بسم الله الرحمن الرحیم

أمیر المؤمنین صلوات اللّه علیه


هم فاطمة و
أمير المؤمنين علیه السلام---فهرست

ابلاغ سورة برائة
احادیث تصریح کننده به برگشتن ابوبکر
تلاش برای توجیه برگشت ابوبکر پس از حج
صحیح بخاری و مسلم
احادیث امیر الحاج بودن ابوبکر

ابلاغ سورة برائة




براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين (1)








فتح الباري لابن حجر (8/ 320)
وأخرج أحمد بسند حسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة قال لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي قال الترمذي حسن غريب ووقع في حديث يعلى عند أحمد لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب فرجع أبو بكر فقال يا رسول الله نزل في شيء فقال لا إلا أنه لن يؤدي أو لكن جبريل قال لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك قال العماد بن كثير ليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره بل المراد رجع من حجته قلت ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة







تحفة الأحوذي (8/ 386)
قوله (بعث النبي أبا بكر) وروى الطبري عن بن عباس قال بعث رسول الله أبا بكر أميرا على الحج وأمره أن يقيم للناس حجهم فخرج أبو بكر (وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات) أي أمر النبي أبا بكر أن ينادي بها
وعند أحمد من حديث علي لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب فرجع أبو بكر فقال يا رسول الله نزل في شيء فقال لا إلا أنه لن يؤدي أو لكن جبريل قال لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك
قال بن كثير ليس المراد أن أبا بكر رضي الله عنه رجع من فوره بل بعد قضائه للمناسك التي أمره عليها رسول الله
قال الحافظ في الفتح ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة وأما قوله عشر آيات فالمراد أولها إنما المشركون نجس (ثم أتبعه عليا) أي أتبع رسول الله أبا بكر عليا رضي الله تعالى عنهما (إذ سمع رغاء ناقة رسول الله) بضم الراء وبالمد صوت ذوات الخف وقد رغا البعير يرغو رغاء بالضم والمد أي ضج (القصوى) هو لقب ناقة رسول الله (فدفع إليه كتاب رسول الله) أي دفع أبو بكر إلى علي كتابه





مجمع بحار الأنوار (5/ 446)--المؤلف: جمال الدين، محمد طاهر بن علي الصديقي الهندي الفَتَّنِي الكجراتي (المتوفى: 986هـ)
لظاهر أن رجوع أبي بكر كان بعد مرجعه من الحج وأطلق عليه لوجود حقيقة الرجوع فيه جمعًا بينه وبين الحديث المتقدم





البداية والنهاية ط إحياء التراث (7/ 393)
حديث آخر: قال الإمام أحمد: حدثنا يحيى بن آدم، وابن أبي بكير قالا ثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن حبشي بن جنادة السلولي - وكان قد شهد حجة الوداع - قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي " (1) ثم رواه أحمد عن أبي أحمد الزبيري عن إسرائيل.
حديث آخر: قال أحمد: حدثنا وكيع قال: قال إسرائيل: قال أبو إسحاق عن زيد بن بثيغ عن أبي بكر " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، من كان بينه وبين رسول الله مدة فأجله إلى مدته والله برئ من المشركين ورسوله.
قال فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي: الحقه ورد علي أبا بكر وبلغها أنت، قال فلما قدم أبو بكر على رسول الله بكى وقال يا رسول الله حدث في شئ؟ قال ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل من أهل بيتي (2) " وقال عبد الله بن أحمد: حدثني محمد بن سليمان لوين، ثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حبشي عن علي قال: " لما نزلت عشر آيات من براءة دعا رسول الله أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر فحيث لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر فقال: يا رسول الله نزل في شئ؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل من بيتك " (3) وقد رواه كثير النواء عن جميع بن عمير عن ابن عمر بنحوه وفيه نكارة من جهة أمره برد الصديق، فإن الصديق لم يرجع بل كان هو أمير الحج في سنة تسع وكان علي هو وجماعة معه بعثهم الصديق يطوفون برحاب منى في يوم
النحر وأيام التشريق ينادون ببراءة؟ وقد قررنا ذلك في حجة الصديق وفي أول تفسير سورة براءة.
__________
(1) مسند أحمد ج 4 / 164، 165 وأخرجه الترمذي في المناقب ح 3719 ص 5 / 636 وقال: هذا حديث حسن غريب.
(2) أخرجه أحمد في المسند 1 / 3.
(3) مسند أحمد 1 / 151.
(*)








تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 102)
وأول هذه السورة الكريمة نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما رجع من غزوة تبوك وهم بالحج، ثم ذكر أن المشركين يحضرون عامهم هذا الموسم على عادتهم في ذلك، وأنهم يطوفون بالبيت عراة فكره مخالطتهم، فبعث أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، أميرا على الحج هذه السنة، ليقيم للناس مناسكهم، ويعلم المشركين ألا يحجوا بعد عامهم هذا، وأن ينادي في الناس ببراءة، فلما قفل أتبعه بعلي بن أبي طالب ليكون مبلغا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكونه عصبة له، كما سيأتي بيانه.



تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 103)
قال البخاري، رحمه الله: حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر، رضي الله عنه، في تلك الحجة في المؤذنين، بعثهم يوم (1) النحر، يؤذنون بمنى: ألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف (2) بالبيت عريان. قال حميد: ثم أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة وألا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان (3)
ورواه البخاري أيضا: حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف (4) بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر، وإنما قيل: "الأكبر"، من أجل قول الناس: "الحج الأصغر"، فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم مشرك.
وهذا لفظ البخاري في كتاب "الجهاد" (5)
وقال عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، في قوله: {براءة من الله ورسوله} قال: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم زمن حنين، اعتمر من الجعرانة، ثم أمر أبا بكر على تلك الحجة -قال معمر: قال الزهري: وكان أبو هريرة يحدث أن أبا بكر أمر أبا هريرة أن يؤذن ببراءة في حجة أبي بكر (6) قال أبو هريرة: ثم أتبعنا النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وأمره أن يؤذن ببراءة، وأبو بكر على الموسم كما هو، أو قال: على هيئته (7)
وهذا السياق فيه غرابة، من جهة أن أمير (8) الحج كان سنة عمرة الجعرانة إنما هو عتاب بن أسيد، فأما أبو بكر إنما كان أميرا سنة تسع.




تفسير ابن كثير ت سلامة (4/ 105)
وقال الإمام أحمد: حدثنا عفان، حدثنا حماد، عن سماك، عن أنس بن مالك، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ب"براءة" مع أبي بكر، فلما بلغ ذا الحليفة قال: "لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي". فبعث بها مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه (6)
ورواه الترمذي في التفسير، عن بندار، عن عفان وعبد الصمد، كلاهما عن حماد بن سلمة به (7) ثم قال: حسن غريب من حديث أنس، رضي الله عنه.
وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: حدثنا محمد بن سليمان -لوين (8) -حدثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي، رضي الله عنه، قال: لما نزلت عشر آيات من "براءة" على النبي صلى الله عليه وسلم، دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني فقال (9) أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليهم". فلحقته بالجحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، نزل في شيء؟ فقال: "لا ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك" (10)
هذا إسناد فيه ضعف.
وليس المراد أن أبا بكر، رضي الله عنه، رجع من فوره، بل بعد قضائه للمناسك التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما جاء مبينا في الرواية الأخرى.









جزء أبي الجهم (ص: 52)
المؤلف: العلاء بن موسى بن عطية البغدادي، أبو الجهم الباهلي (المتوفى: 228هـ)
" 86 - بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبا بكر على الموسم، وبعث معه بسورة براءة وأربع كلمات إلى الناس، فلحقه علي بن أبي طالب في الطريق فأخذ علي السورة والكلمات، وكان يبلغ وأبو بكر على الموسم، فإذا قرأ السورة نادى: ألا لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته، حتى قال رجل: لولا أن يقطع الذي بيننا وبين ابن عمك من الحلف، فقال علي: لولا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمرني ألا أحدث شيئا حتى آتيه لقتلتك، فلما رجعا قال: أبو بكر: مالي. .؟ هل نزل في شيء. .؟، فقال: لا إلا خيرا، قال: قال: وما ذاك. .؟، قال: إن عليا لحق بي، وأخذ مني السورة والكلمات، فقال: أجل لم يكن يبلغها إلا أنا أو رجل مني "








فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (1/ 175)
177 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، قثنا يحيى بن آدم قثنا أبو بكر، يعني: ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الموسم، فلما سار بعث عليا في أثره بآيات من أول براءة، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، ما لي؟ قال: «خير، أنت صاحبي في الغار، وصاحبي على الحوض» ، قال: فقال أبو بكر: رضيت.






فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2/ 703)
1203 - حدثنا عبد الله: نا محمد بن سليمان لوين قثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: «أدرك أبا بكر، فحيث ما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم» ، فلحقته بالجحفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، نزل في شيء؟ قال: " لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت، أو رجل منك ".




السنة لابن أبي عاصم (2/ 609)---المؤلف: أبو بكر بن أبي عاصم وهو أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني (المتوفى: 287هـ)
1384 - ثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، حدثنا فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن الأرقم، قال: أتينا المدينة أنا وأناس من أهل الكوفة، فلقينا سعد بن أبي وقاص، فقال: كونوا عراقيين، كونوا عراقيين، قال: وكنت من أقرب القوم إليه، فسأل عن علي رضي الله عنه، قال: كيف رأيتموه، هل سمعتموه يذكرني؟ قلنا: لا. أما باسمك فلا، ولكنا سمعناه يقول: اتقوا فتنة الأخنس، فقال: أسماني؟ قلنا: لا. فقال: إن الخنس كثير، ولكن لا أزال أحبه بعد ثلاث سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بالبراءة، ثم بعث عليا، فأخذها منه، فرجع أبو بكر كابتا فقال: يا رسول الله، فقال: «لا يؤدي عني إلا رجل مني» . قال: وسدت أبواب الناس التي كانت تلي المسجد غير باب علي، فقال العباس: يا رسول الله، سددت أبوابنا وتركت باب علي وهو أحدثنا؟ فقال: «إني لم أسكنكم، ولا سددت أبوابكم، ولكني أمرت بذلك» . وقال في غزوة تبوك [ص:610]: «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنك لست بنبي»








مسند أحمد ت شاكر (2/ 135)
1296 - [قال عبد الله بن أحمد]: حدثنا محمد بن سليمان لُوَيْن حدثنا محمد بن جابر عن سمَاك عن حَنش عن علي قال: لمَّا نزلت عشر آيات من براءةْ على النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا بكر، فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لى: "أدركْ أبا بكر، فحيثما لَحقتَه فخذ الكتاب منه فاذِهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم"، فلحقتُه بَالجُحْفة، فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسول الله، نزل فىّ شيء؟ قال: "لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجلٌ منك".
__________
(1296) إسناده حسن، محمد بن جابر السحيمي: سبق الكلام عليه 790. والحديث في مجمع الزوائد 7: 29 وقال: "رواه عبد الله بن أحمد، وفيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف، وقد وثق". ونقله ابن كثير في التفسير 4: 111 وقال: "هذا إسناد فيه ضعف، وليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره، بل بعد قضائه المناسك التى أمّره عليها == رسول الله - صلى الله عليه وسلم -". وهو في الدر المنثور 3: 209 ونسبه أيضاً لأبي الشيخ وابن مردويه. وانظر 1286. والأحاديث 1292 - 1296 من زيادات عبد الله بن أحمد.



مسند أحمد ط الرسالة (2/ 427)
• 1297 - حدثنا عبد الله، حدثنا محمد بن سليمان لوين، حدثنا محمد بن جابر، عن سماك، عن حنش، عن علي، قال: لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم، دعا النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة، ثم دعاني النبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: " أدرك أبا بكر، فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه، فاذهب به إلى أهل مكة، فاقرأه عليهم " فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، ورجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، نزل في شيء؟ قال: لا، ولكن جبريل جاءني، فقال: " لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك " (3)
__________
(3) إسناده ضعيف لضعف محمد بن جابر الحنفي، وحنش- وهو ابن المعتمر الكناني- ليس بالقوي. وقال ابن كثير في "تفسيره" 4/48: هذا إسناد فيه ضعف، وقال في "البداية والنهاية" 5/34: ضعيف الإسناد ومتنه فيه نكارة.==وأورده السيوطي في "الدر المنثور" 4/122 وزاد نسبته لأبي الشيخ وابن مردويه.
قلنا: والصواب ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (4656) من حديث حميد بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك، و لا يطوف بالبيت عريان. قال حميد: ثم أردف النبى صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب، فأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة:فأذن معنا على في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. وانظر ما تقدم برقم (4) و (594) .







مسند أحمد ط الرسالة (1/ 183)
4 - حدثنا وكيع، قال: قال إسرائيل، قال أبو إسحاق: عن زيد بن يثيع
عن أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي، رضي الله تعالى عنه: " الحقه فرد علي أبا بكر، وبلغها أنت " قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله، حدث في شيء؟ قال: " ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني " (1) .
__________
(1) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن يثيع - ويقال: أثيع - فقد روى له الترمذي والنسائي في " الخصائص "، و" مسند علي "، وانفرد بالرواية عنه أبو إسحاق، ولم يوثقه غير العجلي، وابن حبان، فهو في عداد المجهولين.
وقال ابن حجر في " أطراف المسند " 2 / ورقة 312: هذا منقطع - يعني بين زيد وأبي بكر -.
وأخرجه الجورقاني في " الأباطيل والمناكير " (124) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث منكر، ثم أورد نحوه من عدة روايات، وقال: فهذه الروايات كلها مضطربة مختلفة منكرة. == وأخرجه المروزي (132) ، وأبو يعلى (104) من طريق وكيع، به. وسيأتي في مسند علي مختصرا برقم (594) وهو المحفوظ، وله شواهد من حديث أبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله.
وأخرجه الطبري 10 / 64 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع مرسلا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " 5 / 63: وكذلك قوله " لا يؤدي عني إلا علي " من الكذب، وقال الخطابي في كتاب " شعار الدين ": وقوله: " لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي " هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع، وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض، وعامة من بلغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام، ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة: فأين قول من زعم أنه لم يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟!



منهاج السنة النبوية (7 / 36) :
والناس في مصنفاتهم منهم من لا يروي عمن يعلم انه يكذب مثل مالك وشعبة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل فان هؤلاء لا يروون عن شخص ليس بثقة عندهم



الاسم : زيد بن يثيع ، و يقال : ابن أثيع ، الهمدانى الكوفى
الطبقة : 2 : من كبار التابعين
روى له : ت س ( الترمذي - النسائي )
رتبته عند ابن حجر : ثقة مخضرم
رتبته عند الذهبي : وثق














تفسير المنار (10/ 141)
قال العماد بن كثير: ليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره، بل المراد رجع من حجته (قلت) : ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة. وأما قوله: عشر آيات فالمراد أولها إنما المشركون نجس (9: 28) اهـ.
هذا ما لخصه الحافظ من الروايات. وأقول: إن ابن كثير قال في حديث علي
في نزول العشر الآيات المذكورة أخيرا - وقد ذكر إسناده عن عبد الله بن أحمد - هذا إسناد فيه ضعف.
وأزيد عليه انتقاد متنه، إذ لا يصح أن يكون نزل منها عشر آيات، وأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعث أبا بكر ثم عليا بها، فهذا مخالف لسائر الروايات المتضافرة المتفقة التي أطلق في بعضها أول سورة (براءة) - وفي بعضها عدد ثلاثين أو أربعين آية منها - أي بالتقريب، وفي بعضها سورة (براءة) ، وهي لا تنافي بينها، فقد نزلت سورة (براءة) كلها أو أكثرها عقب غزوة تبوك، وقد كانت في رجب سنة تسع من الهجرة. وقد قال ابن إسحاق: إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أقام بعد أن رجع من تبوك رمضان وشوال وذا القعدة ثم بعث أبا بكر أميرا على الحج، وذكر أن أبا بكر خرج في ذي القعدة. فإن أمكن حمل ما رواه ابن سعد عن مجاهد من أن حج أبي بكر كان في ذي القعدة على هذا كان صحيحا وإلا فلا.
وأما ضعف إسناده الذي ذكره ابن كثير فمن حنش بن المعتمر الكناني الكوفي قال ابن حبان: كان كثير الوهم في الأخبار ينفرد عن علي بأشياء لا تشبه حديث الثقات حتى صار ممن لا يحتج بحديثه، وقال البزار: حدث عنه سماك بحديث منكر، وقال ابن حزم في المحلى: ساقط مطرح، ولأئمة الجرح في تضعيفه أقوال أخرى. ولعل الحديث المنكر الذي رواه عنه سماك هو هذا، على أن سماك بن حرب هذا لم يسلم من جرح، وإن روى عنه مسلم،







الأموال للقاسم بن سلام (ص: 212)
449 - حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، في قوله تبارك وتعالى {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} [التوبة: 1] قال: إلى أهل العهد، من خزاعة ومدلج، ومن كان له عهد من غيرهم، قال: أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ص:213] من تبوك، حين فرغ منها، فأراد الحج، ثم قال: إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة، فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك فأرسل أبا بكر وعليا، فطافا في الناس بذي المجاز بأمكنتهم التي كانوا يتبايعون فيها كلها، وبالموسم كله، فآذنوا أصحاب العهد بأن يأمنوا أربعة أشهر وهي الأشهر الحرم المنسلخات المتواليات: عشر من ذي الحجة إلى عشر تخلو من شهر ربيع الآخر، ثم لا عهد لهم وآذن الناس كلهم بالقتال، إلا أن يؤمنوا

450 - قال ابن جريج: وقال عبد الله بن كثير، قال مجاهد: كان علي يقرأ، ثم يقول: لا يحجن بعد هذا العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان.

