الشيخ مرتضى بن محمد أمين الدزفولي الأنصاري(1214 - 1281 هـ = 1799 - 1864 م)
الشيخ مرتضى بن محمد أمين الدزفولي الأنصاري(1214 - 1281 هـ = 1799 - 1864 م)
أعيان الشيعة، ج10، ص: 118
الشيخ مرتضى بن محمد أمين الدزفولي الأنصاري النجفي
ينتهي نسبه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري.
ولد في دزفول سنة 1214 و توفي في 18 جمادى الآخرة سنة 1281 و دفن في المشهد الغروي على يمين الخارج من الباب.
الأستاذ الامام المؤسس شيخ مشايخ الامامية قرأ أوائل امره على عمه الشيخ حسين من وجوه علماء تلك البلدة ثم خرج مع والده إلى زيارة مشاهد العراق و هو في العشرين من عمره فورد كربلاء و كانت الاستاذية و الرئاسة العلمية فيها لكل من السيد محمد المجاهد و شريف العلماء فرغب الأول إلى والده ان يتركه في كربلاء للتحصيل على اثر [مذكراته] مذاكرته و ظهور قابليته فبقي آخذا عن الاستاذين المشار إليهما اربع سنوات إلى ان حوصرت كربلاء بجنود داود باشا فتركها العلماء و الطلاب و بعض المجاورين و هو في الجملة إلى مشهد الكاظميين ع و عاد منها إلى وطنه حيث امضى زهاء سنتين لا يكاد يقر له قرار حرصا على نيل حاجته و ارواء غليله من العلم فإنه كان عازما على الطواف في البلاد للقاء العلماء و الائمة لعل أحدهم يحقق قصده إذ قلما أعجبه من اختاره أو ملأ عينيه أحد فعاد و اقام فيها سنة يختلف إلى شريف العلماء ثم خرج إلى النجف فاخذ عن الشيخ موسى الجعفري سنتين إلى ان خرج عنه عازما على [زيادة] زيارة مشهد خراسان مارا في طريقه على كاشان حيث فاز بلقاء استاذه النراقي صاحب المناهج مما دعاه إلى الإقامة فيها نحو ثلاث سنين مضطلعا بالدرس و التأليف حتى كان النراقي لا يمل من [مذكراته] مذاكرته و مباحثته و حكى عنه انه قال لقيت خمسين مجتهدا لم يكن أحدهم مثل الشيخ مرتضى ثم خرج إلى خراسان حيث اقام عدة شهور ثم عاد إلى بلاده مارا باصفهان أيام رئاسة صاحبي المطالع و الإشارات و أصر الأول عليه بالاقامة فامتنع و خرج إلى وطنه دزفول فوردها سنة 1244 فأقام خمس سنوات ثم خرج إلى العراق و ورد النجف سنة 1249 أيام رئاسة الشيخ علي ابن الشيخ جعفر و صاحب الجواهر و الأول أوجههما فاختلف إلى مدرسته عدة أشهر ثم انفرد و استقل بالتدريس و التأليف و اختلف اليه الطلاب و وضع أساس علم الأصول الحديث عند الشيعة و طريقته الشهيرة المعروفة إلى ان انتهت اليه رئاسة الامامية العامة في شرق الأرض و غربها بعد وفاة الشيخين السابقين و صار على كتبه و دراستها معول أهل العلم لم يبق أحد لم يستفد منها و إليها يعود الفضل في تكوين النهضة العلمية الاخيرة في النجف الأشرف و كان يملي دروسه في الفقه و الأصول صباح كل يوم و اصيله في الجامع الهندي حيث يغص فضاؤه بما ينيف على الأربعمائة من العلماء الطلاب و قد تخرج به أكثر الفحول من بعده مثل الميرزا الشيرازي و الميرزا حبيب الله الرشتي و السيد حسين الترك و الشرابياني و المامقاني و الميرزا أبو القاسم الكلانتري صاحب الهداية و انتشرت تلاميذه و ذاعت آثاره في الآفاق و كان من الحفاظ جمع بين قوة الذاكرة و قوة الفكر و الذهن و جودة الرأي حاضر الجواب لا يعيبه حل مشكلة و لا جواب مسألة و عاش مع ذلك عيشة الفقراء المعدمين متهالكا في إنفاق كل ما يجلب اليه على المحاويج من الامامية في السر خصوصا غير مريد للظهور و المباهاة بجميع ذلك حتى لم يبق لوارثه ما له ذكر قط. و كان طويلا صبيح الوجه على ما فيه من اثر الجدري يخضب بالحناء ضعيف البصر لم يعقب [] سوى بنتين توفيتا بعده بيسير و أقيمت له المآتم في ديار الامامية كلها و رثي بالعربية و الفارسية. و في نظم اللآل: انتهت اليه رئاسة الامامية بعد مشائخنا الماضين و هو بها حقيق إذ لا يباريه أحد في التقى و كثرة الصلاة و الصلات و العلم أصولا و فروعا و العمل و حسن الأخلاق له كتب في الأصول و الفقه لا يسع الواقف عليها و على ما فيها من الدقائق العجيبة و التحقيقات [الغربية] الغريبة مع لزوم الجادة المستقيمة و السليقة المعتدلة [لا] الا الالتزام لما يرى بالموافقة و التسليم حتى يرى المجتهد الناظر في ذلك نفسه كالمقلد و ذلك أقل شيء يقال في حقه فقد اشتهر امره في الآفاق و ذكره على المنابر على وضع لم يتفق قبله لغيره و كان مرجعا للشيعة قاطبة في دينهم و دنياهم جزاه الله عنا و عن المسلمين خير الجزاء و ادام ظله عليهم (اه).
