير ذلك و بيانه لمثل هذا الرجل بحيث يفهم أو يسكت سوى الله سبحانه أي الإفهام إنما هو بيد الله سبحانه، و إنما المعلم فاتح للمتعلم و معد لأن يصير بحيث يفهم من الله عز و جل ما يلقيه، و إنما أمروا بكتمانه لأنهم عليهم السلام أمروا أن يكلموا الناس على قدر عقولهم، فمن لم يكن مقدار عقله صالحا لفهم أمر وجب كتمان ذلك الأمر عنه، فلما عاد في المرة التاسعة لسؤاله ذلك حرم عليه السؤال، فما أصبره بأبي و أمي على مخاطبته و الرفق في جوابه، صلوات الله عليه" انتهى".
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج3، ص: 198
أعلم أمير المؤمنين فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب لم تمسه النار و دفعت إلى أمير المؤمنين ع فقلت لأبي الحسن ع بأبي أنت و أمي أ لا تذكر ما كان في الوصية فقال سنن الله و سنن رسوله- فقلت أ كان في الوصية توثبهم و خلافهم على أمير المؤمنين ع فقال نعم و الله شيئا شيئا و حرفا حرفا أ ما سمعت قول الله عز و جل- إنا نحن نحي الموتى و نكتب ما قدموا و آثارهم و كل شيء أحصيناه في إمام مبين «1» و الله لقد قال رسول الله ص- لأمير المؤمنين و فاطمة ع أ ليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما و قبلتماه فقالا بلى و صبرنا على ما ساءنا و غاظنا.
و في نسخة الصفواني زيادة
__________________________________________________
لبشر بل صنع بمحض قدرة الله، أو لم يكن من قبيل ذهب الدنيا ليحتاج إلى النار" أ لا تذكر" بهمزة الاستفهام، و لا النافية للعرض،" ما كان" ما، استفهامية أو موصولة" سنن الله و سنن رسوله" أي أحكامهما في الحلال و الحرام مطلقا أو في خصوص أمر الخلافة و هو أظهر في المقام، و التوثب الاستيلاء ظلما" إنا نحن نحي الموتى" نحن تأكيد لضمير إنا، من قبيل وضع الضمير المرفوع موضع المنصوب، و قيل: هو خبر إن على سبيل التمدح و ما بعده استيناف بياني، و الإحياء بالبعث و قيل بالهداية" و نكتب ما قدموا" أي ما أسلفوا من الأعمال الصالحة و الطالحة" و آثارهم" الحسنة كعلم علموه و خير ارتكبوه، و السيئة كإشاعة باطل و تأسيس ظلم" في إمام مبين" يعني اللوح المحفوظ.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج8، ص: 370
تحسن الخلق و تسمح الكف و تطيب النفس و تزيد في الرزق و تنسئ في الأجل.
[الحديث 13]
13 عنه عن عثمان بن عيسى عن خطاب الأعور عن أبي حمزة قال قال أبو جعفر ع صلة الأرحام تزكي الأعمال و تدفع البلوى و تنمي الأموال و تنسئ له في عمره و توسع في رزقه و تحبب في أهل بيته فليتق الله و ليصل
__________________________________________________
الحديث الثالث عشر: كالسابق.
و قال الشهيد قدس سره في القواعد: تظافرت الأخبار بأن صلة الأرحام تزيد في العمر، و قد أشكل هذا على كثير من الناس باعتبار أن المقدرات في الأزل و المكتوبات في اللوح المحفوظ لا تتغير بالزيادة و النقصان لاستحالة خلاف معلومه تعالى، و قد سبق العلم بوجود كل ممكن أراد وجوده و بعدم كل ممكن أراد بقائه على حالة العدم الأصلي أو إعدامه بعد إيجاده فكيف الحكم بزيادة العمر أو نقصانه بسبب من الأسباب، و اضطربوا في الجواب فتارة يقولون: هذا علي سبيل الترغيب و تارة المراد به الثناء الجميل بعد الموت، و قد قال الشاعر:
ذكر الفتى عمرة الثاني و لذته ما فاته و فضول العيش أشغال
و قال:" ماتوا فعاشوا بحسن الذكر بعدهم".
و قيل: بل المراد زيادة البركة في الأجل، فأما في نفس الأجل فلا، و هذا الإشكال ليس بشيء، أما أولا: فلوروده في كل ترغيب مذكور في القرآن و السنة حتى الوعد بالجنة و النعيم على الإيمان و بجواز الصراط و الحور و الولدان، و كذلك التوعدات بالنيران و كيفية العذاب، لأنا نقول: أن الله تعالى علم ارتباط الأسباب بالمسببات في الأزل و كتبه في اللوح المحفوظ، فمن علمه مؤمنا فهو مؤمن أقر بالإيمان أو لا، بعث إليه نبي أو لا، و من علمه كافرا فهو كافر على التقديرات، و هذا لازم يبطل الحكمة في بعثة الأنبياء و الأوامر الشرعية و المناهي و متعلقاتها، و في
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج8، ص: 371
رحمه
__________________________________________________
ذلك هدم الأديان.
و الجواب عن الجميع واحد، و هو أن الله تعالى كما علم كمية العمر علم ارتباطه بسببه المخصوص، و كما علم من زيد دخول الجنة جعله مرتبطا بأسبابه المخصوصة من إيجاده و خلق العقل له، و نصب الألطاف، و حسن الاختيار، و العمل بموجب الشرع، فالواجب على كل مكلف الإتيان بما أمر فيه و لا يتكل على العلم فإنه مهما صدر منه فهو المعلوم بعينه، فإذا قال الصادق أن زيدا إذا وصل رحمه زاد الله في عمره ثلاثين ففعل، كان ذلك أخبارا بأن الله تعالى علم أن زيدا يفعل ما يصير به عمره زائدا ثلاثين سنة كما أنه إذا أخبر أن زيدا إذا قال لا إله إلا الله دخل الجنة ففعل تبينا أن الله تعالى علم أنه يقول و يدخل الجنة بقوله.
