بسم الله الرحمن الرحیم

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف


هم فاطمة و

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف

ولادت الامام الحجة بن الحسن المهدي عج(255 - 000 هـ = 868 - 000 م)

مطالب تفسیر ابن عربي راجع به حضرت عج



تفسير ابن عربي
در این تفسیر راجع به حضرت مهدي عج فراوان آمده است فراجع





تفسير ابن عربي ج‏1 11 [سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 2] ..... ص : 11
فمعنى الآية الم ذلِكَ الْكِتابُ الموعود، أي: صورة الكلّ المومى إليها بكتاب الجفر و الجامعة المشتملة على كل شي‏ء، الموعود بأنه يكون مع المهدي في آخر الزمان لا يقرأه كما هو بالحقيقة إلا هو، و الجفر لوح القضاء الذي هو عقل الكلّ و الجامعة لوح القدر الذي هو نفس الكلّ، فمعنى كتاب الجفر و الجامعة: المحتويان على كلّ ما كان و يكون، كقولك سورة (البقرة) و سورة (النمل).

تفسير ابن عربي ج‏1 12 [سورة البقرة(2): الآيات 1 الى 2] ..... ص : 11
من حيث هو كلّ لأنه مبين لذلك الكتاب الموعود على ألسنة الأنبياء و في كتبهم بأنه سيأتي كما قال عيسى عليه السلام: «نحن نأتيكم بالتنزيل، و أما التأويل فسيأتي به المهديّ في آخر الزمان». و حذف جواب القسم لدلالة ذلك الكتاب عليه، كما حذف في غير موضع من القرآن مثل (و الشمس) (و النازعات) و غير ذلك. أي إنّا منزلون لذلك الكتاب الموعود في التوراة و الإنجيل بأن يكون مع محمد حذف لدلالة قوله: ذلِكَ الْكِتابُ عليه أي: ذلك الكتاب المعلوم في العلم السابق، الموعود في التوراة و الإنجيل حق بحيث لا مجال للريب فيه.

تفسير ابن عربي ج‏1 50 [سورة البقرة(2): آية 113] ..... ص : 49
وَ قالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصارى‏ عَلى‏ شَيْ‏ءٍ لاحتجابهم بدينهم عن دينهم، و كذا قالت النصارى لاحتجابهم بالباطن عن الظاهر كما احتجب اليهود بالظاهر عن الباطن على ما هو حال أهل المذاهب اليوم في الإسلام. وَ هُمْ يَتْلُونَ الْكِتابَ و فيه ما يرشدهم إلى رفع الحجاب، و رؤية حق كل دين و مذهب، و ليس أهل ذلك الدين و المذهب حقهم بباطل لتقيّدهم بمعتقدهم، فما الفرق بينهم و بين الذين لا علم لهم و لا كتاب، كالمشركين، فإنهم يقولون مثل قولهم بل هم أعذر، إذ ليس عليهم إلا حجة العقل و هم بحجة العقل و الشرع فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ بالحق في اختلافاتهم يَوْمَ قيام الْقِيامَةِ الكبرى و ظهور الوحدة الذاتية عند خروج المهديّ عليه السلام. و في الحديث ما معناه: «إنّ اللّه يتجلى لعباده في صورة معتقداتهم فيعرفونه، ثم يتحوّل عن صورته إلى صورة أخرى فينكرونه»، و حينئذ يكونون كلهم ضالّين محجوبين إلا ما شاء اللّه و هو الموحد الذي لم يتقيد بصورة معتقده.

