بسم الله الرحمن الرحیم

موعظه امام حسین علیه السلام-ان الله لا یخدع عن جنته

الامام سید الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ع(4 - 61 هـ = 625 - 680 م)
صحت وسقم بعضي از احاديث-اسقونی شربة من الماء-إنّ الحیاة عقیدة و جهاد-إن کان دین محمّد لم یستقم إلّا بقتلی یا سیوف خذینی-مَهلاً مَهلا یَابنَ الزَّهراء



شرح روایت


اصل روايت

موعظة
أوصيكم بتقوى الله و أحذركم أيامه و أرفع لكم أعلامه فكأن المخوف قد أفد بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم «4» و حال بين العمل و بينكم فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه «5» فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها و من علوها إلى سفلها و من أنسها إلى وحشتها و من روحها و ضوئها إلى ظلمتها و من سعتها إلى ضيقها حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ أعاننا الله و إياكم على أهوال ذلك اليوم و نجانا و إياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم‏
__________________________________________________
 (1). الخول. العبيد و الخدم و الإماء.
 (2). غش الرجل أظهر خلاف ما أضمره و زين غير المصلحة. و الغشوم. الظالم.
 (3). التنافس في السلطنة: الرغبة فيها على وجه المفاخرة و المباراة.
 (4). أفد- كفرح-: عجل و دنا و أزف. و المهول: ذو الهول و بشع: ضد حسن و طيب اي كريه الطعم و الرائحة. و المهج- كغرف-: جمع مهجة كغرفة-: الدم أو دم القلب و المراد به الروح.
 (5). بغتات: جمع بغتة. و الطوارق: جمع الطارقة: الداهية.
                       

 

 

تحف العقول، النص، ص: 240
الجزيل من ثوابه عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم و مدى مظعنكم «1» كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه لا وزير له يمنعه و لا ظهير عنه يدفعه و يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله تبارك و تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله

 


                        الوافي، ج‏26، ص: 244

و من مواعظ أبي عبد الله الحسين بن علي عليهما السلام ما رواه في الكتاب المذكور «2» أيضا عنه عليه السلام قال" أوصيكم بتقوى الله و أحذركم أيامه و أرفع لكم أعلامه فكان المخوف قد أفد بمهول «3» وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم، فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها، و من علوها إلى أسفلها، و من أنسها إلى وحشتها، و من روحها وضوءها إلى ظلمتها، و من سعتها إلى ضيقها، حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ، أعاننا الله و إياكم على أهوال ذلك اليوم و نجانا و إياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه.
عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم و مدى مظعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف على حسابه، لا وزير له يمنعه، و لا ظهير عنه يدفعه، و يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، قل انتظروا إنا منتظرون.
أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب، فإياك أن تكون ممن تخاف على العباد من ذنوبهم، و يأمن العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك و تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله".

 


3- ف «3»، تحف العقول موعظة منه ع أوصيكم بتقوى الله و أحذركم أيامه و أرفع لكم أعلامه فكأن المخوف قد أفد بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم «4» و حال بين العمل و بينكم فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار كأنكم ببغتات طوارقه «5» فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها و من علوها إلى سفلها و من أنسها إلى وحشتها و من روحها و ضوئها إلى ظلمتها و من سعتها إلى ضيقها حيث لا يزار حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ أعاننا الله و إياكم على أهوال ذلك اليوم و نجانا و إياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم و مدى مظعنكم «6» كان حسب العامل‏
__________________________________________________
 (1) في بعض النسخ «من حاول أمرءا».
 (2) في بعض النسخ «أسرع لمجى‏ء ما يحذر».
 (3) التحف ص 239.
 (4) أفد- كفرح-: عجل و دنا و أزف. و المهول: ذو الهول. و بشع: ضد حسن و طيب اي كريه الطعم و الرائحة. و المهج- كغرف-: جمع مهجة- كغرفة-: الدم، أو دم القلب و المراد به الروح.
 (5) بغتات: جمع بغتة. و الطوارق: جمع الطارقة: الداهية.
 (6) القصر: الجهد و الغاية. و المرمى: مصدر ميمى أو مكان الرمى و زمانه. و المدى:
الغاية و المنتهى. و يذهل: ينسى و يسلو- من الذهول-: الذهاب عن الامر.
                       

 

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏75، ص: 121
شغلا يستفرغ عليه أحزانه و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه- لا وزير له يمنعه و لا ظهير عنه يدفعه و يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون أوصيكم بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله تبارك و تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله.
4- كشف «1»، كشف الغمة خطب الحسين ع فقال أيها الناس نافسوا في المكارم و سارعوا في المغانم و لا تحتسبوا بمعروف لم تعجلوا و اكسبوا الحمد بالنجح و لا تكتسبوا بالمطل ذما فمهما يكن لأحد عند أحد صنيعة له رأى أنه لا يقوم بشكرها فالله له بمكافاته فإنه أجزل عطاء و أعظم أجرا و اعلموا أن حوائج الناس إليكم من نعم الله عليكم فلا تملوا النعم فتحور نقما «2» و اعلموا أن المعروف مكسب حمدا و معقب أجرا فلو رأيتم المعروف رجلا رأيتموه حسنا جميلا تسر الناظرين و لو رأيتم اللؤم رأيتموه سمجا «3» مشوها تنفر منه القلوب و تغض دونه الأبصار أيها الناس من جاد ساد و من بخل رذل و إن أجود الناس من أعطى من لا يرجوه و إن أعفى الناس من عفا عن قدرة و إن أوصل الناس من وصل من‏
__________________________________________________
بدهشة. اى لو كانت الدنيا آخر أمركم و ليس وراءها شي‏ء لجدير بأن الإنسان يجد و يتعب و يسعى لطلب الخلاص من الموت و تبعاته و يشغل عن غيره.
 (1) كشف الغمة ج 2 ص 241.
 (2) حار يحور حورا: رجع.
 (3) السمج: القبيح.

