بسم الله الرحمن الرحیم

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف

النهي عن التوقيت

هم فاطمة و

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف

النهي عن التوقيت






الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 368
بسم الله الرحمن الرحيم*.
باب كراهية التوقيت‏
1- علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر ع يقول يا ثابت إن الله تبارك و تعالى قد كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما أن قتل الحسين صلوات الله عليه اشتد غضب الله تعالى على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر «1» و لم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله ع فقال قد كان كذلك.
2- محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظر متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون و هلك المستعجلون و نجا المسلمون.
3- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سألته عن القائم ع فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت.
1- أحمد بإسناده قال: قال أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين.
5- الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال: قلت لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون إن موسى ع لما خرج وافدا إلى‏ ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم الحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا صدق الله و إذا حدثناكم الحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين «1».
6- محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن ع الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة:" قال و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن قال فقال له علي إن الذي قيل لنا و لكم كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
7- الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال: ذكرنا عنده ملوك آل فلان فقال إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر إن الله لا يعجل لعجلة العباد إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا.



كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 483
3- حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال سمعت أبا علي محمد بن همام يقول سمعت محمد بن عثمان العمري قدس الله روحه يقول خرج توقيع بخط أعرفه من سماني في مجمع من الناس باسمي فعليه لعنة الله قال أبو علي محمد بن همام و كتبت أسأله عن الفرج متى يكون فخرج إلي كذب الوقاتون.




كفاية الأثر في النص على الأئمة الإثني عشر 277
و أما متى فإخبار عن الوقت و قد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه ع أن النبي ص قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك قال مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو الله عز و جل ثقلت في السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة.



عيون أخبار الرضا عليه السلام ج‏2/266
و أما متى فإخبار عن الوقت و لقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه عن علي ع أن النبي ص قيل له يا رسول الله ص متى يخرج القائم من ذريتك فقال مثله مثل الساعة لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة.



كمال الدين و تمام النعمة ج‏2/ 373
و أما متى فإخبار عن الوقت فقد حدثني أبي عن أبيه عن آبائه ع أن النبي ص قيل له يا رسول الله متى يخرج القائم من ذريتك فقال ع مثله مثل الساعة التي لا يجليها لوقتها إلا هو ثقلت في السماوات و الأرض لا تأتيكم إلا بغتة.





الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 288
باب 16 ما جاء في المنع عن التوقيت و التسمية لصاحب الأمر ع‏
1- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا علي بن الحسن قال حدثنا الحسن بن علي بن يوسف و محمد بن علي عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: قلت له ما لهذا الأمر أمد ينتهى إليه و يريح أبداننا «2» قال بلى و لكنكم أذعتم فأخره الله.
2- أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس قال حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن محمد بن يحيى الخثعمي قال حدثني الضريس عن أبي خالد الكابلي قال: لما مضى علي بن الحسين ع دخلت على محمد بن علي الباقر ع فقلت له جعلت فداك قد عرفت انقطاعي إلى أبيك و أنسي به و وحشتي من الناس قال صدقت يا أبا خالد فتريد ما ذا قلت جعلت فداك لقد وصف لي أبوك صاحب هذا الأمر بصفة لو رأيته في بعض الطريق لأخذت بيده قال فتريد ما ذا يا أبا خالد قلت أريد أن تسميه لي حتى أعرفه باسمه فقال سألتني و الله يا أبا خالد عن سؤال مجهد و لقد سألتني عن أمر ما كنت محدثا به أحدا و لو كنت محدثا به أحدا لحدثتك و لقد
__________________________________________________
(1). المعالجة في اللغة: المزاولة و الممارسة. و المراد مصاحبة الاغلال في النار.
(2). كذا، و في غيبة الشيخ «أ لهذا الامر أمد ينتهى إليه، نريح إليه أبداننا و ننتهى إليه».



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 289
سألتني عن أمر لو أن بني فاطمة عرفوه حرصوا على أن يقطعوه بضعة بضعة «1».
3- أخبرنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى العباسي «2» عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن عبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع يا محمد من أخبرك عنا توقيتا فلا تهابن أن تكذبه فإنا لا نوقت لأحد وقتا.
4- أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي بنهاوند سنة ثلاث و سبعين و مائتين قال حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري في شهر رمضان سنة تسع و عشرين و مائتين قال حدثنا عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ع أنه قال: أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين.
5- حدثنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى العلوي عن محمد بن أحمد القلانسي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن أبي بكر الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إنا لا نوقت هذا الأمر.
6- أخبرنا علي بن الحسين قال حدثنا محمد بن يحيى العطار قال حدثنا محمد بن حسان الرازي قال حدثنا محمد بن علي الكوفي قال حدثنا عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: قلت له جعلت فداك متى خروج القائم ع فقال يا أبا محمد إنا أهل بيت لا نوقت و قد
__________________________________________________
(1). في قوله «حرصوا على أن يقطعوه- الخ» قدح عظيم لهم، و الخبر يدل على أنه عليه السلام علم من عند الله تعالى أن الناس لا ينتظرون دولة القائم عليه السلام بل أكثرهم يبغضون شخصه فضلا عن دولته و سلطانه حتى أن في بنى فاطمة عليها السلام جماعة لو عرفوه باسمه وصفته و خصوصياته لقتلوه اربا اربا لو وجدوه. فلذا قال: يا أبا خالد سألتني عن سؤال مجهد يعنى سؤال أوقعنى في المشقة و التعب، و الظاهر أن الكابلى سأل عن خصوصيات أخر له عليه السلام غير ما عرفه من طريق آبائه عليهم السلام من وقت ميلاده و زمان ظهوره و خروجه و قيامه.
(2). تقدم الكلام فيه آنفا.



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 290
قال محمد ص كذب الوقاتون يا أبا محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولاهن النداء في شهر رمضان و خروج السفياني و خروج الخراساني و قتل النفس الزكية و خسف بالبيداء «1» ثم قال يا أبا محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان الطاعون الأبيض و الطاعون الأحمر قلت جعلت فداك و أي شي‏ء هما فقال أما الطاعون الأبيض فالموت الجارف «2» و أما الطاعون الأحمر فالسيف و لا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث و عشرين في شهر رمضان ليلة جمعة قلت بم ينادى قال باسمه و اسم أبيه ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له و أطيعوه فلا يبقى شي‏ء خلق الله فيه الروح إلا يسمع الصيحة فتوقظ النائم و يخرج إلى صحن داره و تخرج العذراء من خدرها و يخرج القائم مما يسمع و هي صيحة جبرئيل ع.
7- أخبرنا علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن عبد الرحمن بن القاسم «3» قال حدثني محمد بن عمرو بن يونس الحنفي «4» قال حدثني إبراهيم بن هراسة قال حدثنا علي بن الحزور «5» عن محمد بن بشر قال سمعت محمد ابن الحنفية

__________________________________________________
(1). في بعض النسخ «و ذهاب ملك بني العباس» مكان «خسف بالبيداء».
(2). الموت الجارف أي العام كما في اللغة، و قرأ العلامة المجلسي (ره) الكلمة «الجاذف» و قال: معناه الموت السريع. لكن النسخ متفقة على «الجارف» و هي أنسب بالمقام.
(3). كذا في النسخ و في البحار أيضا و لم أجد- الى الآن- بهذا العنوان في هذه الطبقة أحدا، و عبد الرحمن بن القاسم بن خالد العتقى أبو عبد الله البصرى هو صاحب مالك و الاتحاد غير معلوم مع اختلاف الطبقة.
(4). محمد بن عمر بن يونس أو «ابن عمر و بن يونس» لم أجده، و في بعض النسخ «بن يوسف» مكان «بن يونس».
(5). على بن الحزور هو الذي يقول بامامة محمد بن الحنفية- رضي الله عنه- و هو من-



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 291
رضي الله عنه يقول إن قبل راياتنا راية لآل جعفر و أخرى لآل مرداس فأما راية آل جعفر فليست بشي‏ء و لا إلى شي‏ء فغضبت و كنت أقرب الناس إليه فقلت جعلت فداك إن قبل راياتكم رايات قال إي و الله إن لبني مرداس «1» ملكا موطدا لا يعرفون في سلطانهم شيئا من الخير سلطانهم عسر ليس فيه يسر يدنون فيه البعيد و يقصون فيه القريب حتى إذا أمنوا مكر الله و عقابه «2» صيح بهم صيحة لم يبق لهم راع يجمعهم و لا داع يسمعهم و لا جماعة «3» يجتمعون إليها و قد ضربهم الله‏
__________________________________________________
- رواة العامة عنونه ابن حجر في التقريب و التهذيب، و الكشي في رجاله. و في بعض النسخ «على بن الجارود» و هو تصحيف، نعم روى الشيخ (ره) بعض هذا الخبر بإسناده عن محمد ابن سنان، عن أبي الجارود، عن محمد بن بشر الهمداني. و أبو الجارود اسمه زياد بن المنذر.
(1). قال العلامة المجلسي (ره) بنو مرداس كناية عن بني العباس اذ كان في الصحابة رجل يقال له «عباس بن مرداس» انتهى. و أقول: هو عباس بن مرداس بن أبي عامر بن حارثة يكنى أبا الهيثم، أسلم قبل فتح مكة بيسير، و شهد فتح مكة و هو من المؤلفة قلوبهم، ذكره ابن سعد في الطبقات في طبقة الخندفيين. و اشتهر أمره من يوم أعطى رسول الله صلى الله عليه و آله عيينة بن حصن و الاقرع بن حابس في حنين أكثر مما أعطاه من الغنائم فقال خطابا للنبى (ص):
أ تجعل نهبى و نهب الع بيد بين عيينة و الاقرع‏
فما كان حصن و لا حابس يفوقان مرداس في مجمع‏
و ما كنت دون امرئ منهما و من تضع اليوم لا يرفع‏
الى آخر الاشعار، فقال رسول الله صلى الله عليه و آله: «اذهبوا فاقطعوا عنى لسانه» فأعطوه من غنائم حنين حتى يرضى، و كان شاعرا محسنا و شجاعا مشهورا. و كان ممن حرم الخمر في الجاهلية فانه قيل له: ألا تأخذ من الشراب فانه يزيد في قوتك و جرأتك، قال: لا أصبح سيد قومي و أمسى سفيهها، لا و الله لا يدخل جوفى شي‏ء يحول بينى و بين عقلي أبدا.
(2). زاد في بعض النسخ «و اطمأنوا أن ملكهم لا يزول» و كأن الزيادة توضيح لبعض الكتاب كتبها فوق السطر أو في الهامش بيانا لقوله «أمنوا مكر الله و عقابه» فخلطت حين الاستنساخ بالمتن.
(3). في نسخة «ليس لهم مناد يسمعهم و لا جماعة».



