بسم الله الرحمن الرحیم

أمیر المؤمنین صلوات اللّه علیه

رسالة حاطب بن ابی بلتعة الی اهل مکة

هم فاطمة و
أمیر المؤمنین صلوات اللّه علیه




در کتب شیعه

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏1، ص: 56

 [انتزاعه ع الكتاب الذي أرسله حاطب بن أبي بلتعة من المرأة]
 (فصل)
و من ذلك أن النبي ص لما أراد فتح مكة سأل الله جل اسمه أن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة و كان ع قد بنى الأمر في مسيره إليها على الاستسرار بذلك فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزيمة رسول الله ص على فتحها و أعطى الكتاب امرأة سوداء «2» كانت وردت المدينة تستميح بها
__________________________________________________
 (1) انظر تاريخ اليعقوبي 2: 61، مغازي الواقدي 3: 875، الطبقات الكبرى 2:
147، دلائل النبوة 5: 113- 118، سيرة ابن هشام 4: 70- 73، فتح الباري 8: 46، تاريخ الطبري 5: 66- 67، الكامل في التاريخ 2: 255- 256.
 (2) في هامش «ش» و «م»: كان اسمها سارة.
                       

 

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏1، ص: 57
الناس و تستبرهم «1» و جعل لها جعلا على أن توصله إلى قوم سماهم لها من أهل مكة و أمرها أن تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله ص بذلك فاستدعى أمير المؤمنين ع و قال له إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و الحقها و انتزع الكتاب منها و خلها و صر به إلي ثم استدعى الزبير بن العوام و قال له امض مع علي بن أبي طالب في هذه الوجه فمضيا و أخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرت و حلفت أنه لا شي‏ء معها و بكت فقال الزبير ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله ص لنخبره ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين ع يخبرني رسول الله ص أن معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت أنه لا كتاب معها ثم اخترط السيف و تقدم إليها فقال أما و الله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك فقالت له إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني فأعرض ع بوجهه عنها فكشفت قناعها و أخرجت الكتاب من عقيصتها «2» فأخذه أمير المؤمنين ع و صار به إلى رسول الله ص‏
__________________________________________________
 (1) في هامش «ش»: تستبرهم: أي تطلب منهم البر.
 (2) العقيصة: الضفيرة. «الصحاح- عقص- 3: 1046».
                       

 

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏1، ص: 58
فأمر أن ينادى ب الصلاة جامعة فنودي في الناس فاجتمعوا إلى المسجد حتى امتلأ بهم ثم صعد رسول الله ص المنبر و أخذ الكتاب بيده و قال أيها الناس إني كنت سألت الله عز و جل أن يخفي أخبارنا «1» عن قريش و إن رجلا منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا فليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فلم يقم أحد فأعاد رسول الله ص مقالته ثانية و قال ليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فقام حاطب بن أبي بلتعة و هو يرعد كالسعفة في يوم ريح العاصف فقال يا رسول الله أنا صاحب الكتاب و ما أحدثت نفاقا بعد إسلامي و لا شكا بعد يقيني فقال له النبي ص فما الذي حملك على أن كتبت هذا الكتاب قال يا رسول الله إن لي أهلا بمكة و ليس لي بها عشيرة فأشفقت أن يكون الدائرة لهم علينا فيكون كتابي هذا كفا لهم عن أهلي و يدا لي عندهم و لم أفعل ذلك لشك في الدين فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله مرني بقتله فإنه قد نافق فقال النبي ص إنه من أهل بدر و لعل الله تعالى اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد قال فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه و هو يلتفت «2» إلى النبي ص ليرق عليه «3» فأمر النبي ص‏
__________________________________________________
 (1) في هامش «ش» و «م»: نسخة اخرى: آثارنا.
 (2) في هامش «ش» و «م»: يتلفت.
 (3) في هامش «ش» و «م»: نسخة اخرى: له.
                       

