فهرست علوم
صفحه اصلي مباحث لغت
العربية

صلو-صلي






ابن فارس
تاج العروس
التحقیق
المعجم الاشتقاقی الموصل



العین

صلو:
الصلاة ألفها واو لأن جماعتها الصلوات، و لأن التثنية صلوان. و الصلا: وسط الظهر لكل ذي أربع و للناس. و كل أنثى إذا ولدت انفرج صلاها، قال:
         كأن صلا جهيزة حين قامت             حباب الماء يتبع الحبابا «229»

و إذا أتى الفرس على أثر الفرس السابق قيل: قد صلى و جاء مصليا لأن رأسه يتلو الصلا الذي بين يديه

.
                        كتاب العين، ج‏7، ص: 154
و صلوات اليهود: كنائسهم واحدها صلاة «230» و صلوات الرسول للمسلمين: دعاؤه لهم و ذكرهم. و صلوات الله على أنبيائه و الصالحين من خلقه: حسن ثنائه عليهم و حسن ذكره لهم. و قيل: مغفرته لهم. و صلاة الناس على الميت: الدعاء. و صلاة الملائكة: الاستغفار.
و في الحديث: إن للشيطان مصالي و فخوخا.
و المصلاة أن تنصب شركا و نحوه ليقع فيه شي‏ء فيصطاد، و تقول: صليت أي نصبت المصلاة و تجمع مصالي. و الصلا: الحطب. و الصلا: النار، و صلى الكافر نارا فهو يصلاها أي قاسى حرها و شدتها. و صليت اللحم صليا: شويته، و إذا ألقيته في النار قلت: أصليته أصليه «231» إصلاء و صليته تصلية «232» و الصلا اسم للوقود إذا اصطلى به القوم، قال العجاج:


                        كتاب العين، ج‏7، ص: 155
         و صاليات للصلا صلي «233»


و الصاليات: الأثافي لأنهن قد صلين النار و صلي فلان بشر فلان و برجل سوء. و فلان لا يصطلى بناره أي لا يتعرض لحده. و صلى عصاه إذا أدارها على النار يثقفها، قال:
         فلا تعجل بأمرك و استدمه             فما صلى عصاك كمستديم «234»

و في الحديث «235»
: لو شئت لدعوت بصلاء.
فالصلاء الشواء لأنه يصلى بالنار. و الصليان: نبت على فعلان، و يقال: فعليان له سنمة عظيمة كأنها رأس القصبة، إذا خرجت أذنابها تجد بها الإبل تسميها العرب خبزة الإبل، فمن قال فعليان قال أ أرض مصلاة.



                        كتاب العين، ج‏8، ص: 87

و الدوم: شجر المقل، الواحدة دومة. و استدامة الأمر: الأناة فيه و النظر، قال:

         فلا تعجل بأمرك و استدمه             فما صلى عصاك كمستديم «269»

 [و تصلية العصا: إدارتها على النار لتستقيم‏]

 

                        الغريب المصنف، ج‏1، ص: 195
كشأته «16»، و مثله وزأت اللحم آيبسته. و قال «17»/ 45 و/ الآموي:
أكشأته بالألف. غيره: فأدت اللحم شويته، و المفأد و المفآد «18» و السفود. و يقال «19»: صليت اللحم فأنا أصليه «20» إذا شويته، فإن أردت أنك قذفته في النار ليحترق قلت: أصليه إصلاء «21»

 

 

                        الغريب المصنف، ج‏2، ص: 571
أراد: كأن بين توالي أنيابه «28». و العرب تقول: إن مآخير عينه أثرى، يريد أن بين مآخير عينه. مضني الجرح و أمضني. الأصمعي: أمضني لم يعرف غيره. و صليت الشي‏ء في النار و أصليته.

 

 

                        الغريب المصنف، ج‏2، ص: 591
فيها الفريضة. الفراء: أنزفت البئر ذهب ماؤها. و أخشفت النخلة من الخشف. و أوقرت كثر حملها. و أخلت أساءت الحمل. و أنتجت الخيل حان نتاجها. و أبسر النخل من البسر. و أبلح من البلح. و أدقل من الدقل.
و أخل من الخلال «161». و قال: أشكل النخل طاب «162» رطبه. و أخوصت النخلة و أشوكت فهي مخوصة و مشوكة من الخوص و الشوك. و أورمت الناقة و أخرطت و هو أن يرم ضرعها حتى يخرج اللبن مع الدم. و ألعب الرجل صار له لعاب يسيل من فمه. و أصلت الناقة وقع ولدها في صلاها. و الصلا ما اكتنف الذنب من جانبيه.



جمهرة اللغة

و الصلا: العظم الذي فيه مغرز عجب الذنب، و هما صلوان.
و الصلاة من بنات الواو و تجمع صلوات. قال بعض أهل اللغة: اشتقاقها من رفع الصلا في السجود.
و الصلا: العظم الذي عليه الأليتان، و هو آخر ما يبلى من الإنسان، و الله أعلم. قال الشاعر (وافر) «7»:
                        جمهرة اللغة، ج‏2، ص: 898
         تركت الرمح يبرق في صلاه             كأن سنانه خرطوم نسر

و صلاءة الطيب مهموزة.
و قد سمت العرب صلاءة.



                        جمهرة اللغة، ج‏2، ص: 1077

الصلا يثنى صلوان، و هو ما اكتنف ذنب الدابة و ما اكتنف عجز الإنسان من عن يمين و شمال و الجمع أصلاء، و أصله الواو «2». قال الشاعر (وافر) «3»:
         تركت الرمح يعمل في صلاه             كأن سنانه خرطوم نسر

و اختلفوا في اشتقاق الصلاة فقال قوم: الصلاة: الدعاء، و منه: اللهم صل على محمد؛ و كانوا في صدر الإسلام إذا جاءوا بالرجل إلى المصدق قالوا: صل عليه، أي ادع له.
و قال قوم: بل اشتقاق الصلاة من رفع الصلا في السجود.
و الأول أعلى.
و المصلي من الخيل: الذي يجي‏ء و جحفلته على صلا السابق؛ ثم كثر في كلامهم حتى سموا الثاني من كل شي‏ء مصليا. قال الشاعر (طويل) «4»:
         فآب مصلوه بعين جلية             و غودر بالجولان حزم و نائل‏

قال الأصمعي: كان قوم قد جاءوا بنعي الملك فلم يصح، و جاء قوم من بعدهم بالعين الجلية، أي بالأمر الواضح.
و الصلى: صلى النار، و هو دفؤها. قال الشاعر (طويل) «5»:
         و قاتل كلب الحي عن نار أهله             ليربض فيها و الصلى متكنف‏

و تكسر الصاد فتمد فيقال: الصلاء يا هذا.
و الصلاء أيضا: اللحم المشتوى.
و
في حديث عمر رضي الله عنه: «لو شئت لدعوت بصلاء و صناب»
. و قال قوم: الصلاء هاهنا: الخبز المرقق.
و
أهدي إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم شاة مصلية

، أي مشتواة.
و الصلاء: الاصطلاء بالنار؛ و أصليته إصلاء. و في التنزيل:
سأصليه سقر
 «6».
و الصليان: نبت.
و الصلاءة: صلاءة الطيب، مهموزة.



جمهرة اللغة، ج 2، ص 898

صلي‏
و الصلي و المصلي: المشوي. و
في الحديث: «أهدي إلى النبي صلى الله عليه و آله و سلم شاة مصلية»
، أي مشتواة، و لا يقال: مشوية.
و الصلى، من الياء: صلى النار، و هو صلاها، يمد و يقصر، و القصر أعلى، و هو من صليت النار أصلاها.
و الصليان: نبت، و له باب تراه فيه إن شاء الله تعالى «8».



                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 165
صول:
قال أبو زيد: صال الجمل يصول صيالا و صوالا، و هو جمل صول و جمال صول لا يثنى و لا يجمع لأنه نعت بالمصدر.
قال أبو زيد: يقال: صؤل البعير يصؤل صآلة، و هو جمل صؤل، و هو الذي يأكل راعيه و يواثب الناس فيأكلهم قال:
و الصؤول من الرجال: الذي يضرب الناس و يتطاول عليهم.
قلت: الأصل فيه ترك الهمز، و كأنه همز لانضمام الواو، و قد همز بعض القراء:
و إن تلووا أو تعرضوا [النساء: 135]، لانضمام الواو.
أبو العباس عن ابن الأعرابي قال:
المصولة: المكنسة التي يكنس بها نواحي البيدر.
صلى:
روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا، فليطعم، و إن كان صائما فليصل».
قال أبو عبيد: قوله: «فليصل» يعني فليدع لهم بالبركة و الخير، و كل داع فهو مصل و منه قول الأعشى:
         عليك مثل الذي صليت فاغتمضي             نوما فإن لجنب المرء مضطجعا

                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 166
و أما
حديث ابن أبي أوفى أنه قال:
أعطاني أبي صدقة ماله فأتيت بها رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: «اللهم صل على آل أبي أوفى»
فإن هذه الصلاة عندي الرحمة، و منه قوله جل و عز: إن الله و ملائكته يصلون على النبي‏
 [الأحزاب:
56]، فالصلاة من الملائكة دعاء و استغفار، و من الله سبحانه رحمة. و من الصلاة بمعنى الاستغفار
حديث الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل عن سودة أنها قالت: يا رسول الله إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا، فقال لها: «إن الموت أشد مما تقدرين»
. قال شمر: قولها: «صلى لنا»، أي:
استغفر لنا عند ربه، و كان عثمان مات حين قالت سودة ذلك. و أما قول الله جل و عز: أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة
 [البقرة: 157]، فمعنى الصلوات ههنا: الثناء عليهم من الله، و قال الشاعر:
         صلى على يحيى و أشياعه             رب كريم و شفيع مطاع‏

معناه: ترحم الله عليه على الدعاء لا على الخبر.
ثعلب عن ابن الأعرابي قال: الصلاة من الله رحمة، و من المخلوقين- الملائكة و الإنس و الجن- القيام و الركوع و السجود و الدعاء و التسبيح. و الصلاة من الطير و الهوام التسبيح.
قال أبو العباس في قوله: هو الذي يصلي عليكم و ملائكته‏
 [الأحزاب: 43]، فيصلي يرحم، و ملائكته تدعو للمسلمين و المسلمات.
قال: و قول الأعشى:
         * و صلى على دنها و ارتسم*


