نهضت توبه بزرگان صحابه-حبس صحابة در مدینة توسط عمر-چرا افشاء کردید؟

فهرست مباحث حدیث
فهرست مباحث تدوين السنة
نهضت توبه بزرگان صحابه-حبس صحابة در مدینة توسط عمر-چرا افشاء کردید؟




تحقیق جالب


جزء من نسخة إبراهيم بن سعد (ص: 95)
المؤلف: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، أبو إسحاق الزهري (المتوفى: 184هـ)
1462 - حدثنا أبو صالح، حدثني إبراهيم، عن أبيه، عن جده، قال: قال عمر بن الخطاب، لأبي ذر، ولابن مسعود، ولأبي الدرداء «ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» .
قال: وأحسبه، قال: وحبسهم عنده




مصنف ابن أبي شيبة (5/ 294)
المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
26226 - حدثنا يحيى بن آدم، عن حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن السائب بن يزيد، قال: «خرجت مع سعد بن مالك من المدينة إلى مكة، وما سمعته يحدث حديثا حتى رجعنا»
26227 - حدثنا أبو بكر قال: حدثنا شبابة، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا توبة العنبري، قال: قال لي الشعبي: أرأيت الحسن حين يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد جلست إلى ابن عمر فما سمعته يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بضب، فقال: إنه ليس من طعامي، وأما أنتم فكلوه "
26228 - حدثنا أبو بكر قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، قال: «جلست إلى ابن عمر سنة , فما سمعته يحدث عن النبي عليه السلام بشيء»
26229 - حدثنا أبو بكر قال: حدثنا ابن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال ابن عمر لابن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي مسعود عقبة بن عمرو: " أحسب ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب "



أنساب الأشراف للبلاذري (10/ 297)
المؤلف: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (المتوفى: 279هـ)
حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام، ثنا حجاج بن محمد عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب لعبد الله بن مسعود، ولأبي الدرداء، ولأبي ذر: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ولم يدعهم يخرجون من المدينة حتى مات إلا عبد الله بن مسعود.
حدثني محمد بن سعد ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن أبيه عن صالح بن كيسان قال: قال ابن شهاب: بلغنا أن أهل الكتاب كانوا أول من قال لعمر «الفاروق» ، ولم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من ذلك شيئا.




معجم ابن الأعرابي (3/ 1062)
المؤلف: أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي (المتوفى: 340هـ)
2284 - نا علي، نا أبو موسى الأنصاري، نا معن بن عيسى، نا مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، أن عمر قال لابن مسعود، وأبي الدرداء، وأبي ذر: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: وأحسبه حبسهم حتى أصيب



المعجم الأوسط (3/ 378)
المؤلف: سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ)
3449 - حدثنا الحسن بن أحمد بن فيل الأنطاكي، نا إسحاق بن موسى الأنصاري، نا معن، عن مالك، عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال: بعث عمر بن الخطاب إلى ابن مسعود، وأبي مسعود الأنصاري، وأبي الدرداء، فقال: «ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» فحبسهم بالمدينة حتى استشهد لم يحدث به إلا إسحاق بن موسى الأنصاري ترجمة




ذكر الأقران لأبي الشيخ (ص: 76)
أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان الأنصاري المعروف بأبِي الشيخ الأصبهاني (المتوفى: 369هـ)
مالك بن أنس عن عبد الله بن إدريس
248- حدثنا عبدان وأبو صخرة ومحمد بن محمد قالوا حدثنا إسحاق بن موسى الخطمي حدثنا معن حدثنا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاريّ فقال ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم بالمدينة حتى استشهد




المنتخب من غرائب مالك لابن المقرئ (ص: 75)
أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن، المشهور بابن المقرئ (المتوفى: 381هـ)
25- حدثنا أبو بكر بن المقرئ، قال: ثنا الهيثم بن خلف الدوري، والحسن بن أحمد بن إبراهيم بن فيل الأنطاكي، ومحمد [ص:76] بن محمد بن سليمان الباغندي قالوا: ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: ثنا معن، قال: ثنا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه قال: ((بعث عمر إلى ابن مسعود وإلى أبي الدرداء وإلى أبي مسعود الأنصاري فقال: ما هذا الحديث الذي تكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبسهم بالمدينة حتى استشهد)) . لفظ ابن فيل.





المستدرك على الصحيحين للحاكم (1/ 193)
374 - حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن بالويه، ثنا محمد بن غالب، ثنا عفان، ثنا شعبة، وأخبرني أحمد بن يعقوب الثقفي، ثنا محمد بن أيوب، أنبأ أبو عمر الحوضي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب، قال لابن مسعود ولأبي الدرداء ولأبي ذر: «ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
374 - رواه عفان وغيره عنه يعني عن شعبة

375 - حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا محمد بن الحسن بن علي بن بحر البري، ثنا عبد الله بن جعفر البرمكي، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك بن أنس، حدثني عبد الله بن إدريس، عن شعبة، فذكر الحديث بإسناده نحوه. «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، وإنكار عمر أمير المؤمنين على الصحابة كثرة الرواية، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة، ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
375 - على شرطهما




تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 325)
المؤلف: أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني (المتوفى: 430هـ)
128 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه، وثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن صالح، ثنا إسحاق بن موسى، ثنا معمر بن عيسى، ثنا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الله بن مسعود ولأبي ذر ولأبي الدرداء: «ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال: وأحسبه لم يدعهم يخرجون من المدينة حتى مات. وقال مالك: حبس أبا هريرة وأبا ذر وابن مسعود وغيرهم حتى قيل. وقال: «ما هذه الأحاديث التي تحدثونها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»




كتاب اللطائف من علوم المعارف (ص: 247)
المؤلف: محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى (المتوفى: 581هـ)
رواية مالك، عن رجل، عن شعبة.
145 - أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، ثنا عبد الوهاب المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر، ح قال سليمان: وثنا موسى بن هارون، ح وأخبرنا أبو علي الحداد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ، ثنا عبدان وأبو صخرة، ومحمد بن محمد قالوا: ثنا إسحاق بن موسى الخطمي، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك، ثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، أنه قال لابن مسعود، ولأبي الدرداء، أو لأبي ذر رضي الله عنهم: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحسبه قال: إنه لم يدعهم يخرجوا من المدينة حتى تابوا ".
هذا لفظ أحمد وفي رواية أبي الشيخ: عبد الله بن مسعود بدل أبي ذر رضي الله عنهما.
وفي بعض الروايات: أنه حبس أربعة غير مسميين، ولم نكتبه من حديث مالك إلا من رواية إسحاق، عن معن عنه







تاريخ دمشق لابن عساكر (33/ 158)
أخبرنا أبو غالب بن البنا أنا أبو محمد الجوهري أنا أبو عمر بن حيوية نا عبد الله بن إسحاق المدائني نا أبو موسى إسحاق بن (7) موسى الأنصاري نا معن بن عيسى نا مالك بن أنس عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال بعث عمر بن الخطاب إلى أبي مسعود وابن مسعود فقال ما هذا الحديث الذي تكثرونه عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولم يكن هذا من عمر على وجه التهمة لابن مسعود وإنما أراد التشديد في باب الرواية لئلا يتجاسر أحد إلا على رواية ما تتحقق صحته وقد تقدم من حسن رأيه (1) في ابن مسعود وثنائه عليه ما يدل على عدالته عنده هذا مع ما روي عن ابن مسعود من تحرزه في الرواية وتخوفه من السهو فيها وذلك فيما أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنا أبو القاسم بن مسعدة أنا حمزة بن يوسف أنا أبو أحمد بن عدي نا إبراهيم بن أسباط بن السكن نا محمد بن عبد الرحمن بن سهم نا ابن المبارك أنا مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال كان عبد الله بن مسعود يأتي عليه (2) الحول قبل أن يحدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحديث أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنا أبو سعيد محمد بن علي بن محمد أنا الحسن بن أحمد بن محمد أنا موسى بن العباس (3) الجويني نا أبو يوسف القلوسي (4) نا أبو سلمة نا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عبد الله قال ربما حدثنا عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فيكبو عندها ثم يتغير لونه ثم يحدث ثم يقول قريب من هذا




