کلام شیخ مفید قده

کلمات شیخ مفید قده در باره قرائات
العطیة الغدیریة الاولی و الثانیة-تلقی الشیخ الصدوق فی الاعتقادات من اختلاف الرواة فی القرآن-غدیریة ۱۴۴۵



أوائل المقالات في المذاهب و المختارات 80 59 القول في تأليف القرآن و ما ذكر قوم من الزيادة فيه و النقصان ..... ص : 80
59 القول في تأليف القرآن و ما ذكر قوم من الزيادة فيه و النقصان‏
أقول إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد ص باختلاف القرآن و ما أحدثه بعض الظالمين فيه من الحذف‏
أوائل المقالات في المذاهب و المختارات، ص: 81
و النقصان فأما القول في التأليف فالموجود يقضي فيه بتقديم المتأخر و تأخير المتقدم و من عرف الناسخ و المنسوخ و المكي و المدني لم يرتب بما ذكرناه.
و أما النقصان فإن العقول لا تحيله و لا تمنع من وقوعه و قد امتحنت مقالة من ادعاه و كلمت عليه المعتزلة و غيرهم طويلا فلم أظفر منهم بحجة أعتمدها في فساده و قد قال جماعة من أهل الإمامة إنه لم ينقص من كلمة و لا من آية و لا من سورة و لكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين ع من تأويله و تفسير معانيه على حقيقة تنزيله و ذلك كان ثابتا منزلا و إن لم يكن من جملة كلام الله تعالى الذي هو القرآن المعجز و قد يسمى تأويل القرآن قرآنا قال الله تعالى‏ وَ لا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى‏ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَ قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً فسمى تأويل القرآن قرآنا و هذا ما ليس فيه بين أهل التفسير اختلاف.
و عندي أن هذا القول أشبه من مقال من ادعى نقصان كلم من نفس القرآن على الحقيقة دون التأويل و إليه أميل و الله أسأل توفيقه للصواب.
و أما الزيادة فيه فمقطوع على فسادها من وجه و يجوز صحتها من وجه فالوجه الذي أقطع على فساده أن يمكن لأحد من الخلق زيادة مقدار سورة فيه على حد يلتبس به عند أحد من الفصحاء و أما الوجه المجوز فهو أن يزاد فيه الكلمة و الكلمتان و الحرف و الحرفان و ما أشبه ذلك مما لا يبلغ حد الإعجاز و يكون ملتبسا عند أكثر الفصحاء بكلم القرآن غير أنه لا بد متى وقع ذلك من أن‏
أوائل المقالات في المذاهب و المختارات، ص: 82
يدل الله عليه و يوضح لعباده عن الحق فيه و لست أقطع على كون ذلك بل أميل إلى عدمه و سلامة القرآن عنه و معي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد ع و هذا المذهب بخلاف ما سمعناه عن بني نوبخت رحمهم الله من الزيادة في القرآن و النقصان فيه و قد ذهب إليه جماعة من متكلمي الإمامية و أهل الفقه منهم و الاعتبار
60 القول في أبواب الوعيد




