سال بعدالفهرستسال قبل


الميرزا حبيب الله الرشتي(1234 - 1312 هـ = 1819 - 1894 م)

الميرزا حبيب الله الرشتي(1234 - 1312 هـ = 1819 - 1894 م)

من هو تالی العصمة-وصف شیخ انصاری در کلام میرزا حبیب الله رهما






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Sunday - 12/5/2024 - 13:12

                        مرآة الكتب، ج‏1، ص: 476
 [139] الحاج ميرزا حبيب اللّه الرشتي النجفي «1».
كان أحد الرؤساء المعروفين و المجتهدين المقبول قولهم في النجف. و إليه‏
__________________________________________________
 (1) الشيخ الميرزا؛ حبيب اللّه ابن الميرزا محمد علي خان ابن إسماعيل خان ابن جهانگير خان القوچاني الرانكوئي الگيلاني الرشتي، المتوفى سنة 1312.
أطراه العلامة الأمين في الأعيان؛ و قال: «كان المترجم أستاذ علماء عصره، فقيها أصوليّا محققا، مؤسسا في الأصول، وحيد عصره في أبكار الأفكار، لم ير أشد فكرا منه و أحسن تحقيقا ...، فأخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري فقها و أصولا، و خلفه بعد وفاته على التدريس، و انتهى أمره إليه، و عمر مجلس درسه بما يزيد على ثلاثمائة فيهم أفاضل العلماء، و أكثر العلماء و الفقهاء المشهورين بعده في العراق و إيران أخذوا عنه و استفادوا منه».
انظر: أعيان الشيعة 4/ 559- 561؛ تكملة نجوم السماء 2/ 138؛ أحسن الوديعة 1/ 162؛ المآثر و الآثار ص 194؛ طرائف المقال 1/ 43؛ الفوائد الرضوية ص 93؛ معارف الرجال 1/ 204- 208؛ نقباء البشر 1/ 357- 360؛ ريحانة الأدب 2/ 307؛ الأعلام للزركلي 2/ 167؛ معجم المؤلفين 3/ 188؛ بروكلمان الذيل 2/ 796.
                       

مرآة الكتب، ج‏1، ص: 477
انتهت رياسة التدريس لأهل الرشت و طلاب الفرس «1». و كان محققا مدققا، من تلامذة العلامة الشيخ مرتضى الأنصاري. و له تأليفات جيدة في الفقه و الأصول «2».
توفى في ليلة الرابع عشر من شهر جمادى الأخرى سنة اثنتي عشر و ثلاثمائة بعد الألف.
__________________________________________________
 (1) بل كان مجلس درسه محتويا على أصناف العلماء من العرب و العجم، قال العلامة الأمين: «و تخرج على يده مئات من العلماء ...، و درسه عامر بشيوخ العلماء من الفرس و العرب، و الشيوخ من بيوتات العلم في النجف كلهم يحضرون درسه ...، له تلاميذ لا يحصون كثرة، و يعدون بالمئات، بل عرفت أن جل علماء الفرس و العرب خريجو مجلس درسه».
 (2) طبع منها: «كتاب الإجازة»، «بدائع الأفكار»، «التعادل و التراجيح»، «كتاب الغصب»، و غيرها.
انظر: مشار: فهرست چاپي عربي/ 120 و 726.

 

