بسم الله الرحمن الرحیم

القرائة-81|24|وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ

81|24|وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ

رسم المصحف-وما هو على الغيب بضنين(تکویر24)



الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 434)
وأخرج عبد بن حميد عن زر قال: الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم وفي قراءتكم {بضنين} ببخيل
وأخرج عبد بن حميد عن زر قال: الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم



تفسير الزمخشري = الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل (4/ 713)
وقرئ: بضنين، من الضنّ وهو البخل أى: لا يبخل بالوحي فيزوى بعضه غير مبلغه، أو يسأل تعليمه فلا يعلمه، وهو في مصحف عبد الله بالظاء، وفي مصحف أبىّ بالضاد. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بهما.
وإتقان الفصل بين الضاد والظاء: واجب. ومعرفة مخرجيهما مما لا بد منه للقارئ، فإنّ أكثر العجم لا يفرّقون بين الحرفين، وإن فرقوا ففرقا غير صواب، وبينهما بون بعيد، فإن مخرج الضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان أو يساره، وكان عمر بن الخطاب رضى الله عنه أضبط يعمل بكلتا يديه، وكان يخرج الضاد من جانبي لسانه، وهي أحد الأحرف الشجرية أخت الجيم والشين، وأما الظاء فمخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا، وهي أحد الأحرف الذولقية أخت الذال والثاء. ولو استوى الحرفان لما ثبتت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان واختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة، ولما اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب
کلمات زمخشري در باره قراءات



تفسير الرازي = مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير (1/ 69)
المسألة العاشرة: المختار عندنا أن اشتباه الضاد بالظاء لا يبطل الصلاة، ويدل على أن المشابهة حاصلة بينهما جدا والتمييز عسر، فوجب أن يسقط التكليف بالفرق، بيان المشابهة من وجوه: الأول: أنهما من الحروف المجهورة، والثاني: أنهما من الحروف الرخوة، والثالث: أنهما من الحروف المطبقة، والرابع: أن الظاء وإن كان مخرجه من بين طرف/ اللسان وأطراف الثنايا العليا ومخرج الضاد من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس إلا أنه حصل في الضاد انبساط لأجل رخاوتها وبهذا السبب يقرب مخرجه من مخرج الظاء، والخامس: أن النطق بحرف الضاد مخصوص بالعرب
قال عليه الصلاة والسلام: «أنا أفصح من نطق بالضاد»
فثبت بما ذكرنا أن المشابهة بين الضاد والظاء شديدة وأن التمييز عسر، وإذا ثبت هذا فنقول: لو كان هذا الفرق معتبرا لوقع السؤال عنه في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي أزمنة الصحابة، لا سيما عند دخول العجم في الإسلام، فلما لم ينقل وقوع السؤال عن هذه المسألة ألبتة علمنا أن التمييز بين هذين الحرفين ليس في محل التكليف.