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 292
مثلا في كتابه «1»- حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا الآية «2» ثم حلف محمد ابن الحنفية بالله إن هذه الآية نزلت فيهم فقلت جعلت فداك لقد حدثتني عن هؤلاء بأمر عظيم فمتى يهلكون فقال ويحك يا محمد إن الله خالف علمه وقت الموقتين إن موسى ع وعد قومه ثلاثين يوما و كان في علم الله عز و جل زيادة عشرة أيام لم يخبر بها موسى فكفر قومه و اتخذوا العجل من بعده لما جاز عنهم الوقت و إن يونس وعد قومه العذاب و كان في علم الله أن يعفو عنهم و كان من أمره ما قد علمت و لكن إذا رأيت الحاجة قد ظهرت و قال الرجل بت الليلة بغير عشاء و حتى يلقاك الرجل بوجه ثم يلقاك بوجه آخر قلت هذه الحاجة قد عرفتها فما الأخرى و أي شي‏ء هي قال يلقاك بوجه طلق فإذا جئت تستقرضه قرضا لقيك بغير ذلك الوجه فعند ذلك تقع الصيحة من قريب.
8- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس بن رمانة الأشعري و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسين بن عبد الملك و محمد بن أحمد بن الحسن القطواني قالوا جميعا حدثنا الحسن بن محبوب الزراد عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد كان لهذا الأمر وقت «3» و كان في سنة أربعين و مائة «4» فحدثتم به و أذعتموه فأخره الله عز و جل.
9- أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بهذا الإسناد عن الحسن بن محبوب عن‏
__________________________________________________
(1). في بعض النسخ «و قد ضرب الله مثلهم في كتابه».
(2). يونس: 24.
(3). «لهذا الامر» أي للفرج و هو يوم رجوع الحق الى أهله. و قوله «وقت» أي وقت معين معلوم عندنا.
(4). و هو زمان امامته عليه السلام فان أباه (ع) توفي سنة 114، و توفى هو (ع) سنة 148، و سيأتي بيان الخبر عن العلامة المجلسي (ره).



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 293
إسحاق بن عمار قال قال لي أبو عبد الله ع يا أبا إسحاق إن هذا الأمر قد أخر مرتين «1».
10- حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل بن زياد و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال سمعت أبا جعفر الباقر ع يقول يا ثابت إن الله تعالى قد كان وقت هذا الأمر في سنة السبعين «2» فلما قتل الحسين ع اشتد غضب الله «3» فأخره إلى أربعين و مائة فحدثناكم بذلك فأذعتم و كشفتم قناع الستر فلم يجعل الله لهذا الأمر بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة فحدثت بذلك أبا عبد الله الصادق ع فقال قد كان ذلك «4».
__________________________________________________
(1). يأتي بيان المرتين في الحديث الآتي.
(2). كذا، و في رواية التي رواها الشيخ في الغيبة عن أبي حمزة عن أبي جعفر (ع) «ان الله تعالى كان وقت هذا الامر الى السبعين» و لا يخفى اختلاف المفهومين، فان المبدأ في أحدهما غير معلوم، و عندي أن كلمة «سنة» فى هذا الحديث و الذي تقدم تحت رقم 8 من زيادات النساخ كما أنها ليست في الكافي مع أنه يروى الخبر عن الكليني (ره).
(3). كذا، و زاد هنا في الكافي «تعالى على أهل الأرض».
(4). قال العلامة المجلسي (ره): «قيل: السبعون إشارة الى خروج الحسين (ع) و المائة و الأربعون الى خروج الرضا عليه السلام- ثم قال- أقول: هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة، اذ كانت شهادة الحسين عليه السلام في أول سنة احدى و ستين، و خروج الرضا عليه السلام في سنة مائتين من الهجرة. و الذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التاريخ من البعثة، و كان ابتداء إرادة الحسين عليه السلام للخروج و مباديه قبل فوت معاوية بسنتين فان أهل الكوفة- خذلهم الله- كانوا يراسلونه في تلك الايام، و كان عليه السلام على الناس في المواسم، و يكون الثاني إشارة الى خروج زيد بن علي فانه كان في سنة اثنتين و عشرين و مائة من الهجرة فإذا انضم ما بين البعثة و الهجرة إليها يقرب مما في الخبر، أو الى انقراض دولة بني أمية أو ضعفهم و استيلاء أبى مسلم على خراسان، و قد كتب الى الصادق عليه السلام كتبا-



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 294
11- و أخبرنا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن سلمة بن الخطاب عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير قال: كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه مهزم فقال له جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي ننتظره متى هو فقال يا مهزم كذب الوقاتون و هلك المستعجلون و نجا المسلمون.
12- أخبرنا محمد بن يعقوب عن عدة من شيوخه عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال: سألته عن القائم ع فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت ثم قال أبى الله إلا أن يخلف وقت الموقتين.
13- أخبرنا محمد بن يعقوب عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع قال: قلت له لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون إن موسى ع لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله على الثلاثين عشرا قال قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا فإذا حدثناكم بحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا صدق الله و إذا حدثناكم‏
__________________________________________________
- يدعوه الى الخروج، و لم يقبل عليه السلام لمصالح، و قد كان خروج أبى مسلم في سنة ثمان و عشرين و مائة، فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة. و على تقدير كون التاريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فانه كان قتله سنة سبع و ستين، و الثاني لظهور أمر الصادق عليه السلام في هذا الزمان و انتشار شيعته في الآفاق، مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء الى هذه التكلفات» ا ه. أقول: هذا البيان مبنى على معلومية مبدإ التاريخ في الخبر و ليس بمعلوم- على ما عرفت من زيادة لفظة «سنة» من النساخ حيث لا تكون في أصله الكافي، و يحتمل أن يكون المبدأ يوم غيبته عليه السلام كما احتمله بعض الأكابر، و المعنى أن الله سبحانه و تعالى قرره أولا بشرط أن لا يقتل الحسين عليه السلام بعد السبعين من الغيبة المهدوية عليه السلام فبعد أن قتل (ع) أخره الى المائة و الأربعين بشرط عدم الإذاعة لسرهم، فقال عليه السلام بعد أن أذعتم السر و كشفتم قناع الستر، ستر عنا علمه، أو لم يأذن لنا في الاخبار به.



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 295
بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين «1».
14- و أخبرنا محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري «2» عن الحسن بن علي بن يقطين عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال: قال لي أبو الحسن موسى بن جعفر ع يا علي الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة «3» قال «4» و قال يقطين لابنه علي بن يقطين ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن يعني أمر بني العباس «5» فقال له علي إن الذي قيل لكم و لنا كان من مخرج واحد غير أن أمركم حضر وقته فأعطيتم محضه فكان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني «6» فلو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلا
__________________________________________________
(1). انما يجى‏ء على خلاف ما حدثوا به لاطلاعهم عليه في كتاب المحو و الاثبات قبل اثبات المحو و محو الاثبات، و انما يؤجرون مرتين لايمانهم بصدقهم أولا و ثباتهم عليه بعد ظهور خلاف ما أخبروا به ثانيا. (الوافي).
(2). هو أحمد بن محمد بن سيار أبو عبد الله الكاتب، كان من كتاب آل طاهر في زمن أبى محمد عليه السلام و يعرف بالسيارى و كان ضعيفا فاسد المذهب، مجفو الرواية كثير المراسيل كما في فهرست الشيخ، و رجال النجاشي.
(3). «تربى بالامانى» على بناء المفعول من باب التفعيل من التربية، أي تصلح أحوالهم و تثبت قلوبهم على الحق بالامانى بأن يقال لهم: الفرج ما أقربه و ما أعجله، فان كل ما هو آت فهو قريب، كما قال تعالى: «اقتربت الساعة» و الامانى جمع الامنية و هو رجاء المحبوب أو الوعد به. (المرآة) و قوله «منذ مائتي سنة» أي منذ القرنين فلا إشكال بان يكون زمانه عليه السلام كان أنقص من المائتين بكثير لان قواعد أهل الحساب اتمام الكسور اذا كانت أزيد من النصف و اسقاطها إذا كانت أقل منه.
(4). يعني قال السيارى، أو الحسين بن علي بن يقطين.
(5). قوله «يعنى» من كلام المؤلف و ليس في الكافي.
(6). كان يقطين من شيعة بني العباس، و ابنه على كان من شيعة أهل البيت عليهم السلام، و حاصل كلام يقطين ان أئمتكم قالوا في خلافة بني العباس و أخبروا عن كونها قبل كونها-



الغيبة( للنعماني)، النص، ص: 296
إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجع عامة الناس عن الإيمان إلى الإسلام «1» و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
15- أخبرنا محمد بن يعقوب قال حدثني الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال: ذكرنا عنده ملوك آل فلان «2» فقال إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر «3» إن الله لا يعجل لعجلة العباد إن لهذا الأمر «4» غاية ينتهى إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا.
باب 17 ما جاء فيما يلقى القائم ع و يستق