                        تكملة أمل الآمل، ج‏2، ص: 310
314- حجّة الإسلام الميرزا حبيب اللّه الرشتي بن الميرزا محمد علي‏
أستاذي و أستاذ علماء العصر، محقّق مدقّق، مؤسّس في الأصول، نابغ في الفروع، وحيد عصره في أبكار الأفكار، لم أر أشدّ فكرا منه و أحسن منه تحقيقا.
و كان متورّعا في الفتوى، شديد الاحتياط، دائم العبادة، مواظبا على السنن، كثير الصلاة، كثير الصمت، يدأب في العبادة حتى في السفر، فهو في جميع أوقاته حتى في حال خروجه إلى الدرس مشغول بالعبادة، دائم الطهارة، و كان من الزهد على جانب عظيم، و تخرّج على يده مئات من العلماء، و لم يكن في زمانه أرقى تدريسا منه و أكثر فوائد، و له التدريس العام المشتمل على أصناف العلماء. صنّف في أصول الفقه:
1- كتاب بدائع الأصول، و هي مطبوعة في إيران.
2- كتاب الطهارة، في مجلّدين.
3- كتاب القضاء و الشهادات.
4- كتاب الإجارة.
5- كتاب الغصب.
__________________________________________________
 (1) ميزان الاعتدال 1/ 450.
                        تكملة أمل الآمل، ج‏2، ص: 311
6- كتاب تقريرات أستاذه الشيخ مرتضى الأنصاري أصولا و فقها في مجلّدات عديدة.
7- كتاب في أصول الدين، فارسي جليل.
توفّي ليلة الرابع عشر من جمادى الثانية في أوائل سنة ألف و ثلاثمائة و اثنتي عشرة من الهجرة. و قد رثاه جماعة من الشعراء، و منهم السيد جعفر الحلّي المقدّم الذكر بقصيدة أولها:
         علام دموع أعيننا تصوب             إذا لحبيبه اشتاق الحبيب‏

و فيها:
         أصابك يا حبيب اللّه حتف             أصيب به القبائل و الشعوب «1»

اطلبها من ديوانه في صحيفة 96.

 

 

                        أعيان الشيعة، ج‏4، ص: 559

الشيخ ميرزا حبيب الله بن الميرزا محمد علي خان الكيلاني الرشتي.
توفي في النجف ليلة الخميس 14 جمادى الآخرة سنة 1312، و قد طعن في السن و ذرف على الثمانين، و دفن في المشهد الغروي، و قبره معروف. و رثاه الشعراء.
و كان أبوه من أكابر أهل كيلان و بيته من أعظم البيوت و كان المترجم أستاذ علماء عصره: فقيها أصوليا محققا مؤسسا في الأصول وحيد عصره في أبكار الأفكار، لم ير أشد فكرا منه و أحسن تحقيقا. قرأ مبادئ العلوم في رشت و بعد تكميلها توجه إلى قزوين فقرأ في العلوم الدينية على الشيخ عبد الكريم القزويني ثم هاجر من قزوين إلى النجف أيام صاحب الجواهر، فاخذ عنه في الفقه، ثم عاد إلى بلده و رجع إلى النجف بعد وفاة صاحب الجواهر فاخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري فقها و أصولا و خلفه بعد وفاته على التدريس و انتهى امره اليه و عمر مجلس درسه بما يزيد على ثلاثمائة فيهم‏
                       