المسائل العكبرية 118 ما بال مصحف أمير المؤمنين ع لم يظهره حتى يقرؤه الناس و هل الحجة ثابتة بهذا المتداول أم لا ..... ص : 118
المسائل العكبرية، ص: 118
[ما بال مصحف أمير المؤمنين ع لم يظهره حتى يقرؤه الناس و هل الحجة ثابتة بهذا المتداول أم لا]
(المسألة التاسعة و الأربعون) و سأل فقال رأينا الناس بعد الرسول قد اختلفوا خلافا عظيما في فروع الدين و بعض أصوله حتى لم يتفقوا على شي‏ء منه و حرفوا الكتاب و جمع كل واحد منهم مصحفا و زعم أنه الحق مثل أبي بن كعب و ابن مسعود و عثمان بن عفان و رويتم أن أمير المؤمنين ع جمع القرآن و لم يظهره و لا تداوله الناس كما ظهر غيره و لم يكن أبي و ابن مسعود بأجل من أمير المؤمنين ع في قلوب الناس و لم يتمكن عثمان منعهما مما جمعاه و لا حظر عليهما قراءته فما بال مصحف أمير المؤمنين ع لم يظهره حتى يقرؤه الناس و يعرفوه و هل الحجة ثابتة بهذا المتداول أم لا.
و الجواب أن سبب اختلاف الناس في الفروع و الأصول بعد النبي ص عدول جمهورهم عن أمير المؤمنين و تقديم من قدموه عليه و رغبتهم عن الاقتداء بآل محمد ع و التجائهم إلى من عمل في دينه بالرأي و الظنون و الأهواء و لو اتبعوا سبيل الحق في الاقتداء بالعترة ع و التمسك بالكتاب لما وجد بينهم تنازع و اختلاف.
قال الله تعالى اسمه في ذم ما صاروا إليه من الاختلاف و نهيهم عن ذلك‏ وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ‏ و نفى عن دينه و كتابه الاختلاف فقال سبحانه‏ وَ لَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ
المسائل العكبرية، ص: 119
اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً.
فأما سؤاله عن ظهور مصحفي أبي و ابن مسعود و استتار مصحف أمير المؤمنين ع فالسبب في ذلك عظم وطأة أمير المؤمنين ع على ملوك الزمان و خفة وطأة أبي و ابن مسعود عليهم و ما اعتقدوه من الفساد بظهور خلاف أمير المؤمنين ع و قلة احتفالهم بسواه و لأن أمير المؤمنين كان في عداد الأضداد لهم و الأنداد و أبي و ابن مسعود في عداد الرعية و الأتباع و لم يكن على القوم كثرة ضرر بظهور مصحفيهما بخلاف مصحف أمير المؤمنين ع فبذلك تباينت الحالتان في مصاحف القوم.
(فصل) مع أنه لا يثبت لأبي و ابن مسعود وجود مصحفين منفردين و إنما يذكر ذلك من طريق الظن و أخبار الآحاد و قد جاءت بكثير مما يضاف إلى أمير المؤمنين ع من القراءة أخبار الآحاد التي جاءت بقراءة أبي و ابن مسعود على ما ذكرناه.
(فصل) و أما قوله خبرونا هل الحجة ثابتة فيما جمعه عثمان فإن أراد بالحجة الإعجاز فهي فيه و إن أراد الحجة في جميع المنزل فهي في أكثره دون جميعه و هذا الباب يطول الشرح بمعناه و فيما أثبتناه منه كفاية إن شاء الله تعالى.
المسائل العكبرية، ص: 120
[البحث في رقية و زينب هل كانتا ابنتي رسول الله ص و لما ذا زوجهما بكافرين‏]
(المسألة الخمسون) و سأل فقال الناس مختلفون في رقية و زينب هل كانتا ابنتي رسول ص أم ربيبتيه فإن كانتا ابنتيه فكيف زوجهما من أبي العاص بن الربيع و عتبة بن أبي لهب و قد كان عندنا منذ أكمل الله عقله على الإيمان و ولد مبعوثا و لم يزل نبيا ص و ما باله رد الناس عن فاطمة ع و لم يزوج






المسائل السروية، ص: 78

المسألة التاسعة صيانة القرآن من التحريف‏

ما قوله أدام الله تعالى حراسته‏ «1» في القرآن أ هو ما بين الدفتين الذي في أيدي الناس أم هل ضاع مما أنزل الله تعالى على نبيه منه شي‏ء أم لا.

و هل هو ما جمعه أمير المؤمنين ع أم ما جمعه عثمان بن عفان على ما يذكره المخالفون.

الجواب لا شك‏ «2» أن الذي بين الدفتين‏ من القرآن جميعه‏ «3» كلام‏ الله‏ تعالى و تنزيله و ليس فيه شي‏ء من كلام البشر و هو جمهور المنزل.

و الباقي مما أنزله‏ «4» الله تعالى‏ «5» عند المستحفظ للشريعة المستودع‏

______________________________
(1) في «أ» و «م»: تمكينه.

(2) «لا شك» ليس في «ب» و «ج» و «د».

