استدلال به رؤیا برای اثبات عالم ماوراء ماده-خبر اهلیلجه



رؤیاهای صادقه-ایجاد شده توسط: حسن خ


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 152
باب 5 الخبر المروي عن المفضل بن عمر في التوحيد المشتهر بالإهليلجة
1- حدثني محرز بن سعيد النحوي بدمشق قال حدثني محمد بن أبي مسهر «1» بالرملة عن أبيه عن جده قال: كتب المفضل بن عمر الجعفي إلى أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ع يعلمه أن أقواما ظهروا من أهل هذه الملة يجحدون الربوبية و يجادلون على ذلك و يسأله أن يرد عليهم قولهم و يحتج عليهم فيما ادعوا بحسب ما احتج به على غيرهم فكتب أبو عبد الله ع بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد وفقنا الله و إياك لطاعته و أوجب لنا بذلك رضوانه برحمته وصل كتابك تذكر فيه ما ظهر في ملتنا و ذلك من قوم من أهل الإلحاد بالربوبية قد كثرت عدتهم و اشتدت خصومتهم و تسأل أن أصنع للرد عليهم و النقض لما في أيديهم كتابا على نحو ما رددت على غيرهم من أهل البدع و الاختلاف و نحن نحمد الله على النعم السابغة و الحجج البالغة و البلاء المحمود عند الخاصة و العامة فكان من نعمه العظام و آلائه الجسام التي أنعم بها تقريره قلوبهم بربوبيته و أخذه ميثاقهم بمعرفته و إنزاله عليهم كتابا فيه شفاء لما في الصدور من أمراض الخواطر و مشتبهات الأمور و لم يدع لهم و لا لشي‏ء من خلقه حاجة إلى من سواه و استغنى عنهم و كان الله غنيا حميدا و لعمري ما أتي الجهال من قبل ربهم و إنهم ليرون الدلالات الواضحات و العلامات البينات في خلقهم و ما يعاينون في ملكوت السماوات و الأرض و الصنع العجيب المتقن الدال على الصانع و لكنهم قوم فتحوا على أنفسهم أبواب المعاصي و سهلوا لها سبيل الشهوات فغلبت الأهواء على قلوبهم و استحوذ الشيطان بظلمهم عليهم و كذلك يطبع الله على قلوب المعتدين و العجب من مخلوق يزعم أن الله يخفى على عباده و هو يرى أثر الصنع في نفسه بتركيب يبهر عقله و تأليف يبطل حجته «2»

__________________________________________________
 (1) و في نسخة: محمد بن أبي مشتهر.
 (2) و في نسخة: و تاليف يبطل جحوده.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 153
و لعمري لو تفكروا في هذه الأمور العظام لعاينوا من أمر التركيب البين و لطف التدبير الظاهر و وجود الأشياء مخلوقة بعد أن لم تكن ثم تحولها من طبيعة إلى طبيعة و صنيعة بعد صنيعة ما يدلهم ذلك على الصانع فإنه لا يخلو شي‏ء منها من أن يكون فيه أثر تدبير و تركيب يدل على أن له خالقا مدبرا و تأليف بتدبير يهدي إلى واحد حكيم و قد وافاني كتابك و رسمت لك كتابا كنت نازعت فيه بعض أهل الأديان من أهل الإنكار و ذلك أنه كان يحضرني طبيب من بلاد الهند و كان لا يزال ينازعني في رأيه و يجادلني على ضلالته فبينا هو يوما يدق إهليلجة ليخلطها دواء احتجت «1» إليه من أدويته إذ عرض له شي‏ء من كلامه الذي لم يزل ينازعني فيه من ادعائه أن الدنيا لم تزل و لا تزال شجرة تنبت و أخرى تسقط نفس تولد و أخرى تتلف و زعم أن انتحالي المعرفة لله تعالى دعوى لا بينة لي عليها و لا حجة لي فيها و أن ذلك أمر أخذه الآخر عن الأول و الأصغر عن الأكبر و أن الأشياء المختلفة و المؤتلفة و الباطنة و الظاهرة إنما تعرف بالحواس الخمس نظر العين و سمع الأذن و شم الأنف و ذوق الفم و لمس الجوارح ثم قاد «2» منطقه على الأصل الذي وضعه فقال لم يقع شي‏ء من حواسي على خالق يؤدي إلى قلبي إنكارا لله تعالى ثم قال أخبرني بم تحتج في معرفة ربك الذي تصف قدرته و ربوبيته و إنما يعرف القلب الأشياء كلها بالدلالات الخمس التي وصفت لك قلت بالعقل الذي في قلبي و الدليل الذي أحتج به في معرفته قال فأنى يكون ما تقول و أنت تعرف أن القلب لا يعرف شيئا بغير الحواس الخمس فهل عاينت ربك ببصر أو سمعت صوته بأذن أو شممته بنسيم أو ذقته بفم أو مسسته بيد فأدى ذلك المعرفة إلى قلبك قلت أ رأيت إذ أنكرت الله و جحدته «3»