تفسير المنار (1/ 83)
محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني (المتوفى: 1354هـ)
(فائدة في مخرجي الضاد والظاء وحكم تحريف الأول)
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره: والصحيح من مذاهب العلماء أنه يغتفر الإخلال بتحرير ما بين الضاد والظاء لقرب مخرجيهما، وذلك أن الضاد مخرجها من أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، ومخرج الظاء من طرف اللسان وأطراف الثنايا العليا، ولأن كلا من الحرفين من الحروف المجهورة ومن الحروف الرخوة ومن الحروف المطبقة، فلهذا كله اغتفر استعمال أحدهما مكان الآخر لمن لا يميز ذلك، والله أعلم. وأما الحديث: " أنا أفصح من نطق بالضاد " فلا أصل له. اهـ.
وأقول: إن أكثر أهل الأمصار العربية قد أرادوا الفرار من جعل الضاد ظاء، كما يفعل الترك وغيرهم من الأعاجم، فجعلوها أقرب إلى الطاء منها إلى الضاد حتى القراء المجودون منهم، إلا أهل العراق وأهل تونس فهم على ما نعلم أفصح أهل الأمصار نطقا بالضاد، وإننا نجد أعراب الشام وما حولها ينطقون بالضاد فيحسبها السامع ظاء لشدة قربها منها وشبهها بها. وهذا هو المحفوظ عن فصحاء العرب الأولين حتى اشتبه نقلة العربية عنهم في مفردات كثيرة قالوا: إنها سمعت بالحرفين وجمعها بعضهم في مصنف مستقل، والأشبه أنه قد اشتبه عليهم أداؤها منهم فلم يفرقوا، والفرق ظاهر ولكنه غير بعيد.
وقد قرئ قوله تعالى في سورة التكوير: (وما هو على الغيب بضنين) بكل من الضاد والظاء، والضنين: البخيل، والظنين: المتهم، وفائدتهما نفي كل من البخل والتهمة. والمعنى: ما هو ببخيل في تبليغه فيكتم، ولا بمتهم فيكذب، قال في الكشاف: وهو في مصحف عبد الله بالظاء، وفي مصحف أبي بالضاد، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما. وإتقان الفصل بين الضاد والظاء واجب، ومعرفة مخرجيهما مما لا بد منه للقارئ، فإن أكثر العجم لا يفرقون بين الحرفين، وإن فرقوا ففرقا غير صواب وبينهما بون بعيد، فإن مخرج الضاد من أصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان ويساره، وكان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أضبط: يعمل بكلتا يديه، وكان يخرج الضاد من جانبي لسانه، وهي أحد الأحرف الشجرية أخت الجيم والشين، وأما الظاء فمخرجها من طرف اللسان وأصول الثنايا العليا. وهي أحد الأحرف الذولقية، أخت الذال والثاء، ولو استوى الحرفان لما ثبتت في هذه الكلمة قراءتان اثنتان، واختلاف بين جبلين من جبال العلم والقراءة. ولما اختلف المعنى والاشتقاق والتركيب. اهـ.
وأقول: صدق أبو القاسم الزمخشري في تحقيقه هذا كله إلا قوله: إن البون بين الحرفين بعيد، فالفرق ثابت ولكنه قريب، وهو يحصل بإخراج طرف اللسان بالظاء بين الثنايا كأختيه الثاء والذال، ولا شركة بينه وبينهما إلا في هذا.




تفسير مجاهد (ص: 709)
المؤلف: أبو الحجاج مجاهد بن جبر التابعي المكي القرشي المخزومي (المتوفى: 104هـ)
وما هو على الغيب بضنين (24)
أنبأ عبد الرحمن، قال: ثنا إبراهيم، قال: ثنا آدم، قال: ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: {وما هو على الغيب بضنين} [التكوير: 24] يعني ببخيل، يقول: «لا يضن عليكم بما يعلم»


تفسير مقاتل بن سليمان (4/ 604)
المؤلف: أبو الحسن مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (المتوفى: 150هـ)
فعلقني هذا من حسنه، وما هو على الغيب «بضنين» «4» - 24- «بظنين «5» »
يعني وما محمد- صلى الله عليه وسلم- على القرآن بمتهم، ومن قرأ «بضنين» ، يعني ببخيل،


تفسير القرآن من الجامع لابن وهب (3/ 45)
المؤلف: أبو محمد عبد الله بن وهب بن مسلم المصري القرشي (المتوفى: 197هـ)
90 - قال: وسمعت يحيى بن أيوب يحدث عن ابن [ص:46] الهاد أن إنسانا سأل عبد الرحمن الأعرج عن قول الله: {وما هو على الغيب بضنين}، أو ظنين، فقال عبد الرحمن: ما أبالي بأيهما قرأت.
91 - قال: وحدثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقرأها: {وما هو على الغيب} بظنين.
92 - قال سفيان: تفسير ضنين وظنين سواء، ويقول ما هو بكاذب، وما هو بفاجر؛ والظنين: المتهم، والضنين: البخيل.



كتاب فيه لغات القرآن (ص: 153)
المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ)
* العرب تقول: ضننت أضن، وضننت أضن، وفي قراءة عبد الله: «وما هو على الغيب بظنين»، بالظاء.
حدثني محمد، قال: حدثنا الفراء، قال: وحدثني أبو بكر، عن عاصم، عن زر، قال: في قراءتكم: {بضنين (1)}: ببخيل، وفي قراءتنا: «بظنين»: بمتهم.



