فهرست عامالسورةفهرست قرآن كريم

بسم الله الرحمن الرحیم

آية بعدآية [276] در مصحف از مجموع [6236]آية قبل

2|269|يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ

تجرد نفس-لا مجرد سوی الله تعالی

بسم الله الرحمن الرحیم

فهرست علوم
علم کلام



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏1 101 باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه ..... ص : 96
السادس ما ذهب إليه الفلاسفة و أثبتوه بزعمهم من جوهر مجرد قديم لا تعلق له بالمادة ذاتا و لا فعلا و القول به كما ذكروه مستلزم لإنكار كثير من ضروريات الدين من حدوث العالم و غيره مما لا يسع المقام ذكره و بعض المنتحلين منهم للإسلام أثبتوا عقولا حادثة و هي أيضا على ما أثبتوها مستلزمة لإنكار كثير من الأصول المقررة الإسلامية مع أنه لا يظهر من الأخبار وجود مجرد سوى الله تعالى.




بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏1 102 باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه ..... ص : 96
و هو منطبق على هذا المعنى لأن أقل درجاته مناط صحة أصل التكليف و كل درجة من درجاته مناط صحة بعض التكاليف و في بعض الأخبار إياك مكان بك في كل مواضع و في بعضها في بعضها فالمراد المبالغة في اشتراط التكليف به فكأنه هو المكلف حقيقة و ما في بعض الأخبار من أنه أول خلق من الروحانيين فيحتمل أن يكون المراد أول مقدر من الصفات المتعلقة بالروح أو أول غريزة يطبع عليها النفس و تودع فيها أو يكون أوليته باعتبار أولية ما يتعلق به من النفوس و أما إذا احتملت على المعنى الخامس فيحتمل أن يكون أيضا على التمثيل كما مر و كونها مخلوقة ظاهر و كونها أول مخلوق إما باعتبار أن النفوس خلقت قبل الأجساد كما ورد في الأخبار المستفيضة فيحتمل أن يكون خلق الأرواح مقدما على خلق جميع المخلوقات غيرها لكن خبر أول ما خلق الله العقل ما وجدته في الأخبار المعتبرة و إنما هو مأخوذ من أخبار العامة و ظاهر أكثر أخبارنا أن أول المخلوقات الماء أو الهواء كما سيأتي في كتاب السماء و العالم نعم ورد في أخبارنا أن العقل أول خلق من الروحانيين و هو لا ينافي تقدم خلق بعض الأجسام على خلقه و حينئذ فالمراد بإقبالها بناء على ما ذهب إليه جماعة من تجرد النفس إقبالها إلى عالم المجردات و بإدبارها تعلقها بالبدن و الماديات أو المراد بإقبالها إقبالها إلى المقامات العالية و الدرجات الرفيعة و بإدبارها هبوطها عن تلك المقامات و توجهها إلى تحصيل الأمور الدنية الدنيوية و تشبهها بالبهائم و الحيوانات فعلى ما ذكرنا من التمثيل يكون الغرض بيان أن لها هذه الاستعدادات المختلفة و هذه الشئون المتباعدة و إن لم نحمل على التمثيل يمكن أن يكون الاستنطاق حقيقيا و أن يكون كناية عن جعلها مدركة للكليات و كذا الأمر بالإقبال و الإدبار