و بالجملة جميع ما يحدث في العالم معلوم لله تعالى على ما هو عليه واقع من شرط أو سبب و ليس نصب صلة الرحم زيادة في العمر، إلا كنصب الإيمان سببا في دخول الجنة و العمل بالصالحات في رفع الدرجة، و الدعوات في تحقق المدعو به، و قد جاء في الحديث لا تملوا من الدعاء فإنكم لا تدرون متى يستجاب لكم، و في هذا سر لطيف و هو أن المكلف عليه الاجتهاد، ففي كل ذرة من الاجتهاد إمكان سببية لخير علمه الله، كما قال:" و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا «1»".
و العجب كيف ذكر الإشكال في صلة الرحم و لم يذكر في جميع التصرفات الحيوانية مع أنه وارد فيها عند من لا يتفطن للخروج منه.
فإن قلت: هذا كلمة مسلم و لكن قال الله تعالى:" و لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة و لا يستقدمون «2»" و قال تعالى:" و لن يؤخر الله نفسا إذا
__________________________________________________
(1) سورة العنكبوت: 69.
(2) سورة الأعراف: 34.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج8، ص: 372
[الحديث 14]
14 علي بن إبراهيم عن أبيه و محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الحكم الحناط قال قال أبو عبد الله ع صلة الرحم و حسن الجوار يعمران الديار و يزيدان في الأعمار.
[الحديث 15]
15 عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن جعفر بن محمد الأشعري عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبيدة الحذاء عن أبي جعفر ع قال قال:
__________________________________________________
جاء أجلها «1»".
قلت: الأجل صادق على كل ما يسمي أجلا موهبيا أو أجلا مسببا فيحمل ذلك على الموهبي، و يكون وقته وفاء لحق اللفظ كما تقدم في قاعدة الجزئي و الجزء و يجاب أيضا بأن الأجل عبارة عما يحصل عنده الموت لا محالة، سواء كان بعد العمر الموهبي و المسببي، و نحن نقول كذلك لأنه عند حضور أجل الموت لا يقع التأخر و ليس به العمر إذا لأجل مجرد الوقت.
و ينبه على قبول العمر للزيادة و النقصان بعد ما دلت عليه الأخبار الكثيرة قوله تعالى:" و ما يعمر من معمر و لا ينقص من عمره إلا في كتاب «2»".
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج12، ص: 523
[الحديث 23]
23 محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن عبد الرحمن بن أبي هاشم عن سالم بن سلمة قال: قرأ رجل على أبي عبد الله ع و أنا أستمع حروفا من القرآن ليس على ما يقرأها الناس فقال أبو عبد الله ع كف عن هذه القراءة اقرأ كما يقرأ الناس حتى يقوم القائم ع فإذا قام القائم ع قرأ كتاب الله عز و جل على حده و أخرج المصحف الذي كتبه علي ع و قال أخرجه علي ع إلى الناس حين فرغ منه و كتبه فقال لهم هذا كتاب الله عز و جل كما أنزله الله على محمد ص و قد جمعته من اللوحين فقالوا هو ذا عندنا مصحف جامع فيه القرآن لا حاجة لنا فيه فقال أما و الله ما ترونه بعد يومكم هذا أبدا إنما كان علي أن أخبركم حين جمعته لتقرءوه
__________________________________________________
الحديث الحادي و العشرون: مجهول.
الحديث الثاني و العشرون: موثق.
الحديث الثالث و العشرون: ضعيف.
" من اللوحين" لعله عليه السلام في زمان الرسول صلى الله عليه و آله و سلم كتبه على لوحين فجمع منها، أو المراد لوح الخاطر و لوح الدفاتر، أو المراد اللوح المحفوظ و لوح المحو و الإثبات، أو الأرضى و السماوي و الله يعلم.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج2، ص: 317
2- مع، معاني الأخبار لي، الأمالي للصدوق يد، التوحيد ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب و أحمد بن الحسن بن فضال عن ابن فضال عن ابن أسباط عن الحسن بن زيد عن محمد بن سالم عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين ع سأل عثمان بن عفان رسول الله ص فقال يا رسول الله ما تفسير أبجد فقال رسول الله ص تعلموا تفسير أبجد فإن فيه الأعاجيب كلها ويل لعالم جهل تفسيره فقيل يا رسول الله ما تفسير أبجد قال أما الألف فآلاء الله حرف من أسمائه و أما الباء فبهجة الله و أما الجيم فجنة الله و جلال الله و جماله و أما الدال فدين الله و أما هوز فالهاء هاء الهاوية فويل لمن هوى في النار و أما الواو فويل لأهل النار و أما الزاي فزاوية في النار فنعوذ بالله مما في الزاوية يعني زوايا جهنم و أما حطي فالحاء حطوط الخطايا عن المستغفرين في ليلة القدر و ما نزل به جبرئيل مع الملائكة إلى مطلع الفجر و أما الطاء فطوبى لهم و حسن مآب و هي شجرة غرسها الله عز و جل و نفخ فيها من روحه و إن أغصانها لترى من وراء سور الجنة تنبت بالحلي و الحلل متدلية على أفواههم و أما الياء فيد الله فوق خلقه سبحانه و تعالى عما يشركون و أما كلمن فالكاف كلام الله لا تبديل لكلمات الله و لن تجد
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج2، ص: 318
من دونه ملتحدا و أما اللام فإلمام أهل الجنة بينهم في الزيارة و التحية و السلام و تلاوم أهل النار فيما بينهم و أما الميم فملك الله الذي لا يزول و دوام الله الذي لا يفنى و أما النون ف ن و القلم و ما يسطرون فالقلم قلم من نور و كتاب من نور في لوح محفوظ
يشهده المقربون و كفى بالله شهيدا و أما سعفص فالصاد صاع بصاع و فص بفص يعني الجزاء بالجزاء و كما تدين تدان إن الله لا يريد ظلما للعباد و أما قرشت يعني قرشهم فحشرهم و نشرهم إلى يوم القيامة ف قضي بينهم بالحق و هم لا يظلمون.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج2، ص: 320
5- مع، معاني الأخبار و روي في خبر آخر أن شمعون سأل النبي ص فقال أخبرني ما أبو جاد و ما هوز و ما حطي و ما كلمن و ما سعفص و ما قرشت و ما كتب
__________________________________________________
(1) و زاد في نسخة: و يعفو عن السيئات.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج2، ص: 321
فقال رسول الله ص أما أبو جاد فهو كنية آدم على نبينا و آله و عليه السلام أبى أن يأكل من الشجرة فجاد فأكل و أما هوز هوى من السماء فنزل إلى الأرض و أما حطي أحاطت به خطيئته و أما كلمن كلمات الله عز و جل و أما سعفص قال الله عز و جل صاع بصاع كما تدين تدان و أما قرشات أقر بالسيئات فغفر له و أما كتب فكتب الله عز و جل عنده في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق آدم بألفي عام إن آدم خلق من التراب و عيسى خلق بغير أب فأنزل الله عز و جل تصديقه إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب قال صدقت يا محمد.
