كرم
الكَرَمُ: شرف الرجل. رجل كَرِيمٌ و قوم كَرَمٌ و كِرَامٌ، نحو أديم و أدم، [و عمود و عمد]، و كثر ما يجيء فعل في جمع فعيل و فعول، قال الشاعر «2»:
[و أن يعدين إن كسي الجواري] فتنبو العين عن كَرَمٍ عجاف
و رجل كُرَّامٌ، أي: كريم. و تَكَرَّمَ [عن الشائنات]، أي: تنزه، و أكرم نفسه عنها و رفعها. و الكَرَامَةُ: طبق يوضع على رأس الحب. و الكَرَامَةُ: اسم للإكرام، مثل الطاعة للإطاعة و نحوه من المصادر. و المَكْرَمَانُ: الكريم، [نقيض] «3» الملامان.
كتاب العين، ج5، ص: 369
و كَرُمَ كَرَماً، أي: صار كريما. و الكَرْمُ: القلادة. و الكَرْمَةُ: طاقة من الكَرْمِ، قال أبو محجن الثقفي»:
إذا مت فادفني إلى أصل كَرْمَةٍ تروي عظامي بعد موتي عروقها
و [العرب] تقول: هذه البلدة إنما هي كَرْمَةٌ و نخلة، يعني بذلك الكثرة. و العرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة و عسلة. و إذا جاد السحاب بغيثه قيل كَرَّمَ. و كَرُمَ فلانٌ علينا كَرَامَةً. و الكَرَمُ: أرض مثارة منقاة من الحجارة. قال الضرير: يقال أُكْرِمْتَ فاربط، أي: استفدت كريما فارتبطه «2».
الغريب المصنف
الغريب المصنف ؛ ج1 ؛ ص158
أبو عمرو الْكُرُومُ الْقَلَائِدُ
واحدها كَرْمٌ. قال الشاعر [طويل]
تَبَاهَيْ بِصَوْغٍ مِنْ كُرُومٍ وَ فِضَّةٍ »
جمهرة اللغة
و الكَرَم: ضدّ اللؤم؛ كَرُمَ الرجلُ يكرُم كَرَماً فهو كريم.
و رجل كُرّام: في معنى كريم.
و المَكارم واحدتها مَكْرُمَة، و هو ما استفاده الإنسان من خُلُق كريم أو طُبع عليه.
و جمع كريم كِرام و كُرَماء.
و الكَرْم: شجر العنب لا يسمّى به غيره، و الجمع كُروم.
و الكَرْمَة: قِلادة تتّخذها المرأة شبيهة بالمِخْنَقَة، و الجمع كروم أيضاً. قال الشاعر (طويل) «8»:
عَدوسُ السُّرَى لا يَأْلَفُ الكَرْمَ جِيدُها
العَدوس: الشديدة.
كرم:
الكريم: من صفات الله عز و جل و أسمائه، و هو الكثير الخير الجواد المنعم المفضل.
و قال الله جل ثناؤه: أ و لم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم (7)
[الشعراء: 7].
معنى الزوج: النوع، و الكريم: المحمود فيما تحتاج إليه فيه، المعنى من كل نوع نافع لا يثبته إلا رب العالمين.
و قال جل و عز: إني ألقي إلي كتاب كريم
[النمل: 29].
قال بعضهم: معناه: حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي و أتوني مسلمين [النمل: 30، 31].
و قيل: ألقي إلي كتاب كريم
[النمل:
29]، عنت أنه جاء من عند رجل كريم.
و قيل: كتاب كريم
أي مختوم، و قوله تعالى: لا بارد و لا كريم (44)
[الواقعة:
44].
قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نفت عنه فعلا تنوي به الذم.
يقال: أ سمين هذا؟.
فيقال: ما هو بسمين و لا كريم، و ما هذه الدار بواسعة و لا كريمة.
و الكريم: اسم جامع لكل ما يحمد. فالله كريم حميد الفعال.
و قال: إنه لقرآن كريم (77) في كتاب مكنون (78)
[الواقعة: 77، 78] أي قرآن يحمد ما فيه من الهدي و البيان و العلم و الحكمة.
و قوله: و قل لهما قولا كريما
أي سهلا لينا، و رب العرش الكريم
العظيم.
و قوله: و أعتدنا لها رزقا كريما
[الإسراء: 23] أي كثيرا.
و
روينا عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «لا تسموا العنب الكرم فإنما الكرم الرجل المسلم»:
رواه أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه و آله.
و تأويله- و الله أعلم- أن الكرم: صفة محمودة، و الكريم من صفات الله جل ذكره. و من آمن بالله فهو كريم، و الكرم:
مصدر يقام مقام الموصوف.
فيقال: رجل كرم. و رجلان كرم، و رجال كرم، و امرأة كرم، لا يثنى و لا يجمع و لا يؤنث، لأن معنى قولك: رجل كرم أي ذو كرم. و لذلك أقيم مقام المنعوت فخفف، و الكرم سمي كرما لأنه وصف بكرم شجرته و ثمرته.
تهذيب اللغة، ج10، ص: 133
و قيل: كرم بسكون الراء لأنه خفف عن لفظة كرم لما كثر في الكلام. فقيل: كرم كما قال امرؤ القيس:
نزلت على عمرو بن درعاء بلطة فيا كرم ما جار و يا كرم ما محل
أراد: يا كرم جار، و ما صلة.
و
نهى النبي صلى الله عليه و سلم عن تسميته بهذا الاسم لأنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه و أنه يغير عقل شاربه، و يوقع بين شربه العداوة و البغضاء.
فقال: الرجل المسلم أحق بهذه الصفة من هذه الشجرة التي يؤدي ما يعتصر من ثمرها إلى الأخلاق الذميمة اللئيمة.
قال أبو بكر: يسمى الكرم كرما لأن الخمر المتخذ منه يحث على السخاء و الكرم و يأمر بمكارم الأخلاق فاشتقوا له اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه فكره النبي صلى الله عليه و آله أن يسمى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم، و جعل المرء المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن، و أنشد:
و الخمر مشتقة المعنى من الكرم
و لذلك سموا الخمر راحا لأن شاربها يرتاح للعطاء أي يخف.
قال: و يقال للكرم: الجفنة و الحبلة، و الزرجون.
و قال الليث يقال: رجل كريم، و قوم كرم كما قالوا: أديم و أدم- و عمود و عمد، و أنشد:
و أن يعرين إن كسي الجواري فتنبوا العين عن كرم عجاف
(قلت): و النحويون يأبون ما قال الليث.
و يقولون: رجل كريم و قوم كرام.
كما يقال: صغير و صغار، و كبير و كبار.
و لكن يقال: رجل كرم، و رجال كرم أي ذوو كرم، و نساء كرم أي ذوات كرم.
كما يقال: رجل عدل، و قوم عدل، و رجل حرض، و قوم حرض، و رجل دنف و قوم دنف.
و قال أبو عبيد و ابن السكيت و هو قول الفراء: رجل كريم، و كرام، و كرام، بمعنى واحد.
قالوا: و كرام: أبلغ في الوصف من كريم، و كرام بالتشديد، أبلغ من كرام.
و كذلك: رجل كبير و كبار و كبار و ظريف و ظراف و ظراف.
و قال الليث: يقال: تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه، و أكرم نفسه عن الشائنات و الكرامة: اسم يوضع موضع الإكرام، كما وضعت الطاعة موضع الإطاعة، و الغارة موضع الإغارة.
و الكرمة: الطاقة الواحدة من الكرم.
تهذيب اللغة، ج10، ص: 134
و يقال: هذه البقعة إنما هي كرمة و نخلة، يعنى بذلك الكثرة.
و العرب تقول: هي أكثر الأرض سمنة و عسلة.
و إذا جاءت السماء بالقطر قيل: كرمت تكريما.
قال الليث: و المكرم: الرجل الكريم على كل أحد.
و يقال: كرم الشيء الكريم كرما، و كرم فلان علينا كرامة.
و الكرم: أرض مثارة منقاة من الحجارة.
و سمعت العرب تقول: للبقعة الطيبة التربة العذاة المنبت: هذه بقعة مكرمة و يقولون للرجل الكريم: مكرمان إذا وصف بالسخاء و سعة الصدر.
(أبو عبيد عن أبي عمرو): الكروم:
القلائد، واحدها كرم، و أنشد:
تباهى بصوغ من كروم و فضة
و
روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أن رجلا أهدى إليه راوية خمر فقال: «إن الله حرمها، فقال الرجل: أفلا أكارم بها يهود؟ فقال: إن الذي حرمها حرم أن يكارم بها»
أراد بقوله أكارم بها يهود أي أهديها إليهم، فيثيبوني عليها.