 

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏1، ص: 59
برده و قال له قد عفوت عنك و عن جرمك فاستغفر ربك «1» و لا تعد بمثل ما جنيت «2».
 (فصل) و هذه المنقبة لاحقة بما سلف من مناقبه ع و فيها أن به ع تم لرسول الله التدبير في دخول مكة و كفي مئونة القوم و ما كان يكرهه من معرفتهم بقصده إليهم حتى فجأهم بغتة و لم يثق في استخراج الكتاب من المرأة إلا بأمير المؤمنين ع و لا استنصح في ذلك سواه و لا عول على غيره و كان به ع كفايته المهم و بلوغه المراد و انتظام تدبيره و صلاح أمر المسلمين و ظهور الدين.
و لم يكن في إنفاذ الزبير مع أمير المؤمنين ع فضل يعتد به لأنه لم يكف مهما و لا أغنى بمضيه شيئا و إنما أنفذه رسول الله ص لأنه في عداد بني هاشم من جهة أمه صفية بنت عبد المطلب فأراد ع أن يتولى العمل بما استسر به من تدبيره خاص أهله و كانت للزبير شجاعة و فيه إقدام مع النسب الذي بينه و بين أمير المؤمنين ع فعلم أنه يساعده على ما بعثه له إذ كان تمام‏
__________________________________________________
 (1) في هامش «ش»: نسخة اخرى: فاستغفر الله لذنبك.
 (2) انظر تاريخ اليعقوبي 2: 58، صحيح البخاري 5: 184، صحيح مسلم 4:
1941/ 2494، مسند أحمد 1: 79، سيرة ابن هشام 4: 40، تاريخ الطبري 3:
48، دلائل النبوة للبيهقي 5: 14، المستدرك على الصحيحين 3: 301.
                       

 

الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، ج‏1، ص: 60
الأمر لهما فراجع إليهما بما يخصهما مما يعم بني هاشم من خير أو شر فكان الزبير تابعا لأمير المؤمنين ع و وقع منه فيما أنفذه «1» فيه ما لم يوافق صواب الرأي فتداركه أمير المؤمنين ع.
و فيما شرحناه في هذه القصة بيان اختصاص أمير المؤمنين ع من المنقبة و الفضيلة بما لم يشركه فيه غيره و لا داناه سواه بفضل يقاربه فضلا عن أن يكافيه و الله المحمود

                        إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - القديمة)، النص، ص: 196
و من مقاماته قبل الفتح-
أن رسول الله ص دبر الأمر في ذلك بالكتمان و سأل الله عز و جل أن يطوي خبره عن أهل مكة حتى يفاجأهم بدخولها فكان المؤتمن على هذا السر أمير المؤمنين ع ثم أنماه إلى جماعة من بعد فكتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى أهل مكة يطلعهم فيه على سر رسول الله في المسير إليهم و أعطى الكتاب امرأة سوداء و أمرها أن تأخذها على غير الطريق فنزل ملك بذلك الوحي فدعا النبي أمير المؤمنين ع و قال إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و الحقها و انتزع الكتاب منها و بعث معه الزبير بن العوام فمضيا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير و سألها عن الكتاب فأنكرته و حلفت على أنه لا شي‏ء معها و بكت فقال الزبير يا أبا الحسن ما أرى معها كتابا فقال أمير المؤمنين ع يخبرني رسول الله ص أن معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت لا كتاب معها ثم اخترط السيف و قال أما و الله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك‏
                     

 

   إعلام الورى بأعلام الهدى (ط - القديمة)، النص، ص: 197
ثم لأضرب عنقك فقالت له إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب عني بوجهك فأعرض عنها فكشفت قناعها فأخرجت الكتاب من عقيصتها فأخذه أمير المؤمنين ع و صار به إلى رسول الله ص.

 

                        مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏2، ص: 143
و في الصحيحين و التاريخين و المسندين و أكثر التفاسير أن سارة مولاة أبي عمرو بن ضيفي بن هشام أتت النبي ص من مكة مسترفدة فأمر ص بني عبد المطلب بإسدانها فأعطاها حاطب بن أبي بلتعة عشرة دنانير على أن تحمل كتابا بخبر وفود النبي إلى مكة و كان ص أسر ذلك ليدخل عليهم بغتة فأخذت الكتاب و أخفته في شعرها و ذهبت فأتى جبرئيل و قص القصة على رسول الله فأنفذ عليا و الزبير و مقداد و عمارا و عمر و طلحة و أبا مرثد خلفها فأدركوها بروضة خاخ «1» يطالبوها بالكتاب فأنكرت و ما وجدوا معها كتابا فهموا بالرجوع فقال علي ع و الله ما كذبنا و لا كذبنا و سل سيفه و قال أخرجي الكتاب و إلا و الله لأضربن عنقك‏
__________________________________________________
 (1) روضة خاخ: موضع بين مكة و المدينة (ق).
                       