قال: دعا لها أ لا تحمض و لا تفسد.
و قال الزجاج: الأصل في الصلاة اللزوم، يقال: قد صلي و اصطلى: إذا لزم، و من هذا: من يصلى في النار، أي: يلزم النار.
و قال أهل اللغة في الصلاة: إنها من الصلوين، و هما مكتنفا الذنب من الناقة و غيرها، و أول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص.
قال: و القول عندي هو الأول، إنما الصلاة لزوم ما فرض الله، و الصلاة من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه. و أما المصلي الذي يلي السابق فهو مأخوذ من الصلوين لا محالة، و هما مكتنفا ذنب الفرس، فكأنه يأتي و رأسه مع ذلك المكان.
و
في حديث آخر: «إن للشيطان مصالي و فخوخا»
، و المصالي شبيهة بالشرك‏
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 167
تنصب للطير و غيرها.
قال ذلك أبو عبيد: يعني ما يصيد به الناس من الآفات التي يستفزهم بها من زينة الدنيا و شهواتها.
و
في حديث آخر: «أن النبي صلى الله عليه و سلم أتي بشاة مصلية».
قال أبو عبيد: قال الكسائي: المصلية المشوية، يقال: صليت اللحم و غيره: إذا شويته، فأنا أصليه صليا: إذا فعلت ذلك و أنت تريد أن تشويه، فإذا أردت أنك تلقيه فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت:
أصليته- بالألف- إصلاء، و كذلك صليته أصليه تصلية.
قال الله جل و عز: و من يفعل ذلك عدوانا و ظلما فسوف نصليه نارا
 [النساء:
29].
و
يروى عن علي أنه قرأ: (و يصلى سعيرا)
 [الانشقاق: 12].
و كان الكسائي يقرأ به، فهذا ليس من الشي‏ء، إنما هو من إلقائك إياه فيها.
و قال أبو زبيد:
         فقد تصليت حر حربهم             كما تصلى المقرور من قرس‏

و يقال: قد صليت بالأمر أصلى به: إذا قاسيت شدته و تعبه. و صليت لفلان بالتخفيف، و ذلك إذا عملت له في أمر تريد أن تمحل به، و توقعه في هلكة، و الأصل في هذا من المصالي و هي الشرك تنصب للطير.
ثعلب عن ابن الأعرابي: صليت العصا تصلية: إذا أدرتها على النار لتقومها، و أنشد:
         * و ما صلى عصاك كمستديم*


و يقال: أصلت الناقة فهي مصلية: إذا وقع ولدها في صلاها و قرب نتاجها.
و
في حديث علي أنه قال: «سبق رسول الله صلى الله عليه و سلم، و صلى أبو بكر، و ثلث عمر، و حبطتنا فتنة فما شاء الله».
قال أبو عبيد: و أصل هذا في الخيل، فالسابق الأول، و المصلي الثاني، قيل له: مصل لأنه يكون عند صلا الأول، و صلاه: جانبا ذنبه عن يمينه و شماله، ثم يتلوه الثالث.
قال أبو عبيد: و لم أسمع في سوابق الخيل ممن يوثق بعلمه اسما لشي‏ء منها إلا الثاني، و السكيت، و ما سوى ذينك إنما يقال الثالث و الرابع، و كذلك إلى التاسع.
قال أبو بكر: قال أبو العباس: المصلي في كلام العرب: السابق: المتقدم.
قال: و هو مشبه بالمصلي من الخيل، و هو السابق الثاني، و يقال للسابق الأول:
المجلي، و للثاني: المصلي، و للثالث:
المسلي، و للرابع: التالي، و للخامس:
                        تهذيب اللغة، ج‏12، ص: 168
المرتاح، و للسادس: العاطف، و للسابع:
الحظي، و للثامن: المؤمل، و للتاسع:
اللطيم، و للعاشر: السكيت، و هو آخر السبق.
و قال ابن السكيت: الصلاء اسم للوقود، و هو الصلا: إذا كسرت الصاد مددت، و إذا فتحتها قصرت، قاله الفراء.
و قال الليث: الصليان: نبت، قال بعضهم: هو على تقدير فعلان.
و قال بعضهم: فعليان؛ فمن قال فعليان قال: هذه أرض مصلاة، و هو نبت له سبطة عظيمة كأنها رأس القصبة، إذا خرجت أذنابها تجد بها الإبل، و العرب تسميه خبزة الإبل.
و قال غيره: من أمثال العرب في اليمين إذا أقدم عليها الرجل ليقتطع بها مال الرجل: جذها جذ العير الصليانة، و ذلك أن لها جعثنة في الأرض، فإذا كدمها العير اقتلعها بجعثنتها.
شمر عن أبي عمرو: الصلاية: كل حجر عريض يدق عليه عطر أو هبيد، يقال:
صلاءة و صلاية.
و قال ابن شميل: الصلاية: سريحة خشنة غليظة من القف.
و قال أبو العباس في قول الله تعالى:
و بيع و صلوات‏
 [الحج: 40]، قال:
الصلوات: كنائس اليهود، قال: و أصلها بالعبرانية صلوتا، و نحو ذلك.
قال الزجاج: و قرئت: (و صلوات و مساجد) [الحج: 40]. قال: و قيل: إنها مواضع صلوات الصابئين.

المحیط فی اللغة

الصلاة: ألفها واو، و جمعها صلوات.
و صلوات اليهود: كنائسهم، واحدها «7» صلوتا.
و صلوات الرسول: دعاؤه للمسلمين.
و صلوات الله: رحمته و حسن ثنائه على المؤمنين.
و هذيل تقول: صلوت الظهر: بمعنى صليت «8». و الصلا: وسط الظهر.
و كل أنثى إذا ولدت انفرج صلاها «9».
و إذا جاء الفرس على أثر الفرس قيل: صلى؛ و جاء مصليا، لأن رأسه عند صلا السابق. و قيل: الصلا ما حول الذنب عن يمينه و شماله.
                        المحيط في اللغة، ج‏8، ص: 185
و أصلت الناقة تصلي إصلاء: وقع ولدها في صلاها.
و صليت الناقة و أصلت: استرخى صلواها.





صلى:
الصلاية: المكان الغليظ المعر من الحرة، و جمعها صلاء «10». و قيل هو من الأرض: المستوية ليس فيها جدر.
و جاء فلان بصلايته «11»: يراد بها الجبهة.
و الصلاية: صخرة «12» طولها و عرضها واحد، و ليس بصلاية العطر، و هي الصلاة «13» أيضا.
و أصليت الرجل خيرا: أي أوليته.
و صليت فلانا و بفلان أصلى: إذا خالطته و وليته «14».
و صلي الكافر نارا. و صلي بشره.
و إذا شويت قلت: صليته صليا. و إذا ألقيته في النار قلت: صليته أصليه تصلية؛ و أصليته إصلاء.
و الصلاء: الوقود إذا اصطلي به، و الصلا: لغة- مقصور-، و
في الحديث «15»
: «لو شئت لدعوت بصلاء».
و الصلاء: الشواء.
و الصاليات: الأثافي؛ لأنهن قد صلين النار.
و فلان لا يصطلى بناره: أي لا [262/ ب‏] يتعرض لحده.
                        المحيط في اللغة، ج‏8، ص: 186
و يقولون «16»: «أطيب مضغة «17» [صيحانية] «18» مصلية» أي مشمسة «19».
و مصطلى الرجل: وجهه و يداه و رجلاه. و ما يلقى به النار إذا «20» اصطلاها.
و مصطلى الأثفية: ما يلي النار منها.
و الصليان: قيل على فعلان و فعليان، و أرض مصلاة: منه، و هو نبات له سنمة عظيمة كأنها رأس القصبة إذا خرجت أذنابها؛ تجد به الإبل. و في المثل في اليمين الغموس يحلف بها الرجل قولهم «21»: «جذها جذ العير الصليانة».
و
في الحديث «22»
: «إن للشيطان مصالي و فخوخا».
و المصلاة: أن تنصب «23» شركا أو نحوه، يقال: صليت له. و صليت للصيد «24» و صليت فلانا:
أي ماسحته و داريته، و كذلك إذا خاتلته و خدعته. و المصالي: المخادع.
و صليت العصا: إذا أردت تثقيفها فمسحتها رويدا رويدا؛ في قوله:
         فما صلى عصاك كمستديم «25»


و صلى الحمار أتنه تصلية: إذا طردها و قحمها الطريق.

الصحاح

صلا
الصلاة: الدعاء. قال الأعشى:
         و قابلها الريح فى دنها             و صلى على دنها و ارتسم «2»

و الصلاة من الله تعالى: الرحمة. و الصلاة:
واحدة الصلوات المفروضة، و هو اسم يوضع موضع المصدر. تقول: صليت صلاة، و لا تقل تصلية.
و صليت على النبى صلى الله عليه و سلم.
و صليت العصا بالنار، إذا لينتها و قومتها.
و قال قيس بن زهير العبسى:
         فلا تعجل بأمرك و استدمه             فما صلى عصاك كمستديم «3»

أى قوم.
و المصلى: تالى السابق. يقال: صلى الفرس، إذا جاء مصليا، و هو الذى يتلو السابق، لأن رأسه عند صلاه.
و الصلاية: الفهر. قال أمية يصف السماء:
         سراة صلاية خلقاء صيغت             تزل الشمس ليس لها رئاب «4»

و إنما قال امرؤ القيس:
         * مداك عروس أو صلاية حنظل «5»*


                        الصحاح، ج‏6، ص: 2403
فأضافها إليه لأنه يفلق بها إذا يبس.
و الصلاءة بالهمز مثله.
و صلاءة بن عمرو النميرى: أحد القلعين «1».
و صليت اللحم و غيره أصليه صليا، مثال رميته رميا، إذا شويته. و
فى الحديث أنه عليه السلام أتى بشاة مصلية

، أى مشوية.
و يقال أيضا: صليت الرجل نارا، إذا أدخلته النار و جعلته يصلاها. فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد إحراقه قلت: أصليته بالألف، و صليته تصلية. و قرئ: و يصلى سعيرا و من خفف فهو من قولهم: صلى فلان النار بالكسر يصلى صليا «2»: احترق. قال الله تعالى: أولى بها صليا

. قال العجاج «3»:





ابن فارس

صلى‏
الصاد و اللام و الحرف المعتل أصلان: أحدهما النار و ما أشبهها من الحمى، و الآخر جنس من العبادة.
فأما الأول فقولهم: صليت العود بالنار «2». و الصلى صلى النار. و اصطليت بالنار. و الصلاء: ما يصطلى به و ما يذكى به النار و يوقد. و قال «3»:
         تجعل العود و اليلنجوج و الرن             د صلاء لها على الكانون «4»

و أما الثانى: فالصلاة و هى الدعاء. و
قال رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم:
 «إذا دعى أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليأكل، و إن كان صائما فليصل».
أى فليدع لهم بالخير و البركة. قال الأعشى:
         تقول بنتى و قد قربت مرتحلا             يا رب جنب أبى الأوصاب و الوجعا «5»
             عليك مثل الذى صليت فاغتمضى             نوما فإن لجنب المرء مضطجعا

و قال فى صفة الخمر:
         و قابلها الريح فى دنها             و صلى على دنها و ارتسم «6»

و الصلاة هى التى جاء بها الشرع من الركوع و السجود و سائر حدود الصلاة.
__________________________________________________
 (1) فى الأصل: «أى أتيتم صلامات»، و تصحيحه و إكماله من المجمل.
 (2) زاد فى المجمل: «إذا لينته».
 (3) هو أبو دهبل الجمحى كما فى شرح القصائد السبع لابن الأنبارى فى البيت السابع من القصيدة السادسة.
 (4) الرند: العود الذى يتنخر به. و فى الأصل: «الزند»، تحريف.
 (5) ديوان الأعشى 73.
 (6) ديوان الأعشى 29 و اللسان (رسم). و روى فى الديوان: «و ارتشم».
                        معجم مقاييس اللغه، ج‏3، ص: 301
فأما الصلاة من الله تعالى فالرحمة، و من ذلك‏
الحديث: «اللهم صل على آل أبى أوفى».
يريد بذلك الرحمة.
و مما شذ عن الباب كلمة جاءت‏
فى الحديث: «إن للشيطان فخوخا و مصالى».
قال: هى الأشراك، واحدتها مصلاة.



مجمل اللغة لابن فارس (ص: 538)
صلى: صليت العود بالنار، إذا لينته.
والصلى: صلى النار، والصلاء: صلاء النار بكسر الصاد، ممدود.
وصليت اللحم أصليه: شويته، فإن أردت أنك أحرقته قلت أصليته.
والصلا: مغرز ذنب الفرس، والإثنان صلوان.
والمصلي: تالي السابق؛ لأن رأسه عند صلاه.
فأما الصلاة فيقال: إنها من صليت العود، إذا لينته، لأن المصلي يلين ويخشع.
والصلاة: بيت يصلى فيه.
والصلاة: الدعاء والرحمة.
والمصالي في قوله (صلى الله عليه وسلم) : "إن للشيطان مصالي وفخوخا".
يقال: إنما الأشراك، واحدتها: مصلاة.
والصلاءة: وهي الصلاية للطيب تهمز ولا تهمز.

 



                        فقه اللغة، ص: 221
19- فصل في ترتيب السوابق [من الخيل‏] «5»

قال الجاحظ: كانت العرب تعد السوابق من الخيل ثمانية، و لا تجعل لما جاوزها حظا، فأولها: السابق، ثم المصلي، ثم المقفي. ثم التالي. ثم العاطف. ثم المذمر «6». ثم البارع. ثم اللطيم.
و كانت العرب تلطم الآخر، و إن كان له حظ. و قال أبو عكرمة: أخبرنا ابن قادم عن الفراء: أنه ذكر في السوابق عشرة أسماء لم يحكها أحد غيره، و هي: السابق، ثم المصلي ثم المسلي، ثم التالي، ثم المرتاح، ثم العاطف، ثم الحظي ثم المؤمل. ثم اللطيم. ثم السكيت.

 

صلى اللحم صليا: شواه. و الصلاء: الشواء. صلى اللحم فى النار، و أصلاه: ألقاه للاحتراق، قال:
         ألا يا اسلمى يا هند هند بنى بدر             تحية من صلى فؤادك بالجمر «2»

أراد أنه قتل قومها فأحرق فؤادها بالحزن عليهم. و صلى بالنار و صليها، صليا، و صليا، و صلاء، و صلاء، و تصلاها: قاسى حرها، و كذلك الأمر الشديد، قال أبو زبيد:
         فقد تصليت حر حربهم             كما تصلى المقرور من قرس «3»

* و أصلاه النار: أدخله إياها و أثواه فيها.
* و صلاه النار و فى النار و على النار صليا، و صليا، و صليا. و صلى فلان النار تصلية.
* و الصلاء، و الصلا: اسم للوقود، و قيل: هما النار.
* و صلى يده بالنار: سخنها، قال:
         أتانا فلم نفرح بطلعة وجهه             طروقا و صلى كف أشعث ساغب «4»

* و اصطلى بها: استدفأ، و فى التنزيل: لعلكم تصطلون* [النمل: 7]
قال الزجاج:
جاء فى التفسير أنهم كانوا فى شتاء، فلذلك احتاج إلى الاصطلاء.
* و صلى العصا على النار، و تصلاها: لوحها.
                        المحكم و المحيط الأعظم، ج‏8، ص: 362
* و قدح مصلى: مضبوح، قال:
         فلا تعجل بأمرك و استدمه             فما صلى عصاه كمستديم «1»

* و المصلاة: شرك ينصب للصيد، و
فى حديث أهل الشام: «إن للشيطان مصالى و فخوخا» «2»

، يعنى ما يصيد به الناس.
* و صليته، و صليت له: محلت به و أوقعته فى هلكة من ذلك.
* و الصلاية، و الصلاءة: مدق الطيب، قال سيبويه: همزت، و لم يك حرف العلة فيها طرفا، لأنهم جاءوا بالواحد على قولهم فى الجمع صلاء، كما قالوا: مسنية و مرضية حين جاءت على مسنى و مرضى، و أما من قال: صلاية فإنه لم يجئ بالواحد على الصلاء.
* و صليت الظهر: ضربت صلاه أو أصبته، نادر، و إنما حكمه صلوته، كما تقول هذيل.



مفردات الفاظ القرآن

أصل الصلي الإيقاد بالنار، و يقال: صلي بالنار و بكذا، أي: بلي بها، و اصطلى بها، و صليت الشاة: شويتها، و هي مصلية. قال تعالى: اصلوها اليوم‏
 [يس/ 64]، و قال:
يصلى النار الكبرى‏
 [الأعلى/ 12]، تصلى نارا حامية
 [الغاشية/ 4]، و يصلى سعيرا
 [الانشقاق/ 12]، و سيصلون سعيرا
 [النساء/ 10]، قرئ:
سيصلون‏

 «2» بضم الياء و فتحها، حسبهم جهنم يصلونها

 [المجادلة/ 8]، سأصليه سقر
 [المدثر/ 26]، و تصلية جحيم‏
 [الواقعة/ 94]، و قوله: لا يصلاها إلا الأشقى* الذي كذب و تولى‏
 [الليل/ 15- 16]، فقد قيل:
معناه لا يصطلي بها إلا الأشقى الذي. قال الخليل: صلي الكافر النار: قاسى حرها «3»، يصلونها فبئس المصير
 [المجادلة/ 8]، و قيل: صلى النار: دخل فيها، و أصلاها غيره، قال: فسوف نصليه نارا
 [النساء/ 30]، ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا

 [مريم/ 70]، قيل: جمع صال، و الصلاء يقال للوقود و للشواء. و الصلاة، قال كثير من أهل اللغة: هي الدعاء، و التبريك‏
                        مفردات ألفاظ القرآن، ص: 491
و التمجيد «1»، يقال: صليت عليه، أي: دعوت له و زكيت،
و قال عليه السلام: «إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، و إن كان صائما فليصل» «2».
أي: ليدع لأهله، و صل عليهم إن صلاتك سكن لهم‏
 [التوبة/ 103]، يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه‏
 [الأحزاب/ 56]، و صلوات الرسول‏
 [التوبة/ 99]، و صلاة الله للمسلمين هو في التحقيق: تزكيته إياهم. و قال: أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة
 [البقرة/ 157]، و من الملائكة هي الدعاء و الاستغفار، كما هي من الناس «3». قال تعالى: إن الله و ملائكته يصلون على النبي‏
 [الأحزاب/ 56]، و الصلاة التي هي العبادة المخصوصة، أصلها: الدعاء، و سميت هذه العبادة بها كتسمية الشي‏ء باسم بعض ما يتضمنه، و الصلاة من العبادات التي لم تنفك شريعة منها، و إن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع. و لذلك قال: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
 [النساء/ 103]، و قال بعضهم: أصل الصلاة من الصلى «4»، قال: و معنى صلى الرجل، أي: أنه ذاد و أزال عن نفسه بهذه العبادة الصلى الذي هو نار الله الموقدة. و بناء صلى كبناء مرض لإزالة المرض، و يسمى موضع العبادة الصلاة، و لذلك سميت الكنائس صلوات، كقوله: لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد
 [الحج/ 40]، و كل موضع مدح الله تعالى بفعل الصلاة أو حث عليه ذكر بلفظ الإقامة، نحو:
و المقيمين الصلاة

 [النساء/ 162]، و أقيموا الصلاة*
 [البقرة/ 43]، و أقاموا الصلاة*
 [البقرة/ 277]، و لم يقل: المصلين إلا في المنافقين، نحو قوله: فويل للمصلين* الذين هم عن صلاتهم ساهون‏
 [الماعون/ 4- 5]، و لا يأتون الصلاة إلا و هم كسالى‏
 [التوبة/ 54]، و إنما خص لفظ الإقامة تنبيها أن المقصود من فعلها توفية حقوقها
                        مفردات ألفاظ القرآن، ص: 492
و شرائطها، لا الإتيان بهيئتها فقط، و لهذا
روي (أن المصلين كثير و المقيمين لها قليل) «1».
و قوله تعالى: لم نك من المصلين‏

 [المدثر/ 43]، أي: من أتباع النبيين، و قوله: فلا صدق و لا صلى‏

 [القيامة/ 31]، تنبيها أنه لم يكن ممن يصلي، أي يأتي بهيئتها فضلا عمن يقيمها. و قوله: و ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء و تصدية
 [الأنفال/ 35]، فتسمية صلاتهم مكاء و تصدية تنبيه على إبطال صلاتهم، و أن فعلهم ذلك لا اعتداد به، بل هم في ذلك كطيور تمكو و تصدي، و فائدة تكرار الصلاة في قوله: قد أفلح المؤمنون* الذين هم في صلاتهم خاشعون‏
 [المؤمنون/ 1- 2] إلى آخر القصة حيث قال: و الذين هم على صلاتهم يحافظون‏
 [المؤمنون/ 9]، فإنا نذكره فيما بعد هذا الكتاب إن شاء الله «2».



صلا:
الصلاة: الركوع و السجود. فأما
قوله، صلى الله عليه و سلم: لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد.
فإنه أراد لا صلاة فاضلة أو كاملة، و الجمع صلوات. و الصلاة: الدعاء و الاستغفار؛ قال الأعشى:
         و صهباء طاف يهوديها             و أبرزها، و عليها ختم‏
             و قابلها الريح في دنها،             و صلى على دنها و ارتسم‏

قال: دعا لها أن لا تحمض و لا تفسد. و الصلاة من الله تعالى: الرحمة؛ قال عدي بن الرقاع:
                        لسان العرب، ج‏14، ص: 465
         صلى الإله على امرئ ودعته،             و أتم نعمته عليه و زادها

و قال الراعي:
         صلى على عزة الرحمن و ابنتها             ليلى، و صلى على جاراتها الأخر

و صلاة الله على رسوله: رحمته له و حسن ثنائه عليه. و
في حديث ابن أبي أوفى أنه قال: أعطاني أبي صدقة ماله فأتيت بها رسول الله، صلى الله عليه و سلم، فقال: اللهم صل على آل أبي أوفى.
؛ قال الأزهري: هذه الصلاة عندي الرحمة؛ و منه قوله عز و جل: إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما
؛ ف الصلاة من الملائكة دعاء و استغفار، و من الله رحمة، و به سميت الصلاة لما فيها من الدعاء و الاستغفار. و
في الحديث: التحيات لله و الصلوات.
؛ قال أبو بكر: الصلوات معناها الترحم. و قوله تعالى: إن الله و ملائكته يصلون على النبي‏
؛ أي يترحمون. و
قوله: اللهم صل على آل أبي أوفى.
أي ترحم عليهم، و تكون الصلاة بمعنى الدعاء. و في الحديث‏
قوله، صلى الله عليه و سلم: إذا دعي أحدكم إلى طعام فليجب، فإن كان مفطرا فليطعم، و إن كان صائما فليصل.
؛ قوله: ف ليصل يعني فليدع لأرباب الطعام بالبركة و الخير، و الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة؛ و منه‏
قوله، صلى الله عليه و سلم: من صلى علي صلاة صلت عليه الملائكة عشرا.
و كل داع فهو مصل؛ و منه قول الأعشى:
         عليك مثل الذي صليت فاغتمضي             نوما، فإن لجنب المرء مضطجعا

معناه أنه يأمرها بأن تدعو له مثل دعائها أي تعيد الدعاء له، و يروى: عليك مثل الذي صليت، فهو رد عليها أي عليك مثل دعائك أي ينالك من الخير مثل الذي أردت بي و دعوت به لي. أبو العباس في قوله تعالى: هو الذي يصلي عليكم و ملائكته‏
؛ ف يصلي يرحم، و ملائكته يدعون للمسلمين و المسلمات. و من الصلاة بمعنى الاستغفار
حديث سودة: أنها قالت يا رسول الله، إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون حتى تأتينا، فقال لها: إن الموت أشد مما تقدرين.
؛ قال شمر: قولها صلى لنا أي استغفر لنا عند ربه، و كان عثمان مات حين قالت سودة ذلك. و أما قوله تعالى: أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة
؛ فمعنى الصلوات هاهنا الثناء عليهم من الله تعالى؛ و قال الشاعر:
         صلى، على يحيى و أشياعه،             رب كريم و شفيع مطاع‏

معناه ترحم الله عليه على الدعاء لا على الخبر. ابن الأعرابي: الصلاة من الله رحمة، و من المخلوقين الملائكة و الإنس و الجن: القيام و الركوع و السجود و الدعاء و التسبيح؛ و الصلاة من الطير و الهوام التسبيح. و قال الزجاج: الأصل في الصلاة اللزوم. يقال: قد صلي و اصطلى إذا لزم، و من هذا من يصلى في النار أي يلزم النار. و قال أهل اللغة في الصلاة: إنها من الصلوين، و هما مكتنفا الذنب من الناقة و غيرها، و أول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص؛ قال الأزهري: و القول عندي هو الأول، إنما الصلاة لزوم ما فرض الله تعالى، و الصلاة من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه. و الصلاة: واحدة الصلوات المفروضة، و هو اسم يوضع موضع‏
                        لسان العرب، ج‏14، ص: 466
المصدر، تقول: صليت صلاة و لا تقل تصلية، و صليت على النبي، صلى الله عليه و سلم. قال ابن الأثير: و قد تكرر في الحديث ذكر الصلاة، و هي العبادة المخصوصة، و أصلها الدعاء في اللغة فسميت ببعض أجزائها، و قيل: أصلها في اللغة التعظيم، و سميت الصلاة المخصوصة صلاة لما فيها من تعظيم الرب تعالى و تقدس. و قوله في التشهد: الصلوات لله أي الأدعية التي يراد بها تعظيم الله هو مستحقها لا تليق بأحد سواه. و أما قولنا: اللهم صل على محمد، فمعناه عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره و إظهار دعوته و إبقاء شريعته، و في الآخرة بتشفيعه في أمته و تضعيف أجره و مثوبته؛ و قيل: المعنى لما أمرنا الله سبحانه بالصلاة عليه و لم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله و قلنا: اللهم صل أنت على محمد، لأنك أعلم بما يليق به، و هذا الدعاء قد اختلف فيه هل يجوز إطلاقه على غير النبي، صلى الله عليه و سلم، أم لا، و الصحيح أنه خاص له و لا يقال لغيره. و قال الخطابي: الصلاة التي بمعنى التعظيم و التكريم لا تقال لغيره، و التي بمعنى الدعاء و التبريك تقال لغيره؛ و منه:
اللهم صل على آل أبي أوفى.
أي ترحم و برك، و قيل فيه: إن هذا خاص له، و لكنه هو آثر به غيره؛ و أما سواه فلا يجوز له أن يخص به أحدا. و
في الحديث: من صلى علي صلاة صلت عليه الملائكة عشرا.
أي دعت له و بركت. و
في الحديث: الصائم إذا أكل عنده الطعام صلت عليه الملائكة.
و صلوات اليهود: كنائسهم. و في التنزيل: لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد
؛
قال ابن عباس: هي كنائس اليهود أي مواضع الصلوات، و أصلها بالعبرانية صلوتا.
و قرئت و صلوت و مساجد، قال: و قيل إنها مواضع صلوات الصابئين، و قيل: معناه لهدمت مواضع الصلوات فأقيمت الصلوات مقامها، كما قال: و أشربوا في قلوبهم العجل؛ أي حب العجل؛ و قال بعضهم: تهديم الصلوات تعطيلها، و قيل: الصلاة بيت لأهل الكتاب يصلون فيه. و قال ابن الأنباري: عليهم صلوات‏

 أي رحمات، قال: و نسق الرحمة على الصلوات لاختلاف اللفظين. و قوله: و صلوات الرسول‏
 أي و دعواته. و الصلا: وسط الظهر من الإنسان و من كل ذي أربع، و قيل: هو ما انحدر من الوركين، و قيل: هي الفرجة بين الجاعرة و الذنب، و قيل: هو ما عن يمين الذنب و شماله، و الجمع صلوات و أصلاء الأولى مما جمع من المذكر بالألف و التاء. و المصلي من الخيل: الذي يجي‏ء بعد السابق لأن رأسه يلي صلا المتقدم و هو تالي السابق، و قال اللحياني: إنما سمي مصليا لأنه يجي‏ء و رأسه على صلا السابق، و هو مأخوذ من الصلوين لا محالة، و هما مكتنفا ذنب الفرس، فكأنه يأتي و رأسه مع ذلك المكان. يقال: صلى الفرس إذا جاء مصليا. و صلوت الظهر: ضربت صلاه أو أصبته بشي‏ء سهم أو غيره؛ عن اللحياني قال: و هي هذلية. و يقال: أصلت الناقة فهي مصلية إذا وقع ولدها في صلاها و قرب نتاجها. و
في حديث علي أنه قال: سبق رسول الله، صلى الله عليه و سلم، و صلى أبو بكر و ثلث عمر و خبطتنا فتنة فما شاء الله.
؛ قال أبو عبيد: و أصل هذا في الخيل فالسابق الأول، و المصلي الثاني، قيل له مصل لأنه يكون عند صلا
                        لسان العرب، ج‏14، ص: 467
الأول، و صلاه جانبا ذنبه عن يمينه و شماله، ثم يتلوه الثالث؛ قال أبو عبيد: و لم أسمع في سوابق الخيل ممن يوثق بعلمه اسما لشي‏ء منها إلا الثاني و السكيت، و ما سوى ذلك إنما يقال الثالث و الرابع و كذلك إلى التاسع. قال أبو العباس: المصلي في كلام العرب السابق المتقدم؛ قال: و هو مشبه بالمصلي من الخيل، و هو السابق الثاني، قال: و يقال للسابق الأول من الخيل المجلي، و للثاني المصلي، و للثالث المسلي، و للرابع التالي، و للخامس المرتاح، و للسادس العاطف، و للسابع الحظي، و للثامن المؤمل، و للتاسع اللطيم، و للعاشر السكيت، و هو آخر السبق جاء به في تفسير قولهم رجل مصل. و صلاءة: اسم. و صلاءة بن عمرو النميري: أحد القلعين؛ قال ابن بري: القلعان لقبان لرجلين من بني نمير، و هما صلاءة و شريح ابنا عمرو بن خويلفة بن عبد الله بن الحرث ابن نمير. و صلى اللحم و غيره يصليه صليا: شواه، و صليته صليا مثال رميته رميا و أنا أصليه صليا إذا فعلت ذلك و أنت تريد أن تشويه، فإذا أردت أنك تلقيه فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته، بالألف، إصلاء، و كذلك صليته أصليه تصلية. التهذيب: صليت اللحم، بالتخفيف، على وجه الصلاح معناه شويته، فأما أصليته و صليته فعلى وجه الفساد و الإحراق؛ و منه قوله: فسوف نصليه نارا
، و قوله: و يصلى سعيرا
. و الصلاء، بالمد و الكسر: الشواء لأنه يصلى بالنار. و
في حديث عمر: لو شئت لدعوت بصلاء.
؛ هو بالكسر و المد الشواء. و
في الحديث: أن النبي، صلى الله عليه و سلم، أتي بشاة مصلية.
؛ قال الكسائي: المصلية المشوية، فأما إذا أحرقته و أبقيته في النار قلت صليته، بالتشديد، و أصليته. و صلى اللحم في النار و أصلاه و صلاه: ألقاه للإحراق؛ قال:
         ألا يا اسلمي يا هند، هند بني بدر،             تحية من صلى فؤادك بالجمر

أراد أنه قتل قومها فأحرق فؤادها بالحزن عليهم. و صلي بالنار و صليها صليا و صليا و صليا و صلى و صلاء و اصطلى بها و تصلاها: قاسى حرها، و كذلك الأمر الشديد؛ قال أبو زبيد:
         فقد تصليت حر حربهم،             كما تصلى المقرور من قرس‏

و فلان لا يصطلى بناره إذا كان شجاعا لا يطاق. و
في حديث السقيفة: أنا الذي لا يصطلى بناره.
؛ الاصطلاء افتعال من صلا النار و التسخن بها أي أنا الذي لا يتعرض لحربي. و أصلاه النار: أدخله إياها و أثواه فيها، و صلاه النار و في النار و على النار صليا و صليا و صليا و صلي فلان النار تصلية. و في التنزيل العزيز: و من يفعل ذلك عدوانا و ظلما فسوف نصليه نارا
. و
يروى عن علي، رضي الله عنه، أنه قرأ: و يصلى سعيرا.
و كان الكسائي يقرأ به، و هذا ليس من الشي إنما هو من إلقائك إياه فيها؛ و قال ابن مقبل:
         يخيل فيها ذو وسوم كأنما             يطلى بجص، أو يصلى فيضيح‏

و من خفف فهو من قولهم: صلي فلان بالنار يصلى صليا احترق. قال الله تعالى: هم أولى‏
                        لسان العرب، ج‏14، ص: 468
بها صليا

؛ و قال العجاج: قال ابن بري، و صوابه الزفيان:
         تالله لو لا النار أن نصلاها،             أو يدعو الناس علينا الله،
             لما سمعنا لأمير قاها


و صليت النار أي قاسيت حرها. اصلوها أي قاسوا حرها، و هي الصلا و الصلاء مثل الأيا و الإياء للضياء، إذا كسرت مددت، و إذا فتحت قصرت؛ قال إمرؤ القيس:
         و قاتل كلب الحي عن نار أهله             ليربض فيها، و الصلا متكنف‏

و يقال: صليت الرجل نارا إذا أدخلته النار و جعلته يصلاها، فإن ألقيته فيها إلقاء كأنك تريد الإحراق قلت أصليته، بالألف، و صليته تصلية. و الصلاء و الصلى: اسم للوقود، تقول: صلى النار، و قيل: هما النار. و صلى يده بالنار: سخنها؛ قال:
         أتانا فلم نفرح بطلعة وجهه             طروقا، و صلى كف أشعث ساغب‏

و اصطلى بها: استدفأ. و في التنزيل: لعلكم تصطلون*
؛
قال الزجاج: جاء في التفسير أنهم كانوا في شتاء فلذلك احتاج إلى الاصطلاء.
و صلى العصا على النار و تصلاها: لوحها و أدارها على النار ليقومها و يلينها. و
في الحديث: أطيب مضغة صيحانية مصلية قد صليت في الشمس و شمست.
و يروى بالباء، و هو مذكور في موضعه. و
في حديث حذيفة: فرأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار.
أي يدفئه. و قدح مصلى: مضبوح؛ قال قيس بن زهير:
         فلا تعجل بأمرك و استدمه،             فما صلى عصاه كمستديم‏

و المصلاة: شرك ينصب للصيد. و
في حديث أهل الشام: إن للشيطان مصالي و فخوخا.
؛ و المصالي شبيهة بالشرك تنصب للطير و غيرها؛ قال ذلك أبو عبيد يعني ما يصيد به الناس من الآفات التي يستفزهم بها من زينة الدنيا و شهواتها، واحدتها مصلاة. و يقال: صلي بالأمر و قد صليت به أصلى به إذا قاسيت حره و شدته و تعبه؛ قال الطهوي:
         و لا تبلى بسالتهم، و إن هم             صلوا بالحرب حينا بعد حين‏

و صليت لفلان، بالتخفيف، مثال رميت: و ذلك إذا عملت له في أمر تريد أن تمحل به و توقعه في هلكة، و الأصل في هذا من المصالي و هي الأشراك تنصب للطير و غيرها. و صليته و صليت له: محلت به و أوقعته في هلكة من ذلك. و الصلاية و الصلاءة: مدق الطيب؛ قال سيبويه: إنما همزت و لم يك حرف العلة فيها طرفا لأنهم جاؤوا بالواحد على قولهم في الجمع صلاء، مهموزة، كما قالوا مسنية و مرضية حين جاءت على مسني و مرضي، و أما من قال صلاية فإنه لم يجئ بالواحد على صلاء. أبو عمرو: الصلاية كل حجر عريض يدق عليه عطر أو هبيد. الفراء: تجمع الصلاءة صليا و صليا، و السماء سميا و سميا؛ و أنشد:
         أشعث مما ناطح الصليا [الصليا]


                        لسان العرب، ج‏14، ص: 469
يعني الوتد. و يجمع خثي البقر على خثي و خثي. و الصلاية: الفهر؛ قال أمية يصف السماء:
         سراة صلاية خلقاء صيغت             تزل الشمس، ليس لها رئاب «2».

قال: و إنما قال إمرؤ القيس:
         مداك عروس أو صلاية حنظل‏


فأضافه إليه لأنه يفلق به إذا يبس. ابن شميل: الصلاية سريحة خشنة غليظة من القف، و الصلا ما عن يمين الذنب و شماله، و هما صلوان. و أصلت الفرس إذا استرخى صلواها، و ذلك إذا قرب نتاجها. و صليت الظهر: ضربت صلاه أو أصبته، نادر، و إنما حكمه صلوته كما تقول هذيل. الليث: الصليان نبت؛ قال بعضهم: هو على تقدير فعلان، و قال بعضهم: فعليان، فمن قال فعليان قال هذه أرض مصلاة و هو نبت له سنمة عظيمة كأنها رأس القصبة إذا خرجت أذنابها تجذبها الإبل، و العرب تسميه خبزة الإبل، و قال غيره: من أمثال العرب في اليمين إذا أقدم عليها الرجل ليقتطع بها مال الرجل: جذها جذ العير الصليانة
، و ذلك أن لها جعثنة في الأرض، فإذا كدمها العير اقتلعها بجعثنتها. و
في حديث كعب: إن الله بارك لدواب المجاهدين في صليان أرض الروم كما بارك لها في شعير سورية.
؛ معناه أي يقوم لخيلهم مقام الشعير، و سورية هي بالشام.

 

 

تاج العروس

 [صلو]:
و الصلا: وسط الظهر منا و من كل ذي أربع.
و «*»
 قيل: ما انحدر من الوركين، أو الفرجة بين الجاعرة و الذنب، أو ما عن يمين الذنب و شماله، و هما صلوان‏
، بالتحريك، الأخير نقله الجوهري.
و قال الزجاج: الصلوان مكتنفا الذنب من الناقة و غيرها، و أول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص؛ ج صلوات‏
، بالتحريك، و أصلاء.
و صلوته: أصبت صلاه‏
 أو ضربته، هذه لغة هذيل، و غيرهم يقول صليته بالياء و هو نادر؛ قاله ابن سيده.
و أصلت الفرس: استرخى صلاها
؛ و في الصحاح:
صلواها؛ لقرب نتاجها.
و في التهذيب: أصلت الناقة فهي مصلية: إذا وقع ولدها في صلاها و قرب نتاجها؛ كصليت‏
 من حد علم، و هذه عن الفراء.
و الصلاة
: اختلف في وزنها و معناها؛ أما وزنها فقيل: فعلة، بالتحريك و هو الظاهر المشهور؛ و قيل بالسكون فتكون حركة العين منقولة من اللام، قاله شيخنا؛ و أما معناها: فقيل: الدعاء، و هو أصل معانيها، و به صدر الجوهري الترجمة؛ و منه قوله تعالى: و صل عليهم‏
 «4»، أي ادع لهم.
يقال: صلى على فلان إذا دعا له و زكاه؛ و منه قول الأعشى:
         و صلى على دنها و ارتسم «5»

 


                        تاج العروس، ج‏19، ص: 607
أي دعا لها أن لا تحمض و لا تفسد.
و
في الحديث: «و إن كان صائما فليصل».
أي فليدع بالبركة و الخير.
و كل داع مصل.
و قال ابن الأعرابي: الصلاة من الله الرحمة؛ و منه:
هو الذي يصلي عليكم‏
 «1»، أي يرحم.
و قيل: الصلاة من الملائكة: الاستغفار و الدعاء؛ و منه: صلت عليه الملائكة عشرا، أي استغفرت؛ و قد يكون من غير الملائكة؛ و منه‏
حديث سودة: «إذا متنا صلى لنا عثمان بن مظعون».
أي استغفر و كان قد مات يومئذ.
و قيل: الصلاة حسن الثناء من الله، عز و جل، على رسوله صلى الله عليه و سلم؛ و منه قوله تعالى: أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة
 «2».
و الصلاة: عبادة فيها ركوع و سجود، و هذه العبادة لم تنفك شريعة عنها و إن اختلفت صورها بحسب شرع فشرع، و لذلك قال، عز و جل: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
 «3»؛ قاله الراغب.
قال شيخنا: و هذه حقيقة شرعية لا دلالة لكلام العرب عليها إلا من حيث اشتمالها على الدعاء الذي هو أصل معناها.
و في كلام الشهاب ما يقتضي أن الصلاة الشرعية حقيقة معروفة للعرب.
و في المزهر: أنها من الكلمات الإسلامية، و في الكل نظر، انتهى.
و قال ابن الأثير: سميت ببعض أجزائها الذي هو الدعاء.
و في المصباح: لاشتمالها على الدعاء. و قال الراغب: سميت هذه العبادة بها كتسمية الشي‏ء باسم بعض ما يتضمنه.
قال صاحب المصباح: و هل سبيله النقل حتى تكون الصلاة حقيقة شرعية في هذه الأفعال مجازا لغويا في الدعاء، لأن النقل في اللغات كالنسخ في الأحكام، أو يقال استعمال اللفظ في المنقول إليه مجاز راجح، و في المنقول عنه «4» حقيقة مرجوحة فيه خلاف بين أهل الأصول. و قيل: الصلاة في اللغة مشتركة بين الدعاء و التعظيم و الرحمة و البركة؛ و منه:
 «اللهم صل على آل أبي أوفى».
أي بارك عليهم أو ارحمهم؛ و على هذا فلا يكون قوله: يصلون على النبي‏
، مشتركا بين معنيين بل مفرد في معنى واحد و هو التعظيم، انتهى.
و نقل المناوي عن الرازي ما نصه: الصلاة عند المعتزلة من الأسماء الشرعية، و عند أصحابنا من المجازات المشهورة لغة من إطلاق اسم الجزء على الكل، فلما كانت مشتملة على الدعاء أطلق اسم الدعاء عليها مجازا؛ قال: فإن كان مراد المعتزلة من كونها اسما شرعيا هذا فهو حق، و إن أرادوا أن الشرع ارتجل هذه اللفظة فذلك ينافيه قوله تعالى: إنا أنزلناه قرآنا عربيا «5».
و في الصحاح: الصلاة واحدة الصلوات المفروضة؛ و هو اسم يوضع موضع المصدر.
و صلى صلاة
، و لا يقال: صلى تصلية
، أي دعا.
قال شيخنا: و لهج به السعد في التلويح و غيره، و قاله السيد و جماعة تقليدا، و تبعهم أبو عبد الله الحطاب أول شرح المختصر، و بالغ عن الكناني أن استعماله يكون كفرا، و ذلك كله باطل يرده القياس و السماع؛ أما القياس فقاعدة التفعلة من كل فعل على فعل معتل اللام مضعفا كزكى تزكية و روى تروية، و ما لا يحصر؛ و نقله الزوزني في مصادره.
                        تاج العروس، ج‏19، ص: 608
و أما السماع فأنشدوا من الشعر القديم:
         تركت المدام و عزف القيان             و أدمنت تصلية و ابتهالا

و قد وسع الكلام في ذلك الشهاب في مواضع من شرح الشفاء و العناية، و هذا خلاصة ما هناك، انتهى.
و صلى الفرس تصلية: تلا السابق.
و في الصحاح: إذا جاء مصليا، و هو الذي يتلو السابق لأن رأسه عند صلا الفرس السابق، انتهى.
و
في الحديث: «سبق رسول الله صلى الله عليه و سلم، و صلى أبو بكر و ثلث عمر و خبطتنا فتنة فما شاء الله».
و أصله في الخيل فالسابق الأول و المصلي الثاني.
قال أبو عبيد: و لم أسمع في سوابق الخيل ممن يوثق بعلمه أسماء لشي‏ء منها إلا الثاني و السكيت، و ما سوى ذينك إنما يقال الثالث و الرابع إلى التاسع.
و صلى الحمار أتنه تصلية: طردها و قحمها الطريق؛ نقله الصاغاني.
و الصلوات: كنائس اليهود؛ هذا تفسير ابن عباس؛ قاله ابن جني، سميت بذلك لكونها مواضع عبادتهم، لعنوا؛ و منه قوله تعالى: لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد
 «1».
و قيل: أصله بالعبرانية صلوتا
، بفتح الصاد و التاء الفوقية.
قال ابن جني في المحتسب: و قرأه الجحدري بخلاف و صلوت، بالضم، و روي عنه: و صلوات بكسر فسكون بالتاء فيهما؛ و قرأ و صلوث أبو العالية بخلاف و الحجاج بن يوسف بخلاف و الكلبي و قرأ و صلوب الحجاج، و رويت عن الجحدري‏
و قرأ و صلوات بضم فسكون جعفر بن محمد.
و قرأ و صلوثا مجاهد، و قرأ و صلواث بضم ففتح الجحدري و الكلبي بخلاف، و قرأ و صلويتا. و أقوى القراآت في هذا الحرف ما عليه العامة و هو و صلوات‏

، و يلي ذلك و صلوات و صلوات و صلوات، و أما بقية القراآت فيه، فتحريف و تشبث باللغة السريانية و اليهودية، و ذلك أن الصلاة عندنا من الواو لكونها من الصلوين و كون جمعها صلوات كقناة و قنوات، و أما صلوات و صلوات فجمع صلوة و إن كانت غير مستعملة و نظيرها حجرة و حجرات؛ و أما صلوات فكأنه جمع صلوة كرشوة و رشوات، و هي أيضا مقدرة غير مستعملة؛ قال: و معنى صلوات‏

 هنا المساجد، و هي على حذف المضاف، أي مواضع الصلوات؛ قال أبو حاتم: ضاقت صدورهم لما سمعوا لهدمت صلوات فعدلوا إلى بقية القراءات؛ و قال الكلبي: صلوات‏

:
مساجد اليهود؛ و قال الجحدري: صلوث مساجد النصارى؛ و قال قطرب: صلوث، بالثاء، بعض بيوت النصارى؛ قال: و الصلوت الصوامع الصغار لم يسمع لها بواحد. انتهى.
و قد ذكرنا شيئا من ذلك في حرف الثاء المثلثة، و يظهر مما قدمناه ما في سياق المصنف من القصور:
* تذنيب*
الذي عرف من سياق الجوهري المصنف أن الصلاة واوية مأخوذة من صلى إذا دعا، و هو اسم وضع موضع المصدر؛

و هناك وجوه أخر تركها المصنف فاحتاج أننا ننبه عليها،

فقيل: إنها من الصلوين و هما مكتنفا ذنب الفرس و غيره مما يجري مجرى ذلك، و هو رأي أبي علي؛ قال: و اشتقاقه منه أن تحريك الصلوين أول ما يظهر من أفعال الصلاة فأما الاستفتاح و نحوه من القراءة و القيام فأمر لا يظهر و لا يخص ما ظهر منه الصلاة لكن الركوع أول ما يظهر من أفعال المصلي؛ هكذا نقله عنه ابن جني في المحتسب.

و قيل: إن الأصل في الصلاة اللزوم، صلي و اصطلى إذا لزم، و هي من أعظم الفرض الذي أمر بلزومه؛ و هذا قول الزجاج.

و قيل: إن أصلها في اللغة التعظيم، و سميت هذه العبادة صلاة لما فيها من تعظيم الرب، جل و عز؛ و هذا القول نقله ابن الأثير في النهاية.

و قيل: إنها من صليت العود بالنار إذا لينته، لأن المصلي يلين بالخشوع؛ و هذا قول ابن فارس صاحب‏
                        تاج العروس، ج‏19، ص: 609
المجمل نقله صاحب المصباح؛ على هذا القول و كذا قول الزجاج السابق هي يائية لا واوية.

و قيل: هي من الصلي، و معنى صلى الرجل أزال عن نفسه، بهذه العبادة، الصلى «1» الذي هو نار الله الموقدة، و بناء صلى كبناء مرض و قرد لإزالة المرض و القراد؛ و هذا القول ذكره الراغب في المفردات لبعضهم، و على هذا القول أيضا فهي يائية.

و قال الفخر الرازي: اختلف في وجه تسميتها على أقوال و الأقرب أنها مأخوذة من الدعاء، إذ لا صلاة إلا و فيها الدعاء و ما يجري مجراه.
* فائدة*

قولنا: اللهم صل على محمد، معناه عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره و إظهار دعوته و إبقاء شريعته، و في الآخرة بتشفيعه في أمته و تضعيف أجره و مثوبته؛ و قيل: المعنى لما أمرنا الله عز و جل، بالصلاة عليه و لم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به. و قال بعض العارفين:
الصلاة عليه صلى الله عليه و سلم، جعلت وسيلة للتقرب منه، كما جعلت هدايا الفقراء إلى الأمراء وسائل ليتقربوا بها إليهم و ليعود نفعها إليهم، إذ هو صلى الله عليه و سلم، بعد صلاة الله عليه لا يحتاج إلى أحد، و إنما شرعت تعبدا لله و قربة إليه و وسيلة للتقرب إلى الجناب المنيع و مقامه الرفيع، و حقيقتها منه إليه إذ ما صلى على محمد إلا محمد صلى الله عليه و سلم، لأنها صدرت منهم بأمره من صورة اسمه، انتهى.
و قد اختلف في هذا الدعاء هل يجوز إطلاقه على غير النبي أم لا؟ و الصحيح أنه خاص به، فلا يقال لغيره.
و قال الخطابي: الصلاة التي بمعنى التعظيم و التكريم لا تقال لغيره؛ و منه:
اللهم صل على آل أبي أوفى.
؛ و قيل فيه: إنه خاص به، و لكنه هو آثر به غيره، فأما سواه فلا يجوز له أن يخص به أحدا.
* و مما يستدرك عليه:
المصلى، كمعلى: يطلق على موضع الصلاة و على الدعاء و على الصلاة، و قوله تعالى: و اتخذوا من مقام إبراهيم مصلى‏

 «2»، يحتمل أحد هذه المعاني.
و أيضا: موضع بالمدينة.
و بنو المصلى، على صيغة اسم الفاعل: بطين بمصر.
و أبو بكر محمد بن محمد بن عبد الحميد البلخي كان يقال له الصلواتي، لأن أحد أجداده كان يكثر الصلاة، أو الصلاة على النبي صلى الله عليه و سلم، روى عنه ابن السمعاني.
و جئت في أصلائهم: أي أدبارهم.
و صلت الفرس: استرخى صلواها، مثل أصلت و صليت؛ عن الزجاج.



