بسم الله الرحمن الرحیم

خير أمتي القرن الذين يلوني

فهرست مباحث صحابة

فهرست مباحث امامت
الأئمة الاثناعشر علیهم السلام
خير أمتي القرن الذين يلوني





صحيح البخاري (3/ 171)
2651 - حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا أبو جمرة، قال: سمعت زهدم بن مضرب، قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» - قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنين أو ثلاثة - قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
2508 (2/938) -[ ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم رقم 2535. (قرني) أهل قرني وهم أصحابي والقرن مائة سنة أو أهل زمان واحد سموا بذلك لاقترانهم في الوجود وقيل غير ذلك. (يلونهم) يأتون بعدهم قربين منهم. (يظهر فيهم السمن) المعنى أنهم يحبون التوسع في المآكل والمشارب التي هي أسباب السمن وقيل غير ذلك]
[3450، 6064، 6317]





صحيح البخاري (5/ 2)
62 - كتاب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
باب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
«ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم، أو رآه من المسلمين، فهو من أصحابه»
3649 - حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان، عن عمرو، قال: سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، يقول: حدثنا أبو سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم، ثم يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم "
3650 - حدثني إسحاق، حدثنا النضر، أخبرنا شعبة، عن أبي جمرة، سمعت زهدم بن مضرب، سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، - قال عمران فلا أدري: أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثا - ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون [ص:3]، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن "
3651 - حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته "، قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار






صحيح البخاري (8/ 91)
6428 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، قال: سمعت أبا جمرة، قال: حدثني زهدم بن مضرب، قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فما أدري: قال النبي صلى الله عليه وسلم بعد قوله مرتين أو ثلاثا - ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن "
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6064 (5/2362) -[ ر 2508]



صحيح البخاري (8/ 141)
6695 - حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد، عن شعبة، قال: حدثني أبو جمرة، حدثنا زهدم بن مضرب، قال: سمعت عمران بن حصين يحدث، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين [ص:142] يلونهم - قال عمران: لا أدري: ذكر ثنتين أو ثلاثا بعد قرنه - ثم يجيء قوم، ينذرون ولا يفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويظهر فيهم السمن "
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6317 (6/2463) -[ ر 2508]










صحيح مسلم (4/ 1962)
210 - (2533) حدثنا قتيبة بن سعيد، وهناد بن السري، قالا: حدثنا أبو الأحوص، عن منصور، عن إبراهيم بن يزيد، عن عبيدة السلماني، عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير أمتي القرن الذين يلوني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته» لم يذكر هناد القرن في حديثه، وقال قتيبة: ثم يجيء أقوام
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (خير أمتي القرن الذين يلوني) اتفق العلماء على أن خير القرون قرنه صلى الله عليه وسلم واختلف في المراد بالقرن والصحيح أن قرنه الصحابة والثاني التابعون والثالث تابعوهم (تسبق شهادة أحدهم يمينه) هذا ذم لمن يشهد ويحلف مع شهادته ومعنى الحديث أنه يجمع بين اليمين والشهادة فتارة تسبق هذه وتارة هذه]





صحيح مسلم (4/ 1964)
214 - (2535) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ومحمد بن المثنى، وابن بشار، جميعا عن غندر، قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، سمعت أبا جمرة، حدثني زهدم بن مضرب، سمعت عمران بن حصين يحدث، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» - قال عمران: فلا أدري أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه، مرتين أو ثلاثة - «ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (يتمنون) هكذا في أكثر النسخ يتمنون وفي بعضها يؤتمنون ومعناه يخونون خيانة ظاهرة بحيث لا يبقى معها أمانة بخلاف من خان بحقير مرة واحدة فإنه يصدق عليه أنه خان ولا يخرج به عن الأمانة في بعض المواطن







مسند أحمد ط الرسالة (12/ 20)
7123 - حدثنا هشيم، حدثنا أبو بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - والله أعلم أقال الثالثة أم لا -، ثم يجيء قوم يحبون السمانة، يشهدون قبل أن يستشهدوا " (1)
__________
(1) إسناده صحيح على شرط مسلم، رجاله ثقات رجال الشيخين غير عبد الله بن شقيق، فمن رجال مسلم. أبو بشر: هو جعفر بن أبي وحشية.
وأخرجه أبو نعيم في "معرفة الصحابة" (35) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد، دون قوله: "ثم يجيء ... الخ"
وأخرجه مسلم (2534) من طريق هشيم، به.
وأخرجه الطيالسي (2550) من طريق هشام الدستوائي، ومسلم (2534) ، والطحاوي في "المشكل" (2468) من طريق أبي عوانة، كلاهما عن أبي بشر، به.
وسيأتي برقم (9318) و (10211) .
وفي الباب عن ابن مسعود، والنعمان بن بشير، وعمران بن الحصين، وبريدة الأسلمي، وعائشة، وهي في "المسند" على التوالي (3594) ، 4/267، 4/426، 5/350، 6/156.== قوله: "خير أمتي القرن"، قال السندي: خيرية القرن لا تدل على خيرية كل فرد من ذلك القرن على كل فرد من القرن المفضول، وإلا لكان كل ما بقي خيرا من كل من كان بعده، وهو منتف، بل يكفي في خيرية القرن غلبة الصلاح.
والسمانة -بفتح سين-: والمراد كثرة اللحم بالاكتساب بالتوسع في المأكل والمشرب، وأما كثرته خلقة، فغير معيوب، نعم قد يقال: محبته معيوبة.
وقوله: "قبل أن يستشهدوا"، أي: يطلب منهم الشهادة، والمراد: أن الناس لا يطلبون منهم الشهادة، لعلمهم بأن لا شهادة عندهم، فهذا كناية عن شهادتهم بالزور، والله تعالى أعلم.




مسند أحمد ط الرسالة (33/ 172)
19953 - حدثنا عفان، وبهز قالا: حدثنا أبو عوانة، حدثنا قتادة قال: بهز، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي القرن الذي بعثت فيهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال: والله أعلم أذكر الثالث أم لا؟، ثم ينشأ قوم يشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويخونون ولا يتمنون (1) ، ويفشو فيهم السمن " (2)
__________
(1) المثبت من (ظ 10) ، وفي (م) وبقية النسخ: يؤتمنون.
(2) إسناده صحيح على شرط الشيخين. عفان: هو ابن مسلم، وبهز: هو ابن أسد العمي، وأبو عوانة: هو الوضاح بن عبد الله اليشكري.
وأخرجه مسلم (2535) (215) ، وأبو داود (4657) ، والترمذي (2222) ، والبزار في "مسنده" (3521) ، والطحاوي 4/151، وابن حبان (6729) ، والطبراني 18/ (527) ، وابن حزم في "المحلى" 1/28 من طرق عن أبي عوانة، بهذا الإسناد. وانظر (19823) .