تفسير العياشي، ج‏2، ص: 3
إحدى و ستون و مائة يوم عاشوراء دخل المسودة «1» الكوفة و ذهب ملكهم «2».
3 خيثمة الجعفي عن أبي لبيد المخزومي قال: قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر، يقتل بعد الثامن منهم أربعة فتصيب أحدهم الذبحة «3» فتذبحه، هم فئة قصيرة أعمارهم، قليلة مدتهم، خبيثة سيرتهم «4» منهم الفوبسق الملقب بالهادي، و الناطق و الغاوي، يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما، إن الله تبارك و تعالى أنزل «الم ذلك الكتاب، فقام محمد ع حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد، و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين، ثم قال:
و تبيانه في كتاب الله [في‏] الحروف المقطعة- إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي أيام [الأيام‏] إلا و قائم من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون، و الصاد تسعون، فذلك مائة و إحدى و ستون، ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند «المص»، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه «5».
__________________________________________________
(1)- المسودة بكسر الواو أي لابسي سواد و المراد أصحاب الدعوة العباسية لأنهم كانوا يلبسون ثيابا سوداء.
(2)- البرهان ج 2: 3. البحار ج 19: 92. الصافي ج 1: 563 و نقله الصدوق (ره) في معاني الأخبار لكن في أكثر نسخه ثلاثين بدل ستين في المواضع الثلاثة و لعله الأصح كما سيظهر و سيأتي شرحه في ذيل الحديث الآتي.
(3)- الذبحة- كهمزة-: وجع في الحلق من الدم، و قيل: قرحة تظهر فيه فتنسد معها و ينقطع النفس و يسمى بالخناق.
(4)- كذا في النسخ و استظهر في هامش نسخة العلامة المحدث النوري (ره) أن الأصل «سريرتهم».
(5)- البحار ج 19: 94. البرهان ج 2: 3. الصافي ج 1: 57. ثم إنه قد اختلفت كلمات القوم في فواتح السور و تلك الحروف المقطعة و كثرت الأقوال و ربما تبلغ إلى ثلاثين قولا ذكر جلها الرازي في تفسيره عند تفسير قوله تعالى «الم ذلك الكتاب اه» في سورة البقرة فراجع و لعل أقربها إلى الصواب كما يستفاد من هذه الأخبار و يؤيده آيات الكتاب ما ذهب إليه جمع من محققي علماء الإمامية و بعض المفسرين من العامة و هو أن هذه الحروف هي أسرار بين الله و رسوله و رموز لم يقصد بها إفهام غيره و غير الراسخين في العلم من ذريته كما قال تعالى «و أخر متشابهات» إلى قوله «و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم» و هذين الخبرين و غيرهما أيضا يدلان على أنها من جملة الرموز المفتقرة إلى البيان و قد روي عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: لكل كتاب صفوة و صفوة هذا الكتاب حروف التهجي.
ثم لا يخفى أن هذين الخبرين من معضلات الأخبار و مخيبات الأسرار و نحن نذكر بعض ما قيل في شرحهما على ما هو المناسب لوضع هذه التعليقة فنقول: قال العلامة المجلسي (ره): بعد نقلهما عن كتاب معاني الأخبار في شرح الحديث الأول ما لفظه: هذا الخبر لا يستقيم إذا حمل على مدة ملكهم لأنه كان ألف شهر و لا على تاريخ الهجرة مع ابتنائه عليه لتأخر حدوث هذا التاريخ عن زمن الرسول و لا على تاريخ عام الفيل لأنه يزيد على أحد و ستين و مائة مع أن أكثر نسخ الكتاب (يعني كتاب معاني الأخبار) أحد و ثلاثون و مائة و هو لا يوافق عدد الحروف ثم قال (ره): و قد أشكل علي حل هذا الخبر زمانا حتى عثرت على اختلاف ترتيب الأباجد في كتاب عيون الحساب فوجدت فيه أن ترتيب الأبجد في القديم الذي ينسب إلى المغاربة هكذا: أبجد، هوز، حطي، كلمن، صعفض، قرست، ثخذ، ظغش، فالصاد المهملة عندهم ستون و الضاد المعجمة تسعون و السين المهملة ثلاثمائة و الظاء المعجمة ثمانمائة و الغين المعجمة تسعمائة و الشين المعجمة ألف فحينئذ يستقيم ما في أكثر النسخ من عدد المجموع و لعل الاشتباه في قوله و الصاد تسعون من النساخ لظنهم أنه مبني على المشهور و حينئذ يستقيم إذا بني على البعثة أو نزول الآية كما لا يخفى على المتأمل «انتهى» و قال في شرح الحديث الثاني: الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الأخبار هو أنه ع بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق و جماعة من أهل الباطل فاستخرج (ع) ولادة النبي (ص) من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها و بيناتها كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات كأن يعد ألف لام ميم تسعة و لا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور فإنك إذا عددتها كذلك تصير مائة و ثلاثة أحرف و هذا يوافق تاريخ ولادة النبي (ص) لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم (ع) مائة سنة و ثلاث سنين و إليه أشار بقوله (ع) «و تبيانه» أي تبيان تاريخ ولادته (ص) ثم بين أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها «ف الم» التي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول إذ أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت دولة عبد المطلب فهو مبدأ التاريخ و من ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول و بعثته كان قريبا من أحد و سبعين الذي هو عدد «الم» فالم ذلك- إشارة إلى ذلك و بعد ذلك نظم القرآن «الم» الذي في آل عمران فهو إشارة إلى خروج الحسين (ع) إذا كان خروجه في أواخر سنة ستين من البعثة.
ثم بعد ذلك في نظم القرآن «المص» فقد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها لكن يشكل هذا من حيث إن ظهور دولتهم و ابتداء بيعتهم كان في سنة اثنين و ثلاثين و مائة و قد مضى من البعثة حينئذ مائة و خمس و أربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر ثم قال (ره):
و يمكن التفصي عن هذا الإشكال بوجوه:
الأول: أن يكون مبدأ هذا التاريخ غير مبدأ «الم» بأن يكون مبدأ ولادة النبي (ص) مثلا فإن بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة و ظهور بعض أمرهم في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان و مائة من ولادته (ص) إلى ذلك الزمان كان مائة و إحدى و ستين سنة.
الثاني: أن يكون المراد بقيام قائم ولد عباس استقرار دولتهم و تمكنهم و ذلك كان في أواخر زمن المنصور و هو يوافق هذا التاريخ من البعثة:
الثالث: أن يكون هذا الحساب مبنيا على ما في شرح الحديث السابق من كون الصاد في ذلك الحساب ستين فيكون مائة و إحدى و ثلاثين فيوافق تاريخه تاريخ «الم» إذ في سنة مائة و سبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان. ثم قال (ره) و يحتمل أن يكون مبدأ هذا التاريخ نزول الآية و هي و إن كانت مكية كما هو المشهور فيحتمل أن يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة فيقرب من بيعتهم الظاهر و إن كانت مدنية فيمكن أن يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت ثم قال (ره) في شرح قوله (ع): فلما بلغت مدته أي كملت المدة المتعلقة بخروج الحسين ع فإن ما بين شهادته صلوات الله عليه إلى خروج بني العباس كان من توابع خروجه و قد انتقم الله له من بني أمية في تلك المدة إلى أن استأصلهم ثم قال (ره):
و قوله: و يقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا يحتمل وجوها:
الأول: أن يكون من الأخبار المشروطة البدائية و لم يتحقق لعدم تحقق شرطه كما يدل عليه بعض أخبار هذا الباب.
الثاني: أن يكون تصحيف «المر» و يكون مبدأ التاريخ ظهور أمر النبي ص قريبا من البعثة كألف لام ميم و يكون المراد بقيام القائم قيامه بالإمامة تورية فإن إمامته كانت في سنة ستين و مائتين فإذا أضيف إليها أحد عشر من البعثة يوافق ذلك.
الثالث: أن يكون المراد جميع أعداد كل «الر» يكون في القرآن و هي خمس مجموعها ألف و مائة و خمسة و خمسون ثم ذكر وجهين آخرين و استبعدهما تركناهما حذرا من الإطالة و الإطناب و هذا آخر ما نقلناه من كلامه (ره).
و قال تلميذ المحدث المحقق المولى أبو الحسن بن محمد طاهر العاملي (ره) بعد نقل كلامه (ره): و لقد أجاد في إفادة المراد بما لا يتطرق إليه المزاد إلا أن فيه بعض ما ينبغي ذكره فاعلم أن قوله (ع) في حديث المخزومي إن ولادة النبي كانت في سنة مائة و ثلاث من الألف السابع موافق بحسب الواقع لما ضبطه أكثر أهل الزيجات و التواريخ المضبوطة و إن كان بحسب الظاهر موهما للمخالفة فإن الذي ضبطه الأكثر أن عمر آدم كان ألف سنة إلا سبعين كما يظهر من كثير من أخبارنا أيضا و إن من وفاة آدم إلى الطوفان كان ألفا و ثلاثمائة سنة و كسرا، و من الطوفان إلى مولد إبراهيم (ع) كان ألفا و ثمانين و كسرا و من مولد إبراهيم عليه السلام إلى وفاة موسى (ع) كان خمسمائة سنة و كسرا و من وفاة موسى (ع) إلى مبدإ ملك بخت‏نصر كان تسعمائة سنة و كسرا و قيل سبعمائة و كسرا و إن بين ملك بخت نصر و مولد النبي (ص) كان ألفا سنة و عشر سنين ما سوى الكسورات المذكورة، فبين في الحديث أنها ثلاث و تسعون سنة و كذا لو بني على قول من قال بأن ما بين وفاة موسى و ملك بخت‏نصر كان سبعمائة و كسرا يمكن تصحيح الحساب بأنه يكون مجموع ما بين خلق آدم إلى ولادة النبي (ص) على هذا الحساب خمسة آلاف سنة و ثمانمائة و كسرا كما صرح به بعضهم أيضا بأن هذا كله على حساب السنين الشمسية فيكون بالقمرية المضبوط بالشهور العربية ستة آلاف سنة و كسرا.
ففي الحديث المذكور أيضا صرح (ع) بأن ذلك الكسر مائة و ثلاث سنين مع قطع النظر عن الشمسية و القمرية نقول أيضا إذا كان على هذا الحساب عدد الألوف خمسة و المائة المعلومة ثمانية بقيت الكسور التي بين هذه التواريخ غير معلومة فربما يكون جميعها ثلاثمائة و ثلاث سنين كما أخبر الإمام (ع) و يؤيده تصريح بعض المورخين بأن من هبوط آدم إلى مولد النبي (ص) ستة آلاف سنة و مائة و ثلاث و ستون سنة فافهم.
و اعلم أيضا أن مراد شيخنا (ره) بقوله في تطبيق الم الله على خروج الحسين (ع) و إنما كان شيوع أمره يعني أمر النبي (ص) بعد سنتين من البعثة دفع ما يرد على ذلك من أن ما بين مبدإ البعثة إلى خروج الحسين (ع) كان ثلاثا و سبعين سنة فزيد حينئذ سنتان، و لعله (ره) لم يحتج إلى هذا التكلف مع بعده بل كان له أن يجعل مبنى الحساب على السنين الشمسية فإن خروجه (ع) كان في آخر سنة ستين من الهجرة بحساب سنين القمرية فيصير من البعثة إليها بحساب الشمسية واحدة و سبعين سنة كما هو ظاهر على الماهر و كأنه (ره) لم يتوجه إلى هذا التوجيه لأنه لا يجري فيما سيأتي في تاريخ قيام القائم (ع) فتأمل.
ثم اعلم أيضا أن الوجه الأول الذي ذكره طاب مرقده في التفصي عما استشكله في كون المص تاريخ قيام قائم بني العباس وجه جيد، لكن لم يكن له حاجة إلى أن يتكلف بجعل تاريخ القيام زمان ظهور أمرهم بل إن جعل تاريخ ذلك زمان أصل ظهور دعوتهم في خراسان و بدو خروج قائمهم و الأعوان أعني أبا مسلم المروزي لتم الكلام أيضا حق التمام فإن أصل ظهور تلك الدعوة على ما صرح به هو أيضا أخيرا كان في سنة مائة و سبع عشرة من الهجرة من ولادة النبي (ص) إلى الهجرة كان ثلاثا و خمسين سنة تقريبا بالسنين القمرية و تلك بعد إخراج التفاوت الذي يحصل بسبب اختلاف أشهر الولادة و البعثة و الهجرة و غيرها و تحويلها إلى السنين الشمسية تصير مائة و واحدة و ستين سنة تقريبا.
و أما توجيهه رضي الله عنه بما وجهه به حديث رحمة بن صدقة أيضا من كون مبنى الحساب على عدد الصاد ستين كما هو عند المغاربة فهو و إن كان حاسما لمادة الإشكال في الخبرين جميعا إلا أنه بعيد من كليهما من وجوه غير خفية.
منها: تصريح الإمام فيهما معا بأن الصاد تسعون و الحمل على اشتباه النساخ في كل منهما لا سيما في الخبر الذي يستلزم أن يقال بالاشتباه في كلمتين كما هو ظاهر مما يرتفع باحتماله الاعتماد على مضامين الأخبار و الوثوق بها.
على أنه يمكن توجيه حديث رحمة أيضا بنوع لا يحتاج إلى القول بهذا الاشتباه مع البناء على ما في أكثر النسخ (يعني من كتاب معاني الأخبار) أعني كون ثلاثين بدل ستين كما هو الأنسب بالنسبة إلى عجز الحديث إذ لا كلام في أن دخول المسودة الكوفة كان عند انقضاء سنة مائة و إحدى و ثلاثين من الهجرة، و التوجيه أن يقال لعل الإمام (ع) في ذلك الحديث عد أولا عدد حساب الحروف بقوله الألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون ثم قال: كم معك حتى يقول الرجل مائة و واحد و ستون فيخبره بمبدإ ظهور أمر بني العباس على وفق حديث أبي لبيد لكن الرجل توهم في الحساب و الجواب فقال: مائة و إحدى و ثلاثون و كان ذلك أيضا موافقا ليوم دخول المسودة الكوفة إذا حوسب من الهجرة فأقره الإمام (ع) على خطائه و لم يخبره بتوهمه حيث كان ذلك الذي ذكره أيضا من أيام فناء أصحابه بل أشدها عليهم فأخبره بما أحرق قلبه على وفق جوابه أيضا فافهم و تأمل جيدا حتى تعلم أن ما ذكره شيخنا المتقدم طاب ثراه في آخر توجيه حديث رحمة من أن استقامة ما ذكره من التوجيه إذا بني على البعثة و قد أشار إلى مثله بما في حديث أبي لبيد أيضا ليس على ما ينبغي بل المعنى يستقيم حينئذ إذا حوسب من الهجرة كما صرح الراوي في آخر الحديث و نص عليه أهل التواريخ أيضا فتأمل.
و اعلم أيضا أن الأظهر في الوجوه التي ذكرها (ره) في توجيه قيام القائم (ع) الوجه الثاني فإن في أكثر النسخ المعتبرة ضبط «المر» بدل «الر» مع كونه حينئذ على نسق ما تقدم عليه في كون الجميع «الم» و ربما يكون نظم القرآن أيضا كذلك عند أهل البيت أن يكون «المر» قبل «الر» و لا بعد أيضا في التعبير عن إمامة القائم (ع) بقيامه هذا ما خطر بالبال و الله و حججه أعلم بحقائق الأحوال. «انتهى».