تاريخ دمشق لابن عساكر (40/ 500)
أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي البزار أنا أبو الفرج محمد بن عمر بن محمد الجصاص نا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل قال قرأت على أبي بكر العسكري قلت له أخبرك إبراهيم بن الجنيد نا سعيد بن سليمان نا يونس بن بكير نا محمد بن إسحاق أخبرني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال والله ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فجمعهم من الآفاق عبد الله وحذيفة وأبي (11) الدرداء وأبي (12) ذر وعقبة بن عامر فقال ما هذه الأحاديث التي قد أفشيتم عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في الآفاق فقالوا أتنهانا قال لا أقيموا عندي لا والله لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم ما نأخذ ونرد عليكم فما فارقوه حتى مات وما خرج ابن مسعود إلى الكوفة
(1) عثمان إلا من حبس عمر في هذا السبب قال وأنا إبراهيم بن الجنيد نا أحمد بن خالد بن مهران قال سمعت يزيد بن هارون يقول بلغني أن أقواما قالوا في حديث شعبة أن عمر حبس فلانا وفلانا على التهمة وبئس ما قالوا إنما هذا على أن يقلوا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يشغلهم عن القرآن





تاريخ دمشق لابن عساكر (47/ 141)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا أبو محمد الكتاني نا أبو محمد بن أبي نصر أنا أبو الميمون نا أبو زرعة نا عبد الله بن صالح حدثني إبراهيم بن سعد عن أبيه عن جده قال قال عمر لأبي ذر ولابن مسعود ما ولأبي الدرداء هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم نا أبو بكر الخطيب أنا أبو القاسم بن غيلان بن محمد بن إبراهيم بن غيلان السمسار نا محمد بن عبد الله الشافعي نا الحسين بن عبد الله بن يزيد القطان بالرقة نا إسحاق بن موسى الأنصاري نا معن بن عيسى عن مالك بن أنس عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر بعث إلى أبي الدرداء وابن مسعود وأبي مسعود فقال ما هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فحبسهم بالمدينة حتى مات قال الخطيب تفرد بروايته معن بن عيسى عن مالك ولم يروه فيما يعلم غير إسحاق بن موسى عن معن أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنا أحمد بن الحسن الأزهري أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي أنا عبد الله بن محمد بن مسلم نا أحمد بن منصور الرمادي نا يحيى بن أبي بكر نا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر قال لعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر ما هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنا أبو القاسم عمر بن الحسين الخفاف أنا عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري حدثني أبي حدثني عبد الله بن أحمد حدثني أبي نا إبرهيم بن سعد حدثني أبي عن أبيه قال قال عمر لأبي ذر ولعبد الله ولأبي الدرداء رضي الله عنهم ما هذا الحديث الذي تحدثون عن محمد (صلى الله عليه وسلم) وأحسبه قال حبسهم عنده قال المصنف وهذا من عمر لم يكن على وجه الإتهام لهم وإنما إراد إقلالهم الرواية لئلا يشتغل الناس بما يسمعونه منهم عن تعلم القرآن وقد روي عن أبي الدرداء في تحرزه في الرواية ما أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنا أبو بكر بن المقرئ أنا أبو يعلى الموصلي حدثني محمد بن قدامة نا معن بن عيسى نا معاوية بن صالح عن ربيعة بن يزيد عن أبي الدرداء أنه كان إذا حدث بالحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال اللهم إن لا هكذا فكشكله




تاريخ دمشق لابن عساكر (66/ 191)
قال يحيى بن أبي بكير حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لعبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر ما هذا الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأحسبه حبسهم المدينة حتى أصيب رواه ابن ادريس عن شعبة فقال وأبي مسعود بدلا من أبي ذر






تحقیق جالب
مسند الفاروق ت إمام (3/ 6)
المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774 هـ)
(895) قال يونس بن بُكَير (6): عن محمد بن إسحاق، عن صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: واللهِ ما مات عمرُ -رضي الله عنه- حتى بَعَث إلى أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فجَمعَهم جميعًا من الآفاق، حذيفةَ، وابنَ مسعود، وأبا الدرداء، وأبا ذر، وعُقبةَ بن عامر، فقال: ما هذه الأحاديثُ التي أفشيتم عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في الآفاق؟! قالوا: أتتهمُنا؟! قال: لا، ولكن أقيموا عندي، / (ق 351) ولا تفارقوني ما عشتُ، فنحن أعلمُ بما نأخذ منكم وما نردُّ عليكم. فما فارقوه حتى مات، فما خَرَج ابنُ مسعود إلى الكوفة ببيعة عثمان إلا من سجن عمر.
إسناد جيد (1).
_________
(6) ومن طريقه: أخرجه ابن عساكر في «تاريخه» (40/ 500).
وأخرجه -أيضًا- النسائي، كما في «سير أعلام النبلاء» (11/ 555) وابن سعد (2/ 336) وأحمد في «العلل ومعرفة الرجال» (1/ 258 رقم 372 - رواية عبد الله) والبلاذُري في «أنساب الأشراف» (ص 151) وأبو زرعة الدمشقي في «تاريخه» (1/ 545 رقم 1479) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (15/ 311، 312) وابن حبان في «المجروحين» (1/ 34) والطبراني في «الأوسط» (3/ 378 رقم 3449) والرَّامهرمزي في «المحدِّث الفاصل» (ص 553 رقم 745) والحاكم (1/ 110) من طريق سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، بنحوه.
_________
(1) هكذا جوَّده المؤلِّف، وردَّه آخرون، بناءً على أن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف لم يَسْمع من عمر، وممَّن قال ذلك: ابن حزم في «الإحكام في أصول الأحكام» (2/ 139) والبيهقي في «السُّنن» (8/ 277) والهيثمي في «مجمع الزوائد» (1/ 149).
وفي هذا الإعلال نظر، فقد أَثبتَ سماع إبراهيم من عمرَ الإمامُ أحمد، فقال: وإبراهيم بن عبد الرحمن لا شكَّ فيه سَمِعَ من عمرَ. انظر: «العلل ومعرفة الرجال» (1/ 289 - رواية عبد الله).
وقال يعقوب بن شيبة، كما في «الإصابة» (1/ 154): ولا نعلم أحدًا من ولد عبد الرحمن روى عن عمرَ سماعًا غيره.
لكن، هل يُسلَّم بصحته؟ الذي يظهر -والله أعلم- أنه منكر؛ وذلك لما أخرج ابن سعد (3/ 255) و (6/ 8) وأحمد في «فضائل الصحابة» (2/ 841، 842 رقم 1546، 1547) والفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (2/ 533) والطحاوي في «شرح مشكل الآثار» (7/ 199) والحاكم (3/ 388) والضياء في «المختارة» (1/ 207 - 208 رقم 108، 109) وابن الجوزي في «المنتظم» (4/ 308) من طريق أبي إسحاق، عن حارثة بن مُضَرِّب قال: قرأتُ كتابَ عمرَ -رضي الله عنه- إلى أهل الكوفة: أمَّا بعدُ، فإنِّي بعثتُ إليكم عمَّارا أميرًا، وعبد الله بن مسعود وزيرًا، وهما من النُّجباء، من أصحابِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فاسمعوا لهما، واقتدوا بهما، وإنيِّ قد آثرتُكم بعبد الله على نَفْسي أثرةً.
ورواه عن أبي إسحاق: الثوري، وشعبة، وشريك.
وصحَّحه الحاكم على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي.
وقال المؤلِّف، كما سيأتي (ص 595): إسناده قوي صحيح.
فهذا الأثر ينفي ما وقع في الخبر الأوَّل من حبس عمر لابن مسعود مع من حَبَس في المدينة، ولأجل هذا استغرَبَه الذهبي في «السِّير» (11/ 555).