و منه قول دكين:
يا عمر الخيرات و المكارم
إني امرؤ من قطن بن دارم أطلب ديني من أخ مكارم
أي من أخ يكافئني على مدحي إياه، يقول: لا أطلب جائزته بغير وسيلة، و قال اللحياني: أفعل ذلك و كرمة لك و كرمى لك، و كرامة لك، و كرما لك، و كرمة عين، و نعيم عين و نعمة عين، و نعم عين، و نعامى عين و نعام عين.
و قال أبو ذؤيب في الكرم:
و أيقنت أن الجود منك سجية و ما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم
أراد بالكرم: الكرامة.
و قال ابن شميل: يقال: كرمت أرض فلان العام، و ذلك إذا دملها فزكا نبتها، قال: و لا يكرم الحب حتى يكون كثير العصف يعني التبن و الورق.
(عمرو عن أبيه): يقال لطبق القدر و الحب: الكرامة.
و قال الكسائي: لم يجئ عن العرب مفعل مصدرا بغير هاء إلا حرفان: مكرم و معون.
و أنشد في المكرم:
ليوم روع أو فعال مكرم
و قال:
بثين الزمي (لا) إن (لا) إن لزمته على كثرة الواشين أي معون
تهذيب اللغة، ج10، ص: 135
و قال الفراء: مكرم: جمع مكرمة و كذلك معون: جمع معونة، و
روى عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «إن الله يقول: إذا أنا أخذت من عبدي كريمتيه و هو بهما ضنين فصبر لي لم أرض له بهما ثوابا دون الجنة»
. و رواه بعضهم: إذا أخذت من عبدي كريمته.
و قال شمر: قال إسحاق بن منصور: قال بعضهم: يريد أهله، و بعضهم يقول:
عينه، قال: و من رواه كريمتيه فهما:
العينان.
قال شمر: كل شيء يكرم عليك فهو كريمك و كريمتك، قال: و الكريمة:
الرجل الحسيب، تقول: هو كريمة قومه.
و أنشد:
و أرى كريمك لا كريمة دونه و أرى بلادك منقع الأجواد
أراد من يكرم عليك لا تدخر عنه شيئا يكرم عليك.
و
في حديث آخره: «إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه»
أي كريم قوم. و قال صخر بن عمرو:
أبى الفحر أني قد أصابوا كريمتي و أن ليس إهداء الخنا من شماليا
يعني بقوله كريمتي: أخاه معاوية بن عمرو- و أما
الحديث الآخر «خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين»
فإن بعضهم قال هما الحج و الجهاد، و قيل أراد بين فرسين يغزو عليهما.
و قيل بين أبوين مؤمنين كريمين.
و يقال: هذا رجل كرم أبوه و كرم آباؤه، و قول الله جل و عز: و ندخلكم مدخلا كريما
[النساء: 31] قالوا حسنا و هو الجنة، و قوله: و قل لهما قولا كريما
[الإسراء: 23] أي لينا سهلا إكراما لهما، و قوله: هذا الذي كرمت علي
[الإسراء: 62] أي فضلت، و قوله: رب العرش الكريم
[المؤمنون: 116] أي العظيم.
و قوله: فإن ربي غني كريم
[النمل: 40] أي عظيم مفضل و قوله: و أعتدنا لها رزقا كريما
[الأحزاب: 31] أي كثيرا.
كرم
[198/ ب]:
الكرم: معروف، كريم؛ و كرام و كرم. و رجل كرام؛ و كرام- مخفف-.
المحيط في اللغة، ج6، ص: 262
و الكريم: الصفوح. و الحسن أيضا، من قوله عز و جل: و قل لهما قولا كريما
«65». و الشريف أيضا، من قوله تعالى «66»: و ندخلكم مدخلا كريما
«67» أي شريفا فاضلا.
و تكرم الرجل: تنزه عن أشياء أكرم نفسه عنها و رفعها.
و كرم الرجل يكرم كرما، و كرم علينا كرامة. و الكرامة: اسم للإكرام؛ مثل الطاعة للإطاعة. و هو كريم قومه و كريمة قومه.
و يقال: أفعل ذاك و كرمى لك و كرمة و كرما: أي و كرامة لك، و مكرمة، و مكرم للجميع.
و ما فيهم رجل يكرمك: أي يكون أكرم منك.
و الكريم: الكثير، من قوله عز ذكره: و رزق كريم*
«68».
و رجل مكرمان «69» و امرأة مكرمانة- لا يصرف-: أي كريم.
و إذا جاد السحاب بغيثه قيل: كرم و كرم تكريما.
و الكرمة: الطاقة الواحدة من الكرم. و
في الحديث «70»
: «لا تسموا العنب الكرم فإن الكرم هو الرجل المسلم».
و الكرم «71»: أرض مثارة منقاة من الحجارة. و القلادة، [و] «72» جمعها كروم. و هي العنق أيضا.
المحيط في اللغة، ج6، ص: 263
و الكرامة: طبق يوضع على رأس الحب.
و الكركمة و الكركم: الزعفران، و قيل: العصفر.
و الكركمان: الرزق.
و الكرمة «73»: رأس الفخذ المستدير كأنها جوزة، و جمعها كروم.
الكرم: ضد اللؤم.
و قد كرم الرجل بالضم فهو كريم، و قوم كرام و كرماء، و نسوة كرائم.
و يقال رجل كرم أيضا، و امرأة كرم، و نسوة كرم. و قال «5»:
الصحاح، ج5، ص: 2020
* فتنبو العين عن كرم عجاف «1»*
و الكرام بالضم، مثل الكريم. فإذا أفرط فى الكرم قيل كرام بالتشديد.
و كارمت الرجل، إذا فاخرته فى الكرم، فكرمته أكرمه بالضم، إذا غلبته فيه.
و الكريم: الصفوح.
و كرم السحاب، إذا جاء بالغيث.
و أكرمت الرجل أكرمه، و أصله أؤكرمه مثل أدحرجه، فاستثقلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أتبعوا باقى حروف المضارعة الهمزة.
و كذلك يفعلون، ألا تراهم حذفوا الواو من يعد استثقالا لوقوعها بين ياء و كسرة، ثم أسقطوا مع الألف و التاء و النون. فإن اضطر الشاعر جاز له أن يرده إلى أصله، كما قال:
* فإنه أهل لأن يؤكرما*
فأخرجه على الأصل.
و يقال فى التعجب: ما أكرمه لى. و هو شاذ لا يطرد فى الرباعى. قال الأخفش: و قرأ بعضهم: و من يهن الله فما له من مكرم بفتح الراء، أى إكرام. و هو مصدر مثل مخرج و مدخل.
و الكرم: كرم العنب. و الكرم أيضا القلادة. يقال: رأيت فى عنقها كرما حسنا من لؤلؤ. قال الشاعر:
و نحرا عليه الدر تزهى كرومه ترائب لا شقرا يعبن و لا كهبا
و الكرمة: رأس الفخذ المستدير كأنه جوزة تدور فى قلت الورك. و قال فى صفة فرس:
أمرت عزيزاه و نيطت كرومه إلى كفل راب و صلب موثق
و المكرمة: واحدة المكارم.
و أرض مكرمة للنبات، إذا كانت جيدة النبات. قال الكسائى: المكرم: المكرمة.
قال. و لم يجئ على مفعل للمذكر إلا حرفان
الصحاح، ج5، ص: 2021
نادران لا يقاس عليهما: مكرم، و معون و أنشد «1»:
* ليوم روع أو فعال مكرم «2»*
و قال جميل:
بثين الزمى لا إن لا إن لزمته على كثرة الواشين أى معون
و قال الفراء: هو جمع مكرمة و معونة.
و عنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام.
و الأكرومة من الكرم، كالأعجوبة من العجب.
و يقال للرجل: يا مكرمان، بفتح الراء، نقيض قولك: يا ملأمان، من اللؤم و الكرم.
و التكرم: تكلف الكرم. و قال «3»:
تكرم لتعتاد الجميل فلن ترى أخا كرم إلا بأن يتكرما
و أكرم الرجل: أتى بأولاد كرام.
و استكرم: استحدث علقا كريما. و فى المثل: «استكرمت فاربط».
و الكرام، بالضم و التشديد: أكرم من الكريم، و الجمع الكرامون.
و التكريم الإكرام بمعنى، و الاسم منه الكرامة.
و الكرامة أيضا: طبق يوضع على رأس الحب. و يقال: حمل إليه الكرامة. و هو مثل النزل. و سألت عنه فى البادية فلم يعرف.
