بسم الله الرحمن الرحیم
أمیر المؤمنین صلوات اللّه علیه
هم فاطمة و
أمير المؤمنين علیه السلام---فهرست
وصي و وصایت و عهد در موفقیات زبیر بن بکار به نحو اعجاب انگیز
كدير الضبي(000 - 100 ح)
الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 219، بترقيم الشاملة آليا)
لما بايع بشير بن سعد أبا بكر، وازدحم الناس على أبي بكر فبايعوه، مر أبو سفيان بن حرب بالبيت الذي فيه علي بن أبي طالب عليه السلام، فوقف وأنشد:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم ... ولا سيما تيم بن مرة أو عدي
فما الأمر إلا فيكم وإليكم ...وليس لها إلا أبو حسن علي
أبا حسن فاشدد بها كف حازم ... فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي
وأي امرئ يرمي قصيا ورأيها ... منيع الحمى والناس من غالب قصي
فقال علي لأبي سفيان: " إنك تريد أمرا لسنا من أصحابه، وقد عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عهدا فأنا له.
فتركه أبو سفيان، وعدل إلى العباس بن عبد المطلب في منزله، فقال: يا أبا الفضل، أنت أحق بميراث أخيك، امدد يدك لأبايعك، فلا يختلف عليك الناس بعد بيعتي إياك.
فضحك العباس، وقال: يا أبا سفيان، يدفعها علي ويطلبها العباس! فرجع أبو سفيان خائبا.
وذكر محمد بن إسحاق: أن الأوس تزعم أن أول من بايع أبا بكر بشير بن سعد.
، وتزعم الخزرج أن أول من بايع أسيد بن حضير.فلما بويع أبو بكر أقبلت الجماعة التي بايعته تزفه زفا إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما كان آخر النهار افترقوا إلى منازلهم، فاجتمع قوم من الأنصار، وقوم من المهاجرين، فتعاتبوا فيما بينهم فقال عبد الرحمن بن عوف: «يا معشر الأنصار، إنكم وإن كنتم أولي فضل ونصر وسابقة، ولكن ليس فيكم مثل أبي بكر ولا عمر ولا علي ولا أبي عبيدة» .
فقال زيد بن أرقم: " إنا لا ننكر فضل من ذكرت يا عبد الرحمن، وإن منا لسيد الأنصار سعد بن عبادة، ومن أمر الله رسوله أن يقرئه السلام، وأن يأخذ عنه القرآن أبي بن كعب، ومن يجيء يوم القيامة إمام العلماء معاذ بن جبل، ومن أمضى رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت، وإنا لنعلم أن ممن سميت من قريش من لو طلب هذا الأمر لم ينازعه فيه أحد: علي بن أبي طالب "
....
روى محمد بن إسحاق: أن أبا بكر لما بويع افتخرت تيم بن مرة.
قال: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال الفضل بن العباس: يا معشر قريش، وخصوصا يا بني تيم، إنكم، إنما أخذتم الخلافة بالنبوة.
ونحن أهلها دونكم، ولو طلبنا هذا الأمر الذي نحن أهله لكانت كراهة الناس لنا أعظم من كراهتهم لغيرنا، حسدا منهم لنا وحقدا علينا، وإنا لنعلم أن عند صاحبنا عهدا هو ينتهي إليه.
وقال بعض ولد أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم شعرا:
ما كنت أحسب أن الأمر منصرف ... عن هاشم ثم منها عن أبي حسن
أليس أول من صلى لقبلتكم ... وأعلم الناس بالقرآن والسنن
وأقرب الناس عهدا بالنبي ومن ... جبريل عون له في الغسل والكفن
ما فيه ما فيهم لا يمترون به ... وليس في القوم ما فيه من الحسن
ماذا الذي ردهم عنه فتعلمه ... ها إن ذا غبننا من أعظم الغبن
قال الزبير: فبعث إليه علي فنهاه وأمره ألا يعود، وقال: «سلامة الدين أحب إلينا من غيره» .
.....
الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 222، بترقيم الشاملة آليا)
382 - وحدثنا محمد بن موسى الأنصاري المعروف بابن مخرمة، قال: حدثني إبراهيم بن سعيد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، قال: " لما بويع أبو بكر واستقر أمره، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته، ولام بعضهم بعضا، وذكروا علي بن أبي طالب وهتفوا باسمه، وإنه في داره فلم يخرج إليهم، وجزع لذلك المهاجرون، وكثر في ذلك الكلام،
.....