جامع الأحاديث (29/ 8، بترقيم الشاملة آليا)
31588- عن محمد بن إسحاق قال أخبرنى صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه قال: والله ما مات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجمعهم من الآفاق عبد الله ابن حذافة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال: ما هذه الأحاديث التى قد أفشيتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى الآفاق قالوا: أتنهانا قال: لا أقيموا عندى لا والله لا تفارقونى ما عشت فنحن أعلم نأخذ ونرد عليكم فما فارقوه حتى مات (ابن عساكر) [كنز العمال 29479]
أخرجه ابن عساكر (40/500) .





الرد القويم على المجرم الأثيم (ص: 102)
المؤلف: حمود بن عبد الله بن حمود بن عبد الرحمن التويجري (المتوفى: 1413هـ)
فصل
وقال المؤلف في صفحة (18) و (19) ما نصه
دليل يثبت أن الصحابة كانوا يلاحظون الزيادة على رسول الله من بعضهم البعض ولو دوّنه النبي ما اختلفوا فيه. أخرج ابن عساكر ومحمد بن إسحاق عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال ما مات عمر حتى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق عبد الله بن حذيفة وأبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر فقال ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله في الآفاق. قالوا أتنهانا. قال لا. أقيموا عندي لا تفارقوني ما عشت فنحن أعلم نأخذ منكم ونرد عليكم فما فارقوه حتى مات. وروى الذهبي في تذكرة الحفاظ عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه ابن عبد الرحمن أن عمر حبس ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال قد أكثرتم الحديث عن رسول الله - ص - وكان قد حبسهم في المدينة حتى أطلقهم عثمان. وفي جامع بيان العلم وفضله للحافظ المغربي ابن عبد البر. الشعبي عن قرظة بن كعب قال خرجنا نريد العراق فمشى معنا عمر إلى صرار ثم قال لنا أتدرون لم مشيت معكم قلنا أردت أن تشيعنا وتكرمنا. قال إن مع ذلك لحاجة خرجت لها إنكم لتأتون بلدة لأهلها دوي كدوي النحل بالقرآن فلا تصدوهم لتشغلوهم وأنا شريككم وأقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم قرظة قالوا حدثنا فقال نهانا عمر تذكرة الحفاظ للذهبي وصححه الحاكم في المستدرك ص 102 جـ1.
والجواب أن يقال ما رواه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف في حبس عمر رضي الله عنه لبعض الصحابة لا يصح منه شيء. أما ما رواه ابن عساكر من طريق محمد بن إسحاق فهو مردود من وجوه أحدها أن صاحب كنز العمال ذكره في باب آداب العلم والعلماء وقد ذكر قبل ذلك في خطبة الكتاب أن ما يرويه ابن عساكر فهو ضعيف فيستغنى بالعزو إليه عن بيان ضعفه.
الوجه الثاني أن يقال قد اختلف في سماع إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف من عمر رضي الله عنه والراجح أنه لم يسمع منه. قال البيهقي في سننه لم يثبت له سماع من عمر.
قلت ويؤيد هذا أن المصنفين في أسماء الرجال ذكروا أنه توفي في سنة خمس وتسعين أو ست وتسعين وله من العمر خمس وسبعون سنة فعلى هذا يكون مولده قبل موت عمر رضي الله عنه بسنتين أو ثلاث سنين. ومثل هذا السن يبعد أن يحفظ فيه الصبي شيئاً فتكون الرواية عن إبراهيم مرسلة والمرسل ليس بحجة.
الوجه الثالث أنه ذكر فيه عبد الله بن حذيفة ولا يعرف في الصحابة أحد بهذا الاسم فضلا عن أن يكون من المكثرين للحديث وهذا يدل على أن هذا الأثر موضوع.
الوجه الرابع أن أبا الدرداء وأبا ذر وعقبة بن عامر ليسوا من المكثرين بالنسبة إلى أبي هريرة وعائشة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم فيبعد جداً أن يخصهم عمر بالإِنكار على نشرهم للحديث ويترك الذين هم أكثر منهم حديثاً فلا ينكر عليهم.
الوجه الخامس أن يقال إن الصحابة رضي الله عنهم قد انتشروا في الآفاق وكل منهم يحدث بما عنده من الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يأت في أثر صحيح أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة كلهم ولا أنه أنكر عليهم نشرهم للحديث. فهذا الأثر الذي رواه ابن عساكر في جمع الصحابة من الآفاق يظهر عليه أثر الوضع والتركيب.
الوجه السادس أن يقال لو كان عمر رضي الله عنه جمع الصحابة من الآفاق وأنكر عليهم نشرهم للحديث وأمرهم أن يقيموا عنده لكان ذلك مما تتوفر الهمم والدواعي على نقله وينتشر ذكره في الآفاق. ولما لم يأت ذكر ذلك إلا في أثر مرسل ضعيف الإِسناد دل ذلك على أنه لا أصل له.
الوجه السابع أنه ذكر في هذا الأثر أن عمر رضي الله عنه جمع الصحابة من الآفاق ثم لم يذكر سوى أربعة أحدهم مجهول لا يعرف له ذكر في الصحابة وهذا أوضح دليل على أن هذا الأثر موضوع.
يوضح ذلك الوجه الثامن وهو أنه قد صرح في هذا الأثر أن عمر رضي الله عنه بعث إلى الصحابة فجمعهم من الآفاق وهذا يقتضي أنه جمعهم من مكة والطائف واليمن ونجد والبحرين وعمان والعراق وخراسان والشام ومصر والجزيرة. ولا شك أن هذا لم يقع ولو وقع لما كان يقتصر في الأثر على ذكر رجلين من الشام ورجل مشغول بالجهاد ويترك سائر الأقطار فلا يذكر منهم أحداً. وهذا يدل على أن هذا الأثر مصنوع من بعض أعداء السنة.
الوجه التاسع أن يقال إن عمر رضي الله عنه كان يحدث بما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث وقد روي عنه أكثر من خمسمائة حديث فهو مكثر بالنسبة إلى كل واحد من الثلاثة الذين قيل انه أنكر عليهم نشرهم للحديث. وعلى هذا فلا ينبغي أن يظن بعمر رضي الله عنه أنه أنكر شيئاً كان يفعل مثله.
الوجه العاشر مما يدل على أن الأثر موضوع ما ذكر فيه عن عمر رضي الله عنه أنه قال «نحن أعلم» لأن هذه الكلمة تدل على الإِعجاب بالنفس والترفع على الغير, ولا شك أن عمر رضي الله عنه من أبعد الناس عن هذه الصفات الذميمة, ولا ينبغي أن يظن هذا بمن هو دون عمر من الصحابة فضلا عن عمر رضي الله عنه لأنه كان معروفاً بمزيد التواضع والبعد عن مساوئ الأخلاق. وقد ثبت عنه أنه قام على المنبر فنهى الناس عن المغالاة في مهور النساء ونهاهم أن يزيدوا على أربعمائة درهم ثم نزل فاعترضته امرأة من قريش فقالت أما سمعت ما أنزل الله في القرآن قال وأي ذلك فقالت أما سمعت الله يقول (وآتيتم إحداهن قنطارا) الآية فقال اللهم غفرا كل الناس أفقه من عمر. الحديث رواه أبو يعلى قال ابن كثير إسناده جيد قوي.