و يقال: نعم و حبا و كرامة. قال ابن السكيت:
نعم و حبا و كرما بالضم، و حبا و كرمة. قال:
و حكى عن زياد بن أبى زياد: ليس ذلك لهم و لا كرمة.
الفروق فی اللغة
ج١، ص ١۶٨
(الفرق) بين الكرم و الجود
أن الجود هو الذي ذكرناه، و الكرم يتصرف على وجوه فيقال لله تعالى كريم و معناه أنه عزيز و هو من صفات «2» ذاته و منه قوله تعالى (ما غرك بربك الكريم) أي العزيز الذي لا يغلب، و يكون بمعنى الجواد المفضال فيكون من صفات فعله، و يقال رزق كريم* اذا لم يكن فيه إمتهان أي كرم صاحبه، و الكريم الحسن في قوله تعالى (من كل زوج كريم)* و مثله (و قل لهما قولا كريما) أي حسنا و الكريم بمعنى المفضل في قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) أي أفضلكم و منه قوله تعالى (و لقد كرمنا بني آدم) أي فضلناهم، و الكريم أيضا السيد في
قوله صلى الله عليه و سلم «إذا أتاكم كريم قوم فاكرموه».
أي سيد قوم، و يجوز أن يقال الكرم هو إعطاء الشيء عن طيب نفس قليلا كان أو كثيرا، و الجود سعة العطاء و منه سمي المطر الغزير الواسع جودا، سواء كان عن طيب نفس أو لا، و يجوز أن يقال الكرم هو إعطاء من يريد اكرامه و اعزازه، و الجود قد يكون كذلك و قد لا يكون.
مقاییس اللغة
كرم
الكاف و الراء و الميم أصل صحيح له بابان: أحدهما شرف
معجم مقاييس اللغه، ج5، ص: 172
في الشيء في نفسه أو شرف في خلق من الأخلاق. يقال رجل كريم، و فرس كريم، و نبات كريم. و أكرم الرجل، إذا أتى بأولاد كرام. و استكرم:
اتخذ علقا كريما. و كرم السحاب: أتى بالغيث. و أرض مكرمة للنبات، إذا كانت جيدة النبات. و الكرم في الخلق يقال هو الصفح عن ذنب المذنب. قال عبد الله بن مسلم بن قتيبة: الكريم: الصفوح. و الله تعالى هو الكريم الصفوح عن ذنوب عباده المؤمنين.
و الأصل الآخر الكرم، و هي القلادة. قال:
* عدوس السرى لا يعرف الكرم جيدها «1»*
و أما الكرم فالعنب أيضا لأنه مجتمع الشعب منظوم الحب.
مفردات، ج ١، ص ٧٠٧
الكرم إذا وصف الله تعالى به فهو اسم لإحسانه و إنعامه المتظاهر، نحو قوله: فإن ربي غني كريم
[النمل/ 40]، و إذا وصف به الإنسان فهو اسم للأخلاق و الأفعال المحمودة التي تظهر منه، و لا يقال: هو كريم حتى يظهر ذلك منه. قال بعض العلماء: الكرم كالحرية إلا أن الحرية قد تقال في المحاسن الصغيرة و الكبيرة، و الكرم لا يقال إلا في المحاسن الكبيرة، كمن ينفق مالا في تجهيز جيش في سبيل الله، و تحمل حمالة ترقئ دماء قوم، و قوله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم
[الحجرات/ 13] فإنما كان كذلك لأن الكرم الأفعال المحمودة، و أكرمها و أشرفها ما يقصد به وجه الله تعالى، فمن قصد ذلك بمحاسن فعله فهو التقي، فإذا أكرم الناس أتقاهم، و كل شيء شرف في بابه فإنه يوصف بالكرم. قال تعالى:
فأنبتنا فيها من كل زوج كريم
[لقمان/ 10]، و زروع و مقام كريم
[الدخان/ 26]، إنه لقرآن كريم
[الواقعة/ 77]، و قل لهما قولا كريما
[الإسراء/ 23].
و الإكرام و التكريم: أن يوصل إلى الإنسان إكرام، أي: نفع لا يلحقه فيه غضاضة، أو أن يجعل ما يوصل إليه شيئا كريما، أي: شريفا، قال: هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين
[الذاريات/ 24]. و قوله: بل عباد مكرمون
[الأنبياء/ 26] أي: جعلهم كراما، قال: كراما كاتبين
[الانفطار/ 11]، و قال: بأيدي سفرة* كرام بررة
[عبس/ 15 16]، و جعلني من المكرمين
[يس/ 27]، و قوله: ذو الجلال و الإكرام
[الرحمن/ 27] منطو على المعنيين.
المحكم و المحيط الأعظم ؛ ج7 ؛ ص27
كرم
* الكرم: نقيض اللؤم، يكون فى الرجل بنفسه و إن لم يكن له آباء.
و يستعمل فى الخيل و الإبل و الشجر و غيرها من الجواهر إذا عنوا العتق، و أصله فى الناس.
قال ابن الأعرابى: كرم الفرس: أن يرق جلده و يلين شعره و تطيب رائحته.
* و قد كرم الرجل و غيره كرما، و كرامة، فهو كريم، و كريمة، و كرمة، و مكرم، و مكرمة، و كرام، و كرام، و كرامة.
و جمع الكريم: كرماء، و كرام.
و جمع الكرام: كرامون.
قال سيبويه: لا يكسر كرام، استغنوا عن تكسيره بالواو و النون.
* و إنه لكريم من كرائم قومه، على غير قياس، حكى ذلك أبو زيد.
و إنه لكريمة من كرائم قومه، و هذا على القياس.
* و رجل كرم: كريم، و كذلك: الاثنان و الجمع و المؤنث؛ لأنه وصف بالمصدر، قال:
لقد زاد الحياة إلى حبابناتى إنهن من الضعاف
مخافة أن يرين البؤس بعدىو أن يشربن رنقا بعد صاف
و أن يعرين إن كسى الجوارىفتنبو العين عن كرم عجاف[1]
* و كارمنى فكرمته أكرمه: كنت أكرم منه.
* و أكرم الرجل، و كرمه: أعظمه و نزهه.
* و رجل مكرام: مكرم. و هذا بناء يخص الكثير.
* و له على كرامة: أى عزازة.
* و استكرم الشىء: طلبه كريما أو وجده كذلك.
* و لا أفعل ذلك و لا حبا و لا كرما و لا كرمة، و لا كرامة، كل ذلك لا تظهر له فعلا.
* قال اللحيانى: افعل ذلك و كرامة لك، و كرمى لك، و كرمة لك و كرما لك، و كرمة عين.
* و تكرم عن الشىء، و تكارم: تنزه.
* و المكرمة، و المكرم: فعل الكرم، و لا نظير له إلا معون من العون؛ لأن كل «مفعلة» فالهاء لها لازمة إلا هذين، قال:
* ليوم بؤس أو فعال مكرم*[2]
و قال جميل:
بثين الزمى لا، إن لا إن لزمتهعلى كثرة الواشين أى معون[3]
قال بعضهم: مكرم: جمع مكرمة، و معون: جمع معونة.
* و الأكرومة: المكرمة.
المحكم و المحيط الأعظم، ج7، ص: 29
* و أرض مكرمة، و كرم: كريمة طيبة.
و قيل: هى المعدونة المثارة.
و أرضان كرم، (و أرضون كرم).
و جمعهما: كروم.
* و الكرم: القلادة من الذهب و الفضة.
و قيل: الكرم: نوع من الصياغة التى تصاغ فى المخانق.
و جمعه: كروم، قال:
* تباهى بصوغ من كروم و فضة*[5]
* و كرم المطر، و كرم: كثر ماؤه، قال أبو ذؤيب يصف سحابا:
وهى خرجه و استجيل الرباب منه و كرم ماء صريحا[6]
و رواه بعضهم:
«... و غرم ماء صريحا»
. قال أبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غرم خطأ، و إنما هو: و كرم ماء صريحا، و قال أيضا: يقال للسحاب إذا جاد بمائه: كرم، و الناس على غرم، و هو أشبه بقوله: و هى خرجه.
* و الكرامة: الطبق الذى يوضع على الحب.
.
المحكم و المحيط الأعظم، ج7، ص: 30
* و كرمان، و كرمان: موضع بفارس.
* و الكرمة: موضع أيضا، فأما قول أبى خراش:
و أيقنت أن الجود منه سجيةو ما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم[7]
قيل: أراد الكرمة فجمعها بما حواليها.
قال ابن جنى: و هذا بعيد؛ لأن مثل هذا إنما يسوغ فى الأجناس المخلوقات؛ نحو بسرة.