تفسير العياشي، ج‏2، ص: 202
(13) من سورة الرعد
بسم الله الرحمن الرحيم‏
2- عن أبي لبيد المخزومي عن أبي جعفر ع قال يا با لبيد إن في حروف القرآن لعلما جما- إن الله تبارك و تعالى أنزل: «الم ذلك الكتاب» فقام محمد ص حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته، و ولد يوم ولد- و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين- ثم قال:
و تبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة، إذا عددتها من غير تكرار، و ليس من حروف مقطعة حرف تنقضي أيامه- إلا و قائم، من بني هاشم عند انقضائه، ثم قال: الألف واحد، و اللام ثلاثون، و الميم أربعون و الصاد ستون «3» فذلك مائة و إحدى و ثلاثون «4» ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله، فلما بلغت مدته قام قائم من ولد العباس‏ عند المص، و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر «1» فافهم ذلك و عه و اكتمه «2».
__________________________________________________
(1)- و في بعض النسخ «المر».








بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 121
50- كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمة الله عليهما قال روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري ع ما صورته قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة و الولاية و ساقه إلى أن قال و سيسفر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام الم و طه و الطواسين من السنين.
بيان يحتمل أن يكون المراد كل الم و كل ما اشتمل عليها من المقطعات أي المص و المراد جميعها مع طه و الطواسين ترتقي إلى ألف و مائة و تسعة و خمسين و هو قريب من أظهر الوجوه التي ذكرناها في خبر أبي لبيد و يؤيده كما أومأنا إليه.
ثم إن هذه التوقيتات على تقدير صحة أخبارها لا ينافي النهي عن التوقيت إذ المراد بها النهي عن التوقيت على الحتم لا على وجه يحتمل البداء كما صرح في الأخبار السالفة أو عن التصريح به فلا ينافي الرمز و البيان على وجه يحتمل الوجوه الكثيرة أو يخصص بغير المعصوم ع و ينافي الأخير بعض الأخبار و الأول أظهر.
و غرضنا من ذكر تلك الوجوه إبداء احتمال لا ينافي ما مر من هذا الزمان فإن مر هذا الزمان و لم يظهر الفرج و العياذ بالله كان ذلك من سوء فهمنا و الله المستعان مع أن احتمال البداء قائم في كل من محتملاتها كما مرت الإشارة إليه في خبر ابن يقطين و الثمالي و غيرهما فاحذر من وساوس شياطين الإنس و الجان و على الله التكلان.










بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 101
باب 21 التمحيص و النهي عن التوقيت و حصول البداء في ذلك‏
1- غط، الغيبة للشيخ الطوسي جعفر بن محمد عن إسحاق بن محمد عن أبي هاشم عن فرات بن أحنف قال قال أمير المؤمنين ع و ذكر القائم فقال ليغيبن عنهم حتى يقول الجاهل ما لله في آل محمد حاجة.
2- غط، الغيبة للشيخ الطوسي محمد الحميري عن أبيه عن ابن يزيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن رجل عن أبي جعفر ع أنه قال لتمخضن يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين و لا يعلم متى يذهب فيصبح أحدكم و هو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي و قد خرج منها و يمسي و هو على شريعة من أمرنا فيصبح و قد خرج منها.
ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى مثله «1» بيان محص الذهب أخلصه مما يشوبه و التمحيص الاختبار و الابتلاء و مخض اللبن أخذ زبده فلعله شبه ما يبقى من الكحل في العين باللبن الذي يمخض لأنها تقذفه شيئا فشيئا و في رواية النعماني تمحيص الكحل.
3- غط، الغيبة للشيخ الطوسي محمد الحميري عن أبيه عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد المسلي قال قال لي أبو عبد الله و الله لتكسرن كسر الزجاج و إن الزجاج يعاد فيعود كما كان و الله لتكسرن كسر الفخار و إن الفخار
__________________________________________________
(1) راجع غيبة الشيخ ص 221، غيبة النعماني ص 110.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 102
لا يعود كما كان و الله لتمحصن و الله لتغربلن كما يغربل الزؤان «1» من القمح.
4- غط، الغيبة للشيخ الطوسي روي عن علي بن يقطين قال قال لي أبو الحسن ع يا علي إن الشيعة تربى بالأماني منذ مائتي سنة و قال يقطين لابنه علي ما بالنا قيل لنا فكان و قيل لكم فلم يكن فقال له علي إن الذي قيل لكم و لنا من مخرج واحد غير أن أمركم حضركم فأعطيتم محضه و كان كما قيل لكم و إن أمرنا لم يحضر فعللنا بالأماني و لو قيل لنا إن هذا الأمر لا يكون إلى مائتي سنة أو ثلاثمائة سنة لقست القلوب و لرجعت عامة الناس عن الإسلام و لكن قالوا ما أسرعه و ما أقربه تألفا لقلوب الناس و تقريبا للفرج.
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن محمد بن يحيى و أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن السياري عن الحسن بن علي عن أخيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين مثله «2» بيان قوله تربى بالأماني أي يربيهم و يصلحهم أئمتهم بأن يمنوهم تعجيل الفرج و قرب ظهور الحق لئلا يرتدوا و ييأسوا.
و المائتان مبني على ما هو المقرر عند المنجمين و المحاسبين من إتمام الكسور إن كانت أكثر من النصف و إسقاطها إن كانت أقل منه و إنما قلنا ذلك لأن صدور الخبر إن كان في أواخر حياة الكاظم ع كان أنقص من المائتين بكثير إذ وفاته ع كان في سنة ثلاث و ثمانين و مائة فكيف إذا كان قبل ذلك فذكر المائتين بعد المائة المكسورة صحيحة لتجاوز النصف كذا خطر بالبال.
و بدا لي وجه آخر أيضا و هو أن يكون ابتداؤهما من أول البعثة فإن من هذا الزمان شرع بالإخبار بالأئمة ع و مدة ظهورهم و خفائهم فيكون على بعض التقادير قريبا من المائتين و لو كان كسر قليل في العشر الأخير يتم على القاعدة السالفة.
__________________________________________________
(1) الزؤان- مثلثة-: ما يخالط البر من الحبوب، الواحدة زؤانة، قال في أقرب الموارد: و هو في المشهور يختص بنبات حبه كحب الحنطة الا انه صغير، اذا اكل يحدث استرخاء يجلب النوم و هو ينبت غالبا بين الحنطة.
(2) الكافي ج 1 ص 369، غيبة الشيخ ص 221، غيبة النعماني ص 158.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 103
و وجه ثالث و هو أن يكون المراد التربية في الزمان السابق و اللاحق معا و لذا أتى بالمضارع و يكون الابتداء من الهجرة فينتهي إلى ظهور أمر الرضا ع و ولاية عهده و ضرب الدنانير باسمه فإنها كانت في سنة المائتين.
و رابع و هو أن يكون تربى على الوجه المذكور في الثالث شاملا للماضي و الآتي لكن يكون ابتداء التربية بعد شهادة الحسين ع فإنها كانت الطامة الكبرى و عندها احتاجت الشيعة إلى أن تربى لئلا يزلوا فيها و انتهاء المائتين أول إمامة القائم ع و هذا مطابق للمائتين بلا كسر.
و إنما وقتت التربية و التنمية بذلك لأنهم لا يرون بعد ذلك إماما يمنيهم و أيضا بعد علمهم بوجود المهدي ع يقوى رجاؤهم فهم مترقبون بظهوره لئلا يحتاجون إلى التنمية و لعل هذا أحسن الوجوه التي خطر بالبال و الله أعلم بحقيقة الحال.
و يقطين كان من أتباع بني العباس فقال لابنه علي الذي كان من خواص الكاظم ع ما بالنا وعدنا دولة بني العباس على لسان الرسول و الأئمة صلوات الله عليهم فظهر ما قالوا و وعدوا و أخبروا بظهور دولة أئمتكم فلم يحصل و الجواب متين ظاهر مأخوذ عن الإمام كما سيأتي.
5- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الغضائري عن البزوفري عن علي بن محمد عن الفضل بن شاذان عن أحمد بن محمد و عبيس بن هشام عن كرام عن الفضيل قال سألت أبا جعفر ع هل لهذا الأمر وقت فقال كذب الوقاتون كذب الوقاتون كذب الوقاتون.
6- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل بن شاذان عن الحسين بن يزيد الصحاف عن منذر الجواز عن أبي عبد الله ع قال كذب الموقتون ما وقتنا فيما مضى و لا نوقت فيما يستقبل.
7- غط، الغيبة للشيخ الطوسي بهذا الإسناد عن عبد الرحمن بن كثير قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه مهزم الأسدي فقال أخبرني جعلت فداك متى هذا الأمر