بيان لعلهم كانوا يقولون مكان أبجد أبو جاد إشعارا بمبدإ اشتقاقه فبين ص ذلك لهم و قوله ص جاد إما من الجود بمعنى العطاء أي جاد بالجنة حيث تركها بارتكاب ذلك أو من جاد إليه أي اشتاق و أما قرشات فيحتمل أن يكون معناه في لغتهم الإقرار بالسيئات أو يكون من القرش بمعنى الجمع أي جمعها فاستغفر لها أو بمعنى القطع أي بالاستغفار قطعها عن نفسه و إنما اكتفى بهذه الكلمات لأنه لم يكن في لغتهم أكثر من ذلك على ما هو المشهور قال الفيروزآبادي و أبجد إلى قرشت و رئيسهم كلمن ملوك مدين وضعوا الكتابة العربية على عدد حروف أسمائهم هلكوا يوم الظلة ثم وجدوا بعدهم ثخذ ضظغ فسموها الروادف و أما كتب فلعله كان هذا اللفظ مجملا في كتبهم أو على ألسنتهم و لم يعرفوا ذلك فسأله ص عن ذلك.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج4، ص: 130
ثم اعلم أن الآيات و الأخبار تدل على أن الله خلق لوحين أثبت فيهما ما يحدث من الكائنات أحدهما اللوح المحفوظ الذي لا تغير فيه أصلا و هو مطابق لعلمه تعالى و الآخر لوح المحو و الإثبات فيثبت فيه شيئا ثم يمحوه لحكم كثيرة لا تخفى على أولي الألباب مثلا يكتب فيه أن عمر زيد خمسون سنة و معناه أن مقتضى الحكمة أن يكون عمره كذا إذا لم يفعل ما يقتضي طوله أو قصره فإذا وصل الرحم مثلا يمحى الخمسون و يكتب مكانه ستون و إذا قطعها يكتب مكانه أربعون و في اللوح المحفوظ أنه يصل و عمره ستون كما أن الطبيب الحاذق إذا اطلع على مزاج شخص يحكم بأن عمره بحسب هذا المزاج يكون ستين سنة فإذا شرب سما و مات أو قتله إنسان فنقص من ذلك أو استعمل دواء قوي مزاجه به فزاد عليه لم يخالف قول الطبيب و التغيير الواقع في هذا اللوح مسمى بالبداء إما لأنه مشبه به كما في سائر ما يطلق عليه تعالى من الابتلاء و الاستهزاء و السخرية و أمثالها أو لأنه يظهر للملائكة أو للخلق إذا أخبروا بالأول خلاف ما علموا أولا و أي استبعاد في تحقق هذين اللوحين
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج4، ص: 131
و أية استحالة في هذا المحو و الإثبات حتى يحتاج إلى التأويل و التكلف و إن لم تظهر الحكمة فيه لنا لعجز عقولنا عن الإحاطة بها مع أن الحكم فيه ظاهرة «1». منها أن يظهر للملائكة الكاتبين في اللوح و المطلعين عليه لطفه تعالى بعباده و إيصالهم في الدنيا إلى ما يستحقونه فيزدادوا به معرفة. و منها أن يعلم بإخبار الرسل و الحجج عليهم الصلاة و السلام أن لأعمالهم الحسنة مثل هذه التأثيرات في صلاح أمورهم و لأعمالهم السيئة تأثيرا في فسادها فيكون داعيا لهم إلى الخيرات صارفا لهم عن السيئات فظهر أن لهذا اللوح تقدما على اللوح المحفوظ من جهة لصيرورته سببا لحصول بعض الأعمال فبذلك انتقش في اللوح المحفوظ حصوله فلا يتوهم أنه بعد ما كتب في هذا اللوح حصوله لا فائدة في المحو و الإثبات. و منها أنه إذا أخبر الأنبياء و الأوصياء أحيانا من كتاب المحو و الإثبات ثم أخبروا بخلافه يلزمهم الإذعان به و يكون ذلك تشديدا للتكليف عليهم تسبيبا لمزيد الأجر لهم كما في سائر ما يبتلي الله عباده منه من التكاليف الشاقة و إيراد الأمور التي تعجز أكثر العقول عن الإحاطة بها و بها يمتاز المسلمون الذين فازوا بدرجات اليقين عن الضعفاء الذين ليس لهم قدم راسخ في الدين. و منها أن يكون هذه الأخبار تسلية من المؤمنين المنتظرين لفرج أولياء الله و غلبة الحق و أهله كما روي في قصة نوح على نبينا و آله و عليه السلام حين أخبر بهلاك القوم ثم أخر ذلك مرارا و كما روي في فرج أهل البيت ع و غلبتهم لأنهم ع لو كانوا أخبروا الشيعة في أول ابتلائهم باستيلاء المخالفين و شدة محنتهم أنه ليس فرجهم إلا بعد ألف سنة ليئسوا و رجعوا عن الدين و لكنهم أخبروا شيعتهم بتعجيل الفرج و ربما أخبروهم بأنه يمكن أن يحصل الفرج في بعض الأزمنة القريبة ليثبتوا على الدين و يثابوا بانتظار الفرج كما مر في خبر أمير المؤمنين صلوات الله عليه
__________________________________________________
(1) ان كنا بحثنا عن اللوح من جهة العقل فالبرهان يثبت في الوجود أمرا نسبته الى الحوادث الكونية نسبة الكتاب الى ما فيه من المكتوب، و من البديهى أن لوحا جسمانيا لا يسع كتابة ما يستقبل نفسه و أجزاؤه من الحالات و القصص في أزمنة غير متناهية و ان كبر ما كبر فضلا عن شرح حال كل شيء في الابد الغير المتناهى؛ و ان كنا بحثنا من جهة النقل فالاخبار نفسها تؤول اللوح و القلم الى ملكين من ملائكة الله كما سيجيء في المجلد الرابع عشر من هذا الكتاب، و على أي حال فلا وجه لما ذكره رحمه الله. ط.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج4، ص: 132
و روى الكليني عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن ع الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة.