مناقب آل أبي طالب عليهم السلام (لابن شهرآشوب)، ج‏2، ص: 144
فأخرجته من عقيصتها «1» فأخذ أمير المؤمنين الكتاب و جاء إلى النبي فدعا بحاطب بن أبي بلتعة و قال له ما حملك على ما فعلت قال كنت رجلا عزيزا في أهل مكة أي غريبا ساكنا بجوارهم فأحببت أن أتخذ عندهم بكتابي إليهم مودة ليدفعوا عن أهلي بذلك فنزل قوله تعالى يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة.

 

 

                        كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 216
فصل [المواقف التي تلا غزاة خيبر]
ثم تلا غزاة خيبر مواقف لم تجر مجرى ما تقدمها و أكثرها كانت بعوثا لم يشهدها رسول الله ص و لا كان الاهتمام بها كغيرها لضعف العدو و غناء المسلمين فأضربنا عن تعدادها و كان لأمير المؤمنين ع في جميعها حظ وافر من قول و عمل.
غزوة الفتح‏
و هي التي توطد أمر الإسلام بها و تمهد الدين بما من الله سبحانه على نبيه فيها و إنجاز وعده في قوله إذا جاء نصر الله و الفتح إلى آخرها و قوله تعالى لتدخلن المسجد الحرام «1» الآية و كانت الأعين إليها ممتدة و الرقاب متطاولة و كتم النبي ص أمره حين أرادها و أخبر به عليا ع و كان شريكه في الرأي و أمينه على السر ثم عرف أبا بكر و جماعة من أصحابه بعد ذلك و جرى الأمر في ذلك على حال ما زال أمير المؤمنين منفردا بالفضل فيها.
فمن ذلك‏
أن حاطب بن أبي بلتعة و كان من أهل مكة و شهد بدرا كتب إلى أهل مكة كتابا يطلعهم على سر رسول الله ص مسيره إليهم فجاء الوحي إلى رسول الله ص بما فعل و كان أعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة مستميحة «2» و أمرها أن تأخذ على غير الطريق فاستدعى ص عليا ع و قال إن بعض أصحابي قد كاتب أهل مكة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء و قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و الحقها و انتزع الكتاب منها و خلها و عد إلي و أنفذ الزبير معه فمضيا و أدركا الامرأة و سبق إليها الزبير و سألها عن الكتاب فأنكرته و حلفت فقال الزبير ما أرى معها كتابا يا أبا الحسن فارجع بنا إلى رسول الله نخبره ببراءة ساحتها فقال أمير
__________________________________________________
 (1) الفتح: 27.
 (2) استماحه: سأله ان يشفع له.