 

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏75، ص: 122
قطعه و الأصول على مغارسها بفروعها تسمو فمن تعجل لأخيه خيرا وجده إذا قدم عليه غدا و من أراد الله تبارك و تعالى بالصنيعة إلى أخيه كافأه بها في وقت حاجته و صرف عنه من بلاء الدنيا ما هو أكثر منه و من نفس كربة مؤمن فرج الله عنه كرب الدنيا و الآخرة و من أحسن أحسن الله إليه- و الله يحب المحسنين.

 


                        سفينة البحار، ج‏8، ص: 534
مواعظ الحسين بن علي عليهما السلام‏
باب مواعظ الحسين بن أمير المؤمنين (صلوات الله عليهما) «2».
تحف العقول: موعظة منه عليه السلام: أوصيكم بتقوى الله و أحذركم أيامه و أرفع لكم أعلامه فكأن المخوف قد أفل «3» بمهول وروده و نكير حلوله و بشع مذاقه فاعتلق مهجكم و حال بين العمل و بينكم، فبادروا بصحة الأجسام و مدة الأعمار كأنكم نبعات «4» طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض الى بطنها و من علوها الى سفلها و من أنسها الى وحشتها و من روحها وضوءها الى ظلمتها و من سعتها الى ضيقها حيث لا يزال حميم و لا يعاد سقيم و لا يجاب صريخ، أعاننا الله و إياكم على أهوال ذلك اليوم و نجانا و إياكم من عقابه و أوجب لنا و لكم الجزيل من ثوابه، عباد الله فلو كان ذلك قصر مرماكم و مدى مضعنكم كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه و يذهله عن دنياه و يكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف و هو بعد ذلك مرتهن باكتسابه مستوقف على حسابه، لا وزير له يمنعه و لا ظهير عنه يدفعه و يومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا انا منتظرون، أوصيكم بتقوى الله فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب، فاياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فان الله تبارك و تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال‏
__________________________________________________
 (1) ق: 10/ 22/ 132، ج: 44/ 138.
 (2) ق: 17/ 20/ 148، ج: 78/ 116.
 (3) أفل كفرح: نشط، و أفلت المرضع أي ذهب لبنها، و تأفل: تكبر. (القاموس).
 (4) النبعة: واحدة شجر النبع، و تستعمل للقوس و يقال: هو من نبعة كريمة أي من أصل كريم. (المنجد). و طوارقه أي حوادثه و الضمير يرجع الى المخوف. (منه مد ظله).
                       

 

سفينة البحار، ج‏8، ص: 535
ما عنده الا بطاعته إن شاء الله «1».
أقول: نقل السيد الأجل السيد علي خان الشيرازي من كتاب (خلق الإنسان) للفاضل النيسابوري انه قال: كان الحسين بن علي سيد الشهداء عليهما السلام كثيرا ما ينشد هذه الأبيات و تزعم الرواة انها مما أملته نفسه الطاهرة على لسان مكارمه الوافرة:
         لئن كانت الأفعال يوما لأهلها             كمالا فحسن الخلق أبهى و أكمل‏
             و إن كانت الأرزاق رزقا مقدرا             فقلة جهد المرء في الكسب أجمل‏
             و إن كانت الدنيا تعد نفيسة             فدار ثواب الله أعلى و أنبل‏
             و إن كانت الأبدان للموت أنشأت             فقتل امرى‏ء بالسيف في الله أفضل‏
             و إن كانت الأموال للترك جمعها             فما بال متروك به المرء يبخل‏
 أقول: يأتي في مواعظ الصادق عليه السلام ما يناسب هذا.

 


                        مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏3، ص: 155
26 وصيته عليه السلام لعامة الناس‏
أوصيكم بتقوى الله وأحذركم أيامه، وأرفع لكم أعلامه، فكأن المخوف قد أفد بمهول وروده، ونكير حلوله وبشع مذاقه، فاعتلق مهجكم وحال بين العمل وبينكم، فبادروا بصحة الأجسام في مدة الأعمار، كأنكم ببغتات طوارقه فتنقلكم من ظهر الأرض إلى بطنها، ومن علوها إلى سفلها، ومن أنسها إلى وحشتها، ومن روحها وضوئها إلى ظلمتها، ومن سعتها إلى ضيقها؛ حيث لا يزار حميم ولا يعاد سقيم ولا يجاب صريخ.
أعاننا الله وإياكم على أهوال ذلك اليوم، ونجانا وإياكم من عقابه، وأوجب لنا ولكم الجزيل من ثوابه.
عباد الله، فلو كان ذلك قصر مرماكم ومدى مظعنكم، كان حسب العامل شغلا يستفرغ عليه أحزانه ويذهله عن دنياه ويكثر نصبه لطلب الخلاص منه، فكيف وهو بعد ذلك مرتهن باكتسابه، مستوقف على حسابه، لا وزير له يمنعه ولا ظهير عنه يدفعه، ويومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا، قل انتظروا إنا منتظرون.
أوصيكم بتقوى الله، فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب ويرزقه من حيث لا يحتسب.
فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم، ويأمن العقوبة من ذنبه، فإن الله تبارك وتعالى لا يخدع عن جنته، ولا ينال ما عنده إلابطاعته إن شاء الله. «2»

__________________________________________________
 (1). التوحيد: ص 90 ح 5، مجمع البيان: ج 10 ص 861، بحار الأنوار: ج 3 ص 223.
 (2). تحف العقول: ص 239، بحار الأنوار: ج 78 ص 120 ح 3

 

 

************

************

روايات مشابه

                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص: 49
9- علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين و حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبد الله ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله.