(3) «جميعه» ليس في «أ» و «م».

(4) في «م»: أنزل.

(5) زاد في «ب» و «د» و «م»: قرآنا.

المسائل السروية، ص: 79

للأحكام لم يضع‏ «1» منه شي‏ء «2».

و إن كان الذي جمع ما بين الدفتين الآن لم يجعله في جملة ما جمع لأسباب‏ «3» دعته إلى ذلك منها قصوره عن معرفة بعضه.

و منها: شكه فيه و عدم تيقنه‏ «4».

و منها: ما تعمد إخراجه منه.

و قد جمع أمير المؤمنين ع القرآن المنزل من أوله إلى آخره و ألفه بحسب ما وجب من تأليفه فقدم المكي على المدني و المنسوخ على الناسخ و وضع كل شي‏ء منه في محله‏ «5».

فلذلك‏

قال جعفر بن محمد الصادق ع‏ أما و الله لو قرئ القرآن كما أنزل لألفيتمونا فيه مسمين كما سمي من كان قبلنا «6»

______________________________
(1) في «أ» و «م»: يقع.

(2) أراد ما كان مثبتا في النسخ الأولى من تأويل لبعض الآيات، و سيأتي بيانه.

(3) في «أ»: أشياء، و في «م»: و الأسباب.

(4) في «ب» و «ج» و «د»: و منه ما شك فيه و منه ما عمد بنفيه.

(5) في «أ» و «ب» و «ج» و «د»: حقه.

(6) تفسير العياشي 1: 13 ح/ 5- 6 بهذا النص: عن داود بن فرقد، عمن أخبره، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: «لو قد قرئ القرآن كما انزل لألفيتنا فيه مسمين» و قال سعيد ابن الحسين الكندي عن ابي جعفر عليه السلام بعد مسمين: «كما سمي من قبلنا».

قال السيد الخوئي: يعارض جميع هذه الروايات صحيحة أبي بصير المروية في الكافي، قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تعالى: أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم‏- النساء: 59- فقال: «نزلت في علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهم السلام».

فقلت له: إن الناس يقولون: فماله لم يسم عليا و أهل بيته في كتاب الله؟-

المسائل السروية، ص: 80

و قال ع‏ نزل القرآن أربعة أرباع ربع فينا و ربع في عدونا و ربع سنن‏ «1» و أمثال و ربع فرائض‏ «2» و أحكام و لنا أهل البيت كرائم‏ «3» القرآن‏ «4»

______________________________
- قال عليه السلام: «فقولوا لهم: إن رسول الله صلى الله عليه و آله نزلت عليه الصلاة و لم يسم لهم ثلاثا و لا أربعا، حتى كان رسول الله صلى الله عليه و آله هو الذي فسر لهم ذلك ...»- الكافي 1: 226/ 1- فتكون هذه الصحيحة حاكمة على جميع تلك الروايات و موضحة للمراد منها، و أن ذكر أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الروايات قد كان بعنوان التفسير، أو بعنوان التنزيل مع عدم الأمر بالتبليغ.

قال: و مما يدل على أن اسم أمير المؤمنين عليه السلام لم يذكر صريحا في القرآن حديث الغدير، فإنه صريح في أن النبي صلى الله عليه و آله إنما نصب عليا عليه السلام بأمر الله و بعد أن ورد عليه التأكيد في ذلك، و بعد أن وعده الله بالعصمة من الناس، و لو كان اسم علي عليه السلام مذكورا في القرآن لم يحتج إلى ذلك النصب، و لما خشي رسول الله صلى الله عليه و آله من إظهار ذلك. و على الجملة: فصحة حديث الغدير توجب الحكم بكذب هذه الروايات التي تقول: إن أسماء الأئمة مذكورة في القرآن، و لا سيما أن حديث الغدير كان في حجة الوداع التي وقعت في أواخر حياة النبي صلى الله عليه و آله و نزول عامة القرآن ...

البيان في تفسير القرآن: 231.

و سيأتي بيان الشيخ المفيد في هذه الروايات أنها أخبار آحاد.