معاني القرآن للفراء (3/ 242)
وقوله: وما هو على الغيب بظنين [129/ ب] (24) .
[حدثنا أبو العباس قال: حدثنا محمد قال «3» ] حدثنا الفراء قال: حدثني قيس بن الربيع عن عاصم ابن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أنتم تقرءون: (بضنين) ببخيل، ونحن نقرأ (بظنين) «4» بمتهم. وقرأ عاصم وأهل الحجاز وزيد بن ثابت (بضنين) وهو حسن، يقول: يأتيه غيب السماء، وهو منفوس «5» فيه فلا يضن به عنكم، فلو كان مكان: على- عن- صلح أو الباء
كما تقول: ما هو بضنين بالغيب. والذين قالوا: بظنين. احتجوا بأن على تقوى «1» قوهم، كما تقول:
ما أنت على فلان بمتهم، وتقول: ما هو على الغيب بظنين: بضعيف، يقول: هو محتمل له، والعرب تقول للرجل الضعيف أو الشيء القليل: هو ظنون. سمعت بعض قضاعة يقول: ربما دلك على الرأي الظنون، يريد: الضعيف من الرجال، فإن يكن معنى ظنين: ضعيفا، فهو كما قيل: ماء شريب، وشروب، وقرونى، وقرينى، وسمعت: قرونى وقرينى، وقرونتى وقرينتي «2» - إلا أن الوجه ألا تدخل الهاء. وناقة طعوم وطعيم، وهي التي»
بين الغثة والسمينة.



مجاز القرآن (2/ 288)
المؤلف: أبو عبيدة معمر بن المثنى التيمى البصري (المتوفى: 209هـ)
«وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بظنين» (24) أي متّهم. و «بِضَنِينٍ» يضنّ به «2» ويضنّ.




تفسير عبد الرزاق (3/ 400)
المؤلف: أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ)
نا عبد الرزاق
3523 - عن ابن التيمي , عن مغيرة , عن مجاهد , قال: سمعت ابن الزبير: " يقرؤها {وما هو على الغيب بضنين} [التكوير: 24] فسألت ابن عباس فقال: ضنين , قال وكان ابن مسعود يقرؤها (ظنين) , قال مغيرة , وقال إبراهيم: الظنين المتهم , والضنين البخيل
نا عبد الرزاق
3524 - عن ابن أبي يحيى , عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة , عن ابن الزبير , أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها: (وما هو على الغيب بظنين) "




معانى القرآن للأخفش (2/ 569)
المؤلف: أبو الحسن المجاشعي بالولاء، البلخي ثم البصري، المعروف بالأخفش الأوسط (المتوفى: 215هـ)
{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}
وقال {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} يقول "أي: ببخيل" وقال بعضهم {بِظَنين} أي: بمتَّهَم لأن بعضَ العربِ يقول "ظننت زيدا" فـ"هو ظنين" أي: اتَّهَمْتهُ فـ"هو مُتَّهَم".



تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (24/ 260)
وقوله: (وما هو على الغيب بضنين) اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والكوفة (بضنين) بالضاد، بمعنى أنه غير بخيل عليهم بتعليمهم ما علمه الله، وأنزل إليه من كتابه. وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين (بظنين) بالظاء، بمعنى أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء.
ذكر من قال ذلك بالضاد، وتأوله على ما وصفنا من التأويل من أهل التأويل:
حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر (وما هو على الغيب بظنين) قال: الظنين: المتهم. وفي قراءتكم: (بضنين) والضنين: البخيل، والغيب: القرآن.
حدثنا بشر، قال: ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، قال: ثنا مغيرة، عن إبراهيم (وما هو على الغيب بضنين) ببخيل.
حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله: (وما هو على الغيب بضنين) قال: ما يضن عليكم بما يعلم.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (وما هو على الغيب بضنين) قال: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمدا، فبذله وعلمه ودعا إليه، والله ما ضن به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن عاصم، عن زر (وما هو على الغيب بظنين) قال: في قراءتنا بمتهم، ومن قرأها (بضنين) يقول: ببخيل.
حدثنا مهران، عن سفيان (وما هو على الغيب بضنين) قال: ببخيل.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: (وما هو على الغيب بضنين) الغيب: القرآن، لم يضن به على أحد من الناس أداه وبلغه، بعث الله به الروح الأمين جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأدى جبريل ما استودعه الله إلى محمد، وأدى محمد ما استودعه الله وجبريل إلى العباد، ليس أحد منهم ضن، ولا كتم، ولا تخرص.
حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عطاء، عن عامر (وما هو على الغيب بضنين) يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
ذكر من قال ذلك بالظاء، وتأوله على ما ذكرنا من أهل التأويل.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس، أنه قرأ: (بظنين) قال: ليس بمتهم.
حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن أبي المعلى، عن سعيد بن جبير أنه كان يقرأ هذا الحرف (وما هو على الغيب بظنين) فقلت لسعيد بن جبير: ما الظنين؟ قال: ليس بمتهم.
حدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية، عن أبي المعلى، عن سعيد بن جبير أنه قرأ: (وما هو على الغيب بظنين) قلت: وما الظنين؟ قال: المتهم.
حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله: (وما هو على الغيب بظنين) يقول: ليس بمتهم على ما جاء به، وليس يظن بما أوتي.
حدثنا بشر، قال: ثنا خالد بن عبد الله الواسطي، قال: ثنا المغيرة، عن إبراهيم (وما هو على الغيب بظنين) قال: بمتهم.
حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن زر (وما هو على الغيب بظنين) قال: الغيب: القرآن. وفي قراءتنا (بظنين) متهم.
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: (بظنين) قال: ليس على ما أنزل الله بمتهم.
وقد تأول ذلك بعض أهل العربية أن معناه: وما هو على الغيب بضعيف، ولكنه محتمل له مطيق، ووجهه إلى قول العرب للرجل الضعيف: هو ظنون.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصواب: ما عليه خطوط مصاحف المسلمين متفقة، وإن اختلفت قراءتهم به، وذلك (بضنين) بالضاد، لأن ذلك كله كذلك في خطوطها. فإذا كان ذلك كذلك، فأولى التأويلين بالصواب في ذلك: تأويل من تأوله، وما محمد على ما علمه الله من وحيه وتنزيله ببخيل بتعليمكموه أيها الناس، بل هو حريص على أن تؤمنوا به وتتعلموه.