 

                        مجموعة ورام، ج‏2، ص: 46

أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه قال قرأت جوابا عن أبي عبد الله ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عز و جل فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله‏

 

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏11، ص: 343
قرأت جوابا من أبي عبد الله عليه السلام إلى رجل من أصحابه، أما بعد فاني اوصيك بتقوى الله فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب، و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فان الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله.
 [إن الله تعالى اختار من بني هاشم سبعة لم يخلق مثلهم.]
10- عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن عيثم بن أشيم، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج النبي صلى الله عليه و آله ذات يوم و هو مستبشر يضحك سرورا فقال له الناس: أضحك الله سنك يا رسول الله و زادك‏
__________________________________________________
 (اما بعد) أى بعد الحمد و الصلاة و نحوهما و لم يذكرهما لكونهما معلومين بحسب المقام أو ذكرهما فى الجواب أولا و لم يذكرهما المصنف اختصارا لعدم تعلق الغرض بذكرهما هنا كما فعل مثل ذلك فى كثير من المواضع (فانى أوصيك بتقوى الله) أى بفعل الطاعات و ترك المنهيات (فان الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره الى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب) كما قال عز و جل و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب و قال امير المؤمنين عليه السلام «من أخذ بالتقوى غربت عنه الشدائد» و فيه وعد لمن اتقاه بأنه يحوله من الفتن و الشدائد و ضيق المعيشة الى أضدادها و من ظلمة الجهل و عداوة الخلق الى نور العلم و محبتهم له و من طريق النار الى طريق الجنة و من ألم الفراق من الحق الى لذة الوصال به الى غير ذلك و إليه أشار أمير المؤمنين عليه السلام بقوله «و اعلموا أن من يتق الله يجعل له مخرجا من الفتن و نورا من الظلم و يخلده فيما اشتهت نفسه و ينزله منزل الكرامة عنده فى دار اصطنعها لنفسه» و هذه كناية عن الجنة و نسبها الى نفسه تعظيما لها و ترغيبا فيها و الجنة الحسية أشرف المقامات لاشرف المخلوقات و كذا الجنة العقلية و هى درجات الوصول و الاستغراق فى المعارف الالهية التى بها السعادة و البهجة الابدية و التقوى أعظم الاسباب لهما (اياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يا من العقوبة من ذنبه) كمن وعظ و أمر و نهى غيره و خالف و نسى نفسه و من اغتاب أحدا على ذنبه أو كرهه و هو يعمله و لا يكره ذنب نفسه (فان الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده الا بطاعته ان شاء الله) أشار الى أنه تعالى ليس بجاهل و لا غافل عما يعمله العباد من الطاعة و المعصية فيرد المستحق للجنة و الثواب و يكرم المستحق للعقوبة و العذاب كما هو شأن كثير من الناس بل هو عالم بكل شي‏ء و حقيقته فنزل كل أحد فى منزله و مرتبته.
 

 

                        متن الحديث التاسع‏

علي بن محمد، عمن ذكره، عن محمد بن الحسين؛ وحميد بن زياد، عن الحسن بن محمد الكندي جميعا؛ عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن رجل من أصحابه، قال:
قرأت جوابا من أبي عبد الله عليه السلام إلى رجل من أصحابه:
 «أما بعد، فإني أوصيك بتقوى الله؛ فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب، ويرزقه من حيث لايحتسب، فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم، ويأمن العقوبة من ذنبه؛ فإن الله- عز وجل- لايخدع عن جنته، ولا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله».
                        شرح‏

السند مقطوع مجهول.
قوله: (أما بعد) أي بعد الحمد والصلاة، وكأن عدم ذكرهما أولا لكونهما معلومين بحسب المقام، أو أنه عليه السلام ذكرهما في الجواب أولا ولم يتعرض المصنف لذكرهما اختصارا؛ لعدم تعلق الغرض به هاهنا.
وقوله: (ممن يخاف على العباد من ذنوبهم).
 «يخاف» على بناء المعلوم، أي يعلم قبح ذنوب العباد، ويحكم بكونهم في معرض الوبال والنكال. «3»
 (ويأمن العقوبة من ذنبه) أي يغفل عن ذنب نفسه وما يترتب عليه من العقوبة، كما قال عز
__________________________________________________
 (1). راجع: القاموس المحيط، ج 4، ص 362 (عشو).
 (2). قاله المحقق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج 11، ص 342.
 (3). قال العلامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول، ج 25، ص 106: «ويمكن أن يقرأ على البناء للمفعول؛ أي له ذنوب يخاف على الناس العقوبة بذنوبه، وهو آمن، لكن يأبى منه إفراد الضمائر في الفقرة الثانية».
                       

 

البضاعة المزجاة (شرح كتاب الروضة من الكافي لابن قارياغدي)، ج‏1، ص: 487
من قائل: «أ تأمرون الناس بالبر و تنسون أنفسكم». «1»
وقوله: (لا يخدع عن جنته) أي لا يمكن دخولها بالخدعة، بل بالإيمان والطاعة.
والحاصل أنه سبحانه ليس بجاهل ولا غافل عما يعمل العباد من الطاعة والمعصية، فيعاقب المطيع المستحق للجنة والثواب، ويثيب العاصي المستوجب للحرمان والعقاب، كما هو شأن الجهلة من الناس، بل هو عالم بما يعمل العاملون، وأي مجرى يجرون، وإلى أي منقلب ينقلبون، فينزل كل أحد منزلته اللائق به.