و له رحمه الله في كتابه (أوائل المقالات) ص 55 ما نصه: إنه لم ينقص من كلمة و لا من آية و لا من سورة، و لكن حذف ما كان مثبتا في مصحف أمير المؤمنين عليه السلام من تأويله و تفسير معانيه على حقيقة تنزيله.

و قد فصل الكلام في هذا الباب الإمام البلاغي في مقدمة تفسيره (آلاء الرحمن) ص 24- 29.

(1) في النسخ: قصص، و ما أثبتناه من المصدر.

(2) في «ب» و «ج» و «د»: قضايا.

(3) في النسخ: فضائل، و ما أثبتناه من المصدر.

(4) أخرجه بهذا النص العياشي في تفسيره 1: 9 ح/ 1، و أخرجه ثقة الإسلام الكليني في-

المسائل السروية، ص: 81

فصل لزوم التقيد بما بين الدفتين‏

غير أن الخبر قد صح عن أئمتنا ع أنهم أمروا بقراءة ما بين الدفتين و أن لا «1» يتعداه إلى زيادة فيه و لا نقصان منه حتى يقوم القائم ع فيقرأ للناس‏ «2» القرآن على ما أنزله الله تعالى و جمعه أمير المؤمنين ع‏ «3».

______________________________
- الكافي- كتاب فضل القرآن، باب النوادر- 2: 459 ح/ 4 و ليس فيه «و لنا أهل البيت كرائم القرآن». و كلاهما عن أبي جعفر عليهما السلام. قال العلامة المجلسي: حديث موثق. مرآة العقول 12: 517. و ورد نحوه عن أمير المؤمنين عليه السلام في الكافي 2:

459 ح/ 2.

(1) «لا» سقطت من «د».

(2) «للناس» ليس في «ج» و «م».

(3) الحديث في الكافي- كتاب فضل القرآن، باب النوادر- 2: 462 ح/ 23، و ضعفه العلامة المجلسي في (مرآة العقول) 12: 523 ح/ 23، و انظر أيضا كتاب (التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف): 80.

و لكن الذي يؤيد كلام المصنف الحديث الحسن الإسناد الذي أخرجه الكليني عن الفضيل بن يسار، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الناس يقولون: إن القرآن نزل على سبعة أحرف. فقال عليه السلام: «كذبوا، أعداء الله، و لكنه نزل على حرف واحد من عند الواحد».

الكافي 2: 461 ح/ 13، مرآة العقول 12: 520 و يشهد له ما أخرجه الكليني أيضا-

المسائل السروية، ص: 82

و إنما نهونا ع عن قراءة ما وردت به الأخبار من أحرف تزيد على الثابت في المصحف لأنها لم تأت على التواتر و إنما جاء بها الآحاد و قد يغلط الواحد في ما ينقله.

و لأنه متى قرأ الإنسان بما خالف ما بين الدفتين قرر بنفسه‏ «1» و عرض نفسه للهلاك.

فنهونا ع عن‏ «2» قراءة القرآن بخلاف ما ثبت بين الدفتين‏ «3» لما ذكرناه‏

فصل‏ «4» وحدة القرآن و تعدد القراءات‏

فإن قال قائل كيف يصح القول بأن الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالى على الحقيقة من غير زيادة فيه و لا نقصان‏ «5» و أنتم تروون‏

______________________________
- عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إن القرآن واحد، نزل من عند الواحد، و لكن الاختلاف يجي‏ء من قبل الرواة».

الكافي 2: 461 ح/ 12.

(1) غرر بنفسه: عرضها للهلاك. و زاد في «ب» و «ج» و «د»: مع أهل الخلاف، و اغرى به الجبارين.

(2) في «ب» و «د»: فمنعونا عليه السلام من.

(3) «غر بنفسه ... بين الدفتين» ليس في «م».

(4) من هنا حتى نهاية جواب هذه المسألة سقط من «أ».

(5) صرح بهذا القول و انتصر له جل أعلام الإمامية، و به تواترت تقريراتهم، و منهم- غير-

المسائل السروية، ص: 83

عن الأئمة ع أنهم قرءوا كنتم خير أئمة أخرجت للناس و كذلك جعلناكم أئمة وسطا و قرءوا يسألونك الأنفال و هذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس‏ «1».