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 104
الذي تنتظرونه فقد طال فقال يا مهزم كذب الوقاتون و هلك المستعجلون و نجا المسلمون و إلينا يصيرون.
ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن محمد بن موسى عن أحمد بن أبي أحمد عن محمد بن علي عن علي بن حسان عن عبد الرحمن مثله‏
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن محمد بن يحيى عن سلمة عن علي بن حسان مثله إلى قوله و نجا المسلمون.
- كتاب الإمامة و التبصرة لعلي بن بابويه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن صفوان بن يحيى عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال كنت عنده إذ دخل و ذكر مثله.
8- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل بن شاذان عن ابن أبي نجران عن صفوان بن يحيى عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال من وقت لك من الناس شيئا فلا تهابن أن تكذبه فلسنا نوقت لأحد وقتا.
9- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل بن شاذان عن عمر بن أسلم البجلي عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن محمد بن بشر الهمداني عن محمد بن الحنفية في حديث اختصرنا منه موضع الحاجة أنه قال إن لبني فلان ملكا مؤجلا حتى إذا أمنوا و اطمأنوا و ظنوا أن ملكهم لا يزول صيح فيهم صيحة فلم يبق لهم راع يجمعهم و لا داع يسمعهم و ذلك قول الله عز و جل حتى إذا أخذت الأرض زخرفها و ازينت و ظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس كذلك نفصل الآيات لقوم يتفكرون «1» قلت جعلت فداك هل لذلك وقت قال لا لأن علم الله غلب علم الموقتين إن الله وعد موسى ثلاثين ليلة و أتمها بعشر لم يعلمها موسى و لم يعلمها بنو إسرائيل فلما جاز الوقت قالوا غرنا موسى فعبدوا العجل و لكن إذا كثرت الحاجة و الفاقة و أنكر في الناس بعضهم بعضا فعند ذلك توقعوا أمر الله صباحا و مساء.
بيان: الصيحة كناية عن نزول الأمر بهم فجاءه.
__________________________________________________
(1) يونس: 24؛ و الحديث في غيبة النعماني ص 278 و تمامه في غيبة النعماني ص 156.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 105
10- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل بن شاذان عن محمد بن علي عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير قال قلت له أ لهذا الأمر أمد نريح إليه أبداننا و ننتهي إليه قال بلى و لكنكم أذعتم فزاد الله فيه.
11- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال قلت لأبي جعفر ع إن عليا ع كان يقول إلى السبعين بلاء و كان يقول بعد البلاء رخاء و قد مضت السبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع يا ثابت إن الله تعالى كان وقت هذا الأمر في السبعين فلما قتل الحسين اشتد غضب الله على أهل الأرض فأخره إلى أربعين و مائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث و كشفتم قناع الستر فأخره الله و لم يجعل له بعد ذلك وقتا عندنا و يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال أبو حمزة و قلت ذلك لأبي عبد الله ع فقال قد كان ذاك.
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن علي بن محمد و محمد بن الحسن عن سهل و محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن الله تعالى قد كان وقت إلى آخر الخبر «1» بيان قيل السبعون إشارة إلى خروج الحسين ع و المائة و الأربعون إلى خروج الرضا ع إلى خراسان.
أقول هذا لا يستقيم على التواريخ المشهورة إذ كانت شهادة الحسين ع في أول سنة إحدى و ستين و خروج الرضا ع في سنة مائتين من الهجرة.
و الذي يخطر بالبال أنه يمكن أن يكون ابتداء التأريخ من البعثة و كان ابتداء إرادة الحسين ع للخروج و مباديه قبل فوت معاوية بسنتين فإن أهل الكوفة خذلهم الله كانوا يراسلونه في تلك الأيام و كان ع على الناس في المواسم كما مر و يكون الثاني إشارة إلى خروج زيد فإنه كان في سنة اثنتين و عشرين و مائة من الهجرة فإذا انضم ما بين البعثة و الهجرة إليها يقرب‏
__________________________________________________
(1) المصدر ص 157، الكافي ج 1 ص 368.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 106
مما في الخبر أو إلى انقراض دولة بني أمية أو ضعفهم و استيلاء أبي مسلم إلى خراسان و قد كتب إلى الصادق ع كتبا يدعوه إلى الخروج و لم يقبله ع لمصالح و قد كان خروج أبي مسلم إلى خراسان في سنة ثمان و عشرين و مائة من الهجرة فيوافق ما ذكر في الخبر من البعثة.
و على تقدير كون التأريخ من الهجرة يمكن أن يكون السبعون لاستيلاء المختار فإنه كان قتله سنة سبع و ستين و الثاني لظهور أمر الصادق ع في هذا الزمان و انتشار شيعته في الآفاق مع أنه لا يحتاج تصحيح البداء إلى هذه التكلفات.
12- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الفضل عن محمد بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن أبي يحيى التمتام السلمي عن عثمان النواء قال سمعت أبا عبد الله ع يقول كان هذا الأمر في فأخره الله و يفعل بعد في ذريتي ما يشاء.
13- شي، تفسير العياشي أبو لبيد المخزومي قال قال أبو جعفر ع يا با لبيد إنه يملك من ولد العباس اثنا عشر تقتل بعد الثامن منهم أربعة تصيب أحدهم الذبحة فيذبحه هم فئة قصيرة أعمارهم قليلة مدتهم خبيثة سيرتهم منهم الفويسق الملقب بالهادي و الناطق و الغاوي يا با لبيد إن في حروف القرآن المقطعة لعلما جما إن الله تعالى أنزل الم ذلك الكتاب فقام محمد ص حتى ظهر نوره و ثبتت كلمته و ولد يوم ولد و قد مضى من الألف السابع مائة سنة و ثلاث سنين ثم قال و تبيانه في كتاب الله في الحروف المقطعة إذا عددتها من غير تكرار و ليس من حروف مقطعة حرف ينقضي إلا و قيام قائم من بني هاشم عند انقضائه ثم قال الألف واحد و اللام ثلاثون و الميم أربعون و الصاد تسعون فذلك مائة و إحدى و ستون ثم كان بدو خروج الحسين بن علي ع الم الله فلما بلغت مدته قام قائم ولد العباس عند المص و يقوم قائمنا عند انقضائها ب الر فافهم ذلك و عه و اكتمه.
بيان: الذبحة كهمزة وجع في الحلق.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 107
أقول الذي يخطر بالبال في حل هذا الخبر الذي هو من معضلات الأخبار و مخبيات الأسرار هو أنه ع بين أن الحروف المقطعة التي في فواتح السور إشارة إلى ظهور ملك جماعة من أهل الحق و جماعة من أهل الباطل فاستخرج ع ولادة النبي ص من عدد أسماء الحروف المبسوطة بزبرها و بيناتها كما يتلفظ بها عند قراءتها بحذف المكررات كأن تعد ألف لام ميم تسعة و لا تعد مكررة بتكررها في خمس من السور فإذا عددتها كذلك تصير مائة و ثلاثة أحرف و هذا يوافق تأريخ ولادة النبي ص لأنه كان قد مضى من الألف السابع من ابتداء خلق آدم ع مائة سنة و ثلاث سنين و إليه أشار بقوله و تبيانه أي تبيان تأريخ ولادته ع.
ثم بين ع أن كل واحدة من تلك الفواتح إشارة إلى ظهور دولة من بني هاشم ظهرت عند انقضائها ف الم الذي في سورة البقرة إشارة إلى ظهور دولة الرسول ص إذ أول دولة ظهرت في بني هاشم كانت في دولة عبد المطلب فهو مبدأ التأريخ و من ظهور دولته إلى ظهور دولة الرسول ص و بعثته كان قريبا من أحد و سبعين الذي هو عدد الم ف الم ذلك إشارة إلى ذلك.
و بعد ذلك في نظم القرآن الم الذي في آل عمران فهو إشارة إلى خروج الحسين ع إذ كان خروجه ع في أواخر سنة ستين من الهجرة و كان بعثته ص قبل الهجرة نحوا من ثلاث عشرة سنة و إنما كان شيوع أمره ص و ظهوره بعد سنتين من البعثة.
ثم بعد ذلك في نظم القرآن المص و قد ظهرت دولة بني العباس عند انقضائها و يشكل هذا بأن ظهور دولتهم و ابتداء بيعتهم كان في سنة اثنتين و ثلاثين و مائة و قد مضى من البعثة مائة و خمس و أربعون سنة فلا يوافق ما في الخبر.
و يمكن التفصي عنه بوجوه.
الأول أن يكون مبدأ هذا التأريخ غير مبدأ الم بأن يكون مبدؤه ولادة النبي ص مثلا فإن بدو دعوة بني العباس كان في سنة مائة من الهجرة و ظهور