وروى الإِمام أحمد وابن مردويه عن عمر رضي الله عنه أنه قال «من قال هو عالم فهو جاهل» وإذا كان هذا قول عمر رضي الله عنه فلا ينبغي أن يظن به أن يقول الكلمة التي تدل على الإِعجاب بالنفس والترفع على الغير.
الوجه الحادي عشر أن أبا الدرداء كان ساكنا في الشام في زمان عمر رضي الله عنه وقد قيل إن عمر رضي الله عنه ولاه قضاء دمشق ولم يزل في الشام حتى توفي في سنة اثنتين وثلاثين. وأما أبو ذر فكان ساكنا في الشام في زمان عمر وبعض زمان عثمان. قال ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة أبي ذر رضي الله عنه لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم ومات أبو بكر خرج إلى الشام فكان فيه حتى وقع بينه وبين معاوية فاستقدمه عثمان إلى المدينة. وأما عقبة بن عامر فإِنه كان مشغولاً بالجهاد وقدم المدينة حين فتحت دمشق وكان هو البريد إلى عمر رضي الله عنه بفتحها. ولم يذكر عنه أنه قدم المدينة بعد ذلك في زمان عمر رضي الله عنه. فما ذكر في هذا الأثر أن عمر رضي الله عنه أمرهم بالقدوم إلى المدينة وأنه أمرهم بالإِقامة عنده ما عاش وأنهم لم يفارقوه حتى مات. كل ذلك لا أصل له فلا يغتر به.
الوجه الثاني عشر أن الذهبي ذكر في تذكرة الحفاظ عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أن عمر رضي الله عنه حبس ثلاثة ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهذه الرواية تخالف رواية ابن عساكر لأن فيها أن عمر رضي الله عنه أنكر على عبد الله بن حذيفة وأبي الدرداء وأبي ذر وعقبة بن عامر إفشاءهم للأحاديث وأمرهم بالإِقامة عنده, وفي هذه الرواية أنه أنكر على ابن مسعود وأبي الدرداء وأبي مسعود الأنصاري رضي الله عنهم في إكثارهم للحديث وأنه حبسهم, وهذا يدل دلالة واضحة على أن هذا الأثر غير محفوظ.
وأما ما نقله المؤلف عن تذكرة الحفاظ فالجواب عنه من وجوه أحدها أن يقال إن هذه الرواية مرسلة على القول الراجح الذي تقدم ذكره في أول الجواب عن الأثر الذي رواه ابن عساكر. والمرسل ليس بحجة, قال الهيثمي في مجمع الزوائد هذا أثر منقطع ولا يصح هذا عن عمر انتهى, وقد ذكر ابن حزم هذا الأثر في كتاب الأحكام وفيه أن عمر رضي الله عنه حبس ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا ذر, وهذه الرواية تخالف ما جاء في تذكرة الحفاظ لأنه ذكر فيها أبا ذر وذكر في تذكرة الحفاظ بدلاً عنه أبا مسعود. وهذا الاضطراب يدل على أن الأثر موضوع. قال ابن حزم بعد إيراده «مرسل ومشكوك فيه ثم هو في نفسه ظاهر الكذب والتوليد» انتهى.
الوجه الثاني أن المؤلف زاد في هذا الأثر زيادة من عنده وهي قوله «وكان حبسهم في المدينة حتى أطلقهم عثمان» وهذه الزيادة ليست في تذكرة الحفاظ وإنما زادها المؤلف من كيسه ليؤيد بها مذهبه الخبيث في معارضة الأحاديث الصحيحة ورفضها واطراحها.
الوجه الثالث أن يقال لم يأت في أثر صحيح أن عمر رضي الله عنه حبس ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري رضي الله عنهم ولا أنه حبس غيرهم من الصحابة على نشرهم للحديث, وقد ذكرت في الجواب عما رواه ابن عساكر أن أبا الدرداء رضي الله عنه لم يزل ساكناً في الشام في زمان عمر وبعد زمان عمر رضي الله عنه ولم يثبت أنه قدم المدينة في زمان عمر رضي الله عنه فضلاً عن أن يكون عمر رضي الله عنه قد حبسه.
وأما أبو مسعود الأنصاري رضي الله عنه فقد سكن الكوفة ولم يثبت أن عمر رضي الله عنه أمره بالقدوم إلى المدينة فضلا عن أن يكون قد حبسه.
وأما ابن مسعود رضي الله عنه فقد أرسله عمر رضي الله عنه معلماً لأهل الكوفة ولم يزل بها حتى قدم المدينة في آخر زمان عثمان رضي الله عنه ومات بها. ولم يثبت أنه قدم المدينة في زمان عمر رضي الله عنه بعد ما أرسله عمر رضي الله عنه إلى الكوفة فضلاً عن أن يكون عمر رضي الله عنه قد حبسه.
وقد ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ عن حارثة بن مضرب قال قرئ علينا كتاب عمر. إني قد بعثت إليكم عمار بن ياسر أميراً وعبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً وهما من النجباء من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من أهل بدر فاقتدوا بهما واسمعوا وقد آثرتكم بعبد الله بن مسعود على نفسي.
وإذا كان هذا قول عمر رضي الله عنه في حق ابن مسعود رضي الله عنه فكيف يقال أنه حبسه في المدينة. هذا لا يصح.
وقد ذكر الذهبي في تذكرة الحفاظ أن ابن مسعود رضي الله عنه كان ممن يتحرى في الأداء ويتشدد في الرواية ويزجر تلامذته عن التهاون في ضبط الألفاظ وأنه كان يقل من الرواية للحديث ويتورع في الألفاظ. وذكر أيضا عن أبي عمرو الشيباني قال كنت أجلس إلى ابن مسعود حولا لا يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإِذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم استقلته الرعدة وقال هكذا أو نحو ذا أو قريب من ذا. وذكر أيضاً عن أبي الأحوص عن عبد الله رضي الله عنه قال «كفى بالمرء إثما أن يحدث بكل ما سمع».
وإذا كان ابن مسعود رضي الله عنه يتحرى في الأداء ويتشدد في الرواية ويقل من رواية الحديث ويتورع في الألفاظ وتشتد عليه رواية الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فكيف يقال إن عمر رضي الله عنه حبسه على إكثار الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, هذا لا يصح أبداً «وما آفة الأخبار إلا رواتها».
وذكر الذهبي أيضا في تذكرة الحفاظ عن أبي قلابة قال قال ابن مسعود رضي الله عنه «عليكم بالعلم قبل أن يقبض وقبضه ذهاب أهله فإِن أحدكم لا يدري متى يفتقر إليه وستجدون أقواما يزعمون أنهم يدعونكم إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم فعليكم بالعلم وإياكم والتبدع وإياكم والتنطع والتعمق وعليكم بالعتيق.
وما جاء في هذا الأثر من الإِخبار عن الأقوام الذين يزعمون أنهم يدعون إلى كتاب الله وقد نبذوه وراء ظهورهم ينطبق على المؤلف وعلى أشباهه من أهل التبدع والتنطع وعداوة الأحاديث الصحيحة وأهلها, فهولاء شر من اليهود وأعظم ضررا على الإِسلام والمسلمين.