فلما اعتزلت الأنصار تجمع هؤلاء فقام سهيل بن عمرو، فقال: يا معشر قريش، إن هؤلاء القوم قد سماهم الله الأنصار، أثنى عليهم في القرآن فلهم بذلك حظ عظيم وشأن غالب، وقد دعوا إلى أنفسهم وإلى علي بن أبي طالب، وعلي في بيته لو شاء لردهم، فادعوهم إلى صاحبكم وإلى تجديد بيعته، فإن أجابوكم وإلا قاتلوهم، فوالله إني لأرجو الله أن ينصركم عليهم كما نصرتم به.
.....
قال: وحضر أبو سفيان بن حرب، فقال: يا معشر قريش، إنه ليس للأنصار أن يتفضلوا على الناس حتى يقروا بفضلنا عليهم، فإن تفضلوا، فحسبنا حيث انتهى بها، وإلا فحسبهم حيث انتهى بهم، وايم الله لئن بطروا المعيشة وكفروا النعمة، لنضربنهم على الإسلام كما ضربوا عليه، فأما علي بن أبي طالب فأهل والله أن يسود على قريش وتطيعه الأنصار.
فلما بلغ الأنصار قول هؤلاء الرهط، قام خطيبهم ثابت بن قيس بن شماس، فقال: يا معشر الأنصار، إنما يكبر عليكم هذا القول لو قاله أهل الدين من قريش، فأما إذا كان من أهل الدنيا لا سيما
......
الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 225، بترقيم الشاملة آليا)
وقال فروة بن عمرو وكان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر، وكان ممن جاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقاد فرسين في سبيل الله، وكان يتصدق من نخله بألف وسق في كل عام، وكان سيدا، وهو من أصحاب علي، وممن شهد معه يوم الجمل، قال: فذكر معنا وعويما وعاتبهما على قولهما:
.....
ثم ادعوها لقد هلكوا وأهلكوا، وإن كانوا لم يسمعوها فما هم كالمهاجرين، ولا سعد كأبي بكر، ولا المدينة كمكة، ولقد قاتلونا أمس فغلبونا على البدء، ولو قاتلناهم اليوم لغلبناهم على العاقبة.
فلم يجبه أحد وانصرف إلى منزله وقد ظفر، فقال:
.....
فلما بلغ الأنصار مقالته وشعره بعثوا إليه لسانهم وشاعرهم النعمان بن العجلان، وكان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العيون، وكان سيدا فخما، فأتى عمرا وهو في جماعة من قريش فقال: والله يا عمرو ما كرهتم من حربنا إلا ما كرهنا من حربكم، وما كان الله ليخرجكم من الإسلام بمن أدخلكم فيه، إن كان النبي صلى الله عليه وآله، قال: «الأئمة من قريش» ، فقد قال: «لو سلك الناس شعبا، وسلك الأنصار شعبا، لسلكت شعب الأنصار» ، والله ما أخرجناكم من الأمر إذ قلنا: منا أمير ومنكم أمير.
وأما من ذكرت، فأبو بكر لعمري خير من سعد، لكن سعدا في الأنصار أطوع من أبي بكر في قريش.
فأما المهاجرون والأنصار فلا فرق بينهم أبدا، ولكنك يا ابن العاص، وترت بني عبد مناف بمسيرك إلى الحبشة لقتل جعفر وأصحابه، ووترت بني مخزوم بإهلاك عمارة بن الوليد، ثم انصرف، فقال:
.....
ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه ... وكنا أناسا نذهب العسر باليسر
وقلتم: حرام نصب سعد ونصبكم ... عتيق بن عثمان حلال أبا بكر
وأهل أبو بكر لها خير قائم ... وإن عليا كان أخلق بالأمر
وكان هوانا في علي وإنه ... لأهل لها يا عمرومن حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى ... وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر
وصي النبي المصطفى وابن عمه ... وقاتل فرسان الضلالة والكفر
وهذا بحمد الله يهدي من العمى ... ويفتح آذانا ثقلن من الوقر
نجي رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدهر
فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها ... ولكن هذا الخير أجمع للصبر
ولم نرض إلا بالرضا ولربما ... ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر
فلما انتهى شعر النعمان وكلامه إلى قريش غضب كثير منها، وألفى ذلك قدوم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن
....
ثم إن رجالا من سفهاء قريش ومثيري الفتن منهم اجتمعوا إلى عمرو بن العاص، فقالوا له: إنك لسان قريش ورجلها في الجاهلية والإسلام، فلا تدع الأنصار وما قالت، وأكثروا عليه من ذلك، فراح إلى المسجد، وفيه ناس من قريش وغيرهم، فتكلم، وقال: إن الأنصار ترى لنفسها ما ليس لها، وايم الله لوددت أن الله خلى عنا وعنهم، وقضى فيهم وفينا بما أحب، ولنحن الذين أفسدنا على أنفسنا، أحرزناهم عن كل مكروه، وقدمناهم إلى كل محبوب، حتى أمنوا المخوف، فلما جاز لهم ذلك صغروا حقنا، ولم يراعوا ما أعظمنا من حقوقهم.