451 - قال ابن جريج: وزعم عطاء أن عليا كان يستفتح براءة، حتى يختم {فما استقاموا لكم} [التوبة: 7] هذه الآية.

452 - وزعم ابن جريج أن جابر بن عبد الله، قال: كان يقرؤها بمنى قال [ص:214] أبو عبيد: يعني عليا
453 - وحدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، {فإذا انسلخ الأشهر الحرم} [التوبة: 5] الأربعة التي قال: {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} [التوبة: 2] وهي الحرم من أجل أنهم آمنوا فيها، حتى يسيحوها قال أبو عبيد: يريد مجاهد: أنه لم يعن بالأشهر الحرم التي في قوله: {منها أربعة حرم} [التوبة: 36] ولو أراد تلك لكان انسلاخها مع خروج المحرم واستهلال صفر، ولكنه أراد أربعة أشهر من يوم النحر مستأنفة إلى عشر من ربيع الآخر، كما قال: وذلك تمام أربعة من يوم النحر. قال أبو عبيد: وإنما سماها حرما للأمان والعهد الذي أعطاهم، وجعل قتالهم فيهن على نفسه حراما
454 - وحدثنا أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، قال: أخبرني سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «اعتمر من الجعرانة، بعدما فرغ من غزوة حنين والطائف، في ذي القعدة، ثم قفل إلى المدينة وأمر أبا بكر على تلك الحجة، وأمره أن يؤذن ببراءة»
455 - قال ابن شهاب: فأخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة [ص:215]، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة، في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بها: أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، وأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان
456 - قال: وحدثني ابن أبي عدي، عن شعبة، عن مغيرة، عن الشعبي، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: كنت مؤذن علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة قال: فناديت حتى صحل صوتي، قال: قلت بم ناديتهم؟ قال: ناديتهم: أن لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أربعة أشهر: فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله
457 - قال: وحدثني أبو نوح، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه، عن زيد بن يثيع، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة، ثم أتبعه عليا، فرجع أبو بكر [ص:216] كئيبا، فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: «لا، ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي» ، قال: فانطلق علي إلى أهل مكة فقال: إني رسول رسول الله إليكم، وقد بعثت إليكم بأربع "، ثم ذكر مثل حديث أبي هريرة هذا








تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي (2/ 620)
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن نصر بن الحجاج المَرْوَزِي (المتوفى: 294هـ)
668 - حدثنا يحيى بن يحيى، أنا هشيم، عن مغيرة، عن عامر، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: كنت مع علي بن أبي طالب حيث نادى ببراءة فكان ينادي بها فإذا ثقل صوته أمرني فناديت، فقلت: يا أبه ما كنتم تنادون به قال: كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان "
669 - حدثنا عمرو بن زرارة، أنا سفيان بن عيينة، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أثيع، سألنا عليا بأي شيء بعثت قال: «بأربع لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته، ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا»

670 - حدثنا أبو قدامة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أثيع، سألنا عليا بأي شيء بعثت؟ قال سفيان: حين بعثه إلى مكة حين حج بالناس أبو بكر قال: بعثت بأربع لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة وذكر الحديث بطوله
671 - حدثنا محمد بن عمار الرازي، ومحمد بن عبد الرحيم البزاز، ثنا سعيد بن سليمان، ثنا عباد بن العوام، عن سفيان بن حسين، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ثم أتبعه عليا فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره على الموسم، وأمر علينا أن ننادي بهؤلاء الكلمات فانطلقنا فحججنا فقام علي أيام التشريق فنادى: «ذمة الله ورسوله برية من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، وكان علي ينادي بهذا فإذا بح، قام أبو هريرة فينادي بهن»
672 - حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، ثنا حسين بن محمد، ثنا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه عليا فكان الذي بعث به علي أربع لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته "



الأموال لابن زنجويه (1/ 403)
حدثنا حميد

663 - أنا محمد بن يوسف، أنا ورقاء بن عمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين} [التوبة: 1] قال: إلى أهل العهد , خزاعة ومدلج , ومن كان له عهد وغيرهم، أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من تبوك حين فرغ منها فأراد الحج، ثم قال: «إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة , فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك» , فأرسل أبا بكر وعليا فطافا في الناس بذي المجاز وبأماكنهم التي كانوا يتبايعون بها وبالمواسم كلها , فآذنوا أصحاب العهد أن يأمنوا أربعة أشهر وهي الأشهر الحرم المنسلخات المتواليات: عشرون من آخر ذي الحجة , إلى عشر يخلون من شهر ربيع الآخر , ثم لا عهد لهم , وآذن الناس كلهم بالقتل إلا أن يؤمنوا. حدثنا حميد

664 - قال أبو عبيد: ونا حجاج، عن ابن جريج [ص:404]، عن مجاهد، فذكر نحوه
665 - وقال: قال ابن جريج , قال عبد الله بن كثير , قال مجاهد: كان علي يقرأ ثم يقول: «لا يحجن بعد هذا العام مشرك , ولا يطوفن بالبيت عريان»
666 - قال ابن جريج: وزعم عطاء، أن عليا كان يستفتح براءة حتى يختم {فما استقاموا لكم} [التوبة: 7] هذه الآية
حدثنا حميد

671 - ثنا أبو اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، عن ابن شهاب، أخبرني سعيد بن المسيب، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة بعدما فرغ من غزوة حنين والطائف في ذي القعدة ثم قفل إلى المدينة , وأمر أبا بكر على تلك الحجة وأمره أن يؤذن ببراءة
672 - قال ابن شهاب: فأخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر , يؤذنون بها أن " لا يحج بعد العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان. قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا , وأمره أن يؤذن ببراءة. قال أبو هريرة: فأذن علي في أهل منى يوم النحر ببراءة , وأن لا يحج بعد العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان
حدثنا حميد

673 - أنا النضر بن شميل، أخبرنا شعبة، أنا سليمان الشيباني، عن الشعبي، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة، قال: كنت في الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة مع علي إلى مكة. فقال له ابنه أو رجل آخر: فيما كنتم تنادون؟ قال: كنا نقول: لا يدخل الجنة إلا مؤمن , ولا يحج البيت بعد العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان , ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فإن أجله أربعة أشهر. قال: فناديت حتى صحل صوتي
674 - أنا حميد أنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع الهمداني، قال: لما نزلت براءة بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر , ثم بعث عليا على إثره , فقال: «بلغهم أنت , ورد علي أبا بكر» , فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: «لا، إلا خير ولكن أمرت أن أبلغهم أنا أو رجل من أهلي» , فأتى علي أهل مكة , فنادى بأربع: أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه , ولا يطوف بالكعبة عريان , ولا يدخل الجنة , إلا نفس مسلمة , ومن كان بينه وبين رسول الله عهد , فعهده إلى مدته.







مسند أبي بكر الصديق لأحمد بن علي المروزي (ص: 198)
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم الأموي المروزي (المتوفى: 292هـ)
زيد بن يثيع عن أبي بكر رضي الله عنه
132 - حدثنا أحمد بن علي قال: ثنا ابن وكيع قال: نا أبي , عن إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن زيد بن يثيع , عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " بعثه بسورة براءة يقرؤها على الناس بالموسم ثم أحدث إليه من أمره ما أحدث , فبعث عليا رضي الله عنه فقال: أدرك أبا بكر فخذ منه سورة براءة فاقرأها على الناس , قالا: فأخذها فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله مالي أنزل في شيء؟ فقال: «لا , أمرت ألا يؤديها إلا أنا , أو رجل مني»




الأموال لابن زنجويه (1/ 405)
674 - أنا حميد أنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع الهمداني، قال: لما نزلت براءة بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر , ثم بعث عليا على إثره , فقال: «بلغهم أنت , ورد علي أبا بكر» , فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: «لا، إلا خير ولكن أمرت أن أبلغهم أنا أو رجل من أهلي» , فأتى علي أهل مكة , فنادى بأربع: أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه , ولا يطوف بالكعبة عريان , ولا يدخل الجنة , إلا نفس مسلمة , ومن كان بينه وبين رسول الله عهد , فعهده إلى مدته.







المسند للشاشي (1/ 126)
المؤلف: أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل الشاشي البِنْكَثي (المتوفى: 335هـ)
63 - حدثنا أحمد بن شداد الترمذي، نا علي بن قادم، أنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: شهدت له أربعا، لأن يكن لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي: «اتبع أبا بكر فخذها فبلغها ورد علي أبا بكر» ، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال: «لا، خير، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني» - أو قال: من أهل بيتي - قال: وكنا





تحفة الأحوذي (8/ 385)
قوله (بعث النبي ببراءة) يجوز فيه التنوين بالرفع على الحكاية وبالجر ويجوز أن يكون علامة الجر فتحة وهو الثابت في الروايات (مع أبي بكر) وكان بعثه قبل حجة الوداع بسنة وكانت حجة الوداع في السنة العاشرة من الهجرة (ثم دعاه) أي ثم دعا النبي أبا بكر فقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا عليا قال العلماء إن الحكمة في إرسال علي بعد أبي بكر أن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده أو من هو منه بسبيل من أهل بيته فأجراهم في ذلك على عادتهم ولهذا قال لا يبلغ هذا إلا أنا أو رجل من أهلي (فأعطاه إياه) أي فأعطى عليا براءة
قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه أحمد




مسند أحمد ت شاكر (1/ 168)
4 - حدثنا وكيع قال: قال إسرائيل: قال أبو إسحاق عن زيد بن يُثَيْع عن أبي بكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعثه ببراءة لأهل مكة، لا يحجُ بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مدةٌ فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله، قال: فسار بها ثلاثًا، ثم قال لعليّ: "الحقه فرد عليّ أبا بكر وبلَّغها أنت"، قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - أبو بكر بكي، قال: يا رسول الله حدث فيّ شيء. قال: "ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرتُ أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني".




مسند أحمد ط الرسالة (1/ 183)
4 - حدثنا وكيع، قال: قال إسرائيل، قال أبو إسحاق: عن زيد بن يثيع
عن أبي بكر: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي، رضي الله تعالى عنه: " الحقه فرد علي أبا بكر، وبلغها أنت " قال: ففعل، قال: فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى، قال: يا رسول الله، حدث في شيء؟ قال: " ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني " (1) .
__________
(1) إسناده ضعيف، رجاله ثقات رجال الشيخين غير زيد بن يثيع - ويقال: أثيع - فقد روى له الترمذي والنسائي في " الخصائص "، و" مسند علي "، وانفرد بالرواية عنه أبو إسحاق، ولم يوثقه غير العجلي، وابن حبان، فهو في عداد المجهولين.
وقال ابن حجر في " أطراف المسند " 2 / ورقة 312: هذا منقطع - يعني بين زيد وأبي بكر -.
وأخرجه الجورقاني في " الأباطيل والمناكير " (124) من طريق أحمد بن حنبل، بهذا الإسناد. وقال: هذا حديث منكر، ثم أورد نحوه من عدة روايات، وقال: فهذه الروايات كلها مضطربة مختلفة منكرة. == وأخرجه المروزي (132) ، وأبو يعلى (104) من طريق وكيع، به. وسيأتي في مسند علي مختصرا برقم (594) وهو المحفوظ، وله شواهد من حديث أبي هريرة وابن عباس وجابر بن عبد الله.
وأخرجه الطبري 10 / 64 من طريق إسرائيل عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع مرسلا.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في " منهاج السنة " 5 / 63: وكذلك قوله " لا يؤدي عني إلا علي " من الكذب، وقال الخطابي في كتاب " شعار الدين ": وقوله: " لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي " هو شيء جاء به أهل الكوفة عن زيد بن يثيع، وهو متهم في الرواية منسوب إلى الرفض، وعامة من بلغ عنه غير أهل بيته، فقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة إلى المدينة يدعو الناس إلى الإسلام، ويعلم الأنصار القرآن، ويفقههم في الدين، وبعث العلاء بن الحضرمي إلى البحرين في مثل ذلك، وبعث معاذا وأبا موسى إلى اليمن، وبعث عتاب بن أسيد إلى مكة: فأين قول من زعم أنه لم يبلغ عنه إلا رجل من أهل بيته؟!




مسند أبي يعلى الموصلي (1/ 100)
104 - حدثنا إسحاق بن إسماعيل، حدثنا وكيع، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن أبي بكر الصديق، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله. قال: فسار بها ثلاثا، ثم قال لعلي: الحقه، فرد علي أبا بكر وبلغها. قال: ففعل. قال: فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى، وقال: يا رسول الله، أحدث في شيء؟ قال. ثم قال: " ما حدث فيك إلا خير، إلا أني أمرت بذلك: أن لا يبلغ إلا أنا أو رجل مني "
[حكم حسين سليم أسد] : رجاله ثقات




السنن الكبرى للنسائي (7/ 435)
8408 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أسباط، عن فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن رقيم، عن سعد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه، ثم سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني»












مسند أبي بكر الصديق لأحمد بن علي المروزي (ص: 198)
المؤلف: أبو بكر أحمد بن علي بن سعيد بن إبراهيم الأموي المروزي (المتوفى: 292هـ)
زيد بن يثيع عن أبي بكر رضي الله عنه
132 - حدثنا أحمد بن علي قال: ثنا ابن وكيع قال: نا أبي , عن إسرائيل , عن أبي إسحاق , عن زيد بن يثيع , عن أبي بكر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم " بعثه بسورة براءة يقرؤها على الناس بالموسم ثم أحدث إليه من أمره ما أحدث , فبعث عليا رضي الله عنه فقال: أدرك أبا بكر فخذ منه سورة براءة فاقرأها على الناس , قالا: فأخذها فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله مالي أنزل في شيء؟ فقال: «لا , أمرت ألا يؤديها إلا أنا , أو رجل مني»




السنن الكبرى للنسائي (7/ 435)
ذكر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع علي
8406 - أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا عفان، وعبد الصمد، قالا حدثنا حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: «لا ينبغي أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي» فدعا عليا، فأعطاه إياه
8407 - أخبرنا العباس بن محمد قال: حدثنا أبو نوح، واسمه عبد الرحمن بن غزوان، قراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي فقال له: «خذ الكتاب، فامض به إلى أهل مكة» قال: «فلحقته، فأخذت الكتاب منه، فانصرف أبو بكر، وهو كئيب» فقال: يا رسول الله أنزل في شيء؟ قال: «لا، إني أمرت أن أبلغه أنا، أو رجل من أهل بيتي»
8408 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا عبد الله بن عمر قال: حدثنا أسباط، عن فطر، عن عبد الله بن شريك، عن عبد الله بن رقيم، عن سعد قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه، ثم سار بها، فوجد أبو بكر في نفسه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني»
8409 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: قرأت على أبي قرة موسى بن طارق، عن ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح، ثم استوى ليكبر، فسمع الرغوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير، فقال: " هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج، فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه، فإذا علي عليها، فقال له أبو بكر: أمير أم رسول؟ فقال: «لا، بل رسول، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج» فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم، حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس سورة براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر، فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس، فحدثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر، فخطب الناس، فحدثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، فعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام علي، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها "






خصائص علي (ص: 92)
ذكر توجيه النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع علي
75 - أخبرنا محمد بن بشار قال حدثنا عفان وعبد الصمد قالا حدثنا حماد بن سلمة عن سماك بن حرب عن أنس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال لا ينبغي أن يبلغ هذا عني إلا رجل من أهلي فدعا عليا فأعطاه إياه
76 - أخبرنا العباس بن محمد الدوري قال حدثنا أبو نوح واسمه عبد الرحمن بن غزوان قراد عن يونس بن أبي إسحاق عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن علي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بعلي فقال له خذ الكتاب فأمض به إلى أهل مكة قال فلحقته فأخذت الكتب منه فأنصرف أبو بكر وهو كئيب فقال يا رسول الله أنزل في شيء قال لا إلا إني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي
77 - أخبرنا زكريا بن يحيى قال حدثنا عبد الله بن عمر قال حدثنا إسباط عن فطر عن عبد الله بن شريك عن عبد الله بن رقيم عن سعد قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل عليا فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه فقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني
78 - أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه قال قرأت على أبي قرة موسى بن طارق عن ابن جريج قال حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح ثم استوى ليكبر فسمع الرغوة خلف ظهره فوقف عن التكبير فقال هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم فنصلي معه فإذا علي عليها فقال له أبو بكر أمير أم رسول فقال لا بل رسول أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج فقدمنا مكة فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم عن مناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس سورة البراءة حتى ختمها ثم كان يوم النحر فأفضنا فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم وعن نحرهم وعن مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون وكيف يرمون فعلمهم مناسكهم فلما فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها





مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (3/ 238)
[باب لا يطوف بالبيت عريان]
5464 - عن أبي بكر الصديق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه ببراءة إلى أهل مكة: «لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم مدة فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله ". قال: فسار بها ثلاثا ثم قال لعلي عليه السلام: " الحقه فرد علي أبا بكر وبلغها " (أنت). قال: ففعل فلما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم أبو بكر بكى. قال: يا رسول الله، حدث في شيء؟ قال: " ما حدث فيك إلا خير، ولكن أمرت ألا يبلغه إلا أنا أو رجل مني».
قلت: في الصحيح بعضه.
رواه أحمد، ورجاله ثقات.