مسند أحمد ط الرسالة (38/ 57)
22960 - حدثنا إسماعيل، عن الجريري، عن أبي نضرة، عن عبد الله بن مولة قال: بينما أنا أسير بالأهواز إذا أنا برجل يسير بين يدي على بغل أو بغلة، فإذا هو يقول: اللهم ذهب قرني من هذه الأمة فألحقني بهم. فقلت: وأنا فأدخل في دعوتك. قال: وصاحبي هذا إن أراد ذلك، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خير أمتي قرني منهم، ثم الذين يلونهم، قال: ولا أدري أذكر الثالث أم لا، ثم تخلف أقوام يظهر فيهم السمن يهريقون الشهادة، ولا يسألونها " قال: وإذا هو بريدة الأسلمي (1)
__________
(1) صحيح لغيره، رجاله ثقات رجال الصحيح غير عبد الله بن مولة القشيري، فقد تفرد بالرواية عنه أبو نضرة -وهو المنذر بن مالك بن قطعة العوقي-، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الذهبي في "الكاشف": صدوق. وقال ابن حجر في "التقريب": مقبول. والجريري -وهو سعيد بن إياس- وإن كان قد اختلط، فرواية إسماعيل -وهو ابن إبراهيم المعروف بابن علية- عنه قبل الاختلاط.
وأخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (1473) عن أبي سلمة يحيى بن خلف، عن عبد الأعلى بن عبد الأعلى السامي، والدينوري في "المجالسة" (2002) و (2927) من طريق عبد الوهاب بن عطاء الخفاف، كلاهما (عبد الأعلى وعبد الوهاب) عن سعيد بن إياس الجريري، بهذا الإسناد. واقتصر ابن أبي عاصم على قوله: "خير أمتي منهم قرني، ثم الذين يلونهم". ووقع عند الدينوري أن الذي كان يشك في الحديث هو الجريري.
وسيأتي الحديث عن عفان بن مسلم، عن حماد بن سلمة، عن الجريري برقم (23024) .
وأخرجه أبو يعلى في "مسنده" (7420) ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" 17/ورقة 579 عن العباس بن الوليد النرسي، عن عبد الأعلى السامي، عن الجريري، به. إلا أنه جعله من حديث أبي برزة الأسلمي، لا من حديث بريدة ابن الحصيب، وهو وهم.
وفي الباب عن عبد الله بن مسعود، سلف برقم (3594) ، وانظر تتمة شواهده وشرحه هناك.
وللشك في عدد القرون التي شهد لها النبي صلى الله عليه وسلم بالخيرية انظر "فتح الباري" 7/7.





مسند أحمد ط الرسالة (19/ 334)
12327 - حدثنا حسن الأشيب، حدثنا حماد بن يحيى، حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن مثل أمتي مثل المطر، لا يدرى أوله خير أو آخره " (1)
__________
(1) حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد حسن، حماد بن يحيي -وهو الأبح- صدوق حسن الحديث، روى له الترمذي وأبو داود في "القدر"، وباقي رجال الإسناد ثقات رجال الشيخين. حسن الأشيب: هو ابن موسى.
وسيأتي الحديث مكررا برقم (12461) .
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح" 7/6: وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها الى الصحة.
وأخرجه الطيالسي (2023) ، والترمذي (2869) ، وأبو الشيخ في "الأمثال" (330) ، والعقيلي في "الضعفاء" 1/309-310، وابن عدي في "الكامل" 3/663، والرامهرمزي في "المحدث الفاصل" (273) ، والقضاعي في "مسند الشهاب" (1352) ، والبيهقي في "الزهد الكبير" (400) من طرق عن حماد بن يحيي الأبح، بهذا الإسناد. وقال الترمذي: حسن غريب. == وأخرجه أبو يعلى (3475) و (3717) من طريق يوسف بن عطية، عن ثابت، به.
ويوسف بن عطية -وهو الصفار- متروك.
وأخرجه الرامهرمزي في "الأمثال" (69) من طريق عبيد بن مسلم صاحب السابري، عن ثابت البناني، به. وعبيد روى عنه جمع، وذكره ابن حبان في "الثقات"، فهو حسن الحديث، لكن شيخ الرامهرمزي في لهذا الحديث لم نتبينه.
وأخرجه الرامهرمزي أيضا في "الأمثال" (68) من طريق إبراهيم ابن حمزة بن أنس، عن حماد بن سلمة، عن ثابت، به. وإبراهيم بن حمزة لم نجد له ترجمة.
وأخرجه ابن عدي في "الكامل" 4/1638 من طريق عبيد الله بن تمام، والقضاعي (1351) من طريق يزيد بن زريع، كلاهما عن يونس بن عبيد، عن الحسن البصري، عن أنس.
قلنا: عبيد الله بن تمام ضعيف، ومتابعه يزيد بن زريع ثقة مشهور، لكن الراوي عنه عند القضاعي هو محمد بن زياد الزيادي، وقد روى عنه البخاري مقرونا، وروى عنه جمع، ووثقه ابن حبان، وقال: ربما اخطأ. وقد جاء الحديث عن الحسن مرسلا، رواه عن يونس حماد بن سلمة، وقرن بيونس حميدا الطويل وثابتا البناني، وهو الحديث الآتي برقم (12462) ، وهو الصواب عن الحسن.
وأخرجه ابن حبان في "المجروحين" 3/90، وأبو الشيخ في "الأمثال"
(331) ، والخطيب في "تاريخ بغداد" 11/114، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/254، والذهبي في "الميزان" 4/300 من طريق هشام بن عبيد الله الرازي، عن مالك، عن الزهري، عن أنس. ووقع عند أبي الشيخ: هشام بن بلال، بدل هشام بن عبيد الله! وهشام بن عبيد الله قال فيه أبو حاتم: صدوق، ما رأيت بدمشق أعظم قدرا منه، ووثقه ابن عبد البر، وقال فيه ابن حبان: كان يهم ويخطىء على الثقات. ونقل ابن حجر في "التهذيب" 4/275 عن == الدارقطني أنه قال عن هذا الحديث: وهم فيه هشام، ودخل عليه حديث في حديث. وقال الذهبي عن الحديث: باطل!
وأخرجه ابن عدي 3/918 من طريق خليد بن دعلج، عن قتادة، عن أنس. وخليد بن دعلج متفق على ضعفه.
وللحديث شاهد من حديث عمار بن ياسر، سيأتي 4/319، وهو من رواية الحسن البصري عنه، وثم يثبت سماعه منه، لكن له متابعة عند ابن حبان (7226) بإسناد يعتبر به.
ومن حديث عمران بن حصين الخزاعي عند البزار (2844- كشف الأستار) ، والطبراني في "الأوسط" (3673) . وفي إسناد البزار عباد بن راشد وهو حسن الحديث عند المتابعة، وفيه تدليس الحسن البصري عن عمران بن حصين. وفي إسناد الطبراني عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف، وقد سقط الحسن البصري من (كشف الأستار) . واستدركناه من "مختصر زوائد البزار" لابن حجر (2075) . وانظر تتمة الكلام على حديث عمران بن الحصين وحديث عمار المذكور قبله عند الموضع الآتي برقم (12462) .
ومن حديث ابن عمر عند ابن الأعرابي في "المعجم" (1122) ، وأبي نعيم في "الحلية" 2/231، والسهمي في "تاريخ جرجان" ص430، والقضاعي (1349) و (1350) من طريق عبيس بن ميمون التيمي الرقاشي، عن بكر ابن عبد الله المزني، عن ابن عمر. وعبيس هذا متفق على ضعفه، وهو من رجال "التهذيب" وقد تحرف في المصادر التي خرجته إلى: عيسى بن ميمون، وجاء على الصواب في "مجمع الزوائد" 10/68، وبناء على التحريف الذي وقع في المصادر السابقة صحح الشيخ ناصر الدين الألباني هذا الإسناد في "صحيحه" 5/358!
ومن حديث عبد الله بن عمرو عند الطبراني في "الكبير" (65- القطعة الملحقة بالجزء13) ، وابن عبد البر في "التمهيد" 20/253-254، وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، وهو ضعيف. == قال السندي في شرح الحديث: أي: المطر كله خير، أوله ينبت، وآخره يربي. كذلك هذه الأمة المرحومة المباركة كلها خير، ولم يرد الشك، وإنما أراد أنهم من كثرة الخير تشابه أمرهم، وكاد لا يتميز أولهم من آخرهم. وهذا لا ينافي أن أولهم خير في الواقع، كما جاء: "خير القرون قرني ... الحديث". قيل: الأولون أقاموا الدين، والآخرون مهدوا قواعده. وقيل: بل الآخرون أهل زمان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنهم يعودون في الصلاح والخير إلى حال الأولين، والله تعالى أعلم. قلنا: وانظر "التمهيد" 20/250-255، و"فتح الباري" 6/7، و"فيض القدير" 5/516-517.