ثم التفت فرأى الفضل بن العباس بن عبد المطلب، وندم على قوله، للخئولة التي بين ولد عبد المطلب وبين الأنصار، ولأن الأنصار كانت تعظم عليا، وتهتف باسمه حينئذ، فقال الفضل: يا عمرو، إنه ليس لنا أن نكتم ما سمعنا منك، وليس لنا أن نجيبك وأبو الحسن شاهد بالمدينة إلا أن يأمرنا فنفعل.
ثم رجع الفضل إلى علي فحدثه، فغضب وشتم عمرا، وقال: آذى الله ورسوله، ثم قام فأتى المسجد، فاجتمع إليه كثير من قريش وتكلم مغضبا، فقال: " يا معشر قريش، إن حب الأنصار إيمان وبغضهم نفاق، وقد قضوا ما عليهم وبقي ما عليكم.
واذكروا أن الله رغب لنبيكم عن مكة فنقله إلى المدينة، وكره له قريشا فنقله إلى الأنصار، ثم قدمنا عليهم دارهم، فقاسمونا الأموال وكفونا العمل، فصرنا منهم بين بذل الغني وإيثار الفقير، ثم حاربنا الناس فوقونا بأنفسهم، وقد أنزل الله تعالى فيهم آية من القرآن، جمع لهم فيها بين خمسة نعم، فقال: والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون { [الحشر: 9] .
ألا وإن عمرو بن العاص قد قام مقاما آذى فيه الميت والحي، ساء به الواتر، وسر به الموتور، فاستحق من المستمع الجواب، ومن الغائب المقت، وإنه من أحب الله ورسوله أحب الأنصار، فليكفف عمرو عنا نفسه ".
فمشت قريش عند ذلك إلى عمرو بن العاص، فقالوا: أيها الرجل، أما إذ غضب علي فاكفف.
وقال خزيمة بن ثابت الأنصاري يخاطب قريشا
....
ودخل الفضل على علي فأسمعه شعره، ففرح به وقال: وريت بك زنادي يا فضل، أنت شاعر قريش وفتاها، فأظهر شعرك، وابعث به إلى الأنصار.
فلما بلغ ذلك الأنصار، قالت: لا أحد يجيب إلا حسان الحسام.
فبعثوا إلى حسان بن ثابت، فعرضوا عليه شعر الفضل، فقال: كيف أصنع بجوابه! إن لم أتحر قوافيه فضحني، فرويدا حتى أقفوا أثره في القوافي.
فقال له خزيمة بن ثابت: اذكر عليا ويكفك عن كل شيء، فقال:
جزى الله عنا والجزاء بكفه ... أبا حسن عنا ومن كأبي حسن
سبقت قريشا بالذي أنت أهله ... فصدرك مشروح وقلبك ممتحن
تمنت رجال من قريش أعزة ... مكانك، هيهات الهزال من السمن
وأنت من الإسلام في كل موطن ... بمنزلة الدلو البطين من الرسن
غضبت لنا إذ قام عمرو بخطبة ... أمات بها التقوى وأحيا بها الإحن
فكنت المرجى من لؤي بن غالب ... لما كان منهم والذي كان لم يكن
حفظت رسول الله فينا وعهده ... إليك ومن أولى به منك من ومن
ألست أخاه في الهدى ووصيه ... وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن
فحقك ما دامت بنجد وشيجة ... عظيم علينا ثم بعد على اليمن
قال الزبير: وبعثت الأنصار بهذا الشعر إلى علي بن أبي طالب، فخرج إلى المسجد، وقال لمن به من قريش وغيرهم: يا معشر قريش، إن الله جعل الأنصار أنصارا، فأثنى عليهم في الكتاب، فلا خير فيكم بعدهم، إنه لا يزال سفيه من سفهاء قريش وتره الإسلام، ودفعه عن الحق، وأطفأ شرفه، وفضل غيره عليه، يقوم مقاما فاحشا فيذكر الأنصار، فاتقوا الله وارعوا حقهم، فوالله لو زالوا لزلت معهم لأن رسول الله قال لهم: «أزول معكم حيثما زلتم» ، فقال: المسلمون جميعا: رحمك الله يا أبا الحسن، قلت قولا صادقا.