کاربر مرادی در سایت شبکة الدفاع:

حبس الصحابة في المدينة اتفق عليه اهل السير والمرؤخين وهذا احد شواهده:(سير أعلام النبلاء) 2/345 لأبي عبد الله الذهبي (673هـ ـ 748هـ) : [شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر قال لابن مسعود وأبي ذر, وأبي الدرداء: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه الصلاة والسلام , وأحسبه حبسهم بالمدينة حتى أصيب].


وهل تعتقد ان الصحابة كانوا احرار في المدينة يحدثون بحديث الرسول بحرية دون منع من الخليفة؟
روى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سجن ابن مسعود في نفر من الصحابة سنة بالمدينة،فأطلقهم عثمان، وكان سجنهم لأن القوم أكثروا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.اهـ
أخرج الحاكم في المستدرك(1/110)وصححه،وقال الذهبي في التلخيص :على شرطهما




تذكرة الحفاظ = طبقات الحفاظ للذهبي (1/ 12)
وقد روى شعبة وغيره عن بيان عن الشعبي عن قرظة بن كعب قال: لما سيرنا عمر إلى العراق مشى معنا عمر وقال: أتدرون لم شيعتكم؟ قالوا: نعم تكرمة لنا قال: ومع ذلك أنكم تأتون أهل قرية لهم دوى بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فتشغلوهم، جردوا القرآن وأقلوا الرواية عن رسول الله وأنا شريككم. فلما قدم قرظة بن كعب قالوا: حدثنا فقال: نهانا عمر رضي الله عنه.
الدراوردي عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة وقلت له: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا؟ فقال: لو كنت أحدث في زمان عمر مثل ما أحدثكم لضربني بمخفقته.
معن بن عيسى أنا مالك عن عبد الله بن إدريس عن شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ابن علية عن رجاء بن أبي سلمة قال: بلغني أن معاوية كان يقول: عليكم من الحديث بما كان في عهد عمر فإنه كان قد أخاف الناس في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.









السنة ومكانتها للسباعي ط المكتب الإسلامي (1/ 64)---المؤلف: مصطفى بن حسني السباعي (المتوفى: 1384هـ)
هل حبس عمر أحدا من الصحابة لإكثاره الحديث؟:
المشهور المتردد على بعض الألسنة أن عمر - رضي الله عنه - حبس ثلاثة من كبار الصحابة لإكثارهم الحديث، وهم ابن مسعود، وأبو الدرداء، وأبو ذر، وقد حاولت أن أعثر على هذه الرواية في كتاب معتبر فلم أجدها، ودلائل الوضع عليها ظاهرة، فابن مسعود كان من كبار الصحابة وأقدمهم إسلاما، وله مقام كبير في نفس عمر - رضي الله عنه -، حتى إنه حين أرسله إلى العراق امتن عليهم بإرساله إذ قال لهم: «ولقد آثرتكم بعبد الله على نفسي» وكان مقامه خلال خلافة عمر في العراق، وإنما أرسله إليها أهلها الدين والأحكام، ومن الأحكام ما يؤخذ من القرآن، وأكثرها أخذ من السنة، فكيف يحبسه عمر لتحديثه وهو إنما أرسله لهذا الغرض؟ أما أبو ذر وأبو الدرداء فلا يعلم عنهما كثير حديث. نعم كان أبو الدرداء معلم المسلمين بالشام، كما كان ابن مسعود في العراق، والغرابة في حبس عمر لابن مسعود تأتي أيضا في أبي الدرداء، فكيف يحبسه وهو معلمهم ومفقههم في دينهم؟ وهل كان عمر يريد منه ومن ابن مسعود أن يكتما بعض الحديث فيكتما بعض أحكام الدين عن المسلمين؟.

وأما أبو ذر فمهما نقل عنه من حديث فهو لم يبلغ جزءا مما بلغه أبو هريرة، فلماذا يحبسه ولا يحبس أبا هريرة؟

ولئن قيل: إن أبا هريرة لم يكن يكثر الحديث في عهد عمر خوفا منه، قلنا: لماذا لم يخفه أبو ذر كما خافه أبو هريرة؟

والحاصل أن الذين عرفوا بكثرة الحديث من الصحابة كابن عباس وأبي هريرة وعائشة وجابر بن عبد الله. وابن مسعود معهم، لم يرو عن أنه تعرض لهم بشيء بل روي أنه قال لأبي هريرة حين بدأ يكثر من الحديث: «أكنت معنا حين كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكان كذا؟ قال: نعم، سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: «من كذب على متعمدا فليتبوأ مقعده من النار»، فقال له عمر: أما إذا ذكرت ذلك فاذهب فحدث». فكيف يعقل أن يترك أبا هريرة وهو أكثر الصحابة حديثا على الإطلاق، ثم يحبس مثل ابن مسعود وهو أقل من أبي هريرة حديثا، أو مثل أبي الدرداء وأبي ذر، وهما لم يعرفا بين الصحابة بكثرة الحديث مطلقا.

لقد لبثت كثيرا أشك في هذه الرواية وأقلبها على جميع وجوه النظر، حتى قرأت في كتاب " الإحكام " لابن حزم ما يلي: «وروي عن عمر أنه حبس ابن مسعود من أجل الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبا الدرداء وأبا ذر».
وطعن ابن حزم في هذه الرواية بالانقطاع، «لأن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف راويه عن عمر لم يسمع منه، وقد وافقه البيهقي على هذا، ولكن يعقوب بن شيبة والطبري وغيرهما أثبتوا سماعه من عمر، والظاهر أنه لم يسمع منه فإنه مات سنة 99 أو 95 وعمره (75 سنة) فيكون قد ولد سنة 20 من الهجرة في أواخر خلافة عمر. فلا يتصور سماعه منه في مثل تلك السن، وعلى ذلك فلا تكون الرواية حجة ولا يؤخذ بها .. » ثم قال ابن حزم: «إن الخبر في نفسه ظاهر الكذب والتوليد، لأنه يخلو عن أن يكون اتهم الصحابة، وفي هذا ما فيه، أو يكون نهى عن نفس الحديث وعن تبليغ السنة، وألزمهم كتمانها وجحدها، وهذا خروج عن الإسلام، وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك، وهذا قول لا يقوله مسلم أصلا، ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين، قد ظلمهم فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه الروايات الملعونة أي الطريقين الخبيثين شاء». اهـ. (1).
__________
(1) " الإحكام ": 2/ 193.








العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم (3/ 146)
______________
وروى الدراوردي عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، وقلت له: أكنت تحدث في زمان عمر هكذا، فقال: لو كنتُ أحدثُ في زمان عمر مثل ما أحدثكم، لضربني بمخفقته.
وروى معن بن عيسى، عن مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أن عمر حبس ثلاثة: ابن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا مسعود الأنصاري، فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.





شرح مشكل الآثار (15/ 311)
أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321هـ)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره بالتبليغ عنه، وحمده فاعل ذلك، وما يدخل في هذا المعنى، وما قد روي عن عمر من حبسه بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذوي الرواية الكثيرة عنه قال أبو جعفر: قد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما روي عنه في ذلك. فأما ما روي عن عمر رضي الله عنه مما كان منه بعده
مما قد حدثنا أبو أمية، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أن عمر رضي الله عنه حبس أبا مسعود، وأبا الدرداء، وأبا ذر [ص:312] حتى أصيب وقال: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "
وهو ما حدثنا موسى بن أبي موسى الأنصاري، حدثنا أبي، عن معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه: أن عمر رضي الله عنه قال لأبي مسعود، وأبي الدرداء، وأبي ذر: " ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ [ص:313] قال: وأحسبه حبسهم، حتى أصيب " فقال قائل: فما وجه هذا الذي رويتموه عن عمر، وهو إمام راشد مهدي، وأنتم تعلمون أنه لا يقف الناس على ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا بما يحدثهم به أصحابه عنه، وفيما كان من عمر ما يقطعهم عن ذلك مما كان منه؟ . فكان جوابنا له في ذلك: أن عمر كان مذهبه حياطة ما يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كان الذين رووه عدولا، إذ كان على الأئمة تأمل ما يشهد به عندهم، ممن قد ثبت عدله عندهم، فكان عمر فيما يحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما لا يحفظه عنه كذلك أيضا، وكذلك فعل [ص:314] بأبي موسى مع عدله عنده، فيما حدث به عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مما لم يكن عنده في الاستئذان مما ذكرناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا، وقد وقف على ذلك منه أبي بن كعب، ومن سواه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين وقفوا على ذلك منه، ولم ينكروه عليه، ولم يخالفوه فيه، فدل ذلك على موافقتهم إياه عليه , ولما كان ذلك كذلك فعل في أمور الذين كان منه في حبسهم مما كان فعله في ذلك لهذا المعنى، لا لأن يقطعهم عن التبليغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس ما قد سمعوه منه، وكذلك كان أبو بكر رضي الله عنه قبله في مثل هذا