معاني القرآن وإعرابه للزجاج (5/ 293)
المؤلف: إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى: 311هـ)
(وما هو على الغيب بضنين (24)
(بظنين)
ويقرأ (بضنين) فمن قرأ (بظنين) فمعناه ما هو على الغيب بمتهم وهو الثقة
فيما أداه عن الله - جل وعز -، يقال ظننت زيدا في معنى اتهمت زيدا، ومن قرأ (بضنين) فمعناه ما هو على الغيب ببخيل، أي هو - صلى الله عليه وسلم - يؤدي عن الله ويعلم كتاب الله (1).
* * *
__________
(1) قال السمين:
قوله: {بضنين}: قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي بالظاء بمعنى متهم، من ظن بمعنى اتهم فيتعدى لواحد. وقيل: معناه بضعيف القوة عن التبليغ من قولهم: «بئر ظنون»، أي: قليلة الماء. وفي مصحف عبد الله كذلك، والباقون بالضاد بمعنى: ببخيل بما يأتيه من قبل ربه، إلا أن الطبري نقل أن الضاد خطوط المصاحف كلها، وليس كذلك لما مر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها، وهذا دليل على التمييز بين الحرفين، خلافا لمن يقول: إنه لو وقع أحدهما موقع الآخر لجاز، لعسر معرفته. وقد شنع الزمخشري على من يقول ذلك، وذكر بعض المخارج وبعض الصفات، بما لا يليق التطويل فيه. و «على الغيب» متعلق ب «ظنين» أو «بضنين» اهـ (الدر المصون).








المصاحف لابن أبي داود (ص: 157)

المؤلف: أبو بكر بن أبي داود، عبد الله بن سليمان بن الأشعث الأزدي السجستاني (المتوفى: 316هـ)

حدثنا عبد الله حدثنا أبو حاتم السجستاني، حدثنا عباد بن صهيب، عن عوف بن أبي جميلة، أن الحجاج بن يوسف غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا قال: .... وكانت في إذا الشمس كورت (وما هو على الغيب بظنين) فغيرها {بضنين} [التكوير: 24] "





المصاحف لابن أبي داود (ص: 272)