وترك عمرو بن العاص المدينة وخرج منها حتى رضي عنه علي والمهاجرون.
الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 229، بترقيم الشاملة آليا)
فبعثوا إلى حسان بن ثابت، فعرضوا عليه شعر الفضل، فقال: كيف أصنع بجوابه! إن لم أتحر قوافيه فضحني، فرويدا حتى أقفوا أثره في القوافي.
فقال له خزيمة بن ثابت: اذكر عليا ويكفك عن كل شيء، فقال:
جزى الله عنا والجزاء بكفه ... أبا حسن عنا ومن كأبي حسن
سبقت قريشا بالذي أنت أهله ... فصدرك مشروح وقلبك ممتحن
تمنت رجال من قريش أعزة ... مكانك، هيهات الهزال من السمن
وأنت من الإسلام في كل موطن ... بمنزلة الدلو البطين من الرسن
غضبت لنا إذ قام عمرو بخطبة ... أمات بها التقوى وأحيا بها الإحن
فكنت المرجى من لؤي بن غالب ... لما كان منهم والذي كان لم يكن
حفظت رسول الله فينا وعهده ... إليك ومن أولى به منك من ومن
ألست أخاه في الهدى ووصيه ... وأعلم منهم بالكتاب وبالسنن
فحقك ما دامت بنجد وشيجة ... عظيم علينا ثم بعد على اليمن
الحماسة المغربية (1/ 157)
المؤلف: أبو العباس أحمد بن عبد السلام الجرّاوي التادلي (المتوفى: 609هـ)
(69)
وقال حسان بن ثابت يمدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه // (من الطويل) //
(جزى الله خيرا والجزاء بكفه ... أبا حسن عنا ومن كأبي حسن)
(سبقت قريشا بالذي أنت أهله ... فصدرك مشروح وقلبك ممتحن)
(تمنت رجال من قريش أعزة ... مكانك هيهات الهزال من السمن)
(قضيت لنا إذ قام عمرو بخطة ... أمات بها التقوى وأحيي بها الإحن)
(حفظت رسول الله فينا وعهده ... إليك ومن أولى به منك من ومن)
تاريخ اليعقوبى، احمد بن أبى يعقوب بن جعفر بن وهب واضح الكاتب العباسى المعروف باليعقوبى (م بعد 292)، بيروت ، دار صادر، بى تا.
اما «ياقوت حموى» تاريخ وفاتش را سال 284 هجرى دانسته است
تاريخ اليعقوبي (ص: 155، بترقيم الشاملة آليا)
فلما علمت الأنصار ذلك سرها وقالت: ما نبالي بقول من قال مع حسن قول علي، واجتمعت إلى حسان بن ثابت، فقالوا: أجب الفضل، فقال: إن عارضته بغير قوافيه فضحني. فقالوا: فأذكر علياً فقط، فقال:
جزى الله خيراً، والجزاء بكفه، ... أبا حسن عنا ومن كأبي حسن
سبقت قريشاً بالذي أنت أهله ... فصدرك مشروح وقلبك ممتحن
تمنت رجال من قريش أعزة ... مكانك، هيهات الهزال من السمن
وأنت من الإسلام في كل منزل ... ... البطين من الرسن
وكنت المرجى من لؤي بن غالب ... لما كان منه والذي بعد لم يكن
حفظت رسول الله فينا وعهده ... إليك ومن أولى به منك من ومن
ألست أخاه في الإخاء ووصيه، ... وأعلم فهر بالكتاب وبالسنن
وتنبأ جماعة من العرب، وارتد جماعة، ووضعوا التيجان على رؤوسهم، وامتنع قوم من دفع الزكاة إلى أبي بكر.
الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 226، بترقيم الشاملة آليا)
فلما بلغ الأنصار مقالته وشعره بعثوا إليه لسانهم وشاعرهم النعمان بن العجلان، وكان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العيون، وكان سيدا فخما، فأتى عمرا وهو في
...