المسند للشاشي (1/ 126)
المؤلف: أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج بن معقل الشاشي البِنْكَثي (المتوفى: 335هـ)
الحارث بن مالك عن سعد
63 - حدثنا أحمد بن شداد الترمذي، نا علي بن قادم، أنا إسرائيل، عن عبد الله بن شريك، عن الحارث بن مالك قال: أتيت مكة، فلقيت سعد بن أبي وقاص، فقلت: هل سمعت لعلي منقبة؟ قال: شهدت له أربعا، لأن يكن لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا أعمر فيها مثل عمر نوح عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث أبا بكر ببراءة إلى مشركي قريش فسار بها يوما وليلة، ثم قال لعلي: «اتبع أبا بكر فخذها فبلغها ورد علي أبا بكر» ، فرجع أبو بكر فقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال: «لا، خير، إلا أنه ليس يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني» - أو قال: من أهل بيتي - قال: وكنا مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المسجد، فنودي فينا ليلا: ليخرج من في المسجد إلا آل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وآل علي قال: فخرجنا نجر بغلا لنا، فلما أصبحنا أتى العباس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال [ص:127]: يا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أخرجت أعمامك وأصحابك وأسكنت هذا الغلام فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «ما أنا أمرت بإخراجكم ولا إسكان هذا الغلام، إن الله هو أمر به» . قال والثالثة: أن نبي الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعث عمر , وسعدا إلى خيبر، فخرج سعد ورجع عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله» ، في ثناء كثير أخشى أن أخطئ بعضه، فدعا عليا فقالوا له: إنه أرمد فجيء به يقاد، فقال له: افتح عينيك، فقال: لا أستطيع قال: فتفل في عينيه من ريقه، ودلكهما بإبهاميه وأعطاه الراية. والرابعة يوم غدير خم، قام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأبلغ ثم قال: «يا أيها الناس، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات؟» قالوا: بلى قال: «ادن يا علي» ، فرفع يده ورفع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يده حتى نظرت إلى بياض إبطيه، فقال: «من كنت مولاه، فعلي مولاه» ، حتى قالها ثلاث مرات. والخامسة من مناقبه: أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم غزا على ناقته الحمراء وخلف عليا فنخت ذلك عليه قريش وقالوا: إنه إنما خلفه أنه استثقله وكره صحبته، فبلغ ذلك عليا قال: فجاء حتى أخذ بغرز الناقة، فقال علي: زعمت قريش أنك إنما خلفتني أنك تستثقلني وكرهت صحبتي قال: وبكى علي قال: فنادى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الناس فاجتمعوا، ثم قال: «أمنكم أحد إلا ولكم حامة أما ترضى يا ابن أبي طالب أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي» [ص:128] قال علي: رضيت عن الله ورسوله




معجم ابن الأعرابي (3/ 1030)
المؤلف: أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي (المتوفى: 340هـ)
2209 - وحدثنا علي، نا عفان، نا حماد بن سلمة، عن سماك، عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر الصديق إلى أهل مكة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ردوه. فردوه، فقال أبو بكر , [ص:1031] رضي الله عنه , ما لي أأنزل في شيء؟ قال: لا، ولكني أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني , فدفعها إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه





صحيح ابن حبان - محققا (15/ 17)
عن أبي سعيد، أو أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه، فلما بلغ ضجنان سمع بغام ناقة علي رضي الله عنه، فعرفه"1"، فأتاه، فقال: ما شأني؟ قال خير، إن النبي صلى الله عليه وسلم بعثني ببراءة، فلما رجعنا، انطلق أبو بكر رضي الله عنه، فقال يا رسول الله مالي؟ قال: "خير، أنت صاحبي في الغار، غير أنه لا يبلغ غيري، أو رجل مني -يعني عليا -"2". [3: 8]
__________
"1" لفظه: "فعرفه" سقطت من الأصل، واستدركت من التقاسيم 2/لوحة 357.
"2" إسناده ضعيف، أبو ربيعة: اسمه زيد بن عوف القطعي، روى عن أبي عوانة، وحماد بن سلمة، وعون بن موسى، وهشيم، وشريك، وغيرهم، ضعفه غير واحد، وذكره المؤلف في المجروحين 1/311، فقال: كان ممن اختلط بأخره، فما حدث قبل اختلاطه، فمستقيم، وما حدث بعد التخليط ففيه المناكير، يجب التنكب عما انفرد به من الأخبار، وكان يحيى بن معين سيء الرأي فيه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور 4/124 ونسبه إلى ابن حبان وابن مردويه.
وأخرجه الطبري -كما في الفتح 8/318 - من طريق عمرو بن عطية، عن أبيه، عن أبي سعيد. وعمرو بن عطية وأبوه العوفي ضعيفان.
وأخرجه بنحوه النسائي في خصائص علي "7" والجوزقاني في الأباطيل "126" من طريق عبد الله بن الرقيم، عن سعد بن أبي وقاص. وابن الرقيم مجهول.
وأخرجه بنحوه مرسلا أحمد في فضائل الصحابة "177" عن يحيى بن آدم، عن أبي بكر ابن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، قال: بعث رسول الله صلى الله عيه وسلم أبا بكر ... فذكره. ووصله الطبري من طريق == أبي صالح عن علي.
وأخرجه عبد الله بن أحمد في زياداته على المسند 1/151 عن محمد بن سليمان لوين، عن محمد بن جابر السحيمي، عن سماك، عن حنش، عن علي. وفي آخره "قال: لا، ولكن جبريل جاءني فقال: لن يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك" قال الهيثمي في المجمع 7/29: فيه محمد بن جابر السحيمي، وهو ضعيف وقد وثق.
وأخرج الترمذي "3090" في التفسير: باب ومن سورة التوبة، والنسائي في الخصائص "70" من طريقين عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، عن أنس بن مالك قال: بعث النبي صلى الله عيه وسلم ببراءة مع أبي بكر، ثم دعاه فقال: "لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي" فدعا عليا فأعطاه إياه. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أنس بن مالك.
وأخرجه النسائي في الخصائص "76" من طريق أبي نوح قراد، عن يونس بن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي أن رسول الله صلى الله عيه وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكرن ثم أتبعه بعلي، فقال له: "خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة" قال: فلحقه، فأخذه الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أنزل في شيء؟ قال: "لا، إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي"
وأخرجه أيضا الطبري "16375" من طريق سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم بن عتيبة، عن مقسم، عن ابن عباس بنحوه.
وانظر بعث علي بن أبي طالب ببراءة في صحيح البخاري "4656" في تفسير سورة براءة: باب {وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر} .
والبغام: صوت الإبل.





صحيح ابن حبان - محققا (15/ 19)
ذكر وصف قراءة علي رضي الله عنه سورة براءة على الناس
6645 - أخبرنا المفضل بن"1" محمد بن إبراهيم الجندي بمكة، حدثنا علي بن زياد اللحجي، حدثنا أبو قرة موسى بن طارق، عن ابن جريج، قال: حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير
عن جابر أنهم"2" حين رجعوا إلى المدينة من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر رضي الله عنه على الحج، فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج"3" ثوب بالصبح، فلما استوى للتكبير، سمع الرغوة خلف ظهره، فوقف عن التكبير، فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم الجدعاء، فلعه أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنصلي معه، فإذا علي
__________
"1" تحرفت في الأصل إلى: "أخبرنا الفضل أبو"، والتصويب من التقاسيم 2/ لوحة 357.
"2" في رواية النسائي: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من الجعرانة بعث أبا بكر على الحج.
"3" في الأصل: بعرج، والمثبت من "التقاسيم". والعرج: قرية جامعة على طريق مكة من المدينة، تبعد عنها 77 ميلا تقريبا، وفي البخاري "488" في كتاب الصلاة: باب المساجد التي على طرق المدينة والمواضع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم عن نافع أن عبد الله بن عمر حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في طرف تلعة من وراء العرج وأنت ذاهب إلى هضبة عند ذلك المسجد قبران أو ثلاثة، على القبور رضم منن حجارة عن يمين الطريق عند سلمات الطريق، بين أولئك السلمات كان عبد الله يروح من العرج بعد أن تميل الشمس بالهاجرة، فيصلي الظهر في ذلك المسجد.


عليها. فقال له"1" أبو بكر: أمير أنت أم رسول؟ قال: لا، بل رسول، أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس في مواقف الحج، فقدمنا مكة، فلما كان قبل التروية بيوم، قام أبو بكر فخطب الناس حتى إذا فرغ، قام علي، فقرأ ببراءة حتى ختمها، ثم خرجنا معه حتى إذا كان يوم عرفة، قام أبو بكر فخطب الناس يعلمهم مناسكهم، حتى إذا فرغ، قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، ثم كان يوم النحر، فأفضنا، فلما رجع أبو بكر خطب الناس فحدثهم عن إفاضتهم، وعن نحرهم، وعن مناسكهم، فلما فرغ، قام علي، فقرأ على الناس براءة حتى ختمها، فلما كان يوم النفر الأول قام أبو بكر فخطب الناس فحدثهم كيف ينفرون، وكيف يرمون، وعلمهم مناسكهم، فلما فرغ قام علي، فقرأ براءة على الناس حتى ختمها" "2". [3: 8]
__________
"1" لفظة: "له" سقطت من الأصل، واستدركت من "التقاسيم".
"2" علي بن زياد اللحجي ذكره المؤلف في الثقات 8/470 وقال: مستقيم الحديث، وقد توبع، ومن فوقه من رجال الصحيح غير موسى بن طارق فقد روى له النسائي، وهو ثقة، لكن لم يصرح أبو الزبير بسماعه من جابر.
وأخرجه الدارمي 2/66 - 67، والنسائي في الخصائص "73"، وفي السنن 5/247 - 248في مناسك الحج: باب الخطبة قبل يوم التروية، وابن خزيمة في صحيحه "2974" عن إسحاق بن إبراهيم، والبيهقي في دلائل النبوة 5/297 - 298من طريق أبي حمة، كلاهما عن أبي قرة موسى بن طارق، بهذا الإسناد. قال النسائي في سننه: ابن خثيم ليس بالقوي في الحديث، وإنما أخرجت هذا لئلا يجعل ابن جريج عن أبي الزبير وما كتبناه إلا عن إسحاق بن إبراهيم، ويحيى بن سعيد القطان لم يترك حديث ابن خثيم ولا عبد الرحمن إلا أن علي ابن المديني قال: ابن خثيم منكر الحديث، وكأن علي ابن المديني خلق للحديث.
قلت: والجمهور على تقوية ابن خثيم هذا، ووافق النسائي الجمهور على توثيقه في رواية.
وأورد الحديث السيوطي في الدر المنثور 4/125 مختصرا، وزاد نسبته إلى إسحاق ابن راهويه في مسنده وأبي الشيخ، وابن مردويه.
وفي الباب عن ابن عباس عند الترمذي "3091" في تفسير سورة التوبة، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه من حديث ابن عباس.




الطيوريات (2/ 707)
انتخاب: صدر الدين، أبو طاهر السِّلَفي أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم سِلَفَه الأصبهاني (المتوفى: 576هـ)
من أصول: أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي الطيوري (المتوفى: 500هـ)
638 - أخبرنا أحمد، حدثنا أبو الحسين محمد بن إبراهيم بن سلمة الكهيلي المعلم بالكوفة، حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة، حدثنا إسماعيل بن أبان الأزدي (1) ، حدثني أبو شيبة (2) ، حدثني الحكم (1) ، عن مصعب بن سعد (2) ، عن سعد قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤدي عني إلا أنا أو علي)) (3)
، صلى الله عليهما (4) .
639 - أخبرنا أحمد، حدثنا محمد بن إبراهيم (5) ، حدثنا الحضرمي، حدثنا أبو بكر (6) ويحيى (7) وإسماعيل بن
_________
(1) هو ابن عتيبة.
(2) هو ابن أبي وقاص.
(3) إسناده ضعيف جدا، من أجل أبي شيبة، وهو متروك، والكهيلي لم أجد له ترجمة.
أخرجه النسائي في "السنن الكبرى" (5/129/ح4862) ، وفي "خصائص علي" (2/93 - المطبوع مستقلا عن السنن الكبرى -) من طريق عبد الله بن رقيم عن سعد، وفيه ((إلا أنا أو رجل مني)) .
وله طريق آخر عن سعد، أخرجه ابن أبي عاصم في "السنة" (2/800/ح1223 ـ الجوابرة ـ) من طريق محمد

ابن خالد بن عثمة، عن موسى بن يعقوب، عن المهاجر بن مسمار، عن عائشة بنت سعد، عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يوم الجحفة ـ وأخذ بيد علي، فخطب، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ((أيها الناس، إني وليكم)) ، قالوا: صدقت يا رسول الله، وأخذ بيد علي رضي الله عنه، فرفعها فقال: ((هذا وليي، والمؤدي عني)) .
وإسناده ضعيف، محمد بن إسحاق بن عثمة قال عنه الحافظ: "صدوق يخطئ". التقريب (476/ت5847) .
وقال في موسى بن يعقوب: "صدوق سيئ الحفظ". التقريب (554/ت7026) .
وله شاهد من حديث حبشي بن جنادة الذي سيأتي في الرواية التالية، وسيورده المصنف في (ل179/أ) بهذا الإسناد.
(4) الأمر بالصلاة إنما خاص بالني صلى الله عليه وسلم، لا تجوز تعديته إلى غيره.


موسى (1) ، قالوا: حدثنا شريك بن عبد الله (2) ، عن أبي إسحق (3) ، عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((لا يؤدي عني إلا [ل/135أ] أنا أو علي)) (4)
، - عليه السلام -.
_________
(1) هو ابن بنت السدي الفزاري.
(2) هو شريك بن عبد الله النخعي، الكوفي، القاضي بواسط، ثم الكوفة، أبو عبد الله، صدوق يخطئ كثيرا، تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة، وكان عادلا فاضلا، عابدا، شديدا على أهل البدع، مات سنة سبع أو ثمان وسبعين ومائة.
انظر الجرح والتعديل (4/365-367) ، وتاريخ بغداد (9/279-295) ، وتهذيب الكمال (12/462-475) ، وسير أعلام النبلاء (8/200-216) ، والميزان (2/460-464) ، والتهذيب (4/333-337) ، والتقريب (266/ت2787) .
(3) هو السبيعي.
(4) في إسناده محمد بن إبراهيم الكهيلي، ولم أقف له على ترجمة.
والحديث أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/16/ح3511) من طريق الحضرمي، عن علي بن حكيم، وإسماعيل، ويحيى الحماني به.
وأخرجه ابن أبي شيبة في (12/59) ـ وعنه ابن ماجه (1/44/ح119) المقدمة، وابن أبي عاصم في "السنة"
(2/886/ح1355 ـ تحقيق الجوابرة ـ) ، وزاد ابن ماجه: سويد بن سعيد وإسماعيل بن موسى ـ، وأحمد (4/165) عن الزبيري، والترمذي (5/594/ح3719) كتاب المناقب، باب (21) عن إسماعيل بن موسى، وابن عدي في "الكامل" (2/848) من طريق ... ...، كلهم عن شريك به.
قال الترمذي: "هذا حديث حسن غريب".