ما غير الحجاج في مصحف عثمان

قال أبو بكر كان في كتاب أبي: حدثنا رجل، فسألت أبي: من هو؟ فقال: حدثنا عباد بن صهيب، عن عوف بن أبي جميلة، أن الحجاج بن يوسف، غير في مصحف عثمان أحد عشر حرفا قال: كانت في البقرة (لم يتسن وانظر) فغيرها {لم يتسنه} [البقرة: 259] بالهاء، وكانت في المائدة (شريعة ومنهاجا) فغيره {شرعة ومنهاجا} [المائدة: 48] ، وكانت في يونس (هو الذي ينشركم) فغيره {يسيركم} [يونس: 22] ، وكانت في يوسف أنا آتيكم بتأويله فغيرها {أنا أنبئكم بتأويله} [يوسف: 45] ، وكانت في المؤمنين (سيقولون لله لله لله) ثلاثتهن، فجعل الآخرين (الله الله) ، وكان في الشعراء في قصة نوح (من المخرجين) ، وفي قصة لوط (من المرجومين) ، فغير قصة نوح {من المرجومين} [الشعراء: 116] ، وقصة لوط {من المخرجين} [الشعراء: 167] ، وكانت في الزخرف (نحن قسمنا بينهم معائشهم) فغيرها {معيشتهم} [الزخرف: 32] ، وكانت في الذين كفروا (من ماء غير يسن) فغيرها {من ماء غير آسن} [محمد: 15] ، وكانت في الحديد (فالذين آمنوا منكم واتقوا لهم أجر كبير) فغيرها {منكم وأنفقوا} [الحديد: 7] ، وكانت في إذا الشمس كورت (وما هو على الغيب بظنين) فغيرها {بضنين} [التكوير: 24] "







السبعة في القراءات (ص: 673)

2 - قوله {وما هو على الغيب بضنين} 24

قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائى / بظنين / بالظاء

وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة {بضنين} بالضاد








الدر المنثور في التفسير بالمأثور (8/ 434)
وأخرج الدارقطني في الأفراد والخطيب في تاريخه والحاكم وصححه وابن مردويه عن عاشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤءها وما هو على الغيب بظنين بالظاء
وأخرج عبد الرزاق وابن مردويه عن ابن الزبير أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها وما هو على الغيب بظنين وفي لفظ {بضنين} بالضاد
وأخرج عبد بن حميد عن هشام بن عروة قال: كان أبي يقرؤها وما هو على الغيب بظنين فقيل له: في ذلك فقال: قالت عائشة: إن الكتاب يخطئون في المصاحف
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه من طرق عن عبد الله بن الزبير أنه كان يقرأ بظنين
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طرق عن ابن عباس أنه كان يقرأ {بضنين} وقال: ببخيل
وأخرج عبد بن حميد عن عطاء قال: زعموا أنها في المصاحف وفي مصحف عثمان {بضنين}
وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مجاهد وهرون قال: في حرف أبي بن كعب {بضنين} يعني بالضاد
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد {وما هو على الغيب بضنين} يقول: ما كان يضن عليكم بما يعلم
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {وما هو على الغيب بضنين} قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضن بما أنزل الله عليه
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة {وما هو على الغيب بضنين} قال: كان هذا القرآن غيبا أعطاه الله تعالى محمدا فبذله وعلمه ودعا إليه وما ضن به
وأخرج ابن المنذر عن الزهري {وما هو على الغيب بضنين} قال: لا يضن بما أوحي إليه
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه عن ابن مسعود أنه قرأها وما هو على الغيب بظنين قال: ما هو على القرآن بمتهم
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس وما هو على الغيب بظنين قال: ليس بمتهم على ما جاء به وليس بضنين على ما أوتي به
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال: الظنين المتهم والضنين البخيل
وأخرج عبد بن حميد عن زر قال: الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم وفي قراءتكم {بضنين} ببخيل
وأخرج عبد بن حميد عن زر قال: الغيب القرآن في قراءتنا بظنين متهم






سراج القارئ المبتدي وتذكار المقرئ المنتهي (ص: 382)
أبو القاسم (أو أبو البقاء) علي بن عثمان بن محمد بن أحمد بن الحسن المعروف بابن القاصح العذري البغدادي ثم المصري الشافعي المقرئ (المتوفى: 801هـ)
وظا بضنين حق راو وخف في ... فعد لك الكوفي وحقك يوم لا
أخبر أن المشار إليهم بحق وبالراء من راو وهم ابن كثير وأبو عمرو والكسائي قرءوا (وما هو على الغيب بظنين) [الانفطار: 24] بالظاء القائمة مكان الضاد على ما قيده وأن الباقين
قرءوا بضنين بالضاد كلفظه. وهنا انقضت سورة التكوير. ثم أخبر أن الكوفيين قرءوا فسواك فعدلك [الانفطار: 7] بتخفيف الدال فتعين للباقين القراءة بتشديدها وأن المشار إليهما بحق في قوله وحقك وهما ابن كثير وأبو عمرو قرآ يوم لا تملك [الانفطار: 19] برفع الميم كلفظه فتعين للباقين القراءة بنصبها، وقيده بلفظ لا احترازا مما قبله في السورة.
وهنا انقضت سورة الانفطار.