تثبيت الإمامة وترتيب الخلافة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 325)
128 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم عن أبيه، وثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن صالح، ثنا إسحاق بن موسى، ثنا معمر بن عيسى، ثنا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الله بن مسعود ولأبي ذر ولأبي الدرداء: «ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» قال: وأحسبه لم يدعهم يخرجون من المدينة حتى مات. وقال مالك: حبس أبا هريرة وأبا ذر وابن مسعود وغيرهم حتى قيل. وقال: «ما هذه الأحاديث التي تحدثونها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»





كتاب اللطائف من علوم المعارف (ص: 248)
محمد بن عمر بن أحمد بن عمر بن محمد الأصبهاني المديني، أبو موسى (المتوفى: 581هـ)
145 - أخبرنا الحسن بن أحمد المقرئ، ثنا عبد الوهاب المعلم، ثنا سليمان بن أحمد الحافظ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر، ح قال سليمان: وثنا موسى بن هارون، ح وأخبرنا أبو علي الحداد وجعفر بن عبد الواحد قالا: أنا أبو طاهر بن عبد الرحيم، ثنا أبو محمد بن حيان أبو الشيخ، ثنا عبدان وأبو صخرة، ومحمد بن محمد قالوا: ثنا إسحاق بن موسى الخطمي، ثنا معن بن عيسى، ثنا مالك، ثنا عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر رضي الله عنه، أنه قال لابن مسعود، ولأبي الدرداء، أو لأبي ذر رضي الله عنهم: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأحسبه قال: إنه لم يدعهم يخرجوا من المدينة حتى تابوا ".
هذا لفظ أحمد وفي رواية أبي الشيخ: عبد الله بن مسعود بدل أبي ذر رضي الله عنهما.
وفي بعض الروايات: أنه حبس أربعة غير مسميين، ولم نكتبه من حديث مالك إلا من رواية إسحاق، عن معن عنه





الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير (1/ 361)
الحسين بن إبراهيم بن الحسين بن جعفر، أبو عبد الله الهمذاني الجورقاني (المتوفى: 543هـ)
باب: في فضائل ابن مسعود، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وأبي مسعود عقبة بن عامر رضي الله عنهم
195 - أخبرنا عبد الملك بن مكي بن بنجير، أخبرنا عبدوس بن عبد الله بن عبدوس، قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الحسين بن فنجويه الثقفي، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين الكسائي، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس العسقلاني، قال: حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: قال عمر بن الخطاب لابن مسعود، وأبي الدرداء، وأبي ذر، وأحسبه: ولعقبة بن عامر الجهني: «ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» , قال: وحبسهم بالمدينة حتى أصيب.
هذا حديث منكر، شبيه بالباطل، وسعد بن إبراهيم لم يسمع من عمر شيئا، ولم يره
196 - أخبرنا محمد بن الحسن بن محمد الصوفي، قال: حدثنا أبومنصور، وعبد الوهاب بن أحمد الثقفي، لفظا، قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الزرجاهي، قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ الجرجاني، بها، قال: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال: حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس الأودي، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود، وإلى أبي الدرداء، وإلى أبي مسعود الأنصاري، فقال: «ما هذا الحديث الذي تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟» , فحبسهم بالمدينة حتى استشهد.
رواه عن إسحاق بن موسى: عبدان الأهوازي، ومحمد بن عبد الرحمن الحارثي، فخالفا فيه أحمد بن شعيب النسائي
197 - أخبرنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الوهاب بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله، قال: حدثنا عبد الله بن عدي، قال: حدثنا عبدان الأهوازي، قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري، أخبرنا معن بن عيسى، قال:حدثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، أن عمر بن الخطاب حبس عبد الله بن مسعود، وأبا الدرداء، وأبا مسعود، فقال: «لا تحدثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»
198 - أخبرنا محمد بن الحسن، قال: حدثنا عبد الوهاب بن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزرجاهي، قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن منصور الحارثي، قال: حدثنا أبو موسى الأنصاري إسحاق بن موسى، قال: حدثنا معن بن عيسى، قال حدثنا مالك، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمر بن الخطاب: «حبس أربعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات»
199 - أخبرنا عبد الملك بن مكي، أخبرنا علي بن محمد بن عبد الحميد، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الرحمن الشيرازي، أخبرنا ذكوان بن عبد الله الهندي أبو كثير بالري، قال: حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد الجعفري، قال: حدثنا أبو أحمد عبد العزيز بن محمد بن المرزبان، قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن إبراهيم البكري، قال: حدثنا أبو مصعب بن أبي بكر الزهري، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده، قال: قال عمر بن الخطاب لأبي ذر، وابن مسعود، ولأبي الدرداء: «ما هذه الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم» ، قال: وأحسبه قال: وحبسهم عنده.
هذا حديث مضطرب الإسناد والمتن.
سمعت 9 محمد بن الحسن، يقول: سمعت أبا منصور عبد الوهاب بن أحمد الثقفي، يقول: سمعت أبا عمرو محمد بن عبد الله، يقول: سمعت أبا أحمد عبد الله بن عدي الحافظ، يقول: سعد بن إبراهيم لم يسمع هذا الحديث من أبيه
في خلاف ذلك:





التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 516)
ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804هـ)
ثم عليهم التبليغ إلى من وراءهم قوما بعد قوم، فالتبليغ فرض كفاية، والإصغاء فرض عين، والوعي والحفظ يترادان (1) على معنى ما يستمع، فإن كان مما يخصه تعين عليه، وإن كان يتعلق به وبغيره، أو بغيره، فالعمل فرض عين والتبليغ فرض كفاية (2).
وذلك عند الحاجة إليه ولا يلزمه أن يقوله ابتداء ولا بعضه، فقد كان قوم يكثرون الحديث فحبسهم عمر حتى مات وهم في سجنه (3).
__________
(1) كذا بالأصل، وفي "عارضة الأحوذي ": يتركبان.
(2) "عارضة الأحوذي" 10/ 125.
(3) هذا الأثر رواه الرامهرمزي في "المحدث الفاصل" ص 553 (745) عن أبي عبد الله بن البري، عن عبد الله بن جعفر بن يحيى بن خالد البرمكي، عن معن بن عيسى، عن مالك بن أنس، عن عبد الله بن إدريس، عن شعبة بن الحجاج، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب حبس بعض أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - فيهم ابن مسعود وأبو الدرداء، فقال: قد أكثرتم الحديث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
قال أبو عبد الله بن البري: يعني منعهم الحديث، ولم يكن لعمر حبس. ورواه أيضا الطبراني في "الأوسط" 3/ 378 (3449) وقال: لم يحدث به إلا إسحاق بن موسى الأنصاري.
وقال الهيثمي في "المجمع" 1/ 149: رواه الطبراني في "الأوسط" وهذا أثر منقطع، وإبراهيم ولد سنة عشرين ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين، وابن مسعود كان بالكوفة، ولا يصح هذا عن عمر.
- ولقد ناقش ابن حزم هذا الخبر ورده حيث قال في "الإحكام في أصول الأحكام" 2/ 139: هذا مرسل ومشكوك فيه ولا يجوز الاحتجاج به، ثم هو في نفسه ظاهر الكذب والتوليد؛ لأنه لا يخلو عمر من أن يكون اتهم الصحابة، وفي هذا ما فيه، أو يكون نهى عن نفس الحديث، وعن تبليغ سنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المسلمين، وألزمهم كتمانها وجحدها وأن لا يذكروها لأحد، فهذا خروج عن الإسلام، وقد أعاذ الله أمير المؤمنين من كل ذلك، ولئن كان سائر الصحابة متهمين بالكذب على النبي - صلى الله عليه وسلم - فما عمر إلا واحد منهم، وهذا قول لا يقوله مسلم أصلا، ولئن كان حبسهم وهم غير متهمين لقد ظلمهم، فليختر المحتج لمذهبه الفاسد بمثل هذه == الروايات الملعونة أي الطريقتين الخبيثتين شاء، ولا بد له من أحدهما .. ثم قال: وقد حدث عمر بحديث كثير، فإنه قد روى خمسمائة حديث ونيفا على قرب موته من موت النبي - صلى الله عليه وسلم -، فهو كثير الرواية، وليس في الصحابة أكثر رواية منه إلا بضعة عشر منهم.