__________________________________________________
 (1) و في نسخة: احتاج.
 (2) قاد الدابة: مشى أمامها آخذا بقيادها.
 (3) و في نسخة: إذا أنكرت الله و جحدته.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 154
لأنك زعمت أنك لا تحسه بحواسك التي تعرف بها الأشياء و أقررت أنا به هل بد من أن يكون أحدنا صادقا و الآخر كاذب قال لا...

 

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 167
6 متن فقال قد أتيتني من أبواب لطيفة بما لم يأتني به أحد غيرك إلا أنه لا يمنعني من ترك ما في يدي إلا الإيضاح و الحجة القوية بما وصفت لي و فسرت قلت أما إذا حجبت عن الجواب «1» و اختلف منك المقال فسيأتيك من الدلالة من قبل نفسك خاصة ما يستبين لك أن الحواس لا تعرف شيئا إلا بالقلب فهل رأيت في المنام أنك تأكل‏
__________________________________________________
 (1) في نسخة: أما إذ حجبت عن الجواب.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 168
و تشرب حتى وصلت لذة ذلك إلى قلبك قال نعم قلت فهل رأيت أنك تضحك و تبكي و تجول في البلدان التي لم ترها و التي قد رأيتها حتى تعلم معالم ما رأيت منها قال نعم ما لا أحصي قلت هل رأيت أحدا من أقاربك من أخ أو أب أو ذي رحم قد مات قبل ذلك حتى تعلمه و تعرفه كمعرفتك إياه قبل أن يموت قال أكثر من الكثير قلت فأخبرني أي حواسك أدرك هذه الأشياء في منامك حتى دلت قلبك على معاينة الموتى و كلامهم و أكل طعامهم و الجولان في البلدان و الضحك و البكاء و غير ذلك قال ما أقدر أن أقول لك أي حواسي أدرك ذلك أو شيئا منه و كيف تدرك و هي بمنزلة الميت لا تسمع و لا تبصر قلت فأخبرني حيث استيقظت أ لست قد ذكرت الذي رأيت في منامك تحفظه و تقصه بعد يقظتك على إخوانك لا تنسى منه حرفا قال إنه كما تقول و ربما رأيت الشي‏ء في منامي ثم لا أمسي حتى أراه في يقظتي كما رأيته في منامي قلت فأخبرني أي حواسك قررت علم ذلك في قلبك حتى ذكرته بعد ما استيقظت قال إن هذا الأمر ما دخلت فيه الحواس قلت أ فليس ينبغي لك أن تعلم حيث بطلت الحواس في هذا أن الذي عاين تلك الأشياء و حفظها في منامك قلبك الذي جعل الله فيه العقل الذي احتج به على العباد قال إن الذي رأيت في منامي ليس بشي‏ء إنما هو بمنزلة السراب الذي يعاينه صاحبه و ينظر إليه لا يشك فيه أنه ماء فإذا انتهى إلى مكانه لم يجده شيئا فما رأيت في منامي فبهذه المنزلة قلت كيف شبهت السراب بما رأيت في منامك من أكلك الطعام الحلو و الحامض و ما رأيت من الفرح و الحزن قال لأن السراب حيث انتهيت إلى موضعه صار لا شي‏ء و كذلك صار ما رأيت في منامي حين انتبهت قلت فأخبرني إن أتيتك بأمر وجدت لذته في منامك و خفق لذلك قلبك أ لست تعلم أن الأمر على ما وصفت لك قال بلى قلت فأخبرني هل احتلمت قط حتى قضيت في امرأة نهمتك «1» عرفتها أم لم تعرفها قال بلى ما لا أحصيه قلت أ لست وجدت لذلك لذة على قدر لذتك في يقظتك فتنتبه و قد أنزلت الشهوة حتى تخرج منك بقدر ما تخرج منك في اليقظة هذا كسر لحجتك في السراب قال ما يرى المحتلم في منامه شيئا إلا ما كانت‏