قيل له قد مضى الجواب عن هذا و هو «2» أن الأخبار التي جاءت بذلك‏

______________________________
- الشيخ المفيد-:

الشيخ الصدوق (381 ه)، قال: اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالى على نبيه محمد صلى الله عليه و آله هو ما بين الدفتين، و هو ما في أيدي الناس.

اعتقادات الصدوق- المطبوع مع شرح الباب الحادي عشر-: 93.

الشريف المرتضى علم الهدى (436 ه)، و شيخ الطائفة الطوسي (460 ه)، و الشيخ أبو علي الطبرسي (548) قالوا: الصحيح من مذهبنا أن القرآن الكريم هو ما بين الدفتين، و لم يطرأ عليه زيادة و لا نقصان.

انظر: تفسير التبيان 1: 3 مجمع البيان 1: 38.

العلامة الحلي (627 ه)، و قد سئل عن ذلك، فقال: الحق أنه لا تبديل، و لا تأخير، و لا تقديم فيه، و أنه لم يزد و لم ينقص و نعوذ بالله من أن يعتقد مثل ذلك، فإنه يوجب التطرق إلى معجزة الرسول صلى الله عليه و آله المنقولة بالتواتر.

أجوبة المسائل المهناوية: 121.

الشيخ زين الدين البياضي العاملي (877 ه): علم بالضرورة تواتر القرآن بجملته و تفاصيله، و كان التشديد في حفظه أتم، حتى نازعوا في أسماء السور و التفسيرات، و إنما اشتغل الأكثر عن حفظه بالتفكر في معانيه و أحكامه، و لو زيد فيه أو نقص لعلمه كل عاقل و إن لم يحفظه لمخالفة فصاحته و أسلوبه.

الصراط المستقيم 1: 45.

(1) «و قرءوا: و يسألونك ... أيدي الناس» ليس في «م».

(2) «قد مضى ... و هو» ليس في «ج» و «م».

المسائل السروية، ص: 84

أخبار آحاد لا يقطع على الله تعالى بصحتها «1» فلذلك وقفنا فيها و لم نعدل عما في المصحف الظاهر على ما أمرنا به حسب ما بيناه.

مع‏ «2» أنه لا ينكر أن تأتي القراءة «3» على وجهين منزلين أحدهما ما تضمنه المصحف.

و الثاني ما جاء به الخبر كما يعترف مخالفونا به من نزول القرآن على أوجه شتى.

فمن ذلك قوله تعالى‏ و ما هو على الغيب بضنين‏ «4» يريد ما هو ببخيل.

و بالقراءة الأخرى و ما هو على الغيب بظنين يريد بمتهم‏ «5».

و مثل قوله تعالى‏ جنات تجري تحتها الأنهار «6».

______________________________
(1) قال الإمام البلاغي في الرد على رواية «و جعلناكم أئمة وسطا»: إن ما روي مرسلا في تفسيري النعماني و سعد من أن الآية: «أئمة وسطا» لا بد من حمله على التفسير، و أن التحريف إنما هو للمعنى. و دليله حديث أمير المؤمنين عليه السلام: «نحن الذين قال الله: و كذلك جعلناكم أمة وسطا». و حديث الإمام الصادق عليه السلام في قوله تعالى:

و كذلك جعلناكم أمة وسطا: «نحن الأمة الوسطى».

آلاء الرحمن: 27.

(2) في «أ» و «ب» و «د» و «م»: مع ما.

(3) في «م»: يأتي بالقرآن.

(4) التكوير 81: 24.

(5) تاريخ بغداد 4: 351، الدر المنثور 7: 434 من حديث عائشة، و في الدر المنثور 7:

435 عن ابن عباس و زر.

(6) التوبة 9: 100.

المسائل السروية، ص: 85

و على قراءة أخرى من تحتها الأنهار «1».

و نحو قوله تعالى‏ إن هذان لساحران‏ «2».