تفسير ابن عربي ج‏1 103 [سورة آل‏عمران(3): الآيات 33 الى 43] ..... ص : 102
و اعلم أنّ الولادة المعنوية أكثرها يتبع الصورية في التناسل، و لذلك كان الأنبياء في الظاهر أيضا نسلا، ثم ثمر شجرة واحدة، فإن عمران بن يصهر أبا موسى و هارون كان من أسباط لاوي بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، و عمران بن ماثان أبا مريم أم عيسى عليه السلام كان من أسباط يهود ابن يعقوب، و كون محمد عليه الصلاة و السلام من أسباط إسماعيل بن إبراهيم مشهور و كذا كون إبراهيم من نوح عليه السلام. و سببه أنّ الروح في الصفاء و الكدورة يناسب المزاج في الاعتدال و عدمه وقت التكوّن، فلكلّ روح مزاج يناسبه و يخصّه، إذ الفيض يصل بحسب المناسبة و تفاوت الأرواح في الأزل بحسب صنوفها و مراتبها في القرب و البعد، فتتفاوت الأمزجة بحسبها في الأبد لتتصل بها. و الأبدان المتناسلة الأرواح من بعض متشابهة في الأمزجة على الأكثر، اللهمّ إلا لأمور عارضة اتفاقية، فكذلك الأرواح المتصلة بها متقاربة في الرتبة، متناسبة في الصفة. و هذا مما يقوي أن المهديّ عليه السلام من نسل محمد صلى اللّه عليه و سلم.

تفسير ابن عربي ج‏1 237 [سورة الأعراف(7): الآيات 54 الى 106] ..... ص : 235
، لأن ابتداء الخفاء بالخلق هو انتهاء الظهور، فإذا انتهى الخفاء إلى الظهور عاد إلى أول الخلق كما مرّ، و يتم الظهور بخروج المهدي عليه السلام في تتمة سبعة أيام و لهذا قالوا: مدة الدنيا سبعة آلاف سنة. ثُمَّ اسْتَوى‏ عَلَى الْعَرْشِ أي: عرش القلب المحمدي بالتجلي التام فيه بجميع صفاته كما ذكر في معنى (ص) يُغْشِي ليل البدن و ظلمة الطبيعة نهار نور الروح يَطْلُبُهُ بتهيئته و استعداده لقبوله باعتدال مزاجه سريعا، و شمس الروح و قمر القلب و نجوم الحواس مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ الذي هو الشأن المذكور في قوله تعالى: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ. أَلا لَهُ الإيجاد بالقدرة و التصريف بالحكمة، أو ألا له التكوين و الإبداع. و إن حمل السموات و الأرض على الظاهر فالأيام الستة هي الجهات الست، إذ يعبر عن الحوادث بالأيام كقوله تعالى: وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ أي: خلق عالم الأجسام في الجهات الست ثم استعلى متمكنا على العرش بالتأثير فيه بإثبات صور الكائنات عليه. و للعرش ظاهر و باطن، فظاهره هو السماء التاسعة التي تنتقش فيها صور الكائنات بأسرها و يتبع وجودها و عدمها و المحو و الإثبات فيها على ما سيأتي في تأويل قوله تعالى: يَمْحُوا اللَّهُ ما يَشاءُ وَ يُثْبِتُ إن شاء اللّه. و باطنه هو العقل الأول المرتسم بصور الأشياء على وجه كلّي، المعبر عنه ببطنان العرش كما

تفسير ابن عربي ج‏1 245 [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 193] ..... ص : 243
المراد بالساعة: وقت ظهور القيامة الكبرى، أي: الوحدة الذاتية بوجود المهدي و لا يعلم وقتها إلا اللّه كما

تفسير ابن عربي ج‏1 246 [سورة الأعراف(7): الآيات 159 الى 193] ..... ص : 243
قال النبيّ عليه الصلاة و السلام في وقت خروج المهدي: «كذب الوقاتون»

تفسير ابن عربي ج‏1 347 [سورة إبراهيم(14): الآيات 4 الى 21] ..... ص : 345
وَ بَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً للخلائق ثلاث برزات، برزة عند القيامة الصغرى بموت الجسد و بروز كل أحد من حجاب جسده إلى عرصة الحساب و الجزاء، و برزة عند القيامة الوسطى بالموت الإرادي عن حجاب صفات النفس و البروز إلى عرصة القلب بالرجوع إلى الفطرة، و برزة عند القيامة الكبرى بالفناء المحض عن حجاب الإنية إلى فضاء الوحدة الحقيقية و هذا هو البروز المشار إليه بقوله تعالى: وَ بَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ، و من كان من أهل هذه القيامة يراهم بارزين لا يخفى على اللّه منهم شي‏ء. و أما ظهور هذه القيامة للكل و بروز الجميع للّه، و حدوث التقاول بين الضعفاء و المستكبرين، فهو بوجود المهديّ القائم بالحق، الفارق بين أهل الجنّة و النار عند قضاء الأمر الإلهي بنجاة السعداء و هلاك الأشقياء.