شرح طيبة النشر لابن الجزري (ص: 327)
المؤلف: شمس الدين أبو الخير ابن الجزري، محمد بن محمد بن يوسف (المتوفى: 833هـ)
وسعّرت (م) ن (ع) ن (مدا ص) ف خلف (غ) د ... وقتّلت (ث) ب بضنين الظّا (ر) غد
أي وشدد أيضا العين من «سعرت» ابن ذكوان وحفص ونافع وأبو جعفر وشعبة بخلاف عنه ورويس، والباقون بالتخفيف، وكذلك شدد التاء من «قتّلت» أبو جعفر، والباقون بالتخفيف قوله: (بضنين) بلفظ الضاد؛ وقيد قراءة الظاء لأن الظاء ليس ضد الضاد، يريد قوله تعالى: وما هو على الغيب بظنين قرأه بالظاء الكسائي وأبو عمرو وابن كثير ورويس كما ذكره في البيت الآتي: ومعنا في هذه القراءة: بمتهم من الظنة، وهي التهمة: أي ما هو بمتهم على ما عنده من علم الغيب الذي يأتيه من الله تعالى، والباقون بالضاد كما لفظ به، ومعناه بخيل: أي وما يبخل بشيء من ذلك بل يبلغه كما أمر، والله تعالى أعلم.



الوافي في شرح الشاطبية (ص: 378)
1104 - وظا بضنين حقّ راو وخفّ في ... فعدّلك الكوفي وحقّك يوم لا
قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي: وما هو على الغيب بظنين بالظاء في مكان الضاد في قراءة غيرهم، وقرأ الكوفيون: فَعَدَلَكَ بتخفيف الدال، فتكون قراءة غيرهم بتشديدها. وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: يَوْمَ لا تَمْلِكُ برفع يَوْمَ على ما لفظ به، فتكون قراءة غيرهما بنصبه.



الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر (3/ 337)
المعنى: اختلف القرّاء في «بضنين» من قوله تعالى: وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ (سورة التكوير آية 24).
فقرأ المرموز له بالراء من «رغد» ومدلول «حبر» والمرموز له بالغين من «غنا» وهم: «الكسائي، وابن كثير، وأبو عمرو، ورويس» «بظنين» بالظاء المعجمة، على وزن
«فعيل» بمعنى «مفعول» من ظننت فلانا، أي «اتهمته».
أي: ليس «محمد» صلى الله عليه وسلم بمتهم في أن يأتي من عند نفسه بزيادة فيما أوحي إليه، أو ينقص منه شيئا، ودلّ على ذلك أنه لم يتعدّ إلّا إلى مفعول واحد قام مقام الفاعل، وهو مضمر فيه، و «ظننت» إذا كانت بمعنى «اتهمت» لم تتعدّ إلّا إلى مفعول واحد.
وقرأ الباقون «بضنين» بالضاد المعجمة، اسم فاعل، من «ضنّ» بمعنى:
«بخل» أي: ليس «محمد» صلى الله عليه وسلم ببخيل في بيان ما أوحي إليه وكتمانه، بل بثّه وبيّنه للناس.
قال الجعبري: وجه بضنين أنه رسم برأس معوجّة وهو غير طرف فاحتمل القراءتين، وفي مصحف «ابن مسعود» «بالظاء» اهـ «1».
تمّت سورة التكوير ولله الحمد والشكر
__________
(1) انظر: إتحاف فضلاء البشر ص 434.








العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (3/ 374)
ابن الوزير، محمد بن إبراهيم بن علي بن المرتضى بن المفضل الحسني القاسمي، أبو عبد الله، عز الدين، من آل الوزير (المتوفى: 840هـ)
فيِ مَعادهم ومَعاشهم، وأنَّه ما كتمَ شيئاً مِنَ الوحي، ولا طواه عَنِ الخلق، فإِنَّه لم يُبْعَثْ إِلاَّ لذلك، فلذلك كان رحمةً للعالمين، ولم يكن مُتَّهَماً فيه، كيف، واللهُ تعالى يقول: {وَمَا هُوَ عَلَى الغَيْبِ بِظَنِين} (1) [التكوير: 24]، وعُلِمَ ذلك منه - صلى الله عليه وسلم - علماً ضرورياًً في سائِرِ أحواله مِن حرصه على (2) إصلاح الخلق، وشغفِه بإرشادهم إلى صلاح مَعادهم ومَعاشهم،
__________
(1) بالظاء، وهي قراءةُ ابن كثير، وأبي عمرو، والكسائي، وقرأ الباقون (بضنين) بالضاد، قالَ ابن قتيبة: من قرأ بالظاء، فالمعنى: ما هو بمتَّهَمٍ على ما يخبر به عن الله، ومن قرأ بالضاد، فالمعنى: ليسَ ببخيل عليكم بعلم ما غاب عنكم مما ينفعكم. انظر " زاد المسير " 9/ 44 بتحقيقنا.



الشيعة والقرآن (ص: 330)
(كا) 972ـ السياري عن الرقي عمن رواه عن حمران عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى وما هو على الغيب بظنين.
(كب) 973ـ وعن سيف عن عبد الحميد بن عواص عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) وظنين أي متهم.
(كج) 974ـ الطبرسي قرأ أهل البصرة غير سهل والكسائي وابن كثير بظنين بالظاء.





روح البيان (10/ 353)
المؤلف: إسماعيل حقي بن مصطفى الإستانبولي الحنفي الخلوتي , المولى أبو الفداء (المتوفى: 1127هـ)
وَما هُوَ اى رسول الله عَلَى الْغَيْبِ اى على ما يخبره من الوحى اليه وغيره من الغيوب بِضَنِينٍ اى ببخيل اى لا يبخل بالوحى فيزوى بعضه غير مبلغه ولا يكتمه كما يكتم الكاهن ما عنده حتى يأخذ عليه حلوانا اى اجرة أو يسأل تعليمه فلا يعلمه وفيه اشارة الى ان إمساك العلم عن أهله بخل من ضن بالشيء يضن بالفتح ضنا بالكسر وضنانة بالفتح اى بخل فهو ضنين به ى بخيل ويضن بالكسر لغة والفتح افصح ذكره البيهقي فى تهذيب المصادر فى باب ضرب حيث قال الضن والضنانة بخيلي كردن. والغابر يضن والفتح أفصح فيكون من باب علم كما صرح به بعضهم بقوله هو من ضننت بالشيء بكسر النون وهو قراءة نافع وعاصم وحمزة وابن عامر
قال فى النشر كذلك هو فى جميع المصاحف اى المصاحف التي يتداولها الناس والا فهو فى مصحف عبد الله بن مسعود رضى الله عنه بالظاء وقرئ بظنين على انه فعيل بمعنى المفعول اى بمتهم اى هو ثقة فى جميع ما يخبره لا يتوهم فيه انه ينطق عن الهوى من الظنة وهى التهمة واتهمت فلانا بكذا توهمت فيه ذلك
اختار أبو عبيدة هذه القراءة لان الكفار لم يبخلوه وانما اتهموه فنفى التهمة أولى من نفى البخل ولان البخل يتعدى بالباء لا بعلى وفى الكشاف هو فى مصحف عبد الله بالظاء وفى مصحف أبى بالضاد وكان رسول الله عليه السلام يقرأ بهما ولا بد للقارئ من معرفة مخرجى الضاد والظاء فان مخرج الضاد من اصل حافة اللسان وما يليها من الأضراس من يمين اللسان او يساره ومخرج الظاء من طرف اللسان واصول الثنايا العليا
فان قيل فان وضع المصلى أحد الحرفين مكان الآخر قلنا قال فى المحيط البرهاني إذا أتى بالظاء مكان الضاد او على العكس فالقياس أن تفسد صلاته وهو قول عامة المشايخ وقال مشايخنا بعدم الفساد للضرورة فى حق العامة خصوصا العجم فان أكثرهم لا يفرقون بين الحرفين وان فرقوا ففرقا غير صواب وفى الخلاصة لو قرأ بالظاء مكان الضاد او بالضاد مكان الظاء تفسد صلاته عند أبى حنيفة ومحمد واما عند عامة المشايخ كأبى مطيع البلخي ومحمد بن سلمة لا تفسد صلاته