__________________________________________________
 (1) قضى منه نهمته أي شهوته.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏3، ص: 169
حواسه دلت عليه في اليقظة قلت ما زدت على أن قويت مقالتي و زعمت أن القلب يعقل الأشياء و يعرفها بعد ذهاب الحواس و موتها فكيف أنكرت أن القلب يعرف الأشياء و هو يقظان مجتمعة له حواسه و ما الذي عرفه إياها بعد موت الحواس و هو لا يسمع و لا يبصر و لكنت حقيقا أن لا تنكر له المعرفة و حواسه حية مجتمعة إذا أقررت أنه ينظر إلى الامرأة بعد ذهاب حواسه حتى نكحها و أصاب لذته منها فينبغي لمن يعقل حيث وصف القلب بما وصفه به من معرفته بالأشياء و الحواس ذاهبة أن يعرف أن القلب مدبر الحواس و مالكها و رائسها «1» و القاضي عليها فإنه ما جهل الإنسان من شي‏ء فما يجهل أن اليد لا تقدر على العين أن تقلعها و لا على اللسان أن تقطعه و أنه ليس يقدر شي‏ء من الحواس أن يفعل بشي‏ء من الجسد شيئا بغير إذن القلب و دلالته و تدبيره لأن الله تبارك و تعالى جعل القلب مدبرا للجسد به يسمع و به يبصر و هو القاضي و الأمير عليه و لا يتقدم الجسد إن هو تأخر و لا يتأخر إن هو تقدم و به سمعت الحواس و أبصرت إن أمرها ائتمرت و إن نهاها انتهت و به ينزل الفرح و الحزن و به ينزل الألم إن فسد شي‏ء من الحواس بقي على حاله و إن فسد القلب ذهب جميعا حتى لا يسمع و لا يبصر قال لقد كنت أظنك لا تتخلص من هذه المسألة و قد جئت بشي‏ء لا أقدر على رده قلت و أنا أعطيك تصاديق ما أنبأتك به و ما رأيت في منامك في مجلسك الساعة قال افعل فإني قد تحيرت في هذه المسألة قلت أخبرني هل تحدث نفسك من تجارة أو صناعة أو بناء أو تقدير شي‏ء و تأمر به إذا أحكمت تقديره في ظنك قال نعم قلت فهل أشركت قلبك في ذلك الفكر شيئا من حواسك قال لا قلت أ فلا تعلم أن الذي أخبرك به قلبك حق قال اليقين هو فزدني ما يذهب الشك عني و يزيل الشبه من قلبي.
شرح خفق القلب اضطرابه و النهمة بلوغ الهمة في الشي‏ء و النهم بالتحريك إفراط الشهوة في الطعام أقول قد عرفت أن القلب يطلق في مصطلح الأخبار على النفس الناطقة و لما كان السائل منكرا لإدراك ما سوى الحواس الظاهرة نبهه ع على خطائه بمدركات الحواس الباطنة التي هي آلات النفس.
__________________________________________________
 (1) الرائس: الوالى، في مقابلة المرءوس للمستولى عليه.

