بسم الله الرّحمن الرّحيم

استدراک علی الفصل الثالث من تشریح الافلاک-شعرانی

فهرست علوم
شرح حال محمد بن حسين بَهاء الدِّين العامِلي (953 - 1031 هـ = 1547 - 1622 م)
متن خلاصة الحساب



فصل ثالث تشریح الافلاک

الفصل الثّالث في الحركات و ما يتبعها
(۸۷)الفلك التاسع يتمّ الدّورة في يوم و ليلة تقريبا (۸۸)و الثامن مع الممثلات في خمسة و عشرين ألفاً و مأتي سنة (۸۹)و حركاتها من المغرب الي المشرق (۹۰)كأكثر الأفلاك الجزئيه (۹۱)و لايتحرّك الي المغرب الا أربعة جمعتها في قولي:
و أربع تسير نحو غرب يا من يسائل محدّد مع مدير و جوزهرّ و مائل

(۹۲)و حركة كلّ فلك متشابهة حول مركزه (۹۳)الا حركة حامل القمر فتشابهها حول مركز العالم (۹۴)و حوامل العلويه و الزّهرة فتشابهها حول نقطة معدّل المسير و هي خارجة عن مركز الحامل علي القطر المارّ بالمركزين في جانب الأوج علي بعد مساو لما بينهما (۹۵)و حركة حامل العطارد فتشابهها حول نقطة علي منتصف ما بين مركزي المدير و العالم، (۹۶)و هذه من المشكلات و قد حلّها محقّقوا القوم شكر الله سعيهم بوجوه طويلة لا يليق ذكرها في المختصرات.

(۹۷)و حركة أعلي تدوير القمر إلي المغرب و أسفله إلي المشرق (۹۸)و المتحيرة بالعكس (۹۹)فيعرض لها الإستقامة و الإقامة و الرّجوع لموافقة حركة مراكزها لمراكز تداويرها و تكافؤهما و زيادة الأولي.

(۱۰۰)و للسّبع تعديلات يوجبها حركات الخوارج و التداوير (۱۰۱)و أقلّها تعديل الشّمس فنقتصر عليه في هذا المختصر: (۱۰۲)و هو قوس من ممثلها بين طرف الخطّ التقويمي -(۱۰۳)و هو الخارج من مركز العالم إلي الأعلي مارّا بمركزها- و بين طرف الخطّ الوسطي -(۱۰۴)و هو الخارج كذلك غير مارّ موازيا للخارج من مركز الخارج إلي مركزها- (۱۰۵)و الواقع بين طرفه و بين أوّل الحمل من الممثل علي التوالي وسطها (۱۰۶)فما دامت هابطة ينقص تعديلها من وسطها و ما دامت صاعدة يزاد عليه ليحصل في الحالين تقويمها (۱۰۷)و هو قوس من الثّانية بين أوّل الحمل و طرف الخطّ التّقويم علي التّوالي.

(۱۰۸)ثمّ القمر جرم كمد صيقلي بين السّواد و الزّرقة (۱۰۹)مستضيئ أكثر من نصفه دائما بالشّمس لكبرها و صغره، (۱۱۰)و يختلف أوضاعه بالقرب و البعد عنها (۱۱۱)ففي الإجتماع وجهه المظلم إلينا و المضيئ إليها و هو المحاق (۱۱۲)و إذا بعد عنها يسيرا رأينا منه قليلا و هو الهلال (۱۱۳)و يزداد بزيادة البعد إلي المقابلة فينعكس حالته الأولي و هو البدر (۱۱۴)ثمّ يتناقص المتقارب فيؤل إلي المحاق و هكذا؛ (۱۱۵)و إذا اجتمع بها عند الرّأس و الذّنب حال بيننا و بينها فسترها كلا أو بعضا و هو الكسوف (۱۱۶)و إذا إستقبلها كذلك حالت الأرض بينهما و وقع كلّه أو بعضه داخل مخروط ظلّها و هو الخسوف (۱۱۷)و هذه صورالأوضاع الثّلاثة:

 

                       

 

 

متن کتاب

إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 1

 

 [خطبة الكتاب‏]

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 2
                         (استدراك) «على الفصل الثالث من تشريح الافلاك»

                        بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ*

نحمدك الّلهمّ على ما علّمتنا و نستزيد و نسئلك التّوفيق للأمر الرّشيد و القول السّديد و نصلّي على محمّد سيّد السّادة و قائد القادة، رسولك المجتبى و آله الخيرة و أصحابه البررة، رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ احْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي.
و بعد فيقول احقر عباد اللّه أبو الحسن بن محمّد بن غلامحسين المدعو بالشعراني هذه وجيزة في حركات السيارات و الاوساط و التعديلات علقتها استدراكا على الفصل الثالث من كتاب تشريح الافلاك لشيخنا الفقيه المحقق الحبر الذى عجز عن الاتيان بنظيره بعده الدهر الشيخ بهاء الدين محمّد بن الحسين العاملى قدس سره أدرجت فيها اهم ما عليه المتاخرون و ما بني عليه زيجات الهند من اصول أهل عصرنا في الهيئة لانى رأيت الكتاب المذكور مع احتوائه على غالب ما يحتاج إليه طلاب العلوم الدينية و الفقهاء و أهل الشرع قد رغب عنه و عن غيره الناس كما رغبوا عن الكتب المنسوخة ظنا منهم أن ما فيها تغير بتغير الاصول و هو جهل فاردت أن‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 3
أضيف إليه هذه الرسالة حتى يبني من أراد ما شاء على الاصول المتاخرة و يكون معدا لهم للعمل بزيجات الهند المبنية على اصول الافرنج إذهي المعول عليها في بلادنا و لم اتعرض لما كان مقبولا منه عند أهل عصرنا ليكتفوا بما فيه و لم أذكر المسائل الطبيعية في النجوم و لا ما يتعلق بالاجرام و الابعاد لان الكتب فيها كثيرة فهمها سهل و إنما يذكر من يذكر ذلك لاعجاب العوام فيتذاكرون ارتفاع جبال القمر و درجة حرارة الشمس و ترع المريخ و مقدار الماء فيها و حلق زحل و إنما ذكرت ما اغفلوه للخواص و تركت شرح سائر فصول الكتاب مما لا فرق فيه بين القديم و الحديث و باللّه التوفيق.
مما يجب أن ينبه عليه أن العالم مهما بلغ في العظم فانه متناه لقيام الادلة الكثيرة على تناهى الابعاد و لا يفرق في ذلك بين أن يقال باصول القدماء او المتاخرين و أما من يعبر عن الفضاء بغير المتناهي فان لم يرد المبالغة فقوله ساقط ناش عن الغفلة عن الادلة أو عن جهل بها أو لبلادته و قصوره عن التفطن لوجه صحتها و أما المبالغة في عظمته فهي حق و ذلك لان البعد بين الشمس و الارض نحو بعد القمر عن الارض أربعمأة مرة و بعد القمر نحو نصف قطر الارض ستين مرة و مع ذلك فاذا فرضنا رجلا في أقرب الثوابت ينظر إلى شمسنا هذه و إلى ارضنا لا يرى الارض منفصلة عن الشمس بل هي معها كنقطة واحدة يدل على ذلك أن أهل الارض مع دورانها حول الشمس لا يرون الكواكب تنتقل عن مواضعها بما يعتد به في جميع السنة فيقاس على ذلك البعد العظيم الذى نرى بين ذلك الكوكب و الذى يليه بنحو أصبع مثلا لو كانا في مسافة واحدة من الارض فلا يكون أقل من خمس عشرة اضعاف بعد الارض عن الشمس فضلا عما يكون بينها البعد نحو شبر و أكثر فكيف ما بين المشرق و المغرب.
هذا فى اقرب الثوابت و اماما بعد فلا يحصيه الا اللّه‏
ثم إن القدماء كانوا يفرقون بين الاجسام العنصرية و الاثيرية و الاجسام الاثيرية عندهم هى الافلاك و كانت في غاية الشفافة لانها مع تراكمها و ضخامتها بين فلك القمر و فلك الثوابت لا تمنع الرؤية مع أن كل جسم لطيف عنصرى إذا بلغ هذا المبلغ من التراكم و العظمة منع الرؤية