كان إذا سافر للزيارة يعادله في المحمل خادمه الشيخ رحمة الله و تحت كل منهما لحاف بطانته من الكرباس الأخضر بلا ظهاره و معهما قدر صغير موضوع في وسط المحمل لطبخ غذائهما و عرضت عليه فلوس الهند المعروفة فأبى ان يقبلها و هي اموال عظيمة موضوعة في بنك الإنكليز أصلها من مال امرأة هندية يصرف ربعها في كربلاء و النجف برأي المجتهدين و يقال ان قنصل الإنكليز طلب منه ان يقتطع من ريعها شيئا و يعطيه وصولا بالتمام فأبى فسلمت لغيره ممن قبل بذلك.
اما مؤلفاته فمحتاجة إلى التهذيب و التنقيح كثيرا خصوصا رسائله التي عليها مدار تدريس الأصول ففيها من الإيجاز في مكان مع لزوم التطويل و من التطويل في آخر كمثل دليل الانسداد مع لزوم الإيجاز، و ما قيل انه كان لا يحب إخراج شيء الا بعد اعادة النظر و التنقيح فهو كذلك و لكن متى يتسع الوقت لهذا المحبوب مع ان مطالبه أكثرها مبتكرات و هذا امر لا يستغنى فيه عن المساعدة أو تهذيب المتأخر لما صنفه المتقدم و المساعدة لم يتعود علماء الامامية عليها فمن فيه القابلية لا يشتغل بمساعدة غيره بل يريد ان يعمل لنفسه و غير القابل لا يمكنه المساعدة و الفرد يقصر عمره عن الابتكار و التهذيب و كذلك تهذيب المتأخر عمل المتقدم ليس مألوفا في علمائنا للعلة السابقة و لان الكتاب يأخذ حظا من شهرة مؤلفة و رجوع الناس عنه إلى تهذيبه امر صعب.
و لقد اكتسبت مصنفاته حظا عظيما فرسائله و مكاسبه مضافا إلى ان عليها مدار التدريس شذ من لم يعلق عليها من مشاهير العلماء بعده فممن علق على الرسائل ميرزا موسى التبريزي و الميرزا حسن الآشتياني و الشيخ حسن المامقاني و الشيخ ملا كاظم الخراساني و الشيخ آغا رضا الهمداني و كل حواشيهم مشهورة مطبوعة و ممن علق على المكاسب السيد كاظم اليزدي و الشيخ آغا رضا.
يروي عن استاذه النراقي و أبيه ملا مهدي عن الشيخ يوسف البحراني عن المولى محمد رفيع الجيلاني عن المجلسي عن مشائخه.
(تصانيفه)
كان لا يحب إخراج شيء الا بعد التنقيح و اعادة النظر مرارا هذا مضافا إلى ضعف بصره مما جعل كثيرا من آثاره في الفقه غير مرتبة. صنف المكاسب و هو عند بعض تلاميذه أحسن ما صنف (راجع غاية الآمال للمامقاني)، كتاب الطهارة و يعرف بطهارة الشيخ من كتب القراءة كأكثر كتبه، كتاب الصوم و الزكاة و الخمس على جهة البسط و التحقيق، رسائله الخمس المشهورة التي عليها معول الأصوليين من الامامية في كل مكان (1) رسالة حجية الظن (2) أصل البراءة (3) الاستصحاب (4) التعادل و التراجيح (5) رسالة الإجماع و قد طبعت مرارا في مجموع سمي الفرائد و له أيضا رسالة في الرضاع، رسالة في التقية، رسالة في العدالة،
أعيانالشيعة، ج10، ص: 119
رسالة في [الفضاء] القضاء عن الميت، رسالة في المواسعة و المضايقة، رسالة في قاعدة من ملك شيئا ملك الإقرار به، رسالة في نفي الضرر و الضرار طبعت كلها و له كتاب الغصب و كتاب في الرجال تام منه نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية كتبت عن نسخة الأصل سنة 1281 و هي سنة وفاته.