 

                        الوافي، ج‏4، ص: 306
محمد بن الحسين و حميد عن ابن سماعة جميعا عن الميثمي عن رجل من أصحابه قال قرأت جوابا من أبي عبد الله ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله تعالى لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله.
بيان‏
أشار ع بقوله إن الله قد ضمن إلى قوله سبحانه و من يتق الله يجعل له مخرجا «1» لا يخدع عن جنته يعني لا يمكن دخول جنته بالمخادعة معه سبحانه و المكر به تعالى عن ذلك‏

 

                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏25، ص: 106

[وصية و موعظة لإبي عبد الله الصادق عليه السلام‏]
 [الحديث 9]
9 علي بن محمد عمن ذكره عن محمد بن الحسين و حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندي جميعا عن أحمد بن الحسن الميثمي عن رجل من أصحابه قال: قرأت جوابا من أبي عبد الله ع إلى رجل من أصحابه أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله فإن الله قد ضمن لمن اتقاه أن يحوله عما يكره إلى ما يحب و يرزقه من حيث لا يحتسب فإياك أن تكون ممن يخاف على العباد من ذنوبهم و يأمن العقوبة من ذنبه فإن الله عز و جل لا يخدع عن جنته و لا ينال ما عنده إلا بطاعته إن شاء الله‏

__________________________________________________.
الحديث التاسع: مرسل.
قوله عليه السلام:" يخاف على العباد من ذنوبهم" يخاف على المعلوم أي يعلم قبح ذنوب العباد و يحكم بكونهم في معرض العقاب، و يغفل عن ذنوب نفسه و لا يخاف العقوبة على ما يعلم منها، و يمكن أن يقرأ على البناء للمفعول أي له ذنوب يخاف على الناس العقوبة بذنوبه، و هو آمن، لكن يأبى منه إفراد الضمائر في الفقرة الثانية.
قوله عليه السلام:" لا يخدع عن جنته" أي لا يمكن دخول الجنة بالخدعة، بل بالطاعة الواقعية.

 

 

 

جایگاه موعظه

«محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء» للراغب الاصفهانی (2/ 414):
«وقال رجل للحسين بن علي: من أشرف الناس؟ قال: من اتعظ قبل ‌أن ‌يوعظ واستيقظ قبل أن يوقظ




Tuesday - 26/7/2022 - 2:0

 شرح روایت

احذرکم ایامه

إبراهيم : 5   وَ لَقَدْ أَرْسَلْنا مُوسى‏ بِآياتِنا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَ ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ في‏ ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ

الجاثية : 14   قُلْ لِلَّذينَ آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ

 

روایات

222

2- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «و ذكرهم بأيام الله‏» قال: بآلائه يعني نعمه‏[1].[2]


                        تفسير نور الثقلين، ج‏2، ص: 526

6- في تفسير العياشي عن إبراهيم بن عمرو عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: و ذكرهم بأيام الله قال: بآلاء الله يعني بنعمه

7- في كتاب الخصال عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أيام الله يوم يقوم القائم و يوم الكرة و يوم القيمة.
8- في تفسير علي بن إبراهيم «و ذكرهم بأيام الله» قال: أيام الله ثلثة: يوم القائم صلوات الله عليه، و يوم الموت، و يوم القيمة.
9- في أمالي شيخ الطائفة قدس سره بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال: حدثني عبد الله بن عباس و جابر بن عبد الله الأنصاري إن النبي صلى الله عليه و آله قال: في قوله عز و جل:
 «و ذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور» أيام الله نعماؤه، و بلاؤه ببلائه سبحانه‏
، و الحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
10- في مجمع البيان «و ذكرهم بأيام الله» فيه أقوال إلى قوله «الثاني» ان المعنى‏
و ذكرهم بنعم الله سبحانه في سائر أيامه، و روى ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام.

 

                        *    *    *    *    *
5674/ «4»- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي (رحمه الله) ببغداد، قال: سمعت جدي إبراهيم بن علي يحدث، عن أبيه علي بن عبيد الله، قال: حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه (عليهم السلام)، و حدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة، قال: حدثني عمي عمر بن علي، قال: حدثني أخي محمد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين (صلى الله عليهم). قال أبو جعفر (عليه السلام): «و حدثني عبد الله بن العباس و جابر بن عبد الله الأنصاري، و كان بدريا أحديا شجريا، و ممن محض من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مودة أمير المؤمنين (عليه السلام)، قالوا: بينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مسجده في رهط من الصحابة، فيهم: أبو بكر، و أبو عبيدة «1»، و عمر، و عثمان، و عبد الرحمن، و رجلان من قراء الصحابة، هما: من‏
__________________________________________________
 (1)- الخصال: 108/ 75، ينابيع المودة: 424.
 (2)- معاني الأخبار: 365/ 1، ينابيع المودة: 424.
 (3)- مختصر بصائر الدرجات: 18، ينابيع المودة: 424.
 (4)- الأمالي 2: 105.
 (1) (و أبو عبيدة) ليس في المصدر.
                        البرهان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 287
المهاجرين عبد الله بن أم عبد، و من الأنصار أبي بن كعب، و كانا بدريين، فقرأ عبد الله من السورة التي يذكر فيها لقمان حتى أتى على هذه الآية: و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة الآية «1»، و قرأ أبي من السورة التي يذكر فيها إبراهيم (عليه السلام): و ذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور قالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أيام الله نعماؤه و بلاؤه، و هي مثلاته «2» سبحانه.
ثم أقبل (صلى الله عليه و آله) على من شهده من الصحابة، فقال: إني لأتخولكم بالموعظة «3» تخولا مخافة السآمة عليكم، و قد أوحي إلي ربي جل جلاله أن أذكركم بالنعمة، و أنذركم بما اقتص عليكم من كتابه، و تلا: و أسبغ عليكم نعمه الآية. ثم قال لهم: قولوا الآن قولكم، ما أول نعمة رغبكم الله فيها و بلاكم بها؟ فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم و أحسن إليهم بها، من المعاش و الرياش و الذرية و الأزواج، إلى سائر ما بلاهم الله عز و جل به من أنعمه الظاهرة.
فلما أمسك القوم أقبل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على علي (عليه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، قل، فقد قال أصحابك. فقال: و كيف لي بالقول- فداك أبي و أمي- و إنما هدانا الله بك؟ قال: و مع ذلك فهات. قل ما أول نعمة بلاك الله عز و جل، و أنعم عليك بها؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه و لم أك شيئا مذكورا. قال: صدقت، فما الثانية؟ قال:
الله أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا. قال: صدقت، فما الثالثة؟ قال: أن أنشأني- فله الحمد- في أحسن صورة و أعدل تركيب. قال: صدقت، فما الرابعة؟ قال: أن جعلني متفكرا واعيا لا أبله ساهيا. قال: صدقت، فما الخامسة؟ قال: أن جعل لي مشاعر أدرك ما ابتغيت بها، و جعل لي سراجا منيرا. قال: صدقت، فما السادسة؟ قال:
أن هداني لدينه، و لم يضلني عن سبيله. قال: صدقت، فما السابعة؟ قال: أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها.
قال: صدقت، فما الثامنة؟ قال: أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا. قال: صدقت، فما التاسعة؟ قال: أن سخر لي سماءه و أرضه و ما فيهما و ما بينهما من خلقه، قال صدقت، فما العاشرة؟ قال: أن جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا، قال: صدقت، فما بعد هذا؟ قال: كثرت نعم الله- يا نبي الله- فطابت، و تلا و إن تعدوا نعمت الله لا تحصوها «4». فتبسم رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و قال: لتهنئك الحكمة، ليهنئك العلم- يا أبا الحسن- و أنت وارث علمي، و المبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبك لدينك و أخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم، و من رغب عن هداك، و أبغضك و تخلاك، لقي الله يوم القيامة لا خلاق له».