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏1 103 باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه ..... ص : 96
يمكن أن يكون حقيقيا لظهور انقيادها لما يريده تعالى منها و أن يكون أمرا تكوينيا لتكون قابلة للأمرين أي الصعود إلى الكمال و القرب و الوصال و الهبوط إلى النقص و ما يوجب الوبال أو لتكون في درجة متوسطة من التجرد لتعلقها بالماديات لكن تجرد النفس لم يثبت لنا من الأخبار بل الظاهر منها ماديتها كما سنبين فيما بعد إن شاء الله تعالى.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏1 103 باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه ..... ص : 96
و أما المعنى السادس فلو قال أحد بجوهر مجرد لا يقول بقدمه و لا يتوقف تأثير الواجب في الممكنات عليه و لا بتأثيره في خلق الأشياء و يسميه العقل و يجعل بعض تلك الأخبار منطبقا على ما سماه عقلا فيمكنه أن يقول إن إقباله عبارة عن توجهه إلى المبدأ و إدباره عبارة عن توجهه إلى النفوس لإشراقه عليها و استكمالها به.
فإذا عرفت ذلك فاستمع لما يتلى عليك من الحق الحقيق بالبيان و بأن لا يبالي بما يشمئز عنه من نواقص الأذهان.
فاعلم أن أكثر ما أثبتوه لهذه العقول قد ثبت لأرواح النبي و الأئمة ع في أخبارنا المتواترة على وجه آخر فإنهم أثبتوا القدم للعقل و قد ثبت التقدم في الخلق لأرواحهم إما على جميع المخلوقات أو على سائر الروحانيين في أخبار متواترة و أيضا أثبتوا لها التوسط في الإيجاد أو الاشتراط في التأثير و قد ثبت في الأخبار كونهم ع علة غائية لجميع المخلوقات و أنه لولاهم لما خلق الله الأفلاك و غيرها و أثبتوا لها كونها وسائط في إفاضة العلوم و المعارف على النفوس و الأرواح و قد ثبت في الأخبار أن جميع العلوم و الحقائق و المعارف بتوسطهم تفيض على سائر الخلق حتى الملائكة و الأنبياء.
و الحاصل أنه قد ثبت بالأخبار المستفيضة أنهم ع الوسائل بين الخلق و بين الحق في إفاضة جميع الرحمات و العلوم و الكمالات على جميع الخلق فكلما يكون التوسل بهم و الإذعان بفضلهم أكثر كان فيضان الكمالات من الله أكثر و لما سلكوا سبيل الرياضات و التفكرات مستبدين بآراءهم على غير قانون الشريعة المقدسة ظهرت عليهم حقيقة هذا الأمر ملبسا مشتبها فأخطئوا في ذلك و أثبتوا عقولا و تكلموا في‏
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 104
ذلك فضولا «1» فعلى قياس ما قالوا يمكن أن يكون المراد بالعقل نور النبي ص الذي انشعبت منه أنوار الأئمة ع و استنطاقه على الحقيقة أو بجعله محلا للمعارف الغير المتناهية و المراد بالأمر بالإقبال ترقيه على مراتب الكمال و جذبه إلى أعلى مقام القرب و الوصال و بإدباره إما إنزاله إلى البدن أو الأمر بتكميل الخلق بعد غاية الكمال فإنه يلزمه التنزل عن غاية مراتب القرب بسبب معاشرة الخلق و يومئ إليه قوله تعالى قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا «2» و قد بسطنا الكلام في ذلك في الفوائد الطريفة و يحتمل أن يكون المراد بالإقبال الإقبال إلى الخلق و بالإدبار الرجوع إلى عالم القدس بعد إتمام التبليغ و يؤيده ما في بعض الأخبار من تقديم الإدبار على الإقبال و على التقادير فالمراد بقوله تعالى و لا أكلمك يمكن أن يكون المراد و لا أكمل محبتك و الارتباط بك و كونك واسطة بينه و بيني إلا فيمن أحبه أو يكون الخطاب مع روحهم و نورهم ع و المراد بالإكمال إكماله في أبدانهم الشريفة أي هذا النور بعد تشعبه بأي بدن تعلق و كمل فيه يكون ذلك الشخص أحب الخلق إلى الله تعالى و قوله إياك‏
__________________________________________________
(1) بل لانهم تحققوا أولا أن الظواهر الدينية تتوقف في حجيتها على البرهان الذي يقيمه العقل، و العقل في ركونه و اطمينانه إلى المقدمات البرهانية لا يفرق بين مقدمة و مقدمة، فإذا قام برهان على شي‏ء اضطر العقل إلى قبوله، و ثانيا أن الظواهر الدينية متوقفة على ظهور اللفظ، و هو دليل ظنى، و الظن لا يقاوم العلم الحاصل بالبرهان لو قام على شي‏ء. و أما الاخذ بالبراهين في أصول الدين ثم عزل العقل في ما ورد فيه آحاد الاخبار من المعارف العقلية فليس الا من قبيل إبطال المقدمة بالنتيجة التي تستنتج منها، و هو صريح التناقض- و الله الهادى- فان هذه الظواهر الدينية لو أبطلت حكم العقل لابطلت أولا حكم نفسها المستند في حجيته الى حكم العقل و طريق الاحتياط الدينى لمن لم يتثبت في الأبحاث العميقة العقلية أن يتعلق بظاهر الكتاب و ظواهر الاخبار المستفيضة و يرجع علم حقائقها إلى الله عز اسمه، و يجتنب الورود في الأبحاث العميقة العقلية إثباتا و نفيا اما اثباتا فلكونه مظنة الضلال، و فيه تعرض للهلاك الدائم، و أما نفيا فلما فيه من و بال القول بغير علم و الانتصار للدين بما لا يرضى به الله سبحانه، و الابتلاء بالمناقضة في النظر.
و اعتبر في ذلك بما ابتلى به المؤلف رحمه الله فانه لم يطعن في آراء أهل النظر في مباحث المبدأ و المعاد بشي‏ء إلا ابتلى بالقول به بعينه أو بأشد منه كما سنشير إليه في موارده، و أول ذلك ما في هذه المسألة فانه طعن فيها على الحكماء في قولهم بالمجردات ثم أثبت جميع خواص التجرد على أنوار النبي و الأئمة عليهم السلام، و لم يتنبه أنه لو استحال وجود موجود مجرد غير الله سبحانه لم يتغير حكم استحالته بتغيير اسمه، و تسمية ما يسمونه عقلا بالنور و الطينة و نحوهما. ط.
(2) الطلاق: 11.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏1، ص: 105
آمر التخصيص إما لكونهم صلوات الله عليهم مكلفين بما لم يكلف به غيرهم و يتأتى منهم من حق عبادته تعالى ما لا يتأتى من غيرهم أو لاشتراط صحة أعمال العباد بولايتهم و الإقرار بفضلهم بنحو ما مر من التجوز و بهذا التحقيق يمكن الجمع بين‏
ما روي عن النبي ص أول ما خلق الله نوري.
و بين‏
ما روي أول ما خلق الله العقل.
و ما روي أول ما خلق الله النور.
إن صحت أسانيدها و تحقيق هذا الكلام على ما ينبغي يحتاج إلى نوع من البسط و الإطناب و لو وفينا حقه لكنا أخلفنا ما وعدناه في صدر الكتاب.
و أما الخبر الأخير فهو من غوامض الأخبار و الظاهر أن الكلام فيه مسوق على نحو الرموز و الأسرار و يحتمل أن يكون كناية عن تعلقه بكل مكلف و إن لذلك التعلق وقتا خاصا و قبل ذلك الوقت موانع عن تعلق العقل من الأغشية الظلمانية و الكدورات الهيولانية كستر مسدول على وجه العقل و يمكن حمله على ظاهر حقيقته على بعض الاحتمالات السالفة و قوله خلقه ملك لعله بالإضافة أي خلقته كخلقة الملائكة في لطافته و روحانيته و يحتمل أن يكون خلقه مضافا إلى الضمير مبتدأ و ملك خبره أي خلقته خلقة ملك أو هو ملك حقيقة و الله يعلم.





بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏1 104 باب 2 حقيقة العقل و كيفيته و بدو خلقه ..... ص : 96
و اعتبر في ذلك بما ابتلى به المؤلف رحمه الله فانه لم يطعن في آراء أهل النظر في مباحث المبدأ و المعاد بشي‏ء إلا ابتلى بالقول به بعينه أو بأشد منه كما سنشير إليه في موارده، و أول ذلك ما في هذه المسألة فانه طعن فيها على الحكماء في قولهم بالمجردات ثم أثبت جميع خواص التجرد على أنوار النبي و الأئمة عليهم السلام، و لم يتنبه أنه لو استحال وجود موجود مجرد غير الله سبحانه لم يتغير حكم استحالته بتغيير اسمه، و تسمية ما يسمونه عقلا بالنور و الطينة و نحوهما. ط.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏2 194 باب 26 أن حديثهم ع صعب مستصعب و أن كلامهم ذو وجوه كثيرة و فضل التدبر في أخبارهم ع و التسليم لهم و النهي عن رد أخبارهم ..... ص : 182
و قال المفضل قال أبو جعفر ع إن حديثنا صعب مستصعب ذكوان أجرد لا يحتمله ملك مقرب و لا نبي مرسل و لا عبد امتحن الله قلبه للإيمان أما الصعب فهو الذي لم يركب بعد و أما المستصعب فهو الذي يهرب منه إذا رأى و أما الذكوان فهو ذكاء المؤمنين و أما الأجرد فهو الذي لا يتعلق به شي‏ء من بين يديه و لا من خلفه و هو قول الله الله نزل أحسن الحديث فأحسن الحديث حديثنا لا يحتمل أحد من الخلائق أمره بكماله حتى يحده لأن من حد شيئا فهو أكبر منه.





بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏3 151 باب 4 الخبر المشتهر بتوحيد المفضل بن عمر ..... ص : 57
ثم اعلم أن بعض تلك الفقرات تومئ إلى تجرد النفس و الله يعلم و حججه صلوات الله عليهم أجمعين.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏6، ص: 271
و هذا يتم على تجسم الروح و تجرده و إن كان يمكن تصحيح بعض الأخبار بالقول بتجسم الروح أيضا بدون الأجساد المثالية لكن مع ورود الأجساد المثالية في الأخبار المعتبرة المؤيدة بالأخبار المستفيضة لا محيص عن القول بها و ليس هذا من التناسخ الباطل في شي‏ء إذ التناسخ لم يتم دليل عقلي على امتناعه إذ أكثرها عليلة مدخولة و لو تمت لا تجري أكثرها فيما نحن فيه كما لا يخفى على من تدبر فيها و العمدة في نفيه «1» ضرورة الدين و إجماع المسلمين و ظاهر أن هذا غير داخل فيما انعقد الإجماع و الضرورة على نفيه كيف و قد قال به كثير من المسلمين كشيخنا المفيد قدس الله روحه و غيره من علمائنا المتكلمين و المحدثين بل لا يبعد القول بتعلق الروح بالأجساد المثالية عند النوم أيضا كما يشهد به ما يرى في المنام و قد وقع في الأخبار تشبيه حالة البرزخ و ما يجري فيها بحالة الرؤيا و ما يشاهد فيها كما مر بل يمكن أن يكون للنفوس القوية العالية أجساد مثالية كثيرة كأئمتنا صلوات الله عليهم حتى لا نحتاج إلى بعض التأويلات و التوجيهات في حضورهم عند كل ميت و سائر ما سيأتي في كتاب الإمامة في غرائب أحوالهم من عروجهم إلى السماوات كل ليلة جمعة و غير ذلك.



بحار الأنوار (ط - بيروت) ج‏58 26 باب 42 حقيقة النفس و الروح و أحوالهما ..... ص : 1
و أقول بعد تسليم مقدمات دلائله و عدم التعرض لتزييفها و منعها إنما تدل على أن الروح غير البدن و أجزائه و الحواس الظاهرة و الباطنة و لا تدل على تجردها لم لا يجوز أن تكون جسما لطيفا من عالم الملكوت تتعلق بالبدن أو تدخله و تخرج عند الموت و تبقى محفوظة إلى النشور كما سنحققه إن شاء الله تعالى.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 40
10- التوحيد، عن أحمد بن الحسن القطان عن الحسن بن علي السكراني «3» عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع إن للجسم ستة أحوال الصحة و المرض و الموت و الحياة و النوم و اليقظة و كذلك الروح فحياتها علمها و موتها جهلها و مرضها شكها و صحتها يقينها و نومها غفلتها و يقظتها حفظها «4».
11 منتخب البصائر، عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين و موسى بن عمر عن محمد بن سنان عن المفضل عن أبي عبد الله ع قال: مثل روح المؤمن و بدنه كجوهرة في صندوق إذا أخرجت «5» الجوهرة منه طرح الصندوق و لم يعبأ به و قال إن الأرواح‏ لا تمازج البدن و لا تواكله «1» و إنما هي كلل «2» للبدن محيطة به.
البصائر، عن بعض أصحابنا عن المفضل مثله «3» بيان استدل بآخر هذه الرواية على تجرد الروح إذ لم يقل أحد بكونها جسما خارجا من البدن و يمكن أن يكون هذا بيان حالها بعد الموت فإن أول الخبر ظاهره الدخول.
__________________________________________________
(1) في البصائر: لا تداخله.
(2) فيه: كالكلل.
(3) بصائر الدرجات: 463.




بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏58، ص: 104
تتمة
أقول بعد ما أحطت خبرا بما قيل في هذا الباب من الأقوال المتشتتة و الآراء المتخالفة و بعض دلائلهم عليها لا يخفى عليك أنه لم يقم دليل عقلي على التجرد و لا على المادية و ظواهر الآيات و الأخبار تدل على تجسم الروح و النفس و إن كان بعضها قابلا للتأويل و ما استدلوا به على التجرد لا يدل دلالة صريحة عليه و إن كان في بعضها إيماء إليه فما يحكم به بعضهم من تكفير القائل بالتجرد إفراط و تحكم كيف و قد قال به جماعة من علماء الإمامية و نحاريرهم و جزم القائلين بالتجرد أيضا بمحض شبهات ضعيفة مع أن ظواهر الآيات و الأخبار تنفيه أيضا جرأة و تفريط فالأمر مردد بين أن يكون جسما لطيفا نورانيا ملكوتيا داخلا في البدن تقبضه الملائكة عند الموت و تبقى معذبا أو منعما بنفسه أو بجسد مثالي يتعلق به كما مر في الأخبار أو يلهى عنه إلى أن ينفخ في الصور كما في المستضعفين و لا استبعاد في أن يخلق الله جسما لطيفا يبقيه أزمنة متطاولة كما يقول المسلمون في الملائكة و الجن و يمكن أن يرى في بعض الأحوال بنفسه أو بجسده المثالي و لا يرى في بعض الأحوال بنفسه أو بجسده بقدرة الله سبحانه أو يكون مجردا يتعلق بعد قطع تعلقه عن جسده الأصلي بجسد مثالي و يكون قبض الروح و بلوغها الحلقوم و أمثال ذلك تجوزا عن‏ قطع تعلقها أو أجرى عليها أحكام ما تعلقت أولا به و هو الروح الحيواني البخاري مجازا.
ثم الظاهر من الأخبار أن النفس الإنساني غير الروح الحيواني و غير سائر أجزاء البدن المعروفة و أما كونها جسما لطيفا خارجا من البدن محيطا به أو متعلقا به فهو بعيد و لم يقل به أحد و إن كان يستفاد من ظواهر بعض الأخبار كما عرفت.
و قد يستدل على بطلان القول بوجود مجرد سوى الله بقوله سبحانه ليس كمثله شي‏ء «1» و هو ضعيف إذ يمكن أن يكون تجرده سبحانه مباينا لتجرد غيره كما تقول في السمع و البصر و القدرة و غيرها.
و قد يستدل على نفيه بما سبق من الأخبار الدالة على أن الوحدة مختصة به تعالى و أن غيره سبحانه متجزئ كخبر فتح بن يزيد عن أبي الحسن ع و قال ف








توحيد المفضل ؛ ؛ ص179
فإن قالوا كيف يعقل أن يكون مباينا لكل شي‏ء متعاليا عن كل شي‏ء قيل لهم الحق الذي تطلب معرفته من الأشياء هو أربعة أوجه فأولها أن ينظر أ موجود هو أم ليس بموجود و الثاني أن يعرف ما هو في ذاته و جوهره و الثالث أن يعرف كيف هو و ما صفته و الرابع أن يعلم لما ذا هو و لأي علة فليس من هذه الوجوه شي‏ء يمكن للمخلوق أن يعرفه من الخالق حق معرفته غير أنه موجود فقط فإذا قلنا و كيف و ما هو فممتنع علم كنهه و كمال المعرفة به و أما لما ذا هو فساقط في صفة الخالق لأنه جل ثناؤه علة كل شي‏ء و ليس شي‏ء بعلة له ثم ليس‏
توحيد المفضل، ص: 180
علم الإنسان بأنه موجود يوجب له أن يعلم ما هو و كيف هو كما أن علمه بوجود النفس لا يوجب أن يعلم ما هي و كيف هي و كذلك الأمور الروحانية اللطيفة فإن قالوا فأنتم الآن تصفون من قصور العلم عنه وصفا حتى كأنه غير معلوم قيل لهم هو كذلك من جهة إذا رام العقل معرفة كنهه و الإحاطة به و هو من جهة أخرى أقرب من كل قريب إذا استدل عليه بالدلائل الشافية فهو من جهة كالواضح لا يخفى على أحد و هو من جهة كالغامض لا يدركه أحد و كذلك العقل أيضا ظاهر بشواهده و مستور بذاته‏
________________________________________
مفضل بن عمر، توحيد المفضل، 1جلد، داورى - ايران ؛ قم، چاپ: سوم، بى تا.