                        كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 217
المؤمنين يخبرني رسول الله ص أن معها كتابا و يأمرني بأخذه و تقول لا كتاب معها ثم اخترط سيفه «1» و قال و الله لئن لم تخرجي الكتاب لأضربن عنقك فقالت إذا كان كذلك فأعرض عني حتى أخرجه فأعرض بوجهه فكشفت وجهها و أخرجته من عقيصتها «2» فأخذه أمير المؤمنين ع و صار به إلى رسول الله ص.
فأمر أن ينادى بالصلاة جامعة فنودي و اجتمعوا ثم صعد المنبر و أخذ الكتاب فقال أيها الناس إني كنت سألت الله عز اسمه أن يخفي أخبارنا عن قريش و إن رجلا كتب إلى أهله يخبرهم خبرنا فليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فلم يقم أحد فأعاد ثانية فقام حاطب و هو يرعد كالسعفة «3» و قال أنا صاحب الكتاب و ما أحدثت نفاقا بعد إسلامي و لا شكا بعد يقيني فقال له ص فما الذي حملك على ذلك فقال إن لي أهلا بمكة و لا عشيرة لي بها و خفت أن تكون الدائرة لهم علينا فيكون الكتاب كفا لهم عن أهلي و يدا لي عليهم و لم يكن لشك مني في الدين فقال عمر يا رسول الله مرني بقتله فقد نافق فقال إنه من أهل بدر و لعل الله اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد فجعل الناس يدفعونه في ظهره و يخرجونه و هو يلتفت إلى رسول الله ليرق له فرده و قال قد عفوت عنك فاستغفر ربك و لا تعد لمثل ما جنيت.
و هذه المنقبة لاحقة بمناقبه ع و فيها من جده في إخراج الكتاب من الامرأة و عزيمته في ذلك و أن النبي ص لم يثق في ذلك إلا به و أنفذ الزبير معه لأنه في عداد بني هاشم من قبل أمه صفية بنت عبد المطلب فأراد أن يتولى سره أهله و كان للزبير شجاعة و فيه إقدام و نسبه متصل بنسب أمير المؤمنين ع فعلم أنه يساعده على أمره و كان الزبير تابعا لعلي مع أنه خالف الصواب في تنزيهها من الكتاب فتدارك‏
__________________________________________________
 (1) اخترط السيف: أخرجه من غمده.
 (2) العقيصة: الشعر المقعوص اي المشدود في القفا، و أصل العقص: اللى و ادخال اطراف الشعر في أصوله.
 (3) السعفة: جريدة النخل.

                        كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏1، ص: 218
ذلك علي ع و في ذلك من الفضيلة و المنقبة ما تفرد به و لم يشاركه فيه أحد و قد ذكر هذه القضية بقريب من هذه الألفاظ جماعة غير المفيد

 

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏21، ص: 119
18- شا، الإرشاد من مناقب أمير المؤمنين ع أن النبي ص لما أراد فتح مكة سأل الله جل اسمه أن يعمي أخباره على قريش ليدخلها بغتة و كان ص قد بنى الأمر في مسيره إليها على الاستسرار بذلك فكتب حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة يخبرهم بعزيمة رسول الله ص على فتحها و أعطى الكتاب امرأة سوداء كانت وردت المدينة تستميح «5» الناس و تستبرهم و جعل لها جعلا أن توصله إلى قوم سماهم لها
__________________________________________________
 (1) لترى جنود خ.
 (2) اهون خ ل.
 (3) حين خ.
 (4) لم نجد الخبر و لا ما قبله في الخرائج المطبوع.
 (5) تستميح بها خ. أقول: يوجد ذلك في المصدر.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏21، ص: 120
من أهل مكة و أمرها أن تأخذ على غير الطريق فنزل الوحي على رسول الله ص بذلك فاستدعى أمير المؤمنين ع و قال له إن بعض أصحابي قد كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا و قد كنت سألت الله أن يعمي أخبارنا عليهم و الكتاب مع امرأة سوداء قد أخذت على غير الطريق فخذ سيفك و الحقها و انتزع الكتاب منها و خلها و صر به إلي ثم استدعى الزبير بن العوام و قال له امض مع علي بن أبي طالب في هذا الوجه فمضيا و أخذا على غير الطريق فأدركا المرأة فسبق إليها الزبير فسألها عن الكتاب الذي معها فأنكرت «1» و حلفت أنه لا شي‏ء معها و بكت فقال الزبير ما أرى يا أبا الحسن معها كتابا فارجع بنا إلى رسول الله ص نخبره «2» ببراءة ساحتها فقال له أمير المؤمنين ع يخبرني رسول الله ص أن معها كتابا و يأمرني بأخذه منها و تقول أنت إنه لا كتاب معها ثم اخترط السيف و تقدم إليها فقال أما و الله لئن لم تخرجي الكتاب لأكشفنك ثم لأضربن عنقك فقالت «3» إذا كان لا بد من ذلك فأعرض يا ابن أبي طالب بوجهك عني فأعرض بوجهه عنها فكشفت قناعها و أخرجت الكتاب من عقيصتها «4» فأخذه أمير المؤمنين و صار به إلى النبي ص فأمر أن ينادى الصلاة جامعة فنودي في الناس فاجتمعوا إلى المسجد حتى امتلأ بهم ثم صعد النبي ص إلى «5» المنبر و أخذ الكتاب بيده و قال أيها الناس إني كنت سألت الله عز و جل أن يخفي أخبارنا «6» عن قريش و إن رجلا منكم كتب إلى أهل مكة يخبرهم بخبرنا فليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فلم يقم أحد فأعاد رسول الله ص مقالته ثانية و قال ليقم صاحب الكتاب و إلا فضحه الوحي فقام حاطب بن أبي بلتعة و هو يرعد كالسعفة في‏
__________________________________________________
 (1) فانكرته خ ل. أقول: يوجد ذلك في المصدر.
 (2) في المصدر: لتخبره.
 (3) فقالت له خ. أقول: يوجد ذلك في المصدر.
 (4) العقيصة: ضفيرة الشعر. ضفر الشعر: نسج بعضه على بعض عريضا.
 (5) المصدر خال عن الجار.
 (6) آثارنا خ ل.