و بسر، لا فى الأعلام، و لكنه حذف الهاء للضرورة، و أجراه مجرى ما لا هاء فيه.[8]
اساس البلاغة
كرم-
كرم علينا فلان كرامة، و له علينا كرامة و أكرمه الله و كرمه. و أكرم نفسه بالتقوى، و أكرمها عن المعاصي.
و هو يتكرم عن الشوائن؛ قال أبو حية:
أ لم تعلمي أني إذا النفس أشرفت على طمع لم أنس أن أتكرما
و إن أجل المكارم اجتناب المحارم و هم الأطيبون الأكارم.
و تقول: نعم و كرامة أي و أكرمك إكراما. و افعل ذلك و كرما لك و كرمة لك و كرمى لك. و قلت لمدني: رافع كريي: محملي، فقال: نعم و كرمتين. و ما منهم رجل يكرمك: يكون أكرم منك؛ قال:
ما مد باعا فتى يوما لمكرمة إلا ستكرمه بالحلم و الجود
يقال: كارمته فكرمته. و كارمت فلانا: أهديت إليه ليكافئني. و
في الحديث: «إن الذي حرمها حرم أن يكارم بها».
و هو كريمة قومه. و
في الحديث: «إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه».
و رجل كرام. و يقال لمن أتى له ولد كرام:
لقد أكرمت.
و من المجاز: قوم كرم
؛ قال:
و أن يعرين إن كسي الجواري فتنبو العين عن كرم عجاف
و هذه الكورة إنما هي كرمة و نخلة إذا كثر ذلك فيها، كما يقال: إنما هي سمنة و عسلة. و كرم السحاب تكريما
:
جاد بمطره. و أرض مكرمة للنبات إذا جاد نباتها،
أساس البلاغة، ص: 542
و كرمت الأرض: زكا نباتها. و لا يكرم الحب حتى يكثر العصف. و استكرم فلان المناكح إذا نكح العقائل. و في مثل: «استكرمت فارتبط
مقدمة الادب، ص ١٨۶
كرم كريم شد كرما و هو كريم (ف) 5 آزاده و كريمة مترادف و كرام مترادف و كرام مترادف 6 هو كريم جدا و كرم مترادف و قوم كرم جمع و كرام جمع و كرماء جمع و هي المكرمة كار خوب 6 كار كريمانه و المكارم جمع
. كرم:
«الختان سنة للرجال، (مكرمة) للنساء
، أي محل (لكرمهن)، يعني بسببه يصرن (كرائم) عند أزواجهن.
و قوله: «نهى عن أخذ (كرائم) أموال الناس» (235/ أ):
هي خيارها و نفائسها، على المجاز.
و (التكرمة): بمعنى التكريم، و قولهم «4»: «و لا يؤم الرجل في سلطانه و لا يقعد «5» في بيته على تكرمته». قالوا: هي الوسادة تجلس عليها صاحبك إكراما له، و هذا مما لم أجده.
و (الكرامية): فرقة من المشبهة نسبت إلى أبي عبد الله محمد بن كرام «6»، و هو الذي نص على أن معبوده «7» على العرش،
المغرب، ج2، ص: 217
استقرارا، و أطلق اسم الجوهر عليه. تعالى الله عما يقول المبطلون علوا كبيرا.
كرم:
الكريم: من صفات الله و أسمائه، و هو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه، و هو الكريم المطلق. و الكريم: الجامع لأنواع الخير و الشرف و الفضائل. و الكريم. اسم جامع لكل ما يحمد، فالله عز و جل كريم حميد الفعال و رب العرش الكريم العظيم. ابن سيدة: الكرم نقيض اللؤم يكون في الرجل بنفسه، و إن لم يكن له آباء، و يستعمل في الخيل و الإبل و الشجر و غيرها من الجواهر إذا عنوا العتق، و أصله في الناس قال ابن الأعرابي: كرم الفرس أن يرق جلده و يلين شعره و تطيب رائحته. و قد كرم الرجل و غيره، بالضم، كرما و كرامة، فهو كريم و كريمة و كرمة و مكرم و مكرمة «2». و كرام و كرام و كرامة، و جمع الكريم كرماء و كرام، و جمع الكرام كرامون؛ قال سيبويه: لا يكسر كرام
لسان العرب، ج12، ص: 511
استغنوا عن تكسيره بالواو و النون؛ و إنه لكريم من كرائم قومه، على غير قياس؛ حكى ذلك أبو زيد. و إنه لكريمة من كرائم قومه، و هذا على القياس. الليث: يقال رجل كريم و قوم كرم كما قالوا أديم و أدم و عمود و عمد، و نسوة كرائم. ابن سيدة و غيره: و رجل كرم: كريم، و كذلك الاثنان و الجمع و المؤنث، تقول: امرأة كرم و نسوة كرم لأنه وصف بالمصدر؛ قال سعيد بن مسحوح «1» الشيباني: كذا ذكره السيرافي، و ذكر أيضا أنه لرجل من تيم اللات بن ثعلبة، اسمه عيسى، و كان يلوم في نصرة أبي بلال مرداس بن أدية، و أنه منعته الشفقة على بناته، و ذكر المبرد في أخبار الخوارج أنه لأبي خالد القناني فقال: و من طريف أخبار الخوارج قول قطري بن الفجاءة المازني لأبي خالد القناني:
أبا خالد إنفر فلست بخالد، و ما جعل الرحمن عذرا لقاعد
أ تزعم أن الخارجي على الهدى، و أنت مقيم بين راض و جاحد؟
فكتب إليه أبو خالد:
لقد زاد الحياة إلي حبا بناتي، أنهن من الضعاف
مخافة أن يرين البؤس بعدي، و أن يشربن رنقا بعد صاف و
أن يعرين، إن كسي الجواري، فتنبو العين عن كرم عجاف
و لو لا ذاك قد سومت مهري، و في الرحمن للضعفاء كاف
أبانا من لنا إن غبت عنا، و صار الحي بعدك في اختلاف؟
قال أبو منصور: و النحويون ينكرون ما قال الليث، إنما يقال رجل كريم و قوم كرام كما يقال صغير و صغار و كبير و كبار، و لكن يقال رجل كرم و رجال كرم أي ذوو كرم، و نساء كرم أي ذوات كرم، كما يقال رجل عدل و قوم عدل، و رجل دنف و حرض، و قوم حرض و دنف. و قال أبو عبيد: رجل كريم و كرام و كرام بمعنى واحد، قال: و كرام، بالتخفيف، أبلغ في الوصف و أكثر من كريم، و كرام، بالتشديد، أبلغ من كرام، و مثله ظريف و ظراف و ظراف، و الجمع الكرامون. و قال الجوهري: الكرام، بالضم، مثل الكريم فإذا أفرط في الكرم قلت كرام، بالتشديد، و التكريم و الإكرام بمعنى، و الاسم منه الكرامة؛ قال ابن بري: و قال أبو المثلم:
و من لا يكرم نفسه لا يكرم «2».
ابن سيدة: قال سيبويه و مما جاء من المصادر على إضمار الفعل المتروك إظهاره و لكنه في معنى التعجب قولك كرما و صلفا، كأنه يقول أكرمك الله و أدام لك كرما، و لكنهم خزلوا الفعل هنا لأنه صار بدلا من قولك أكرم به و أصلف، و مما يخص به النداء قولهم يا مكرمان؛ حكاه الزجاجي، و قد حكي في غير النداء فقيل رجل مكرمان؛ عن أبي العميثل الأعرابي؛ قال ابن سيدة: و قد حكاها أيضا أبو حاتم. و يقال للرجل يا مكرمان، بفتح الراء، نقيض قولك يا ملأمان من اللؤم و الكرم. و
روي عن النبي، صلى الله عليه و سلم: أن رجلا أهدى إليه راوية خمر فقال: إن الله حرمها، فقال الرجل: أ فلا أكارم بها يهود؟ فقال: إن الذي حرمها حرم أن يكارم بها.