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 4
فلا يقاس عندهم على الزجاج و البلورة بل الهوآء أيضا و كانوا يعتقدون أنها مع هذه الرقة و اللطافة يمتنع عليه الخرق و الالتيام و بعض القدماء كانوا يقولون يسبح فيها الكواكب كالحوت في الماء و أهل عصرنا يفرقون بين العنصر و الاثير أيضا و يجعلون جميع الكواكب من الاجسام العنصرية التى لها ثقل و وزن و حركة و خرق و التيام بخلاف الاثير الذى ملاء الفضاء و هو عندهم بمنزلة جرم الافلاك عند القدماء و يقولون لا وزن له و لا حركة و لا خرق و لا التيام و لا يمنع الكواكب عن الجرى و له فيها نوع من التداخل و لكن يقبل التموج و الارتعاش و ينتقل به النور و الحرارة و سائر! القوى السارية فالسموات على هذا طبقات هذا الاثير المحيط كل واحدة باحدى السيارات المرئية بالبصر المعروفة التي يمكن إن يحتج بها على قدرة اللّه تعالى و ما يقال إن السموات لا تكون إلا على مذهب بطليموس فهو غلط بل تكون على كل مذهب إذ لا شك في وجود السيارات و اختلاف مداراتها و أن كل من فيها إن كان لها ساكن يرى فوق رأسه سماء سوآء كانت محيطة بالارض أم لا.
و أعلم أن الاعتقاد بحركة الارض كان قديما و هو رأى الفيثاغورثيين و بحث عنها الاسلاميون أيضا و عن البيرونى أنه قال لا تهمنا هذه المسئلة لان المقصود ضبط الحركات المرئية كانت في الواقع للسماء أم للارض و أول من تنبه لها من الافرنج رجل يقال له كوپرنيكوس نحو سنة 950 ه قبل عهد الشيخ بهاء الدين قده بقليل ثم اشتهر رأيه بينهم و أثار الفتن مدى قرن أو أكثر و وصل مذهبه سريعا إلى المشرق أيضا و بحث عنه المنجمون و أول زيج وضع على أصله زيج محمّد شاه الهندى الكوركانى تغمده اللّه برحمته وضعه باسمه بعض الهنود سنة 1130 على عهد الشاه سلطان حسين الصفوى رحمه اللّه و ألف بعد ذلك تسهيلات له منها ما ألفه رجل من مسلمى الهند أسمه عبد اللّه بن محمّد خان نظام الدين و استعمل الجداول اللوغار يتمية للجيب و الظل و مبدؤه سنة 1150 و ألف بعده بماة سنة المولوى غلامحسين الجونفورى الشيعي الامامي «1» الزيج البهادرى و هو أكمل و ادق ما الفوه و طبع على الحجر في‏
__________________________________________________
 (1)- كان من طلاب العلوم الدينية فى مدينة كربلا شرفها اللّه و برع فى الرياضى و نزل الهند فامره بعض الامراء بتاليف الزيج مبنيا على الهيئة الجديدة مشتملا على حوائج المسلمين فاحسن فى تاليفه و ايده بالرصد بالالات الجديدة و كتابه يدل على براعته بحد لا نعرف له مثيلا فى القرون الاخيرة رحمه اللّه‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 5
عصر المؤلف و اشتهرت هذه الزيجات في بلاد نامنذ عهد المؤلفين و صارت معولا عليها و رجحوها على زيجات الافرنج لانها أرفق في العمل و أوفق لحوائج المسلمين و أجمع مع عدم الفرق بينها في النتيجة.
و هنا أوان الشروع في المقصود فنقول:
ما ذكره الشيخ (ره) في المقدمة من نضد العالم الجسماني مشهور و مذهب أهل عصرنا أيضا مشهور يعرفه كل أحد و ما ذكره من كون الارض كرة و أن تضاريس الجبال لا يخرجها عن الكروية الحسية فهو مقبول عند أهل عصرنا و ما ذكر من أنه لم يقم دليل على بطلان تحركها حركة وضعية بطيئة فالمذهب الشائع الآن تحركها كما هو معروف عند الاصاغر و الاكابر و ما ذكره الشيخ (ره) في الفصل الاول من الدوائر و القسى و فرضه على سطح الفلك الاعلى فمعتبر عند المتاخرين لكن يفرضونها على كرة متوهمة مركزها مركز الارض و محيطها على بعد مفروض اياما كان و كل كوكب يكون داخل الكرة أو خارجها يصورون تصويره على سطح الكرة باخراج خط من مركز الارض إلى الكوكب و إخراجه إلى الكرة إن كان الكوكب داخلها فحيثما وصل الخط من سطح الكرة فهو تصوير الكوكب و ذكر الشيخ أن الميل الاعظم كجل لج؟ نيه و عند اهل العصر إنه ينقص قليلا قليلا و الآن كج كومط «1».
و ما ذكره في الفصل الثاني من صور الافلاك السيارة فغير مقبول عند أهل عصرنا لكن يتصورون المدارات بحيث يكون نتيجة الحركات المرئية من الكواكب عين ما يترتب على الافلاك المذكورة كما سيظهر إنشاء اللّه.
و أما الفصل الثالث و هو نحو صفحتين من الكتاب فهو مورد الاختلاف الاعظم بين القديم و الجديد فاذا ضم الناظر بعد قراءة كتاب تشريح الافلاك ما في الصفحتين إلى ما نذكره في هذا
__________________________________________________
 (1)- من العجائب فى تاريخ العلوم ان بعض اهل الهند فى العصر الاول و جماعة من اصحاب الطلسمات على ما فى شرح التذكرة للفاضل الخفرى كانوا يعتقدون الانتقاص و الازدياد فى الميل الى اربع درجات و اقبالا و ادبارا لنقطة الاعتدال الربيعى كذلك و نقل فيه عن ابراهيم بن نضر بن سنان ان هذين الاختلافين منسوبان الى حركة واحدة و العجب ان هذا قول مقبول ثابت بادق الارصاد لدى الافرنج.

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 6
الموضع حصل له الاطلاع على ما يجب معرفته في هذا الباب.
قوله التاسع يتم الدورة في يوم و ليلة تقريبا. المذهب الشائع الان أن هذه الحركة منسوبة إلى تحرك الارض حركة وضعية على التوالي فترى النجوم متحركة على خلاف التوالى و إنما قال تقريبا لان الارض تتم دورة واحدة في اقل من أربع و عشرين ساعة و بيانه مذكور في حواشي تشريح الافلاك و شروحه «1».
قال و الثامن مع الممثلات في خمسة و عشرين ألفا و ماتي سنة أقول أما الكواكب الثوابت فترى متحركة على التوالي في تلك المدة تقريبا عند منجمي الافرنج و لكن ينسبون حركتها إلى حركة نقطة الاعتدال الربيعي إلى خلاف التوالي في تلك المدة فيرى كل كوكب ثابت و كل نقطة كالرأس و الاوج يبعد عن الاعتدال الربيعي في كل سبعين سنة درجة واحدة أو في كل ستين سنة نادقيقه كو ثانية و مقتضى القاعدة أن تتساوى حركات الاوجات و الجوزهرات و تساوى حركة الثوابت أيضا و لكن وجدوها متخالفه بينها و مخالفة لها.
فاوج الشمس يتحرك فى كل ستين سنة نط دقيقة و مب ثانية تقريبا و اوج مريخ درجة واحدة و أربع دقائق و أربعين ثانية و من المشترى درجه و لا دقيقه و له ثانية و لزحل درجه و يط دقيقه و لو ثانية و لعطارد درجه و له دقيقه و له ثانيه و للزهرة درجه و كج دقيقه و ما ثانية و أما الرأس فللمريخ له دقيقه و نه ثانيه و للمشترى يج دقيقه و ما ثانيه و لزحل درجة واحده و ط دقائق و كه ثانية و لعطارد درجه و كب دقيقه و مه ثانية و للزهرة مد دقيقه و مد ثانية و لا يتحرك الراس عند القدماء. هذا هو الفرق بين القدماء و المتاخرين في الممثلات اعنى في حركة الاوجات و الجوزهرات و اصل حركة الاوجات اسلامي ما كان يعرفه اليونانيون‏
ثم انهم اثبتوا سيارات صغارا بين مدار المريخ و المشترى و كذا اثبتوا ثلث سيارات كبار خارج مدار زحل سموها اورانوس و نبطون و پلوطن و لهن أوج و جوزهر و رجعة و استقامة يعرف حركتها بقياس ساير الكواكب العلوية فان حركاتها كحركاتها في الرجعة و الاستقامة
__________________________________________________
 (1)- اليوم الوسطى اعنى سير الشمس من نصف النهار الى نصف النهار يزيد على دورة واحده المعدل 002737909 ر 0 من الدورة و دورة المعدل 0906 ر 86164 ثانية زمانية