قلت: في إسناده أبو إسحاق السبيعي، فإنه اشتهر بالتدليس، وتغير حفظه بأخرة، ولكن وقع التصريح بالسماع كما عند أحمد، قال شريك: فقلت لأبي إسحاق: أين سمعت منه؟ قال: وقف علينا على فرس له في مجلسنا في جبانة السبيع.
وأما تغيره فلا يضر؛ لأن شريكا ممن سمع منه قديما، قال أبو معاوية بن صالح الأشعري: سألت أحمد بن حنبل عن شريك، فقال: "كان عاقلا صدوقا، محدثا، وكان شديدا على أهل الريب والبدع، قديم السماع من أبي إسحاق قبل زهير، وقبل إسرائيل"، فقلت له: إسرائيل أثبت منه؟ قال: "نعم"، قلت له: يحتج به؟ قال: "لا تسألني عن رأيي في هذا"، فإسرائيل يحتج به؟ قال: "إي لعمري". سير أعلام النبلاء (8/209) .
وحكى صالح عن أبيه أنه قال: "سمع شريك من أبي إسحاق قديما، وشريك في أبي إسحاق أثبت من زهير وإسرائيل وزكريا". الجرح والتعديل (4/367) .
قلت: ولم يتفرد شريك به عن أبي إسحاق، بل تابعه اثنان:
- أحدهما إسرائيل، وهو من أثبت الناس في جده أبي إسحاق، أخرج حديثه أحمد (4/164-165) ، وفي "فضائل الصحابة" (2/91) عن الزبيري، والنسائي في "السنن الكبري" (5 / 45/ح8147) من طريق وكيع، كلاهما عنه به.
- والثاني: قيس بن الربيع، أخرج حديثه الطبراني في "المعجم الكبير" (4/16/ح3513) من طريق يحيى الحماني، عنه به.
وله شاهد من حديث سعد بن أبي وقاص من طريق عائشة بنت سعد الذي تقدم قبل هذا.













صحيح البخاري (1/ 82)
369 - حدثنا إسحاق، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف، أن أبا هريرة، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين [ص:83] يوم النحر، نؤذن بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان " قال حميد بن عبد الرحمن: ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا، فأمره أن يؤذن ببراءة، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: «لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
362 (1/144) -[ ش (في تلك الحجة) أي التي أمر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الحج في السنة التاسعة قبل حجة الوداع بسنة. (أردف) أرسله وراء أبي بكر رضي الله عنه. (يؤذن ببراءة) يقرؤها على الناس وبراءة اسم لسورة التوبة وسميت براءة لأنها تبدأ بقوله تعالى {براءة من الله ورسوله إلى الذين عاهدتم من المشركين}]
[1543، 3006، 4105، 4378 - 4380]







صحيح البخاري (2/ 153)
1622 - حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، قال يونس: قال ابن شهاب: حدثني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، أخبره أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع يوم النحر في رهط يؤذن في الناس «ألا لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
1543 (2/586) -[ ش أخرجه مسلم في الحج باب لا يحج بالبيت مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. . رقم 1347
(رهط) ما دون العشرة من الرجال. (يؤذن) يعلم. (بعد العام) بعد هذا العام. (عريان) مجرد من الثياب كما كانت عادتهم في الجاهلية]
[ر 362]




صحيح البخاري (4/ 102)
3177 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرنا حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه، فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: «لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ويوم الحج الأكبر يوم النحر»، وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس: الحج الأصغر، فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام، فلم يحج عام حجة الوداع الذي حج فيه النبي صلى الله عليه وسلم مشرك
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3006 (3/1160) -[ ش (فنبذ أبو بكر إلى الناس) ألقى إليهم ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من منع حج المشركين وأن لا يطوف بالبيت عريان]
[ر 362]




صحيح البخاري (5/ 167)
4363 - حدثنا سليمان بن داود أبو الربيع، حدثنا فليح، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه بعثه، في الحجة التي أمره النبي صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع، يوم النحر في رهط يؤذن في الناس «لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4105 (4/1586) -[ ش (رهط) جماعة من الذكور دون العشرة]
[ر 362]







صحيح البخاري (6/ 64)
4655 - حدثنا سعيد بن عفير، قال: حدثني الليث، قال: حدثني عقيل، عن ابن شهاب، وأخبرني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة رضي الله عنه، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى، أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، قال حميد بن عبد الرحمن: ثم «أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب، وأمره أن يؤذن ببراءة»، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي يوم النحر في أهل منى ببراءة، «وأن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»
4656 - حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا الليث، حدثني عقيل، قال ابن شهاب: فأخبرني حميد بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة، قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه في تلك الحجة في المؤذنين، بعثهم [ص:65] يوم النحر يؤذنون بمنى، أن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، قال حميد: ثم «أردف النبي صلى الله عليه وسلم بعلي بن أبي طالب فأمره أن يؤذن ببراءة»، قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر ببراءة، «وأن لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان»






صحيح البخاري (6/ 65)
4657 - حدثنا إسحاق، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، أن حميد بن عبد الرحمن أخبره، أن أبا هريرة أخبره: أن أبا بكر رضي الله عنه، بعثه في الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع، في رهط يؤذنون في الناس: «أن لا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان» فكان حميد يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر، من أجل حديث أبي هريرة
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4380 (4/1710) -[ ش (إلا الذين. .) أي يستثنى من البراءة السابقة وتتمة الآية {ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين}. (لم ينقصوكم شيئا) من شروط العهد ولم يخالفوا ما عاهدوا عليه. (يظاهروا) يناصروا ويعاونوا. (مدتهم) أي إلى انقضاء المدة التي عاهدتموهم عليها. (المتقين) الذين يوفون بعهدهم]
[ر 362]







صحيح مسلم (2/ 982)
435 - (1347) حدثني هارون بن سعيد الأيلي، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، ح وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، أن ابن شهاب، أخبره، عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: " بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل حجة الوداع، في رهط، يؤذنون في الناس يوم النحر: «لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان»، قال ابن شهاب: فكان حميد بن عبد الرحمن يقول يوم النحر: يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة "
__________

[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ ش (لا يحج بعد العام مشرك) موافق لقوله الله تعالى إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا والمراد بالمسجد الحرام ههنا الحرام كله فلا يمكن مشرك من دخول الحرم بحال حتى لو جاء في رسالة أو أمر مهم لا يمكن من الدخول بل يخرج إليه من يقضى الأمر المتعلق به ولو دخل خفية ومرض ومات - نبش وأخرج من الحرم (ولا يطوف بالبيت عريان) هذا إبطال لما كانت الجاهلية عليه من الطواف بالبيت عراة]






فتح الباري لابن حجر (8/ 318)
(قوله باب وأذان من الله ورسوله إلى قوله المشركين)
أورد فيه حديث أبي هريرة المذكور في الباب قبله من وجهين

[4656] قوله بعثني أبو بكر في تلك الحجة في رواية صالح بن كيسان التي بعد هذه الحجة التي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها قبل حجة الوداع وروى الطبري من طريق بن عباس قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الحج وأمره أن يقيم للناس حجهم فخرج أبو بكر قوله يؤذنون بمنى أن لايحج بعد العام مشرك في رواية بن أخي الزهري عن عمه في أوائل الصلاة في مؤذنين أي في جماعة مؤذنين والمراد بالتأذين الإعلام وهو اقتباس من قوله تعالى واذان من الله ورسوله أي إعلام وقد وقفت ممن سمي ممن كان مع أبي بكر في تلك الحجة على أسماء جماعة منهم سعد بن أبي وقاص فيما أخرجه الطبري من طريق الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فلما انتهينا إلى ضجنان أتبعه عليا ومنهم جابر روى الطبري من طريق عبد الله بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه قوله أن لا يحج بفتح الهمزة وإدغام النون في اللام قال الطحاوي في مشكل الآثار هذا مشكل لأن الأخبار في هذه القصة تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان بعث أبا بكر بذلك ثم أتبعه عليا فأمره أن يؤذن فكيف يبعث أبو بكر أبا هريرة ومن معه بالتأذين مع صرف الأمر عنه في ذلك إلى على ثم أجاب بما حاصله أن أبا بكر كان الأمير على الناس في تلك الحجة بلا خلاف وكان علي هو المأمور بالتأذين بذلك وكأن عليا لم يطق التأذين بذلك وحده واحتاج إلى من يعينه على ذلك فأرسل معه أبو بكر أبا هريرة وغيره ليساعدوه على ذلك ثم ساق من طريق المحرر بن أبي هريرة عن أبيه قال كنت مع علي حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة فكنت أنادي معه بذلك حتى يصحل صوتي وكان هو ينادي قبلي حتى يعي وأخرجه أحمد أيضا وغيره من طريق محرر بن أبي هريرة فالحاصل أن مباشرة أبي هريرة لذلك كانت بأمر أبي بكر وكان ينادي بما يلقيه إليه علي مما أمر بتبليغه قوله بعد العام أي بعد الزمان الذي وقع فيه الإعلام بذلك قوله ولا يطوف بفتح الفاء عطفا على الحج قوله قال حميد هو بن عبد الرحمن بن عوف ثم أردف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعلي وأمره أن يؤذن ببراءة هذا القدر من الحديث مرسل لأن حميدا لم يدرك ذلك ولا صرح بسماعه له من أبي هريرة لكن قد ثبت إرسال علي من عدة طرق فروى الطبري من طريق أبي صالح عن علي قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر ببراءة إلى أهل مكة وبعثه على الموسم ثم بعثني في أثره فأدركته فأخذتها منه فقال أبو بكر ما لي قال خير أنت صاحبي في الغار وصاحبي على الحوض غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني ومن طريق عمرو بن عطية عن أبيه عن أبي سعيد مثله ومن طريق العمري عن نافع عن بن عمر كذلك وروى الترمذي من حديث مقسم عن بن عباس مثله مطولا وعند الطبراني من حديث أبي رافع نحوه لكن قال فأتاه جبريل فقال إنه لن يؤديها عنك إلا أنت أو رجل منك وروى الترمذي وحسنه وأحمد من حديث أنس قال بعث النبي صلى الله عليه وسلم براءة مع أبي بكر ثم دعا عليا فأعطاها إياه وقال لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي وهذا يوضح قوله في الحديث الآخر لا يبلغ عني ويعرف منه أن المراد خصوص القصة المذكورة لا مطلق التبليغ وروى سعيد بن منصور والترمذي والنسائي والطبري من طريق أبي إسحاق عن زيد بن يثيع قال سألت عليا بأي شيء بعثت قال بأنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ولا يطوف بالبيت عريان ولا يجتمع مسلم مع مشرك في الحج بعد عامهم هذا ومن كان له عهد فعهده إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأربعة أشهر واستدل بهذا الكلام الأخير على أن قوله تعالى فسيحوا في الأرض أربعة أشهر يختص بمن لم يكن له عهد مؤقت أو لم يكن له عهد أصلا وأما من له عهد مؤقت فهو إلى مدته فروى الطبري من طريق بن إسحاق قال هم صنفان صنف كان له عهد دون أربعة أشهر فأمهل إلى تمام أربعة أشهر وصنف كانت له مدة عهده بغير أجل فقصرت على أربعة أشهر وروي أيضا من طريق علي بن أبي طلحة عن بن عباس أن الأربعة الأشهر أجل من كان له عهد مؤقت بقدرها أو يزيد عليها وأما من ليس له عهد فانقضاؤه إلى سلخ المحرم لقوله تعالى فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين ومن طريق عبيدة بن سلمان سمعت الضحاك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عاهد ناسا من المشركين من أهل مكة وغيرهم فنزلت براءة فنبذ إلى كل أحد عهده وأجلهم أربعة أشهر ومن لا عهد له فأجله انقضاء الأشهر الحرم ومن طريق السدي نحوه ومن طريق معمر عن الزهري قال كان أول الأربعة أشهر عند نزول براءة في شوال فكان آخرها آخر المحرم فبذلك يجمع بين ذكر الأربعة أشهر وبين قوله فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين واستبعد الطبري ذلك من حيث إن بلوغهم الخبر إنما كان عندما وقع النداء به في ذي الحجة فكيف يقال لهم سيحوا أربعة أشهر ولم يبق منها إلا دون الشهرين ثم أسند عن السدي وغير واحد التصريح بأن تمام الأربعة الأشهر في ربيع الآخر قوله أن يؤذن ببراءة يجوز فيه التنوين بالرفع على الحكاية وبالجر ويجوز أن يكون علامة الجر فتحة وهو الثابت في الروايات قوله قال أبو هريرة فأذن معنا علي كذا للأكثر وفي رواية الكشميهني وحده قال أبو بكر فأذن معنا وهو غلط فاحش مخالف لرواية الجميع وإنما هو كلام أبي هريرة قطعا فهو الذي كان يؤذن بذلك وذكر عياض أن أكثر رواة الفربري وافقوا الكشميهني قال وهو غلط قوله قال أبو هريرة فأذن معنا علي هو موصول بالإسناد المذكور وكأن حميد بن عبد الرحمن حمل قصة توجه علي من المدينة إلى أن لحق أبا بكر عن غير أبي هريرة وحمل بقية القصة كلها عن أبي هريرة وقوله فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر إلخ قال الكرماني فيه إشكال لأن عليا كان مأمورا بأن يؤذن ببراءة فكيف يؤذن بأن لا يحج بعد العام مشرك ثم أجاب بأنه أذن ببراءة ومن جملة ما اشتملت عليه أن لا يحج بعد العام مشرك من قوله تعالى فيها إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ويحتمل أن يكون أمر أن يؤذن ببراءة وبما أمر أبو بكر أن يؤذن به أيضا قلت وفي قوله يؤذن ببراءة تجوز لأنه أمر أن يؤذن ببضع وثلاثين آية منتهاها عند قوله تعالى ولو كره المشركون فروى الطبري من طريق أبي معشر عن محمد بن كعب وغيره قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر أميرا على الحج سنة تسع وبعث عليا بثلاثين أو أربعين آية من براءة وروى الطبري من طريق أبي الصهباء قال سألت عليا عن يوم الحج الأكبر فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر يقيم للناس الحج وبعثني بعده بأربعين آية من براءة حتى أتى عرفة فخطب ثم التفت إلي فقال يا علي قم فأد رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت فقرأت أربعين آية من أول براءة ثم صدرنا حتى رميت الجمرة فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم لأن الجميع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة قوله وأن لا يحج بعد العام مشرك هو منتزع من قوله تعالى فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا والآية صريحة في منعهم دخول المسجد الحرام ولو لم يقصدوا الحج ولكن لما كان الحج هو المقصود الأعظم صرح لهم بالمنع منه فيكون ما وراءه أولى بالمنع والمراد بالمسجد الحرام هنا الحرم كله وأما ما وقع في حديث جابر فيما أخرجه الطبري وإسحاق في مسنده والنسائي والدارمي كلاهما عنه وصححه بن خزيمة وبن حبان من طريق بن جريج حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر على الحج فأقبلنا معه حتى إذا كنا بالعرج ثوب بالصبح فسمع رغوة ناقة النبي صلى الله عليه وسلم فإذا علي عليها فقال له أمير أو رسول فقال بل أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة أقرؤها على الناس فقدمنا مكة فلما كان قبل يوم التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس بمناسكهم حتى إذا فرغ قام علي فقرأ على الناس براءة حتى ختمها ثم كان يوم النحر كذلك ثم يوم النفر كذلك فيجمع بأن عليا قرأها كلها في المواطن الثلاثة وأما في سائر الأوقات فكان يؤذن بالأمور المذكورة أن لا يحج بعد العام مشرك إلخ وكان يستعين بأبي هريرة وغيره في الأذان بذلك وقد وقع في حديث مقسم عن بن عباس عند الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر الحديث وفيه فقام علي أيام التشريق فنادى ذمة الله وذمة رسوله بريئة من كل مشرك فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ولا يحجن بعد العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان علي ينادي بها فإذا بح قام أبو هريرة فنادى بها وأخرج أحمد بسند حسن عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث ببراءة مع أبي بكر فلما بلغ ذا الحليفة قال لا يبلغها إلا أنا أو رجل من أهل بيتي فبعث بها مع علي قال الترمذي حسن غريب ووقع في حديث يعلى عند أحمد لما نزلت عشر آيات من براءة بعث بها النبي صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ منه الكتاب فرجع أبو بكر فقال يا رسول الله نزل في شيء فقال لا إلا أنه لن يؤدي أو لكن جبريل قال لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك قال العماد بن كثير ليس المراد أن أبا بكر رجع من فوره بل المراد رجع من حجته قلت ولا مانع من حمله على ظاهره لقرب المسافة وأما قوله عشر آيات فالمراد أولها إنما المشركون نجس قوله

[4657] حدثني إسحاق هو بن منصور كما جزم به المزي ويعقوب بن إبراهيم أي بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وصالح هو بن كيسان وقد تقدم في أوائل الصلاة من رواية يعقوب بن إبراهيم بن سعد عن بن أخي بن شهاب عن عمه فله فيه طريقان وسياقه عن بن أخي بن شهاب موافق لسياق عقيل وأما رواية صالح فوقع في آخرها فكان حميد يقول يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة وهذه الزيادة قد أدرجها شعيب عن الزهري كما تقدم في الجزية ولفظه عن أبي هريرة بعثني أبو بكر فيمن يؤذن يوم النحر بمنى لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ويوم الحج الأكبر يوم النحر وإنما قيل الأكبر من أجل قول الناس الحج الأصغر فنبذ أبو بكر إلى الناس في ذلك العام فلم يحج عام حجة الوداع التي حج فيها النبي صلى الله عليه وسلم مشرك انتهى وقوله ويوم الحج الأكبر يوم النحر هو قول حميد بن عبد الرحمن استنبطه من قوله تعالى وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ومن مناداة أبي هريرة بذلك بأمر أبي بكر يوم النحر فدل على أن المراد بيوم الحج الأكبر يوم النحر وسياق رواية شعيب يوهم أن ذلك مما نادى به أبو بكر وليس كذلك فقد تضافرت الروايات عن أبي هريرة بأن الذي كان ينادي به هو ومن معه من قبل أبي بكر شيئان منع حج المشركين ومنع طواف العريان وأن عليا أيضا كان ينادي بهما وكان يزيد من كان له عهد فعهده إلى مدته وأن لا يدخل الجنة إلا مسلم وكأن هذه الأخيرة كالتوطئة لأن لا يحج البيت مشرك وأما التي قبلها فهي التي اختص علي بتبليغها ولهذا قال العلماء إن الحكمة في إرسال علي بعد أبي بكر أن عادة العرب جرت بأن لا ينقض العهد إلا من عقده أو من هو منه بسبيل من أهل بيته فأجراهم في ذلك على عادتهم ولهذا قال لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل من أهل بيتي وروى أحمد والنسائي من طريق محرر بن أبي هريرة عن أبيه قال كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ببراءة فكنا ننادي أن لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله أربعة أشهر فإذا مضت فإن الله بريء من المشركين ورسوله ولا يحج بعد العام مشرك فكنت أنادي حتى صحل صوتي وقوله وإنما قيل الأكبر الخ في حديث بن عمر عند أبي داود وأصله في هذا الصحيح رفعه أي يوم هذا قالوا هذا يوم النحر قال هذا يوم الحج الأكبر واختلف في المراد بالحج الأصغر فالجمهور على أنه العمرة وصل ذلك عبد الرزاق من طريق عبد الله بن شداد أحد كبار التابعين ووصله الطبري عن جماعة منهم عطاء والشعبي وعن مجاهد الحج الأكبر القران والأصغر الإفراد وقيل يوم الحج الأصغر يوم عرفة ويوم الحج الأكبر يوم النحر لأن فيه تتكمل بقية المناسك وعن الثوري أيام الحج تسمى يوم الحج الأكبر كما يقال يوم الفتح وأيده السهيلي بأن عليا أمر بذلك في الأيام كلها وقيل لأن أهل الجاهلية كانوا يقفون بعرفة وكانت قريش تقف بالمزدلفة فإذا كان صبيحة النحر وقف الجميع بالمزدلفة فقيل له الأكبر لاجتماع الكل فيه وعن الحسن سمي بذلك لاتفاق حج جميع الملل فيه وروى الطبري من طريق أبي جحيفة وغيره أن يوم الحج الأكبر يوم عرفة ومن طريق سعيد بن جبير أنه النحر واحتج بأن يوم التاسع وهو يوم عرفة إذا انسلخ قبل الوقوف لم يفت الحج بخلاف العاشر فإن الليل إذا انسلخ قبل الوقوف فات وفي رواية الترمذي من حديث علي مرفوعا وموقوفا يوم الحج الأكبر يوم النحر ورجح الموقوف وقوله فنبذ أبو بكر الخ هو أيضا مرسل من قول حميد بن عبد الرحمن والمراد أن أبا بكر أفصح لهم بذلك وقيل إنما لم يقتصر النبي صلى الله عليه وسلم على تبليغ أبي بكر عنه ببراءة لأنها تضمنت مدح أبي بكر فأراد أن يسمعوها من غير أبي بكر وهذه غفلة من قائله حمله عليها ظنه أن المراد تبليغ براءة كلها وليس الأمر كذلك لما قدمناه وإنما أمر بتبليغه منها أوائلها فقط وقد قدمت حديث جابر وفيه أن عليا قرأها حتى ختمها وطريق الجمع فيه واستدل به على أن حجة أبي بكر كانت في ذي الحجة على خلاف المنقول عن مجاهد وعكرمة بن خالد وقد قدمت النقل عنهما بذلك في المغازي ووجه الدلالة أن أبا هريرة قال بعثني أبو بكر في تلك الحجة يوم النحر وهذا لا حجة فيه لأن قول مجاهد إن ثبت فالمراد بيوم النحر الذي هو صبيحة يوم الوقوف سواء كان الوقوف وقع في ذي القعدة أو في ذي الحجة نعم روى بن مردويه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال كانوا يجعلون عاما شهرا وعاما شهرين يعني يحجون في شهر واحد مرتين في سنتين ثم يحجون في الثالث في شهر آخر غيره قال فلا يقع الحج في أيام الحج إلا في كل خمس وعشرين سنة فلما كان حج أبي بكر وافق ذلك العام شهر الحج فسماه الله الحج الأكبر تنبيه اتفقت الروايات على أن حجة أبي بكر كانت سنة تسع ووقع في حديث لعبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة في قوله براءة من الله ورسوله قال لما كان زمن خيبر اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ثم أمر أبا بكر الصديق على تلك الحجة قال الزهري وكان أبو هريرة يحدث أن أبا بكر أمره أن يؤذن ببراءة ثم أتبع النبي صلى الله عليه وسلم عليا الحديث قال الشيخ عماد الدين بن كثير هذا فيه غرابة من جهة أن الأمير في سنة عمرة الجعرانة كان عتاب بن أسيد وأما حجة أبي بكر فكانت سنة تسع قلت يمكن رفع الإشكال بأن المراد بقوله ثم أمر أبا بكر يعني بعد أن رجع إلى المدينة وطوى ذكر من ولي الحج سنة ثمان فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما رجع من العمرة إلى الجعرانة فأصبح بها توجه هو ومن معه إلى المدينة إلى أن جاء أوان الحج فأمر أبا بكر وذلك سنة تسع وليس المراد أنه أمر أبا بكر أن يحج في السنة التي كانت فيها عمرة الجعرانة وقوله على تلك الحجة يريد الآتية بعد رجوعهم إلى المدينة










فتح الباري لابن رجب (2/ 401)
369 - خرجه من رواية: ابن أخي ابن شهاب، عن عمه، قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمان بن عوف، عن أبي هريرة، قال: بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين يوم النحر، نؤذن بمنى أن لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان.
قال حميد بن عبد الرحمان، ثم أردف رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عليا، فأمره أن يؤذن بـ
((براءةً)) .
قال أبو هريرة: فأذن معنا علي في أهل منى يوم النحر: لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان.
ليس في حديث أبي هريرة هذا تصريح برفع ذلك إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وقد روي عنه من وجه آخر بنحو هذا السياق - أيضا -، وروي الحديث - أيضا - من حديث علي بن أبي طالب بلفظ يدل على رفعه.
خرجه الإمام أحمد والترمذي.
وقد روي حديث علي مرفوعا صريحا؛ وروي - أيضا - مرفوعا من حديث ابن عباس بإسناد فيه ضعف.
وبكل حال؛ فإنما نودي بذلك بمنى يوم النحر فِي حجة الصديق - رضي الله عنه - بأمر
رسول الله بذلك، هذا أمر لا يرتاب فيه وإن لم يصرح بذلك في كثير من الروايات.
وقد كانت عادة أهل الجاهلية الطواف بالبيت عراة، فأبطل الله ذلك ونهى عنه.










المستدرك على الصحيحين للحاكم (2/ 361)
3275 - أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا الفضل بن عبد الجبار، ثنا النضر بن شميل، أنبأ شعبة، عن سليمان الشيباني، عن الشعبي، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه، قال: كنت في البعث الذين بعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علي رضي الله عنه ببراءة إلى مكة فقال له ابنه، أو رجل آخر: فبم كنتم تنادون؟ قال: كنا نقول: «لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد، فإن أجله أربعة أشهر فناديت حتى صحل صوتي» هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه "
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
3275 - صحيح



المستدرك على الصحيحين للحاكم (4/ 198)
7354 - أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الصفار، ثنا أحمد بن محمد بن عيسى القاضي، وحدثنا الشيخ أبو بكر بن إسحاق، وأبو بكر بن أبي نصر المروزي، قالا: أنبأ محمد بن غالب، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيغ، عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه " أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه يوم الحج الأكبر بأربع: أن لا يطوف أحد بالبيت عريانا، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يحج مشرك بعد عامه هذا، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدة «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وشاهد حديث أبي هريرة»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
7354 - صحيح


7355 - حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا وهب بن جرير، وسعيد بن عامر، قالا: ثنا شعبة، عن المغيرة، عن الشعبي، عن محرر بن أبي هريرة، عن أبيه، رضي الله عنه قال: كنت مع علي بن أبي طالب، رضي الله عنه حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ببراءة فقيل: ما كنتم تنادون؟ فقال: «كنا ننادي أنه لا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله ومدة عهده إلى أربعة أشهر فإذا مضت الأربعة الأشهر فإن الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يحج بعد العام مشرك» فكنت أنادي حتى صحل صوتي «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»
[التعليق - من تلخيص الذهبي]
7355 - صحيح


صحيح ابن خزيمة (4/ 209)
2702 - حدثنا عيسى بن إبراهيم الغافقي، حدثنا ابن وهب، عن يونس بن يزيد، وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، أنه كان يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر قال ابن شهاب عن حميد بن عبد الرحمن بن عوف عن أبي هريرة قال: بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون الناس يوم النحر ألا لا يحج بعد اليوم مشرك ولا يطوف بالبيت عريان قال ابن شهاب، وكان حميد يقول: يوم النحر يوم الحج الأكبر من أجل حديث أبي هريرة







تفسير ابن أبي حاتم، الأصيل - مخرجا (6/ 1745)
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا عبد الرزاق، أنبأ معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب، عن أبي هريرة في قوله: {براءة من الله ورسوله} [التوبة: 1] قال: لما كان النبي صلى الله عليه وسلم زمان حنين اعتمر من الجعرانة ثم أمر أبا علي تلك الحجة , قال معمر: قال الزهري: وكان أبو هريرة يحدث: أن أبا بكر أمر أبا هريرة أن يؤذن ببراءة في حجة أبي بكر بمكة، قال أبو هريرة: ثم أتبعنا النبي صلى الله عليه وسلم عليا، وأمره أن يؤذن ببراءة وأبو بكر على الموسم كما هو أو قال: على هيئته
حدثنا أحمد بن منصور الرمادي، ثنا سعيد بن سليمان الواسطي، ثنا عباد بن عوام، عن سفيان بن الحسين، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " بعث أبا بكر رضي الله عنه، وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصوى فخرج أبو بكر فزعا ظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علي فدفع إليه كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فأمره على الموسم وأمر عليا ينادي بهؤلاء الكلمات فانطلقا فحجا فقام علي أيام التشريق فنادى: ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك {فسيحوا في الأرض أربعة أشهر} [التوبة: 2] ولا يحجن بعد هذا العام مشرك ولا يطوفن بالبيت عريان ولا يدخل الجنة إلا مؤمن فكان علي رضي الله عنه ينادي بها فإذا بح قام أبو هريرة فنادى بها











رسائل السنة والشيعة لرشيد رضا (2/ 11)
المؤلف: محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني (المتوفى: 1354هـ)
ورأيت في مصنف جديد لبعض الشيعة المعاصرين ضرباً آخر من المبالغة والتكبير (1) لهذه المسألة كما فعل بغيرها من مناقبه كرم الله وجهه من حيث يصغر مناقب الشيخين إن لم يجد شبهة أو وسيلة لإنكارها، حتى إنه جعل تنويه كتاب الله عز وجل بصحبة الصديق الأكبر للرسول الأعظم في هجرته وإثبات معيته عز وجل لهما معاً في الغار مما لا قيمة له ولا يعد مزية للصديق (رض) ولولا أنهم قد نشطوا في هذه الأيام لدعاية الرفض والبدع والصد عن السنة وأعلامها لما جعلنا شبهة التبليغ تستحق أن تذكر وتبين هنا.

ذلك أنه اقتصر من روايات المسألة على ما نقله عن ابن جرير الطبري عن السدى عن من قوله: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس الأربعين - يعني من سورة براءة- بعث بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج. فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة، أتبعه بعلي فأخذها منه. فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شئ قال ((لا، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني)) . اهـ
ثم استنبط من هذه الرواية أنها تدل على أن نفس علي من الرسول صلى الله عليه وسلم منزلة نفسه، وأنه خير الصحابة وأفضلهم عند الله وأكرمهم عليه. فإن من كان بهذه الصفة هو الذي يمثل شخص النبي ويقوم مقامه ويكون بمنزله نفسه الشريفة.

ثم قال: ((ودل هذا القول منه صلى الله عليه وسلم على أن كون على من رسول الله صلى الله عليه وسلم ونفسه نفسه أمر محقق ثابت لا ريب فيه عند أبي بكر ولهذا لم يحتج صلى الله عليه وسلم لذكره. وذلك ظاهر عنه العارف بطريق الاستدلال، وترتيب الأشكال، وقد عمد بعض النواصب إلى الحط من هذه الكرامة. فزعم أنه صلى الله عليه وسلم إنما أراد بأنه نفسه ومنه هو القرب في النسب دون الفضيلة، مدعياً أن من عادة العرب إذا أراد أحدهم أن ينبذ عهداً نبذه بنفسه، أو أرسل به أقرب الناس إليه- الخ ما خالط به، وبني على زعمه هذا أن العباس أقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من علي نسباً، فلماذا لم يرسله بهذا التبليغ، مع علمه بأنه لم يقل أحد من أهل السنة بأنه لابد من الأقرب، بل قالوا: إن التبليغ في مثله لعاقد العهد عصبته الأقربين، ولا بأن الرواية بمعنى ما زعمه)) .

(وأقول) في قلب شبهته هذه حجة عليه:
(أولا) : إن هذا الشيعي المتعصب اختار رواية السدي من روايات في المسألة لأنها تحتمل من تأويله وغلوه ما لا يحتمله غيرها.
(ثانياً) إن السدي قال هذا القول من عند نفسه، ولم يذكر له سنداً إلى أحد من الصحابة. (1)

(ثالثاً) إن ما ذكرناه من الروايات الصحيحة عن على وأبي هريرة وغيرهما من الصحابة يخالف قول السدى هذا من بعض الوجوه وهي أولى بالتقديم والترجيح.