و في قراءة أخرى‏ «3» إن هذين لساحران‏ «4».

و ما أشبه ذلك مما يكثر تعداده و يطول الجواب بإثباته و فيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى‏

______________________________
(1) الكشاف للزمخشري 2: 305، قال فيه: في مصاحف أهل مكة «تجري من تحتها» و هي قراءة ابن كثير.

(2) طه 20: 63.

(3) في «م»: قرئ.

(4) الكشاف 3: 72، تفسير الرازي 22: 74- 75، تفسير القرطبي 11: 216، و فيها:

قرأ أبو عمرو: «إن هذين لساحران» و رويت عن عثمان، و عائشة و غيرهما من الصحابة، و عن سعيد بن جبير و إبراهيم النخعي و غيرهم من التابعين، و من القراء: عيسى بن عمر، و عاصم الجحدري. و ذكروا لها ست قراءات، و أحصاها جميعا أبو جعفر النحاس في (إعراب القرآن) ج 3: 43.





















****************
ارسال شده توسط:
BH
Monday - 7/7/2025 - 14:7

كامل الزيارات ؛ النص ؛ ص260

حدثني أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال حدثني أبو عيسى عبيد الله بن الفضل بن محمد بن هلال الطائي البصري ره قال حدثني أبو عثمان سعيد بن محمد قال حدثنا محمد بن سلام بن يسار [سيار] الكوفي قال حدثني أحمد بن محمد الواسطي قال حدثني عيسى بن أبي شيبة القاضي قال حدثني نوح بن دراج قال حدثني قدامة بن زائدة عن أبيه قال قال علي بن الحسين ع‏ بلغني يا زائدة أنك تزور قبر أبي عبد الله الحسين ع أحيانا فقلت إن ذلك لكما بلغك فقال لي فلما ذا تفعل ذلك و لك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا و تفضيلنا و ذكر فضائلنا و الواجب على هذه الأمة من حقنا فقلت و الله ما أريد بذلك إلا الله و رسوله و لا أحفل بسخط من سخط و لا يكبر في صدري مكروه ينالني بسببه فقال و الله إن ذلك لكذلك- فقلت و الله إن ذلك لكذلك يقولها ثلاثا و أقولها ثلاثا فقال‏ أبشر ثم أبشر ثم أبشر فلأخبرنك بخبر كان عندي في النخب [البحر] المخزون- فإنه لما أصابنا بالطف‏ ما أصابنا و قتل أبي ع و قتل من كان معه- من ولده و إخوته و سائر أهله و حملت حرمه و نساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة فجعلت أنظر إليهم صرعى و لم يواروا فعظم ذلك في صدري و اشتد لما أرى منهم قلقي فكادت نفسي تخرج و تبينت ذلك مني عمتي زينب الكبرى بنت علي ع فقالت ما لي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي و أبي و إخوتي فقلت و كيف لا أجزع و أهلع و قد أرى سيدي و إخوتي و عمومتي و ولد عمي و أهلي مصرعين بدمائهم مرملين بالعراء مسلبين لا يكفنون و لا يوارون و لا يعرج عليهم أحد و لا يقربهم بشر كأنهم أهل بيت من الديلم و الخزر فقالت لا يجزعنك ما ترى فو الله إن ذلك لعهد من رسول الله ص‏ إلى جدك و أبيك و عمك و لقد أخذ الله الميثاق [ميثاق‏] أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة و هم معروفون في أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها و هذه الجسوم المضرجة و ينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره و لا يعفو رسمه على كرور الليالي و الأيام و ليجتهدن أئمة الكفر و أشياع الضلالة في محوه و تطميسه فلا يزداد أثره إلا ظهورا و أمره إلا علوا فقلت و ما هذا العهد و ما هذا