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 7
إلا ان مدتها أطول و لا ترى بالبصر و لا حاجة إليها في معرفة الاوقات و لا في الاحكام.
قوله و لا يتحرك إلى المغرب إلا أربعة أقول أما حركة المحدد فمنسوبة عند المتاخرين إلى حركة الارض الوضعية و هى من المغرب إلى المشرق لا كما ذكره القدماء و أما مدير عطارد فلا يعترفون بوجوده و مايل القمر ليس عندهم مدارا آخر غير خارج المركز فلم يبق من الحركة على خلاف التوالى الاجوزهر القمر و مرسابقا قولهم بحركة الا عتدالين كذلك و يلزم على بعض الوجوه أن يعترفوا بحركة بعض الجوزهرات على خلاف التوالى أيضا لانها لولم تكن متحركة كذلك لزم أن تكون حركاتها على التوالى مساوية لحركة الثوابت أى لحركة نقطة الاعتدال عندهم على خلاف التوالى لكنها ابطا الا جوزهر عطارد و زحل فتلحص من ذلك أن الحركات كلها على التوالى إلا حركة الاعتدالين و جوزهر القمر و السيارات غير عطارد و زحل و الثابت فى الزيجات حركة الجوزهرات على التوالى إلا القمر لانهم اثبتوا فيها فضل حركة الثوابت على التوالى على حركة الجوزهرات على خلافى التوالى.
قوله و حركة كل فلك متشابه حول مركزه. أقول الرأى السائد في زماننا بين منجمى الافرنج الذى بني عليه زيجات الهند المعمول بها في زماننا أن السيارات مطلقا تدور حول الشمس و كذا القمر حول الارض على مدار اهليلجى و هو القطع الناقص و ليس دائرة حقيقية و يسميه أهل عصرنا بيضيا و هو خط منحن مسدود في داخله مركزان مجموع بعدى كل نقطة من محيطه إلى المركزين يساوى بعدى كل نقطة اخرى من المحيط اليهما و الشمس أو الارض واقعة على أحد المركزين و الحركة متشابهة حول المركز الاخر كما ترى في الشكل:

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 8
فاذا فرضت الارض على نقطة ج يتحرك القمر حول نقطة ه على التشابه أى يحدث حول نقطة ه زوايا متساوية في ازمنة متساوية دون نقطه ج و هذه قاعدة منسوبة إلى بعض منجميهم يقال له كپلر و يلزمه أن تكون الحركة حول مركز العالم غير متشابهة إلا بحسب القطاعات الواقعة على نقطه ج الحادئة من فرض الحركة فانها في الازمنة المتساوية متساوية بحسب المساحة لا بحسب الزوايا و الاضلاع «1» فان فرضنا سطح اب ح مساويا لسطح د ح ز بحسب المساحة كان زمان حركة القمر من نقطه ا إلى نقطه ب مساويا لزمان حركته من نقطه رالي نقطه د و يلزمه أن يكون زاوية ا ه ب مساوية لزاوية د ه ر و زاوية التعديل هى التفاضل بين الزاويتين الحادثة احديهما على احد المركزين و الاخرى على الآخر بين الخط المار على الاوج و الحضيض و و الخط المار من الكوكب إلى المركز فان فرضنا الكوكب على ب فزاوية التعديل ج ب ه و إن فرضناه على ر فهى زاوية ح ر ه و هذا جار في جميع السيارات و لا يثبتون مركز معدل المسير فيها غير مركز الخارج اصلا لان مركز المدار الذى يتشابه حوله حركات المتحيرة كاف لتوجيه ما يرى من مقادير حركاتها بعد فرض كون حركتها حول الشمس لا الارض‏
فوله حركة أعلى تدوير القمر- مدار القمر حول الارض اهليلجى عند المتاخرين و كان عند المحقق الطوسى كذلك على وجه ذكره فى التذكره و يتحرك نفس المدار أيضا فينتقل الاوج من نقطه ا إلى نقطه ب (س 2) فى كل شهر ج درجات و 2 دقيقه تقريبا و ينتج من ذلك أن القمر يتم‏
__________________________________________________
 (1)- نسبة سطح ا ب ه الى سطح ا ب ح كنسبة ا ه الى ا ج و نسبة سطح د ح ر الى سطح د ه ر كنسبة د ح الى د ه و لما كان د ح ر مساويا لا ب ج و كذلك د ح لا ه و ده لا ج فزاوية ا ه ب اعظم من ا ح ب بنسبة اه/ اح و زاويه ر ه د كذلك اعظم من احب بتلك النسبة فهما متساويان او نقول سطح ا ه ب الى ا ح ب كنسبه اح/ اه و نسبة ا ح ب الى د ه ر كنسبة د ح ر الى د ه ر اعنى كنسبة ده/ دح او كنسبة اح/ اه وسعة الزاوية على عكس طول الضلعين.

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 9
ش 2
دورة كاملة أى من نقطة ا إلى نقطة ا قبل أن يصل الى الاوج مرة ثانية و كان المقصود من اثبات فلك التدوير و حركته على خلاف التوالى توجيه هذه الحركة و بما ذكر يستغنون عن اثبات التدوير و يحصل لهم ما ينتج من التدوير من غير تفاوت.
قوله فيعرض لها الاستقامة و الاقامة و الرجوع ا ه إذا فرضنا نقطه ح مركز الشمس و ب مدار الزهرة او عطارد حول الشمس و د مدار الارض و فرضنا الارض على نقطه د فلا يخلوا ما إن يكون الزهرة على آ فتتحرك على التوالى و هو الاستقامة او على ب فتتحرك على خلاف التوالى بالنسبة إلى ساكني الارض و يسمى رجوعا او على اليمين و اليسار فترى ساكنة اياما و هو الاقامة فمدار السفليين بمنزلة فلك التدوير عند القدماء أو هو هو بعينه و الفرق بين الطريقين إن بعد الكوكب عند الاستقامة أكثر من بعد الشمس و عند الرجعه أقل عند المتاخرين و أقل مطلقا عند الفدماء:
ثم إن فرضنا ب مدار الارض و د مدار المريخ مثلا و الارض على ب تمر سريعا على التوالى‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 10
و المريخ على ث يمر بطيئا على التوالى أيضا فتسبقه الارض و يرى المريخ كأنه يرجع أى يتحرك على خلاف التوالى و هكذا في كل مقابلة يرى كل كوكب من العلوية راجعا بقدر فضل حركة الارض على حركة ذلك الكوكب ثم إن فرضنا الارض على نقطه ا و هو حال مقارنه الشمس و المريخ و هو على نقطة د متحركا على التوالى بقدر مجموع حركة الارض و المريخ و هكذا كل من العلوية في حال الاستقامة عند كل مقارنة و ظهر من ذلك أن حركة التدوير في العلوية بقدر فضل حركة خارج المركز للشمس على حوامل هذه الكواكب كما قاله القدماء.
قوله و للسبع تعديلات يوجبها حركات الخوارج و التداوير و أقلها تعديل الشمس. أقول غرض المنجمين تعيين موضع الكواكب حيث يرى من الارض في الطول و العرض و لو كانت حركاتها متشابهة حول مركز الارض لكان الامر سهلا و ليس كذلك فتارة تبطى و تارة تسرع و تارة ترجع و تارة تقيم و لذلك يحتاج إلى اوساط و تعديلات و أقلها تعديلا الشمس و ما ذكره الشيخ ره في تعديلها صحيح مقبول عند المتاخرين إلا في شي‏ء واحد و هو كون المدار بيضيا عند هولاء و دائرة حقيقية عند القدماء و لا فرق من هذه الجهة في تصوير التعديل فيفرض المدار بيضيا و بين المركزين نحو درجتين و أحد المركزين مركز الارض و المركز الاخر مركز الخارج الذى يتشابه الحركة حوله و يجرى فيه جميع ما ذكره القدماء و هذا التعديل لا يختص الشمس بل يجي‏ء مثله في القمر و ساير السيارات.
و يوردون في الزيجات جداول تحتوى على مقادير أوساط الكواكب و أوجاتها و جوزهر اتهاثم جدولا يشتمل على التعديل الاول بسبب اختلاف مركزى المدار البيضي ثم للسيارته تعديلات أخر تقتضيها اختلافات أخر أهمها تعديلات القمر لانه يسرع و يبطي بحسب اختلاف وضعه مع الشمس في الاجتماع و التربيع و الاستقبال و أيضا بحسب قرب الشمس مسافة و بعدها فحركة القمر عند كون الشمس في الاوج يتغير عنها عند كون الشمس في الحضيض و قد ضبط صاحب الزيج الهندى الذى ألفه لمحمد شاه الكوركاني تغمده اللّه برحمته ضبطا حسنا ليسهل فهمه و تناوله على الاصول الجديدة فذكر للقمر أربعة تعديلات أولها الحاصل بسبب كون مداره بيضيا و المركز الخارج غير مركز العالم كما في ساير السيارات إلا أن في القمر خصوصية و هو أن ما