تفسير ابن عربي ج‏1 358 [سورة النحل(16): الآيات 1 الى 27] ..... ص : 357
. أخبر عن شهوده بقوله تعالى: أَتى‏ أَمْرُ اللَّهِ و لما كان ظهورها على التفصيل بحيث تظهر لكل أحد لا يكون إلا بوجود المهدي عليه السلام قال: فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ لأن هذا ليس وقت ظهوره، ثم أكد شهوده لوجه اللّه و فناء الخلق في القيامة بقوله: سُبْحانَهُ وَ تَعالى‏ عَمَّا يُشْرِكُونَ من إثبات وجود الغير. ثم فصّل ما شهد في عين الجمع لكونه في مقام الفرق بعد الجمع يشاهد كثرة الصفات في عين أحدية الذات بحيث لا يحتجب بالوحدة عن الكثرة و لا بالعكس، كما ذكر في قوله تعالى: شَهِدَ اللَّهُ الآية، فقال: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ أي: العلم الذي يحيي به القلوب، يعني:

تفسير ابن عربي ج‏1 386 [سورة الإسراء(17): آية 79] ..... ص : 386
. عَسى‏ أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً أي: في مقام يجب على الكل حمده و هو مقام ختم الولاية بظهور المهدي، فإن خاتم النبوّة في مقام محمود من وجه هو جهة كونه خاتم النبوة غير محمود من وجه هو جهة ختم الولاية، فهو من هذا الوجه في مقام الحامدية فإذا تم ختم الولاية يكون في مقام محمود من كل وجه.

تفسير ابن عربي ج‏1 397 [سورة الكهف(18): الآيات 12 الى 13] ..... ص : 397
لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ. و المحققون المصيبون هم الذين يكلون علمه إلى اللّه كالذين قالوا: رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِما لَبِثْتُمْ و لهذا لم يعين رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم وقت ظهور المهديّ عليه السلام، و
تفسير ابن عربي ج‏1 399 [سورة الكهف(18): آية 16] ..... ص : 398
فيغلبكم عليهم و يهيئ لكم دينا و طريقا ينتفع به، و قبولا يهتدي بكم الخلائق ناجين. و في الأوى إلى الكهف عند مفارقتهم سر آخر يفهم من دخول المهدي في الغار إذا خرج و نزل عيسى و اللّه أعلم. و في نشر الرحمة و تهيئة المرفق من أمرهم عند الأوى إلى الكهف إشارة إلى أنّ الرحمة الكامنة في استعدادهم إنما تنتشر بالتعلق البدني و الكمال بتهيئاته.

تفسير ابن عربي ج‏2 127 [سورة القصص(28): آية 75] ..... ص : 127
وَ نَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً أي: نخرج يوم القيامة عند خروج المهدي من كل أمّة نبيهم و هو أعرفهم بالحق فَقُلْنا على لسان الشهيد الذي يشهد الحق بشهود الكل و لا يحتجب بهم عنه هاتُوا بُرْهانَكُمْ على ما أنتم عليه أحق هو أم لا؟ فعجزوا عن آخرهم و ظهر برهان النبيّ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ أظهره مظهر الشهيد وَ ضَلَّ عَنْهُمْ مفترياتهم من المذاهب المختلقة و الطرق المتشعبة المتفرّقة. أو قلنا للشهداء: هاتوا برهانكم بإظهار التوحيد، فأظهروا، فعلموا أن الحقّ للّه.