مسند أحمد ط الرسالة (31/ 174)
18881 - حدثنا عبد الرحمن، حدثنا زياد أبو عمر، عن الحسن، عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل أمتي مثل المطر لا يدرى أوله خير أم آخره " (1)
__________
(1) حديث قوي بطرقه وشواهده، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه، الحسن - وهو البصري- لم يسمع من عمار بن ياسر. وقد روي عن الحسن مرسلا، وهو الصحيح عنه كما سلف بيان ذلك في الرواية السالفة برقم (12462) .
وزياد أبو عمر- وهو ابن أبي مسلم، ويقال ابن مسلم، الفراء- مختلف فيه، حسن الحديث، وثقه أحمد وأبو داود وأبو زرعة، واختلف قول ابن معين فيه فضعفه في موضع، ووثقه في موضع آخر، وقال أبو حاتم: شيخ يكتب حديثه، وليس بقوي في الحديث، وضعفه يحيى بن سعيد القطان، وقال ابن
عدي: إنما أشار يحيى إلى أنه كان يروي حديثين أو ثلاثة، ثم جاء بعد بأشياء، فإنما يعني- والله أعلم- بأحاديث مقاطيع، فأما المسند، فإني لم أر عنه شيئا. عبد الرحمن هو ابن مهدي.
وأخرجه البزار في "البحر الزخار" (1412) - وهو في "كشف الأستار" (2843) (زوائد) ، وابن حبان (7226) ، والرامهرمزي في "الأمثال" ص164 من طريق فضيل بن سليمان- وهو النميري- عن موسى بن عقبة، عن عبيد بن سلمان بن الأغر، عن أبيه، عن عمار بن ياسر. قال البزار: وهذا الإسناد أحسن من الأسانيد الأخر التي تروى عن غيره. قلنا: يعني أن هذا الإسناد أحسن ما
يروى عن عمار، وفيه فضيل بن سليمان وعبيد بن سلمان ضعيفان، وقد ذكر عبيد في رجال التهذيب.== وأخرجه الطيالسي (647) عن عمران وهو القطان، عن قتادة، حدثنا صاحب لنا، عن عمار، فذكره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" 10/68، وقال: رواه أحمد والبزار والطبراني. ورجال البزار رجال الصحيح غير الحسن بن قزعة وعبيد بن سلمان الأغر، وهما ثقتان، وفي عبيد خلاف لا يضر.
وقد سلف من حديث أنس برقم (12327) ، وسردنا ثمت طرقه وشواهده، فأغنى عن الإعادة هنا.
قال السندي: قوله: "مثل المطر"، أي: المطر كله خير، أوله ينبت وآخره يربي، كذلك هذه الأمة المرحومة المباركة كلها خير، ولم يرد الشك، وإنما أراد أنهم في كثرة الخير تشابه أمرهم وكاد لا يتميز أولهم من آخرهم، وهذا لا ينافي أن أولهم خير في الواقع كما جاء: "خير القرون قرني" الحديث. قيل: الأولون أقاموا الدين والآخرون مهدوا قواعده. وقيل: بل الآخرون أهل زمان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام، فإنهم يعودون في الصلاح والخير إلى حال الأولين، والله تعالى أعلم.








حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (4/ 172)
حدثنا سليمان بن أحمد، قال: ثنا الحسن بن علي بن الوليد، قال: ثنا الفيض بن الوثيق، قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم صاحب البان قال: ثنا الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير القرون القرن الذي أنا فيهم، ثم الثاني، ثم الثالث، ثم الرابع لا يعبأ الله بهم شيئا». غريب من حديث الأعمش، لم يروه عنه إلا إسحاق



شرح السنة للبغوي (14/ 66)
باب خير القرون
3857 - أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي، أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح، أنا أبو القاسم البغوي، نا علي بن الجعد، نا شعبة، عن أبي حمزة، سمعت زهدم بن مضرب، عن عمران بن الحصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم»، قال عمران: لا أدري أذكر النبي صلى الله عليه وسلم بعد قرنه مرتين أو ثلاثا، وقال: «إن بعدكم قوما يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن».