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 11
ما بين المركزين ليس دائما بمقدار واحد بل يزيد و ينقص فاذا فرضنا ج مركز العالم و د مركز الخارج يتردد مركز الخارج بين ه ب و يختلف بحسبه زوايا التعديل الاول و بين نقطتى ه ب- يج دقيقه لو ثانيه و بين نقطتى ب ح خمس درجات و يج دقيقه (س 4)
و يجى لذلك بقية في شرح التعديل الثالث إنشاء اللّه.
و اما تردد مركز الخارج فى المتحيره و الشمس فبطى‏ء جدالا يعتد به فى العمل و لا يظهر للحس‏
ثم فرض للتعديل الثاني دائرة صغيرة على مركز العالم اعنى نقطة ج و فرض فيها قطرا مسامتا لأوج الشمس و هو قطراب و مقداره يج دقيقه لو ثانيه نز ثالثة (س 5)
و ا مسامت لاوج الشمس فكلما بعد القمر عن الشمس نفسها نفرض نقطة متحركة عن نقطة ب إلى د على التوالى بقدر حركة القمر عن الشمس فحيثما وصل نخرج منه عمودا على قطراب و موقع العمود نقطة ه فنقطة ه متردد بين نقطتى ا ب على هذا القطر يصعد من حين الاجتماع إلى حين‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 12
الاستقبال من نقطة ب إلى نقطة ا و ينزل من حال الاستقبال إلى حال الاجتماع من ا إلى ب و ينطبق عند التربيعين على نقطة ج ثم نفرض القمر على كل نقطه نقطة من مداره كنقطتى ط و ى و نخرج من كل واحدة منهما خطين إلى نقطتي ح ه و نحاسب مقدار زاويه ج ط ه و كك زاوية ح ى ه و كل زاوية مثلهما على فرض كون ه في موضع الذى هو فيه من قطر ا ب و كذلك جميع نقاط المدار على فرض كون ه في كل نقطة من نقاط القطر بين ا ب و هذا هو التعديل الثاني يزاد على الوسط المعدل بالتعديل الاول كلما كان نقطة ه أقرب إلى ب و ينقص كلما كان أقرب إلى آ في جانب ط و بالعكس في جانب ى و ينعدم التعديل عند التربيعين أعني انطباق ه على ح و هذا التعديل أفرنجي لم يكن يعرفه علماء الاسلام و دليل هذا التعديل الرصد و الوجدان فانهم وجدوا القمر يسرع و يبطي بهذه الكيفية غايته عند كون القمر مجتمعا مع الشمس في تربيع أوج الشمس و هى نحويب دقيقه‏
ثم فرض للتعديل الثالث دائرة أيضا قطرها درجتان و مد دقيقة كا ثانية و ح أعني مركز العالم واقع على طرف قطر منها يسامت طرفه الاخر اوج القمر كما في (ش 6)
ثم فرض نقطة ح و هي مركز البيضي منطبقا على مركز العالم عند اجتماع الشمس و القمر و كلما بعد القمر عن الاجتماع إنتقل نقطه ح على التوالى على محيط الدائرة بقدر مضاعف‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 13
البعد بين النيرين بحيث ينطبق عند التربيع نقطة ح على نقطه ع و يعود عند الاستقبال إلى ج و هكذا يتم دورة من كل استقبال إلى اجتماع و من كل اجتماع إلى استقبال. و بيان ذلك أن المدار الا هليلجى في القمر ليس على وضع و شكل مستمر دائما بل يكون عند الاجتماع و الاستقبال ابعد من الاستطالة و اقرب إلى الدائرة من التربيعين بحيث لو كان القمر دائما مجتمعا مع الشمس لكان ما بين المركزين خمس درجات ويب دقيقه و غاية التعديل اربع درجات و نط دقيقه لو ثانية و لكن كلما بعد القمر عن الاجتماع و قرب نحو التربيع استطال المدار و صار ما بين المركزين اكثر مما كان بمقدار درجتين و مد دقيقه و يزيد التعديل غايته في التربيع درجتان له دقيقه و مر ثانية ينقص في النصف الهابط من الاوج إلى الحضيض و يزاد في الصاعد كالتعديل الاول و القدماء ينسبون ذلك إلى تعاظم اجزاء منطقة التدوير في الرؤية كلما قرب إلى الحضيض و كان الحضيض عندهم في التربيع على ما هو مقرر في محله و على أى حال ففرض أصحاب زيجات الهثد أولا القمر في الاجتماع و الاستقبال «1» و المدار حينئذ أقرب ما يكون إلى الدائرة و استخرجوا التعديل في كل نقطه من المدار و سموه التعديل الاول و هو تعديل الخاصة عند القدماء ثم حاسبوا زياده هذا التعديل بسبب استطالة المدار بين حالتى الاجتماع و الاستقبال و جعلوها من التعديل الثالث فقطر ح ع في الدائرة الصغيرة عبارة عن زيادة ما بين المركزين على ما كان عند الاجتماع و ينضم إلى هذا التعديل تعديل آخر و هو انهم وجدوا في سير القمر اختلافا بقدر ما يقتضيه تيا من الاوج او تياسره عن نقطه م نصف تيا من نقطة ح او تياسره عن قطر ح ع في الشكل فكل قوس كان محسوبا من نقطة ك يجب إن يزاد او ينقص بقدر هذا التفاوت من نقطة م المحاذية للارض و هذا التعديل منسوب عند القدماء إلى نقطة المحاذات و غايته هالط م ثانية قبل التسديس و بعد التثليث بقليل ينقص في الربع الاول و الثالث من الشهر و يزاد في الربع الثانى و و الرابع و ينضم إلى سابقه و يسمى المجموع التعديل الثالث و ينعدم في الاجتماع و الاستقبال‏
__________________________________________________
 (1)- و منجمو الافرنج يفرضون المدار اولا فى البعد الاوسط و غاية التعديل حينئذ ست درجات و 17 دقيقه تقريبا و يزاد نحو درجة و 17 دقيقه فى الاجتماع و ينقص فى التربيع و لذلك يختلف مقدار التعديل الثالث عندهم عما فى الزيج الهندى و لا فرق فى النتيجة و اما القدماء فبعضهم فرض التعديل الاول و هو الخاصة كما يفرضه الافرنج فى البعد وسط و بعضهم فى حال الاجتماع كما زيج الغ بيك.