الخبر فقالت نعم حدثتني أم أيمن أن رسول الله ص زار منزل فاطمة ع في يوم من الأيام فعملت له حريرة و أتاه علي ع بطبق فيه تمر ثم قالت أم أيمن فأتيتهم بعس فيه لبن و زبد فأكل رسول الله ص و علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع من تلك الحريرة- و شرب رسول الله ص و شربوا من ذلك اللبن ثم أكل و أكلوا من ذلك التمر و الزبد ثم غسل رسول الله ص يده- و علي يصب عليه الماء فلما فرغ من غسل يده مسح وجهه ثم نظر إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين نظرا عرفنا به السرور في وجهه ثم رمق بطرفه نحو السماء مليا ثم إنه وجه وجهه نحو القبلة و بسط يديه و دعا ثم خر ساجدا و هو ينشج فأطال النشوج و علا نحيبه و جرت دموعه ثم رفع رأسه و أطرق إلى الأرض و دموعه تقطر كأنها صوب المطر فحزنت فاطمة و علي‏ و الحسن و الحسين ع و حزنت معهم لما رأينا من رسول الله ص و هبناه أن نسأله حتى إذا طال ذلك قال له علي و قالت له فاطمة ما يبكيك يا رسول الله لا أبكى الله عينيك فقد أقرح قلوبنا ما نرى من حالك فقال يا أخي سررت بكم و قال مزاحم بن عبد الوارث في حديثه هاهنا فقال يا حبيبي إني سررت بكم سرورا ما سررت مثله قط- و إني لأنظر إليكم و أحمد الله على نعمته علي فيكم إذ هبط علي جبرئيل ع فقال يا محمد إن الله تبارك و تعالى اطلع على ما في نفسك و عرف سرورك بأخيك و ابنتك و سبطيك فأكمل لك النعمة و هنأك العطية بأن جعلهم و ذرياتهم و محبيهم و شيعتهم معك في الجنة لا يفرق بينك و بينهم يحبون كما تحب و يعطون كما تعطي حتى ترضى و فوق الرضا على بلوى كثيرة تنالهم في الدنيا و مكاره تصيبهم بأيدي أناس ينتحلون ملتك و يزعمون أنهم من أمتك براء من الله و منك خبطا خبطا و قتلا قتلا- شتى مصارعهم نائية قبورهم خيرة من الله لهم و لك فيهم فاحمد الله عز و جل على خيرته و ارض بقضائه فحمدت الله و رضيت بقضائه بما اختاره لكم ثم قال لي جبرئيل يا محمد إن أخاك مضطهد بعدك مغلوب على أمتك متعوب من أعدائك ثم مقتول بعدك يقتله أشر الخلق و الخليقة- و أشقى البرية يكون نظير عاقر الناقة ببلد تكون إليه هجرته و هو مغرس شيعته و شيعة ولده و فيه على كل حال يكثر بلواهم و يعظم مصابهم و إن سبطك‏ هذا و أومأ بيده إلى الحسين ع مقتول في عصابة من ذريتك و أهل بيتك و أخيار من أمتك بضفة الفرات بأرض يقال لها كربلاء من أجلها يكثر الكرب و البلاء على أعدائك و أعداء ذريتك في اليوم الذي لا ينقضي كربه و لا تفنى حسرته و هي أطيب بقاع الأرض و أعظمها حرمة يقتل فيها سبطك و أهله و أنها من بطحاء الجنة فإذا كان ذلك اليوم الذي يقتل فيه سبطك و أهله و أحاطت به كتائب أهل الكفر و اللعنة تزعزعت الأرض من أقطارها و مادت الجبال و كثر اضطرابها و اصطفقت البحار بأمواجها و ماجت السماوات بأهلها غضبا لك يا محمد و لذريتك- و استعظاما لما ينتهك من حرمتك و لشر ما تكافى به في ذريتك و عترتك و لا يبقى شي‏ء من ذلك إلا استأذن الله عز و جل في نصرة أهلك- المستضعفين المظلومين الذين هم حجة الله على خلقه بعدك فيوحي الله إلى السماوات و الأرض و الجبال و البحار و من فيهن إني أنا الله الملك القادر الذي لا يفوته هارب و لا يعجزه ممتنع و أنا أقدر فيه