شرح صحيح البخارى لابن بطال (6/ 155)
المؤلف: ابن بطال أبو الحسن علي بن خلف بن عبد الملك (المتوفى: 449هـ)
- باب إثم من لا يفى بالنذر
/ 67 - فيه: عمران، رضى الله عنه، قال النبى (صلى الله عليه وسلم) : (خير القرون قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجىء قوم ينذرون ولا يفون، ويخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، ويظهر فيهم السمن) .



شرح صحيح البخارى لابن بطال (10/ 207)
روى ابن عيينة عن عبد العزيز بن رفيع قال: سمعت شداد بن معقل قال: سمعت ابن مسعود يقول: أول ما تفقدون من دينكم الأمانة، وآخر ما تفقدون الصلاة. وروى يونس بن زيد، عن الزهرى، عن الصنابحى، عن حذيفة قال: لتنقضن عرى الإسلام عروة عروة، ويكون أول نقضه الخشوع. وقد تقدم معنى حديث حذيفة وما فيه من غرائب اللغة فى باب إذا بقى فى حثالة من الناس فى كتاب الفتن. وقوله: (الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة) يريد (صلى الله عليه وسلم) أن الناس كثير والمرضى منهم قليل، كما أن المائة من الإبل لا تكاد تصاب فيها الراحلة الواحدة وهذا الحديث إنما يراد به القرون المذمومة فى آخر الزمان، ولذلك ذكره البخارى فى رفع الأمانة، ولم يرد به (صلى الله عليه وسلم) زمن أصحابه وتابعيهم؛ لأنه قد شهد لهم بالفضل فقال: (خير القرون قرنى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ بعدهم قوم يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يوفون. .) الحديث، فهؤلاء أراد بقوله: (الناس كإبل مائة) والله الموفق.







التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (20/ 255)
المؤلف: أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)
وهذه الأحاديث تقتضي مع تواتر طرقها وحسنها التسوية بين أول هذه الأمة وآخرها والمعنى في ذلك ما قدمنا ذكره من الإيمان والعمل الصالح في الزمن الفاسد الذي يرفع فيه العلم والدين من أهله ويكثر الفسق والهرج ويذل المؤمن ويعز الفاجر ويعود الدين غريبا كما بدأ ويكون القائم فيه بدينه كالقابض على الجمر فيتسوي حنيئذ أول هذه الأمة بآخرها في فضل العمل إلا أهل بدر والحديبية والله أعلم ومن تدبر آثار هذا الباب بان له الصواب والله يؤتي فضله من يشاء














فتح الباري لابن حجر (1/ 280)
واختلفوا إذا وقع فيها فخالف من قال به القياس الجلي وتمسكوا بحديث لا يصح وحاشا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين هم خير القرون أن يضحكوا بين يدي الله تعالى خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى على أنهم لم يأخذوا بعموم الخبر المروي في الضحك بل خصوه بالقهقهة








فتح الباري لابن حجر (7/ 5)
[3650] قوله حدثنا إسحاق هو بن راهويه وبذلك جزم بن السكن وأبو نعيم في المستخرج والنضر هو بن شميل وأبو جمرة بالجيم والراء صاحب بن عباس وحدث هنا عن تابعي مثله

قوله خير أمتي قرني أي أهل قرني والقرن أهل زمان واحد متقارب اشتركوا في أمر من الأمور المقصودة ويقال إن ذلك مخصوص بما إذا اجتمعوا في زمن نبي أو رئيس يجمعهم على ملة أو مذهب أو عمل

ويطلق القرن على مدة من الزمان واختلفوا في تحديدها من عشرة أعوام إلى مائة وعشرين لكن لم أر من صرح بالسبعين ولا بمائة وعشرة وما عدا ذلك فقد قال به قائل وذكر الجوهري بين الثلاثين والثمانين وقد وقع في حديث عبد الله بن بسر عند مسلم ما يدل على أن القرن مائة وهو المشهور وقال صاحب المطالع القرن أمة هلكت فلم يبق منهم أحد وثبتت المائة في حديث عبد الله بن بسر وهي ماعند أكثر أهل العراق ولم يذكر صاحب المحكم الخمسين وذكر من عشر إلى سبعين ثم قال هذا هو القدر المتوسط من أعمار أهل كل زمن وهذا أعدل الأقوال وبه صرح بن الأعرابي وقال إنه مأخوذ من الأقران ويمكن أن يحمل عليه المختلف من الأقوال المتقدمة ممن قال إن القرن أربعون فصاعدا أما من قال إنه دون ذلك فلا يلتئم على هذا القول والله أعلم

والمراد بقرن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحابة وقد سبق في صفة النبي صلى الله عليه وسلم

قوله وبعثت في خير قرون بني آدم وفي رواية بريدة عند أحمد خير هذه الأمة القرن الذين بعثت فيهم وقد ظهر أن الذي بين البعثة وآخر من مات من الصحابة مائة سنة وعشرون سنة أو دونها أو فوقها بقليل على الاختلاف في وفاة أبي الطفيل وإن اعتبر ذلك من بعد وفاته صلى الله عليه وسلم فيكون مائة سنة أو تسعين أو سبعا وتسعين وأما قرن التابعين فإن اعتبر من سنة مائة كان نحو سبعين أو ثمانين وأما الذين بعدهم فإن اعتبر منها كان نحوا من خمسين فظهر بذلك أن مدة القرن تختلف باختلاف أعمار أهل كل زمان والله أعلم

واتفقوا أن آخر من كان من أتباع التابعين ممن يقبل قوله من عاش إلى حدود العشرين ومائتين وفي هذا الوقت ظهرت البدع ظهورا فاشيا وأطلقت المعتزلة ألسنتها ورفعت الفلاسفة رءوسها وامتحن أهل العلم ليقولوا بخلق القرآن وتغيرت الأحوال تغيرا شديدا ولم يزل الأمر في نقص إلى الآن وظهر قوله صلى الله عليه وسلم ثم يفشو الكذب ظهورا بينا حتى يشمل الأقوال والأفعال والمعتقدات والله المستعان