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 14
مطلقا و ينعدم الجزء الاول منه فقط المنسوب إلى البعد المضاعف في غير حال الاجتماع و الاستقبال أيضا إن كان القمر في الاوج و الحضيض و ينعدم الجزء الثاني منه فقط عند كون القمر عند تربيع الشمس بين الاوج و الحضيض و غاية الاول ب ا ز ح و غاية الجزء الثاني ها لط م ثانية و لا يتفق اجتماع الغايتين و لا يكون المجموع أكثر من ح ه ل ثانية و يسهل تصور ذلك لمن يعرف الهيئة القديمة و للقمر تعديل رابع مسمى بتعديل النقل و علة حدوثه عرض القمر و كون منطقة المائل في غير سطح منطقة البروج و ياتي بيانه إنشاء اللّه في المتحيرة «1»
و أما استخراج تقويم المتحيره فمتوقف على تعيين الاوسط ثم التعديل الذى سببه الفاصلة بين المركزين على قياس ما ذكر في الشمس فيحصل به التقويم بالنسبة إلى مركز الشمس لانها تدور حول الشمس مع أن المط تعيين موضعها بالنسبة إلى مركز الارض مثلا إذا فرضنا خ مدار المريخ و ض مدار الارض و د مدار عطارد فاستخرج بالوسط و التعديل موضع المريخ على نقطة خ من مداره و موضع عطارد على نقطه د و فرضنا أن خطى ش م ض م يخرجان مع كونهما
__________________________________________________
 (1)- قاعدة استخراج التعديل الاول عند الافرنج جيب المركز* ويز دقيقه‏
و التعديل الثانى: جيب مركز الشمس* يا دقيقه يحسب المركز من الحضيض. و الجزء الاول من التعديل الثالث: جيب فضل مجموع وسط القمر و تقويم حضيضه على مضاعف تقويم الشمس* ايز دقيقه‏
و الجزء الثانى جيب مضاعف فضل وسط القمر على تقويم الشمس* هالط ل نية

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 15
متوازيين إلى نقطه الاعتدال الربيعي لبعده جدا فيكون زاويتا م ش خ م ش د تقويم الكوكبين بالنسبة إلى مركز الشمس و الغرض استخراج زوايتى م ض خ م ض د بالنسبة إلى مركز الارض و زاوية م ض ح كذلك زاويه م ض د أعظم من قائمتين على اصطلاح أهل النجوم فنقول بالنسبة إلى الزاوية الاولى أنها مركبة من زاويتى م ض ل ل ض ح و الاولى منهما مساوية لزاويه م ش ض أعني نظير تقويم الشمس لان م ش م ض متوازيان و ل ض ش قطعهما و أما زاوية ل ض ح فتمام زاويه خ ض ش و بتعيين مقدارها يحصل المقصود و طريق تعيينه أن في مثلث ض ش ح الذى رؤسه الثلثة على الشمس و الارض و المريخ ضلعا ض ش خ ش معلومان بالفرض و هما بعد الشمس عن الارض و تصوير بعدها عن المريخ و الزاوية بينهما أعني ض ش ح معلومة لانها فضل تقويم المريخ على تقويم الارض بالنسبة إلى مركز الشمس فيستخرج زاوية ش ض ح على ما هو مقرر في حل اجزاء المثلثات «1» و كان القدماء مستغنين عن هذا العمل بما فرضوه من التدوير و تعديل الخاصة و يجرى نظير ما ذكر في المريخ في عطارد أيضا ففي مثلث ض د ش نعلم ش ض ش د فرضا و زاوية د ض ش هي فضل نظير تقويم الشمس على تقويم عطارد بالنسبة إلى مركز الشمس فيستخرج زاويه ض د ش و بذلك يصير تقويم عطارد بالنسبة إلى الارض معلوما فانه عبارة عن مجموع زاويتي م ض ل د ض ش مع قف درجة و يعلم من ذلك طريق استخراج سائر المتحيرة بالقياس.
ثم إن للمتحيرة و القمر عرضا لان سطح مداراتها ليس في سطح فلك البروج بل يقاطعه و غاية عرض القمر في الاجتماع ه ا ك ثانية يزيد يط دقيقة في التربيع «2» و كذلك العروض الجزئيه في‏
__________________________________________________
 (1)- نقسم اصغر الضلعين المعلومين على اعظمهما و نفرض زاوية يكون الخارج من القسمة (و هو اقل من واحد) ظلالها و لا محالة تكون الزاوية اقل من 45 درجة فناخذ تمامها من 45 و نضرب ظله فى ظل تمام نصف الزاوية المعلومة من المثلث فحاصل الضرب ظل نصف فضل اعظم الزاويتين المجهولتين على اصغرهما و مجموعهما معلوم فيستخرج مقدار هما من المجموع و التفاضل‏
 (2)- فرضوا القمر فى زيجات الهند اولا فى حال الاجتماع و الاستقبال و استخرجوا عرض كل نقطة من مداره بين الراس و المنتصف بين الراس و الذنب و هى اقل مقادير العروض ثم فرضوه فى الحالات الاخر بين الاجتماع و الاستقبال فانه يزيد جميع مقادير العروض التى اثبتوها كلما قرب من التربيع بنسبة ذكروها فى جدول تدقيق الراس‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 16
كل نقطة من مداره تزيد في التربيع و عرض زحل الجنوبي يزيد عن عرضه الشمالي بالنسبة إلى الشمس نحود قيقتين تنبه لذلك متاخر و منجمي الافرنج و يوخذ من الزيجات مع تعديل و أما بالنسبة إلى الارض في المتحيرة فيزيد عرض العلوية قليلا في المقابلة لقربها من الارض و ينقص في الاحتراق لبعدها و هو واضح على اصول المتاخرين و كان من مشكلات الفن على اصول القدماء و لكل من القمر و المتحيرة تعديل في الطول مسمى بتعديل النقل و ذلك لان كل واحد منها يدور في مدار غير منطقه البروج و يجب تعيين موضعه من المنطقه و تعديل النقل هو التفاوت بين بعد نفس الكواكب عن الاعتدال و بين بعد موضعه من المنطقة عنه.
ثم إن الثابت في جداول زيجات المتاخرين في المتحيره هو عرضها بالنسبة الى الشمس و يجب استخراجه بالنسبة إلى مركز الارض مثلا فرضنا نفس المريخ على ح (س 7) و موضعه على ح فزاوية خ ش ح و هي عرض المريخ لمن ينظر اليه من الشمس مستخرج من الزيج ثم يحاسب زاوية ح ض ح و هى عرضه لمن ينظر اليه من الارض و له دستور مبني على حساب المثلثات «1».
و اعلم أن لرأس القمر و زحل تعديلا أما القمر فاذا كان في الاجتماع و الاستقبال او احد التربيعين لا يحتاج رأسه إلى تعديل و اما بين النقاط الاربع ففيه تعديل غايته في المنتصف من كل ربع ا لح نو ثانيه ينقص في الربع الاول و الثالث من الشهر و يزاد في الثاني و الرابع و هذا التعديل نحو عشرة اضعاف نفس حركة الرأس و ليس حركة حقيقيه و تغييرا في حركة الرأس بل منسوب إلى تغيير وضع المدار البيضى و فاصلة ما بين المركزين بين التربيع و الاجتماع و الاستقبال و كذلك الراس يعدل بالتعديل الثاني المذكور للقمر نفسه فلراس القمر تعديلان و أما زحل فيوخذ تعديل رأسه من الزيج و لا يحتاج إلى بيان.
و لعطارد اختلاف ليس نظيره لسائر المتحيرة و هو ان مدار جميعها ينقسم بالخط المار بالاوج و الحضيض على قسمين متشابهين بحيث يكون بعد كل نقطة من مدارها من الشمس فى‏
__________________________________________________
 (1)- فى مثلث ح ش ض ضلعا ح ش ش ض و زاويه ض ش خ معلومة فيستخرج ضلع ض ح ثم فى مثلث ح ح ض و زاوية ح قائمه ضلعا ض ح ح ح معلومان اما ض ح فبالاستخراج و اما ح ح فهو جيب ح ش ح بفرض كون ش خ ستين درجه فيستخرج مقداره بفرض كون ض ح ستين بالاربعة المتناسبة