قال و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضة فكان كما قيل لكم و أن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تأليفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج و قوله قيل لنا أي في خلافة العباسية و كان من شيعتهم أو في دولة آل يقطين و قيل لكم أي في أمر القائم و ظهور فرج الشيعة.
- و روي أيضا عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال: قلت لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون إن موسى على نبينا و آله و عليه السلام لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاد الله إلى الثلاثين عشرا قال قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم فقولوا صدق الله و إذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين.
و سيأتي كثير من الأخبار في ذلك في كتاب النبوة لا سيما في أبواب قصص نوح و موسى و شعيا على نبينا و آله و عليهم السلام و سيأتي أيضا في كتاب الغيبة فأخبارهم ع بما يظهر خلافه ظاهرا من قبيل المجملات و المتشابهات التي تصدر عنهم بمقتضى الحكم ثم يصدر عنهم بعد ذلك تفسيرها و بيانها و قولهم يقع الأمر الفلاني في وقت كذا معناه إن كان كذا أو إن لم يقع الأمر الفلاني الذي ينافيه و إن لم يذكروا الشرط كما قالوا في النسخ قبل الفعل و قد أوضحناه في باب ذبح إسماعيل على نبينا و آله و عليه السلام فمعنى قولهم ع ما عبد الله بمثل البداء أن الإيمان بالبداء من أعظم العبادات القلبية
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج4، ص: 133
لصعوبته و معارضته الوساوس الشيطانية فيه و لكونه إقرارا بأن له الخلق و الأمر و هذا كمال التوحيد أو المعنى أنه من أعظم الأسباب و الدواعي لعبادة الرب تعالى كما عرفت و كذا قولهم ع ما عظم الله بمثل البداء يحتمل الوجهين و إن كان الأول فيه أظهر و أما
قول الصادق ع لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه.
فلما مر أيضا من أن أكثر مصالح العباد موقوفة على القول بالبداء إذ لو اعتقدوا أن كل ما قدر في الأزل فلا بد من وقوعه حتما لما دعوا الله في شيء من مطالبهم و ما تضرعوا إليه و ما استكانوا لديه و لا خافوا منه و لا رجعوا إليه «1» إلى غير ذلك مما قد أومأنا إليه و أما إن هذه الأمور من جملة الأسباب المقدرة في الأزل أن يقع الأمر بها لا بدونها فمما لا يصل إليه عقول أكثر الخلق فظهر أن هذا اللوح و علمهم بما يقع فيه من المحو و الإثبات أصلح لهم من كل شيء. بقي هاهنا إشكال آخر و هو أنه يظهر من كثير من الأخبار المتقدمة أن البداء لا يقع فيما يصل علمه إلى الأنبياء و الأئمة عليهم الصلاة و السلام و يظهر من كثير منها وقوع البداء فيما وصل إليهم أيضا و يمكن الجمع بينها بوجوه الأول أن يكون المراد بالأخبار الأولة عدم وقوع البداء فيما وصل إليهم على سبيل التبليغ بأن يؤمروا بتبليغه ليكون أخبارهم بها من قبل أنفسهم لا على وجه التبليغ. الثاني أن يكون المراد بالأولة الوحي و يكون و ما يخبرون به من جهة الإلهام و اطلاع نفوسهم على الصحف السماوية و هذا قريب من الأول. الثالث أن تكون الأولة محمولة على الغالب فلا ينافي ما وقع على سبيل الندرة. الرابع ما أشار إليه الشيخ قدس الله روحه من أن المراد بالأخبار الأولة عدم وصول الخبر إليهم و أخبارهم على سبيل الحتم فيكون أخبارهم على قسمين أحدهما ما أوحي إليهم أنه من الأمور المحتومة فهم يخبرون كذلك و لا بداء فيه و ثانيهما ما يوحى
__________________________________________________
(1) و في نسخة: و لارجوا إليه.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج4، ص: 134
إليهم لا على هذا الوجه فهم يخبرون كذلك و ربما أشعروا أيضا باحتمال وقوع البداء فيه كما قال أمير المؤمنين ع بعد الإخبار بالسبعين و يمحوا الله ما يشاء و هذا وجه قريب. الخامس أن يكون المراد بالأخبار الأولة أنهم لا يخبرون بشيء لا يظهر وجه الحكمة فيه على الخلق لئلا يوجب تكذيبهم بل لو أخبروا بشيء من ذلك يظهر وجه الصدق فيما أخبروا به كخبر عيسى على نبينا و آله و عليه السلام و النبي ص حيث ظهرت الحية دالة على صدق مقالهما و سيأتي بعض القول في ذلك في باب ليلة القدر و سيأتي بعض أخبار البداء في باب القضاء و إيفاء حق الكلام في هذه المسألة يقتضي رسالة مفردة و الله الموفق
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 140
عنده مخزون يقدم منه ما يشاء و يؤخر منه ما يشاء و يثبت ما يشاء.
[الحديث 8]
8 و بهذا الإسناد عن حماد عن ربعي عن الفضيل قال سمعت أبا جعفر ع يقول من الأمور أمور موقوفة عند الله يقدم منها ما يشاء و يؤخر منها ما يشاء.
[الحديث 9]
9 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير و وهيب بن حفص عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: إن لله علمين علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء- و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه فنحن نعلمه.
[الحديث 10]
10 محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال: ما بدا لله في شيء إلا كان في علمه قبل أن يبدو له.