قوله ثم الذين يلونهم أي القرن الذي بعدهم وهم التابعون ثم الذين يلونهم وهم أتباع التابعين واقتضى هذا الحديث أن تكون الصحابة أفضل من التابعين والتابعون أفضل من أتباع التابعين لكن هل هذه الأفضلية بالنسبة إلى المجموع أو الأفراد محل بحث وإلى الثاني نحا الجمهور والأول قول بن عبد البر

والذي يظهر أن من قاتل مع النبي صلى الله عليه وسلم أو في زمانه بأمره أو أنفق شيئا من ماله بسببه لا يعدله في الفضل أحد بعده كائنا من كان وأما من لم يقع له ذلك فهو محل البحث والأصل في ذلك قوله تعالى لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا الآية

واحتج بن عبد البر بحديث مثل أمتي مثل المطر لايدرى أوله خير أم آخره وهو حديث حسن له طرق قد يرتقي بها إلى الصحة وأغرب النووي فعزاه في فتاويه إلى مسند أبي يعلى من حديث أنس بإسناد ضعيف مع أنه عند الترمذي بإسناد أقوى منه من حديث أنس وصححه بن حبان من حديث عمار

وأجاب عنه النووي بما حاصله أن المراد من يشتبه عليه الحال في ذلك من أهل الزمان الذين يدركون عيسى بن مريم عليه السلام ويرون في زمانه من الخير والبركة وانتظام كلمة الإسلام ودحض كلمة الكفر فيشتبه الحال على من شاهد ذلك أي الزمانين خير وهذا الاشتباه مندفع بصريح قوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني والله اعلم

وقد روى بن أبي شيبة من حديث عبد الرحمن بن جبير بن نفير أحد التابعين بإسناد حسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدركن المسيح أقواما إنهم لمثلكم أو خير ثلاثا ولن يخزي الله أمة أنا أولها والمسيح آخرها وروى أبو داود والترمذي من حديث أبي ثعلبة رفعه تأتي أيام للعامل فيهن أجر خمسين قيل منهم أو منا يا رسول الله قال بل منكم وهو شاهد لحديث مثل أمتي مثل المطر

واحتج بن عبد البر أيضا بحديث عمر رفعه أفضل الخلق إيمانا قوم في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني الحديث أخرجه الطيالسي وغيره لكن إسناده ضعيف فلا حجة فيه وروى أحمد والدارمي والطبراني من حديث أبي جمعة قال قال أبو عبيدة يا رسول الله أأحد خير منا أسلمنا معك وجاهدنا معك قال قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولم يروني وإسناده حسن وقد صححه الحاكم

واحتج أيضا بأن السبب في كون القرن الأول خير القرون أنهم كانوا غرباء في إيمانهم لكثرة الكفار حينئذ وصبرهم على أذاهم وتمسكهم بدينهم قال فكذلك أواخرهم إذا أقاموا الدين وتمسكوا به وصبروا على الطاعة حين ظهور المعاصي والفتن كانوا أيضا عند ذلك غرباء وزكت أعمالهم في ذلك الزمان كما زكت أعمال أولئك ويشهد له ما رواه مسلم عن أبي هريرة رفعه بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء

وقد تعقب كلام بن عبد البر بأن مقتضى كلامه أن يكون فيمن يأتي بعد الصحابة من يكون أفضل من بعض الصحابة وبذلك صرح القرطبي لكن كلام بن عبد البر ليس على الإطلاق في حق جميع الصحابة فإنه صرح في كلامه باستثناء أهل بدر والحديبية

نعم والذي ذهب إليه الجمهور أن فضيلة الصحبة لا يعدلها عمل لمشاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما من اتفق له الذب عنه والسبق إليه بالهجرة أو النصرة وضبط الشرع المتلقى عنه وتبليغه لمن بعده فإنه لا يعدله أحد ممن يأتي بعده لأنه ما من خصلة من الخصال المذكورة إلا وللذي سبق بها مثل أجر من عمل بها من بعده فظهر فضلهم ومحصل النزاع يتمحض فيمن لم يحصل له إلا مجرد المشاهدة كما تقدم فإن جمع بين مختلف الأحاديث المذكورة كان متجها

على أن حديث للعامل منهم أجر خمسين منكم لا يدل على أفضلية غير الصحابة على الصحابة لأن مجرد زيادة الأجر لا يستلزم ثبوت الأفضلية المطلقة وأيضا فالأجر إنما يقع تفاضله بالنسبة إلى ما يماثله في ذلك العمل فأما ما فاز به من شاهد النبي صلى الله عليه وسلم من زيادة فضيلة المشاهدة فلا يعدله فيها أحد فبهذه الطريق يمكن تأويل الأحاديث المتقدمة

وأما حديث أبي جمعة فلم تتفق الرواة على لفظه فقد رواه بعضهم بلفظ الخيرية كما تقدم ورواه بعضهم بلفظ قلنا يا رسول الله هل من قوم أعظم منا أجرا الحديث أخرجه الطبراني وإسناد هذه الرواية أقوى من إسناد الرواية المتقدمة وهي توافق حديث أبي ثعلبة وقد تقدم الجواب عنه والله أعلم

قوله فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة وقع مثل هذا الشك في حديث بن مسعود وأبي هريرة عند مسلم وفي حديث بريدة عند أحمد وجاء في أكثر الطرق بغير شك منها عن النعمان بن بشير عند أحمد وعن مالك عند مسلم عن عائشة قال رجل يا رسول الله أي الناس خير قال القرن الذي أنا فيه ثم الثاني ثم الثالث

ووقع في رواية الطبراني وسمويه ما يفسر به هذا السؤال وهو ما أخرجاه من طريق بلال بن سعد بن تميم عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس خير فقال أنا وقرني فذكر مثله وللطيالسي من حديث عمر رفعه خير أمتي القرن الذي أنا منهم ثم الثاني ثم الثالث ووقع في حديث جعدة بن هبيرة عند بن أبي شيبة والطبراني إثبات القرن الرابع ولفظه خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الآخرون أردأ ورجاله ثقات إلا أن جعدة مختلف في صحبته والله أعلم

قوله ثم إن بعدهم قوما كذا للأكثر ولبعضهم قوم فيحتمل أن يكون من الناسخ على طريقة من لايكتب الألف في المنصوب ويحتمل أن تكون إن تقريرية بمعنى نعم وفيه بعد وتكلف واستدل بهذا الحديث على تعديل أهل القرون الثلاثة وإن تفاوتت منازلهم في الفضل وهذا محمول على الغالب والأكثرية فقد وجد فيمن بعد الصحابة من القرنين من وجدت فيه الصفات المذكورة المذمومة لكن بقلة بخلاف من بعد القرون الثلاثة فإن ذلك كثر فيهم واشتهر وفيه بيان من ترد شهادتهم وهم من اتصف بالصفات المذكورة وإلى ذلك الإشارة بقوله ثم يفشو الكذب أي يكثر واستدل به على جواز المفاضلة بين الصحابة قاله المازري وقد تقدم باقي شرحه في الشهادات الحديث الثالث حديث بن مسعود في المعنى وقد تقدم في الشهادات سندا ومتنا وتقدم من شرحه هناك ما يتعلق بالشهادات والله اعلم