                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏21، ص: 121
يوم الريح العاصف فقال أنا يا رسول الله صاحب الكتاب و ما أحدثت نفاقا بعد إسلامي و لا شكا بعد يقيني فقال له النبي ص فما الذي حملك على أن كتبت هذا الكتاب قال يا رسول الله إن لي أهلا بمكة و ليس لي بها عشيرة فأشفقت أن تكون دائرة لهم علينا فيكون كتابي هذا كفا لهم عن أهلي و يدا لي عندهم و لم أفعل ذلك للشك «1» في الدين فقام عمر بن الخطاب و قال يا رسول الله مرني بقتله فإنه «2» منافق فقال رسول الله ص إنه من أهل بدر و لعل الله تعالى اطلع عليهم فغفر لهم أخرجوه من المسجد قال فجعل الناس يدفعون في ظهره حتى أخرجوه و هو يلتفت إلى النبي ص ليرق عليه فأمر رسول الله ص برده و قال له قد عفوت عنك و عن جرمك فاستغفر ربك و لا تعد بمثل ما جنيت «3».

 

******************

در کتب اهل سنت

٦٠٠ - حدثنا سفيان عن عمرو قال: أخبرني حسن بن محمد بن علي أخبرني عبيد الله بن أبي رافع، وقال مرة: أن عبيد الله بن أبي رافع أخبره أنه سمع عليا يقول: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنا والزبير والمقداد، فقال: "انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها ظعينة معها كتاب، فخذوه منها"، فانطلقنا تعادى بنا خيلنا، حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، فقلنا: أخرجي الكتاب، قالت: ما معي من كتاب! قلنا: لتخرجن الكتاب أو لنقلبن الثياب، قال: فأخرجت الكتاب من عقاصها، فأخذنا الكتاب فأتينا به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فإذا فيه: من حاطب بن أبي بلتعة إلى ناس من المشركين بمكة، يخبرهم ببعض أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "يا حاطب، ما هذا؟ "قال: لا تعجل علي، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من كان معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون أهليهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من النسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون يها قرابتي، وما فعلت
--------


(٦٠٠) إسناده صحيح، عمرو: هو ابن دينار. حسن بن محمد بن على: هو ابن محمد بن الحنفية، سبق الكلام عليه في ٥٩٢. وفي الأصول الثلاثة هنا "حسين بن محمد بن علي"، وهو خطأ، فليس في الرواة من يسمى بهذا، وليس لمحمد بن الحنفية ابن يدعى "الحسين" وانظر طبقات ابن سعد ٥: ٦٧، فلذلك لم نتردد في تصحيحه، خصوصا وأن الحديث رواه البخاري (٦: ١٠٠ و٧: ٤٠٠ و ٨: ٤٨٦ من الفتح) ومسلم ٢٦٢:٢ من طريق سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن الحسن بن محمد بن علي، ورواه البخاري أيضا (٧: ٢٣٧ و ١١: ٣٩ و ١٢: ٢٧١) ومسلم ٢: ٢٦٢ - ٢٦٣ من طريق أبي عبد الرحمن السلمي عن علي. وفي ذخائر المواريث ٥٣٨٥ أنه رواه أيضا أبو داود والترمذي. روضة خاخ، بخاءين معجمتين: بقرب حمراء الأسد من المدينة. حاطب بن أبي بلتعة: هو من بني راشدة من لخم، وكان حليفا للزبير بن العوام من بنى أسد بن عبد العزى، ولذلك قال: "إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها". وانظر ٨٢٧ و ١٠٨٣ و ١٠٩٠.
ج 1، ص423 - كتاب مسند أحمد ت شاكر ط دار الحديث - ومن مسند علي بن أبي طالب رضي الله عنه - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/98139/423#p1