[الحديث 11]
11 عنه عن أحمد عن الحسن بن علي بن فضال عن داود بن فرقد عن عمرو بن عثمان الجهني عن أبي عبد الله ع قال: إن الله لم يبد له من جهل
__________________________________________________
تفصيله" يقدم منه ما يشاء" أي من العلم المخزون و بسببه يقدم و يؤخر ما يشاء في كتاب المحو و الإثبات، إذ هذا التغيير مسبوق بعلمه ذلك، و إثباته في اللوح المحفوظ الحديث الثامن: مجهول كالصحيح.
" أمور موقوفة عند الله" أي مكتوبة في لوح المحو و الإثبات موقوفة على شرائط يحتمل تغييرها.
الحديث التاسع: مجهول.
" من ذلك يكون البداء" أي بسبب ذلك العلم يحصل البداء في كتاب المحو.
الحديث العاشر: صحيح.
الحديث الحادي عشر: مجهول.
روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه (ط - القديمة)، ج2، ص: 249
904 و روي أن من سمع الأذان فقال كما يقول المؤذن زيد في رزقه.
905 و روي عن عبد الله بن علي قال: حملت متاعي من البصرة إلى مصر فقدمتها فبينما أنا في بعض الطريق إذا أنا بشيخ طويل شديد الأدمة أبيض الرأس و اللحية عليه طمران أحدهما أسود و الآخر أبيض فقلت من هذا فقالوا هذا بلال مولى رسول الله ص فأخذت ألواحا فأتيته فسلمت عليه فقلت له السلام عليك أيها الشيخ فقال و عليك السلام قلت يرحمك الله تعالى حدثني بما سمعت من رسول الله ص فقال و ما يدريك من أنا فقلت أنت بلال مؤذن رسول الله ص قال فبكى و بكيت حتى اجتمع الناس علينا و نحن نبكي قال ثم قال يا غلام من أي البلاد أنت قلت من أهل العراق- قال بخ بخ ثم سكت ساعة ثم قال اكتب يا أخا أهل العراق- بسم الله الرحمن الرحيم سمعت رسول الله ص يقول المؤذنون أمناء المؤمنين على صلواتهم و صومهم و لحومهم و دمائهم- لا يسألون
__________________________________________________
(و روي إلخ) يدل على أن حكاية الأذان سبب لزيادة الرزق، و إن كان مقدرا فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب، و الظاهر أن المحو من كتاب المحو و الإثبات فيمكن أن يكون أم الكتاب أو يكون أم الكتاب اللوح المحفوظ، و يكون إشارة إلى أنه لا يتغير و هو موافق للعلم و التغيير عن لوح المحو و الإثبات لطف للمكلفين في ازديادهم في الخيرات و تجنبهم عن السيئات.
ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، ج5، ص: 38
بكرامتك أدعوك على مواضع حدودك و كمال طاعتك و بما يدعوك به ولاة أمرك أن تصلي على محمد و آل محمد و أن تفعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله ثم تصلي ركعتين.
فإذا سلمت فقل ما رواه:
[الحديث 4]
4 علي بن حاتم عن علي بن الحسين عن أحمد بن أبي عبد الله عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن ذريح بن محمد بن يزيد المحاربي عن أبي عبد الله ع يا ذا المن لا من عليك يا ذا الطول لا إله إلا أنت ظهر اللاجين و مأمن الخائفين و جار المستجيرين إن كان عندك في أم الكتاب أني شقي أو محروم أو مقتر علي رزقي فامح من أم الكتاب شقائي و حرماني و إقتار
__________________________________________________
قوله عليه السلام: على مواضع حدودك هذا إما في موضع المصدر، أي دعاء كائنا على مواضع حدودك و على الشرائط التي قررتها و حددتها أن يدعوك العباد عليها، و كائنا على كمال طاعتك بأن أكون في ذلك الدعاء مطيعا لك كمال الإطاعة.
أو يكون حالا عن فاعل" أدعوك" أي: حال كوني ثابتا على حدودك و أو أمرك غير متجاوز عنها كائنا على كمال طاعتك، كما تقول: أدعوك دعاء المخلصين، أي:
أريد أو أرجو بفضلك أن يكون كذلك.
و يمكن أن يكون هذا متعلق الدعاء و الطلب، فيكون" على" بمعنى اللام، أو يقدر له متعلق، أي: أدعوك أن تجعلني مستقرا على مواضع حدودك غير متعد عنها، فيكون قوله" و بما يدعوك" استئنافا لسؤال آخر.
الحديث الرابع: مجهول
ملاذ الأخيار في فهم تهذيب الأخبار، ج5، ص: 39
رزقي و اكتبني عندك سعيدا موفقا للخير موسعا علي رزقك فإنك قلت في كتابك المنزل على نبيك المرسل صلواتك عليه و آله- يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب و قلت و رحمتي وسعت كل شيء و أنا شيء فلتسعني رحمتك يا أرحم الراحمين و صلى الله على محمد و آل محمد و ادع بما بدا لك فإذا فرغت من الدعاء فاسجد و قل في سجودك اللهم أغنني بالعلم و زيني بالحلم و كرمني بالتقوى و جملني بالعافية يا ولي العافية عفوك عفوك من النار فإذا رفعت رأسك فقل يا الله يا الله يا الله أسألك يا لا إله إلا أنت باسمك بسم الله الرحمن الرحيم* يا رحمان يا الله يا رب يا قريب يا مجيب يا بديع
__________________________________________________
قوله عليه السلام: فإنك قلت يظهر منه أن أم الكتاب في الآية عبارة عن لوح المحو و الإثبات.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج2، ص: 170
[الحديث 3]
3 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن معلى بن عثمان عن علي بن حنظلة عن أبي عبد الله ع أنه قال: يسلك بالسعيد في طريق الأشقياء حتى يقول الناس ما أشبهه بهم بل هو منهم ثم يتداركه السعادة و قد يسلك بالشقي في طريق السعداء حتى يقول الناس ما أشبهه بهم بل هو منهم ثم يتداركه الشقاء إن من كتبه الله سعيدا
__________________________________________________
التصديق، أي إنما صاروا كذلك لأن علمه تعالى لا يتخلف، لا لأن العلم علة، بل لأن علمه سبحانه لا محالة يكون موافقا للمعلوم، فمعنى مشية الله تعالى و سرها هو هذا المعنى، أي علمه مع التوفيق لقوم و الخذلان لآخرين على وجه لا يصير شيء منهما سببا للإجبار على الطاعة أو المعصية.