فتح الباري لابن حجر (13/ 20)
7068 - حدثنا محمد بن يوسف، حدثنا سفيان، عن الزبير بن عدي، قال: أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما نلقى من الحجاج، فقال: «اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم» سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم
__________
[تعليق مصطفى البغا]
6657 (6/2591) -[ ش (ما يلقون) من ظلمه لهم وتعديه عليهم وفيه التفات حيث انتقل من التكلم إلى الغيبة. (الذي بعده شر منه) يكون فيه الخير والشر أكثر منه أحيانا وقد يكون زمان خيرا من سابقه بكثير فلا حجة في هذا ونحوه لمن يؤثرون الراحة والانهزام فيتركون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويستسلمون للشر والفساد والظلم والطغيان. وفي بعض النسخ (أشر منه) بالهمزة والأولى أفصح وأصوب]

(قوله باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه)
كذا ترجم بالحديث الأول وأورد فيه حديثين الأول

[7068] قوله سفيان هو الثوري والزبير بن عدي بفتح العين بعدها دال وهو كوفي همداني بسكون الميم ولي قضاء الري ويكنى أبا عدي وهو من صغار التابعين وليس له في البخاري سوى هذا الحديث وقد يلتبس به راو قريب من طبقته وهو الزبير بن عربي بفتح العين والراء بعدها موحدة مكسورة وهو اسم بلفظ النسب بصري يكنى أبا سلمة وليس له في البخاري سوى حديث واحد تقدم في الحج من روايته عن بن عمر وتقدمت الإشارة إلى شيء من ذلك هناك من كلام الترمذي

قوله أتينا أنس بن مالك فشكونا إليه ما يلقون فيه التفات ووقع في رواية الكشميهني فشكوا وهو على الجادة ووقع في رواية بن أبي مريم عن الفريابي شيخ البخاري فيه عند أبي نعيم نشكو بنون بدل الفاء وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان عند الإسماعيلي شكونا إلى أنس ما نلقى من الحجاج

قوله من الحجاج أي بن يوسف الثقفي الأمير المشهور والمراد شكواهم ما يلقون من ظلمه لهم وتعديه وقد ذكر الزبير في الموفقيات من طريق مجالد عن الشعبي قال كان عمر فمن بعده إذا أخذوا العاصي أقاموه للناس ونزعوا عمامته فلما كان زياد ضرب في الجنايات بالسياط ثم زاد مصعب بن الزبير حلق اللحية فلما كان بشر بن مروان سمر كف الجاني بمسمار فلما قدم الحجاج قال هذا كله لعب فقتل بالسيف

قوله فقال اصبروا زاد عبد الرحمن بن مهدي في روايته اصبروا عليه قوله فإنه لا يأتي عليكم زمان في رواية عبد الرحمن بن مهدي لا يأتيكم عام وبهذا اللفظ أخرج الطبراني بسند جيد عن بن مسعود نحو هذا الحديث موقوفا عليه قال ليس عام إلا والذي بعده شر منه وله عنه بسند صحيح قال أمس خير من اليوم واليوم خير من غد وكذلك حتى تقوم الساعة

قوله إلا والذي بعده كذا لأبي ذر وسقطت الواو للباقين وثبتت لابن مهدي قوله أشر منه كذا لأبي ذر والنسفي وللباقين بحذف الألف وعلى الأول شرح بن التين فقال كذا وقع أشر بوزن أفعل وقد قال في الصحاح فلان شر من فلان ولا يقال أشر إلا في لغة رديئة ووقع في رواية محمد بن القاسم الأسدي عن الثوري ومالك بن مغول ومسعر وأبي سنان الشيباني أربعتهم عن الزبير بن عدي بلفظ لا يأتي على الناس زمان إلا شر من الزمان الذي كان قبله سمعت ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرجه الإسماعيلي وكذا أخرجه بن منده من طريق مالك بن مغول بلفظ إلا وهو شر من الذي قبله وأخرجه الطبراني في المعجم الصغير من رواية مسلم بن إبراهيم عن شعبة عن الزبير بن عدي وقال تفرد به مسلم عن شعبة

قوله حتى تلقوا ربكم أي حتى تموتوا وقد ثبت في صحيح مسلم في حديث آخر واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا قوله سمعته من نبيكم صلى الله عليه وسلم في رواية أبي نعيم سمعت ذلك

قال بن بطال هذا الخبر من أعلام النبوة لإخباره صلى الله عليه وسلم بفساد الأحوال وذلك من الغيب الذي لا يعلم بالرأي وإنما يعلم بالوحي انتهى

وقد استشكل هذا الإطلاق مع أن بعض الأزمنة تكون في الشر دون التي قبلها ولو لم يكن في ذلك إلا زمن عمر بن عبد العزيز وهو بعد زمن الحجاج بيسير وقد اشتهر الخبر الذي كان في زمن عمر بن عبد العزيز بل لو قيل إن الشر اضمحل في زمانه لما كان بعيدا فضلا عن أن يكون شرا من الزمن الذي قبله

وقد حمله الحسن البصري على الأكثر الأغلب فسئل عن وجود عمر بن عبد العزيز بعد الحجاج فقال لا بد للناس من تنفيس
وأجاب بعضهم أن المراد بالتفضيل تفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحابة في الأحياء وفي عصر عمر بن عبد العزيز انقرضوا والزمان الذي فيه الصحابة خير من الزمان الذي بعده لقوله صلى الله عليه وسلم خير القرون قرني وهو في الصحيحين

وقوله أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون أخرجه مسلم ثم وجدت عن عبد الله بن مسعود التصريح بالمراد وهو أولى بالاتباع فأخرج يعقوب بن شيبة من طريق الحارث بن حصيرة عن زيد بن وهب قال سمعت عبد الله بن مسعود يقول لا يأتي عليكم يوم إلا وهو شر من اليوم الذي كان قبله حتى تقوم الساعة لست أعني رخاء من العيش يصيبه ولا مالا يفيده ولكن لا يأتي عليكم يوم الا وهو أقل علما من اليوم الذي مضى قبله فإذا ذهب العلماء استوى الناس فلا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر فعند ذلك يهلكون ومن طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن بن مسعود إلى قوله شر منه قال فأصابتنا سنة خصب فقال ليس ذلك أعني إنما أعني ذهاب العلماء