 

                        مجمع البيان في تفسير القرآن، ج‏6، ص: 467
موسى فقال «و لقد أرسلنا موسى بآياتنا» أي بالمعجزات و الدلالات «أن أخرج قومك» أي بأن أخرج قومك «من الظلمات إلى النور» مر معناه أي أمرناه بذلك و إنما أضاف الإخراج إليه لأنهم بسبب دعائه خرجوا من الكفر إلى الإيمان «و ذكرهم بأيام الله» قيل فيه أقوال:

1. ایام عذاب از امم ماضیه

(أحدها) أن معناه و أمرناه بأن يذكر قومه وقائع الله في الأمم الخالية و إهلاك من أهلك منهم ليحذروا ذلك عن ابن زيد و البلخي و يعضده قول عمرو بن كلثوم:
         و أيام لنا غر طوال             عصينا الملك فيها أن ندينا

فيكون المعنى الأيام التي انتقم الله فيها من القرون الأولى

2. نعم الله

(و الثاني)
أن المعنى ذكرهم بنعم الله سبحانه في سائر أيامه عن ابن عباس و أبي بن كعب و الحسن و مجاهد و قتادة و روي ذلك عن أبي عبد الله (ع)

3.سنن الله من انعام و انتقام

 (و الثالث) أنه يريد بأيام الله سننه و أفعاله في عباده من إنعام و انتقام و كنى بالأيام عنهما لأنها ظرف لهما جامعة لكل منهما عن أبي مسلم و هذا جمع بين القولين المتقدمين «إن في ذلك» التذكير «لآيات لكل صبار شكور» أي دلالات لكل من كان عادته الصبر على بلاء الله و الشكر على نعمائه و إنما جمع بينهما لأن حال المؤمن لا يخلو من نعمة يجب شكرها أو محنة يجب الصبر عليها فالشكر و الصبر من خصال المؤمنين فكأنه قال لكل مؤمن و لأن التكليف لا يخلو من الصبر و الشكر

 

الميزان في تفسير القرآن، ج‏12، ص:17-18

قوله تعالى: «و لقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور» إلى آخر الآية، إذ كان الكلام في السورة مبنيا على الإنذار و التذكير بعزة الله سبحانه ناسب أن يذكر إرسال موسى بالآيات لهداية قومه فإن قصة رسالته من أوضح مصاديق ظهور العزة الإلهية من بين الرسل و قد قال تعالى فيه: «و لقد أرسلنا موسى بآياتنا و سلطان مبين»: المؤمن: 23 و قال حاكيا عنه (ع): «و أن لا تعلوا على الله إني آتيكم بسلطان مبين»: الدخان: 19.
فوزان الآية أعني قوله: «و لقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور»، من قوله: «كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم» وزان التنظير بداعي التأييد و تطييب النفس كما في قوله: «إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح و النبيين من بعده»: النساء، 16.
و أما ما ذكر بعضهم أن الآية شروع في تفصيل ما أجمل في قوله: «و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم» فبعيد كل البعد. و نظيره في البعد قول بعضهم:
إن المراد بالآيات التي أرسل بها موسى آيات التوراة دون المعجزات التي أرسل (ع) بها كالثعبان و اليد البيضاء و غيرهما.
على أن الله سبحانه و تعالى لم يعد في كلامه التوراة من آيات رسالة موسى و لا ذكر أنه أرسله بها قط و إنما ذكر أنه أنزلها عليه و آتاه إياها                       
و لم يقيد قوله: «أن أخرج قومك»- إلخ- بالإذن كما قيد به قوله للنبي ص «لتخرج الناس» إلخ لأن قوله هاهنا: «أخرج قومك» أمر يتضمن معنى الإذن بخلاف قوله هناك: «لتخرج الناس».
و قوله: «و ذكرهم بأيام الله» لا شك أن المراد بها أيام خاصة، و نسبة أيام خاصة إلى الله سبحانه مع كون جميع الأيام و كل الأشياء له تعالى ليست إلا لظهور أمره تعالى فيها ظهورا لا يبقى معه لغيره ظهور، فهي الأزمنة و الظروف التي ظهرت أو سيظهر فيها أمره تعالى و آيات وحدانيته و سلطنته كيوم الموت الذي يظهر فيه سلطان الآخرة و تسقط فيه الأسباب الدنيوية عن التأثير، و يوم القيامة الذي لا يملك فيه نفس لنفس شيئا و الأمر يومئذ لله، و كالأيام التي أهلك الله فيها قوم نوح و عاد و ثمود فإن هذه و أمثالها أيام ظهر فيها الغلبة و القهر الإلهيان و أن العزة لله جميعا.
و يمكن أن يكون منها أيام ظهرت فيها النعم الإلهية ظهورا ليس فيه لغيره تعالى صنع كيوم خروج نوح (ع) و أصحابه من السفينة بسلام من الله و بركات و يوم إنجاء إبراهيم من النار و غيرهما فإنها أيضا كسوابقها لا نسبة لها في الحقيقة إلى غيره تعالى فهي أيام الله منسوبة إليه كما ينسب الأيام إلى الأمم و الأقوام و منه أيام العرب كيوم ذي قار و يوم فجار و يوم بغاث و غير ذلك.
و تخصيص بعضهم الأيام بنعماء الله سبحانه بالنظر إلى ما سيأتي من ذكر نعمه تعالى كتخصيص آخرين لها بنقماته تعالى خال عن الوجه بعد ما كان الكلام جاريا في السورة على ما تقتضيه عزته تعالى، و من مقتضى صفة عزته الإنعام على العباد و الأخذ الشديد إن كفروا بنعمته.
ثم تمم الكلام بقوله: «إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور» أي كثير الصبر عند الضراء و كثير الشكر على النعماء.