 

 

                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 60
 فقال قد أتيتني من أبواب لطيفة بما لم يأتني به أحد غيرك إلا أنه لا يمنعني من ترك ما في يدي إلا الإيضاح و الحجة القوية بما وصفت لي و فسرت و قلت أما إذا حجبت عن الجواب و اختلف منك المقال فسيأتيك من الدلالة من قبل نفسك خاصة ما يستبين لك أن الحواس لا تعرف شيئا إلا بالقلب فهل رأيت في المنام أنك تأكل و تشرب حتى وصلت لذة ذلك إلى قلبك قال نعم قلت فهل رأيت أنك تضحك و تبكي و تجول في البلدان التي لم ترها و التي قد رأيتها حتى تعلم معالم ما رأيت منها قال نعم ما لا أحصي قلت فهل رأيت أحدا من أقاربك من أخ أو أب أو ذي رحم قد مات قبل ذلك حتى تعلمه و تعرفه كمعرفتك إياه قبل أن يموت قال أكثر من الكثير قلت فأخبرني أي حواسك أدرك هذه الأشياء في منامك حتى دلت قلبك على معاينة الموتى و كلامهم و أكل طعامهم و الجولان في البلدان و الضحك و البكاء و غير ذلك قال ما أقدر أن أقول لك أي حواسي أدرك ذلك أو شيئا منه و كيف تدرك و هي بمنزلة الميت لا تسمع و لا تبصر قلت فأخبرني حيث استيقظت أ لست قد ذكرت الذي رأيت في منامك تحفظه و تقصه بعد يقظتك على إخوانك لا تنسى منه حرفا قال إنه كما تقول و ربما رأيت الشي‏ء في منامي ثم لا أمسي حتى أراه في يقظتي كما
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 61
رأيته في منامي قلت فأخبرني أي حواسك قررت علم ذلك في قلبك حتى ذكرته بعد ما استيقظت قال إن هذا الأمر ما دخلت فيه الحواس قلت أ فليس ينبغي لك أن تعلم حيث بطلت الحواس في هذا أن الذي عاين تلك الأشياء و حفظها في منامك قلبك الذي جعل الله فيه العقل الذي احتج به على العباد قال إن الذي رأيت في منامي ليس بشي‏ء إنما هو بمنزلة السراب الذي يعاينه صاحبه و ينظر إليه لا يشك أنه ماء فإذا انتهى إلى مكانه لم يجده شيئا فما رأيت في منامي فبهذه المنزلة قلت كيف شبهت السراب بما رأيت في منامك من أكلك الطعام الحلو و الحامض و ما رأيت من الفرح و الحزن قال لأن السراب حيث انتهيت إلى موضعه صار لا شي‏ء و كذلك صار ما رأيت في منامي حين انتبهت قلت فأخبرني إن أتيتك بأمر وجدت لذته في منامك و خفق لذلك قلبك أ لست تعلم أن الأمر على ما وصفت لك قال بلى قلت فأخبرني هل احتلمت قط حتى قضيت في امرأة نهمتك «1» عرفتها أم لم تعرفها قال بلى ما لا أحصيه قلت أ لست وجدت لذلك لذة على قدر لذتك في يقظتك فتنتبه و قد أنزلت الشهوة حتى يخرج منك بقدر ما يخرج في اليقظة هذا كسر بحجتك في السراب قال ما يرى المحتلم في منامه شيئا إلا ما كانت حواسه دلت عليه في اليقظة قلت ما زدت على أن قويت مقالتي و زعمت أن القلب يعقل الأشياء و يعرفها بعد ذهاب الحواس و موتها فكيف أنكرت أن القلب يعرف الأشياء و هو يقظان مجتمعة له حواسه و ما الذي عرفه إياها بعد موت الحواس و هو لا يسمع و لا يبصر و لكنت حقيقا أن لا تنكر له المعرفة و حواسه حية مجتمعة إذا أقررت أنه ينظر إلى الامرأة بعد ذهاب حواسه حتى نكحها و أصاب لذته منها فينبغي لمن يعقل حيث وصف القلب بما وصفه به من معرفته بالأشياء و الحواس ذاهبة أن يعرف أن القلب مدبر الحواس و ملكها و رأسها و القاضي عليها فإنه ما جهل الإنسان من شي‏ء فما يجهل أن اليد لا تقدر على العين أن تقلعها و لا على اللسان أن تقطعه و أنه ليس يقدر شي‏ء من الحواس‏
__________________________________________________
 (1) أي شهوتك.
                       