 

 

٢٩١٥ - حدثني محمد بن عبد الله بن حوشب الطائفي: حدثنا هشيم: أخبرنا حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، وكان عثمانيا، فقال لابن عطية، وكان علويا:
إني لأعلم ما الذي جرأ صاحبك على الدماء، سمعته يقول: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم والزبير، فقال: (اتئو روضة كذا، وتجدون بها امرأة، أعطاها حاطب كتابا). فأتينا الروضة فقلنا: الكتاب،
⦗١١٢١⦘
قالت: لم يعطيني، فقلنا: لتخرجن أو لأجردنك، فأخرجت من حجزتها، فأرسل إلى حاطب، فقال: لا تعجل، والله ما كفرت ولا ازددت للإسلام إلا حبا، ولم يكن أحد من أصحابك إلا وله بمكة من يدفع الله به عن أهله وماله، ولم يكن لي أحد، فأحببت أن أتخذ عندهم يدا، فصدقه النبي صلى الله عليه وسلم، قال عمر: دعني أضرب عنقه فإنه قد نافق، فقال: (ما يدريك، لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم). فهذا الذي جرأه.
[ر: ٢٨٤٥]
--------


(حجزتها) الحجزة في الأصل معقد الإزار، وقد يراد بها المعقد مطلقا، ولعل هذا هو المراد هنا، لأنه مر في موطن آخر أنها أخرجته من عقاصها، وهي شعورها المضفورة. (فهذا الذي جرأه) أي قوله لأهل بدر: (اعملوا ما شئتم) هو الذي جرأ حاطبا على ما فعل.
ج ٣، ص1120 - كتاب صحيح البخاري ت البغا - باب إذا اضطر الرجل إلى النظر في شعور أهل الذمة والمؤمنات إذا عصين الله وتجريدهن - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/735/4948#p1

 

٥٩٠٤ - حدثنا يوسف بن بهلول: حدثنا ابن إدريس قال: حدثني حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين). قال: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئا، قال صاحباي: ما نرى كتابا، قال: قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك. قال: فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب، قال: فانطلقنا به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (ما حملك يا حاطب على ما صنعت). قال: ما بي إلا أن أكون مؤمنا بالله ورسوله، وما غيرت ولا بدلت، أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: (صدق، فلا تقولوا له إلا خيرا). قال: فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فأضرب عنقه، قال: فقال: (يا عمر، وما يدريك، لعل الله قد اطلع
⦗٢٣١٠⦘
على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة). قال: فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.

[ر: ٢٨٤٥]
--------
ج 5، ص2309 - كتاب صحيح البخاري ت البغا - باب من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/735/9461#p1

 

«تنازع أبو عبد الرحمن وحبان بن عطية، فقال أبو عبد الرحمن لحبان: لقد علمت الذي جرأ صاحبك على الدماء، يعني عليا، قال: ما هو لا أبا لك؟ قال: شيء سمعته يقوله، قال: ما هو؟ قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم والزبير وأبا مرثد، وكلنا فارس، قال: انطلقوا حتى تأتوا روضة حاج قال أبو سلمة: هكذا قال أبو عوانة: حاج فإن فيها امرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين، فأتوني بها. فانطلقنا على أفراسنا حتى أدركناها حيث قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تسير على بعير لها، وكان كتب إلى أهل مكة بمسير رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فقلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها بعيرها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا
--------
ج 9، ص18 - كتاب صحيح البخاري ط السلطانية - باب ما جاء في المتأولين - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/1681/10342#p1