ومن طريق الشعبي عن مسروق عنه قال لا يأتي عليكم زمان إلا وهو أشر مما كان قبله أما إني لا أعني أميرا خيرا من أمير ولا عاما خيرا من عام ولكن علماؤكم وفقهاؤكم يذهبون ثم لا تجدون منهم خلفا ويجيء قوم يفتون برأيهم وفي لفظ عنه من هذا الوجه وما ذاك بكثرة الأمطار وقلتها ولكن بذهاب العلماء ثم يحدث قوم يفتون في الأمور برأيهم فيثلمون الإسلام ويهدمونه وأخرج الدارمي الأول من طريق الشعبي بلفظ لست أعني عاما أخصب من عام والباقي مثله وزاد وخياركم قبل قوله وفقهاؤكم

واستشكلوا أيضا زمان عيسى بن مريم بعد زمان الدجال وأجاب الكرماني بأن المراد الزمان الذي يكون بعد عيسى أو المراد جنس الزمان الذي فيه الأمراء وإلا فمعلوم من الدين بالضرورة أن زمان النبي المعصوم لا شر فيه

قلت ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر من زمن الحجاج فما بعده إلى زمن الدجال وأما زمن عيسى عليه السلام فله حكم مستأنف والله أعلم

ويحتمل أن يكون المراد بالأزمنة المذكورة أزمنة الصحابة بناء على أنهم هم المخاطبون بذلك فيختص بهم فأما من بعدهم فلم يقصد في الخبر المذكور لكن الصحابي فهم التعميم فلذلك أجاب من شكا إليه الحجاج بذلك وأمرهم بالصبر وهم أو جلهم من التابعين

واستدل بن حبان في صحيحه بأن حديث أنس ليس على عمومه بالأحاديث الواردة في المهدي وأنه يملأ الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا ثم وجدت عن بن مسعود ما يصلح أن يفسر به الحديث وهو ما أخرجه الدارمي بسند حسن عن عبد الله قال لا يأتي عليكم عام إلا وهو شر من الذي قبله أما إني لست أعني عاما الحديث الثاني









المعجم الكبير للطبراني جـ 13، 14 (ص: 182)
14813 - حدثنا علي بن المبارك، قال: ثنا زيد بن المبارك، قال: ثنا عبدالملك بن عبدالرحمن الذماري، قال: ثنا القاسم بن معن، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: لما مات معاوية، تثاقل عبدالله بن الزبير عن طاعة يزيد بن معاوية، وأظهر شتمه، فبلغ ذلك [ص:183] يزيد، فأقسم: لا يؤتى به إلا مغلولا، وإلا أرسل إليه ...
قال: فدخل مسلم بن عقبة المدينة، وهرب منه بقايا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبث فيها وأسرف في القتل (5) ، ثم خرج منها، فلما [ص:184] كان في بعض الطريق إلى مكة مات،.....
__________
[14813] ذكره الهيثمي في "مجمع الزوائد" (7/252-255) ، ثم قال: «رواه الطبراني، وفيه عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري؛ وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه أبو زرعة وغيره» .
ورواه أبو نعيم في "الحلية" (1/331) ، وفي "معرفة الصحابة" (4144) من طريق المصنف مختصرا، ومن طريق أبي نعيم رواه ابن عساكر (28/229) .
ورواه الحاكم في "المستدرك" (3/550) عن محمد بن علي بن عبد الحميد الصنعاني، عن علي بن المبارك الصنعاني، عن عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، به، ولم يذكر في إسناده: «زيد بن المبارك» .
ورواه الفاكهي في "أخبار مكة" (1652) من طريق مهدي بن أبي المهدي، عن عبد الملك الذماري، به.
ورواه ابن أبي شيبة (26481 و38332) مختصرا، وأبو نعيم في "حلية الأولياء" (1/333) ، وفي "معرفة الصحابة" (4142) مختصرا؛ من طريق عبد العزيز بن معاوية؛ كلاهما (ابن أبي شيبة، وعبد العزيز) عن جعفر بن عون، عن هشام بن عروة، به، إلا أن ابن أبي شيبة لم يذكر «عروة» في إسناده. [ص:183]
ورواه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" (585) ، والحاكم في "المستدرك" (3/550) ، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (28/209) ؛ من طريق شعيب بن إسحاق، وابن عبد البر في "الاستيعاب" (ص 400-401) من طريق عبد الله بن الأجلح؛ كلاهما (شعيب، وعبد الله) عن هشام بن عروة، به، وتصحف «شعيب بن إسحاق» في "المستدرك" إلى: «سعيد بن أبي إسحاق السبيعي» .
(1) أي: أرسل إليه من يأتي به عنوة. وفيه حذف المفعول به، لفهمه من السياق. وانظر التعليق على الحديث [14843] .
(2) في الأصل: «فتيل» ، والمثبت من مصادر التخريج.
(3) البيت من بحر البسيط.
(4) في الأصل: «بسيف» ، والتصويب من مصادر التخريج.
(5) كذا ورد في هذه الرواية الضعيفة، وأسوأ منها: ما ذكرته بعض المصادر التاريخية في قصة إرسال مسلم بن عقبة إلى المدينة، ومحاربته لأهلها الذين خلعوا بيعة يزيد: أن مسلم بن عقبة أباح المدينة لجنوده ثلاثة أيام؛ يقتلون، وينهبون، ويفجرون بالنساء، وهذا خبر كذب ليس له سند يثبت به، وإنما يرويه الأخباريون التالفون [ص:184] الهلكى؛ أمثال أبي مخنف لوط بن يحيى، وحاشا أهل ذلك العصر الذي هو خير القرون أن يقع بينهم مثل هذا الحدث العظيم وينتهي هكذا! ولو حصل مثل هذا الحدث لوجدنا الأسانيد تصيح به، ولا يبقى نقله محصورا في أبي مخنف خسفه الله في قعر جهنم. وقد أتى الدكتور الفاضل حمد بن محمد العريفان على هذه الحادثة، وهدم بناءها من أساسه، وبين بطلانها في كتاب طبع عام 1403هـ بمكتبة ابن تيمية بالكويت؛ بعنوان: "إباحة المدينة وحريق الكعبة في عهد يزيد، بين المصادر القديمة والحديثة"، فليراجعه من شاء.








