بسم الله الرحمن الرحیم

معنی السلام علی رسول الله

هم فاطمة و


رسول اللّه خاتم النبيّين صلّی اللّه علیه و آله و سلّم


روایت داود رقی

                        الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏1، ص: 451
39- بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله ما معنى السلام على رسول الله فقال إن الله تبارك و تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الآمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم و الأرض التي يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها
 قال لا خصومة فيها لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك «3» و إنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه.

 

                        مختصر البصائر، ص: 420
عليا ع و نحن نعرفهم في لحن القول» «1».
 [496/ 58] محمد بن يعقوب، عن بعض أصحابه رفعه عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي «2»، قال: قلت [لأبي عبد الله ع‏] «3» ما معنى السلام على الله و على رسوله ص؟ فقال ع: «إن الله عز و جل لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة ع، و خلق شيعتهم، أخذ عليهم الميثاق، و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله، و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الآمن، و أن ينزل لهم البيت المعمور، و يظهر لهم السقف المرفوع، و ينجيهم من عدوهم، و الأرض التي يبدلها من السلام، و يسلم ما فيها لهم.
و لا شية فيها «4» قال: لا خصومة فيها لعدوهم، و أن يكون لهم منها ما يحبون، و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك، و إنما السلام‏
__________________________________________________
 (1) الكافي 1: 437/ 9، و أورده البرقي في المحاسن 1: 227/ 16.
 (2) داود بن كثير الرقي: كوفي مولى بني أسد، عده البرقي و الشيخ من أصحاب الإمام الصادق و الكاظم عليهما السلام. و قد وثقه الشيخ في المورد الثاني.
و روي عن الإمام الصادق ع أنه قال: «أنزلوا داود الرقي مني منزلة المقداد من رسول الله صلى الله عليه و آله».
و روى عن الإمام موسى الكاظم و علي الرضا عليهما السلام. مات بعد شهادة الإمام الرضا ع بقليل.
انظر رجال النجاشي: 156/ 410، رجال البرقي: 32 و 47، رجال الطوسي: 190/ 9 و 349/ 1، رجال الكشي: 402/ 750، مشيخة الفقيه: 95، و انظر قول السيد الخوئي- في معجم رجال الحديث 8: 128- في مناقشة تضعيف ابن الغضائري و النجاشي لابن الرقي.
 (3) أثبتناه من الكافي.
 (4) البقرة 2: 71.
                        مختصر البصائر، ص: 421
عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديدا [تجديد] له على الله، لعله أن يعجله و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه» «1»

 