هذا غاية ما يمكن من القول في تأويل هذا الخبر و إن كان ظاهره أن الله لما علم من قوم أنهم يطيعونه سهل عليهم الطاعة، و لما علم من قوم المعصية إن وكلوا إلى اختيارهم جعلهم بحيث لم يمكن أن يتأتى منهم الطاعة، و القول بظاهره لا يوافق العدل، و للسالكين مسالك الحكماء و الصوفية هيهنا تحقيقات طويلة الذيل، دقيقة المسالك لم نذكرها لئلا تتعلق بقلوب نواقص العقول و الأفكار و الله يعلم حقائق الأسرار الحديث الثالث: مجهول.
قوله عليه السلام: يسلك بالسعيد، على بناء المفعول و الباء للتعدية، و الفاعل هو الله بالخذلان أو الشيطان" ما أشبهه بهم" تعجبا من كمال مشابهتهم بهم في الأعمال ثم يحكمون بعد تكرر مشاهدة ذلك أنه منهم" إن من كتبه الله" أي علم الله منه السعادة و كتب له ذلك في اللوح المحفوظ، لا لوح المحو و الإثبات، فلا ينافي ما ورد في الأدعية الكثيرة" إن كنت كتبتني شقيا فامح من أم الكتاب شقائي" فإن المراد به لوح المحو و الإثبات، و الفواق بالضم و قد يفتح الفاء: ما بين الحلبتين من الوقت، لأن الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب، أو ما بين فتح يدك و قبضها على الضرع.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج83، ص: 70
5- ...فلاح السائل، روى أبو المفضل الشيباني عن الحسين بن سعدان عن محمد بن منصور بن يزيد عن سليمان بن خالد عن معاوية بن عمار قال: هذا دعاء سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد ع في عقيب صلواته أملاه علي فأول الصلاة الظهر و بذلك سميت الأولى لأنها أول صلاة افترضها الله على عباده دعاء صلاة الظهر يا أسمع السامعين
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج83، ص: 72
الكتاب شقائي و حرماني و أثبتني عندك سعيدا مرزوقا فإنك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أم الكتاب اللهم إني لما أنزلت إلي من خير فقير و أنا منك خائف و بك مستجير و أنا حقير مسكين أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني إنك لا تخلف الميعاد يا من قال ادعوني أستجب لكم نعم المجيب أنت يا سيدي و نعم الرب و نعم المولى و بئس العبد أنا و هذا مقام العائذ بك من النار يا فارج الهم و يا كاشف الغم يا مجيب دعوة المضطرين يا رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك و أدخلني برحمتك في عبادك الصالحين الحمد لله الذي قضى عني صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا برحمتك يا أرحم الراحمين «1».
مصباح الشيخ «2»، و البلد الأمين، و الجنة و الاختصار، و غيرها عن معاوية بن عمار مثله «3» بيان أجزل أي أعظم و في الشيء تم و كثر و أزكى أي أنمى أو أطهر البهاء الحسن و أسنى أي أرفع أو أنور و أورد عليه أي في الجنة و قال الكفعمي يجوز تسقيه بفتح التاء و ضمها و في النحل و في المؤمنين أيضا نسقيه برفع النون ماضيه أسقى و نسقيكم بفتح النون ماضيه سقى و الفرق بين سقيت و أسقيت أن سقيت ناولته ليشرب و أسقيت جعلت له ما يشرب و قيل سقيته لسقيه و أسقيته لبستانه أو زرعه أو ماشيته و قيل سقيته إذا عرضته ليشرب من يدك بفيه و قيل إذا أسقيته مرة قلت سقيته و إذا أسقيته دائما قلت أسقيته و قيل سقيته ناولته الماء ليشرب و أسقيته قلت له سقيا أي سقاك الله و قيل هما بمعنى ذكر ذلك الطبرسي في مجمع البيان «4».
و المثوى محل الثوى و هو الإقامة و المنقلب يكون اسم مكان مصدرا و الانقلاب
__________________________________________________
(1) فلاح السائل ص 177- 179.
(2) مصباح الشيخ ص 44- 46.
(3) البلد الأمين ص 15- 16.
(4) مجمع البيان ج 6 ص 370.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج83، ص: 73
الحركة و التصرف و تبدل الأحوال و مقادير البلاء تقاديره و في النهاية فيه أعوذ بك من درك الشقاء الدرك اللحاق و الوصول إلى الشيء و أدركته إدراكا و دركا و الشقا ضد السعادة و قال الشيخ البهائي ره الدرك بالتحريك يطلق على المكان و طبقاته و يقال النار دركات و الجنة درجات و يطلق أيضا على أقصى قعر الشيء انتهى و المعنى الأول لعله أنسب بالمقام و عدم تعرضه قدس سره له غريب.
حقائق الإيمان أي شرائطه و أجزاؤه أو ما يحق أن يسمى إيمانا أي أومن بجميع ما يجب الإيمان به حق الإيمان و صدق اليقين هو اليقين الذي يصدقه العمل في المواطن كلها أي في جميع ما يلزم التصديق به أو يظهر أثر يقيني في الخلوات و المجامع و على جميع الأحوال من الشدة و الرخاء و العافية و البلاء و الظفر الفوز بالمطلوب و سبوغ النعمة اتساعها و شمول عافيتك أي إحاطتها بجميع أعضائي و جميع أحوالي و المنحة بالكسر العطية و الإضافة للتأكيد أو المعنى ما تهبه من غير قصد عوض و الاستيثار الانفراد بالشيء و قد مر تحقيق المحو و الإثبات في باب البداء و يظهر من الدعاء أن أم الكتاب لوح المحو و الإثبات لا اللوح المحفوظ كما هو المشهور من خير أي خير الدنيا و الآخرة
بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج1، ص: 109
21 باب في الأئمة ع أنه صار إليهم جميع العلوم التي خرجت إلى الملائكة و الأنبياء و أمر العالمين
1- حدثنا محمد بن عبد الحميد «1» و أبو طالب جميعا عن حنان بن سدير عن أبي جعفر ع قال: إن لله علما عاما و علما خاصا فأما الخاص فالذي لم يطلع عليه ملك مقرب و لا نبي مرسل و أما علمه العام الذي اطلعت [أطلع] عليه الملائكة المقربين و الأنبياء المرسلين قد رفع ذلك كله إلينا ثم قال أ ما تقرأ عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام و ما تدري نفس ما ذا تكسب غدا و ما تدري نفس بأي أرض تموت «2»
2- حدثنا أحمد بن محمد عن ابن أبي عمير أو عمن رواه عن ابن أبي عمير عن جعفر بن عثمان عن سماعة عن أبي بصير و وهب «3» عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: إن لله علمين علم مكنون مخزون لا يعلمه إلا هو من ذلك يكون البداء و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه و نحن نعلمه.