أعيان الشيعة، ج‏4، ص: 560
أفاضل العلماء و أكثر العلماء و الفقهاء المشهورين بعده في العراق و إيران أخذوا عنه و استفادوا منه.
و تخرج على يده مئات من العلماء. و لم يكن في زمانه أرقى تدريسا منه و أكثر فوائد و له التدريس العام المشتمل على أصناف العلماء مع ما في درسه من التطويل المستغنى عنه، فقد قيل انه بقي في تعريف البيع شهورا و لكن ذلك كان متعارفا في ذلك العصر و قبله عند الكثيرين و هو من تضييع العمر فيما لا فائدة فيه. و في سنة 1302 خرج إلى خراسان فنال رعاية الشاه ناصر الدين القاجاري و حفاوة الأمة الإيرانية و أهديت اليه من الفريقين الأموال و الهدايا الكثيرة. رأيناه في النجف الأشرف و بقي حيا و نحن فيها ثلاث سنين و نصفا و ذلك من منتصف ذي الحجة سنة 1308 إلى حين وفاته فرأيناه شيخا تعلوه المهابة و الوقار و درسه عامر بشيوخ العلماء من الفرس و العرب، و الشيوخ من بيوتات العلم في النجف كلهم يحضرون درسه و يأنفون من الحضور في غير درسه أمثال العباسين من آل الشيخ جعفر و الشيخ عبد الحسن ابن الشيخ راضي و السيد حسين القزويني و غيرهم و مع ما كان عليه من المرتبة العلمية لم يقلد و لم تجب اليه الأموال و انما كان ذلك لمعاصره و شريكه في الدرس عند الشيخ مرتضى الأنصاري و هو الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي نزيل سامراء على ان الشيرازي كان يصرح باجتهاده و يطالع في مؤلفاته أحيانا و يستجيدها و ربما يعزى عدم تقليده و جباية الأموال اليه إلى سذاجته و سلامة نفسه و اعراضه عن الرئاسة، و ذلك مما لا يعاب به. و مما يحكى من عدم مبالاته بالدنيا و أهلها أنه جاء بعض أمراء الفرس- و يلقب علاء الدولة- و معه من الأموال ما يريد دفعه لأحد كبار العلماء، فأشير عليه بالمترجم و احضروه اليه و طلبوا إلى المترجم ان يحترمه و يعتني به.
فلما دخل و سلم و جلس التفت اليه بعد هنيهة و قال له (تو علاء الدولة هستي) أ أنت علاء الدولة؟ لم يزده على ذلك. فخرج و صرف تلك الأموال إلى غيره. و مما يحكى عنه: أنه لما دخل إلى محل الاستقبال في قصر ناصر الدين شاه و كل حيطانه مرايا جعل يرى صورته و صورة من معه في تلك المرايا أينما التفت، فيظن انهم جماعة من العلماء فيسلم عليهم حتى نبه على ذلك. و كان متورعا في الفتوى شديد الاحتياط و لعله لشدة احتياطه لم يقلد و لم يمرض ان يقلده أحد. و كان دائم العبادة مواظبا على السنن كثير الصلاة كثير الصمت يدأب في العبادة حتى في السفر، فهو في جميع أوقاته- حتى في حال خروجه للدرس و لزيارة الحضرة الشريفة ذاهبا و آئبا مشغول بصلاة النافلة و الذكر و قراءة القرآن دائم الطهارة، و كان في الزهد على جانب عظيم. و من شدة ورعه ما ينقل أنه كان يمر ناعلا في السقيفة التي خلف الحضرة الشريفة العلوية من جهة الغرب لما جاء في بعض الروايات ان رأس الحسين مدفون فوق رأس أبيه ع و لم يعين محله فمن المحتمل كونه في ذلك الدهليز. و من تثبته في الأحكام ما حكاه الشيخ كاظم الحكيم النجفي و كان من الملازمين لمجلسه- انه سمع مرة الشهادة بإثبات هلال شوال فبلغ الشهود فوق الأربعين فقال له (آشيخ كاظم نزديك قطع شد است) اي صار قريب القطع فقال له: تصدعت يا شيخنا! شهادة أربعين تفيد قريب القطع؟ فما الذي يفيد القطع؟! و كان الشيخ كاظم هذا يقول: الفرق بيني و بين الميرزا حبيب الله في مجالس إنشاد الشعر أنني أعرف ان قول أحسنت ليس جزءا من البيت، أما هو فلا! و مما جرى، و الحديث شجون، أن كبار من يحضرون مجلس درسه- في الزمن الذي كنا فيه في النجف- اتفقوا على ان يصنع كل منهم دعوة غداء للشيخ  و حضار مجلس درسه، ففعلوا و بالغوا في التأنق في تلك الولائم. فلما وصلت النوبة إلى الشيخ عبد الحسن بن الشيخ راضي النجفي اقترحوا عليه ان يصنع لهم طعاما عربيا و هو شلة ماش. فعمل دعوة و تانق فيها، و كان من الطعام شلة عليها القيمر. فنقم الناس عليهم ذلك و عدوه خلاف الأولى لما ينبغي ان يكون عليه أهل العلم من التقشف و اعتاده العامة منهم و ان لم يكن فيما فعلوه كراهة و لا حظر في الشرع (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبادِهِ وَ الطَّيِّباتِ مِنَ الرِّزْقِ) فاتفق أن الشيخ عبد الحسن اجتمع بالسيد علي ابن عمنا السيد محمود فقال له من باب المطايبة لما كان عليه من حسن أخلاق هل تذكر ان أحدا غضب منك؟ فقال: لا لكنني غاضب منك. قال و لما ذا؟ قال لما تصنعونه من هذه الولائم التي أوجبت نقمة الناس عليكم. فقال: ما أصنع؟ و هل يمكنني أن لا أعمل لهم وليمة و قد طلبوها مني هكذا كانت سيرة أهل العلم في ذلك الزمن.
مشايخه‏
قد عرفت انه قرأ المبادى‏ء على علماء رشت و أنه قرأ في الأصول و الفقه على الشيخ عبد الكريم القزويني و صاحب الجواهر و الشيخ مرتضى الأنصاري و غيرهم.