(رابعاً) إن هذا الشيعي الذي يدعى التحقيق لم يذكر قول السدى كله (1) ، بل أسقط منه قول النبي صلى الله عليه وسلم المروي عن غير السدى أيضاً ((أما ترضى يا أبا بكر أن كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض؟)) قال: بلى يا رسول الله. فسار أبو بكر على الحاج وعلى يؤذن ببراءة. فقام يوم الأضحى فقال: لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فله عهده إلى مدته. وإن هذه أيام أكل وشرب، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلماً. فقالو: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطن والضرب فرجع المشركون، فلام بعضهم بعضاً وقالوا ما تصنعون وقد أسلمت قريش؟ فأسلموا اهـ نص رواية السدي هذه في تفسير ابن جرير (ص 27ج10 من الطبعة الاميرية) .
فإذا كان هذا الشيعي يعتمد هذا الرواية - كما هو الظاهر من اختياره لها على غيرها فهي حجة عليه فيما تقدم بيانه، ومنه كون الآية الأربعين من سورة براءة هي قوله تعالى (إلا تنصروه فقد نصره الله، إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار، إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا) .
ولا يظهر لأمره صلى الله عليه وسلم بتبليغها للناس فيم يبلغه من نبذ عهود المشركين وهي ليست من موضوعها إلا بيان فضل أبي بكر ومكانه الخاص من الرسول صلى الله عليه وسلم وحكمة جعله نائباً عنه صلى الله عليه وسلم في إقامة ركن الإسلام الاجتماعي العام، وجعل عَلِيّ نفسه - على قربه وعلو مكانته- تحت إمارته حتى في تبليغه هذه الرسالة الخاصة عنه صلى الله عليه وسلم فقد تقدم في الروايات الصحيحة أن أبا بكر كان يأمره بذلك.
ولهذا أسقط الرافضي بقية الرواية على كونه ينكر على الصديق الأكبر مزية اختيار الرسول صلى الله عليه وسلم إياه بأمر الله على موافقته له وحده في أهم حادثة من تاريخ حياته، وهي الهجرة الشريفة، التي كانت مبدأ ظهور الإسلام، وانتشار نوره في جميع العالم. ولو كانت هذه الصحبة أمراً عادياً أو صغيرة لما ذكرت في القرآن المجيد مقرونة بتسمية الصديق صاحباً لسيد البشر وإثبات معية الله تعالى لها معاً، وفرق بين وصف الله تعالى لشخص معين بهذه الصحبة وبين تعبيره صلى الله عليه وسلم عن أتباعه بالأصحاب، وتواضعاً منه صلى الله عليه وسلم.

ثم إن قوله صلى الله عليه وسلم للصديق: ((وصاحبي على الحوض)) يدل على ما سيكون له معه من الخصوصية والامتياز على جميع المؤمنين في يوم القيامة، ولو كان شأنه فيه كشأن غيره ممن يرد الحوض لما كان لهذا التخصيص في هذا المقام مزية، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم ينزه عن العبث.
(خامساً) : أن قوله صلى الله عليه وسلم ((أو رجل مني)) في رواية السدي قد فسرتها الروايات الأخرى عند الطبري وغيره بقوله صلى الله عليه وسلم: ((أو رجل من أهل بيتي)) وهذا النص الصريح يبطل تأويل كلمة ((مني)) بأن معناها أن نفس على كنفس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه مثله، وأنه أفضل من كل أصحابه.

(سادساً) : إن ما عزاه إلى بعض النواصب هو المعروف عن جميع العلماء من أهل السنة الذين تكلموا في المسألة ولكن لم يقل أحد منهم بأن علياً كرم الله وجهه لا مزيد له في هذا الأمر، ولا أن سبب نوطه به القرابة دون الفضيلة، وأنه تبليغ لا فخر فيه ولا فضل، بل هذا كله مما اعتاد الروافض افتراءه على أن السنة عند نبزهم بلقب النواصب، فإن كان يوجد في النواصب من ينكر مزية على في هذه المسألة ففي الروافض من ينكر ما هو أظهر منها من مزية أبي بكر في نيابته عن الرسول صلى الله عليه وسلم في إمارة الحج وإقامة ركنه وتعليم المناسك وتبليغ الدين للمشركين، ومنعهم من الحج بعد ذلك العام تمهيداً لحجة الوداع، إذ كان يكره صلى الله عليه وسلم أن يحج معهم ويراهم في بيت الله عراة نساؤهم ورجالهم يشركون بالله في بيته، وما يتضمن هذه الإمارة مما تقدم بيانه.
وأهل السنة وسط يعترفون بمزية كل منهما رضي الله عنهما وعن سائر آل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعن المتبعين لهم في إتباع الحق والاعتراف به لأهله، ومحبة كل منهما بغير غلو ولا تقصير؛ وقاتل الله الروافض والنواصب الذين يطرون بعضاً وينكرون فضل الآخر ويعدون محبته منافسة لمحبته.

***_________
(1) ومن ضروب هذه المبالغات ما ابتدعه بعضهم في أثناء حج بيت الله فيما أسموه "مسيرة الوحدة" والبراءة من الشيطان، احتفالاً بهذه الرواية، مع أن الحج لا يحتمل مثل هذه المظاهرات الصاخبة، فما كان من السلطات السعودية إلا التصدي لهذه الفتنة التي افتعلها أولئك القوم والتي وبلغت قمتها في عام 1987، ومما ضاعف من استعدادات السعودية اكتشافها أسلحة خفيفة أثناء تفتيش أمتعة الحجاج الإيرانيين، وهكذا حولوا موسم الحج إلى ساحة حرب، ففي عام 1987 سقط عشرات القتلى، وامتلأت مستشفيات ومستوصفات مكة بالجرحى، وانظر بعض الصور في الملحق في آخر الكتاب.
_________
(1) لذا فإن إسناد هذه الرواية ضعيف لأمرين:
الأولى: الإعضال؛ فإن السدي وهو إسماعيل بن عبد الرحمن إنما يروي عن الصحابة بواسطة التابعين.
والثانية: فيه أسباط وهو صدوق كثير الخطأ، يغرب كما في " التقريب ".
_________
(1) ولم يكن العاملي متفردا - مع الأسف - بهذا الصنيع وحده، بل وافقه في ذلك آخرون على تفاوت بينهم في البتر والحذف، كالأميني في ما يسمى بـ"موسوعة الغدير " 6 / 349 وكذلك مؤلف كتاب أسماه "الحقائق في تاريخ الإسلام ص 104 " وقد حذف الأخير كل ما يتعلق بفضل أبي بكر رضي الله عنه في هذه الرواية.








تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14/ 103)
وبعد، ففي الأخبار المتظاهرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه حين بعث عليا رحمة الله عليه ببراءة إلى أهل العهود بينه وبينهم، أمره فيما أمره أن ينادي به فيهم: "ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته"، أوضح الدليل على صحة ما قلنا. وذلك أن الله لم يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بنقض عهد قوم كان عاهدهم إلى أجل فاستقاموا على عهدهم بترك نقضه، وأنه إنما أجل أربعة أشهر من كان قد نقض عهده قبل التأجيل، أو من كان له عهد إلى أجل غير محدود. فأما من كان أجل عهده محدودا، ولم يجعل بنقضه على نفسه سبيلا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بإتمام عهده إلى غاية أجله مأمورا. وبذلك بعث مناديه ينادي به في أهل الموسم من العرب.
16368- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا قيس، عن مغيرة، عن الشعبي قال، حدثني محرر بن أبي هريرة، عن أبي هريرة قال: كنت مع علي رحمة الله عليه، حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ينادي. فكان إذا صحل صوته ناديت، (1) قلت: بأي شيء كنتم تنادون؟ قال: بأربع: لا يطف بالكعبة عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة، ولا يحج بعد عامنا هذا مشرك. (1)
16369- حدثني محمد بن عمرو قال، حدثنا عفان قال، حدثنا قيس بن الربيع قال، حدثنا الشيباني، عن الشعبي قال: أخبرنا المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه قال: كنت مع علي رضي الله عنه، فذكر نحوه = إلا أنه قال: ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فعهده إلى أجله. (2)
* * *
قال أبو جعفر: وقد حدث بهذا الحديث شعبة، فخالف قيسا في الأجل.
16370- فحدثني يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن المثنى قالا حدثنا عثمان بن عمر قال، حدثنا شعبة، عن المغيرة، عن الشعبي، عن المحرر بن أبي هريرة، عن أبيه قال: كنت مع علي حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة، فكنت أنادي حتى صحل صوتي. فقلت: بأي شيء كنت تنادي؟ قال: أمرنا أن ننادي: أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى أربعة أشهر، فإذا حل الأجل فإن الله بريء من المشركين ورسوله، ولا يطف بالبيت عريان، ولا يحج بعد العام مشرك. (1)
* * *
قال أبو جعفر: وأخشى أن يكون هذا الخبر وهما من ناقله في الأجل، لأن الأخبار متظاهرة في الأجل بخلافه، مع خلاف قيس شعبة في نفس هذا الحديث على ما بينته.
16371- حدثنا محمد بن عبد الأعلى قال، حدثنا محمد بن ثور، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث الأعور، عن علي رحمة الله عليه قال: أمرت بأربع: أمرت أن لا يقرب البيت بعد هذا العام مشرك، ولا يطف رجل بالبيت عريانا، ولا يدخل الجنة إلا كل نفس مسلمة، وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده. (2)
16372- حدثنا أحمد بن إسحاق قال، حدثنا أبو أحمد قال، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع قال: نزلت "براءة"، فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر، ثم أرسل عليا فأخذها منه. فلما رجع أبو بكر قال: هل نزل في شيء؟ قال: لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي. فانطلق إلى مكة، (1*****) فقام فيهم بأربع: أن لا يدخل مكة مشرك بعد عامه هذا، ولا يطف بالكعبة عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فعهده إلى مدته. (2)
16373- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبو أسامة، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي قال: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم حين أنزلت: "براءة" بأربع: أن لا يطف بالبيت عريان، ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم هذا، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة. (3)
16374- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا ابن عبد الأعلى، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رحمة الله عليه، قال: بعثت إلى أهل مكة بأربع، ثم ذكر الحديث. (1)
16375- حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري قال، حدثنا حسين بن محمد قال، حدثنا سليمان بن قرم، عن الأعمش، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر ببراءة، ثم أتبعه عليا، فأخذها منه، فقال أبو بكر: يا رسول الله حدث في شيء؟ قال: "لا أنت صاحبي في الغار وعلى الحوض، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي! وكان الذي بعث به عليا أربعا: لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته. (2)
16376- حدثنا ابن وكيع قال، حدثنا أبي، عن ابن أبي خالد، عن عامر قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عليا رحمة الله عليه، فنادى: ألا لا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته، والله بريء من المشركين ورسوله.
16377- حدثنا ابن حميد قال، حدثنا سلمة قال، حدثنا محمد بن إسحاق، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي قال: لما نزلت براءة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان بعث أبا بكر الصديق رحمة الله عليه ليقيم الحج للناس; قيل له: يا رسول الله، لو بعثت إلى أبي بكر! فقال: لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي! ثم دعا علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، فقال: اخرج بهذه القصة من صدر "براءة"، وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى: أنه لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو إلى مدته. فخرج علي بن أبي طالب رحمة الله عليه على ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم العضباء، حتى أدرك أبا بكر الصديق بالطريق. فلما رآه أبو بكر قال: أمير أو مأمور؟ قال: مأمور، ثم مضيا رحمة الله عليهما، فأقام أبو بكر للناس الحج، والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم من الحج التي كانوا عليها في الجاهلية. حتى إذا كان يوم النحر، قام علي بن أبي طالب رحمة الله عليه، فأذن في الناس بالذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا أيها الناس، لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطف بالبيت عريان، ومن كان له عهد عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو له إلى مدته. فلم يحج بعد ذلك العام مشرك، ولم يطف بالبيت عريان. ثم قدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان هذا من "براءة"، فيمن كان من أهل الشرك من أهل العهد العام، وأهل المدة إلى الأجل المسمى. (1)
16378- حدثني محمد بن الحسين قال، حدثنا أحمد بن المفضل قال، حدثنا أسباط، عن السدي قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية، بعث بهن رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج. فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة، أتبعه بعلي فأخذها منه. فرجع أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، أنزل في شأني شيء؟ قال: لا ولكن لا يبلغ عني غيري، أو رجل مني، أما ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار، وأنك صاحبي على الحوض؟ قال: بلى، يا رسول الله! فسار أبو بكر على الحاج، وعلي يؤذن ببراءة، فقام يوم الأضحى فقال: لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فله عهده إلى مدته، وإن هذه أيام أكل وشرب، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما. فقالوا: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب! فرجع المشركون، فلام بعضهم بعضا وقالوا: ما تصنعون، وقد أسلمت قريش؟ فأسلموا.
16379- حدثنا الحسن بن يحيى قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن زيد بن يثيع، عن علي قال: أمرت بأربع: أن لا يقرب البيت بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن يتم إلى كل ذي عهد عهده = قال معمر: وقاله قتادة. (1)
* * *
قال أبو جعفر: فقد أنبأت هذه الأخبار ونظائرها عن صحة ما قلنا، وأن أجل الأشهر الأربعة إنما كان لمن وصفنا. فأما من كان عهده إلى مدة معلومة، فلم يجعل لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين لنقضه ومظاهرة أعدائهم عليهم سبيلا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد وفى له بعهده إلى مدته، عن أمر الله إياه بذلك. وعلى ذلك دل ظاهر التنزيل، وتظاهرت به الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
__________
(1*****) قوله: " فانطلق "، يعني عليا رحمه الله.
(2) الأثران: 16372، 16373 - حديث زيد بن يثيع، سيرويه من ثلاث طرق، هذا، والذي يليه، ثم رقم: 16379. و " زيد بن يثيع "، أو " أثيع " بالتصغير فيهما، تابعي ثقة قليل الحديث، مضى برقم: 15737. وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده رقم: 594، من طريق سفيان، عن أبي إسحاق السبيعي، وإسناده صحيح. ورواه الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في كراهية الطواف عريانا، وقال: " وفي الباب عن أبي هريرة، قال أبو عيسى: حديث على حسن ". ويعني بحديث أبي هريرة ما سلف رقم: 16368 - 16370. ثم رواه أيضا في كتاب التفسير وقال: " هذا حديث حسن صحيح ". وروى أحمد في مسند أبي بكر رقم: 4، نحو هذا الحديث مطولا، من حديث زيد بن يثيع، عن أبي بكر.
(3) الأثران: 16372، 16373 - حديث زيد بن يثيع، سيرويه من ثلاث طرق، هذا، والذي يليه، ثم رقم: 16379. و " زيد بن يثيع "، أو " أثيع " بالتصغير فيهما، تابعي ثقة قليل الحديث، مضى برقم: 15737. وهذا الخبر رواه أحمد في مسنده رقم: 594، من طريق سفيان، عن أبي إسحاق السبيعي، وإسناده صحيح. ورواه الترمذي في كتاب الحج، باب ما جاء في كراهية الطواف عريانا، وقال: " وفي الباب عن أبي هريرة، قال أبو عيسى: حديث على حسن ". ويعني بحديث أبي هريرة ما سلف رقم: 16368 - 16370. ثم رواه أيضا في كتاب التفسير وقال: " هذا حديث حسن صحيح ". وروى أحمد في مسند أبي بكر رقم: 4، نحو هذا الحديث مطولا، من حديث زيد بن يثيع، عن أبي بكر.






تفسير الطبري = جامع البيان ت شاكر (14/ 113)
وأما قوله: (يوم الحج الأكبر) ، فإنه فيه اختلافا بين أهل العلم.
فقال بعضهم: هو يوم عرفة.
* ذكر من قال ذلك:
16382- حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال، أخبرنا أبو زرعة وهب الله بن راشد قال، أخبرنا حيوة بن شريح قال، أخبرنا أبو صخر: أنه سمع أبا معاوية البجلي من أهل الكوفة يقول: سمعت أبا الصهباء البكري وهو يقول: سألت علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن "يوم الحج الأكبر" فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر بن أبي قحافة رضي الله عنه يقيم للناس الحج، وبعثني معه بأربعين آية من براءة، حتى أتى عرفة فخطب الناس يوم عرفة، فلما قضى خطبته التفت إلي، فقال: قم، يا علي وأد رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم! فقمت فقرأت عليهم أربعين آية من "براءة"، ثم صدرنا، (1) حتى أتينا منى، فرميت الجمرة ونحرت البدنة، ثم حلقت رأسي، وعلمت أن أهل الجمع لم يكونوا حضروا خطبة أبي بكر يوم عرفة، فطفقت أتتبع بها الفساطيط أقرؤها عليهم. (2) فمن ثم إخال حسبتم أنه يوم النحر، ألا وهو يوم عرفة. (3)
__________
(1) " صدر عن الماء والبلاد "، رجع. و " الصدر "، (بفتحتين) ليلة رجوع الناس من عرفة إلى منى. و " صدار البيت " (بضم الصاد وتشديد الدال) : الحجاج الراجعون من حجهم.
(2) " الفساطيط " جمع " فسطاط "، مثل السرادق، وهو أصغر منه، يتخذه المسافرون.
(3) الأثر: 16382 - سبق شرح هذا الإسناد برقم: 5386. " أبو زرعة "، " وهب الله بن راشد المصري "، مضى مرارا، آخرها برقم: 11510، ومراجعه هناك. وكان في المطبوعة هنا: " أبو زرعة وهبة الله بن راشد قالا "، جعله رجلين! ومثله في المخطوطة مثله، إلا أنه كتب " قال " بالإفراد، قدم الكنية على الاسم. والصواب ما أثبت. و " حيوة بن شريح "، مضى مرارا، آخرها: 11510. و " أبو صخر "، هو " حميد بن زياد الخراط "، قال أحمد: " ليس به بأس "، أخرج له مسلم. مضى برقم 4325، وغيرها كثير. و " أبو معاوية البجلي "، هو " عمار بن معاوية الدهني "، كما صرح به الطبري في رقم: 4325، وهو ثقة. مضى في مواضع. و" أبو الصهباء البكري "، سلف بيانه برقم: 5386. وهو إسناد صحيح.