؛ المكارمة: أن تهدي لإنسان شيئا
لسان العرب، ج12، ص: 512
ليكافئك عليه، و هي مفاعلة من الكرم، و أراد بقوله أكارم بها يهود أي أهديها إليهم ليثيبوني عليها؛ و منه قول دكين:
يا عمر الخيرات و المكارم، إني امرؤ من قطن بن دارم،
أطلب ديني من أخ مكارم
أراد من أخ يكافئني على مدحي إياه، يقول: لا أطلب جائزته بغير وسيلة. و كارمت الرجل إذا فاخرته في الكرم، فكرمته أكرمه، بالضم، إذا غلبته فيه. و الكريم: الصفوح. و كارمني فكرمته أكرمه: كنت أكرم منه. و أكرم الرجل و كرمه: أعظمه و نزهه. و رجل مكرام: مكرم و هذا بناء يخص الكثير. الجوهري: أكرمت الرجل أكرمه، و أصله أأكرمه مثل أدحرجه، فاستثفلوا اجتماع الهمزتين فحذفوا الثانية، ثم أتبعوا باقي حروف المضارعة الهمزة، و كذلك يفعلون، أ لا تراهم حذفوا الواو من يعد استثقالا لوقوعها بين ياء و كسرة ثم أسقطوا مع الألف و التاء و النون؟ فإن اضطر الشاعر جاز له أن يرده إلى أصله كما قال:
فإنه أهل لأن يؤكرما
فأخرجه على الأصل. و يقال في التعجب: ما أكرمه لي، و هو شاذ لا يطرد في الرباعي؛ قال الأخفش: و قرأ بعضهم و من يهن الله فما له من مكرم، بفتح الراء، أي إكرام، و هو مصدر مثل مخرج و مدخل. و له علي كرامة أي عزازة. و استكرم الشيء: طلبه كريما أو وجده كذلك. و لا أفعل ذلك و لا حبا و لا كرما و لا كرمة و لا كرامة كل ذلك لا تظهر له فعلا. و قال اللحياني: أفعل ذلك و كرامة لك و كرمى لك و كرمة لك و كرما لك، و كرمة عين و نعيم عين و نعمة عين و نعامى عين «1». و يقال: نعم و حبا و كرامة؛ قال ابن السكيت: نعم و حبا و كرمانا، بالضم، و حبا و كرمة. و حكي عن زياد بن أبي زياد: ليس ذلك لهم و لا كرمة. و تكرم عن الشيء و تكارم: تنزه. الليث: تكرم فلان عما يشينه إذا تنزه و أكرم نفسه عن الشائنات، و الكرامة: اسم يوضع للإكرام «2»، كما وضعت الطاعة موضع الإطاعة، و الغارة موضع الإغارة. و المكرم: الرجل الكريم على كل أحد. و يقال: كرم الشيء الكريم كرما، و كرم فلان علينا كرامة. و التكرم: تكلف الكرم؛ و قال المتلمس:
تكرم لتعتاد الجميل، و لن ترى أخا كرم إلا بأن يتكرما
و المكرمة و المكرم: فعل الكرم، و في الصحاح: واحدة المكارم و لا نظير له إلا معون من العون، لأن كل مفعلة فالهاء لها لازمة إلا هذين؛ قال أبو الأخزر الحماني:
مروان مروان أخو اليوم اليمي، ليوم روع أو فعال مكرم
و يروى:
نعم أخو الهيجاء في اليوم اليمي
و قال جميل:
بثين الزمي لا، إن لا، إن لزمته، على كثرة الواشين، أي معون
قال الفراء: مكرم جمع مكرمة و معون جمع
لسان العرب، ج12، ص: 513
معونة. و الأكرومة: المكرمة. و الأكرومة من الكرم: كالأعجوبة من العجب. و أكرم الرجل: أتى بأولاد كرام. و استكرم: استحدث علقا كريما. و في المثل: استكرمت فاربط. و
روي عن النبي، صلى الله عليه و سلم، أنه قال: إن الله يقول إذا أنا أخذت من عبدي كريمته و هو بها ضنين فصبر لي لم أرض له بها ثوابا دون الجنة، و بعضهم رواه: إذا أخذت من عبدي كريمتيه.
؛ قال شمر: قال إسحق بن منصور قال بعضهم يريد أهله، قال: و بعضهم يقول يريد عينه، قال: و من رواه كريمتيه فهما العينان، يريد جارحتيه أي الكريمتين عليه. و كل شيء يكرم عليك فهو كريمك و كريمتك. قال شمر: و كل شيء يكرم عليك فهو كريمك و كريمتك. و الكريمة: الرجل الحسيب؛ يقال: هو كريمة قومه؛ و أنشد:
و أرى كريمك لا كريمة دونه، و أرى بلادك منقع الأجواد «1».
أراد من يكرم عليك لا تدخر عنه شيئا يكرم عليك. و أما
قوله، صلى الله عليه و سلم: خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين.
، فقال قائل: هما الجهاد و الحج، و قيل: بين فرسين يغزو عليهما، و قيل: بين أبوين مؤمنين كريمين، و قيل: بين أب مؤمن هو أصله و ابن مؤمن هو فرعه، فهو بين مؤمنين هما طرفاه و هو مؤمن. و الكريم: الذي كرم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه. و يقال: هذا رجل كرم أبوه و كرم آباؤه. و
في حديث آخر: أنه أكرم جرير بن عبد الله لما ورد عليه فبسط له رداءه و عممه بيده، و قال: إذا أتاكم كريمة قوم فأكرموه.
أي كريم قوم و شريفهم، و الهاء للمبالغة؛ قال صخر:
أبى الفخر أني قد أصابوا كريمتي، و أن ليس إهداء الخنى من شماليا
يعني بقوله كريمتي أخاه معاوية بن عمرو. و أرض مكرمة «2» و كرم: كريمة طيبة، و قيل: هي المعدونة المثارة، و أرضان كرم و أرضون كرم. و الكرم: أرض مثارة منقاة من الحجارة؛ قال: و سمعت العرب تقول للبقعة الطيبة التربة العذاة المنبت هذه بقعة مكرمة. الجوهري: أرض مكرمة للنبات إذا كانت جيدة للنبات. قال الكسائي: المكرم المكرمة، قال: و لم يجئ مفعل للمذكر إلا حرفان نادران لا يقاس عليهما: مكرم و معون. و قال الفراء: هو جمع مكرمة و معونة، قال: و عنده أن مفعلا ليس من أبنية الكلام، و يقولون للرجل الكريم مكرمان إذا وصفوه بالسخاء و سعة الصدر. و في التنزيل العزيز: إني ألقي إلي كتاب كريم
؛ قال بعضهم: معناه حسن ما فيه، ثم بينت ما فيه فقالت: إنه من سليمان و إنه بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي و أتوني مسلمين؛ و قيل: ألقي إلي كتاب كريم
، عنت أنه جاء من عند رجل كريم، و قيل: كتاب كريم
أي مختوم. و قوله تعالى: لا بارد و لا كريم
؛ قال الفراء: العرب تجعل الكريم تابعا لكل شيء نفت عنه فعلا تنوي به الذم. يقال: أ سمين هذا؟ فيقال: ما هو بسمين و لا كريم و ما هذه الدار بواسعة و لا كريمة. و قال: إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون
؛ أي قرآن يحمد ما فيه من الهدى و البيان و العلم و الحكمة.
لسان العرب، ج12، ص: 514
و قوله تعالى: و قل لهما قولا كريما
؛ أي سهلا لينا. و قوله تعالى: و أعتدنا لها رزقا كريما
؛ أي كثيرا. و قوله تعالى: و ندخلكم مدخلا كريما
؛ قالوا: حسنا و هو الجنة. و قوله: هذا الذي كرمت علي
؛ أي فضلت. و قوله: رب العرش الكريم
؛ أي العظيم. و قوله: فإن ربي غني كريم
؛ أي عظيم مفضل. و الكرم: شجرة العنب، واحدتها كرمة؛ قال:
إذا مت فادفني إلى جنب كرمة تروي عظامي، بعد موتي، عروقها
و قيل: الكرمة الطاقة الواحدة من الكرم، و جمعها كروم. و يقال: هذه البلدة إنما هي كرمة و نخلة، يعنى بذلك الكثرة. و تقول العرب: هي أكثر الأرض سمنة و عسلة، قال: و إذا جادت السماء بالقطر قيل: كرمت. و
في حديث أبي هريرة عن النبي، صلى الله عليه و سلم، أنه قال: لا تسموا العنب الكرم فإنما الكرم الرجل المسلم.