على الانتصار و الانتقام و عزتي و جلالي لأعذبن من وتر رسولي و صفيي و انتهك حرمته و قتل عترته و نبذ عهده و ظلم أهل بيته [أهله‏] عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين فعند ذلك يضج كل شي‏ء في السماوات و الأرضين بلعن من ظلم عترتك و استحل حرمتك فإذا برزت تلك العصابة إلى مضاجعها- تولى الله عز و جل قبض أرواحها بيده و هبط إلى الأرض ملائكة من السماء السابعة معهم آنية من الياقوت و الزمرد مملوة من ماء الحياة و حلل من حلل الجنة و طيب من طيب الجنة فغسلوا جثثهم بذلك الماء و ألبسوها الحلل و حنطوها بذلك الطيب و صلت الملائكة صفا صفا عليهم ثم يبعث الله قوما من أمتك لا يعرفهم الكفار لم يشركوا في تلك الدماء بقول و لا فعل و لا نية فيوارون أجسامهم و يقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علما لأهل الحق و سببا للمؤمنين إلى الفوز و تحفه ملائكة من كل سماء مائة ألف ملك في كل يوم و ليلة- و يصلون عليه و يطوفون عليه و يسبحون الله عنده و يستغفرون الله لمن زاره و يكتبون أسماء من يأتيه زائرا من أمتك متقربا إلى الله تعالى و إليك بذلك و أسماء آبائهم و عشائرهم و بلدانهم و يوسمون في وجوههم بميسم نور عرش الله هذا زائر قبر خير الشهداء و ابن خير الأنبياء فإذا كان يوم القيامة سطع في وجوههم من أثر ذلك الميسم نور تغشى منه الأبصار- يدل عليهم و يعرفون به و كأني بك يا محمد بيني و بين ميكائيل و علي أمامنا و معنا من ملائكة الله ما لا يحصى عددهم و نحن نلتقط من ذلك الميسم في وجهه من بين الخلائق حتى ينجيهم الله من هول ذلك اليوم و شدائده و ذلك حكم الله و عطاؤه لمن زار قبرك يا محمد أو قبر أخيك أو قبر سبطيك لا يريد به غير الله عز و جل و سيجتهد أناس ممن حقت عليهم اللعنة من الله و السخط- أن يعفوا رسم ذلك القبر و يمحوا أثره فلا يجعل الله تبارك و تعالى لهم إلى ذلك سبيلا ثم قال رسول الله ص فهذا أبكاني و أحزنني قالت زينب فلما ضرب ابن ملجم لعنه الله أبي ع و رأيت عليه أثر الموت‏ منه قلت له يا أبت حدثتني أم أيمن بكذا و كذا و قد أحببت أن أسمعه منك فقال يا بنية الحديث كما حدثتك أم أيمن و كأني بك و بنساء أهلك سبايا بهذا البلد أذلاء خاشعين‏ تخافون أن يتخطفكم الناس‏ فصبرا صبرا فو الذي فلق الحبة و برأ النسمة ما لله على ظهر الأرض يومئذ ولي غيركم و غير محبيكم و شيعتكم و لقد قال لنا رسول الله ص حين أخبرنا بهذا الخبر- إن إبليس لعنه الله في ذلك اليوم يطير فرحا فيجول الأرض كلها بشياطينه و عفاريته فيقول يا معاشر الشياطين قد أدركنا من ذرية آدم الطلبة و بلغنا في هلاكهم الغاية و أورثناهم النار إلا من اعتصم بهذه العصابة فاجعلوا شغلكم بتشكيك الناس فيهم و حملهم على عداوتهم و إغرائهم بهم و أوليائهم حتى تستحكموا ضلالة الخلق و كفرهم و لا ينجو منهم ناج- و لقد صدق عليهم إبليس‏ و هو كذوب أنه لا ينفع مع عداوتكم عمل صالح و لا يضر مع محبتكم و موالاتكم ذنب غير الكبائر قال زائدة ثم قال علي بن الحسين ع بعد أن حدثني بهذا الحديث خذه إليك ما لو ضربت في طلبه آباط الإبل حولا لكان قليلا.

 

 

 

[1] ابن قولويه، جعفر بن محمد، كامل الزيارات - نجف اشرف، چاپ: اول، 1356ش.