الأعلام للزركلي (7/ 201)
مُرْتَضى الأَنْصاري
(1214 - 1281 هـ = 1800 - 1864 م)
مرتضى بن محمد أمين الدزفولي الأنصاري: فقيه ورع إمامي. كان مقيما في الغري (بالعراق) وتوفي بالنجف. له تصانيف، منها (المكاسب - ط) و (الطهارة - ط) و (الفرائد الأصولية) و (إثبات التسامح في أدلة السنن - ط) وكتاب (الإرث - ط) (3) .
__________
(3) أحسن الوديعة 147 - 150 والذريعة 1: 87 و 449 ثم 6: 59 و 794: 2Brock S.
الذريعةإلى تصانيف الشيعة، ج21، ص: 136
4305: مطارح الأنظار
في أصول الفقه من مباحث الألفاظ و الأدلة العقلية، من تقرير بحث العلامة الأنصاري الشيخ مرتضى، كتبه تلميذه الحاج ميرزا أبي القاسم الشهير بكلانتري بن الميرزا محمد علي النوري، ساكن طهران، المولود سنة ست و ثلاثين و مائتين و ألف (1236). و قد رتب مباحثه و سماه بهذا الاسم و طبعه ولده الفاضل الحاج ميرزا أبو الفضل المتوفى 1316.
موسوعة طبقات الفقهاء، ج13، ص: 53
3945 كلانتري «2»
(1236- 1292 ه) أبو القاسم بن محمد علي بن هادي النوري «3» المازندراني، الطهراني، الشهير بكلانتري «1»، الفقيه الإمامي المجتهد، الأصولي، صاحب تقريرات الشيخ مرتضى الأنصاري.
ولد في الثالث من ربيع الثاني سنة ست و ثلاثين و مائتين و ألف بطهران.
و درس المبادئ و مقدّمات العلوم.
و سافر إلى أصفهان، فأقام بها سنينا طالبا للعلم.
و عاد إلى طهران، و جدّ و اجتهد، فأخذ العلوم العقلية عن عبد الله الزنوزي، و الفقه و الأصول عن عدد من الأساتذة، منهم جعفر بن محمد الكرمانشاهي.
و نال قسطا من العلم، و عرف عند علماء وقته، و زيّنوا له السفر إلى العراق، فيمّم وجهه شطره، و أقام في كربلاء مدة متتلمذا على السيد إبراهيم بن محمد باقر القزويني الحائري.
ثمّ قصد الحوزة العلمية الكبرى في النجف. فحضر بحوث الفقيه الشهير مرتضى الأنصاري نحو عشرين سنة، و منحه إجازة الاجتهاد مشيدا بمنزلته العلمية.
و عاد إلى طهران سنة (1277 ه)، فتصدى للتدريس و الإفتاء، و اشتهر، و صار من مراجع الدين البارزين.
ثمّ فوّض إليه أمر التدريس في مدرسة المروي بطهران، فدرّس الفقه و الأصول مدّة سبع سنين إلى أن أدركه أجله في الثالث من ربيع الثاني سنة اثنتين و تسعين و مائتين و ألف، و دفن في الري في مشهد السيد عبد العظيم الحسني.
و قد حضر عليه العديد من الفقهاء و العلماء، منهم: ابنه الفقيه الشاعر أبو الفضل (المتوفىّ 1316 ه)، و السيد حسين بن صدر الحفاظ القمي.
و ترك من الآثار: رسائل في أصول الفقه، و هي تقريرات بحوث أستاذه الأنصاري، جمع بعضها ابنه أبو الفضل و طبعت في كتاب اسمه مطارح الأنظار، و يحتوي على: رسالة في الصحيح و الأعم، رسالة في اجتماع الأمر و النهي، رسالة في الأجزاء، رسالة في مقدمة الواجب، رسالة في مسألة الضد العام و الخاص و المجمل و المبين، رسالة في المطلق و المقيد، رسالة في المفهوم و المنطوق، رسالة في أصل البراءة، رسالة في الحسن و القبح العقليين و الشرعيين، و رسالة في الاجتهاد و التقليد.
و له رسالة في المشتق، رسالة في الاستصحاب، رسالة في حجّية القطع، رسالة في حجّية الظن، رسالة في التعادل و التراجيح، و تقريرات في أصول الفقه، و هي بحوث أستاذه الكرمانشاهي، دوّنها سنة (1276 ه).
و له أيضا رسالة في الإرث، و تقريرات في الفقه، و هي بحوث أستاذه الأنصاري في أبواب الطهارة، الصلاة، الخلل، صلاة المسافر، الزكاة، الغصب، الوقف، اللقطة، الرهن، إحياء الموات، الإجارة، و القضاء و الشهادات.