3- حدثنا محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ضريس عن أبي جعفر ع قال سمعته يقول إن لله علمين علم مبذول و علم مكفوف فأما المبذول فإنه ليس من شيء يعلمه الملائكة و الرسل إلا و نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عنده في أم الكتاب «4» إذا خرج نفذ.
بصائر الدرجات في فضائل آل محمد صلى الله عليهم، ج1، ص: 112
18- حدثنا أحمد بن محمد عن البرقي عن الربيع الكاتب عن جعفر بن بشير قال قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن لله علمين علم مبذول و علم مكنون فأما المبذول فإنه ليس من شيء تعلمه الملائكة و الرسل إلا نحن نعلمه و أما المكنون فهو الذي عند الله تبارك و تعالى في أم الكتاب إذا خرج نفذ.
الكافي (ط - الإسلامية)، ج1، ص: 255
3- علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن لله عز و جل علمين علم مبذول و علم
الكافي (ط - الإسلامية)، ج1، ص: 256
مكفوف فأما المبذول فإنه ليس من شيء تعلمه الملائكة و الرسل إلا نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عند الله عز و جل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.
شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج6، ص: 26
فما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فقد علمناه، و علما استأثر به فإذا بد الله في شيء منه أعلمنا ذلك و عرض على الأئمة الذين كانوا من قبلنا.
علي بن محمد و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم و محمد ابن يحيى، عن العمركي بن علي جميعا، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليهما السلام مثله.
[الحديث الثاني]
2- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن لله عز و جل علمين: علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه. و علما نبذه إلى ملائكته و رسله، فما نبذه إلى ملائكته و رسله فقد انتهى إلينا.
[الحديث الثالث]
3- علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن ضريس قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن لله عز و جل علمين: علم مبذول و علم مكفوف. فأما المبذول فإنه ليس من شيء تعلمه الملائكة و الرسل إلا نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عند الله عز و جل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.
[الحديث الرابع]
4- أبو علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي
__________________________________________________
شيء من غير المحتوم و تعلق الحتم به أعلم الامام الموجود بين الخلق و عرض على الائمة الماضين عليهم السلام لئلا يكون آخرهم أعلم من أولهم.
قوله (ان لله عز و جل علمين علما عنده لم يطلع) هذا تقسيم لعلمه تعالى باعتبار اختصاصه به و عدمه فالاول هو القسم الاول من الاقسام الثلاثة التى ذكرناها سابقا و الثانى هو القسم الثانى منها أو الاعم منه و من الثالث لان الثالث أيضا منبوذ الى الرسل كما عرفت.
قوله (علم مبذول و علم مكفوف) العلم المبذول العلم بالشيء الذي قضاه و أمضاه و أظهره لخواص خلقه، و العلم المكفوف العلم بالشيء الذي فيه المشيئة فلا يقضيه، و لا يمضيه اذا شاء و يقضيه و يمضيه اذا شاء فاذا قضاه و أمضاه أظهره لهم و اذا أظهره نفذ، و لا يجرى فيه البداء.
قوله (فى أم الكتاب اذا خرج نفذ) أى مضى لتعلق القضاء و الامضاء و الاظهار به و متى كان كذلك كان نافذا ماضيا، و لعل المراد بام الكتاب اللوح المحفوظ أو التقدير
شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج6، ص: 27
ابن النعمان، عن سويد القلاء عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال. إن لله عز و جل علمين: علم لا يعلمه إلا هو و علم علمه ملائكته و رسله، فما علمه ملائكته و رسله عليهم السلام فنحن نعلمه.
(باب) نادر فيه ذكر الغيب
[الحديث الأول]
1- عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال:
سأل أبا الحسن عليه السلام رجل من أهل فارس فقال له: أ تعلمون الغيب؟ فقال: قال
__________________________________________________
الازلى فانه أم لجميع المكتوبات و اصل لجميع الموجودات.
مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج3، ص: 109
ابن يحيى عن العمركي بن علي جميعا عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر ع مثله.
[الحديث 2]
6- 2 عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: إن لله عز و جل علمين علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه و علما نبذه إلى ملائكته و رسله فما نبذه إلى ملائكته و رسله فقد انتهى إلينا.
[الحديث 3]
3 علي بن إبراهيم عن صالح بن السندي عن جعفر بن بشير عن ضريس قال سمعت أبا جعفر ع يقول إن لله عز و جل علمين علم مبذول و علم مكفوف فأما المبذول فإنه ليس من شيء تعلمه الملائكة و الرسل إلا نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عند الله عز و جل في أم الكتاب إذا خرج نفذ.
[الحديث 4]
5- 4 أبو علي الأشعري عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن
__________________________________________________
و بدا له في الأمر بداء ممدودا أي نشأ له فيه رأي، انتهى.
و المعنى الأخير في حقه سبحانه مجاز كما مر تحقيقه في باب البداء.
الحديث الثاني: ضعيف.
الحديث الثالث: مجهول.