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 62
أن يفعل بشي‏ء من الجسد شيئا بغير إذن القلب و دلالته و تدبيره لأن الله تبارك و تعالى جعل القلب مدبرا للجسد به يسمع و به يبصر و هو القاضي و الأمير عليه لا يتقدم الجسد إن هو تأخر و لا يتأخر إن هو تقدم و به سمعت الحواس و أبصرت إن أمرها ائتمرت و إن نهاها انتهت و به ينزل الفرح و الحزن و به ينزل الألم إن فسد شي‏ء من الحواس بقي على حاله و إن فسد القلب ذهب جميعها حتى لا يسمع و لا يبصر قال لقد كنت أظنك لا تتخلص من هذه المسألة و قد جئت بشي‏ء لا أقدر على رده قلت و أنا أعطيك تصاديق ما أنبأتك به و ما رأيت في منامك في مجلسك الساعة قال افعل فإني قد تحيرت في هذه المسألة قلت أخبرني هل تحدث نفسك من تجارة أو صناعة أو بناء أو تقدير شي‏ء و تأمر به إذا أحكمت تقديره في ظنك قال نعم قلت فهل أشركت قلبك في ذلك الفكر شيئا من حواسك قال لا قلت أ فلا تعلم أن الذي أخبرك به قلبك حق قال اليقين هو فزدني ما يذهب الشك عني و يزيل الشبهة من قلبي.
أقول: قد عرفت أن القلب يطلق في لسان الشرع في الآيات و الأخبار على النفس الناطقة و لما كان السائل منكرا لإدراك ما سوى الحواس الظاهرة نبهه ع على خطائه بمدركات الحواس الباطنة التي هي من آلات النفس و قد مر شرح الفقرات و تمام الحديث في كتاب التوحيد.





****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Saturday - 1/2/2025 - 9:28

شرح الاشارات، ج 3، ص 1108-1111

[الفصل الثامن]

[في جواز الاطّلاع على الغيب بالتجربة و القياس على الوجه الكلّيّ]

إشارة «التجربة و القياس(1) متطابقان على أنّ للنفس الإنسانيّة أن تنال من الغيب نيلا مّا في حالة المنام(2) و(3) . فلا مانع من أن يقع مثل ذلك النيل في حال اليقظة إلاّ ما كان إلى زواله سبيل و لارتفاعه إمكان. أمّا التجربة فالتعارف و التسامع يشهدان به، و ليس أحد من الناس إلاّ و قد جرّب ذلك في نفسه تجارب ألهمته التصديق. اللهمّ إلاّ أن يكون أحدهم فاسد المزاج نائم قويّ التخيّل و التذكّر. و أمّا القياس فاستبصر فيه من تنبيهات» .