البلاغة العمرية (ص: 105)
محمد سالم الخضر
[153] ومن كلام له - رضي الله عنه -
لحذيفة وابن مسعود وأبي الدرداء وأبي ذر وعقبة بن عامر - رضي الله عنهم -
((ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الآفاق؟)) قالوا: أتتهمنا؟! قال: ((لا، ولكن أقيموا عندي ولا تفارقوني ما عشت، فنحن أعلم بما ناخذ منكم وما نرد عليكم (2)))،
فما فارقوه حتى مات، وما خرج ابن مسعود إلى الكوفة ببيعة عثمان إلا من حبس عمر في هذا السبب (1).
_________
(2) قال الطحاوي في (شرح مشكل الآثار: 15/ 313): (قال قائل: فما وجه هذا الذي رويتموه == عن عمر، وهو إمام راشد مهدي، وأنتم تعلمون أنه لا يقف الناس على ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بما يحدثهم به أصحابه عنه، وفيما كان من عمر ما يقطعهم عن ذلك مما كان منه؟
فكان جوابنا له في ذلك: أن عمر كان مذهبه حياطة ما يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وإن كان الذين رووه عدولا، إذ كان على الأئمة تأمل ما يشهد به عندهم، ممن قد ثبت عدله عندهم، فكان عمر فيما يحدث به عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مما لا يحفظه عنه كذلك أيضا، وكذلك فعل بأبي موسى مع عدله عنده، فيما حدث به عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مما لم يكن عنده في الاستئذان مما ذكرناه فيما تقدم منا في كتابنا هذا، وقد وقف على ذلك منه أبي بن كعب، ومن سواه من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين وقفوا على ذلك منه، ولم ينكروه عليه، ولم يخالفوه فيه، فدل ذلك على موافقتهم إياه عليه، ولما كان ذلك كذلك فعل في أمور الذين كان منه في حبسهم مما كان فعله في ذلك لهذا المعنى، لا لأن يقطعهم عن التبليغ عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس ما قد سمعوه منه، وكذلك كان أبو بكر - رضي الله عنه - قبله في مثل هذا).
(1) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق: 40/ 500 وابن كثير في مسند الفاروق: 2/ 624 وجود إسناده.




المحن (ص: 398)
المؤلف: محمد بن أحمد بن تميم التميمي المغربي الإفريقي، أبو العرب (المتوفى: 333هـ)
ذكر من حبس بالمدينة من الصحابة

قال أبو العرب حدثني محمد بن عبد العزيز الأندلسي قال حدثنا أحمد بن شعيب الشامي قاضي أهل حمص قال أخبرني إسحاق بن موسى بن عبد الله بن يزيد قال أخبرنا معن بن عيسى عن عبد الله بن إدريس الأودي عن شعبة عن سعيد بن إبراهيم عن أبيه قال بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود وإلي أبي الدرداء وأبي ذر فقال ما هذا الحديث الذي تكثرون على رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم حتى استشهد
قال محمد بن أحمد بن تميم إنما فعل ذلك بهم عمر خوفا منه عليهم الزلل إذا أكثروا ولم يكونوا عنده متهمين بأن يقولوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ولكن خوفا عليهم من الغلط والسهو وإنما حبسهم عنده بالمدينة ولم يحبسهم في السجن
وحدثني أبو بكر محمد بن محمد بن الفرج البغدادي قال حدثنا منصور بن أبي مريم مزاحم قال حدثنا إبراهيم بن سعيد عن أبيه قال قال عمر بن الخطاب لأبي ذر وابن مسعود وأبي الدرداء ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم وأحسبه قال وحبسهم عنده








كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها (ص: 338، بترقيم الشاملة آليا)
وما روى عن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (1) قال: والله مامات عمر بن الخطاب حتى بعث إلى أصحاب رسول الله فجمعهم من الآفاق، عبد الله بن حذيفة (2) ،وأبا الدرداء (3) ، وأبا ذر (4) ، وعقبة بن عامر (5)
__________
(1) إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف هو: إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهرى القرشى. روى عن عمر، وعلى، وعمار، وعنه ابناه سعد، وصالح، والزهرى، وقال العجلى: تابعى ثقة مدنى، وذكره ابن حبان فى الثقات، وقيل له رؤية، واختلف فى سماعه، من عمر بن الخطاب فأثبته يعقوب بن شيبة، والواقدى، والطبرى، وغيرهم والظاهر إنه لم يسمع منه، فإنه مات سنة 96، وقيل 95 وعمره 75 سنة فلم يدرك من حياة عمر إلا سنتين أو ثلاث. وهذا ما رجحه الهيثمى فى مجمع الزوائد1/149، قال: إبراهيم ولد سنة عشرين، ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين، وهذا ما رجحه أيضاً أحمد محمد شاكر فى الإحكام لابن حزم 2/266 هامش. وإبراهيم له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص 88 رقم 450، والاستيعاب 1/61 رقم 2، والثقات لابن حبان 4/4، وتاريخ الثقات للعجلى ص 53 رقم 29، وتقريب التهذيب 1/60 رقم206، والكاشف 1/217 رقم 165.
(2) عبد الله بن حذيفة غير معروف، وإنما فى الصحابة عبد الله بن حذافة.
(3) أبو الدرداء هو: عويمر بن عامر بن زيد الأنصارى الخزرجى صحابى جليل له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ 1/24 رقم، واسد الغابة 4/306 رقم 4142، والإصابة 3/45 رقم 6132، والاستيعاب 3/1227 رقم 2006، وتاريخ الصحابة ص 182 رقم 941.
(4) أبو ذر هو: أبو ذر الغفارى جندب بن جنادة صحابى جليل. له ترجمة فى: تذكرة الحفاظ 1/17 رقم7،واسد الغابة6/93رقم5869،والاستيعاب4/1652رقم2944،والإصابة4/63رقم9877
(5) عقبة بن عامر هو: عقبة بن عامر الجهنى صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص72 رقم 378، وتذكرة الحفاظ 1/42 رقم 20، واسد الغابة 4/51 رقم 3711، والاستيعاب 3/1073رقم 1824، وتاريخ الصحابة ص179 رقم 925، والإصابة 2/489 رقم 5617.



كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها (ص: 339، بترقيم الشاملة آليا)
، فقال ما هذه الأحاديث التى أفشيتم عن رسول الله فى الآفاق؟ قالوا: تنهانا؟ قال لا، أقيموا عندى، لا والله لا تفارقوننى ما عشت، فنحن أعلم، نأخذ منكم، ونرد عليكم، فما فارقوه حتى مات (1) . وعنه من رواية أخرى: قال بعث عمر بن الخطاب إلى عبد الله بن مسعود، وأبى الدرداء وأبى مسعود الأنصارى (2) فقال ما هذا الحديث الذى تكثرون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فحبسهم بالمدينة حتى استشهد لفظهم سواء (3)
__________
(1) مختصر تاريخ دمشق لابن منظور 17/101.
(2) أبو مسعود الأنصارى هو: عقبة بن عمرو بن ثعلبة. صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص 55 رقم 270، والاستيعاب 3/ 1074 رقم 1827، واسد الغابة 4/55 رقم 3717، وتاريخ الصحابة ص179 رقم 922، والإصابة 2/490 رقم 5622.
(3) أخرجه الخطيب فى شرف أصحاب الحديث باب ذكر نهى عمر بن الخطاب عن رواية الحديث وبيان وجهه ومعناه ص 159 رقم 174 بلفظه. وأخرجه ابن حزم فى الإحكام فصل (فى فضل الإكثار من الرواية للسنن) 2/266 بنحو رواية الحاكم، وقال ابن حزم هذا مرسل ومشكوك = =فيه من (شعبة) فلا يصح، ولا يجوز الاحتجاج به، ثم هو فى نفسه ظاهر الكذب والتوليد وأخرجه الحاكم فى المستدرك كتاب العلم 1/193 رقمى 374، 375 بنحوه، وفيه أبى ذر بدلاً من أبى مسعود الأنصارى، وقال صحيح على شرط الشيخين، وإنكار عمر أمير المؤمنين على الصحابة كثرة الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه سنة، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبى، وعزاه الحافظ الهيثمى فى مجمع الزوائد 1/149 إلى الطبرانى فى الأوسط بنحوه وقال: قلت هذا أثر منقطع، وإبراهيم ولد سنة عشرين ولم يدرك من حياة عمر إلا ثلاث سنين وابن مسعود كان بالكوفة ولا يصح هذا عن عمر. وذكره الحافظ الذهبى فى التذكرة 1/7 بنحوه وليس فيه (فحبسهم بالمدينة) ولا (ثم أطلقهم عثمان) التى عزاها أبو رية فى الأضواء ص 54 إلى الذهبى فى التذكرة، وإنما ذكرها بلا سند، أبو بكر بن العربى فى العواصم من القواصم ص 87، والأثر منقطع كما قال الهيثمى، وابن حزم. والله أعلم.




كتابات أعداء الإسلام ومناقشتها (ص: 340، بترقيم الشاملة آليا)
وروى عن السائب بن يزيد (1) قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول لأبى هريرة: لتتركن الحديث عن الأول، أو لألحقنك بأرض دوس، وقال لكعب الأحبار (2) : لتتركن الحديث عن الأول أو لألحقنك بأرض القردة" (3) ، وعنه من طريق آخر قال: أرسلنى عثمان بن عفان إلى أبى هريرة فقال: قل له يقول لك أمير المؤمنين: ما هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ... بنحو الرواية السابقة (4) .
__________
(1) السائب بن يزيد: صحابى جليل له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص 36 رقم 141، وتاريخ الصحابة ص123 رقم 575، والاستيعاب 2/576 رقم 902، واسد الغابة 4/380 رقم 4291، والإصابة 2/12 رقم 3084.
(2) كعب الأحبار هو: ابن ماتع الحميرى، أبو إسحاق، المعروف بكعب الأحبار، كان من أهل اليمن، فسكن الشام، قال ابن حجر ثقة مخضرم، وقال الذهبى فى السير: "وكان حسن الإسلام متين الديانة من نبلاء العلماء، وذكره ابن حبان فى الثقات، وقال محمد عوامه فى تحقيقه للكاشف "ولا مجال للمنابر السياسية لتخطب هنا، وتكثر الكلام والتجريح فيه نعم انظر: "مقالات الكوثرى ص32،وانظر معه فتح البارى6/353، 13/334، 335. له ترجمة فى: مشاهير علماء الأمصار ص145 رقم 911،والثقات لابن حبان5/333، وتقريب التهذيب 2/43 رقم5666، والكاشف 2/148 رقم 4662، وسير أعلام النبلاء 3/489 - 494 رقم 333.
(3) البداية والنهاية 8/110.
(4) أخرجه الخطيب فى المحدث الفاصل باب، من كره كثرة الرواية ص 554 رقم 746.








إكمال المعلم بفوائد مسلم (1/ 113)
وترخَّص (3) من ترخَّص فى الرواية بذكره العمد فى حديث أبى هريرة وأنس والمغيرة بن شعبة، وكرهوا الإكثار توقياً وحذراً من الوقوع فى ذلك بغير قصد، وإن كان الخطأ والنسيان مما لا تُؤاخذ به هذه الأمة، لكن لشدة الأمر، وأنه ليس كغيره من الكذب كما قال- عليه السلام، وتحرّزاً أن يكون فى الإكثار ضرْبٌ من التفريط، والتكلف، وقلة التوقى، فيشبه العمد والقصد، ويقع فى حمى النهى فلا (4) يُعذَر بالوهم، ولهذا ذمَّ الأئمةُ الإكثار ونَهوا عنه (5)، وقل ما سلم مكثر من الطعن عليه مع ما فيه من التغرير بمن لا يميز الصحيح من السقيم، كما أشار إليه مسلم- رحمه الله- قبل هذا، مما يبين ما قلناه.
قال الطحاوى: واختلاف هذه الأحاديث بزيادة لفظة الكذب أو نقصها لا يوجب اختلافاً (6) فى معناها، وإنما هو على التأكيد كما يقال: رأيتُ ذلك بعينى وسمعتهُ بأذنى (7).
__________
(5) من ذلك قول السيدة عائشة لأبى هريرة- رضى الله عنهما-: " أكثرت يا أبا هريرة " الإصابة. ونسبه لابن سعد وجوَّد إسناده، الحاكم فى المستدرك 3/ 509، وقول ابن عمر لسائله: " هل تنكر مما يحدث أبو هريرة شيئاً " فقال: " لا، ولكنه اجترأ وجبنا " الحاكم فى المستدرك 3/ 510. وقول رُفيع أبى العالية فيما ذكره الرامهرمزى فى المحدث الفاصل: " إذا حدثت عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فازدهر " أى احتفظ به واجعله من بالك، وحافظ على لفظه، ولا تتشاغل عنه 585. وأخرج الحاكم من طريق مالك عن سعد ابن إبراهيم عن أبيه أنَّ عمر بن الخطاب حبس جماعةً مِنْهم أبو هريرة وقال: " أقِلوا الروايةَ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "، وكانوا فى حبسه إلى أن مات. المستدرك، ك العلم 1/ 110، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبى، كما أخرجه الخطيب فى شرف أهل الحديث 87، والخليلى فى الإرشاد 1/ 214، والقاضى فى الإلماع 217 بلفظ: أن عمر بن الخطاب قال لابن مسعود ولأبى الدرداء ولأبى ذر: " ما هذا الحديثُ عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " وأحسبُه حبَسَهُم حتى أصيب. قال القاضى: " يعنى حبَسهم منعهم الحديث، ولم يكن لعمر حبس ".

















أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 128)
369- حدثنا يوسف بن موسى وأبو موسى إسحاق الفروي «3» قالا حدثنا جرير بن عبد الحميد حدثنا إسماعيل والأعمش عن الحسن قال، [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه «4» ، فتركوا أمره فلم يفلحوا ولم ينجحوا] .
370- حدثني خلف بن هشام البزار حدثنا أبو عوانة عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: معاوية في تابوت مقفل عليه في جهنم] .
371- حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل وأبو صالح الفراء الأنطاكي قالا حدثنا حجاج بن محمد حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من الأنصار أراد قتل معاوية، فقلنا له: لا تسل السيف في عهد عمر حتى تكتب إليه، قال: [أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا رأيتم معاوية يخطب على الأعواد فاقتلوه،] قال: ونحن قد سمعناه «1» ولكن لا نفعل حتى نكتب إلى عمر، فكتبوا إليه فلم يأتهم جواب الكتاب حتى مات.



أنساب الأشراف للبلاذري (5/ 130)
378- وحدثني إبراهيم بن العلاف البصري قال، سمعت سلاما أبا المنذر يقول، قال عاصم بن بهدلة حدثني زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود قال، [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا رأيتم معاوية بن أبي سفيان يخطب على المنبر فاضربوا عنقه] .
379- وروى الحكم «1» بن ظهير عن عاصم عن زر عن عبد الله بن مسعود بمثله.