                        الذريعة إلى حافظ الشريعة (شرح أصول الكافي جيلانى)، ج‏2، ص: 90
قوله: (وأهل العوالي). [ح 35/ 1226]
في القاموس: «العالية: ما فوق نجد إلى أرض تهامة إلى ما وراء مكة، وقرى بظاهرالمدينة وهي العوالي» «1».
قوله: (فصلى عليه). [ح 37/ 1228]
في التهذيب: عن أبي مريم الأنصاري، عن أبي جعفر عليه السلام أنه سأله: كيف صلي على النبي صلى الله عليه و آله؟ قال: «سجي بثوب وجعل وسط البيت، فإذا دخل قوم داروا به، وصلوا عليه، ودعوا له، ثم يخرجون ويدخلون آخرون، ثم دخل علي عليه السلام القبر، فوضعه على يديه، وأدخل معه الفضل بن العباس، فقال رجل من الأنصار من بني الخيلاء- يقال له:
أوس بن خولي-: أنشدكم الله أن تقطعوا حقنا، فقال له علي عليه السلام: ادخل، فدخل معهما».
فسألته: أين وضع السرير؟ فقال: «عند رجل القبر وسل سلا» «2».
قال صاحب الوافي: «كأن المراد بالدوران الطوف حوله» «3».
قوله: (ما معنى السلام على رسول الله؟). [ح 39/ 1230]
في كتاب البلد الأمين للكفعمي:
صلوات للصادق عليه السلام بعد العصر يوم الجمعة: «اللهم إن محمدا صلى الله عليه و آله كما وصفته في كتابك حيث تقول: «لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤف رحيم» «4» فأشهد أنه كذلك، وأنك لم تأمر بالصلاة عليه إلابعد أن صليت عليه أنت وملائكتك، وأنزلت في محكم كتابك: «إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما» «5» لا لحاجة إلى صلاة أحد من المخلوقين بعد صلاتك عليه، ولا إلى تزكيتهم إياه بعد تزكيتك، بل الخلق جميعا هم‏
__________________________________________________
 (1). القاموس المحيط، ج 4، ص 365 (علو).
 (2). تهذيب الأحكام، ج 1، ص 296، ح 869.
 (3). الوافي، ج 24، ص 472، ذيل ح 24463.
 (4). التوبة (9): 128.
 (5). الأحزاب (33): 56.
                        الذريعة إلى حافظ الشريعة (شرح أصول الكافي جيلانى)، ج‏2، ص: 91
المحتاجون إلى ذلك؛ لأنك جعلته بابك الذي لا تقبل لمن أتاك إلامنه، وجعلت الصلاة قربة منك ووسيلة إليك وزلفة عندك، ودللت المؤمنين، وأمرتهم بالصلاة عليه ليزدادوا بها أثرة لديك وكرامة عليك، ووكلت بالمصلين عليك ملائكتك يصلون عليه، ويبلغونه صلواتهم وتسليمهم.
اللهم رب محمد، فإني أسألك بما عظمت به من أمر محمد صلى الله عليه و آله وأوجبت من حقه أن تطلق لساني من الصلاة عليه بما تحب وترضى، وبما لم تطلق به لسان أحد من خلقك، ولم تعطه إياه، ثم تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته أعلى قدسك، وجنات فردوسك، ثم لا تفرق بيني وبينه.
اللهم إني أبدأ بالشهادة له، ثم بالصلاة عليه، وإن كنت لا أبلغ من ذلك منى نفسي، ولا يعبره لساني من ضميري، ولا الام على التقصير مني لعجز قدرتي عن بلوغ الواجب علي منه؛ لأنه حظ لي، وحق علي، وأداء لما أوجبت له في عنقي أنه قد بلغ رسالاتك غير مفرط فيما أمرت، ولا مجاوز لما نهيت، ولا مقصر فيما أمرت، ولا متعد لما أوصيت، وتلا آياتك على ما أنزلت إليه وحيك، وجاهد في سبيلك، مقبلا غير مدبر، ووفى بعهدك، وصدق وعدك، وصدع بأمرك، لا يخاف عليك لومة لائم، وباعد فيك الأقربين، وقرب فيك الأبعدين، وأمر بطاعتك، وائتمر بها سرا وعلانية، ونهى عن معصيتك، وانتهى منها سرا وعلانية، مرضيا عندك، محمودا في المقربين وأنبيائك المرسلين وعبادك الصالحين المصطفين، وأنه غير مليم ولا ذميم، وأنه لم يكن من المتكلفين، وأنه لم يكن ساحرا ولا سحر له، ولا كاهنا ولا تكهن له ولا شاعرا ولا شعر له ولا كذابا، و أنه رسولك. وخاتم النبيين، جاء بالحق من عند الحق وصدق المرسلين، وأشهد أن الذين كذبوه ذائقو العذاب الأليم، وأشهد أن ما آتانا به من عندك وأخبرنا به عنك أنه الحق اليقين، لا شك فيه من رب العالمين.
اللهم فصل على محمد عبدك ورسولك و نبيك، ووليك ونجيك وصفيك، وصفوتك وخيرتك من خلقك، الذي انتجبته لرسالتك، واستخلفته لدينك، واسترعيته عبادك، وائتمنته على وحيك؛ علم الهدى، وباب التقى، والعروة الوثقى فيما بينك وبين خلقك؛ الشاهد لهم، المهيمن عليهم؛ أشرف وأفضل وأزكى وأطهر وأنمى وأطيب ما صليت على أحد من خلقك وأنبيائك ورسلك وأصفيائك المخلصين من عبادك.
اللهم واجعل صلواتك وغفرانك ورضوانك ومعافاتك وكرامتك ورحمتك ومنك وفضلك وسلامك وشرفك وإعظامك وتبجيلك وصلوات ملائكتك ورسلك وأنبيائك والأوصياء والشهداء والصديقين وعبادك الصالحين وحسن اولئك رفيقا، وأهل السماوات‏
                        الذريعة إلى حافظ الشريعة (شرح أصول الكافي جيلانى)، ج‏2، ص: 92
والأرضين وما بينهما وما فوقهما وما تحتهما وما بين الخافقين، وما بين الهواء والشمس والقمر والنجوم والدواب وما سبح لك في البر والبحر، وفي الظلمة والضياء بالغدو والآصال، وفي آناء الليل وأطراف النهار وساعاته على محمد سيد المرسلين، وخاتم النبيين، وإمام المتقين، ومولى المؤمنين، وولي المسلمين، وقائد الغر المحجلين، ورسول رب العالمين، إله الجن والإنس أجمعين» «1».
والدعاء طويل أوردناه في كتاب شواهد الإسلام؛ من أراد فليرجع إليه.
قوله: (وأن يصبروا و يصابروا). [ح 39/ 1230]
في كتاب الإيمان والكفر في باب أداء الفرائض عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل: «اصبروا و صابروا و رابطوا» «2» قال: «اصبروا على الفرائض، وصابروا على المصائب، ورابطوا على الأئمة عليهم السلام». وفي رواية ابن محبوب: «واتقوا ربكم فيما افترض عليكم» «3».
قوله: (وإنما السلام [عليه تذكرة نفس الميثاق وتجديد له على الله‏]). [ح 39/ 1230]
هذا جواب داود، وما قبله تمهيد له؛ يعني: إنما سلام الناس- أي تسليمهم على رسول الله صلى الله عليه و آله- لتذكرة نفس الميثاق الذي اخذ عليهم، وعلى هذا كان «السلام» مبتدأ والظرف خبره، و «تذكرة» مفعول له، إلاأن المعطوف على «تذكرة» لا يحتمل ذلك؛ فإما أن يقال بسقوط الألف فيه، أو بزيادة لفظ «عليه» على أن يكون «تذكرة» مرفوعا على الخبرية، و «تجديد» عطفا عليه. ولا محيص عن أحد الالتزامين.

 

                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 186
 [الحديث السادس و الثلاثون‏]
36- محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن سيف، عن أبي المغراء عن عقبة بن بشير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال النبي صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام: يا علي ادفني في هذا المكان و ارفع قبري من الأرض أربع أصابع و رش عليه من الماء.
 [الحديث السابع و الثلاثون‏]
37- علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن الحلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أتى العباس أمير المؤمنين عليه السلام فقال: يا علي إن الناس قد اجتمعوا أن يدفنوا رسول الله صلى الله عليه و آله في بقيع المصلى و أن يؤمهم رجل منهم، فخرج أمير المؤمنين عليه السلام إلى الناس فقال: يا أيها الناس إن رسول الله صلى الله عليه و آله إمام حيا و ميتا و قال: إني ادفن في البقعة التي أقبض فيها، ثم قام على الباب فصلى عليه، ثم أمر الناس عشرة عشرة يصلون عليه ثم يخرجون.
 [الحديث الثامن و الثلاثون‏]
38- محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن علي بن سيف، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما قبض النبي صلى الله عليه و آله صلت عليه الملائكة و المهاجرون و الأنصار فوجا فوجا، قال: و قال أمير المؤمنين عليه السلام، سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله يقول في صحته و سلامته: إنما أنزلت هذه الآية علي في الصلاة علي بعد قبض الله لي: إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما.
 [الحديث التاسع و الثلاثون‏]
39- بعض أصحابنا رفعه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي قال:
قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما معنى السلام على رسول الله؟ فقال: إن الله تبارك و تعالى‏
__________________________________________________
 (قوله): انما أنزلت هذه الآية على فى الصلاة) على ظاهره يشعر بما ذكرناه من أن صلاته كانت قراءة هذه الآية.
قوله: ما معنى السلام على رسول الله «ص») لما كان السلام شايعا فى التحية بالسلامة عن الافات و الفتن و العقوبة الدنيوية و الاخروية و موجباتها سأله هل المراد من السلام على رسول الله «ص» هذا المعنى أو معنى آخر فأجاب «ع» بأن له تأويلا آخر و هو المقصود الاصلى هنا بيانه أنه تعالى لما خلق نبيه و وصيه و أبنته و جميع الائمة و شيعتهم أخذ على شيعتهم أو على الجميع الميثاق و العهد بالربوبية و النبوة و الولاية و الصبر و المصابرة و المرابطة و التقوى و وعدهم أن يسلم لهم الارض المباركة و هى هذه الارض سميت مباركة لكونها منازل الأنبياء و الأوصياء و الصلحاء و معبدهم و محل استباقهم او بيت المقدس أو الكوفة أو الجميع و أن يسلم لهم الحرم‏
                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 187
لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الأمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم و الأرض التى يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها
__________________________________________________
الأمن و هو حرم مكة أو المدينة او كلاهما و أن ينزل لهم البيت المعمور و هو بيت الشرف و المجد أو البيت الذي فى السماء حيال الكعبة فى عصر الصاحب «ع» و أن يظهر لهم السقف المرفوع أى عيسى «ع» لكونه عالما مرفوع المنزلة أو مرفوعا من الارض الى السماء أو السماء بارسال عزاليها و انزل أمطارها الموجب للخصب و الرخاء وسعه العيش و أن يريحهم من عدوهم بقهر المهدى و اهلاكه اياهم و وعد لهم الارض التى يبدلها الله من دار- السلام و هى الجنة و يسلم ما فيها لهم لا خصومة فيها لعدو لهم لانتفاء قدرتهم فيها و زهوق الباطل هناك فلا يمكن لهم المنازعة مع أهل الحق بخلاف الدنيا و أن يكون لهم فيها ما يحبون مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و أخذ أيضا رسول الله «ص» على جميع الامة و الشيعة الميثاق بذلك و السلام عليه «ص» انما هو تذكر نفس الميثاق و تجديد له على الله تعالى لعله أن يعجل الوعد و بالجملة أخذ الله و رسوله عليهم الميثاق بما ذكروا و وعد لهم أن يوجرهم بالوفاء به و أن يسلم لهم الامور المذكورة و السلام على النبي تذكرة للعهد و طلب لتعجيل الوعد.
قوله: و ان يصبروا و يصابروا و يرابطوا) الصبر أصله الحبس يقال صبرت نفسى على كذا اى حبستها و الربط أصله الشد يقال ربط الدابة أى شده و المرابطة: الاقامة على جهاد العدو بالحرب و ارتباط الخيل و أعدادها فى الثغور و قد يطلق على ربط النفس على الاعمال الصالحة و الاخلاق الفاضلة و لعل المقصود انه تعالى اخذ عليهم أن يصبروا على الدين و مشاق تكاليفه و سائر ما ينزل عليهم من النوائب و المصائب و أن يصابروا أعداءهم فى الجهاد و يغالبوهم فى الصبر على شدائد الحروب أو يحمل بعضهم بعضا على الصبر فى الشدائد و أن يرابطوا أى يقيموا على جهادهم أو على الثغور بأنفسهم و خيولهم أو على الطاعات مطلقا.
قوله: و الارض التى يبدلها الله من السلام) عطف على أن يسلم لا على أن يريحهم لانه عطف على ينزل أو يسلم و لا يصح تقدير «أن» هنا و لا على البيت المعمور للزوم الفصل بالاجنبى بين المعطوف و المعطوف عليه و لبعد تعلق الانزال بها فى الجملة و لا على الارض المباركة و ان صح بحسب المعنى للزوم الفصل بالاجنبى و الظاهر ان من السلام بيان للارض و أن المراد بها دار السلام و هى الجنة و حمل من على التعليل للتبديل و حمل الارض على أرض‏
                        شرح الكافي-الأصول و الروضة (للمولى صالح المازندراني)، ج‏7، ص: 188
لهم، لا شية فيها- قال: لا خصومة فيها- لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك، و إنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله، لعله أن يعجله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه.
 [الحديث الأربعون‏]
40- ابن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول:
اللهم صل على محمد صفيك، و خليلك و نجيك، المدبر لأمرك.
 (باب) النهى عن الاشراف على قبر النبي صلى الله عليه و آله‏
 [الحديث الأول‏]
1 عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن جعفر بن المثنى الخطيب قال: كنت بالمدينة و سقف المسجد الذي يشرف على القبر قد سقط و الفعلة يصعدون و ينزلون و نحن جماعة، فقلت لأصحابنا: من منكم له موعد يدخل على أبي عبد الله عليه السلام الليلة؟ فقال مهران بن أبي نصر: أنا، و قال إسماعيل بن عمار الصيرفي:
أنا، فقلنا لهما: سلاه لنا عن الصعود لنشرف على قبر النبي صلى الله عليه و آله، فلما كان من الغد لقيناهما، فاجتمعنا جميعا، فقال إسماعيل: قد سألناه لكم عما ذكرتم، فقال: ما احب لأحد منهم أن يعلو فوقه و لا آمنه أن يرى شيئا يذهب منه بصره أو
__________________________________________________
الدنيا أن يبدلها الله من أجل السلام و بسببه يعنى يجعلها سالمة لهم بعد ما لم تكن، بعيد جدا.
قوله: و يسلم ما فيها لهم) عطف على يبدلها و قوله لا شية فيها حال مؤكدة

 

                        الوافي، ج‏14، ص: 1355
باب 176 معنى السلام على رسول الله ص‏
 [1]
14388- 1 الكافي، 1/ 451/ 39/ 1 بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال قلت لأبي عبد الله ع ما معنى السلام على رسول الله ص فقال إن الله تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة ع و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الأمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم و الأرض التي يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها «1»

__________________________________________________
 (1). «و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها» تضمين من الآية الكريمة في قصة البقرة «بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها» (البقرة/ 71) قال البيضاوي مسلمة سلمه الله من العيوب أو أهلها من العمل أنه اخلص لونها من سلم له كذا إذا أخلص له «لا شية فيها» لا لون فيها يخالف لون جلدها، و هي في الأصل مصدر وشاه وشيا وشية إذا خلط بلونه لونا آخر. و في القاموس وشى الثوب كرعا وشيا وشية:
حسنه و نقشه و حسنه كوشاه إلخ «المرآة».
                        الوافي، ج‏14، ص: 1356
قال لا خصومة فيها لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك- و إنما ع تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله تعالى و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه.
بيان‏
لعل المراد بالأرض المباركة أرض عالم الملكوت فإن البيت المعمور و السقف المرفوع هنالك و أشير به إلى رجعتهم ع التي ثبت عنهم وقوعها و أشير بقوله و الأرض التي يبدلها الله إلى قوله تعالى يوم تبدل الأرض غير الأرض «1» و هي إما عطف على الأرض المباركة و إما استئناف و من في من السلام إما ابتدائية و إما بيانية و يؤيد الثاني آخر الحديث و أريد بالسلام ما لا آفة فيه و هو قوله عز و جل و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا «2» قال لا خصومة فيها لعدوهم من كلام الراوي تفسير للشية و إنما ع يعني و إنما السلام منكم عليه تذكرة و تجديد للميثاق و تعجيل للوفاء به‏

 

                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 268
 [الحديث 39]
39 بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله ما معنى السلام على رسول الله فقال إن الله تبارك و تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن‏

__________________________________________________
الحديث التاسع و الثلاثون: ضعيف على المشهور.
" ما معنى السلام" السلام مجرور و الظرف متعلق به، أو حال منه، أو مرفوع مبتدأ و الظرف خبره، و مضمون الجملة مضاف إليه و الأول أظهر" لما خلق" أي في عالم الأرواح، و يحتمل عالم الأجساد" أخذ عليهم" أي على الشيعة أو على الجميع" الميثاق" أي على ربوبيته و نبوة محمد و ولاية الأئمة عليه و عليهم السلام كما ورد في سائر الأخبار، فاللام للعهد، و قوله: و أن يصبروا إما عطف على مقدر متعلق بالميثاق فينسحب عليه الميثاق، أو على الميثاق، و لا يبعد كون الواو زائدة من النساخ و هو إشارة إلى قوله سبحانه:" يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا و اتقوا الله لعلكم تفلحون «1»".
و قد روي في معاني الأخبار بإسناده عن أبي بصير قال: سألت أبا عبد الله صلى الله عليه و آله و سلم عن قول الله عز و جل:" يا أيها الذين آمنوا اصبروا و صابروا و رابطوا" فقال: اصبروا على المصائب، و صابروهم على التقية، و رابطوا على من تقتدون به" و اتقوا الله لعلكم تفلحون".
و قال البيضاوي: اصبروا على ميثاق الطاعات و ما يصيبكم من الشدائد" و صابروا" غالبوا أعداء الله بالصبر على شدائد الحرب و أعدى عدوكم في الصبر على مخالفة الهوى، و تخصيصه بعد الأمر بالصبر مطلقا لشدته" و رابطوا" أبدانكم و خيولكم في الثغور مرتصدين للغزو و أنفسكم على الطاعة كما قال عليه السلام: من الرباط انتظار الصلاة بعد الصلاة" و اتقوا الله لعلكم تفلحون" فاتقوه بالتبري عما سواه لكي تفلحوا غاية الفلاح، و اتقوا القبيح لعلكم تفلحون بنيل المقامات الثلاث، المرتبة التي هي الصبر على حضض الطاعات، و مصابرة النفس في رفض العادات، و مرابطة السر على جناب الحق لترصد الواردات المعبر عنه بالشريعة و الطريقة و الحقيقة، انتهى.
__________________________________________________
 (1) سورة آل عمران: 200.
                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 269
يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الآمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم‏
__________________________________________________
" أن يسلم لهم الأرض المباركة" أي بيت المقدس كما قال تعالى: و" جعلنا بينهم و بين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة «1»" أو المدينة أو الكوفة، و الحرم الأمن مكة أو الأعم منها و من المدينة، كما قال تعالى:" أ و لم نمكن لهم حرما آمنا «2»" و قيل: الأرض المباركة جميع الأرض سميت مباركة لكونها منازل الأنبياء و الأوصياء و الأولياء و الصلحاء، أو تصير في هذا الزمان مباركة كما سيأتي.
" و أن ينزل لهم البيت المعمور" لم أر فيما أظن نزول البيت المعمور في زمن القائم عليه السلام إلا في هذا الخبر، و ربما يأول بنزول الملائكة منه إلى القائم عليه السلام أو يصير الكعبة كالبيت المعمور لكثرة العبادة فيه و نزول الملائكة إليه، أو المراد بالبيت المعمور بيوت أذن الله أن ترفع و هي بيوت الأئمة عليهم السلام كناية عن صيرورتها معمورة بعد ما كانت مهجورة، و لعله لا حاجة إلى هذه التكلفات و لا امتناع في حمله على ظاهره.
" و يظهر لهم السقف المرفوع" أي السماء الدنيا أو السماوات كلها أو العرش بنفوذ بصرهم فيها و اطلاعهم على غرائبها، و يمكن تخصيصه به عليه السلام و بخواص أصحابه و لا يبعد أن يكون المراد بالسقف المرفوع ما ورد في رواية طويلة عن المفضل بن عمر عن الصادق عليه السلام حيث قال: ثم يخرج الصديق الأكبر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه و تنصب له القبة بالنجف و يقام أركانها، ركن بالنجف و ركن بهجر «3» و ركن بصنعاء و ركن بأرض طيبة لكأني أنظر إلى مصابيحها تشرق في السماء و الأرض كأضوء من الشمس و القمر، فعندها تبلى السرائر و تذهل كل مرضعة عما أرضعت، الخبر.
و يحتمل أن يكون المراد إظهار بركات السماء كما روي في الخصال في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام: ما أنزلت السماء قطرة من ماء منذ حبسه الله عز و جل‏
__________________________________________________
 (1) سورة سبأ: 18.
 (2) سورة القصص: 57.
 (3) هجر: اسم لجميع أرض البحرين.
                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 270
من عدوهم و الأرض التي يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها قال‏

__________________________________________________
و لو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها و لأخرجت الأرض نباتها، و لذهبت الشحناء من قلوب العباد و اصطلحت السباع و البهائم حتى تمشي المرأة بين العراق إلى الشام لا تضع قدميها إلا على النبات، و على رأسها زينتها لا يهيجها سبع و لا تخافه.
" و الأرض" إما عطف على عدوهم أي تريحهم من آفات الأرض و من في قوله:
من السلام، تعليلية متعلقة بالتبديل، أي يريحهم من آفات الأرض الفاسدة فيصلحها لهم لسلامتهم من الشرور، أو الأرض مبتدأ و من السلام خبره و من تبعيضية، أي من جملة السلام أو تعليلية أي بسببه، و كأنه إشارة إلى بطن قوله تعالى:" يوم تبدل الأرض غير الأرض «1»" فإن آيات البعث أكثرها مؤولة بالرجعة و زمان القائم عليه السلام في القرآن كما اطلعت على بعضها سالفا، و كون" من" صلة للإبدال يفيد عكس المرام إلا أن يقال هو على القلب، قال في القاموس تبدله و به استبدله، و أبدل منه و بدله اتخذه منه بدلا، و قيل: و الأرض عطف على أن يسلم، و قيل: على الأرض المباركة و يؤيد ما ذكرنا ما رواه الراوندي (ره) في الخرائج بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال الحسين صلوات الله عليه قبل أن يقتل لأصحابه: أبشروا فو الله لئن قتلونا فإنا نرد على نبينا، قال: ثم أمكث ما شاء الله فأكون أول من ينشق الأرض عنه فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين، و قيام قائمنا ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله، و ساق الحديث إلى أن قال عليه السلام: ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتى لا يكون على وجه الأرض إلا الطيب، و ساق إلى أن قال: و لا يبقى على وجه الأرض أعمى و لا مقعد و لا مبتلى إلا كشف الله عنه بلائه بنا أهل البيت و لينزلن البركة من السماء إلى الأرض حتى إن الشجرة لتنقصف بما يريد الله فيها من الثمرة، و ليأكلن ثمرة الشتاء في الصيف و ثمرة الصيف في الشتاء، و ذلك قوله تعالى:" و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض‏
__________________________________________________
 (1) سورة إبراهيم: 48.
                        مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏5، ص: 271
لا خصومة فيها لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك و إنما السلام عليه تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه.
 [الحديث 40]
6- 40 ابن محبوب عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله ع قال سمعته‏