وأهل أبو بكر لها خير قائم ... وإن عليا كان أخلق بالأمر
وكان هوانا في علي وإنه ... لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى ... وينهى عن الفحشاء والبغي والنكر
وصي النبي المصطفى وابن عمه ... وقاتل فرسان الضلالة والكفر
وهذا بحمد الله يهدي من العمى ... ويفتح آذانا ثقلن من الوقر
نجي رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدهر
فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها ... ولكن هذا الخير أجمع للصبر
ولم نرض إلا بالرضا ولربما ... ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر
فلما انتهى شعر النعمان وكلامه إلى قريش غضب كثير منها،
الاشتقاق (ص: 49)
أبو بكر الصديق رضي الله عنه
واسمه عتيق بن عثمان - وهو أبو قحافة - بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي ابن غالب. وقل بعض أهل اللغة: اسمه عبد الله. وإنما سمي عتيقا لجماله. وقال بعض الأنصار يوم السقيفة:
فقلتم حرام نصب سعد ونصبكم ... عتيق بن عثمان حلال أبا بكر
وأهل أبو بكر لها خير قائم ... بها وعلي كان أخلق بالأمر
شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد (5/ 245)
و أهل أبو بكر لها خير قائم
و إن عليا كان أخلق بالأمر
و كان هوانا في علي و إنه
لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري
فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى
و ينهى عن الفحشاء و البغي و النكر
وصي النبي المصطفى و ابن عمه
و قاتل فرسان الضلالة و الكفر
و هذا بحمد الله يهدي من العمى
و يفتح آذانا ثقلن من الوقر
نجي رسول الله في الغار وحده
و صاحبه الصديق في سالف الدهر
فلو لا اتقاء الله لم تذهبوا بها
و لكن هذا الخير أجمع للصبر
و لم نرض إلا بالرضا و لربما
ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر
فلما انتهى شعر النعمان و كلامه إلى قريش غضب كثير منها و ألفى ذلك قدوم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن و كان رسول الله استعمله عليها و كان له و
شرح نهج البلاغة - ابن ابي الحديد (16/ 76)
النعمان بن عجلان و نسبه و بعض أخباره
و أما النعمان بن عجلان الزرقي فمن الأنصار ثم من بني زريق و هو الذي خلف على خولة زوجة حمزة بن عبد المطلب رحمه الله بعد قتله قال ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب كان النعمان هذا لسان الأنصار و شاعرهم و يقال إنه كان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العين إلا أنه كان سيدا و هو القائل يوم السقيفة
و قلتم حرام نصب سعد و نصبكم
عتيق بن عثمان حلال أبا بكر
و أهل أبو بكر لها خير قائم
و إن عليا كان أخلق بالأمر
و إن هوانا في علي و إنه
لأهل لها من حيث يدرى و لا يدرى
الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1501)
المؤلف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)
(2619) النعمان بن العجلان الزرقي الأنصاري.
هو الذي خلف على خولة بنت قيس الأنصارية بعد قتل حمزة بن عبد المطلب عنها، وكان النعمان بن العجلان لسان الأنصار وشاعرهم. ويقال: إنه كان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العين، وكان سيدا وهو القائل:
فقل لقريش نحن أصحاب مكة ... ويوم حنين والفوارس في بدر
وأصحاب أحد والنضير وخيبر ... ونحن رجعنا من قريظة بالذكر
ويوم بأرض الشام إذ قيل [1] جعفر ... وزيد وعبد الله في علق يجري
وفي كل يوم ينكر الكلب أهله ... نطاعن فيه بالمثقفة السمر
ونضرب في يوم العجاجة أرؤسا ... ببيض كأمثال البروق على الكفر
نصرنا وآوينا النبي ولم نحف ... صروف الليالي والعظيم من الأمر
وقلنا لقوم هاجروا مرحبا بكم ... وأهلا وسهلا قد أمنتم من الفقر
نقاسمكم أموالنا وديارنا ... كقسمة أيسار الجزور على الشطر
ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه ... وكنا أناسا نذهب العسر باليسر
وكان خطاء ما أتينا وأنتم ... صوابا كأنا لا نريش ولا نبري
وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم ... عتيق ابن عثمان حلال أبا بكر
وأهل أبو بكر لها خير قائم ... وإن عليا كان أخلق للأمر
وكانا هوانا في علي وإنه ... لأهل لها من حيث ندري ولا ندري
وهذا بحمد الله يشفي من العمى ... ويفتح آذانا ثقلن من الوقر
نجى رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدهر
فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها ... ولكن هذا الخير [1] أجمع للصبر
ولم نرض إلا بالرضا لربما ... ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر
الوافي بالوفيات (27/ 86)
(وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم ... عتيق بن عثمان خلال أبا بكر)
(وأهل أبو بكر لها خير قائم ... وإن عليا كان أخلق للأمر)
(وكان هوانا في علي وإنه ... لأهل لها من حيث ندري ولا ندري)
(وهذا بحمد الله يشفي من العمى ... ويفتح آذانا ثقلن من الوقر)
(نجى رسول الله في الغار وحده ... وصاحبه الصديق في سالف الدهر)
(فلولا اتقاء الله لم تذهبوا بها ... ولكن هذا الخير أجمع للصبر)
(ولم يرض إلا بالرضا ولربما ... ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر)