بسم الله الرحمن الرحیم
تفسير العياشي، ج2، ص: 215
56- عن علي بن عبد الله بن مروان، عن أيوب بن نوح، قال قال لي أبو الحسن العسكري ع و أنا واقف بين يديه بالمدينة ابتداء من غير مسألة: يا أيوب إنه ما نبأ الله من نبي- إلا بعد أن يأخذ عليه ثلاث خصال: شهادة أن لا إله إلا الله، و خلع الأنداد من دون الله، و إن لله المشية يقدم ما يشاء، و يؤخر ما يشاء- أما أنه إذا جرى الاختلاف بينهم- لم يزل الاختلاف بينهم- إلى أن يقوم صاحب هذا الأمر «2».
57- عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال ما بعث الله نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال: الإقرار لله بالعبودية، و خلع الأنداد: و إن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء «3».
58- عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ع قال سألته عن ليلة القدر فقال:
ينزل فيها الملائكة و الكتبة [إلى السماء الدنيا] فيكتبون ما يكون من أمر السنة و ما يصيب العباد،، و أمر عنده موقوف له فيه المشية، فيقدم منه ما يشاء و يؤخر ما يشاء- و يمحو و يثبت و عنده أم الكتاب «4».
59- عن زرارة عن أبي جعفر قال: كان علي بن الحسين ع يقول لو لا آية في كتاب الله لحدثتكم بما يكون «5» إلى يوم القيامة، فقلت له: أية آية قال:
قول الله «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» «6».
60- عن جميل بن دراج عن أبي عبد الله ع في قوله: «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» قال: هل يثبت إلا ما لم يكن، و هل يمحو إلا ما كان «7».
61- عن الفضيل بن يسار «8» عن أبي جعفر ع قال إن الله لم يدع شيئا
__________________________________________________
(1)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 234.
(2)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138- 136- 134.
(3)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138- 136- 134.
(4)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 138- 136- 134.
(5)- و في البرهان «بما كان و بما يكون».
(6)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(7)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(8)- و في نسخة البحار «الفضل بن بشار» لكنه مصحف.
تفسير العياشي، ج2، ص: 216
كان أو يكون- إلا كتبه في كتاب- فهو موضوع بين يديه ينظر إليه، فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه كان، و ما لم يشأ لم يكن «1».
62- عن حمران قال سألت أبا عبد الله ع «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» فقال: يا حمران إنه إذا كان ليلة القدر و نزلت الملائكة الكتبة إلى السماء الدنيا- فيكتبون ما يقضى في تلك السنة من أمر، فإذا أراد الله أن يقدم شيئا أو يؤخره- أو ينقص منه أو يزيد- أمر الملك فمحا ما يشاء ثم أثبت الذي أراد، قال: فقلت له عند ذلك: فكل شيء يكون فهو عند الله في كتاب قال: نعم، قلت: فيكون كذا و كذا ثم كذا و كذا- حتى ينتهي إلى آخره- قال: نعم، قلت فأي شيء يكون بيده [بعده] قال: سبحان الله، ثم يحدث الله أيضا ما شاء تبارك و تعالى «2».
63- عن الفضيل قال: سمعت أبا جعفر ع يقول العلم علمان- علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه- و علم عنده مخزون لم يطلع عليه أحد- يحدث فيه ما يشاء «3».
64- عن الفضيل بن يسار عن أبي عبد الله ع قال إن الله كتب كتابا فيه ما كان و ما هو كائن، فوضعه بين يديه، فما شاء منه قدم و ما شاء منه أخر، و ما شاء منه محا، و ما شاء منه أثبت، و ما شاء كان، و ما لم يشأ منه لم يكن «4».
__________________________________________________
(1)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(2)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878.
(3)- البرهان ج 2: 299. البحار ج 2: 139. الصافي ج 1: 878. و قال الفيض (ره) في بيانه ما لفظه أقول: و ربما يعلم نادرا من علمه المخزون بعض رسله كما جاءت به الأخبار و به يحصل التوفيق بين هذا الحديث و الذي قبله «انتهى».
و قال بعض ينبغي أن يحمل على ذلك ما ورد في الأحاديث من البداء لا على المعنى المتبادر منه ابتداء لأن الله لا يندم على شيء و لا يظهر له شيء بعد الخفاء فما يمحوه يمحوه قبل أن يعلم به أحدا.
(4)- البرهان ج 2: 299- 300. البحار ج 2: 139.
تفسير العياشي، ج2، ص: 217
65- عن الفضيل: قال سمعت أبا جعفر ع يقول من الأمور أمور محتومة كائنة لا محالة، و من الأمور أمور موقوفة عند الله، يقدم فيها ما يشاء و يمحو ما يشاء، و يثبت منها ما يشاء- لم يطلع على ذلك أحدا يعني الموقوفة، فأما ما جاءت به الرسل فهي كائنة- لا يكذب نفسه و لا نبيه و لا ملائكته «1».
66- عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ع و أبو عبد الله ع يا با حمزة إن حدثناك بأمر- أنه يجيء من هاهنا فجاء من هاهنا- فإن الله يصنع ما يشاء، و إن حدثناك اليوم بحديث و حدثناك غدا بخلافه، فإن الله يمحو ما يشاء و يثبت «2».
67- عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال: سمعت أبا جعفر ع يقول العلم علمان- فعلم عند الله مخزون لم يطلع عليه أحدا من خلقه، و علم علمه ملائكته و رسله و أنبياءه- فأما علم ملائكته «3» فإنه سيكون لا يكذب نفسه و لا ملائكته و لا رسله، و علم عنده مخزون- يقدم فيه ما يشاء و يؤخر ما يشاء- و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء «4».
68- عن عمرو بن الحمق قال دخلت على أمير المؤمنين ع حين ضرب على قرنه، فقال لي: يا عمرو إني مفارقكم، ثم قال: سنة [إلى] السبعين فيها بلاء قالها ثلاثا، فقلت: فهل بعد البلاء رخاء فلم يجبني و أغمي عليه، فبكت أم كلثوم فأفاق فقال: يا أم كلثوم لا تؤذيني- فإنك لو قد ترين ما أرى لم تبكي، إن الملائكة في السماوات السبع- بعضهم خلف بعضهم، و النبيون خلفهم، و هذا محمد ص أخذ بيدي و يقول: انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه، فقلت: بأبي و أمي قلت لي: إلى السبعين بلاء- فهل بعد السبعين رخاء فقال: نعم يا عمرو، و إن بعد البلاء رخاء، و «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» «5».
__________________________________________________
(1)- البرهان ج 2: 299- 300. البحار ج 2: 139.
(2)- البرهان ج 2: 299- 300. البحار ج 2: 139.
(3)- و الظاهر كما في رواية المحاسن «فأما ما علم ملائكته».
(4)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
(5)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
تفسير العياشي، ج2، ص: 218
69- قال أبو حمزة فقلت لأبي جعفر: إن عليا كان يقول- إلى السبعين بلاء و بعد السبعين رخاء- و قد مضت السبعون و لم يروا رخاء فقال لي أبو جعفر: يا ثابت إن الله كان قد وقت هذا الأمر في السبعين، فلما قتل الحسين ص اشتد غضب الله على أهل الأرض- فأخره إلى أربعين و مائة سنة، فحدثناكم فأذعتم الحديث، و كشفتم قناع الستر- فأخره الله و لم يجعل لذلك عندنا وقتا- ثم قال يمحوا الله ما يشاء و يثبت- و عنده أم الكتاب «1».
70- عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال إن الله إذا أراد فناء قوم أمر الفلك فأسرع الدور بهم، فكان ما يريد من النقصان- فإذا أراد الله بقاء قوم- أمر الفلك فأبطأ الدور بهم- فكان ما يريد من الزيادة فلا تنكروا، فإن الله يمحو ما يشاء- و يثبت و عنده أم الكتاب «2».
71- عن ابن سنان عن أبي عبد الله ع يقول إن الله يقدم ما يشاء و يؤخر ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء و عنده أم الكتاب، و قال: لكل أمر يريده الله فهو في علمه- قبل أن يصنعه، و ليس شيء يبدو له- إلا و قد كان في علمه- أن الله لا يبدو له من جهل «3».
72- عن إبراهيم بن أبي يحيى «4» عن جعفر بن محمد ع قال ما من مولود يولد- إلا و إبليس من الأبالسة بحضرته، فإن علم الله أنه من شيعتنا حجبه عن ذلك الشيطان، و إن لم يكن من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه السبابة في دبره- فكان مأبونا [و ذلك أن الذكر يخرج للوجه] فإن كانت امرأة أثبت في فرجها فكانت فاجرة، فعند ذلك يبكي الصبي بكاء شديدا- إذا هو خرج من بطن أمه، و الله بعد ذلك يمحو ما يشاء و يثبت- و عنده أم الكتاب «5».
73- عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال إن الله تبارك و تعالى أهبط
__________________________________________________
(1)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
(2)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
(3)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
(4)- في البرهان «ابن ميثم بن أبي يحيى» و في البرهان «أبي ميثم» و لم أظفر على ترجمة الرجل (على اختلاف النسخ) في كتب الرجال.
(5)- البحار ج 2: 139. البرهان ج 2: 300.
تفسير العياشي، ج2، ص: 219
إلى الأرض ظللا- من الملائكة على آدم، و هو بواد يقال له الروحاء، و هو واد بين الطائف و مكة [قال: فمسح على ظهر آدم] ثم صرخ بذريته و هم ذر، قال: فخرجوا كما يخرج النمل من كورها، فاجتمعوا على شفير الوادي- فقال الله لآدم: انظر ما ذا ترى فقال آدم: ذرا كثيرا على شفير الوادي، فقال: الله يا آدم هؤلاء ذريتك أخرجتهم من ظهرك- لآخذ عليهم الميثاق لي بالربوبية، و لمحمد بالنبوة- كما أخذت عليهم في السماء- قال آدم: يا رب و كيف وسعتهم ظهري قال الله: يا آدم بلطف صنعي و نافذ قدرتي، قال آدم: يا رب فما تريد منهم في الميثاق قال الله: أن لا يشركوا بي شيئا- قال آدم: فمن أطاعك منهم يا رب فما جزاؤه قال الله: أسكنه جنتي، قال آدم فمن عصاك فما جزاؤه قال: أسكنه ناري، قال آدم: يا رب لقد عدلت فيهم، و ليعصينك أكثرهم إن لم تعصمهم.
قال أبو جعفر: ثم عرض الله على آدم أسماء الأنبياء و أعمارهم، قال: فمر آدم باسم داود النبي، ع فإذا عمره أربعون سنة، فقال: يا رب ما أقل عمر داود و أكثر عمري- يا رب إن أنا زدت داود من عمري ثلاثين سنة- أ ينفذ ذلك له قال: نعم يا آدم، قال: فإني قد زدته من عمري ثلاثين سنة، فأنفذ ذلك له و أثبتها له عندك- و أطرحها من عمري! قال: فأثبت الله لداود من عمره ثلاثين سنة- و لم يكن له عند الله مثبتا، و محا من عمر آدم ثلاثين سنة- و كانت له عند الله مثبتا، فقال أبو جعفر ع: فذلك قول الله «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» قال: فمحا الله ما كان عنده مثبتا لآدم و أثبت لداود ما لم يكن عنده مثبتا، قال: فلما دنا عمر آدم هبط عليه ملك الموت ع ليقبض روحه، فقال له آدم ع: يا ملك الموت قد بقي من عمري ثلاثون- فقال له ملك الموت أ لم تجعلها لابنك داود النبي و أطرحتها من عمرك- حيث عرض الله عليك أسماء الأنبياء من ذريتك- و عرض عليك أعمارهم- و أنت يومئذ بوادي الروحاء فقال آدم: يا ملك الموت ما أذكر هذا، فقال له ملك الموت: يا آدم لا تجهل- أ لم تسأل الله أن يثبتها لداود و يمحوها من عمرك- فأثبتها لداود في الزبور و محاها من عمرك من الذكر قال: فقال آدم: فأحضر الكتاب حتى أعلم ذلك، قال أبو جعفر: و كان آدم صادقا لم
تفسير العياشي، ج2، ص: 220
يذكر [و لم يجهل جود الألفاظ] «1» قال أبو جعفر: فمن ذلك اليوم أمر الله العباد أن يكتبوا بينهم- إذا تداينوا و تعاملوا إلى أجل مسمى، لنسيان آدم و جحوده ما جعل على نفسه «2».