__________________________________________________
و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون «1»" الخبر.
" و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها" تضمين من الآية الكريمة في قصة البقرة:
" بقرة لا ذلول تثير الأرض و لا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها «2»" قال البيضاوي:
مسلمة سلمه الله من العيوب أو أهلها من العمل، أو أخلص لونها من سلم له كذا إذا أخلص له" لا شية فيها" لا لون فيها يخالف لون جلدها، و هي في الأصل مصدر وشاه وشيا و شية إذا خلط بلونه لونا آخر، و في القاموس: وشى الثوب كرعا وشيا و شية حسنة و نقشه و حسنه كوشاه، و كلامه: كذب فيه، و به أي السلطان، وشيا و وشاية، نم و سعى، و شية الفرس كعدة: لونه، انتهى.
و تفسير الشية هنا بالخصومة مبني على حمل الكلام على الاستعارة، فإنه إذا لم يسلم لهم الأرض كملا بل كان لبعضها فيه خصومة فكانت كحيوان فيه لون غير لون أصله.
" و إنما السلام عليه" الظرف متعلق بالسلام قدم للحصر و السلام مبتدأ و تذكرة خبره، و مضاف إلى نفس المضاف إلى الميثاق، أي تذكير أصل الميثاق و ما قيل: أن نفسا منون مجرور، و الميثاق منصوب فهو بعيد، و قوله: على الله مبني على أن السلام على رسول الله جملة دعائية" بجميع ما فيه" أي مع جميع ما في السلام و ما يستلزمه من البركات المتقدمة.

 

 

                        بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 380
190- كا، الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله ع ما معنى السلام على رسول الله فقال إن الله تبارك و تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الأمن و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم و الأرض التي يبدلها الله من السلام و يسلم ما فيها لهم لا شية فيها قال لا خصومة فيها لعدوهم و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله ص على جميع الأئمة و شيعتهم الميثاق بذلك و إنما السلام عليه «2» تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه «3».

 

                        تفسير نور الثقلين، ج‏5، ص: 137
10- في تفسير على بن إبراهيم حديث طويل عن النبي صلى الله عليه و آله ذكرناه بتمامه في أول الإسراء و فيه يقول صلى الله عليه و آله: فقلت: يا جبرئيل من هذا الذي في السماء السابعة على باب البيت المعمور في جوار الله تعالى؟ فقال: هذا أبوك إبراهيم عليه السلام.
11- في تفسير العياشي عن عبد الصمد بن شيبة عن أبى عبد الله عليه السلام حديث طويل في معراج رسول الله صلى الله عليه و آله و في أواخره: فلما فرغ مناجاته رد الى البيت المعمور و هو في السماء السابعة بحذاء الكعبة.
12- في أصول الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقى قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: ما معنى السلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم؟
فقال: ان الله تبارك و تعالى لما خلق نبيه و وصيه و ابنته و ابنيه و جميع الائمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق، و ان يصبروا و يصابروا و يرابطوا و أن يتقوا الله و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الأمن، و أن ينزل لهم البيت المعمور و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم، و الأرض التي يبدلها الله من السلام، و يسلم ما فيها لهم «لا شية فيها» قال: لا خصومة فيها لعدوهم، و أن يكون لهم فيها ما يحبون و أخذ رسول الله صلى الله عليه و آله على جميع الائمة و شيعتهم الميثاق بذلك، و انما عليه السلام تذكرة نفس الميثاق، و تجديد له على الله لعله أن يجعله جل و عز و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه «1».
__________________________________________________
 (1) قال الفيض (ره) لعل المراد بالأرض المباركة أرض عالم الملكوت، فان البيت المعمور و السقف المرفوع هنالك، و أشير به الى رجعتهم (ع) التي ثبت عنهم وقوعها، و أشير بقوله و الأرض التي يبدلها الله الى قوله تعالى: «يوم تبدل الأرض غير الأرض» و هي اما عطف على الأرض المباركة و اما استيناف، و من في من السلام اما ابتدائية و اما بيانية و يؤيد الثاني آخر الحديث، و أريد بالسلام مالا آفة فيه، و هو قوله عز و جل و ليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا قال: لا خصومة فيها لعدوهم، و انما عليه السلام يعنى و انما السلام منكم عليه تذكرة و تجديد للميثاق و تعجيل للوفاء به.