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 17
القسم الهابط مساويا لنظيره في القسم الصاعد و أما عطارد فالقسم الصاعد من مداره اوسع من الهابط فهو مادام يصعد من الحضيض إلى الاوج ابعد من الشمس مما يكون نازلا من الاوج إلى الحضيض كما يظهر من تتبع ابعاده فى جداول الزيجات فيكون بعده في المنتصف بين الاوج و ناز لا عن الاوج كب يو لح و صاعدا كب كب و ثانية إذا فرضنا بعد الارض من الشمس ستين.
هذا آخر ما أردت ايراده فى هذه التعليقة مع قلة البضاعه و قصور الباع فى الصناعة و لم يؤلف قبل ذلك في مثل هذه المسئلة فيما علمت و لا توفيق إلا باللّه العلي العظيم‏
ثم رأيت بعد ذلك أن ألحق بها مسائل تكثيرا للفائدة و ذكرنا أدلة هذه الامور في رسالة فارسية مع مطالب اخرى مهمة استخرجنا ما فى تعليقنا هذا منها
فوائد

[الفائدة الاولى‏]

الاولى- زعم بعض المغفلين و تبعهم جماعة من أهل الورع و سلامة النفس أن لا فرق بين ما يحكم به المنجمون فى التسييرات و الامور المبنية عليها و بين ما يقال فى الاحكام من السعود و النحوس و قالوا لا يعتد بقولهم فى جميعها و صرح علمائنا بان بينهما فرقا و أن القسم الاول مبني على حساب صحيح و اصول ثابتة لا تتغير كالكسوف و الخسوف و التحويلات في البروج و ساعات الليل و النهار و اختلافها في البلاد وجهة القبلة و اوقات الصلوة و غيرها و ممن صرح بذلك منا السيد المرتضى و الشيخ الكراجكى و الشيخ سديد الدين الحمصى و العلامة و غيرهم كثيرون قدهم و قال السيد «ره» ان الكسوفات و اقتران الكواكب و انفصالها من باب الحساب و سير الكواكب و له اصول صحيحة و قواعد سديدة و قال في الكسوفات و ما يجرى مجراها لا يكاد يتبين فيها خطاء و ان الخطاء الدائم المعهود انما هو فى الاحكام و نحوه كلام غيره قدهم و ذلك لان حركات الكواكب خصوصا الشمس و القمر مضبوطة من اقدم عصور التاريخ إلى زماننا لم تتغير اصلا إلا بوجه متناوب معلوم مضبوط فلسير الشمس مثلا أجل معلوم تتم دورتها منذ قرون في سنة لا تزيد دقيقة و لا ثانية و لا تنقص ابدا و لا يختلف مدة دورانها في سنة عن اخرى و تسرع في بعض البروج و تبطى‏ء على وجه ثابت لا تتغير في السنين المختلفة و كذلك القمر و غيره كل‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 18
يجرى لاجل مسمى ذلك تقدير العزيز العليم كما في القرآن الكريم و هو من أعظم معجزاته العلمية و لو لم يكن ذلك لم يصح للناس مواقيتهم و قد قال اللّه تعالى قل هى مواقيت للناس و الحج إذ لم يومن من أن يكون شهر ثلاثين يوما و هذا الشهر بعينه من سنة اخرى أربعين و لكن القمر يدور دورة في تسعة و عشرين يوما و اثنتى عشرة ساعة و أربع و أربعين دقيقه و ثانيتين و أربع و خمسين ثالثة لا يزيد و لا ينقص و حساب سير الكواكب نظير حساب أرباح المكاسب و مداخل الولايات و مساحة الاراضى يحصل منه اليقين إذا أمن المحاسب من الغلط و يدخل من التقريب فيه ما يدخل فيها فاذا شهد شاهد بان الشمس غربت في الشتاء فى بلادنا بعد سبع ساعات من نصف النهار وجب تكذيبه للعلم بكذبه أو خطائه و حساب الكسوف و الخسوف و رؤية الاهله كذلك او هو نظير حساب سيارتين إحديهما اسرع من الاخرى بمقدار معلوم يمكن حساب الوقت الذى تدرك إحديهما الاخرى و إنما لم يكتفوا بحسابهم في رؤية الهلال لان الحاصل من حسابهم قابلية الرؤية و الحكم الشرعى على الرؤية بالفعل فلعل فى السماء سحابا أو بخارا أو دخانا يمنع الروية الفعلية أما إذا علم من الحساب عدم قابلية الرؤية فواجب على العالم تخطئة الشهود للعلم باشتباه الامر عليهم فامكان الرؤية لا يوجب وقوعها و أما العلم بعدم امكانها فيوجب العلم بعدم وقوعها. و رأيت رجلا يدعى العلم من الذين يزعمون ان الزيج بئر يجلس المنجمون في قعرها و ينظرون منها إلى حركات الكواكب كان يقول لا يقبل من المنجم إلا ما يدرك بالحس مثل كون القمر فى هذه الساعة فى برج العقرب إذا نظر إلى السماء ظنا منه أن حدود البروج ظاهرة محسوسة فيها مع أن هذا لا يقبل منهم و قد يظن أن عدم حجية قول المنجم يدل على بطلان هذا العلم و هذا عجيب لان قول الواحد من أهل النحو و اللغة و التاريخ ليس بحجة و ليست علومهم باطلة و أذان العدل العارف بالوقت ليس حجة و ليس معرفته بالوقت باطلة و آلة الساعة التى يطمئن بصحتها ليست بحجة شرعا تعبدا و ليست باطلة و هكذا مع أن هولاء يعتمدون على الاخبار المشكوكة المروية عن آل الرسول صلّى اللّه عليه و آله ببناء العقلاء و حصول الاطمينان من قول الثقة فان كان هذا صحيحا وجب قبول قول المنجم لان بناء العقلاء على قبول أقوالهم و اطمئنانهم بهم أشد من اطمئنانهم باخبار ينقل شفاها بالوسائط و نرى الناس يخاطرون باموالهم و أنفسهم فى جو السماء و غمار الماء و يهدون الغواصات‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 19
و الطيارات حيث لا يعرف الطريق إلا بما أفادهم المنجمون من أطوال البلاد و عروضها و جهات المسير و كانوا يصرفون قديما و حديثا آلافامن النقود لبناء الارصاد و تاليف الزيجات فلو كان هذا العلم باطلا و رأوا خطائهم دائما كيف لم يقلعوا عن العبث و أصروا على الباطل و نعلم أن أزهد الزهاد إذا سافر فى البحر و لا يعرف الطريق يعتمد على الملاح المبتني علمه على مستخرجات علم النجوم و ليس له سبيل إلى الاهتدا، غيرها و لا يعتمد هناك على قول عدل واحد يروى بعشر وسائط ثقة أن الطريق غير ما قاله الملاح و هذا يدل على أن بناء العقلاء على العمل بقول أهل النجوم أظهر و ايين و ثقتهم أشد و أقوى نعم من يتمسك باخبار الاحاد للادلة الشرعية التعبدية كآية النبأ صح له أن يفرق و يحتج بالروايات الظنيه دون قول المنجم و غيره و الحق أن الغالب حصول العلم من قولهم للعالم بطريقتهم و وجه أعمالهم إذا أمن الغلط فى الحساب و ما ورد فى ذم التنجيم و تخطئة المنجم إنما هو في الاحكام و انما يشك فى حساب من لا يعلم اتقانه أو يحتمل مسامحته

 [الفائدة الثانية]

- نذكر فيها قواعد يحتاج اليها كثيرا فى هذا العلم و ان كان خارجا عن غرض الرسالة؛
1- نريد ان نعلم الميل الاول للشمس فى جزء مفروض من منطقة البروج نضرب جيب الميل الاعظم و هو كج كو مط ثانية فى جيب بعد الجزء المفروض عن الاعتدال الاقرب منحطا يحصل جيب الميل المطلوب‏
2- نريد الميل الثانى نضرب جيب البعد المذكور فى ظل الميل الاعظم منحطا يحصل ظل المطلوب.
3- نريد أن نستخرج المطالع الاستوائية لجزء نقسم جيب تمام البعد المذكور على جيب تمام ميله منحطا يحصل جيب تمام المطالع لذلك الجزء.
4- نريد ان نستخرج تعديل النهار فى وقت مفروض و بلد مفروض، نضرب ظل ميل الشمس ذلك الوقت فى ظل عرض البلد منحطا يحصل جيب تعديل النهار.
5- نريد أن نعرف ساعات الليل و النهار فى بلد مفروض و وقت مفروض. نضيف تعديل النهار إلي تسعين درجة و ننقصه من تسعين درجة فحاصل الجمع نصف الذى هو اطول من‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 20
الملوين أى النهار فى الصيف و الليل فى الشتاء و الباقى نصف الذى هو اقصر منهما و طريق تبديلها إلى الساعات معلوم.
6- نريد أن نعرف غاية ارتفاع الشمس فى بلد مفروض و وقت مفروض. نزيد ميل الشمس فى الوقت على تمام عرض البلد إن كانا متفقين فى الجهة بان يكون عرض البلد شماليا مثلا و الميل كك و ننقصه منه مع الاختلاف.
7- نريد استخراج عرض البلد. ننظر ارتفاع الشمس بآلة وقت نصف النهار و نضيف إليه ميلها انكان جنوبيا و ننقص إن كان شماليا و الحاصل على اى حال تمام عرض البلد و أما طول البلاد فلا طريق إليه إلا الرجوع إلى الجداول او تلغراف مبدء الطول وقت نصف النهار و امثاله.
8- نريد أن نعلم وقت طلوع الفجر الصادق فى بلد مفروض و يوم مفروض. ناخذ تقويم الشمس وقت طلوعها و ننقص منه اربع دقائق ليحصل تقويمها عند طلوع الفجر تقريبا لان الشمس تسير بين الطلوعين بهذا المقدار تقريبا ثم ناخذ نظير التقويم و نفرض هذا النظير كانه موضع الشمس على ارتفاع 18 درجة و نستخرج فضل الدائر على هذا الفرض و هو يساوى مقدار الساعات بين نصف الليل و طلوع الفجر بعد تبديلها إلى الساعة و طريق استخراج فضل الدائر أن يستخرج أولا غاية الارتفاع و سهم نصف قوس النهار فنسبة جيب غاية الارتفاع إلى جيب فضلها على 18 درجة كنسبة سهم نصف قوس النهار إلى سهم فضل الدائر فيضرب جيب فضل غاية الارتفاع فى سهم نصف قوس النهار و يقسم الحاصل على جيب غاية الارتفاع يحصل سهم فضل الدائر
9- نريد استخراج سمت القبلة فى بلد فان كنا حاضرين فالطريق ما ذكره الشيخ ره فى الكتاب و إن كنا غائبين فما ذكره تقريبى كاف و إن أردت التحقيق فخذ تمام عرض البلد و تمام عرض مكة و بين طوليهما و توهم مثلثا على كرة الارض رؤسه الثلثة القطب الشمالى و البلد و تمام عرض مكة و بين طوليهما و توهم مثلثا على كرة الارض رؤسه الثلثة القطب الشمالى و البلد و مكة المشرفة و ضلعاه تماما العرضين معلومان و الزاوية بينهما معلومة و هى على القطب بقدر ما بين الطولين و استخرج الزاوية الحادثة منه على البلد و طريقه أن تجمع تمامى العرضين ثم تنقص أقلها من الاكثر فتاخذ جيب نصف المجموع و جيب تمامه و جيب نصف الفضل و جيب تمامه فتقسم جيب نصف الفضل‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 21
على جيب نصف المجموع و كذلك جيب تمام نصف الفضل على جيب تمام نصف المجموع و تضرب كل واحد من خارجى القسمة في ظل تمام نصف ما بين الطولين فالحاصل من الضرب الاول ظل تفاضل الزاويتين الباقيتين و من الضرب الثاني ظل مجموعهما فان نقصت التفاضل من المجموع و نصفت الباقى حصلت الزاوية الصغرى و إن زدت عليها الفضل حصلت الكبرى فان كان عرض البلد أكثر من عرض مكة فالكبرى زاوية الانحراف من الشمال و إن كان أقل فالصغرى. هذا إن كان عرض البلد شماليا و يعرف الجنوبى بالقياس و استعمل لهذا العمل الجداول اللوغار يتمية. «1»
10- نريد استخرج التاريخ الهجرى من المسيحي و بالعكس. إصطلح النصارى و توافقوا على أن يجعلوا سنة ولادة المسيح على نبينا و آله و عليه السّلام بين التاريخ الاسكندرى و الهجرة النبوية صلوات اللّه عليه بحيث يكون غرة المحرم من السنة الاولى للهجرة بعد مضي أحدى و عشرين و ستماة سنة رومية و 196 يوما من السنة الثانية و العشرين و للنصارى تاريخان أحدهما تاريخ المنجمين و بلاد اليونان و مبناه على حساب الشهور الرومية القديمة و هو أسهل في الحساب و السنة عندهم شمسية إصطلاحية مقدارها 25 ر 365 يوما و الثاني تاريخ عامة الافرنج يقال له الغريغورية اختروعوه سنه 1582 و هى شمسية حقيقية أعرض عنه المنجمون في حساب تقاويم السيارات (و مقدارها 2421988 ر 365 يوما) إذ يصعب بناء الحساب عليه و بين تاريخيهم في زماننا 13 يوما فمن أراد تطبيق التاريخ الاسلامى و المسيحى فالاولى أن يحاسب سنة المنجمين ثم يضيف إليه 13 يوما إن كان بعد سنة 1900 و 12 إن كان بعد 1800 و 11 إن كان بعد 1700 و 10 إن كان بعد 1600 فاذا كان التاريخ الهجرى معلوما فاستعلم عدد الايام من أول الهجرة إلى اليوم المطلوب و اقسم الحاصل على 25 ر 365 يكون الخارج من القسمة عدد السنين و زد عليه 621 سنة من بين التاريخين و الباقى من القسمة عدد الايام زد عليه 195 يوما يحصل المطلوب و إن كان التاريخ المسيحى الرومى معلوما فانقص منه 621 سنة و 195 يوما و استعلم عدد ايام الباقى و
__________________________________________________
 (1)- ذكر صاحب تحفة الاجلة حيدر قلى خان المعروف بسردار كابلى رحمه اللّه من معجزات رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله بناء محراب و مسجد المدينة شرفها اللّه و قد تبين بالالات الدقيقة العصرية صحتها و كان القدماء لا يعرفون ذلك لان طول المدينة عندهم لم يكن موافقا للواقع‏

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 22
و اقسمه على 10631 (عدد أيام ثلثين سنة قمرية بكبائسها) و أضرب الخارج من القسمة في الثلاثين فحاصل الضرب عدد السنين التامة و اقسم الباقى من القسمة على 354 يكون الخارج من القسمة أقل من ثلاثين البتة و هو عدد السنين التامة أيضا أضفه إلى ما حصلت أولا ثم أنظركم عدد سنى الكبيسة في الخارج من القسمه الثانية على ترتيب (بهزيجوح كادوط) و انقصه من الباقى من القسمة الثانية و الباقى عدد الايام و فرقه بين الشهور يحصل التاريخ القمرى الوسطي‏
مثال (1): اليوم العشرون من شوال سنة 1378 لتحصيل عدد الايام من الهجرة إلى هذا اليوم نضرب عدد السنين التامه أعني 1377 في 354 يحصل 487458 عدد الايام نزيد لكل ثلثين سنة أحد عشر يوما كبيسة (نقسم لذلك 1377 على 30 و خارج القسمة 45 و الباقي 27) نضرب 45 في 11 يحصل 495، و نزيد عشرة ايام ايضا كبيسة 27 سنة عليه يحصل 505 يوما كبيسة، نضيف إلى عدد الايّام يصير 487963 و نزيد عليه عدد ايام السنة الناقصه من المحرم سنة 1378 إلى العشرين من شوال و هو 286 يوما يصير المجموع 488249 عدد الايام من الهجرة إلى اليوم المطلوب نقسمه على 25 ر 365 عدد ايام السنة المسيحية، خارج القسمة 1336 و الباقي 275 نزيد على الخارج 621 سنة من بين التاريخين و على الباقي 195 يوما يصير المجموع 1958 سنة و 105 أيام من سنة 1959 لجنوارى 31 يوما و لفبراير 28 يوما و لمارس 31 يوما و الباقي 15 يوما من أبريل الرومى و 28 من المسيحى الغريغورى أى المتداول‏
مثال (2): 17 اوت (أغسطس) الغريغورى من سنة 1959، نقصنا منه 13 صار 4 اوت من الرومى و هكذا صورة العمل‏
21 يوم+ 1337 سنة رومية- (195 يوم+ 621 سنة)- (216 يوم+ 1958 سنه)
بين اول الهجرة و اليوم المطلوب‏
25 ر 488329- 25 ر 365* 1337
45- 10631: 488360- 21+ 488339 و الباقى 9965،
1350- 30* 45