تلاميذه‏
له تلاميذ لا يحصون كثرة و يعدون بالمئات بل عرفت ان جل علماء الفرس و العرب خريجو مجلس درسه. و ممن أخذ عنه السيد عبد المجيد الكروخي و الملا غلام رضا القمي و الميرزا أبو القاسم امام مسجد طهران و الشيخ عبد الله المازندراني و غيرهم من مشاهير فقهاء الفرس و العرب الذين مر ذكر بعضهم. و يروي عنه بالاجازة المولى محمد طاهر بن محمد كاظم الأصفهاني نزيل مشهد عبد العظيم بالري. و يروي عنه بالاجازة أيضا الأمير عبد الصمد التستري.
مؤلفاته‏
 (1) البديع في الأصول مطبوع (2) كتاب الطهارة في مجلدين (3) كتاب الزكاة (4) كتاب صلاة المسافر (5) كتاب خلل الصلاة (6) كتاب التجارة فيه الاجارة و معه بيع الفضولي و المعاطاة و فيه: الغصب و الرهن و اللقطة شرح على الشرائع مطبوع، و كتاب الغصب مطبوع مستقلا (7) كتاب القضاء و الشهادات شرح على الشرائع و يمكن ان يكون تقرير بحثه في مجلد كبير رأيت منه نسخة في طهران في مكتبة شريعتمدار الرشتي (8) كتاب الوقف و الصدقات و احياء الموات و الصيد و الذباحة (9) كاشف الظلام في علم الكلام (10) تقريرات في الامامة و بعض مباحث الأصول و الفقه و في الذريعة كتاب الامامة فارسي مبسوط أقام عليها براهين لم يسبق إلى الاستدلال بها (11) رسالة في المشتق مطبوعة (12) تقريرات بحث استاذه الشيخ مرتضى الأنصاري في الأصول في مجلدين فيهما تمام مسائل الأصول من المباحث اللفظية و الادلة العقلية و منها تقريره لمسألتي تقليد الميت و تقليد الأعلم مطبوعان في آخر كتاب الغصب (13) تقرير بحث استاذه المذكور في الفقه في الخلل و صلاة المسافر و الوقف في عدة مجلدات و يمكن ان يكون كتاب صلاة المسافر و كتاب خلل الصلاة المتقدمين بعضا منها (14) كتاب في أصول الدين فارسي و يمكن كونه التقريرات في الامامة المتقدم ذكره.
                        أعيان الشيعة، ج‏4، ص: 561
أولاده‏
خلف ثلاثة أولاد علماء فضلاء و هم: الشيخ محمد توفي سنة 1316 و دفن مع أبيه و الشيخ إسماعيل توفي سنة 1343 و دفن مع أبيه و أخيه و الشيخ إسحاق سكن طهران و توفي سنة 1357 و حمل إلى النجف فدفن مع أبيه و أخويه و مرت ترجمته في بابها من هذا الكتاب. و مما يجدر ذكره انه لما ولد ولده الشيخ إسماعيل و أراد ان يسميه تفال بالقرآن الكريم فخرجت الآية: (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ) فسماه إسماعيل و نوى ان رزقه الله ولدا غيره ان يسميه إسحاق فولد و سماه إسحاق.
مراثيه‏
رثاه جماعة من الشعراء السيد جعفر الحلي، فقال يرثيه و يعزي عنه ابن امام جمعة طهران- الذي أقام له مجلس الفاتحة- من جملة قصيدة:
         علا م دموع أعيننا تصوب             إذا لحبيبه اشتاق الحبيب‏
             أصابك يا حبيب الله حتف             أصيب به القبائل و الشعوب‏
             أقم، و الله جارك، في ضريح             موسدة به معك القلوب‏
             ألا لا حان يومك فهو يوم             على دين الهدى يوم عصيب‏
             نظرت بنور ربك كل غيب             فكانت نصب عينيك الغيوب‏
             ترى العلماء حشدا و احتفالا             لتعلم كيف تسأل أو تجيب‏
             سترت عيوب هذا الدهر حينا             فبعدك مل‏ء عيبته عيوب‏
             و كنت بقية الحسنات منه             فبعدك كل ما فيه ذنوب‏
             نشرت العلم في الآفاق حتى             طوى أضلاع شانئك الوجيب‏
             تساقط حكمة فتطير فيها             إلى الناس الشمائل و الجنوب‏
             قضيت العمر في تعب و جهد             و ما نال المنى الا التعوب‏
             فلم يرقدك عن علم شباب             و لم يقعدك عن نفل مشيب‏
             و تترك ما يريبك كل حين             مجاوزة إلى ما لا يريب‏
             أ رواد العلوم ألا أقيموا             بياس ان مرتعه جديب‏
             فقد و الله قشع من سماه             ضحوك البرق و كاف سكوب‏
             ألا يا دهر هذا منك خطب             علينا فيه هونت الخطوب‏
             فبعد صنيعك ارم فلا نبالي             أ تخطئنا سهامك أم تصيب‏
             فيا صبرا امام الناس صبرا             فمثل الناس مثلك قد أصيبوا
             لقد صدق المخيلة منك بشر             يلوح وراءه كرم و طيب‏
             و بشر سواك كان له شبيها             سراب القاع و البرق الخلوب‏
             لقد كرمت طباعك في زمان             به كرم الطباع هو العجيب‏
             أقول لمن يحاول ان يباري             علاك و غره الأمل الكذوب‏
             نعم ستنال ما تبغي و لكن             إذا ما عاد للضرع الحليب‏