 

 

                        تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏12، ص: 446
و في تفسير العياشي «1»: عن عبد الصمد بن شيبة «2»، عن أبي عبد الله- عليه السلام- حديث طويل في معراج رسول الله- صلى الله عليه و آله-. و في أواخره: فلما فرغ من مناجاته رد إلى البيت المعمور، و هو في السماء السابعة بحذاء الكعبة.
أقول: يمكن رفع الاختلاف بين تلك الأخبار بأن يقال: في السماء السابعة مطاف للملائكة يسمى بالبيت المعمور بحذاء البيت المعمور الذي في السماء الرابعة المحاذية للكعبة، يدخله كل يوم ألف ملك [، كما يدخل الذي في السماء الرابعة كل يوم سبعون ألف ملك،] «3» و تلك السبعون هي التي خلقت من قطرات جبرئيل «4».
و السقف المرفوع (5)، يعني: السماء.
و في أصول الكافي «5»: بعض أصحابنا رفعه، عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي قال: قلت لأبي عبد الله- عليه السلام-: ما معنى السلام على رسول الله- صلى الله عليه و آله-؟
فقال: إن الله لما خلق نبيه و وصية [و ابنته‏] «6» و ابنيه و جميع الأئمة و خلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق، و أن يصبروا و يصابروا و يرابطوا، و أن يتقوا الله، و وعدهم أن يسلم لهم الأرض المباركة و الحرم الآمن، و أن ينزل لهم البيت المعمور، و يظهر لهم السقف المرفوع و يريحهم من عدوهم، و الأرض التي يبدلها الله من السلام، و يسلم ما فيها لهم «لا شية فيها» قال: لا خصومة فيها لعدوهم، و أن يكون لهم فيها ما يحبون.
__________________________________________________
 (1) تفسير العياشي 1/ 157- 159، ح 530.
 (2) المصدر: بشير.
 (3) ليس في ن.
 (4) في هامش ت:
و في المناقب عن ابن عباس قال:

قال رسول الله- صلى الله عليه و آله- لما عرج بي الى السماء الرابعة رأيت بيتا من ياقوت أحمر فقال لي جبرئيل: يا محمد هذا هو البيت المعمور و السقف المرفوع خلقه الله- عز و جل- قبل خلق السماوات و الأرضين بخمسين ألف عام قم يا محمد فصل فيه قال النبي- صلى الله عليه و آله- فصليت بهم فلما سلمت أتاني آت من عند ربي فقال لي يا محمد ربك يقرئك السلام و يقول: سل من أرسلنا قبلك من رسلنا على ما ذا أرسلناهم؟ فقلت: معاشر الأنبياء و الرسل على ما ذا بعثكم ربي قولوا لي. فقال الرسل: يا رسول الله! بعثنا على شهادة أن لا إله إلا الله و على الإقرار بنبوتك و الولاية لعلي ابن أبي طالب- عليه السلام-.

 (5) الكافي 1/ 451، ح 39.
 (6) من المصدر.
                        تفسير كنز الدقائق و بحر الغرائب، ج‏12، ص: 447
و أخذ رسول الله- صلى الله عليه و آله- على جميع الأمة [و «1» الأئمة] «2» و شيعتهم «3» الميثاق بذلك، و إنما [السلام عليه‏] «4» تذكرة نفس الميثاق و تجديد له على الله لعله أن يعجله و يعجل السلام لكم بجميع ما فيه.














فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است