؛ قال الأزهري: و تفسير هذا، و الله أعلم، أن الكرم الحقيقي هو من صفة الله تعالى، ثم هو من صفة من آمن به و أسلم لأمره، و هو مصدر يقام مقام الموصوف فيقال: رجل كرم و رجلان كرم و رجال كرم و امرأة كرم، لا يثنى و لا يجمع و لا يؤنث لأنه مصدر أقيم مقام المنعوت، فخففت العرب الكرم، و هم يريدون كرم شجرة العنب، لما ذلل من قطوفه عند الينع و كثر من خيره في كل حال و أنه لا شوك فيه يؤذي القاطف، فنهى النبي، صلى الله عليه و سلم، عن تسميته بهذا الاسم لأنه يعتصر منه المسكر المنهي عن شربه، و أنه يغير عقل شاربه و يورث شربه العدواة و البغضاء و تبذير المال في غير حقه، و قال: الرجل المسلم أحق بهذه الصفة من هذه الشجرة. قال أبو بكر: يسمى الكرم كرما لأن الخمر المتخذة منه تحث على السخاء و الكرم و تأمر بمكارم الأخلاق، فاشتقوا له اسما من الكرم للكرم الذي يتولد منه، فكره النبي، صلى الله عليه و سلم، أن يسمى أصل الخمر باسم مأخوذ من الكرم و جعل المؤمن أولى بهذا الاسم الحسن؛ و أنشد:
و الخمر مشتقة المعنى من الكرم
و كذلك سميت الخمر راحا لأن شاربها يرتاح للعطاء أي يخف؛ و قال الزمخشري: أراد أن يقرر و يسدد ما في قوله عز و جل: إن أكرمكم عند الله أتقاكم
، بطريقة أنيقة و مسلك لطيف، و ليس الغرض حقيقة النهي عن تسمية العنب كرما، و لكن الإشارة إلى أن المسلم التقي جدير بأن لا يشارك فيما سماه الله به؛ و قوله: فإنما الكرم الرجل المسلم أي إنما المستحق للاسم المشتق من الكرم الرجل المسلم. و
في الحديث: إن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق.
لأنه اجتمع له شرف النبوة و العلم و الجمال و العفة و كرم الأخلاق و العدل و رياسة الدنيا و الدين، فهو نبي ابن نبي ابن نبي ابن نبي رابع أربعة في النبوة. و يقال للكرم: الجفنة و الحبلة و الزرجون. و قوله
في حديث الزكاة: و اتق كرائم أموالهم.
أي نفائسها التي تتعلق بها نفس مالكها، و يختصها لها حيث هي جامعة للكمال الممكن في حقها، و واحدتها كريمة؛ و منه
الحديث: و غزو تنفق فيه الكريمة.
أي العزيزة على صاحبها. و الكرم: القلادة من الذهب و الفضة، و قيل: الكرم نوع من الصياغة التي تصاغ في المخانق، و جمعه كروم؛ قال:
تباهي بصوغ من كروم و فضة
يقال: رأيت في عنقها كرما حسنا من لؤلؤ؛
لسان العرب، ج12، ص: 515
قال الشاعر:
و نحرا عليه الدر تزهي كرومه ترائب لا شقرا، يعبن، و لا كهبا
و أنشد ابن بري لجرير:
لقد ولدت غسان ثالبة الشوى، عدوس السرى لا يقبل الكرم جيدها
ثالبة الشوء: مشققة القدمين؛ و أنشد أيضا له في أم البعيث:
إذا هبطت جو المراغ فعرست طروقا، و أطراف التوادي كرومها
و الكرم: ضرب من الحلي و هو قلادة من فضة تلبسها نساء العرب. و قال ابن السكيت: الكرم شيء يصاغ من فضة يلبس في القلائد؛ و أنشد غيره تقوية لهذا:
فيا أيها الظبي المحلى لبانه بكرمين: كرمي فضة و فريد
و قال آخر:
تباهي بصوغ من كروم و فضة، معطفة يكسونها قصبا خدلا
و
في حديث أم زرع: كريم الخل لا تخادن أحدا في السر.
؛ أطلقت كريما على المرأة و لم تقل كريمة الخل ذهابا به إلى الشخص. و
في الحديث: و لا يجلس على تكرمته إلا بإذنه.
؛ التكرمة: الموضع الخاص لجلوس الرجل من فراش أو سرير مما يعد لإكرامه، و هي تفعلة من الكرامة. و الكرمة: رأس الفخذ المستدير كأنه جوزة و موضعها الذي تدور فيه من الورك القلت؛ و قال في صفة فرس:
أمرت عزيزاه، و نيطت كرومه إلى كفل راب و صلب موثق
و كرم المطر و كرم: كثر ماؤه؛ قال أبو ذؤيب يصف سحابا:
وهى خرجه و استجيل الرباب منه، و كرم ماء صريحا
و رواه بعضهم:
... و غرم ماء صريحا
؛ قال أبو حنيفة: زعم بعض الرواة أن غرم خطأ و إنما هو و كرم ماء صريحا؛ و قال أيضا: يقال للسحاب إذا جاد بمائه كرم، و الناس على غرم، و هو أشبه بقوله: وهى خرجه. الجوهري: كرم السحاب إذا جاء بالغيث. و الكرامة: الطبق الذي يوضع على رأس الحب و القدر. و يقال: حمل إليه الكرامة، و هو مثل النزل، قال: و سألت عنه في البادية فلم يعرف. و كرمان و كرمان: موضع بفارس؛ قال ابن بري: و كرمان اسم بلد، بفتح الكاف، و قد أولعت العامة بكسرها، قال: و قد كسرها الجوهري في فصل رحب فقال يحكي قول نصر بن سيار: أ رحبكم الدخول في طاعة الكرماني؟ و الكرمة: موضع أيضا؛ قال ابن سيدة: فأما قول أبي خراش:
و أيقنت أن الجود منك سجية، و ما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم
قيل: أراد الكرمة فجمعها بما حولها؛ قال ابن جني: و هذا بعيد لأن مثل هذا إنما يسوغ في الأجناس المخلوقات نحو بسرة و بسر لا في الأعلام، و لكنه حذف الهاء للضرورة و أجراه مجرى ما لا هاء فيه؛ التهذيب: قال أبو ذؤيب «3» في الكرم:
لسان العرب، ج12، ص: 516
و أيقنت أن الجود منك سجية، و ما عشت عيشا مثل عيشك بالكرم
قال: أراد بالكرم الكرامة. ابن شميل: يقال كرمت أرض فلان العام، و ذلك إذا سرقنها فزكا نبتها. قال: و لا يكرم الحب حتى يكون كثير العصف يعني التبن و الورق. و الكرمة: منقطع اليمامة في الدهناء؛ عن ابن الأعرابي.
المصباح المنیر، ص ۵٣١
إ كرم: الشيء (كرما) نفس و عز فهو (كريم) و الجمع (كرام) و (كرماء) و الأنثى (كريمة) و جمعها (كريمات) و (كرائم) و (كرائم الأموال) نفائسها و خيارها و (أكرمته) إكراما و اسم المفعول (مكرم) على الباب و به سمى الرجل و منه (مكرم) من بني جعونة كان الحجاج بعث معه عسكرا فأقام بالعسكر على قرية بالأهواز و أحدث بها البنيان و عمرها فنسبت إليه و قيل لها (عسكر مكرم) و هي قريبة من تستر على نحو ثمانية فراسخ و بها العقارب المشهورة بسرعة القتل بلدغها و (المكرمة) بضم الراء اسم من الكرم و فعل الخير (مكرمة) أي سبب للكرم أو التكريم و يطلق (الكرم) على الصفح و (كرمته) (تكريما) و الاسم (التكرمة) و لا يجلس على (تكرمته) قيل هى الوسادة و هذا التفسير مثل في كل ما يعد لرب المنزل خاصة (تكرمة) له دون باقي أهله و (كرام) بفتح الكاف مثقل والد أبي عبد الله محمد بن كرام المشبه الذي أطلق اسم الجوهر على الله تعالى و أنه استقر على العرش و نسب إليه من أخذ بقوله فقيل (كرامية) نقل التشديد عن صاحب نفي الارتياب و نص عليه الصغانى و (الكرم) وزان فلس العنب و (كرمان) وزان سكران موضع.
[كرم]
- الكرم، محركة: ضد اللؤم، كرم، بضم الراء، كرامة و كرما و كرمة، محركتين، فهو كريم و كريمة و كرمة، بالكسر، و مكرم و مكرمة و كرام، كغراب و رمان و رمانة
- ج: كرماء و كرام و كرائم. و جمع الكرام: الكرامون،
- و رجل كرم، محركة: كريم، للواحد و الجمع.
- و كرما، أي: أدام الله لك كرما.
- و يا مكرمان: للكريم الواسع الخلق.
- و كارمه فكرمه، كنصره: غلبه فيه.
- و أكرمه و كرمه: عظمه، و نزهه.
- و الكريم: الصفوح.
- و رجل مكرام: مكرم للناس.
- و له علي كرامة، أي: عزازة.
- و استكرم الشيء: طلبه كريما، أو وجده كريما. و افعل كذا و كرامة لك، بالفتح، و كرما و كرمة و كرمى و كرمة عين و كرمانا، بضمهن، و لا تظهر له فعلا.
- و تكرم عنه،
- و تكارم: تنزه.
- و المكرم و المكرمة، بضم رائهما،
- و الأكرومة، بالضم: فعل الكرم.
- و أرض مكرمة و كرم، محركة: كريمة طيبة. و أرض و أرضان
القاموس المحيط، ج4، ص: 141
و أرضون كرم.