التحقیق

التحقیق

صلى:

مقا- صلى: أصلان، أحدهما النار و ما أشبهه من الحمى. و الآخر جنس من العبادة. فأما الأول- فقولهم صليت العود بالنار، و الصلى صلى النار، و اصطليت بالنار. و الصلاء: ما يصطلى به و ما يذكى به النار و يوقد. و أما الثاني- فالصلاة و هي الدعاء.
و الصلاة: هي التي جاء بها الشرع. فأما الصلاة من الله: فالرحمة. و مما شذ عن الباب:
كلمة جاءت‏
في الحديث- إن للشيطان فخوفا و مصالي-.
هي الأشراك.
مصبا- صلي بالنار و صليها صلي من باب تعب: وجد حرها، و الصلاة: حر النار. و صليت اللحم أصليه من باب رمى: شويته. و الصلا وزان العصا: مغرز الذنب من الفرس، و التثنية صلوان، و منه قيل للفرس الذي يجي‏ء بعد السابق في الحلبة:
المصلي، لأن رأسه عند صلا السابق. و المصلى: موضع الصلاة و الدعاء. و الصلاة قيل أصلها في اللغة الدعاء- صل عليهم- أي ادع لهم، ثم سمى بها هذه الأفعال المشهورة، لاشتمالها على الدعاء. و قيل الصلاة في اللغة مشتركة بين الدعاء و التعظيم و الرحمة و البركة، و منه-
اللهم صل على أبي أوفى.
- أي بارك عليهم و ارحمهم.
و الصلاة تجمع على صلوات، و الصلاة أيضا: بيت يصلي فيها اليهود و هو كنيستهم، و الجمع‏صلوات أيضا. و يقال: ان الصلاة من صليت العود بالنار إذا لينته، لأن المصلي‏
                        التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏6، ص: 330
يلين بالخشوع.
التهذيب 12/ 236- صلي:
روي عن النبي (ص)- إذا دعي أحدكم الى طعام فليجب فان كان مفطرا فليطعم و إن كان صائما فليصل.
قال أبو عبيد: يعني فليدع لهم بالبركة و الخير، و كل داع فهو مصل، و أما- أولئك عليهم صلوات- فمعنى الصلوات: الثناء عليهم من الله. قال أبو عبيد: المصلية: المشوية، يقال صليت اللحم و غيره إذا شويته، فأنا أصليه صليا: إذا فعلت ذلك و أنت تريد أن تشويه، فإذا أردت أن تلقيه فيها قلت أصليته.
قع- () (صالوى) مشوي.
 () (صالوتا) آرامية- صلاة.
فرهنگ تطبيقي- صلى: بريان كردن كوشت:
عبري- () (صالاه) كردن كوشت.
آرامي () (صلا) صلاة.
سرياني صلاوتا- الصلاة.
المعرب- صلوات: هي كنائس اليهود. و هي بالعبرانية صلوتا.
و التحقيق:
أن هذه المادة على شعبتين واوي و يائي، فالواوي مأخوذة من السريانية و الآرامية، و هي بمعنى العبادة المخصوصة، و يعبر عنها بالعربية: بالصلاة.
و قد كانت هذه المادة مستعملة في العبرية أيضا، سواء كان بأخذ من الآرامية القديمة أو بالعكس، فان كتب العهد العتيق كانت في الأصل عبرية، ثم ترجمت الى‏
                        التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏6، ص: 331
لغات اخرى.
و يدل على هذا تصريح اللغويين بان كلمة- صلوتا- عبرية، و هي في الأصل اسم لكنائس اليهود، بتناسب الصلاة فيها.
فهذه المادة قد أكملت في العربية مستعملة في العبادة المخصوصة.
و أما الأصل الواحد الاستقلالي في العربية في هذه المادة: هو الثناء الجميل المطلق الشامل للتحية و غيرها.
إن الله و ملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه و سلموا تسليما
- 33/ 56.
هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور
- 33/ 43.
خذ من أموالهم صدقة تطهرهم و تزكيهم بها و صل عليهم إن صلاتك سكن لهم‏
- 9/ 103.
أولئك عليهم صلوات من ربهم و رحمة
- 2/ 157.
كل قد علم صلاته و تسبيحه و الله عليم بما يفعلون‏
- 24/ 41.
و من الأعراب ... و يتخذ ما ينفق قربات عند الله و صلوات الرسول ألا إنها قربة لهم‏
- 9/ 99.
فينبغي أن يذكر هنا بعض ما يوضح و يبين المراد:
1- يدل بعض ما في هذه الآيات الكريمة على أن الحقيقة في هذه المادة ليست بعبادة أو استغفار- هو الذي يصلي عليكم‏
، أولئك عليهم صلوات من ربهم‏
- فان العبادة أو الاستغفار لا يناسبه تعالى.
                        التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏6، ص: 332
و أيضا ليست برحمة و لا تسبيح- و ملائكته يصلون‏

، ... يصلي عليكم و ملائكته‏
- فان الرحمة أو التسبيح من الملائكة على الناس غير مناسب، مضافا الى ذكرهما في رديف الصلاة- صلوات من ربهم و رحمة
، ... صلاته و تسبيحه‏
.
2- قلنا إن الأصل في المادة: هو الثناء الجميل، سواء كان على صورة التحية و هي دعاء للحياة أو على صورة دعاء آخر، خبرا أو إنشاء، و هذا المعنى جار في الآيات المذكورة كلها. و إنشاء دعاء بالتحية أو بغيرها يصح من جانب الله تعالى و من الرسول (ص) و من الناس- إن الله و ملائكته يصلون على النبي‏
، أي يحيون عليه دعاء لحياته و ثناء جميلا له و صل عليهم‏
- أي ادع لهم بالتحية و قل فيهم بجميل الثناء كل قد علم صلاته‏

- أي قد علم الله تحية كل منها و أحاط بالثناء الجميل من كل منها، كل على مقتضى حالته و بلسانه الخاص به.
3- يدل على الأصل: الآية- هو الذي يصلي عليكم و ملائكته‏
 ... تحيتهم يوم يلقونه سلام- أي التحية لهم يوم القيامة سلام، و هذه التحية نوع من أنواع- يصلي عليكم و ملائكته‏
. كما أن السلام أيضا نوع من الصلاة فانه تحية بالسلامة و ثناء جميل.
مضافا الى ان المعنى الواحد الجامع الصحيح الصادق في مورد الله تعالى و الملائكة هو الثناء و التحية.
4- الثناء من الله تعالى يكشف عن الرضا و عن إطاعة العبد. و من الملائكة عن كون العبد على طاعة و خلوص و في صراط مستقيم. و من النبي (ص) عن وجود الايمان و الطاعة لله و للرسول، و من المؤمن يكشف عن الحب و التعلق و التمايل الى التقرب، و يجمعها تحقق الروحانية الكاشفة عن التجانس.
و على هذا المبنى يكون الصلوات على النبي (ص) من أتم التحيات و الأعمال الصالحة المطلوبة: من جهة تحقق الروحانية و التناسب بين المؤمن المصلي و النبي‏
                        التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏6، ص: 333
الأكرم، و من جهة تحقق الرضا الكامل و القرب التام و المنزلة الرفيعة للرسول الذي يسأل الصلاة له من الله تعالى.
و بهذا يظهر معنى قوله تعالى- ليخرجكم من الظلمات إلى النور- فان التحية من الله تعالى يلازم الواقعية و التحقق، و الأغلب فيها الإنشاء منه تعالى، و هو لا ينفك عن المقصود المنشأ.
5- قلنا إن الصلاة بمعنى العبادة المخصوصة مأخوذة من اللغة الآرامية مضافا الى وجود تناسب بينها و بين الأصل المذكور، فان الصلاة فيها مفاهيم التحية و التحميد و الشكر، و هي من الثناء الجميل.
6- و لا يخفى أن الصلو إذا كان بمعنى الثناء: فيستعمل بحرف على، كما في- يصلون على النبي‏
، ... صلوا عليه‏
، ... عليهم صلوات‏

. و هذا بخلاف ما يكون بمعنى الصلاة- فصل لربك‏
، ... يصلي في المحراب‏
.
و على هذا، فالظاهر أن المراد في-. و لا تصل على أحد منهم مات أبدا
- هو التحية و الثناء بالدعاء، لا الصلاة.
7- فالصلاة سواء كانت مأخوذة من الصلو بمعنى الثناء أو مأخوذة من الآرامية و العبرية: هي لغة مستقلة: معناها معلومة، و تشتق منها مشتقات- صلى يصلي، الصلوات.
8- فظهر أن لغة الصلاة بمعنى العبادة كانت مسبوقة باستعمالها في لغات عبرية و آرامية، فلا معنى للقول بأنها حقيقة شرعية، فانها حقيقة لغوية مأخوذة مسبوقة، و يدل عليه ورودها في سور نزلت في أوائل ظهور الإسلام كالمزمل- و أقيموا الصلاة و آتوا الزكاة
. و المدثر- قالوا لم نك من المصلين‏

.
و أما الصلي يائيا: قلنا إنه مأخوذ من العبري كما في قع و فرهنگ، و هو بمعنى‏
                        التحقيق فى كلمات القرآن الكريم، ج‏6، ص: 334
التقريب و العرض على النار حتى يكون مشويا أو محرقا.
و لا يبعد أن نقول بالتناسب بين الصلاة و الصلي و الصلو: فانها مشتركة في العرض و التقريب، إلا أن الصلاة عرض على مقام عال نوراني، فانه ارتباط مع الله تعالى و حضور بين يديه عز و جل. و الصلي عرض على النار، و الفارق هو حرف الياء الدال على التسفل. و الصلو هو عرض محبة و مودة و إظهار تحية و ثناء لمقام.
تصلى نارا حامية
 ...، يصلى سعيرا
 ...، جهنم يصلونها*
 ...، اصلوها اليوم‏
 ...، سأصليه سقر
 ...، سوف نصليهم نارا
 ...،. و تصلية جحيم‏
 ...، إنهم لصالوا الجحيم‏
 ...، لعلكم تصطلون*
 ...، أولى بها صليا

.
يقال صلى يصلي صلا: إذا قابل مقابلة، فهو صال و صلي. و أصلى يصلي إصلاء، و صلى يصلي تصلية، و صلى العود بالنار و صلاه بها: إذا قربه منها و عرضه عليها.
و الاصطلاء: اختيار المقابلة بالنار.
و بهذه المناسبة: تستعمل المادة بمعنى الورود و الإدخال، و الأصل ما ذكرناه، و يدل عليه- لعلكم تصطلون*
.