 

 

                        طبقات أعلام الشيعة، ج‏13، ص: 357
719 الشيخ الميرزا حبيب اللّه الرشتى الشهير 1234- 1312
هو الشيخ الميرزا حبيب اللّه بن الميرزا محمد علي خان ابن اسماعيل خان بن جهانگير خان القوچاني الرانكوئي الكيلاني الرشتى عالم مؤسس و محقق مدقق من اكابر علماء عصره و اساتذة فقهاء أوانه المشاهير «1».
كان أصل أسرته من قوچان إلا أن بعض سلاطين الصفوية ألزمهم بالنزول إلى رانكوي من قرى كيلان رشت و دفاتر أملاكهم من لدن عصر الصفوية إلى عصرنا
__________________________________________________
 (1) انني حرمت درك خدمة المترجم اذ قد وردت النجف بعد رحلته بسنة الا اني استفدت من جملة من تلاميذه فقرأت عليهم قليلا من سطحي (الرسائل) و (المكاسب) كالميرزا محمد علي الرشتى مرجع تقليد جملة من نواحي بلده الذي توفى (1332) و الشيخ حسن التويسركاني الذي كان يدرس في مقبرة المجدد الشيرازي جمعا من الطلبة و توفى قريبا من (1320) و الشيخ عبد اللّه الاصفهاني الذي كان يقرر درسه في حياته و كان يدرس في مسجد الهندي و توفى (1317) و السيد محمد تقى القزويني المعروف بالسيد اغا القزويني و مصدر ما ذكرته في ترجمته هذه من نسبه و أصله و صفاته و عاداته و غير ذلك هو ما حكاه لي شفاها ولده العالم الفاضل الجليل الشيخ اسماعيل الذي كان تلميذ شيخنا الكاظم الخراساني و صهره على بنته و الثقة الموجه عنده و توفى (1343) و قد ترجمناه مستقلا الا أن ترجمته فقدت من المسودات‏