74- عن عمار بن موسى عن أبي عبد الله ع سئل عن قول الله: «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» قال: إن ذلك الكتاب- كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت، فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء، و ذلك الدعاء مكتوب عليه: الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب- لم يغن الدعاء فيه شيئا «3».
75- عن الحسين بن زيد بن علي عن جعفر بن محمد عن أبيه قال: قال رسول الله ص إن المرء ليصل رحمه و ما بقي من عمره إلا ثلاث سنين- فيمدها الله إلى ثلاث و ثلاثين سنة- و إن المرء ليقطع رحمه- و قد بقي من عمره ثلاث و ثلاثون سنة- فيقصرها الله إلى ثلاث سنين أو أدنى- قال الحسين و: كان جعفر يتلو هذه الآية «يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب» «4».
76- عن بريد بن معاوية العجلي قال قلت لأبي جعفر ع: «قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم- و من عنده علم الكتاب» قال: إيانا عنى و علي أفضلنا و أولنا- و خيرنا بعد النبي ص «5».
77- عن عبد الله بن عطاء قال قلت لأبي جعفر ع: هذا ابن عبد الله بن سلام [بن عمران] يزعم أن أباه الذي يقول الله: «قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم- و من عنده علم الكتاب» قال: كذب هو علي بن أبي طالب ع «6».
__________________________________________________
(1)- الزيادة ليست في نسخة البحار و في رواية الصدوق (ره) في العلل هكذا «و كان آدم صادقا لم يذكر و لم يجحد».
(2)- البرهان ج 2: 300. البحار ج 5: 334. و رواه الصدوق في العلل (ج 2 ص 239 ط قم) مع اختلاف يسير فراجع إن شئت.
(3)- البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139.
(4)- البرهان ج 2: 301. البحار ج 2: 139.
(5)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82- 83. الصافي ج 1: 880.
(6)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 2: 82- 83. الصافي ج 1: 880.
تفسير العياشي، ج2، ص: 221
78- عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر ع قال سألته عن قوله «قل كفى بالله شهيدا بيني و بينكم- و من عنده علم الكتاب» فقال: نزلت في علي بعد رسول الله ص و في الأئمة بعده و علي عنده علم الكتاب «1».
79- عن الفضيل بن يسار عن أبي جعفر ع في قوله: «و من عنده علم الكتاب» قال: نزلت في علي ع، أنه عالم هذه الأمة بعد النبي ص «2».
__________________________________________________
(1)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 2: 82- 83. الصافي ج 1: 880.
(2)- البرهان ج 2: 303. البحار ج 9: 82- 83. الصافي ج 1: 880.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج5، ص: 141
11- شي، تفسير العياشي عن حماد بن موسى عن أبي عبد الله ع أنه سئل عن قول الله يمحوا الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب قال إن ذلك كتاب يمحو الله فيه ما يشاء و يثبت فمن ذلك الذي يرد الدعاء القضاء و ذلك الدعاء مكتوب عليه الذي يرد به القضاء حتى إذا صار إلى أم الكتاب لم يغن الدعاء فيه شيئا.
بيان لعل المراد بكونه مكتوبا عليه أن هذا الحكم ثابت له حتى يوافق ما في اللوح من القضاء الحتمي فإذا وافقه فلا ينفع الدعاء و يحتمل أن يكون المعنى أن ذلك الدعاء الذي يرد به القضاء من الأسباب المقدرة أيضا فلا ينافي الدعاء القدر و القضاء.