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 108
بعض أمرهم في خراسان كان في سنة سبع أو ثمان و مائة و من ولادته ص إلى ذلك الزمان كان مائة و إحدى و ستين سنة.
الثاني أن يكون المراد بقيام قائم ولد العباس استقرار دولتهم و تمكنهم و ذلك كان في أواخر زمان المنصور و هو يوافق هذا التأريخ من البعثة.
الثالث أن يكون هذا الحساب مبنيا على حساب الأبجد القديم الذي ينسب إلى المغاربة و فيه صعفض قرشت ثخذ ظغش فالصاد في حسابهم ستون فيكون مائة و إحدى و ثلاثين و سيأتي التصريح بأن حساب المص مبني على ذلك في خبر رحمة بن صدقة في كتاب القرآن «1» فيوافق تأريخه تأريخ الم إذ في سنة مائة و سبع عشرة من الهجرة ظهرت دعوتهم في خراسان فأخذوا و قتل بعضهم.
و يحتمل أن يكون مبدأ هذا التأريخ زمان نزول الآية و هي إن كانت مكية كما هو المشهور فيحتمل أن يكون نزولها في زمان قريب من الهجرة فيقرب من بيعتهم الظاهرة و إن كانت مدنية فيمكن أن يكون نزولها في زمان ينطبق على بيعتهم بغير تفاوت.
و إذا رجعت إلى ما حققناه في كتاب القرآن في خبر رحمة بن صدقة ظهر لك أن الوجه الثالث أظهر الوجوه و مؤيد بالخبر و مثل هذا التصحيف كثيرا ما يصدر من النساخ لعدم معرفتهم بما عليه بناء الخبر فيزعمون أن ستين غلط لعدم مطابقته لما عندهم من الحساب فيصحفونها على ما يوافق زعمهم.
قوله فلما بلغت مدته أي كملت المدة المتعلقة بخروج الحسين ع فإن ما بين شهادته صلوات الله عليه إلى خروج بني العباس كان من توابع خروجه و قد انتقم الله من بني أمية في تلك المدة إلى أن استأصلهم.
قوله ع و يقوم قائمنا عند انقضائها بالر هذا يحتمل وجوها.
الأول أن يكون من الأخبار المشروطة البدائية و لم يتحقق لعدم تحقق‏
__________________________________________________
(1) أخرجه المصنف مع الحديث السابق في ج 19 ص 69 من طبعة الكمباني من تفسير العياشي فراجع ج 2 ص 2.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 109
شرطه كما تدل عليه أخبار هذا الباب.
الثاني أن يكون تصحيف المر و يكون مبدأ التأريخ ظهور أمر النبي ص قريبا من البعثة ك الم و يكون المراد بقيام القائم قيامه بالإمامة تورية فإن إمامته ع كانت في سنة ستين و مائتين فإذا أضيف إليه إحدى عشرة سنة قبل البعثة يوافق ذلك.
الثالث أن يكون المراد جميع أعداد كل الر يكون في القرآن و هي خمس مجموعها ألف و مائة و خمسة و خمسون و يؤيده أنه ع عند ذكر الم لتكرره ذكر ما بعده ليتعين السورة المقصودة و يتبين أن المراد واحد منها بخلاف الر لكون المراد جميعها فتفطن.
الرابع أن يكون المراد انقضاء جميع الحروف مبتدئا ب الر بأن يكون الغرض سقوط المص من العدد أو الم أيضا و على الأول يكون ألفا و ستمائة و ستة و تسعين و على الثاني يكون ألفا و خمسمائة و خمسة و عشرين و على حساب المغاربة يكون على الأول ألفين و ثلاثمائة و خمسة و عشرين و على الثاني ألفين و مائة و أربعة و تسعين و هذه أنسب بتلك القاعدة الكلية و هي قوله و ليس من حرف ينقضي إذ دولتهم ع آخر الدول لكنه بعيد لفظا و لا نرضى به رزقنا الله تعجيل فرجه ع.
هذا ما سمحت به قريحتي بفضل ربي في حل هذا الخبر المعضل و شرحه فخذ ما آتيتك و كن من الشاكرين و أستغفر الله من الخطاء و الخطل في القول و العمل إنه أرحم الراحمين.
14- شي، تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال سألته عن قول الله أتى أمر الله فلا تستعجلوه «1» قال إذا أخبر الله النبي بشي‏ء إلى وقت فهو قوله أتى أمر الله فلا تستعجلوه حتى يأتي ذلك الوقت و قال إن الله إذا أخبر أن شيئا كائن فكأنه قد كان.
__________________________________________________
(1) النحل: 1. راجع المصدر ج 2 ص 254.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 110
15- ني، الغيبة للنعماني عبد الواحد بن عبد الله عن محمد بن جعفر عن ابن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع أنه سمعه يقول لا تزالون تنتظرون حتى تكونوا كالمعز المهولة التي لا يبالي الجازر أين يضع يده منها ليس لكم شرف تشرفونه و لا سند تسندون إليه أموركم «1».
بيان: المهولة أي المفزعة المخوفة فإنها تكون أقل امتناعا و الجازر القصاب.
16- ب، قرب الإسناد ابن أبي الخطاب عن البزنطي قال سألت الرضا ع عن مسألة للرؤيا فأمسك ثم قال إنا لو أعطيناكم ما تريدون لكان شرا لكم و أخذ برقبة صاحب هذا الأمر قال و قال و أنتم بالعراق ترون أعمال هؤلاء الفراعنة و ما أمهل لهم فعليكم بتقوى الله و لا تغرنكم الدنيا و لا تغتروا بمن أمهل له فكأن الأمر قد وصل إليكم.
17- ب، قرب الإسناد بهذا الإسناد قال قلت للرضا ع جعلت فداك إن أصحابنا رووا عن شهاب- عن جدك ع أنه قال أبى الله تبارك و تعالى أن يملك أحدا ما ملك رسول الله ص ثلاثا و عشرين سنة قال إن كان أبو عبد الله ع قاله جاء كما قال فقلت له جعلت فداك فأي شي‏ء تقول أنت فقال ما أحسن الصبر و انتظار الفرج أ ما سمعت قول العبد الصالح و ارتقبوا إني معكم رقيب و فانتظروا إني معكم من المنتظرين فعليكم بالصبر فإنه إنما يجي‏ء الفرج على اليأس و قد كان الذين من قبلكم أصبر منكم و قد قال أبو جعفر ع هي و الله السنن القذة بالقذة و مشكاة بمشكاة و لا بد أن يكون فيكم ما كان في الذين من قبلكم و لو كنتم على أمر واحد كنتم على غير سنة الذين من قبلكم و لو أن العلماء وجدوا من يحدثونهم و يكتم سرهم لحدثوا و لبثوا الحكمة و لكن قد ابتلاكم الله عز و جل بالإذاعة و أنتم قوم تحبونا بقلوبكم و يخالف ذلك فعلكم و الله ما يستوي اختلاف أصحابك و لهذا أسر على صاحبكم ليقال مختلفين ما لكم لا تملكون أنفسكم و تصبرون حتى يجي‏ء الله تبارك‏
__________________________________________________
(1) المصدر ص 101، و مثله في روضة الكافي ص 263 و لم يخرجوه.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 111
و تعالى بالذي تريدون إن هذا الأمر ليس يجي‏ء على ما تريد الناس إنما هو أمر الله تبارك و تعالى و قضاؤه و الصبر و إنما يعجل من يخاف الفوت إن أمير المؤمنين صلوات الله عليه عاد صعصعة بن صوحان فقال له يا صعصعة لا تفتخر على إخوانك بعيادتي إياك و انظر لنفسك و كأن الأمر قد وصل إليك و لا يلهينك الأمل و قد رأيت ما كان من مولى آل يقطين و ما وقع من عند الفراعنة من أمركم و لو لا دفاع الله عن صاحبكم و حسن تقديره له و لكم هو و الله من الله و دفاعه عن أوليائه أ ما كان لكم في أبي الحسن صلوات الله عليه عظة ما ترى حال هشام هو الذي صنع بأبي الحسن ع ما صنع و قال لهم و أخبرهم أ ترى الله يغفر له ما ركب منا و قال لو أعطيناكم ما تريدون لكان شرا لكم و لكن العالم يعمل بما يعلم.
18- ع، علل الشرائع أبي عن الحميري بإسناده يرفعه إلى علي بن يقطين قال قلت لأبي الحسن موسى ع ما بال ما روي فيكم من الملاحم ليس كما روي و ما روي في أعاديكم قد صح فقال صلى الله عليه إن الذي خرج في أعدائنا كان من الحق فكان كما قيل و أنتم عللتم بالأماني فخرج إليكم كما خرج.
19- ج، الإحتجاج الكليني عن إسحاق بن يعقوب أنه خرج إليه على يد محمد بن عثمان العمري أما ظهور الفرج فإنه إلى الله و كذب الوقاتون.
20- ك، إكمال الدين أبي عن علي عن أبيه عن محمد بن الفضل عن أبيه عن منصور قال قال أبو عبد الله ع يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس لا و الله حتى تميزوا لا و الله حتى تمحصوا لا و الله حتى يشقى من يشقى و يسعد من يسعد.
21- ك، إكمال الدين أبي و ابن الوليد معا عن الحميري عن اليقطيني عن صالح بن محمد عن هانئ التمار قال قال أبو عبد الله ع إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ثم قال هكذا بيده ثم قال إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد و ليتمسك بدينه.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 112
غط، الغيبة للشيخ الطوسي سعد عن اليقطيني مثله بيان القتاد شجر عظيم له شوك مثل الإبر و خرط القتاد يضرب مثلا للأمور الصعبة.
22- ك، إكمال الدين أبي عن سعد عن ابن أبي الخطاب عن ابن بزيع عن عبد الله الأصم عن الحسين بن مختار القلانسي عن عبد الرحمن بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدى و لا علم يبرأ بعضكم من بعض فعند ذلك تميزون و تمحصون و تغربلون و عند ذلك اختلاف السنين و إمارة من أول النهار و قتل و قطع في آخر النهار.
بيان: اختلاف السنين أي السنين المجدبة و القحط أو كناية عن نزول الحوادث في كل سنة.
23- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الغضائري عن البزوفري عن أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن ابن أبي نجران عن محمد بن منصور عن أبيه قال كنا عند أبي عبد الله جماعة نتحدث فالتفت إلينا فقال في أي شي‏ء أنتم أيهات أيهات لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تغربلوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم إلا بعد إياس لا و الله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتى يشقى من شقي و يسعد من سعد.
ني، الغيبة للنعماني أحمد بن محمد بن سعيد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد المحمدي من كتابه في سنة ثمان و ستين و مائتين عن محمد بن منصور الصيقل عن أبيه عن الباقر ع مثله «1»
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن محمد بن الحسن و علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سنان عن محمد بن منصور عن أبيه قال كنت أنا و الحارث بن المغيرة و جماعة من أصحابنا جلوسا عند أبي جعفر ع يسمع كلامنا قال و ذكر مثله إلا أنه‏
__________________________________________________
(1) تراه في غيبة الشيخ ص 218 و غيبة النعماني ص 111 و اللفظ متقارب و المعنى واحد و هكذا في الكافي ج 1 ص 370 و فيه: و أبو عبد الله يسمع كلامنا.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 113
يقول في كل مرة لا و الله ما يكون ما تمدون إليه أعناقكم بيمين‏
. 24- غط، الغيبة للشيخ الطوسي أحمد بن إدريس عن ابن قتيبة عن ابن شاذان عن البزنطي قال قال أبو الحسن ع أما و الله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا و تمحصوا و حتى لا يبقى منكم إلا الأندر ثم تلا أم حسبتم أن تتركوا و لما يعلم الله الذين جاهدوا منكم و يعلم الصابرين «1».
25- ب، قرب الإسناد ابن عيسى عن البزنطي مثله و زاد فيه و تمحصوا ثم يذهب من كل عشرة شي‏ء و لا يبقى.
26- غط، الغيبة للشيخ الطوسي سعد بن عبد الله عن الحسين بن عيسى العلوي عن أبيه عن جده عن علي بن جعفر عن أخيه موسى بن جعفر قال إذا فقد الخامس من ولد السابع من الأئمة فالله الله في أديانكم لا يزيلنكم عنها أحد يا بني إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به إنما هي محنة من الله امتحن الله بها خلقه.
27- غط، الغيبة للشيخ الطوسي الأسدي عن سهل عن محمد بن الحسين عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم و أبي بصير قالا سمعنا أبا عبد الله ع يقول لا يكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس فقلنا إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى فقال أ ما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي.
28- غط، الغيبة للشيخ الطوسي روي عن جابر الجعفي قال قلت لأبي جعفر ع متى يكون فرجكم فقال هيهات هيهات لا يكون فرجنا حتى تغربلوا ثم تغربلوا ثم تغربلوا يقولها ثلاثا حتى يذهب الكدر و يبقى الصفو.
29- ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن موسى بن محمد عن أحمد بن أبي أحمد عن إبراهيم بن هليل قال قلت لأبي الحسن ع جعلت فداك مات أبي على هذا الأمر و قد بلغت من السنين ما قد ترى أموت و لا تخبرني بشي‏ء فقال يا أبا إسحاق أنت تعجل فقلت إي و الله أعجل و ما لي لا أعجل‏
__________________________________________________
(1) براءة: 17، راجع المصدر ص 219، قرب الإسناد ص 216.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 114
و قد بلغت من السن ما ترى فقال أما و الله يا أبا إسحاق ما يكون ذلك حتى تميزوا و تمحصوا و حتى لا يبقى منكم إلا الأقل ثم صعر كفه «1».
30- ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيى قال قال أبو الحسن الرضا ع و الله ما يكون ما تمدون أعينكم إليه حتى تمحصوا و تميزوا و حتى لا يبقى منكم إلا الأندر فالأندر.
31- ني، الغيبة للنعماني علي بن الحسين عن محمد العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي الكوفي عن ابن محبوب عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله ع أنه سمعه يقول ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب قلت جعلت فداك كم مع القائم من العرب قال شي‏ء يسير فقلت و الله إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير فقال لا بد للناس من أن يمحصوا و يميزوا و يغربلوا و يخرج في الغربال خلق كثير.
ني، الغيبة للنعماني الكليني عن محمد بن يحيى و الحسن بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن الحسن بن علي عن أبي المغراء عن ابن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله ع يقول و ذكر مثله- دلائل الإمامة للطبري، عن محمد بن هارون بن موسى التلعكبري عن أبيه عن محمد بن همام عن جعفر بن محمد الحميري عن الأنباري مثله.
32- ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن علي بن زياد عن البطائني عن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر محمد بن علي ع يقول و الله لتميزن و الله لتمحصن و الله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح.
33- ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن القاسم بن محمد بن الحسين عن عبيس بن هشام عن ابن جبلة عن مسكين الرحال عن علي بن المغيرة عن عميرة بنت نفيل‏
__________________________________________________
(1) و في المصدر ص 111 «صعر» «صفر» خ ل، و معنى صعر كفه: أى أمالها تهاونا بالناس.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 115
قالت سمعت الحسن بن علي ع يقول لا يكون الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض و يتفل بعضكم في وجوه بعض و حتى يلعن بعضكم بعضا و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين.
34- ني، الغيبة «1» للنعماني محمد و أحمد ابنا الحسن عن أبيهما عن ثعلبة عن أبي كهمس عن عمران بن ميثم عن مالك بن ضمرة قال قال أمير المؤمنين ع يا مالك بن ضمرة كيف أنت إذا اختلفت الشيعة هكذا و شبك أصابعه و أدخل بعضها في بعض فقلت يا أمير المؤمنين ما عند ذلك من خير قال الخير كله عند ذلك يا مالك عند ذلك يقوم قائمنا فيقدم سبعين رجلا يكذبون على الله و على رسوله فيقتلهم ثم يجمعهم الله على أمر واحد.
35- ني، الغيبة للنعماني الكليني عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد عن معمر بن خلاد قال سمعت أبا الحسن ع يقول الم أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون ثم قال لي ما الفتنة فقلت جعلت فداك الذي عندنا أن الفتنة في الدين ثم قال يفتنون كما يفتن الذهب ثم قال يخلصون كما يخلص الذهب.
36- ني، الغيبة للنعماني الكليني عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن سليمان بن صالح رفعه إلى أبي جعفر الباقر ع قال قال لي إن حديثكم هذا لتشمئز منه القلوب قلوب الرجال فانبذوا إليهم نبذا فمن أقر به فزيدوه و من أنكره فذروه إنه لا بد من أن تكون فتنة يسقط فيها كل بطانة و وليجة حتى يسقط فيها من يشق الشعرة بشعرتين حتى لا يبقى إلا نحن و شيعتنا.
37- ني، الغيبة للنعماني أحمد بن هوذة عن أبي هراسة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن صباح المزني عن الحارث بن حصيرة عن ابن نباتة عن أمير المؤمنين ع أنه قال كونوا كالنحل في الطير ليس شي‏ء من الطير إلا و هو يستضعفها و لو علمت الطير ما في‏
__________________________________________________
(1) في المصدر ص 109: أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا علي بن الحسن التيملى قال: حدثنا محمد و أحمد إلخ و هو الصحيح كما في السند الآتي ص 116.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 116
أجوافها من البركة لم يفعل بها ذلك خالطوا الناس بألسنتكم و أبدانكم و زايلوهم بقلوبكم و أعمالكم فو الذي نفسي بيده ما ترون ما تحبون حتى يتفل بعضكم في وجوه بعض و حتى يسمي بعضكم بعضا كذابين و حتى لا يبقى منكم أو قال من شيعتي [إلا] كالكحل في العين و الملح في الطعام و سأضرب لكم مثلا و هو مثل رجل كان له طعام فنقاه و طيبه ثم أدخله بيتا و تركه فيه ما شاء الله ثم عاد إليه فإذا هو قد أصابه السوس فأخرجه و نقاه و طيبه ثم أعاده إلى البيت فتركه ما شاء الله ثم عاد إليه فإذا هو قد «1» أصاب طائفة منه السوس فأخرجه و نقاه و طيبه و أعاده و لم يزل كذلك حتى بقيت منه رزمة كرزمة الأندر لا يضره السوس شيئا و كذلك أنتم تميزون حتى لا يبقى منكم إلا عصابة لا تضرها الفتنة شيئا.
ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن علي بن التيملي عن محمد و أحمد ابني الحسن عن أبيهما عن ثعلبة بن ميمون عن أبي كهمس و غيره رفع الحديث إلى أمير المؤمنين ع و ذكر مثله بيان قوله ع كالنحل في الطير أمر بالتقية أي لا تظهروا لهم ما في أجوافكم من دين الحق كما أن النحل لا يظهر ما في بطنها على الطيور و إلا لأفنوها و الرزمة بالكسر ما شد في ثوب واحد و الأندر البيدر «2».
38- ني، الغيبة للنعماني عبد الواحد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن رباح عن محمد بن العباس بن عيسى عن البطائني عن أبي بصير قال قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر إنما مثل شيعتنا مثل أندر يعني به بيتا فيه طعام- «3» فأصابه آكل فنقي ثم أصابه‏
__________________________________________________
(1) ما بين العلامتين ساقط من الأصل المطبوع راجع المصدر ص 112.
(2) في النهاية الاندر: البيدر، و هو الموضع الذي يداس فيه الطعام بلغة الشام و الاندر أيضا صبرة من الطعام، انتهى، أقول: لعل المعنى الأخير هنا أنسب فتذكر. منه رحمه الله.
(3) في المصدر المطبوع ص 112: «يعنى بيدرا فيه طعام» و المعنى واحد فان من معاني الاندر: كدس القمح، قاله الفيروزآبادي، و قال الشرتونى في أقرب الموارد «الكدس هو الحب المحصود المجموع، أو هو ما يجمع من الطعام في البيدر، فإذا ديس-.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 117
آكل فنقي حتى بقي منه ما لا يضره الآكل و كذلك شيعتنا يميزون و يمحصون حتى يبقى منهم عصابة لا تضرها الفتنة.
39- ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن التفليسي عن السمندي عن جعفر بن محمد عن أبيه ع أنه قال المؤمنون يبتلون ثم يميزهم الله عنده إن الله لم يؤمن المؤمنين من بلاء الدنيا و مرائرها و لكنه آمنهم من العمى و الشقاء في الآخرة ثم قال كان الحسين بن علي ع يضع قتلاه بعضهم على بعض ثم يقول قتلانا قتلى النبيين و آل النبيين.
40- ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن علي بن الحسين عن الحسن بن علي بن يوسف و محمد بن علي عن سعدان بن مسلم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت ما لهذا الأمر أمد ينتهى إليه نريح أبداننا قال بلى و لكنكم أذعتم فأخره الله.
41- ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى العباسي عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن ابن بكير عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله ع يا محمد من أخبرك عنا توقيتا فلا تهابه «1» أن تكذبه فإنا لا نوقت وقتا.
42- ني، الغيبة للنعماني ابن عقدة عن محمد بن الفضل بن إبراهيم و سعدان بن إسحاق بن سعيد و أحمد بن الحسن بن عبد الملك و محمد بن الحسين القطواني «2» جميعا عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال سمعت أبا عبد الله ع يقول قد كان لهذا الأمر وقت و كان في سنة أربعين و مائة فحدثتم به و أذعتموه فأخره الله عز و جل.
43- ني، الغيبة للنعماني و بهذا الإسناد عن ابن محبوب عن إسحاق بن عمار قال قال أبو عبد الله ع يا إسحاق إن هذا الأمر قد أخر مرتين.
44- ني، الغيبة للنعماني الكليني عن عدة من شيوخه عن البرقي عن أبيه عن القاسم‏
__________________________________________________
و دق فهو العرمة» و يظهر من ذلك أن المراد بالطعام هنا، ما لم يدس و لم يدق، بل الطعام الذي هو في سنبله بعد و لا يسوس الطعام في سنبله الا قليلا بعد مدة طويلة، فيناسب معنى الخبر.
(1) في المصدر ص 155 «فلا تهابن» خ.
(2) ما جعلناه بين العلامتين ساقط من النسخة المطبوعة، راجع المصدر ص 157.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 118
بن محمد عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال سألته عن القائم فقال كذب الوقاتون إنا أهل بيت لا نوقت ثم قال أبى الله إلا أن يخالف وقت الموقتين.
45- ني، الغيبة للنعماني الكليني عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي الخزاز عن عبد الكريم الخثعمي عن الفضل بن يسار عن أبي جعفر ع قال قلت له إن لهذا الأمر وقتا فقال كذب الوقاتون إن موسى ع لما خرج وافدا إلى ربه واعدهم ثلاثين يوما فلما زاده الله تعالى على الثلاثين عشرا قال له قومه قد أخلفنا موسى فصنعوا ما صنعوا قال- «1» فإذا حدثناكم بحديث فجاء على ما حدثناكم به فقولوا صدق الله و إذا حدثناكم بحديث فجاء على خلاف ما حدثناكم به فقولوا صدق الله تؤجروا مرتين.
46- ني، الغيبة للنعماني الكليني عن الحسين بن محمد عن جعفر بن محمد عن القاسم بن إسماعيل عن الحسن بن علي عن إبراهيم بن مهزم «2» عن أبي عبد الله ع قال ذكرنا عنده ملوك بني فلان فقال إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر إن الله لا يعجل لعجلة العباد إن لهذا الأمر غاية ينتهى إليها فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة و لم يستأخروا.
47- ني، الغيبة للنعماني علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن محمد بن أحمد القلانسي عن محمد بن علي عن أبي جميلة عن الحضرمي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول‏
__________________________________________________
(1) كذا في المصدر ص 158. و أما الكافي المطبوع ج 1 ص 369 فمطابق لما نقله في الصلب.
(2) هذا هو الصحيح، راجع الكافي ج 1 ص 369 و المصدر المطبوع ص 158 و فيه: عن إبراهيم بن مهزم عن أبيه، و إبراهيم بن مهزم الأسدى المعروف بابن أبي بردة له كتاب عنونه النجاشي- ص 17- و قال: ثقة ثقة، روى عن أبي عبد الله و أبى الحسن عليهما السلام و عمر عمرا طويلا، و روى مهزم أيضا عن أبي عبد الله، و في النسخة المطبوعة: عن الحسن ابن علي بن إبراهيم، عن أخيه، عن أبي عبد الله عليه السلام و هو تصحيف.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 119
إنا لا نوقت هذا الأمر.
48- ني، الغيبة للنعماني علي بن الحسين عن محمد العطار عن محمد بن الحسن الرازي عن محمد بن علي عن ابن جبلة عن علي بن أبي حازم عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك متى خروج القائم ع فقال يا با محمد إنا أهل البيت لا نوقت و قد قال محمد ع كذب الوقاتون يا با محمد إن قدام هذا الأمر خمس علامات أولهن النداء في شهر رمضان و خروج السفياني و خروج الخراساني و قتل النفس الزكية و خسف بالبيداء ثم قال يا با محمد إنه لا بد أن يكون قدام ذلك الطاعونان الطاعون الأبيض و الطاعون الأحمر قلت جعلت فداك أي شي‏ء الطاعون الأبيض و أي شي‏ء الطاعون الأحمر قال الطاعون الأبيض الموت الجاذف و الطاعون الأحمر السيف و لا يخرج القائم حتى ينادى باسمه من جوف السماء في ليلة ثلاث و عشرين في شهر رمضان ليلة جمعة قلت بم ينادى قال باسمه و اسم أبيه ألا إن فلان بن فلان قائم آل محمد فاسمعوا له و أطيعوه فلا يبقى شي‏ء خلق الله فيه الروح إلا سمع الصيحة فتوقظ النائم و يخرج إلى صحن داره و تخرج العذراء من خدرها و يخرج القائم مما يسمع و هي صيحة جبرئيل ع.
بيان: الجاذف السريع «1».
49- كا، الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد و علي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إن الله أوحى إلى عمران أني واهب لك ذكرا سويا مباركا يبرئ الأكمه و الأبرص و يحيي الموتى بإذن الله و جاعله رسولا إلى بني إسرائيل فحدث عمران امرأته حنة بذلك و هي أم مريم فلما حملت كان حملها بها عند نفسها غلام [غلاما] فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى ... و ليس الذكر كالأنثى أي لا تكون البنت رسولا يقول الله عز و جل و الله أعلم بما وضعت فلما وهب الله لمريم عيسى كان هو الذي بشر به عمران‏
__________________________________________________
(1) و الصحيح: «الجارف» كما في المصدر ص 156 و هو الموت العام.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 120
و وعده إياه فإذا قلنا في الرجل منا شيئا فكان في ولده أو ولد ولده فلا تنكروا ذلك.
بيان حاصل هذا الحديث و أضرابه أنه قد يحمل المصالح العظيمة الأنبياء و الأوصياء ع على أن يتكلموا في بعض الأمور على وجه المجاز و التورية و بالأمور البدائية على ما سطر في الكتاب المحو و الإثبات ثم يظهر للناس خلاف ما فهموه من الكلام الأول فيجب عليهم أن لا يحملوه على الكذب و يعلموا أن المراد منه غير ما فهموه كمعنى مجازي أو كان وقوعه مشروطا بشرط لم يتحقق.
و من جملة ذلك زمان قيام القائم ع و تعيينه من بينهم ع لئلا ييأس الشيعة و يسلوا أنفسهم من ظلم الظالمين بتوقع قرب الفرج فربما قالوا فلان القائم و مرادهم القائم بأمر الإمامة كما قالوا كلنا قائمون بأمر الله و ربما فهمت الشيعة أنه القائم بأمر الجهاد و الخارج بالسيف أو أرادوا أنه إن أذن الله له في ذلك يقوم به أو إن عملت الشيعة بما يجب عليهم من الصبر و كتمان السر و طاعة الإمام يقوم به أو كما
روي عن الصادق ع أنه قال ولدي هو القائم.
و المراد به السابع من ولده لا ولده بلا واسطة.
ثم مثل ذلك بما أوحى الله سبحانه إلى عمران أني واهب لك ذكرا و كان المراد ولد الولد و فهمت حنة أنه الولد بلا واسطة فالمراد بقوله ع فإذا قلنا إلى آخره أي بحسب فهم الناس أو ظاهر اللفظ أو المراد أنه قيل فيه حقيقة و لكن كان مشروطا بأمر لم يقع فوقع فيه البداء بالمعنى الذي حققناه في بابه و وقع في ولده.
و على هذا ما ذكر في أمر عيسى ع إنما ذكر على التنظير و إن لم تكن بينهما مطابقة تامة أو كان أمر عيسى أيضا كذلك بأنه كان قدر في الولد بلا واسطة و أخبر به ثم وقع فيه البداء و صار في ولد الولد.
و يحتمل المثل و مضربه معا وجها آخر و هو أن يكون المراد فيهما معنى مجازيا على وجه آخر ففي المثل أطلق الذكر السوي على مريم ع لأنها سبب‏