نيل الأوطار (8/ 360)
المؤلف: محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ)
وقال النووي في حديث " أمتي كالمطر " أن يشتبه على الذين يرون عيسى ويدركون زمانه وما فيه من الخير: أي الزمانين أفضل. قال: وهذا الاشتباه مندفع بصريح قوله - صلى الله عليه وسلم -: «خير القرون قرني» ولا يخفى ما في هذا من التعسف الظاهر. والذي أوقعه فيه عدم ذكر فاعل يدري فحمله على هذا وغفل عن التشبيه بالمطر المفيد لوقوع التردد في الخيرية من كل أحد. والذي يستفاد من مجموع الأحاديث أن للصحابة مزية لا يشاركهم فيها من بعدهم وهي صحبته - صلى الله عليه وسلم - ومشاهدته والجهاد بين يديه وإنفاذ أوامره ونواهيه، ولمن بعدهم مزية لا يشاركهم الصحابة فيها وهي إيمانهم بالغيب في زمان لا يرون فيه الذات الشريفة التي جمعت من المحاسن ما يقود بزمام كل مشاهد إلى الإيمان إلا من حقت عليه الشقاوة




نيل الأوطار (8/ 359)
ويشكل على هذا الجمع ما ثبت في الأحاديث الصحيحة في الصحبة بلفظ «لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» فإن هذا التفصيل باعتبار خصوص أجور الأعمال لا باعتبار فضيلة الصحبة
ويشكل عليه أيضا حديث ثعلبة المذكور فإنه قال: «للعامل فيهن أجر خمسين رجلا» ثم بين أن الخمسين من الصحابة، وهذا صريح في أن التفضيل باعتبار الأعمال، فاقتضى الأول أفضلية الصحابة في الأعمال إلى حد يفضل نصف مدهم مثل أحد ذهبا، واقتضى الثاني تفضيل من بعدهم إلى حد يكون أجر العامل أجر خمسين رجلا من الصحابة.
وفي بعض ألفاظ حديث ثعلبة «فإن من ورائكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر، أجر العامل فيهن أجر خمسين رجلا، فقال بعض الصحابة: منا يا رسول الله أو منهم؟ فقال: بل منكم» فتقرر بما ذكرناه عدم صحة ما جمع به الجمهور




نيل الأوطار (8/ 360)
فإن قلت: ظاهر الحديث المتقدم أن أبا عبيدة قال: «يا رسول الله أحد خير منا، أسلمنا معك وجاهدنا معك؟ فقال: قوم يكونون من بعدكم يؤمنون بي ولا يروني»يقتضي تفضيل مجموع قرن هؤلاء على مجموع قرن الصحابة.
قلت: ليس في هذا الحديث ما يفيد تفضيل المجموع على المجموع وإن سلم ذلك وجب المصير إلى الترجيح لتعذر الجمع، ولا شك أن حديث " خير القرون قرني " أرجح من هذا الحديث بمسافات لو لم يكن إلا كونه في الصحيح، وكونه ثابتا من طرق، وكونه متلقى بالقبول، فظهر بهذا وجه الفرق بين المزيتين من غير نظر إلى الأعمال، كما ظهر وجه الجمع باعتبار الأعمال على ما تقدم تقريره فلم يبق ههنا إشكال والله أعلم








موسوعة الألباني في العقيدة (1/ 218)
... ولا تقولوا كما يقول الجماهير من الدعاة: خير القرون، خير القرون ليس له أصل في السنة، السنة الصحيحة في الصحيحين وغيرهما من مراجع الحديث والسنة مُطْبِقَة على رواية الحديث بلفظ: «خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم» (1).








البداية والنهاية ط إحياء التراث (6/ 283)
المسور بن الحسن عن أبي معن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتي على خمس طبقات: كل طبقة أربعون عاما، فأما طبقتي وطبقة أصحابي فأهل علم وإيمان، وأما الطبقة الثانية، ما بين الأربعين إلى الثمانين، فأهل بر وتقوى، ثم ذكره نحوه (1) .
هذا لفظه وهو حديث غريب من هذين الوجهين، ولا يخلو عن نكارة والله أعلم * وقد قال الإمام أحمد: ثنا وكيع عن الأعمش، حدثنا هلال بن بيان، عن عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم يتسمنون يحبون السمن يعطون الشهادة قبل أن يسألوها (2) * ورواه الترمذي من طريق الأعمش، وقد رواه البخاري ومسلم من حديث شعبة عن أبي جمرة عن زهدم بن مضرب سمعت عمران بن حصين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم - قال عمران: فلا أدري أذكر بعد قرنه قرنين أو ثلاثة - ثم إن بعدكم قوما يشهدون ولا يستشهدون، ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يوفون، ويظهر فيهم السمن (3) ، لفظ البخاري وقال البخاري: حدثنا محمد بن كثير، أنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خير القرون قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم يسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته، قال إبراهيم: وكانوا يضربوننا على الشهادة والعهد ونحن صغار (4) * وقد رواه بقية الجماعة إلا أبا دواد من طرق متعددة عن منصور به.
حديث آخر قال نعيم بن حماد: حدثنا أبو عمرو البصري، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت البناني، عن أبيه عن الحرث الهمداني، عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: السابع من ولد العباس يدعو الناس إلي الكفر فلا يجيبونه، فيقول له أهل بيته: تريد أن تخرجنا من معايشنا؟ فيقول: إني أسير فيكم بسيرة أبي بكر وعمر، فيأبون عليه فيقتله عدو له من أهل بيته من بني هاشم، فإذا وثب عليه اختلفوا فيما بينهم فذكر اختلافا طويلا إلى خروج السفياني * وهذا الحديث ينطبق على عبد الله المأمون الذي دعا الناس إلى القول بخلق القرآن،
ووقى الله شرها، كما سنورد ذلك في موضعه، والسفياني رجل يكون آخر الزمان منسوب إلى أبي سفيان يكون من سلالته، وسيأتي في آخر كتاب الملاحم.
__________
(1) المصدر السابق: ح (4059) .
في إسناده ضعف، أبو معن والمسور بن الحسن وخازم مجهولون.
(2) أخرجه أحمد في مسنده ج 1 / 378، 426، 434، 442 - 4 / 277.
(3) أخرجه البخاري في فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ح (3650) فتح الباري 7 / 3 ومسلم في فضائل الصحابة باب (52) ح (214) ص (4 / 1964) .
(4) المصدر السابق فتح الباري 7 / 3 ح 3651.
(*)