تفسير ابن عربي ج‏2 139 [سورة الروم(30): الآيات 12 الى 16] ..... ص : 138
وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ بوقوع القيامة الصغرى يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ عن رحمة اللّه و تحيّرهم في العذاب، غير قابلين للرحمة، أو القيامة الكبرى بظهور المهديّ و قهرهم تحت سطوته و حرمانهم من رحمته، و حينئذ يتفرّق الناس بتميز المؤمن عن الكافر.

تفسير ابن عربي ج‏2 146 [سورة السجده(32): الآيات 1 الى 4] ..... ص : 146
، فإن وقت بعثته طلوع صبح الساعة و وسط نهار هذا اليوم وقت ظهور المهدي عليه السلام، و لأمر ما استحبّ قراءة هذه السورة في صبح يوم الجمعة. ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ عند ظهوره مِنْ وَلِيٍّ وَ لا شَفِيعٍ لفناء الكل فيه أَ فَلا تَتَذَكَّرُونَ العهد الأول من ميثاق الفطرة عند ظهور الوحدة.

تفسير ابن عربي ج‏2 149 [سورة السجده(32): الآيات 23 الى 30] ..... ص : 149
وَ لَقَدْ آتَيْنا مُوسَى كتاب العقل الفرقاني فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ من لقاء موسى عند بلوغك إلى مرتبته في معراجك كما ذكر في قصة المعراج أنه لقيه في السماء الخامسة و هو عند ترقّيه عن مقام السرّ الذي هو مقام المناجاة إلى مقام الروح الذي هو الوادي المقدّس يَوْمَ الْفَتْحِ المطلق يوم القيامة الكبرى بظهور المهدي لا ينفع إيمان المحجوبين حينئذ لأنه لا يكون إلا باللسان، و لا يفنى عنهم العذاب، و اللّه تعالى أعلم.

تفسير ابن عربي ج‏2 166 [سورة سبإ(34): الآيات 20 الى 54] ..... ص : 164
و امتيازهم عن المحجوبين المرتابين، فإن المستعدّ الموفق الصافي القلب ينبع علمه من مكمن الاستعداد و يتفجر من قلبه عند وسوسة الشيطان فيرجمه بمصابيح الحجج النيّرة و يطرده بالعياذ باللّه عند ظهور مفسدته الغوية بخلاف غيره من الذين اسودّت قلوبهم بصفات النفوس و ناسبت بجهالاتهم مكايد الشيطان و أحوال القيامة الكبرى من الجمع و الفصل و الفتح بين المحق و المبطل و مقالات الظالمين كلها تظهر عند ظهور المهدي عليه السلام.

تفسير ابن عربي ج‏2 206 [سورة الزمر(39): الآيات 69 الى 70] ..... ص : 206
وَ أَشْرَقَتِ أرض النفس حينئذ بِنُورِ رَبِّها و اتّصفت بالعدالة التي هي ظلّ شمس الوحدة و الأرض كلها في زمن المهدي عليه السلام بنور العدل و الحق وَ وُضِعَ الْكِتابُ أي:

تفسير ابن عربي ج‏2 214 [سورة غافر(40): الآيات 43 الى 50] ..... ص : 213
وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ بمحشر الأجساد أو ظهور المهدي عليه السلام. قيل لهم: ادخلوا أَشَدَّ الْعَذابِ لانقلاب هيئاتهم و صورها و تراكم الظلمات و تكاثف الحجب و ضيق المحبس و ضنك المضجع على الأول، و قهر المهدي عليه السلام إياهم و تعذيبه لهم لكفرهم به و بعدهم عنه و معرفته إياهم بسيماهم على الثاني.