التفسير البسيط (10/ 289)
قال المفسرون: "لما فتح الله مكة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سنة ثمان من الهجرة وخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى غزاة تبوك وتخلف من تخلف من المنافقين وأرجفوا الأراجيف جعل المشركون ينقضون عهودهم فأمر الله رسوله بإلقاء عهودهم إليهم ليأذنوا بالحرب، فلما كانت سنة تسع أراد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الحج ثم قال: "إنه يحضر المشركون فيطوفون عراة فلا أحب أن أحج حتى لا يكون ذلك" (1) فبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا بكر تلك السنة أميرًا على الموسم ليقيم للناس الحج وبعث معه بأربعين آية من صدر براءة ليقرأها على أهل الموسم، فلما سار دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًا فقال: "اخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن بذلك فى الناس إذا اجتمعوا" فخرج علي -رضي الله عنه- على ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العضباء حتى أدرك أبا بكر بذي الحليفة فرجع أبو بكر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء قال: "لا، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني، أما ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض؟! " (2)، قال: بلى يا رسول الله، فسار أبو بكر أميرًا على الحج، وعليّ ليؤذن ببراءة، فقدما مكة، فلما كان قبل التروية بيوم قام أبو بكر فخطب الناس وحدثهم عن مناسكهم، وأقام للناس الحج، والعرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم التي كانوا عليها في الجاهلية من الحج، حتى إذا كان يوم النحر قام علي بن أبي طالب فأذن في الناس بالذي أمره به، وقرأ عليهم سورة براءة، فقال المشركون: "نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب" (1).
وذكر أبو إسحاق السبب في تولية علي تلاوة براءة على المشركين قال: "وذلك لأن العرب جرت عادتها في عقد عهدوها (2) ونقضها أن يتولى ذلك على القبيلة رجل منها، وكان جائزًا أن تقول العرب إذا تُلي عليها نقض العهد من الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذا خلاف ما يعرف فينا في نقض العهود، فأزاح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العلة في ذلك" (3).
وقال عمرو (4) بن بحر: "إن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعث أبا بكر أميرًا على الحاج وولاه الموسم وبعث عليًّا يقرأ على الناس آيات من سورة براءة فكان أبو بكر الإمام وعلي المؤتم، وكان أبو بكر الخطيب وعلي المستمع، وكان أبو بكر الدافع بالموسم ولم يكن لعلي أن يدفع حتى يدفع أبو بكر، وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - "لا يبلغ عني إلا رجل مني" (1) فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يقل ذلك تفضيلًا منه لعلي على غيره في الدين، ولكن عامل العرب على مثل ما كان بعضهم يتعارفه من بعض، وكعادتهم في عقد الحلف وحل العقد، وكان السيد منهم إذا عقد لقوم حلفًا أو عاهد عهدا لم يحل ذلك العقد غيره أو رجل من رهطه دنيا (2) كأخ أو عم فلذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم- ذلك القول (3).
__________
(1) تفسير الثعلبي 6/ 76 أونسبه إلى محمد بن إسحاق ومجاهد وغيرهما، وقد ذكر الزمخشري في "تفسيره" 2/ 172 نحو هذا الأثر، وعلق عليه ابن حجر بقوله: "هذا ملفق من مواضع". انظر: حاشية "تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف" للزيلعي 2/ 49.
(2) في "معاني القرآن وإعرابه": عقودها.
(3) "معاني القرآن وإعرابه" 2/ 428.
(4) في (ح): (عمر)، وهو: عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ، البصري المعتزلي، العلامة المتبحر في فنون الأدب وصاحب التصانيف المشهورة، كان أحد الأذكياء الحفاظ، لكنه كان ماجنًا قيل الدين، كثير الكذب وتوليد الحكايات، توفي سنة 255 هـ.
انظر: "تاريخ بغداد" 12/ 212، و"نزهة الألباء" ص 148، و"سير أعلام النبلاء" 11/ 526.
__________
(1) رواه الترمذي (3090)، كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة التوبة، وأحمد في "المسند".
(2) في "لسان العرب" (دنا): (قالوا: "هو ابن عمي دنية، ودنيًا، منون، ودنيا، غير منون، ودنيا، مقصور: إذا كان ابن عمه لحا .. وكأن أجل ذلك كله (دنيا) أي: رحمًا أدنى إليّ من غيرها".
(3) انظر قول الجاحظ في كتابه العثمانية ص 129 بنحوه، و"زاد المسير" 3/ 392.











شرح مشكل الآثار (9/ 216)
المؤلف: أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري المعروف بالطحاوي (المتوفى: 321هـ)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجة التي كانت قبل حجته من التأمير فيها , ومن قراءة: براءة , على الناس فيها , ومن كان أميره فيها , ومن كان المبلغ عنه فيها من أبي بكر , ومن علي 3584 - أخبرنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا العباس بن محمد - يعني الدوري قال: حدثنا أبو نوح قراد , عن يونس بن أبي إسحاق , عن أبي إسحاق , عن زيد بن يثيع , عن علي , عليه السلام , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث: ببراءة , إلى مكة مع أبي بكر رضي الله عنه , ثم تبعه بعلي , فقال له: " خذ الكتاب , وامض إلى أهل مكة " فلحقته , فأخذت الكتاب منه , فانصرف أبو بكر , وهو كئيب , فقال: يا رسول الله , أنزل في شيء؟ قال: " لا , إلا أني أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي "
3585 - وحدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي , عن عباد - يعني ابن العوام , عن سفيان بن حسين , عن الحكم بن عتيبة , عن مقسم , عن ابن عباس رضي الله عنه: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر رضي الله عنه , وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات , ثم أتبعه عليا , فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم القصواء , فخرج أبو بكر , وظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم , فإذا علي عليه السلام , فدفع إليه كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فأمره على الموسم , وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات , فانطلقا , فقام علي أيام التشريق , فقال: " ذمة الله [ص:219] عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم بريئة من كل مشرك , فسيحوا في الأرض أربعة أشهر , ولا يحجن بعد العام مشرك , ولا يطوفن بالبيت عريان , ولا يدخل الجنة إلا مؤمن ". قال: فكان علي ينادي بها , فإذا بح , قام أبو هريرة , فنادى بها "
3586 - حدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا الوضاح - وهو أبو عوانة قال: حدثنا أبو بلج قال: حدثنا عمرو بن ميمون قال: " إني لجالس عند ابن عباس , إذ أتاه تسعة رهط , فذكر قصة , فقال فيها: " وبعث - يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم - أبا بكر رضي الله عنه بسورة التوبة , وبعث عليا عليه السلام خلفه , فأخذها منه وقال: " لا يذهب [ص:220] بها إلا رجل هو مني , وأنا منه "
3587 - وحدثنا محمد بن علي بن داود قال: حدثنا محمد بن عمران الأخنسي , ح وحدثنا فهد قال: حدثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني قالا: [ص:221] حدثنا محمد بن فضيل قال: حدثنا سالم بن أبي حفصة , عن جميع بن عمير التيمي قال: قال لي عبد الله بن عمر: " إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر وعمر رضي الله عنهما: ببراءة , حتى إذا كانا من طريق مكة بكذا وكذا , إذا هما براكب , وإذا هو علي رضي الله عنه , فقال: يا أبا بكر , هات الكتاب الذي معك , فقال: ما لي يا علي؟ قال: والله ما علمت إلا خيرا , فرجع أبو بكر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله , ما لي؟ قال: " خير , ولكن أمرت ألا يبلغ عني إلا أنا , أو رجل من أهل بيتي ". هكذا في حديث محمد بن علي , وفي حديث فهد: " أو رجل من أهل بيتي علي بن أبي طالب "
3588 - وحدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال: حدثنا حماد , عن سماك بن حرب , عن أنس , عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بعث براءة إلى أهل مكة مع أبي بكر , ثم بعث عليا فقال: " لا يبلغها إلا رجل من أهل بيتي " [ص:222]

3589 - وحدثنا الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا حماد بن سلمة , ثم ذكر بإسناده مثله
3590 - وحدثنا أحمد بن شعيب قال: أخبرنا إسحاق بن إبراهيم قال: قرأت على أبي قرة موسى بن طارق , عن ابن جريج قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن خثيم , عن أبي الزبير , عن جابر , أن النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من عمرة الجعرانة بعث أبا بكر رضي الله عنه على الحج , حتى إذا كنا بالعرج , ثوب بالصبح , ثم استوى ليكبر , فسمع الرغوة خلف ظهره , فوقف عن التكبير , فقال: هذه رغوة ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم , لقد بدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الحج , فلعله أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم , فنصلي معه , فإذا علي رضي الله عنه عليها , فقال له أبو بكر: أمير أو رسول؟ قال: لا , بل رسول , أرسلني رسول الله صلى الله عليه وسلم ببراءة؛ أقرؤها على الناس في مواقف الحج , فقدمنا مكة , فلما كان قبل التروية بيوم , قام أبو بكر رضي الله عنه فخطب الناس , فحدثهم عن مناسكهم , حتى إذا فرغ , قام علي رضي الله عنه فقرأ [ص:223] على الناس براءة حتى ختمها , ثم خرجنا معه , حتى إذا كان يوم عرفة , قام أبو بكر رضي الله عنه , فخطب الناس , فحدثهم عن مناسكهم , حتى إذا فرغ قام علي رضي الله عنه , فقرأ على الناس براءة حتى ختمها , ثم كان يوم النحر فأفضنا , فلما رجع أبو بكر رضي الله عنه , خطب الناس , فحدثهم عن إفاضتهم , وعن نحرهم , وعن مناسكهم , فلما فرغ , قام علي رضي الله عنه , فقرأ على الناس براءة , حتى ختمها , فلما كان يوم النفر الأول , قام أبو بكر رضي الله عنه , فخطب الناس , فحدثهم كيف ينفرون , وكيف يرمون , فعلمهم مناسكهم , فلما فرغ قام علي فقرأ براءة على الناس حتى ختمها " [ص:224] قال أبو جعفر: فقال قائل: فقد روي عن أبي هريرة ما قد دل أن النداء كان بهذه الأشياء التي فيما رويتم مضافة إلى علي كانت بأمر أبي بكر رضي الله عنه.
3591 - فذكر ما قد حدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا أبو اليمان قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة , عن الزهري قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن , أن أبا هريرة رضي الله عنه , قال: " بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: أن لا يحج بعد العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان "
3592 - وحدثنا فهد قال: حدثنا عاصم بن علي قال: حدثنا الليث بن سعيد , عن عقيل , عن محمد بن شهاب الزهري قال: حدثني حميد بن عبد الرحمن , أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: " بعثني أبو بكر في تلك الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى: لا يحج بعد العام مشرك , ولا يطوف بالبيت عريان " قال هذا القائل: فقد دل حديث أبي هريرة هذا على أن التبليغ بهذه الأشياء إنما كان من أبي بكر , لا من علي , وهذا اضطراب في هذه الآثار شديد. فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أنه ما في ذلك اضطراب كما ذكر؛ لأن الإمرة في تلك الحجة , إنما كانت لأبي [ص:226] بكر خاصة , لا شريك له فيها , وكانت الطاعة في الأمر والنهي الذي يكون فيها إلى أبي بكر لا إلى سواه , فمن أجل ذلك بعث أبا هريرة في المؤذنين الذين كانوا معه ليمتثلوا ما يأمرهم به علي رضي الله عنه فيما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم له , وقد دل على ذلك.
3593 - ما قد حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال: حدثنا عثمان بن عمر بن فارس قال: أخبرنا شعبة , عن المغيرة , عن الشعبي , عن المحرر بن أبي هريرة , عن أبيه قال: " كنت مع علي رضي الله عنه حين بعثه النبي صلى الله عليه وسلم ببراءة إلى أهل مكة , فكنت أنادي حتى صحل صوتي , فقيل: بأي شيء كنت تنادي؟ قال: أمرنا أن ننادي: أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن , ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم , فذكر كلمة كأنها عهد , فأجله إلى أربعة أشهر , فإذا مضت الأشهر , فإن الله بريء من المشركين ورسوله , ولا يطوف بالبيت عريان , ولا يحج بعد العام مشرك " [ص:227] قال أبو جعفر: فدل ذلك على أن نداء أبي هريرة إنما كان بما يلقيه علي عليه , وأن مصيره كان إلى علي كان بأمر أبي بكر؛ لأن الأمر كان إليه , إذ كان هو الأمير في تلك الحجة , حتى رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منصرفا منها. وفيما بينا من ذلك علو المرتبة لأبي بكر رضي الله عنه في إمرته على المبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما لا يصلح أن يكون المبلغ له عنه إلا هو. وفيه أيضا علو مرتبة علي رضي الله عنه في اختصاص رسول الله صلى الله عليه وسلم إياه بما اختصه به من التبليغ عنه , وفي ذلك ما يجب على أهل العلم الوقوف على منزلة كل واحد منهما حتى يؤتوه ما جعله الله له , ولا ينتقصوه منه شيئا. والله نسأله التوفيق.


شرح مشكل الآثار (9/ 228)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثته أبا بكر على الحج في تلك الحجة التي ذكرناها في الباب الذي قبل هذا الباب من انشماره إلى ذي المجاز. كما روي عن ابن عباس مما يخالف حديث جابر الذي ذكرناه في الباب الذي قبل هذا الباب
3594 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال: حدثنا المقدمي قال: حدثنا فضيل بن سليمان النميري قال: حدثنا موسى - يعني ابن عقبة قال: أخبرني كريب , عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا بكر على الحج , فلم يقرب الكعبة , ولكنه انشمر إلى ذي المجاز يخبر الناس بمناسكهم , ويبلغهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , حتى أتى عرفة من قبل ذي المجاز , وذلك أنهم لم يكونوا تمتعوا بالحج إلى العمرة " [ص:229] فقال قائل: كيف تقبلون هذا , وفيه ترك أشياء من أسباب الحج؟ وهي طواف القدوم , والخطبة في مكة في اليوم الذي قبل يوم التروية , واللبث بمنى الوقت الذي يلبثه الحاج فيها , ثم يصيرون منها إلى عرفة؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه: أن الذي كان من أبي بكر مما في هذا الحديث , كان لمعنى يجب الوقوف عليه ويعلم؛ لأنه كان سوق ذي المجاز أحد الأسواق التي كانت العرب يجتمعون فيها للتبايع والتجارات , فمنهم من يحج , ومنهم من ينصرف إلى داره بلا حج , فأراد أبو بكر رضي الله عنه أن يجتمعوا في موسم الحج ليسمعوا ما يقرأ عليهم فيه مما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم له عليا رضي الله عنه. فمما روي في سوق ذي المجاز أنه كان كذلك.
3595 - ما قد حدثنا عبد الغني بن أبي عقيل قال: حدثنا سفيان , عن عمرو بن دينار , عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " كانت عكاظ , وذو المجاز , ومجنة , الأسواق في الجاهلية , فلما جاء الإسلام كأنهم تأثموا أن يتجروا , فأنزل الله: {ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم} [البقرة: 198] , في مواسم الحج "
وما قد حدثنا ابن أبي عقيل قال: حدثنا سفيان , عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: سمعت ابن الزبير يقول: {ليس عليكم جناح} [البقرة: 198] أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج " [ص:232] هكذا حدث به ابن أبي عقيل , عن ابن عيينة , وقد حدث به غيره عنه بخلاف ذلك.
3596 - كما قد حدثنا فهد قال: حدثنا ابن الأصبهاني قال: أخبرنا سفيان , عن عمرو , عن ابن عباس , وعن عبيد الله بن أبي يزيد , عن ابن الزبير قال: " كانت عكاظ , ومجنة , وذو المجاز أسواقا في الجاهلية يتجرون فيها , فلما جاء الإسلام كأنهم تأثموا منها , فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم , فنزلت: {ليس عليكم جناح} [البقرة: 198] أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج " قال أبو جعفر: فكان الذي من أبي بكر رضي الله عنه من انشماره إلى ذي المجاز ليأمر الناس جميعا بموافاة الموسم , ليسمعوا ما يقرأ هناك مما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه من بعثه فيه , وعسى أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أمره بذلك , ثم صار إلى عرفة بالناس , فوقف بها , وهي صلة الحج الذي لا بد منه , ثم رجع إلى مكة بعد أن صار إلى المزدلفة , وبعد أن رمى وحلق , حتى طاف بالبيت طواف يوم النحر , وهو طواف الزيارة الذي لا يتم الحج إلا به , ولا اختلاف بين أهل العلم أن من طاف ولم يكن طاف عند قدومه بالبيت , أنه يرمل في الثلاثة الأشواط الأول منها , إذا لم يرملها في الطواف الذي يرمل فيه , وهو طواف القدوم , وأنه سعى بعد ذلك بين الصفا والمروة , كما يسعى [ص:233] بعد طواف القدوم بخلاف ما يفعله من طاف بالبيت يوم النحر , وقد كان طاف طواف القدوم من ترك الرمل فيه , ومن ترك السعي بين الصفا والمروة , ولم يهمل أبو بكر رضي الله عنه أمر الخطبة التي قبل يوم التروية بمكة؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كان له على مكة حينئذ عامل له عليها , وهو عتاب بن أسيد الأموي , فخطب الناس بمكة في ذلك اليوم , ثم وافى أبا بكر بالناس بعرفة حتى قضى بهم بقية حجهم , فكان الذي كان من أبي بكر رضي الله عنه في حجه مما إليه القيام به للناس , إذ كان أميرهم في حجهم , لا نقص فيه عما يجب أن يفعله أمير الحاج في حجه بالناس , وهي حجة لم يكن قبلها في الإسلام حجة إلا حجة واحدة حجها بالناس عتاب بن أسيد في سنة ثمان , [ص:234] ويقال: إنها كانت في غير ذي الحجة , لأن الزمان أيضا استدار إلى ذي الحجة في الحجة التي حجها أبو بكر بالناس , وأقر الحج فيه , وحج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس في السنة التي بعدها في ذي الحجة , وجرى الأمر على ذلك إلى يوم القيامة. والله نسأله التوفيق.






























تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 122)
قال: وفيها حج أبو بكر بالناس ثم خرج أبو بكر من المدينة في ثلاثمائة، وبعث معه رسول الله ص بعشرين بدنة، وساق أبو بكر خمس بدنات وحج فيها عبد الرحمن بن عوف وأهدى.
وبعث رسول الله ص على بن ابى طالب ع على أثر أبي بكر رضي الله عنه، فأدركه بالعرج، فقرأ علي عليه براءة يوم النحر عند العقبة فحدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا أحمد بن المفضل، قال:
حدثنا أسباط، عن السدي، قال: لما نزلت هذه الآيات إلى رأس الأربعين - يعني من سورة براءة- فبعث بهن رسول الله مع أبي بكر، وأمره على الحج، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي، فأخذها منه، [فرجع أبو بكر الى النبي ص، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي! أنزل في شأني شيء؟ قال: لا، ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني أما ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار، وأنك صاحبي على الحوض!] قال: بلى يا رسول الله فسار أبو بكر على الحج، [وسار علي يؤذن ببراءة، فقام يوم الأضحى فآذن فقال: لا يقربن المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله عهد فله عهده إلى مدته، وإن هذه أيام أكل وشرب، وإن الله لا يدخل الجنة إلا من كان مسلما] فقالوا: نحن نبرأ من عهدك وعهد ابن عمك إلا من الطعن والضرب.
فرجع المشركون فلام بعضهم بعضا، وقالوا: ما تصنعون وقد أسلمت قريش! فأسلموا.
حدثنى الحارث بن محمد، قال: حدثنا عبد العزيز بن أبان، قال:
حدثنا أبو معشر، قال: حدثنا محمد بن كعب القرظي وغيره، قالوا: بعث رسول الله ص أبا بكر أميرا على الموسم سنة تسع، وبعث علي بن أبي طالب بثلاثين أو أربعين آية من براءة، فقرأها على الناس، يؤجل المشركين أربعة أشهر يسيحون في الأرض، فقرأ عليهم براءة يوم عرفة، أجل المشركين عشرين يوما من ذي الحجة والمحرم وصفر وشهر ربيع الأول وعشرا من ربيع الآخر، وقرأها عليهم في منازلهم، ولا يحجن بعد عامنا هذا مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان.













المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (3/ 372)
. وفي هذه السنة حج أبو بكر رضي الله عنه بالناس في ذي الحجة [3]
قاله محمد، وقال مجاهد: وافقت حجة أبي بكر ذي القعدة، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام القابل في ذي الحجة، وذلك حين قال: «إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السموات والأرض» وذلك أن العرب كانوا يستعملون النسيء فيؤخرون تحريم المحرم إلى صفر، ثم كذلك حتى تتدافع الشهور فيستدير التحريم على السنة كلها، فوافقت حجة أبي بكر ذي القعدة.
وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعمله على الحج، فحج في ثلاثمائة رجل، وبعث معه رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بدنة، فلما كان بالعرج لحقه علي بن أبي طالب رضي الله عنه على ناقته القصواء، فقال أبو بكر: استعملك رسول الله على الحج؟ قال: لا، ولكن بعثني أقرأ براءة على الناس وأنبذ إلى كل ذي عهد/ عهده، فمضى أبو بكر فحج بالناس، وقرأ علي رضي الله عنه براءة، وقال: لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ثم رجعا قافلين إلى المدينة. روى أبو سعيد الخدري، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر على الموسم، وبعث بسورة براءة وأربع كلمات إلى الناس، فلحقه علي بن أبي طالب رضي الله عنهما في الطريق، فأخذ علي رضي الله عنه السورة والكلمات وكان يبلغ وأبو بكر على الموسم، فإذا قرأ السورة نادى: لا تدخل الجنة إلا نفس مسلمة ولا يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامه هذا، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فأجله إلى مدته.
فلما رجعا قال أبو بكر رضي الله عنه: ما لي هل نزل في شيء؟ قال: لا إلا خيرا، قال: وما ذاك؟ قال: إن عليا رضي الله عنه لحق بي فأخذ مني السورة والكلمات.
قال: أجل لم يكن يبلغها إلا أنا أو رجل مني






الكامل في التاريخ (2/ 156)
[ذكر حج أبي بكر - رضي الله عنه -]
وفيها «حج أبو بكر بالناس ومعه عشرون بدنة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولنفسه خمس بدنات، وكان في ثلاثمائة رجل، فلما كان بذي الحليفة أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أثره عليا، وأمره بقراءة سورة " براءة " على المشركين، فعاد أبو بكر وقال: يا رسول الله، أنزل في شيء؟ قال: لا، ولكن لا يبلغ عني إلا أنا أو رجل مني، ألا ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار وصاحبي على الحوض؟ قال: بلى، فسار أبو بكر أميرا على الموسم، فأقام الناس الحج، وحجت العرب الكفار على عادتهم في الجاهلية، وعلي يؤذن ب " براءة "، فنادى يوم الأضحى: لا يحجن بعد العام مشرك، ولا يطوفن بالبيت عريان، ومن كان بينه وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد؛ فأجله إلى مدته» . ورجع المشركون، فلام بعضهم بعضا وقالوا: ما تصنعون وقد أسلمت قريش؟ فأسلموا.






تاريخ ابن خلدون (2/ 472)
ثم أنزل الله على نبيّه الأربعين آية من أوّل براءة في نبذ هذا العهد الّذي بينه وبين المشركين أن لا يصدوا عن البيت، ونهوا أن يقرب المسجد الحرام مشرك بعد ذلك، وأن لا يطوف بالبيت عريان، ومن كان [2] بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فيتم له إلى مدّته، وأجلّهم أربعة أشهر من يوم النحر. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه الآيات أبا بكر وأمّره على إقامة الحج بالموسم من هذه السنة، فبلغ ذا الحليفة فأتبعه بعليّ فأخذها منه، فرجع أبو بكر مشفقا أن يكون نزل فيه قرآن، فقال له النبيّ صلى الله عليه وسلم: لم ينزل شيء ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني. فسار ابو بكر على الحج وعليّ على الأذان ببراءة، فحج أبو بكر بالناس وهم على حجّ الجاهلية، وقام عليّ عند العقبة يوم الأضحى فأذّن بالآية التي جاء بها.




منهاج السنة النبوية (5/ 36)
والذي فيه من الصحيح (2) ليس هو من خصائص الأئمة، بل ولا من خصائص علي، بل قد شاركه فيه غيره، مثل كونه يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ومثل استخلافه وكونه منه بمنزلة هارون من موسى، ومثل كون علي مولى من النبي - صلى الله عليه وسلم - مولاه (3) فإن كل مؤمن موال لله ورسوله، ومثل كون (براءة) لا يبلغها إلا رجل من بني هاشم ; فإن هذا يشترك فيه جميع الهاشميين، لما روي أن العادة كانت جارية بأن لا ينقض العهود ويحلها (4) إلا رجل من قبيلة المطاع.











التفسير الحديث (9/ 347)
المؤلف: دروزة محمد عزت
ومن الروايات ما هو في صدد الذي قام بالتبليغ الرباني والنبوي. وهذه متعددة ومتضاربة أيضا. فمما رواه الطبري منها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحبّ أن يحج في السنة التالية لفتح مكة أي في السنة التاسعة لأنه يحضر البيت مشركون ويطوفون عراة فأرسل أبا بكر ليحجّ بالناس وأن صدر براءة نزل بعد سفره فأرسله مع علي بن أبي طالب وأمره أن ينادي بالناس بالمسائل الأربع. ومنها أن أبا بكر لما رأى عليا مقبلا ليبلغ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع فقال للنبي هل نزل فيّ شيء قال لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتي. ومنها أن الآيات لما نزلت قيل للنبي لو بعثت بها إلى أبي بكر فقال لا يؤدي عني إلا رجل من أهل بيتي، وروي في سياق ذلك أن أبا بكر سأل عليّا لما أقبل عليه أأميرا أم مأمورا؟ فقال له بل مأمور فأقام
أبو بكر للناس الحجّ وقام علي فأذّن في الناس بالمسائل الأربع. ومنها أن النبيّ أرسلها مع أبي بكر حينما أمّره على الحجّ ثم أتبعه بعليّ فأخذها منه في الطريق فرجع إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم وقال له بأبي أنت وأمي أأنزل في شأني شيء قال لا ولكن لا يبلغ عني غيري إلا رجل منّي. وفي رواية إلّا أنا أو علي. وسأله ألا ترضى يا أبا بكر أنك كنت معي في الغار وأنك صاحبي على الحوض. قال بلى يا رسول الله.
ومنها أن أبا بكر لما قضى يوم عرفة وخطب في الناس قال لعلي قم فأدّ رسالة رسول الله. ومنها عن أبي هريرة أنه كان مع عليّ حين بعثه النبيّ صلى الله عليه وسلم ينادي في الناس فكان إذا صحل صوته- أي صوت علي- نادى هو. وقد روى البخاري حديثا عن أبي هريرة جاء فيه: «بعثني أبو بكر في الحجة التي أمّره رسول الله عليها قبل حجة الوداع في رهط يؤذّنون في الناس بمنى ألا يحجّ بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان. ثم أردف النبيّ صلى الله عليه وسلم بعلي يؤذّن ببراءة فأذّن معنا في أهل منى يوم النحر ببراءة» «1» وروى الترمذي حديثا عن أبي هريرة جاء فيه: «بعث النبيّ صلى الله عليه وسلم أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات ثم أتبعه عليا فبينا أبو بكر في الطريق سمع رغاء ناقة رسول الله القصواء فخرج فزعا فظنّ أنه رسول الله فإذا هو علي فدفع إليه كتاب رسول الله وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات. فانطلقا فحجّا فقام علي أيام التشريق فنادى «ذمة الله ورسوله بريئة من كل مشرك. فسيحوا في الأرض أربعة أشهر. ولا يحجّنّ بعد العام مشرك. ولا يطوفنّ بالبيت عريان. ولا يدخل الجنة إلّا مؤمن. وكان علي ينادي فإذا عيي قام أبو بكر فنادى بها» «2» . وروى الترمذي حديثا آخر جاء فيه: «سئل علي بأي شيء بعثت في الحجّة. قال بعثت بأربع: أن لا يطوف بالبيت عريان. ومن كان بينه وبين النبي عهد فهو إلى مدته. ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر. ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة. ولا يجتمع المسلمون والمشركون بعد عامهم هذا» «3» . وروى ابن سعد الحديث الذي رواه البخاري بدون جملة «ثم أردف النبيّ بعليّ إلخ» «1» وروى ابن كثير حديثا عن علي أخرجه الإمام أحمد جاء فيه: «لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى الله عليه وسلم دعا أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب إلى أهل مكة فاقرأه عليه فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ورجع أبو بكر إلى النبي فقال يا رسول الله نزل في شيء. فقال لا ولكن جبريل جاءني فقال لن يؤدي عنك إلّا أنت أو رجل منك» وروى حديثا آخر عن علي أيضا «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه ببراءة قال يا نبيّ الله إني لست باللسن ولا بالخطيب قال لا بدّ لي من أن أذهب بها أنا أو تذهب بها أنت قال فإن كان ولا بدّ فسأذهب أنا قال انطلق فإن الله يثبت لسانك ويهدي قلبك ثم وضع يده على فيه» .
ونحن نخشى بل نرجح أن يكون الهوى الشيعي قد لعب دورا في بعض هذه الروايات وبخاصة في الروايات التي فيها «لا يبلّغ عني إلّا أنا أو رجل من أهل بيتي أو إلّا أنا أو عليّ أو إلّا رجل مني» والتي فيها «جاءني جبريل ... إلخ» ثم الرواية التي تذكر «أن النبي بعد أن أعطى الآيات لأبي بكر أو كلّفه بالمهمة أرسل عليّا فأخذها منه في الطريق» . ولا سيما أن الشيعة يعلقون أهمية عظمى على هذه الروايات وقد استخرجوا منها اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم عليّا بما هو من خصائصه النبوية وعدّوها دليلا على أنه والنبي شيء واحد وأنه وريثه في هذه الخصائص «2» .
ومن المحتمل أن يكون أهل السنّة رأوا في إناطة إمارة الحج بأبي بكر دليلا على خلافته للنبي صلى الله عليه وسلم من بعده فأراد الشيعة أن يهوّنوا من هذا الدليل أو يبطلوه.
ولعلّ بعض أهل السنّة لعبوا دورا في بعض الروايات بالمقابلة في رواية كون عليّ قال لأبي بكر إنه جاء مأمورا ولم يجىء أميرا ...
فليس يعقل قط أن النبيّ صلى الله عليه وسلم بعد أن يرسل الآيات مع أبي بكر أو يكلفه بإعلان المسائل يبعث عليّا ليأخذها منه. وليس يعقل قط أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا يبلّغ عني إلّا رجل مني أو إلّا من أهل بيتي في أمر لا صلة له بالاعتبارات الأسروية وإنما هو متصل بمهمته العظمى التي اختصه الله تعالى بها لخصائصه الذاتية التي عبّرت عنها جملة اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ [الأنعام: 124] وجملة وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم: 4] . ولقد كان من المعقول أكثر لو فكّر النبيّ صلى الله عليه وسلم بمثل هذه الاعتبارات- وحاشاه ذلك- أن يرسل عليّا أميرا على الحجّ دون أبي بكر. وحديث البخاري عن أبي بكر الذي يعتبر أصحّ الأحاديث والروايات الواردة في هذا الصدد صريحة بأن النبي صلى الله عليه وسلم كلّف أبا بكر ببعض المسائل الواردة في الآيات ثم أرسل عليّا بمسألة أخرى رأى وجوب إعلانها أيضا. وأن الإعلان كان بإشراف أبي بكر وأمره وأن عليّا شارك أو ساعده فيه. وهذا هو الذي يعقل أن يكون وقع دون الحواشي والزوائد الواردة في الروايات الأخرى والله تعالى أعلم.
__________
(1) التاج ج 4 ص 114- 115.
(2) المصدر نفسه.
(3) المصدر نفسه.
__________
(1) ابن سعد ج 3 ص 222.
(2) في تفسير رشيد رضا فصل طويل في مزاعم الشيعة وما يعلقونه على هذا الأمر من أهمية.
سواء في اختصاص النبي عليا بالتبليغ عنه أم في عدم تفويض ذلك لأبي بكر يؤيد ما قلناه من أن الهوى الشيعي الحزبي لعب دورا في بعض هذه الروايات. [.....]