أقول: يريد بيان المطلوب على وجه مقنع. فذكر أنّ الإنسان قد يطّلع على الغيب حالة النوم، فاطّلاعه عليه في غير تلك الحالة أيضا ليس ببعيد و لا منه مانع. اللهمّ إلاّ مانعا يمكن أن يزول و يرتفع كالاشتغال بالمحسوسات. أمّا اطّلاعه على الغيب في النوم فتدلّ عليه التجربة و القياس. و التجربة تثبت بأمرين: أحدهما باعتبار حصول الاطّلاع المذكور للغير، و هو التسامع. و الثاني باعتبار حصوله للناظر نفسه، و هو التعارف. و إنّما جعل المانع عن الاطّلاع النوميّ فساد المزاج و قصور التخيّل و التذكّر؛ لتعلّق ما يراه النائم: في نفسه بالمتخيّلة. و في حفظه و ذكره بالمتذكّرة. و في كونه مطابقا للصور المتمثّلة في المبادئ المفارقة إلى زوال الموانع المزاجيّة . و أمّا القياس فعلى ما يجيء بيانه.


(1) برهان.

(2) در شبى كه خيلى آه و ناله داشتم و خدا خدا مى‌كردم، خوابى بسيار شگفت ديدم خوابى بى‌نهايت متعفّن و كثيف كه چون بيدار شدم در مدتى دماغ و روح و ظاهر و باطن و تار و پود خودم را متعفّن يافتم، آن چنانى كه بوى مردار در آفتاب مرداد پيش آن افسانه‌ايست. و آن اين‌كه خواب ديدم كه در يك چالۀ سياه قيراندود لخته‌هاى گوشت مستطيل، مثل گوشتهاى يكسره راسته و ران گوسفند انباشته است، و اين گوشتها سخت متعفّن و بو آمده است، و من بيچاره با هر دو دستم آنها را زيرورو مى‌كنم، با اين‌كه قصد خريدن و خوردن آنها را ندارم، و هر لخته گوشت را كه برمى‌دارم بدبوتر و كثيف‌تر و مانده‌تر از لخته پيش است، تا از تعفّن آن چالۀ سياه بيدار شدم و خودم را مثل همان گوشتها متعفّن يافتم، و سلطان نفس لوامه قيام كرد و شروع كردم با خود دعوا و نزاع كردن كه در خواب به تو نمودند آن جان پاكى كه قابل مقام محمود «و من الليل فتهجّد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربّك مقاما محمودا» تو نيستى، تو قابل همين‌ها هستى. و باز پيش خودم تعبير كردم كه شايد روز گذشته پا در كفش كسى كرده‌اى و از بندۀ خدايى غيبت نموده باشى كه در عالم خواب آن گوشتهاى متعفّن را بدان صورت به تو نمودند كه: «و لا يغتب بعضكم بعضا، أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه». خلاصه خواب خيلى مرا دگرگون كرده بود و سخت ناراحت بودم تا حدود ساعت يازده روز فرداى همان شب ديدم در مى‌زنند رفتم دم در، ديدم شخصى در سن‌وسال من بر موتور سيكلت سوار است. پس از سلام و عليك ديدم ساك سياه چركين قيراندودى را از خرجين موتورش درآورده در جلوى من نهاد و به من گفت: آقا اين ساك حاوى چند تا از كتابهاى نوشته فلانى است كه من در سالهاى پيش -