تفسير ابن عربي ج‏2 240 [سورة الزخرف(43): الآيات 39 الى 65] ..... ص : 238
. فالثنية المسماة أفيق إشارة إلى مظهره الذي يتجسد فيه، و الأرض المقدسة إلى المادة الطاهرة التي يتكون منها جسده، و الحربة إشارة إلى صورة القدرة و الشوكة التي تظهر فيها. و قتل الدجال بها إشارة إلى غلبته على المتغلب المضلّ الذي يخرج هو في زمانه. و كسر الصليب و هدم البيع و الكنائس إشارة إلى رفعه للأديان المختلفة. و دخوله بيت المقدس إشارة إلى وصوله إلى مقام الولاية الذاتية في الحضرة الإلهية الذي هو مقام القطب. و كون الناس في صلاة الصبح إشارة إلى اتفاق المحمديين على الاستقامة في التوحيد عند طلوع صبح يوم القيامة الكبرى بظهور نور شمس الوحدة. و تأخر الإمام إشارة إلى شعور القائم بالدين المحمدي في وقته بتقدّمه على الكل في الرتبة لمكان قطبيته و تقديم عيسى عليه السلام إياه و اقتداؤه به على الشريعة المحمدية إشارة إلى متابعته للملّة المصطفوية و عدم تغييره للشرائع و إن كان يعلمهم التوحيد العياني و يعرفهم أحوال القيامة الكبرى و طلوع الوجه الباقي، هذا إذا كان المهدي عيسى بن مريم على ما

تفسير ابن عربي ج‏2 240 [سورة الزخرف(43): الآيات 39 الى 65] ..... ص : 238
، و إن كان المهدي غيره فدخوله بيت المقدس وصوله إلى محل المشاهدة دون مقام القطب و الإمام الذي يتأخر هو المهدي، و إنما يتأخر مع كونه قطب الوقت مراعاة لأدب صاحب الولاية مع صاحب النبوة، و تقديم عيسى عليه السلام إياه لعلمه بتقدمه في نفس الأمر لمكان قطبيته و صلاته خلفه على الشريعة المحمدية اقتداؤه به تحقيقا للاستفاضة منه ظاهرا و باطنا و اللّه أعلم.

تفسير ابن عربي ج‏2 240 [سورة الزخرف(43): الآيات 66 الى 76] ..... ص : 240
هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ أي: ظهور المهدي دفعة و هم غافلون عنه الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ الخلة، إما أن تكون خيرية أو لا، و الخيرية إما أن تكون في اللّه أو للّه، و الغير الخيرية إما أن يكون سببها اللذة النفسانية أو النفع العقلي.

تفسير ابن عربي ج‏2 247 [سورة الدخان(44): الآيات 13 الى 16] ..... ص : 245
، فهو في عدم التمييز و الرجوع إلى التفصيل و الانهماك في الدواعي الطبيعية و التعمّق في الجاهلية كالسكران غلب الهوى على عقله و أحاط به الحجاب من جميع جهاته و ظهر أثر الغيّ من مشاعره، هذا عذاب أليم لكنه لا يشعر به لشدّة انهماكه في تفرعنه و قوة شكيمته في تشيطنه، كلما دعاه الموحد القائم بالحق المهدي إلى نور الذات بالفناء المطلق المنصور من عند اللّه بالوجود الموهوب المتحقق و نبهه على ما به من الاحتجاب أبى و استكبر و طغى و تجبّر لاستغنائه بنفسه و ثباته في غيّه حتى إذا وقع في الارتياب و تفطّن بالحجاب عند ارتتاج الباب بتعين المآب و تيقن العقاب قال: رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) كما قال فرعون حين أدركه الغرق: آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرائِيلَ، أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى‏ أي: الاتعاظ و الإيمان الحقيقي و قد عاندوا الحق و أعرضوا عن القائم بالحق، فلعنوا و طردوا. إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ ريثما تحققوا ما هم فيه من الوقوف مع النفس و تبينوا التفريط في جنب الحق إِنَّكُمْ عائِدُونَ لفرط تمكين الهوى من أنفسكم و تشرّب قلوبكم بمحبة نفوسكم و استيلاء صفاتها عليكم و قوّة الشيطنة فيكم. يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى‏ بالقهر الحقيقي و الإذلال الكلي و الطرد و الإبعاد ننتقم منهم لمكان شركهم و عبادتهم لأنفسهم و مبارزتهم علينا بالظهور في مقابلتنا و منازعتهم رداء الكبرياء منّا، كما قلنا: «العظمة إزاري و الكبرياء ردائي، فمن نازعني واحدا منهما قذفته في النار»، و أما حكاية قوم فرعون فاشتهيت تطبيقها على حالك فافهم منها.