                       

طبقات أعلام الشيعة، ج‏13، ص: 358
موجودة، و كان والد المترجم من أعاظم الملاكين و الأعيان المتمكنين و من العرفاء الصلحاء و أهل الباطن و الصفاء و قد رأى في ولده هذا منامات صادقة قبل ولادته و بعدها تشعر بأنه يصير عالما، و قد تفرّس فيه بعد نشوه و تأكد بعض التفاؤلات فيه فعزله عن إخوته و أحضر معلما في بيته يتعهد تربيته و تعليمه إلى أن بلغ من العمر حدود ثمانية عشر عاما فبعثه إلى قزوين لتكميل اشتغاله و هيأ له أسباب الرفاه و لوازم العيش و عين له زوجة من عشيرة (أرباب) المعروفة هناك بالشرف فبقي بها مشتغلا على العلامة المولى عبد الكريم الايرواني حتى صدرت له منه الاجازة و هو ابن خمس و عشرين سنة فهاجر بأهله إلى النجف فدخلها قبل وفاة صاحب (الجواهر) بثلاث سنين فحضر بحثه يوما فعرضت له شبهة فعرضها و لم يسمع جوابا فتكلم فيها بعض التلاميذ ثم قيل له أن كشف شبهاتك عند الشيخ المرتضى الانصاري فقصده و عرضها عليه فأجابه الشيخ و أبان له الفرق بين، الحكومة و الورود، فبهت و استغرب الاصطلاح فقال له الشيخ المرتضى أن إشكالك لا يرتفع إلا بالحضور عندي مدة أقلها شهرين، و كان المترجم إذ ذاك عازما على الرجوع فأعرض عنه، و حضر بحث الشيخ فرآه بحرا لا يبلغ قعره و لا ينال دركه فعزم على الاقامة و الاستفادة فبقي يشتغل فى غاية الجدّ و الاجتهاد فى الفقه و الاصول ملازما له مقتبسا من أنواره و مغترفا من بحار علومه و مما يؤثر عنه قوله (ما فاتنى بحث من أبحاث الشيخ منذ حضرت بحثه الى يوم تشييعه مع أني كنت مستغنيا عن الحضور قبل وفاته بسبع سنين) و لما توفى الشيخ انتهى أمر التدريس إلى المترجم فكانت حوزته تعدّ بالمئات و اكثرهم من شيوخ العلماء و أفاضل الفقهاء و المجتهدين و لم يكن فى زمانه أرقى منه تدريسا و اكثر نفعا حتى أن اكثر العلماء المشاهير الذين نبغوا بعده فى سائر المناطق الشيعية قد تخرجوا عليه و أخذوا عنه، و كان مجلس درسه محتويا على أصناف العلماء من العرب و العجم من المحققين فى الفقه و الاصول و المعقول و المنقول و غير ذلك لأنه كان وحيد عصره في ابتكار الأفكار الحسنة و التحقيقات المستحسنة و حلاوة التعبير و رشاقة البيان هذا ما كان من جهة علمه و أما ورعه و نسكه و زهده فهو ما لا يحده القلم و لا يصفه البنان فقد كان في غاية الورع و التقوى و الزهد عن حطام الدنيا و كان سليم الذات صافى النية