فهرس التراث، ج2، ص: 172
أبو القاسم النوري الكلانتري (1236- 1292)
«1» الشيخ أبو القاسم بن محمد علي بن هادي النوري الطهراني الكلانتري.
مما قال شيخنا العلامة: «من أعاظم علماء عصره- و في الهامش: لقّب بالكلانتري لاشتهار خاله محمود خان كلانتر الذي صلبه السلطان ناصر الدين شاه القاجاري عام المجاعة- ولد في 3 ربيع الثاني 1236 ه في طهران، و نشأ بها، ثمّ هاجر إلى أصفهان ثم النجف و حضر عند شيخ الطائفة المرتضى الأنصاري، و كتب تقريراته و لازمه عشرين سنة، و عاد إلى طهران في 1277 إلى أن توفي في 3 ربيع الأول 1292».
أسند إليه المرعشي في الإجازة الكبيرة.
من آثاره:
مطارح الانظار
و هو تقريرات درس الشيخ المرتضى الأنصاري في مباحث الألفاظ و يبتدئ بمبحث الصحيح و الأعم، و هو معنون بعنوان «هداية» «هداية»، و قد سجل قلم المؤلف المقرر إلى آخر مبحث اقتضاء الأمر بالشيء النهي عن الضد و المباحث الأخر.
و يستفاد من المطبوعة أنّها لبعض الأساطين من تلامذة الشيخ الأنصاري غير المترجم كما صرّح في النسخة المطبوعة ص 111. و قد طبع طبعة حجرية في طهران سنة 1213 ه.
قال شيخنا العلامة: إنّ ولده ميرزا أبو الفضل (ت/ 1317 ه) رتّب مباحثه و سمّاه بهذا الاسم.
موسوعة طبقات الفقهاء، ج14قسم1، ص: 42
4426 الكلانتري «1» (1273- 1316 ه)
أبو الفضل بن أبو القاسم بن محمد علي بن هادي النوري المازندراني الأصل، الطهراني، الملقب- كأبيه- بالكلانتري.
كان فقيها إماميا، أصوليا، كاتبا مبدعا، شاعرا متفننا، من أجلة العلماء.
ولد في طهران سنة ثلاث و سبعين و مائتين و ألف.
و تتلمذ في العلوم النقلية على: والده أبو القاسم «2»، و السيد محمد صادق الطباطبائي التبريزي، و عبد الرحيم النهاوندي، و في العلوم العقلية على الحكيمين:
محمد رضا القمشهي الطهراني (المتوفّى 1306 ه)، و السيد أبو الحسن بن محمد الطباطبائي الأصفهاني الطهراني الشهير بجلوة (المتوفّى 1314 ه).
و ارتحل إلى العراق سنة (1300 ه)، فمكث في النجف الأشرف شهورا، حضر في أثنائها على الميرزا حبيب الله الرشتي.
ثم انتقل إلى سامراء، فحضر على السيد محمد الفشاركي الأصفهاني و على الميرزا محمد تقي الشيرازي، ثم انضم إلى حلقة درس المرجع الأعلى في عصره السيد محمد حسن الشيرازي (1312 ه)، و اختص به.
و برع في الفقه و الأصول، و زاول حفظ الشعر العربي، حتى امتلك ناصية نظمه، و احتل منزلة رفيعة بين أعلام أدباء و شعراء عصره. «1»
و رجع المترجم في سنة (1309 ه) إلى طهران، فتصدى بها للبحث و التأليف و إمامة الجماعة.
و افتتح مدرسة سبهسالار، و أسكن فيها الطلبة، و باشر فيها التدريس سنة (1312 ه).
و أسس مكتبة ضخمة، جمع فيها من النفائس المخطوطة الشيء الكثير.
و ألف كتبا، منها: حاشية على «المكاسب» في الفقه لمرتضى الأنصاري، تميمة الحديث في الدراية، الدر الفتيق في الرجال، شفاء الصدور في شرح زيارة عاشور (مطبوع) بالفارسية، صدح الحمامة في ترجمة والدي العلامة (مطبوع)، منية البصير في بيان كيفية الغدير.
و له ديوان شعر (مطبوع)، و منظومة في النحو، و منظومة في الصرف سماها قلائد الدرر في نظم اللؤلؤ المنتثر، و منظومة في الهيئة سماها ميزان الفلك.
توفّي في طهران سنة ست عشرة و ثلاثمائة و ألف.
و من شعره، قوله في شعرات بيض ظهرن بلحيته، فصبغهن بالحنّاء:
رنت إلى الشعرات الحمر لامعة في سودها لمعان البرق في الظّلم
فقلت بيض مواضي الشيب قد سفكت دم الشباب و هذا منه بعض دمي