تفسير ابن عربي ج‏2 256 [سورة الأحقاف(46): الآيات 1 الى 5] ..... ص : 256
ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ أي: بالوجود المطلق الثابت الأحدي الصمدي الذي يتقوّم به كل شي‏ء، أو بالعدل الذي هو ظل الوحدة المنتظم به كل كثرة، كما قال: بالعدل قامت السموات و الأرض. وَ بتقدير أَجَلٍ مُسَمًّى أي: كمال معين ينتهي به كمال الوجود و هو القيامة الكبرى بظهور المهدي و بروز الواحد القهار بالوجود الأحدي الذي يفنى عنده كل شي‏ء كما كان في الأزل وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بالاحتجاب عن الحق عَمَّا أُنْذِرُوا من أمر هذه القيامة مُعْرِضُونَ.

تفسير ابن عربي ج‏2 296 [سورة النجم(53): الآيات 57 الى 62] ..... ص : 295
و جمع بين السبابة و الوسطى، و تظهر بوجود المهدي عليه السلام لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ أي: نفس مبينة لامتناع وجود غيره و علمه عندها فَاسْجُدُوا لِلَّهِ بالفناء وَ اعْبُدُوا بالبقاء بعده، و اللّه أعلم.

تفسير ابن عربي ج‏2 297 [سورة القمر(54): الآيات 1 الى 6] ..... ص : 297
اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ إنما كان انشقاق القمر آية قرب القيامة الكبرى، لأن القمر إشارة إلى القلب لكونه ذا وجهين: وجه مظلم يلي النفس، و آخر منوّر يلي الروح، و لاستفادته النور من الروح كاستفادة القمر النور من الشمس و انفلاقه بتأثير نور الروح فيه و ظهور شمسه من مغربها أي: بروزها من حجاب القلب بعد كونها فيه علامة قرب الفناء في الوحدة لكونه مقام المشاهدة المؤدية إلى الشهود الذاتي و إن حملت على دور الظهور الذي هو زمان المهدي المبعوث في نسمها. فانشقاق القمر انفلاقه عن ظهور محمد عليه السلام لظهوره في دور القمر و إن حملت على الصغرى فالقمر هو البدن لاستفادته نور الشعور و الحياة من شمس الروح و ظلمته في نفسه و يقويه قوله: يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ أي: يظهر مقتضى الموت و يدعو موجبه إلى شي‏ء منكر فظيع تكرهه النفوس.
تفسير ابن عربي ج‏2 311 [سورة الواقعة(56): الآيات 10 الى 14] ..... ص : 310
، أي: ليس الأولون من أمم المتقدمين و الآخرون من أمّته عليه السلام، بل العكس أولى أو ثلة من أوائل هذه الأمة الذين شاهدوا النبي صلى اللّه عليه و سلم و أدركوا طراوة الوحي في زمانه أو قاربوا زمانه و شاهدوا من صحبه من التابعين، و الآخرون هم الذين طال عليهم الأمد فقست قلوبهم في آخر دور الدعوة و قرب زمان خروج المهدي عليه السلام لا الذين هم في زمانه، فإن السابقين في زمانه أكثر لكونهم أصحاب القيامة الكبرى و أهل الكشف و الظهور.