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 121
وجود عيسى ع إطلاقا لاسم المسبب على السبب و كذا في المضرب أطلق القائم على من في صلبه القائم إما على الوجه المذكور أو إطلاقا لاسم الجزء على الكل و إن كانت الجزئية أيضا مجازية و الله يعلم مرادهم ع.
50- كتاب المحتضر، للحسن بن سليمان تلميذ الشهيد رحمة الله عليهما قال روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري ع ما صورته قد صعدنا ذرى الحقائق بأقدام النبوة و الولاية و ساقه إلى أن قال و سيسفر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام الم و طه و الطواسين من السنين.
بيان يحتمل أن يكون المراد كل الم و كل ما اشتمل عليها من المقطعات أي المص و المراد جميعها مع طه و الطواسين ترتقي إلى ألف و مائة و تسعة و خمسين و هو قريب من أظهر الوجوه التي ذكرناها في خبر أبي لبيد و يؤيده كما أومأنا إليه.
ثم إن هذه التوقيتات على تقدير صحة أخبارها لا ينافي النهي عن التوقيت إذ المراد بها النهي عن التوقيت على الحتم لا على وجه يحتمل البداء كما صرح في الأخبار السالفة أو عن التصريح به فلا ينافي الرمز و البيان على وجه يحتمل الوجوه الكثيرة أو يخصص بغير المعصوم ع و ينافي الأخير بعض الأخبار و الأول أظهر.
و غرضنا من ذكر تلك الوجوه إبداء احتمال لا ينافي ما مر من هذا الزمان فإن مر هذا الزمان و لم يظهر الفرج و العياذ بالله كان ذلك من سوء فهمنا و الله المستعان مع أن احتمال البداء قائم في كل من محتملاتها كما مرت الإشارة إليه في خبر ابن يقطين و الثمالي و غيرهما فاحذر من وساوس شياطين الإنس و الجان و على الله التكلان.