" علم كذا" في أكثر النسخ بالرفع فهو مبتدأ، أي علم منهما و" مبذول" خبره، و كذا قوله" علم مكفوف" أي مصون ممنوع عن الخلق، و في نسخة الشهيد الثاني (ره) علما مبذولا و علما مكفوفا، بدلا من العلمين و" أم الكتاب" اللوح المحفوظ إذا خرج بإعلام الملك و إرساله، أو بالوحي و الإلهام بلا واسطة" نفذ" أي وصل إلى رسول الله و الأئمة صلوات الله عليهم، أو يصير نافذا جاريا لا بداء فيه بخلاف العلم الأول، فإنه كان يجري فيه البداء.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 163
10- ير، بصائر الدرجات محمد بن إسماعيل عن علي بن الحكم عن ضريس عن أبي جعفر ع
__________________________________________________
(1) أنوار التنزيل 1: 623.
(2) في نسخة: [قد وقع] و في المصدر: قد رفع.
(3) الزخرف: 85.
(4) الروم: 34.
(5) بصائر الدرجات: 31.
(6) في نسخة و في المصدر: وهب.
(7) بصائر الدرجات: 31.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج26، ص: 164
قال سمعته يقول إن لله علمين علم مبذول و علم مكفوف فأما المبذول فإنه ليس من شيء يعلمه الملائكة و الرسل إلا و نحن نعلمه و أما المكفوف فهو الذي عنده في أم الكتاب إذا خرج نفذ «1».
ير، بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن محمد البرقي عن الربيع الكاتب عن جعفر بن بشير عن أبي جعفر ع مثله «2» و فيه و علم مكنون.
بيان قوله نفذ أي يكون جاريا نافذا لا بداء فيه بخلاف العلم الأول فإنه يجري فيه البداء.
سؤال: آیا لوح محفوظ و لوح محو و اثبات دو لوح است یا یک لوح؟ لطفاً چنان چه ممکن است دلیلی هم بفرمایید. رابطه لوح محفوظ و علم استاثر الله لنفسه با نفس الامر چیست؟ رابطه نفس الامر با حقیقت وجودی اهل بیت که امیرالمؤمنین علیه السّلام فرمودند انا علم الله (توحید صدوق) عبارت مرحوم مجلسی در مرآۀ العقول تقدیم می شود: ثم اعلم ان الآیات و الاخبار تدل علی ان الله تعالی خلق لوحین اثبت فیهما ما یحدث من الکائنات: احدهما اللوح المحفوظ الذی لا تغیر فیه اصلاً و هو مطابق لعلمه تعالی، و الآخر لوح المحو و الاثبات فیثبت فیه شیئا ثم یمحوه لحکم کثیرۀ لا تخفی علی اولی الالباب، و التغییر الواقع فی هذا اللوح مسمی بالبداء، اما لانّه مشبه به کما فی سائر ما یطلق علیه تعالی من الابتلاء و الاستهزاء و السخریۀ و امثالها او لانه یظهر للملائکۀ او للخلق اذا اخبروا بالاول خلاف ما علموا اولاً. و ای استبعاد فی تحقق هذین اللوحین؟ و آیۀ استحالۀ فی هذا المحو و الاثبات حتی یحتاج الی التأویل و التکلف، و ان لم تظهر الحکمۀ فیه لنا لعجز عقولنا عن الاح اطۀ بها، مع ان الحکم فیه ظاهرۀ.
جواب: دو لوح است، خود وصف عنوانی (محفوظ) ممکن است دلالت کند که محفوظ از تغییر است، کما این که در ذیل آیه یمحو الله ما یشاء و یثبت اشاره به لوح محفوظ می شود: و عنده ام الکتاب و الله العالم. نفس الامر، بستر تمام ماسوی الله تعالی است، حتی اسماء حسنای او و مسبوق به هویت غیبیۀ الهیۀ است، و نیز ما به المسبوقیۀ برای جمیع ماسوی است و لذا باطن مقام عبودیت مطلقه اهل بیت علیهم السّلام است که فوق مقام حقیقت وجودی آن هاست و چون باطن مقام آن هاست پس استاثره الله لنفسه است که ظهور در آن حتی برای خودشان معنا ندارد، و اما انا علم الله ممکن است برای مقام ظهور اسماء باشد که علم از آن هاست.
جلسات تفسیر سوره مباركة قاف-سال ۹۰-جلسه ۳۴
آقا: اگر مراد از کتاب، علم است، پس مراد از لوح محفوظ چیست؟ استاد: لوح محفوظ، در عالم عین است یعنی با کُن ایجاد شده است. یعنی پشتوانه ی لوح محفوظِ عینی، لوح محفوظِ علمی است. اگر آن را درک نکنیم، این را نمی فهمیم. پس لوح محفوظ حقیقتی است دارای دو مرتبه: مرتبه علم و مرتبه عین. و از هم جدا نیستند. حتی طبائع یک جور اشتراکی دارند بین علم و عین. یعنی در هر دو مورد می روند و خودنمایی می کنند که توضیحش بعداً خواهد آمد.(75)
چرا گفته اند تمثیل و نگفته اند: خودش؟ آقا: چون دور از ظهور و ادب است. نه به خاطر این که اشکالات معارفی داشته اند. تازه این تمثیل را هم به عنوان قیل مطرح کرده اند و رد کرده اند
سوال دوم: چرا در آیه ( و لا اصغر . . . ) گفته اند: واو استیناف است؟ چون می خواهند کتاب مبین را علم خدا نگیرند.(80)
سوال: چرا اگر به معنای محفوظ باشد، مراد علم فعلی است نه ذاتی؟ استاد: به تناسب اندراس و تغییر بدن، وقتی می خواهیم به ازاء آن یک چیزی بگوییم که محفوظ باشد، علم فعلی را گفتم. نه این که بخواهم بگویم علم ذاتی محفوظ نیست.
سوال. استاد: نمی توان گفت: کتاب ربطی به علم ندارد. کتاب سر تا پایش علم است. ( کتاب مسطور فی رق منشور ) خود رق منشور، علم نیست(83)
سوال. استاد: لوح محفوظ چیزی است ملکوتی جدا از ذات باریتعالی و جدا از علم او که همه چیز در آن هست به طوری که قابل تغییر هم نیست. که با کُن ایجاد شده است. و ملائکه و انبیا بر آن مطلع می شوند.