تفسير ابن عربي ج‏2 340 [سورة الجمعة(62): الآيات 1 الى 11] ..... ص : 339
السبابة و الوسطى. و يزداد إلى تمام سبعة آلاف سنة من لدن آدم عليه السلام أول الأنبياء إلى زمان المهدي عليه السلام، و ينقضي الخفاء بالظهور التام لقيام الساعة و وقوع القيامة الكبرى و عند ذلك يظهر فناء الخلق و البعث و النشور و الحساب و يتميز أهل النار و أهل الجنة و يرى عرش اللّه بارزا كما حكى حارثة رضي اللّه عنه عن شهوده و هي في الآخرة. فالستة منها هي التي خلق فيها السموات و الأرض لأن الخلق حجاب الحق، فمعنى خلق اختفى بهما فأظهرهما و بطن، و اليوم السابع هو يوم الجمع و زمان الاستواء على العرش بالظهور في جميع الصفات، و ابتداء يوم القيامة الذي طلع فجره ببعثة نبينا محمد صلّى اللّه عليه و على آله، فالمحمديون أهل الجمعة و محمد صاحبها و خاتم النبيين، و إنما سمي يوم الجمع لأنه وقت الظهور في صورة الاسم الأعظم لجميع الصفات و وقت استوائه في الظهور بجميعها بحيث لا يختلف بالظهور و الخفاء. و لهذا السر ندبت الصلاة يوم الجمعة وقت الاستواء و كرهت في سائر الأيام، و يسمى هذا الظهور عين الجمع لاجتماع الكل فيه و لهذا المعنى سميت الجمعة جمعة. و اتفق أهل الملل كلها من اليهود و غيرهم أن اللّه فرغ من خلق السموات و الأرض في اليوم السابع، إلا أن اليهود قالوا: إنه السبت، و ابتداء الخلق من الأحد. و على ما أوّلنا يكون هو يوم الجمعة. و كون الأحد ابتداء الخلق مؤوّل بأن أحدية الذات منشأ الكثرة و إن جعلنا الأحد أول الأيام و وقت ابتداء الخلق كان جميع دور النبوة دور الخفاء. و في السادس ابتداء الظهور و ازداد في الخواص حتى ينتهي إلى تمام الظهور و ارتفاع الخفاء في آخره عند خروج المهدي، و يعم الظهور في السابع الذي هو السبت. و لما كان هذا اليوم- أي يوم الجمعة- موضوعا بإزاء هذا المعنى، ندب الناس فيه إلى الفراغ من الأشغال الدنيوية التي هي حجب كلها و الحضور و الاجتماع في الصلاة و أوجب السعي إلى ذكر اللّه فيه و ترك البيع لكي تتظاهر النفوس بهيئة الاجتماع في صلاة الحضور المعدّ للوصول إلى حضرة الجمع عسى أن يتذكر أحدهم بالفراغ عن الأشغال الدنيوية التجرّد عن الحجب الخلقية، و بالسعي إلى ذكر اللّه، السلوك في طريقه، و الصلاة مع الاجتماع: الوصول إلى حضرة الجمع، فيفلح.

تفسير ابن عربي ج‏2 448 [سورة البينة(98): آية 1] ..... ص : 448
لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا أي: حجبوا إما عن الدين و طريق الوصول إلى الحق كأهل الكتاب و إما عن الحق أيضا كالمشركين مُنْفَكِّينَ عما هم فيه من الضلالة حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ أي: الحجة الواضحة الموصلة إلى المطلوب و ذلك أن الفرق المختلفة المحتجبة بأهوائهم و ضلالاتهم من اليهود و النصارى و المشركين كانوا يتخاصمون و يتعاندون و يدعي كل حزب حقية ما عليه و يدعو صاحبه إليه و ينسب دينه إلى الباطل، ثم يتفقون على أنّا لا ننفك عما نحن فيه حتى يخرج النبي الموعود في الكتابين المأمور باتباعه فيهما فنتبعه و نتفق على الحق على كلمة واحدة كما عليه الآن بعينه حال هؤلاء المتعصبين من أهل المذاهب المتفرّقة و انتظارهم خروج المهدي في آخر الزمان و وعدهم على اتباعه متفقين على كلمة واحدة و لا أحسب حالهم إلا مثل حال أولئك إذا خرج، أعاذنا اللّه من ذلك، فحكى اللّه قولهم و بين أنهم ما تفرّقوا تفرّقا قويا و ما اشتدّ اختلافهم و تعاندهم إلا من بعد ما جاءتهم البينة بخروجه لأن كل فرقة، بل كل شخص، توهم أنه يوافق هواه و يصوّب رأيه لاحتجابه بدينه، فلما ظهر خلاف ذلك ازداد كفره و عناده و اشتدّت شكيمته و ضغينته.