                        طبقات أعلام الشيعة، ج‏13، ص: 359
بسيطا للغاية أعرض عن الرئاسة كل الاعراض و لذا لم يقلد و لم تجب اليه الأموال و إنما كانت المرجعية التقليدية و الزعامة الروحية لمعاصره و شريكه في الدرس عند الشيخ الانصاري و هو السيد الميرزا محمد حسن المجدد الشيرازي نزيل سامراء، و لم يرض أن يقلده أحد لكثرة تورعه في الفتوى و شدة احتياطه فيها و لم يتصد للوجوه و لم يقبلها من أحد و قد كان معاشه يأتيه من والده ايام حياته و بعد وفاته استحضره اخوته لتقسيم الاموال و الاملاك الكثيرة فلما رأى تكالبهم عليها و تفانيهم دونها اعرض عنهم و عاد الى النجف منصرفا عن استحقاقه فانقطع معاشه الى سبع سنين باع خلالها كلما له و لاهله من الاسباب و استقرض ما وسعه القرض حتى انه عجز اياما عن شراء الماء فتشرف أخوه الميرزا نصر اللّه خان الى الزيارة فرأى وضعه و قرر له معاشا يسيرا الى سبع سنين و يقال انه قبل شيئا ذات مرة من العلامة الشيخ جعفر التستري و أخرى من آخر و لما توسعت حاله صرف قدرهما على الفقراء و إما عبادته فقد حكى إنه ما طلع الفجر عليه و هو نائم منذ بلغ الحلم و قد قضى فرائض والديه ثلاث مرات مرة تقليدا و مرتين اجتهادا انتهى ما حدثنى به ولده و قال تلميذه سيدنا الحسن الصدر في «التكملة» انه كان شديد الاحتياط دائم العبادة مواظبا على السنن كثير الصلاة و الصمت دائبا في العبادة حتى في السفر فهو في جميع عمره حتى في أوقات خروجه الى الدرس كان مشغولا بالعبادة و كان من الزهد في جانب عظيم و كان دائم الطهارة تخرج على يده مآت من العلماء و لم يكن في زمانه أوفى تدريسا منه و له التدريس العام المشتمل على اصناف العلماء. و قد ذكرنا و نذكر جملة من تلاميذه كلا في محله من هذا الكتاب ان شاء اللّه تعالى توفى رحمه اللّه ليلة الخميس (14- ج 2- 1312) و دفن وراء شباك الحجرة الواقعة على يسار الداخل الى الصحن الشريف من باب السوق الكبير و مرقده مزار للرواد. و دفن بها بعده جماعة منهم شيخنا الخراساني و غيره ورثاه جماعة منهم السيد جعفر الحلي فقد رثاه بقصيدة أرخ في آخرها عام وفاته بقوله:
         بكته الملة الغرا فارخ             بكى لحبيبها الشرع الشريف‏

   

                     طبقات أعلام الشيعة، ج‏13، ص: 360
و له تصانيف كثيرة نافعة تموج بالتحقيقات منها تقريرات بحث استاذه الانصاري فقها و اصولا في مجلدات و «بدائع الاصول» مطبوع و رسالة في مقدمة الواجب مبسوطة و رسالة في الاجزاء و أخرى في المفهوم و المنطوق و أخرى في «التعادل و التراجيح» مطبوعة و اخرى في اجتماع الامر و النهي و حاشية «المكاسب» و شرح «الشرائع» مبسوطا خرج منه مجلدان في الطهارة و مجلد في خلل الصلاة و آخر فى صلاة المسافر و آخر فى الزكاة و «كتاب التجارة» و «كتاب الغصب» و «كتاب القضاء و الشهادات» و الوقف و الرهن و اللقطة و المطبوع منه الاجارة المشتمل على جل احكام المعاملات و الغصب و له ايضا «كاشف الظلام» في علم الكلام فارسي في اصول الدين مع بسط في الامامة و اقامة البراهين التى استخرجها من الكتاب و السنة و له حواش على «تفسير الجلالين» و غيرها و خلف ثلاثة أولاد علماء فضلاء اكبرهم الشيخ محمد الذي توفى (1316) و يأتي ذكره ثم الشيخ اسماعيل العالم الفاضل الذي توفى (1343) و ثالثهم الشيخ اسحاق السابق ذكره ايضا و الذي توفى (1357).