- و الكرم: العنب، و القلادة، و أرض منقاة من الحجارة، و نوع من الصياغة في المخانق.
- أو بنات كرم: حلي كان يتخذ في الجاهلية
- ج: كروم،
- و بالتحريك: ع.
- و كسكرى: ة بتكريت.
- و كرم السحاب تكريما، و تضم كافه: كثر ماؤه.
- و كرمان، و قد يكسر أو لحن: إقليم بين فارس و سجستان،
- و د قرب غزنة (و مكران).
- و الكرمة: ع،
- وة بطبس، و رأس الفخذ المستدير، و بالضم: ناحية باليمامة.
- و الكرامة: طبق رأس الحب، و جد محمد بن عثمان شيخ البخاري، و ابن ثابت: مختلف في صحبته.
- و الكريمان: الحج و الجهاد،
- و منه:
" خير الناس مؤمن بين كريمين"
، أو معناه بين فرسين يغزو عليهما، أو بعيرين يستقي عليهما.
- و أبوان كريمان: مؤمنان.
- و كريمتك: أنفك، و كل جارحة شريفة، كالأذن و اليد.
- و الكريمتان: العينان،
- و سموا: كرما، كجبل و كتاب و عزيز و زبير و سفينة و معظم،
- و مكرم.
- و محمد بن كرام، كشداد: إمام الكرامية القائل بأن معبوده مستقر على العرش، و أنه جوهر، تعالى الله عن ذلك.
- و التكرمة: التكريم، و الوسادة.
- و كرماني بن عمرو، بالكسر: محدث.
- و كرمت أرضه، بضم الراء: دملها فزكا زرعها.
- و كرمية، بالضم و فتح الراء: ة.
- و كرمينية و تخفف،
- أو كرمينة: د ببخاراء.
- و أكرم: أتى بأولاد كرام.
- و رزقا كريما
: كثيرا.
- و قولا كريما
: سهلا لينا.
- و
في الحديث:" لا تسموا العنب الكرم، فإنما الكرم الرجل المسلم"
و ليس الغرض حقيقة النهي عن تسميته كرما، و لكنه رمز إلى أن هذا النوع من غير الأناسي المسمى بالاسم المشتق من الكرم، أنتم أحقاء بأن لا تؤهلوه لهذه التسمية غيرة للمسلم التقي أن يشارك فيما سماه الله تعالى، و خصه بأن جعله صفته، فضلا أن تسموا بالكريم من ليس بمسلم. فكأنه قال: إن تأتى لكم أن لا تسموه مثلا باسم الكرم، و لكن بالجفنة أو الحبلة، فافعلوا. و
قوله:" فإنما الكرم"
، أي: فإنما المستحق للاسم المشتق من الكرم المسلم.
الافصاح، ج ٢، ص ١٢٢۶
إ الكرمة: رأس الفخذ الذى يدور فى محارة الورك.
إ الكرم: ضد اللؤم الذى هو شح النفس.
و الكريم: الصفوح الواسع الخلق، كرم كرما و كرامة: جاد و أعطى بسهولة فهو كريم و كرام، و الجمع: كرماء و كرام. و هى كريمة، و الجمع:
كرائم. فإذا أفرط فى الكرم فهو كرام.
و تكرم: تكلف الكرم. و قيل: الحسب و الكرم يكون فى الرجل و إن لم يكن له آباء لهم شرف. يقال: رجل حسيب و كريم بنفسه.
و كارمه: نافسه فى الكرم، فكرمه يكرمه كرما:
غلبه فى الكرم.
إ الإكرام: الإعظام. كرم الشىء: عز و نفس، و أكرمته و كرمته: عظمته و نزهته. و له على كرامة: أى عزازة.
إ الكرامة: طبق التنور.
إ الكريم: كرم الشيء كرما و كرامة:
نفس و عز فهو كريم و الجمع: كرام و كرماء.
و هى كريمة. و الجمع: كريمات و كرائم. و كرائم الأموال: نفائسها و خيارها.
إ المكرمة: أرض مكرمة و كرم و كريمة:
جيدة الإنبات. و قيل الكرم: التى عدنوها بالمعدن حتى نقوا صخرها و حجارتها فتركوا مزرعتها لا حجر فيها، و هى أفضل أرضهم.
(عدنها يعدنهايعدنها: أصلحها. المعدن: الصاقور).
إ الكرم: شجر العنب. الواحدة: كرمة.
الجمع: كروم. و ابنة الكرم: الخمر.
كرم:
مصبا- كرم الشيء كرما: نفس و عز، فهو كريم، و الجمع كرام وكرماء، و الأنثى
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج10، ص: 49
كريمة، و جمعها كريمات و كرائم، و كرائم الأموال نفائسها و خيارها، و أكرمته إكراما، و اسم المفعول مكرم على الباب، و به سمى الرجل. و يطلق الكرم على الصفح. و كرمته تكريما، الاسم التكرمة. و الكرم: العنب.
مقا- كرم: أصل صحيح له بابان: أحدهما- شرف في الشيء نفسه أو شرف في خلق من الأخلاق. يقال رجل كريم و فرس كريم و نبات كريم. و أكرم الرجل: إذا أتى بأولاد كرام. و استكرم: اتخذ علقا كريما. و كرم السحاب:
أتى بالغيث. و أرض مكرمة للنبات، إذا كانت جيدة النبات. و الكرم في الخلق يقال هو الصفح عن ذنب المذنب. و الله تعالى هو الكريم الصفوح عن ذنوب عباده المؤمنين. و الأصل الآخر- الكرم، و هي القلادة. و أما الكرم فالعنب أيضا، لأنه مجتمع الشعب منظوم الحب.
التهذيب 10/ 234- و الكريم: اسم جامع لكل ما يحمد، فالله كريم حميد الفعال. و إن الكرم صفة محمودة، و مصدر يقام مقام الموصوف، فيقال رجل كرم، و رجلان كرم، و رجال كرم، و امرأة كرم، و المعنى ذو كرم، و لذلك أقيم مقام المنعوت فخفف. و الكرم سمى كرما، لأنه وصف بكرم شجرته و ثمرته.
و التحقيق:
أن الأصل الواحد في المادة: هو ما يقابل الهوان، كما أن العزة ما يقابل الذلة، و الكبر ما يقابله الصغر.
و الذلة هو هوان بإذلال من هو أعلى منه، بخلاف الهوان، فيعتبر في العزة مفهوم الاستعلاء و التفوق، بخلاف الإكرام.
فالكرامة عزة و تفوق في نفس الشيء و لا يلاحظ فيه استعلاء بالنسبة الى
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج10، ص: 50
الغير الذى هو دونه.
و أما مفاهيم- الجود، و الإعطاء، و السخاء، و الصفح، و العظم، و النزه، و كون الشيء مرضيا محمودا، و كونه حسنا أو مصونا أو غير لئيم: فمن آثار الكرامةو من لوازمه.
و أما الشرافة: فأكثر استعماله في علو و امتياز مادى، و على هذا لا يقال إن الله تعالى شريف.
و يدل على الأصل قوله تعالى:
و من يهن الله فما له من مكرم
- 22/ 18.
فجعل الإهانة في قبال الإكرام، بحيث لا يجتمعان في مورد.
و خصوصيات الكرامة تختلف باختلاف المصاديق و الموارد:
فالكرامة في الموضوعات الخارجية- كما في:
كتاب كريم
- 27/ 29.
من كل زوج كريم
- 31/ 10.
و كنوز و مقام كريم
- 26/ 58.
و في الأقوال- كما في:
و قل لهما قولا كريما
- 17/ 23.
و في الإنسان- كما في:
و لقد كرمنا بني آدم
- 17/ 70.
إن أكرمكم عند الله أتقاكم
- 49/ 13.
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج10، ص: 51
فيقول ربي أكرمن
- 89/ 15.
و في الملائكة- كما في:
كراما كاتبين
- 82/ 11.
و في الله عز و جل- كما في:
فإن ربي غني كريم
- 27/ 40.
ما غرك بربك الكريم
- 82/ 6.
اقرأ و ربك الأكرم
- 96/ 3.
و المعنى الكلى الجامع في هذه الموارد واحد، و هو عزة في ذات الشيءمن دون استعلاء بالنسبة الى الغير.
و اما الكرامة في الله المتعال: فيلاحظ فيه مطلق الكرامة بلا قيد و بلا نهاية بحيث لا يتصور فيه أقل هوان و ضعف، ففيه تعالى حقيقة الكرامة و كل الكرامة و مبدأ الكرامة و منتهاه، و كما إنه مبدأ الوجود و التكوين كذلك إنه مبدأ الكرامة و الفيض و الرحمة، و لا يوجد كرامة إلا من جانبه.