 

                        كامل الزيارات، النص، ص: 206
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن الحسن بن محمد بن عبد الكريم أبي علي عن المفضل بن عمر عن جابر الجعفي قال: قال أبو عبد الله ع للمفضل كم بينك و بين قبر الحسين ع قلت بأبي أنت و أمي يوم و بعض يوم آخر قال فتزوره فقال نعم قال فقال أ لا أبشرك أ لا أفرحك ببعض ثوابه قلت بلى جعلت فداك قال فقال إن الرجل منكم ليأخذ في جهازه- و يتهيأ لزيارته فيتباشر به أهل السماء فإذا خرج من باب منزله راكبا أو ماشيا- وكل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلون عليه حتى يوافي قبر الحسين ع يا مفضل إذا أتيت قبر الحسين بن علي ع فقف بالباب و قل هذه الكلمات فإن لك بكل كلمة كفلا من رحمة الله فقلت ما هي جعلت فداك قال تقول السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله السلام عليك يا وارث نوح نبي الله السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله‏
                        كامل الزيارات، النص، ص: 207
السلام عليك يا وارث موسى كليم الله‏

معانی ایام الله

1.نعم الله

تفسير العياشى    ج‏2   

222

2- عن إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله ع‏ في قول الله «و ذكرهم بأيام الله‏» قال: بآلائه يعني نعمه‏[1].[2]

 

                        تفسير نور الثقلين، ج‏2، ص: 526

6- في تفسير العياشي عن إبراهيم بن عمرو عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: و ذكرهم بأيام الله قال: بآلاء الله يعني بنعمه

 

البرهان

5674/ «4»- الشيخ في (أماليه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي (رحمه الله) ببغداد، قال: سمعت جدي إبراهيم بن علي يحدث، عن أبيه علي بن عبيد الله، قال: حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان، عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه (عليهم السلام)، و حدثنيه الحسين بن زيد بن علي ذو الدمعة، قال: حدثني عمي عمر بن علي، قال: حدثني أخي محمد بن علي، عن أبيه، عن جده الحسين (صلى الله عليهم). قال أبو جعفر (عليه السلام): «و حدثني عبد الله بن العباس و جابر بن عبد الله الأنصاري، و كان بدريا أحديا شجريا، و ممن محض من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مودة أمير المؤمنين (عليه السلام)، قالوا: بينا رسول الله (صلى الله عليه و آله) في مسجده في رهط من الصحابة، فيهم: أبو بكر، و أبو عبيدة «1»، و عمر، و عثمان، و عبد الرحمن، و رجلان من قراء الصحابة، هما: من‏
                        البرهان في تفسير القرآن، ج‏3، ص: 287
المهاجرين عبد الله بن أم عبد، و من الأنصار أبي بن كعب، و كانا بدريين، فقرأ عبد الله من السورة التي يذكر فيها لقمان حتى أتى على هذه الآية: و أسبغ عليكم نعمه ظاهرة و باطنة الآية «1»، و قرأ أبي من السورة التي يذكر فيها إبراهيم (عليه السلام): و ذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور قالوا: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله): أيام الله نعماؤه و بلاؤه، و هي مثلاته «2» سبحانه.
ثم أقبل (صلى الله عليه و آله) على من شهده من الصحابة، فقال: إني لأتخولكم بالموعظة «3» تخولا مخافة السآمة عليكم، و قد أوحي إلي ربي جل جلاله أن أذكركم بالنعمة، و أنذركم بما اقتص عليكم من كتابه، و تلا: و أسبغ عليكم نعمه الآية. ثم قال لهم: قولوا الآن قولكم، ما أول نعمة رغبكم الله فيها و بلاكم بها؟ فخاض القوم جميعا فذكروا نعم الله التي أنعم عليهم و أحسن إليهم بها، من المعاش و الرياش و الذرية و الأزواج، إلى سائر ما بلاهم الله عز و جل به من أنعمه الظاهرة.
فلما أمسك القوم أقبل رسول الله (صلى الله عليه و آله) على علي (عليه السلام)، فقال: يا أبا الحسن، قل، فقد قال أصحابك. فقال: و كيف لي بالقول- فداك أبي و أمي- و إنما هدانا الله بك؟ قال: و مع ذلك فهات. قل ما أول نعمة بلاك الله عز و جل، و أنعم عليك بها؟ قال: أن خلقني جل ثناؤه و لم أك شيئا مذكورا. قال: صدقت، فما الثانية؟ قال:
الله أحسن بي إذ خلقني فجعلني حيا لا مواتا. قال: صدقت، فما الثالثة؟ قال: أن أنشأني- فله الحمد- في أحسن صورة و أعدل تركيب. قال: صدقت، فما الرابعة؟ قال: أن جعلني متفكرا واعيا لا أبله ساهيا. قال: صدقت، فما الخامسة؟ قال: أن جعل لي مشاعر أدرك ما ابتغيت بها، و جعل لي سراجا منيرا. قال: صدقت، فما السادسة؟ قال:
أن هداني لدينه، و لم يضلني عن سبيله. قال: صدقت، فما السابعة؟ قال: أن جعل لي مردا في حياة لا انقطاع لها.
قال: صدقت، فما الثامنة؟ قال: أن جعلني ملكا مالكا لا مملوكا. قال: صدقت، فما التاسعة؟ قال: أن سخر لي سماءه و أرضه و ما فيهما و ما بينهما من خلقه، قال صدقت، فما العاشرة؟ قال: أن جعلنا سبحانه ذكرانا قواما على حلائلنا لا إناثا، قال: صدقت، فما بعد هذا؟ قال: كثرت نعم الله- يا نبي الله- فطابت، و تلا و إن تعدوا نعمت الله لا تحصوها «4». فتبسم رسول الله (صلى الله عليه و آله)، و قال: لتهنئك الحكمة، ليهنئك العلم- يا أبا الحسن- و أنت وارث علمي، و المبين لأمتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبك لدينك و أخذ بسبيلك فهو ممن هدي إلى صراط مستقيم، و من رغب عن هداك، و أبغضك و تخلاك، لقي الله يوم القيامة لا خلاق له».