المعجم الاشتقاقی الموصل

• (صلو - صلى):
{هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} [الأحزاب: ٤٣]
في [تهذيب اللغة] "صليت العصا تصلية - ض: إذا أدرتها على النار لتقومها "وفي [الصحاح] "صلى عصاه على النار - ض: لينها وقومها. وفي [ل] "أصلت الناقة: إذا وقع ولدها في صلاها وقرب نتاجها. أصلت الفرس: إذا استرخى صلواها، وذلك إذا قرب نتاجها. وفي التهذيب عن الزجاج "وقال أهل اللغة في الصلاة إنها من الصلوين وهما مكتنفا الذنب من الناقة وغيرها، وأول موصل الفخذين من الإنسان فكأنهما في الحقيقة مكتنفا العصعص. وجاء في [ل حبب]
--------
ج 3، ص1243 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - صلو صلى - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1242#p4

 

انشد الليث:

كأن صلا جهيزة حين قامت ... حباب الماء يتبع الحبابا
(والحباب فسر بالموج الذي كأنه درج في حدبة. والصلا: العجيزة. وينظر أصل العبارة في [تهذيب اللغة حبب، وفي [تاج]. والصلاية: كل حجر عريض/ مدق الطيب).
° المعنى المحوري لين أثناء الشيء أو رخاوتها من الداخل مع تماسك ما فيمكن التصرف فيه: كتليين العصا بتعريضها للنار فيمكن بذلك تقويمها إن كانت معوجة، ويمكن أيضا ثني طرفها ليكون مقبضا لها. وكرخاوة الصلوين فيتيحان تحريك الناقة ونحوها ذنبها إلى الجانبين، وكالعجيزة التي تشبه حدبة الموجة بانتبارها مع رخاوتها (وأرى أن دقة تفسير "أصلت الفرس "هو: صار لها صلا أي تجمع رخو ذو تماسك ما حول حيائها). والصلاية: الحجر العريض (الأملس) وسيلة لدق الطيب على الحجر العريض، فيلين أي ينعم ويمكن التطيب به. وقد جاء أن من معاني الصلاية: الجبهة. وجاء في [تاج] أن ذلك تشبيه -أي بالحجر العريض (الأملس). كما جاء أن من معاني الصلاية "شريحة خشنة غيظة من القف ". وأقول إن هذا من الشبيه بالحجر العريض أيضا، فإن الشريحة بين ما حولها تشبه الحجر العريض في الصلابة والغلظ مع العرض في كل. والملاسة نسبية تتحقق بالخلو من كتل الحجارة ونحوها.
ومن رخاوة الأثناء: "المصلاة -بالكسر: شرك ينصب لصيد الطير وغيرها "وذلك بأن يوضع داخل الشرك حب أو لحم إلخ مما يحبه الصيد (وهذه هي الرخاوة في الأثناء) فيدخل الشرك فيصاد ومن هذا استعمل في إيقاع الشخص
--------
ص1244 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - صلو صلى - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1243#p2

 

في هلكة بحيلة). وعبارة الأزهري "صليت فلانا: إذا عملت له في أمر تريد أن تمحل به وتوقعه في هلكة "وعبارة الزمخشري "صليت بفلان: إذا سويت عليه منصوبة لتوقعه "وعبارة [تاج مع ق] "ومن المجاز صلى فلانا صليا: داراه أو خاتله، وقيل: خدعه "اهـ.
وبالعود إلى التليين بالنار نجدهم قالوا "صلى اللحم بالنار (رمى): شواه "واللين هنا متمثل في طيب اللحم بالشيء وذهاب فجاجته التي تمنع أكله نيئا. وكذا قالوا: "صلى ظهره بالنار (رمى): أدفأه "فهذا مجرد تقريب الظهر من النار ليدفأ ويلين. والاصطلاء الاستدفاء {لعلكم تصطلون} [النمل: ٧]. وكل ذلك طيب أثناء -أي من الرخاوة في المعنى الأصلي.
وتخلصوا من قيد التطييب في تسليط النار على ظاهر الشيء إنضاجا أو تليينا فقالوا "صلى اللحم في النار (رمى) وأصلاه وصلاه - ض: ألقاه للإحراق، وصلى بالنار وصليها (تعب) صليا -بالفتح وصليا- فعول، واصطلى بها وتصلاها ": احترق بها/ قاسي حرها " {سوف نصليهم نارا} [النساء: ٥٦]، {تصلى نارا حامية} [الغاشية: ٤]، {ثم الجحيم صلوه} [الحاقة: ٣١]، {وتصلية جحيم} [الواقعة: ٩٤]. واحتمال التطييب بالإحراق يعلمه الله تعالى.
ومن لين الأثناء والرخاوة مجازا بمعنى خشوع الباطن استعملت في الدعاء الذي هو تضرع لاستنزال الرضا أو الفضل، وهذا هو الذي جعلوه الأصل في تسمية الصلاة ذات الركوع أعني: الدعاء. قال [طب ١/ ٢٤٣]: إن المصلى متعرض تعرض الداعي. وقد استعمل اللفظ بمعنى الدعاء وحده كثيرا، ومنه الحديث. ". . . وإن كان صائما فليصل "أي فليدع أي لأرباب الطعام. وبمعنى الدعاء
--------
ص1245 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - صلو صلى - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1244#p1

 

استعملها الأعشى في صلاة الخمار على دن الخمر. {وصلى على دنها وارتسم}
وكذا هي في قوله: {عليك مثل الذي صليت} أي دعوت (ولا يتأتى أن يقصد الأعشى بالصلاة الركوع ونحوه، لأنه لم يسلم)، وبهذا يفهم أن الصلاة من الله عز وجل على عباده هي إنزال الرحمة والبركات -كما يقصد بالدعاء {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} في [قر ١٤/ ١٩٨]- فصلاة الله على العبد هي رحمته له وبركته عليه. . وصلاة الملائكة دعاؤهم للمؤمنين واستغفارهم لهم، كما قال تعالى {ويستغفرون للذين آمنوا} [غافر: ٧] وأقول إن هذه الآية تعبر عن فضل ورعاية من الله عز وجل لهذه الأمة لا يحاط به. وهو يفسر كيف بقى الإسلام إلى الآن وإلى يوم القيامة إن شاء الله برغم عداء الغرب ومحاربة كل حكومات العالم للإسلام. هذا مع عظيم شيوع حفظ القرآن وازدهار الجانب الروحي بالعلماء والأولياء، وانتشار الإسلام في شعوب تحاربه، وغير هذا مما لا يفصل إلا في كتب. وكل هذا بفضل صلاة الله وملائكته على هذه الأمة، {إن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما} [الأحزاب: ٥٦]. -صلى الله عليه وسلم-. وفي [تاج] فائدة نفيسة منها أن معنى صلاتنا على النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره، وإظهار دعوته، وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته، وتضعيف أجره ومثوبته ".
فلمعنى الدعاء والضراعة استعملت في أهم صور التضرع والإخبات لله عز وجل وهي الصلاة ذات الركوع والسجود {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} [النساء: ١٠٣] وقد سبق الإمام ابن فارس بالقول باشتقاق الصلاة من صليت العود: لينته لأن المصلي يلين بالخشوع. ولكن لكثرة الاجتهادات في
--------
ص1246 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - صلو صلى - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1245#p1

 

المأخذ الاشتقاقي للصلاة (نحو سبعة أو أكثر في [تاج] وحده) وأن أكثرها فيه تكلف، ولإجمال كلام ابن فارس وانغماره، وأنه في المجمل لا المقاييس = غاب وجهل، وقد هديت له بشواهد أصلته دون تكلف. فهو الصحيح والحمد لله.
ومن الأصل "الصلاة: المعبد " (سمي المكان باسم ما يقع فيه) كما قالوا سميت مني لما يمنى فيها من الدماء أي يراق. فالكلمة عربية أصلا وصيغة ولا معنى لزعم تعريبها الذي ورد في ل والمتوكلي/ وتوقف إزاءه الخولي {لهدمت صوامع وبيع وصلوات} [الحج: ٤٠]. والذي جاء في القرآن من التركيب معنيان الصلاة الدعاء والعبادة المعروفة، وصلي النار وتصليتها والعياذ بالله. وسياق كل منهما متميز.
أما "المصلى من الخيل: الذي مجيء بعد السابق "فأرى أنه من الرخاوة التي هي درجة من الضعف. فالسابق الصلب هو المجلي، وهذا المتراخي عنه هو المصلي. وقد قالوا إنه وصف بذلك لأن رأسه يكون عند صلوى المجلي ".
--------
ص1247 - كتاب المعجم الاشتقاقي المؤصل - وصل - المكتبة الشاملة
--------
الرابط:https://shamela.ws/book/21017/1246#p1







فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است