و من يهن الله فما له من مكرم
- 22/ 18.
فالكريم: من أسمائه الحسنى، و إذا كان النظر الى تعلق كرمه الى الغير في مرحلة الإفاضة: فيقال انه مكرم.
فظهر أن الكريم ليس بمعنى المعطى و الجواد و السخى كما هو المشهور.
و أما آية:
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال و الإكرام
- 55/ 27.
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج10، ص: 52
الفناء: زوال ما به قوام الشيء، و هو قبل الانعدام و يقابله البقاء. و وجه الشيء: ما يقابل منه و يواجه.
و لما كان الوجه مجلى الرب و فيه ظهوره و تجليه و اليه المواجهة و الإقبال:
فيلاحظ أنه من نفس الشيء، و على هذا قد يفسر بالذات، و بهذا الاعتبار اتصف بقوله ذو الجلال و الإكرام
، فان الوجه جهة مواجهة و توجه إذا لوحظ بالنسبة إلينا، فيلزم الإكرام و التجليل.
و هذا بخلاف آية:
تبارك اسم ربك ذي الجلال و الإكرام
- 55/ 78.
فجعل صفة للرب لا للاسم، فان الاسم فيه جهة المرآتية و الآلية و ليس ملحوظا بذاته و متوجها اليه بنفسه كالوجه.
و لا يخفى التناسب بين هذه الآية الكريمة في آخر السورة و بين أولها و هو اسم الرحمن، فان السورة لبيان مصاديق الرحمة و الإشارة الى موارد ظهور الرحمة، فيناسبها في آخر السورة الإخبار بمزيد وسعة في اسم الرب و هو الرحمن.
و الرب هو ذو جلال و عظمة في نفسه و بذاته، و هو بهذا الاعتبار و بلحاظ رحمانيته الواسعة: يجب لنا أن نكرمه و نذكره بالعز و الكرامة.
و أيضا إن الجلال من صفات الذات، و يلاحظ في الله عز و جل من حيث ذاته و في ذاته، فعبر بكلمة الجلال، و لا يحتاج الى تعظيم و تجليل، و هذا بخلاف الكرامة الدالة على التفوق، فعبر بصيغة الإكرام.
ثم إن حظ العبد من هذه الصفة الكريمة: أن يتنزه عن الهوان و الذلة المادية و الروحانية، و أن يكون متفوقا في نفسه و عزيزا في باطنه، و هذا المعنى لا يتحصل إلا
التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج10، ص: 53
بالتقرب المعنوى من الله عز و جل، بتقليل العلائق و التعلقات المادية، و بالتعلق بالملإ الأعلى.
بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون
- 21/ 27.
و هذا من العلائم الممتازة للمكرمين، حيث إنهم صاروا في مقام لم يبق لهم طلب في حياتهم غير ما أمرهم الله، و ليس لهم عمل خلاف ما أمروا.
يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين
- 36/ 27.
فظهر أن الكريم ما يكون متفوقا في نفسه ليس له هوان و ضعف، فيقال: رزق كريم*
، ... مقام كريم*
، ... رسول كريم*
، ... زوج كريم*
، ... أجر كريم*
.
المعجم الاشتقاقي، ج ۴، ص ١٨٨۵-١٨٨٨
(كرم):{قال ياليت قومي يعلمون (٢٦) بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين} [يس: ٢٦, ٢٧]"الكرم - بالفتح: العنب، والقلادة من الذهب والفضة. والكرم - محركة:
أرض مثارة منقاة من الحجارة، وكرم الفرس: أن يرق جلده ويلين شعره وتطيب رائحته. وقد كرم السحاب - ض، وللمفعول أيضا): جاد بمطر كثر ماؤه ".° المعنى المحوري رقة الشيء المتجمع ونقاؤه أو صفاؤه، مع قبول النفس له. كحب العنب، وفصوص الذهب والفضة - وهما من أرق الجواهر، وكالأرض المنقاة من الحجارة مع صلوحها للزراعة وغيرها، وكرقة جلد الفرس وشعره مع طيب رائحته. والماء المتجمع رقيق عظيم النفع وكثرته تتيح صفاءه. ومن ذلك: "الكرامة - كسحابة: الطبق الذي يوضع على رأس الحب (= الزير) والقدر " (يحفظهما نقيين لا يسقط فيهما قذى). وكذلك "تكرمة الرجل: الموضع الخاص لجلوسه من فراش أو سرير " (يحفظه من القذى وأدران الأرض). {أكرمي مثواه} [يوسف: ٢١] كناية عن الإحسان إليه في مأكل ومشرب وملبس [بحر ٥/ ٢٩٣].وهذا الأصل هو ما يعنى بالتنزه، قالوا: "تكرم الرجل عما يشينه: تنزه "وعبارة أبي حيان تعليقا على {ورزق كريم} [الأنفال: ٤] كريم صفة تقتضي رفع المقام كقولهم "ثوب كريم، حسب كريم " [نفسه ٤/ ٤٥٥] {ولقد كرمنا بني آدم} [الإسراء: ٧٠] جعلناهم ذوي كرم بمعنى الشرف والمحاسن الجمة [نفسه ٦/ ٥٨]. ومن تلك المحاسن حسن التقويم، والعقل واللغة، والمسئولية، وما يرقى إليه من خصال نبيلة، وتعبد يقربه من مستوى الملائكة. ومن أهل هذه الصفة "الكريم: الذي كرم نفسه عن التدنس بشيء من مخالفة ربه " {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: ١٣] (الأتقى هو الأنقى من الذنوب) {وندخلكم مدخلا كريما} [النساء: ٣١] معنى كرمه فضيلته ونفى العيوب
عنه، كما تقول ثوب كريم، وفلان كريم المحتد [بحر ٣/ ٢٤٤]، {إني ألقي إلي كتاب كريم} [النمل: ٢٩] فسر بأنه كان مختوما (وهذا يتأتى لغويا لكنه أدون مما يمكن أن تقصده الملكة) {وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: ٧٢] (لا يتلوثون به) وفي [طب شاكر ٨/ ١٢٦] عن قوله تعالى: {وقد أفضى بعضكم إلى بعض} [النساء: ٢١]. قال ابن عباس: الإفضاء المباشرة، ولكن الله كريم يكنى عما يشاء ". {إنه لقرآن كريم (٧٧) في كتاب مكنون} [الواقعة: ٧٧، ٧٨]. حسن مرضي في جنسه من الكتب، أو نفاع جم المنافع، أو كريم على الله تعالى [بحر ٨/ ٢١٣] ولو قال: نقى لا يشاب بأي باطل: خلف أو اختلاف، ولا تصل إليه مكايد أعداء الله .. لكان أقرب {إنه لقول رسول كريم} [التكوير: ١٩] المراد بالرسول هنا جبريل [بحر ٨/ ٤٢٤].هذا والكرم بالمعنى الشائع، وهو الجود، يؤخذ من الأصل من حيث إن الجواد سمح المس سهلها ليس كزا كثيفا غليظا، ومن حيث إن الجود بذل (قد يخفف كثافة تراكم المال عند الإنسان)، ومع تفسير [ل] الاسم الشريف "الكريم "من الأسماء الحسنى - بأنه "الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفد عطاؤه "بالإضافة إلى تفسيره بـ (الجامع لأنواع الخير والشرف والفضائل ... وكل ما يحمد) لم أجدهم أوردوا كرم الثلاثي أو أكرم بمعنى جاد وأعطى، ضد شح وبخل، كما شاع: "أكرم الضيف "مع أن هذا المعنى متحقق في تفسير الاسم الجليل السابق، ويلمح في قولهم للرجل الكريم "مكرمان - بالفتح: إذا وصفوه بالسخاء وسعه الصدر ". ومعنى العطاء يلمح في قوله تعالى: {فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه فيقول ربي أكرمن} [الفجر: ١٥] إذ تقابل {وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن} [الفجر: ١٦] وقد تلمح في {لا تكرمون اليتيم} [الفجر: ١٧]، ويمكن أن تفسر الأولى بالتوسعة على ما يأتي. ويلمح العطاء أيضا في "المكارمة: أن تهدي شيئا ليكافئك عليه ". والخلاصة أن لهذا المعنى مداخله من استعمالات التركيب. وقد جاء في متن اللغة "وقيل إن الكرم إفادة ما ينبغي لا لغرض، فمن وهب المال لجمع منفعة أو جلب ضرر فليس بكريم ".هذا، وما جاء في القرآن الكريم من التركيب لا يخرج معناه عن صورة من النقاء والرقة والصفاء التي ذكرناها.
https://shamela.ws/book/21017/1884#p7