 

2. مطلق ظهور صفات جلالیه الهی

مطلق ایام انتقام

3.ظهور صفات اعم از جمال و جلال

4. مراحل خاص زندگی انسان

8- في تفسير علي بن إبراهيم «و ذكرهم بأيام الله» قال: أيام الله ثلثة: يوم القائم صلوات الله عليه، و يوم الموت، و يوم القيمة.

5.مراحل خاص زندگی برای عالم

7- في كتاب الخصال عن مثنى الحناط قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: أيام الله يوم يقوم القائم و يوم الكرة و يوم القيمة.

6. ائمه هداه

معنى الحديث الذي روي عن النبي ص قال لا تعادوا الأيام فتعاديكم‏
102- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا علي بن‏
                        الخصال، ج‏2، ص: 395
إبراهيم بن هاشم قال حدثنا عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال: لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري ع جئت أسأل عن خبره قال فنظر إلي الرازقي و كان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال يا صقر ما شأنك فقلت خير أيها الأستاذ فقال اقعد فأخذني ما تقدم و ما تأخر «1» و قلت أخطأت في المجي‏ء قال فوحى الناس عنه «2» ثم قال لي ما شأنك و فيم جئت قلت لخير ما «3» فقال لعلك تسأل عن خبر مولاك فقلت له و من مولاي مولاي أمير المؤمنين فقال اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت الحمد لله قال أ تحب أن تراه قلت نعم قال اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده «4» قال فجلست فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر و أدخله إلى الحجرة التي فيه العلوي المحبوس و خل بينه و بينه قال فأدخلني إلى الحجرة التي فيه العلوي فأومأ إلى بيت فدخلت فإذا ع جالس على صدر حصير و بحذاه قبر محفور قال فسلمت فرد ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي يا صقر ما أتى بك قلت يا سيدي جئت أتعرف خبرك قال ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي فقال يا صقر لا عليك «5» لن يصلوا إلينا
__________________________________________________
 (1). أي بالسؤال عما تقدم و عما تأخر، يعنى الأمور المختلفة لاستعلام حالى و سبب مجيئى. فلذا ندم على الذهاب إليه لئلا يطلع على حاله و مذهبه، أو الموصول فاعل «أخذنى» بتقدير أي أخذنى التفكر فيما تقدم من الأمور من ظنه التشيع بى و فيما تأخر مما يترتب على مجيئى من المفاسد كما في البحار.
 (2). أي أشار اليهم أن يبعدوا عنه، أو على بناء التفعيل أي عجلهم في الذهاب، أو على بناء المجرد و الناس فاعل أي أسرعوا في الذهاب.
 (3). في بعض النسخ «لخبر ما».
 (4). صاحب البريد يمكن أن يكون رئيس البريد أو المراد بالبريد المرتب و الرسل على دواب البريد. قال في النهاية البريد كلمة فارسية يراد بها في الأصل البغل و أصلها «بريده دم» أي محذوف الذنب، لان بغال البريد كانت محذوفة الاذناب كالعلامة لها، فأعربت و خففت، ثم سمى الرسول الذي يركبه بريدا، و المسافة التي بين السكتين بريدا.
 (5). أي لا حزن عليك.
                        الخصال، ج‏2، ص: 396
بسوء الآن فقلت الحمد لله ثم قلت يا سيدي حديث يروى عن النبي ص لا أعرف معناه قال و ما هو فقلت قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه فقال نعم الأيام نحن ما قامت السماوات و الأرض فالسبت اسم رسول الله ص و الأحد كناية عن أمير المؤمنين ع و الإثنين الحسن و الحسين و الثلاثاء علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و الأربعاء موسى بن جعفر و علي بن موسى و محمد بن علي و أنا و الخميس ابني الحسن بن علي و الجمعة ابن ابني و إليه تجتمع عصابة الحق و هو الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ع ودع و اخرج فلا آمن عليك.
قال مصنف هذا الكتاب رضي الله عنه الأيام ليست بأئمة و لكن كنى بها ع عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كما كنى الله عز و جل ب التين و الزيتون و طور سينين و هذا البلد الأمين عن النبي ص و علي و الحسن و الحسين ع و كما كنى عز و جل بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود و الخصمين و كما كنى بالسير في الأرض عن النظر في القرآن‏
سئل الصادق ع عن قول الله عز و جل أ و لم يسيروا في الأرض «1» قال معناه أ و لم ينظروا في القرآن.
و كما كنى عز و جل بالسر عن النكاح في قوله عز و جل و لكن لا تواعدوهن سرا «2» و كما كنى عز و جل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسى و أمه كانا يأكلان الطعام «3» و معناه أنهما كانا يتغوطان و كما كنى بالنحل عن رسول الله ص في قوله و أوحى ربك إلى النحل «4» و مثل هذا كثير