شيئا، فقال صاحبي: ما نرى معها كتابا، قال: فقلت: لقد علمنا ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم حلف علي: والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك، فأهوت إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الصحيفة، فأتوا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فأضرب عنقه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا حاطب، ما حملك على ما صنعت. قال: يا رسول الله، ما لي أن لا أكون مؤمنا بالله ورسوله؟ ولكني أردت أن يكون لي عند القوم يد يدفع بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك أحد إلا له هنالك من قومه من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: صدق، لا تقولوا له إلا خيرا. قال: فعاد عمر فقال: يا رسول الله، قد خان الله ورسوله والمؤمنين، دعني فلأضرب عنقه، قال: أوليس من أهل بدر، وما يدريك، لعل الله اطلع عليهم فقال: اعملوا ما شئتم، فقد أوجبت لكم الجنة. فاغرورقت عيناه، فقال: الله ورسوله أعلم.»
--------
ج 9، ص19 - كتاب صحيح البخاري ط السلطانية - باب ما جاء في المتأولين - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/1681/10342#p3

 

 

٢٦٥١ - حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن حصين، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، بهذه القصة، قال:
انطلق حاطب فكتب إلى أهل مكة: أن محمدا قد سار إليكم، وقال فيه: قالت: ما معي كتاب، فانتحيناها، فما وجدنا معها كتابا، فقال علي: والذي يحلف به لأقتلنك أو لتخرجن الكتاب، وساق الحديث (١).
--------


(١) إسناده صحيح. أبو عبد الرحمن السلمي: هو عبد الله بن حبيب الكوفي، مشهور بكنيته، وحصين: هو ابن عبد الرحمن السلمي، وخالد: هو ابن عبد الله الواسطي الطحان.
وأخرجه البخاري (٣٠٨١) و (٣٩٨٣) و (٦٢٥٩) و (٦٩٣٩)، ومسلم (٢٤٩٤)
من طرق عن حصين بن عبد الرحمن، بهذا الإسناد. == وهو في "مسند أحمد" (٨٢٧).
وانظر ما قبله.
قوله: فانتحيناها، أي: قصدناها.

 

٣٣٠٥ - حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن الحسن بن محمد هو ابن الحنفية، عن عبيد الله بن أبي رافع، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا والزبير والمقداد بن الأسود فقال: «انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فإن بها ظعينة معها كتاب، ⦗٤١٠⦘ فخذوه منها فأتوني به»، فخرجنا تتعادى بنا خيلنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة فقلنا: أخرجي الكتاب، فقالت: ما معي من كتاب، قلنا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب، قال: فأخرجته من عقاصها قال: فأتينا به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو من حاطب بن أبي بلتعة إلى أناس من المشركين بمكة يخبرهم ببعض أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما هذا يا حاطب؟» قال: لا تعجل علي يا رسول الله، إني كنت امرأ ملصقا في قريش ولم أكن من أنفسها، وكان من معك من المهاجرين لهم قرابات يحمون بها أهليهم وأموالهم بمكة، فأحببت إذ فاتني ذلك من نسب فيهم أن أتخذ فيهم يدا يحمون بها قرابتي، وما فعلت ذلك كفرا وارتدادا عن ديني ولا رضا بالكفر. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «صدق»، فقال عمر بن الخطاب: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنه قد شهد بدرا، فما يدريك لعل الله اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ". قال: وفيه أنزلت هذه السورة {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} [الممتحنة: ١] السورة. قال عمرو: «وقد رأيت ابن أبي رافع وكان كاتبا لعلي ⦗٤١١⦘» هذا حديث حسن صحيح " وفيه عن عمر، وجابر بن عبد الله وروى غير واحد عن سفيان بن عيينة، هذا الحديث نحو هذا، وذكروا هذا الحرف وقالوا: لتخرجن الكتاب أو لتلقين الثياب. وهذا حديث قد روي أيضا عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي بن أبي طالب، نحو هذا الحديث. وذكر بعضهم فيه: لتخرجن الكتاب أو لنجردنك
--------


[حكم الألباني] : صحيح
ج 5، ص409 - كتاب سنن الترمذي ت شاكر - باب ومن سورة الممتحنة - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/1435/5456#p1
ج 4،ص288 - كتاب سنن أبي داود ت الأرنؤوط - باب في حكم الجاسوس إذا كان مسلما - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/117359/2177#p1


و کتب فراوان دیگر








فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است