- به أميدى آنها را خريدم. و حالا متنبه شدم كه اينها كتابهاى ضالّ و مضلّاند، و از بيم آن‌كه مبادا فرزندانم آنها را بخوانند و گمراه شوند، خواستم آنها را بسوزانم، ولى ديدم گاه‌گاهى در آنها خدا و پيغمبر و أئمه معصومين نام برده شده‌اند، بدين فكر افتادم كه آنها را به شما تقديم بدارم شايد در ردّ آنها بخواهيد چيزى بنويسيد و به كار شما آيند. من آن ساك را باز كردم و كتابها را زيرورو كردم يكى را پس از ديگرى نگاه مى‌كردم كه آن مرد مردار نابكار در آنها چه نگاشته است در آن حال ناگهان به واقعه شب گذشته در عالم خواب منتقل شدم. گفتم آن چال سياه اين ساك سياه قيراند دو لجن كثيف است، و آن لخته‌هاى گوشت متعفّن اين دفترهاى آلوده به نوشته‌هاى پليد است كه از مردارى بدنهاد نگاشته آمده است. آن شخص آورنده بى‌خبر از اين‌كه من در كنار درياى آب شيرين زلال و در كنار رود فرات و رود نيل نشسته‌ام، أعنى در پيشگاه قرآن كريم و جوامع روائى‌ام، و با صحف نورى علوم عديده اعمّ از قرآنى و عرفانى و برهانى محشورم و چنين كس چگونه دست به آب لجن متعفّن چاله‌اى كثيف دراز مى‌كند و عمر نازنين را به أباطيل و ترّهات آن ساك سياه كه از سگ سياه بد نهادى نوشته شده است صرف مى‌كند. بسيار خدا را شكر كردم كه در عالم خواب صورت آن واقعه هائله را به من نمودند و گفتم بارالها خوابهاى ما را تبديل به بيدارى بفرما و چشمه برزخى و عقلى ما را چون ديدگان سر ما بينايى ده!

(3) . المجلس التاسع و العشرون من أمالى الصدوق (ص 88) بإسناده عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن القاسم النوفلى قال: قلت لأبي عبد اللّه الصادق عليه السّلام: المؤمن يرى الرؤيا فتكون كما رآها، و ربّما رأى الرؤيا فلا يكون شيئا فقال: «إنّ المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء فكلّما رآه روح المؤمن في ملكوت السماء في موضع التقدير و التدبير فهو الحقّ و كلّما رآه في الأرض فهو أضغاث أحلام، فقلت له: و تصعد روح المؤمن إلى السماء؟ قال: نعم، قلت: حتى لا يبقى منه شيء في بدنه‌؟ فقال: لا، لو خرجت كلّها حتى لا يبقى منه شيء إذا لمات؛ قلت: فكيف يخرج‌؟ فقال: أما ترى الشمس في السماء في موضعها، وضؤها و شعاعها في الأرض فكذلك الروح أصلها في البدن و حركتها ممدودة». و ص 367 من عوارف السهروردى: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إذا نام العبد و هو على الطهارة عرج بروحه الى العرش فكانت رؤياه صادقة، و إن لم ينم على الطهارة قصرت روحه عن البلوغ فتكون المنامات أضغاث أحلام لا تصدق. عصر يكشنبه هشتم ذى الحجه هزار و سيصد و هفتاد و سه هجرى قمرى مطابق هفدهم مردادماه باستانى هزار و سيصد و سى و سه هجرى شمسى بود كه در تهران در منزل و محضر مبارك استاد معظم ابو نصر عصر عالم ربانى علامه كبير حضرت آية اللّه العظمى حاج ميرزا ابو الحسن شعرانى روحى له -  - الفداء بدرس شرح اشارات تشرّف حاصل مى‌كردم كه معظم له اظهار داشتند در آن سالى كه مرقد حضرت ثامن الحجج على بن موسى الرضا عليهما السّلام را توپ بسته بودند چند شب پيش از آن واقعه‌اى را در خواب ديدم كه دود سياهى از طرف مشرق برخاسته، همه عالم را فراگرفته است و مانند غبار مسمومى در هوا پراكنده شده است و هر كه از صلحاء و مؤمنين بودند مسموم و هلاك مى‌شدند كه پس از چندى معلوم شد كه تعبير اين رؤيا آن واقعۀ هولناك بود. و في ص 83 و 87 من تعليقات الشيخ الرئيس قده: «نحن إذا رأينا شيئا في المنام فأنما نعقله أوّلا ثم نتخيّله، و سببه أن العقل الفعال يفيض على عقولنا ذلك المعقول ثم يفيض عنه إلى تخيّلنا. و إذا تعلّمنا شيئا فأنّما نتخيّله أولا ثم نعقله فيكون بالعكس من ذلك الأول».

 
























فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسین ایجاد شده است