 

 

 

                        كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 21
لتلك الأحلام الطائشة التي عذلت لإنكارها الحق بعد معرفة فسبق السيف العدل و غطى على بصائرها حب الدنيا الدنية فمالت إلى العاجل ففاتها الأجل و العاجل ما حصل و كيف لا تصدر عنهم هذه الأفعال و كبيرهم المدعو بأمير مؤمنيهم استشهد بشعر ابن الزبعري فكأنما بده به و ارتجل‏
          ليت أشياخي ببدر شهدوا             وقعة الخزرج من وقع الأسل‏
             لأهلوا و استهلوا فرحا             و استحر القتل في عبد الأشل‏
             لعبت هاشم بالملك فلا             خبر جاء و لا وحي نزل‏
 و الناس على دين ملوكهم كما ورد في الحديث و المثل.
فلقد ركبوا مركبا وعرا و أتوا أمرا أمرا و فعلوا فعلا نكرا و قالوا قولا هجرا و استحلوا مزاقا مرا و بلغوا الغاية في العصيان و وصلوا إلى النهاية في إرضاء الشيطان و أقدموا على أمر عظيم من إسخاط الرحمن و كم ذكرهم الحسين ع أيام الله فما ذكروا و زجرهم عن تقحم نار الجحيم فما انزجروا و عرفهم ما كانوا يدعون معرفته فما عرفوا و لا فهموا منذ أنكروا و أمرهم بالفكر في هذا الأمر الصعب فما ائتمروا في كل ذلك ليقيم عليهم الحجة و يعذر إلى الله في تعريفهم المحجة ف أصروا و استكبروا استكبارا و مما خطاياهم فأدخلوا نار جهنم فلم يجدوا لهم من دون الله أنصارا و نادى لسان حال الحسين ع رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا إنك إن تذرهم يضلوا عبادك و لا يلدوا إلا فاجرا كفارا فاستجاب الله دعاءه ع و خصه بمزيد العناية و الإكرام و نقله إلى جواره مع آبائه الكرام و وقع الفناء بعده في أولئك الطغام و دارت عليهم دوائر الانتقام و الاصطلام فقتلوا في كل أرض بكل حسام و انتقلوا إلى جوار مالك في نار جهنم و أصحاب الحسين ع إلى جوار رضوان في دار السلام فصارت ألوف هؤلاء الأغنام آحادا و جموعهم أفرادا و ألبسوا العار آباء و أولادا فأحياؤهم عار على الغابر و الأولون مسبة للآخر و استولى عليهم الذل و الصغار و خسروا تلك الدار و هذه الدار و كان عاقبة أمرهم إلى النار و بئس القرار و كثر الله ذرية الحسين ع و أنماها و ملأ بها
 

 

                        إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 352
لواحد منهم سابقة من سوابقي و لا أثر من آثاري فصيرها شورى بيننا و صير ابنه حاكما علينا و أمره أن يضرب أعناق النفر الستة الذين صير الأمر فيهم إن لم ينفذوا أمره و كفى بالصبر على هذه يا أخا اليهود صبرا فمكث القوم أيامهم كلها كل يخطبها لنفسه و أنا ممسك قد سألوا عن أمري فناظرتهم في أيامي و أيامهم و آثاري و آثارهم و أوضحت لهم ما لم يجهلوه من وجوه استحقاقي لها دونهم و ذكرتهم عهد رسول الله ص إليهم و تأكيد ما أكده لي من البيعة في أعناقهم دعاهم حب الإمارة و بسط الأيدي و الألسن في الأمر و النهي و الركون إلى الدنيا و الاقتداء بالماضين قبلهم إلى تناول ما يجعل الله عز و جل لهم فإذا خلوت بالواحد منهم ذكرته أيام الله و حذرته ما هو قادم عليه و صائر إليه التمس مني شرطا أن أصيرها له بعدي فلما لم يجدوا مني إلا المحجة البيضاء و الحمل على كتاب الله عز و جل و وصية الرسول من إعطاء كل امرئ منهم ما جعله الله عز و جل له و منعه ما لم يجعل الله له زووها عني إلى ابن عفان رجل لم يستو به و بواحد ممن حضره حال قط فضلا عمن دونهم لا ببدر التي هي سنام فخرهم و لا غيرها من المآثر التي أكرم الله عز و جل بها رسوله و من اختصه معه من أهل بيته ثم لم أعلم القوم أمسوا من يومهم حتى ظهرت ندامتهم و نكصوا على أعقابهم و أحال بعضهم إلى بعض كل يلوم نفسه و يلوم صاحبه ثم لم تطل الأيام بالمستبد بالأمر ابن عفان حتى كفروه و تبرءوا منه و مشى إلى أصحابه خاصة و سائر أصحاب رسول الله ص يستقيلهم من بيعته و يتوب إلى الله تعالى من فلتته فكانت هذه يا أخا اليهود أكبر من أختها و أفظع و أحرى أن لا يصبر عليها فنالني منها الذي لا يبلغ وصفه لم يكن عندي فيها إلا الصبر على أمض و أبلغ منها و لقد أتاني الباقون من الستة من يومهم كل راجع عما كان ركب مني يسألني خلع ابن عفان و الوثوب عليه و أخذ حقي و يعطيني صفقته و بيعته على الموت تحت رايتي أو يرد الله عز و جل علي حقي فو الله يا أخا اليهود ما منعني منها إلا الذي منعني من أختيها قبلها و رأيت البقاء على من بقي من الطائفة أبهج لي و آنس لقلبي من فنائها و علمت أني إن حملتها على دعوة الموت ركبته فأما نفسي فقد
                       

 

 










فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است