 

                        إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 23
و الباقى 53 يوما 28- 354: 9965
1378- 28+ 1350
و عدد كبائس 28 سنة 10 أيام تنقص من 53 يبقى 43 فاليوم المذكور 13 صفر من سنة 1379.
11- نريد استخراج آخر وقت الظهر و العصر أو اول وقت العصر أعنى الوقت الذى يكون الفى‏ء مثل الشاخص أو مثليه و المشهور عندنا أن هذا على الفضل و عند الشافعي و ملك على الوجوب و المثلان عندهما آخر وقت العصر و عند أبي حتيقة أوله فان اردت ذلك فاستعلم غاية ارتفاع الشمس في اليوم المطلوب و ظله الثاني هو الظل الباقي عند الزوال فاضف المثل او المثلين على الظل للباقي و خذ الارتفاع بازاء المجموع من جدول الظل الثاني في الزيجات الاسلامية أو من الربع المجيب أو الاسطرلاب و لا طريق إليه في جداول الافرنج و آلاتهم فاذا علمت ارتفاع الشمس فاعمل كما كنت تعمل في وقت طلوع الفجر من استخراج فضل الدائر و غيره إلا أنك ههنا تستعمل ارتفاع الشمس نفسها و هناك كنت تستعمل ارتفاع نظير تقويم الشمس على 18 درجة و أعلم أن حائط مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الغربى كان على خط نصف النهار و كان ينعدم ظله عند الزوال شتاء و صيفا و يبنون في المراصد الكبار في عصرنا أيضا جدار نصف النهار كذلك و كان جميع الظل بعد الزوال سواء كان قدما أو قدمين أو مثلا و مثلين مما حدث و لم يكن شي من الظل عند الزوال موجودا و لذا اعتبر المقادير مطلقا فيما يحدث من الظل زائدا على الباقي عند للزوال و ذكرنا شيئا مما يتعلق بذلك في حواشى الوافي‏

الفائدة الثالثة

إذارئى الهلال في بلد هل يثبت حكم الرؤية في جميع البلاد أو لكل بلد حكم نفسه: كل محتمل في بادى النظر إذ لا يمتنع في الشرع أن يحكم بكل واحد منهما و لفظه عليه السّلام أيضا يحتمل الامرين لان قوله عليه السّلام صم للرؤية و أفطر للرؤية مطلق و يمكن أن يدعى الانصراف إلى روية البلد

                       

إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 24
و لكل منهما نظير اذ نعلم إن للغروب و الفجر و نصف النهار في كل بلد حكم نفسه بخلاف المكيل في بلد فانه ربوى في جميع البلاد حتى ما يباع فيه بالعدد على الاصح و لكن يمنعنا من التعميم هنا أمر ان الاول أنه لا يجب على أهل البلاد المتباعدة كخراسان و الحجاز و المغرب و الصين أن يتفحصوا عن رؤية الهلال في البلاد الاخرى و أن يضبطوا الايام حتى يقدم المسافرون و لم يكن عادتهم ذلك من قديم الدهر بل أكثرهم لم يخط ببالهم انه يمكن اختلاف البلاد في الرؤية كما لا يخطر ببال أكثر الناس أن نصف النهار مختلف باختلاف البلاد و يزعم العوام أن الشمس تزول في وقت واحد و لا يعترفون بانها كل وقت في حالة الزوال و الغروب و الطلوع بالنسبة إلى البلاد المختلفة و في الوقت الذى تفطر أنت في بلدك إذ غربت الشمس، يصوم الاخر في بلده لانه أول الفجر و بالجملة فجميع الناس كانوا يجرون على أنفسهم حكم ما يجرى في بلادهم من غير أن يتوهموا شيئا آخر و الشارع قررهم على ذلك فلكل بلد في الرؤية حكم نفسه كالزوال و المغرب و الفجر إلا أن يكون البلد الاخر قريبا جدا بحيث كان بلوغ الخبر و الاستخبار بالوسائل القديمة الممكنة في العصر الاول فى زمان قريب كخمسة أو عشرة أيام ممكنا و لا يبعد كون الرؤية فى بلد حينئذ بمنزلة الرؤية في البلد الاخر.
و المانع الثاني من التعميم أنه ما من شهر تام في بلد إلا و يمكن رؤية الهلال ليلة الثلاثين منه في بلد آخر مثلا إذا كان في بلدنا غير قابل للرؤية غروب الجمعة فلا يبعد إن يصير قابلا للرؤية بعد أربع ساعات في بلاد المغرب‏
فيصير لنا هذا الشهر أيضا ناقصا فيتوالى و يكثر فى السنة بالنسبة الينا الشهور الناقصة بل يمكن إن يصير شهر بالنسبة الينا 28 يوما مثلا رئى هلال رمضان في بلاد جاوة غروب يوم الجمعة و في مراكش غروب يوم الخميس و هلال شوال في جاوة غروب يوم السبت و في مراكش غروب يوم الجمعة بحيث كان شهر رمضان في كل منهما 29 يوما فاذا أخذنا نحن هلال رمضان من بلاد جاوة بالتلغراف يوم الجمعة و هلال شوال من مراكش يوم الجمعة صار شهر رمضان بالنسبه الينا 28 يوما و هذا مما لا يكون.
                       

إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 25

الفائدة الرابعة

أوردناهنا جداول يستخرج منها موضع السيارات في الطول و العرض اى وقت اريد بتقريب من التحقيق مطابقا للزيج البهادرى و زيجات الافرنج و غرضنا أن يتمرن الناظر في الحساب و ليعلم أنه لا فرق بين الطريقين فى العمل و النتيجة و لابد ان يعرف المحاسب عدد الايام الواقعة بين المبدء و اليوم المطلوب و المبدء فى الزيج البهادرى نصف النهار من يوم الثلثا غرة المحرم سنة 1251 من الهجرة فان اردت تقويم الكوكب فى اليوم الثانى زدت عليه ما يزيد فى يوم واحد او اردت تقويمه فى اليوم الثلثين زدت عليه ما يزيد في 29 يوما و هكذا و يجب عليك ان تحاسب ما يزيد فى كل ساعه بتقسيم ما يزيد كل يوم على 24 و هكذا حكم الدقائق و الثوانى و عليك ايضا ان تزيد عليه ما يزيد فيما بين الطولين ان كان البلد المطلوب غربيا كبلدنا بالنسبة إلى بلدة الزيج فاعرف ما يزيد من تقويم الكوكب في ساعتين و 17 دقيقه فان هذا مقدار ما بين الطولين و في الزيجات حساب ما يزيد في تضاعيف اليوم و كسوره بما يغنى المحاسب عن العمل الممل الطويل و انما ذكرنا ما ذكرنا هنا ليتمرن المبتدى فى الجملة و لمن يحتاج الى معرفة شى منه و لم يكن الزيج عنده حاضر و اما المبدء المنقول من زيجات الافرنج فهو نصف النهار اول جنورى من سنة 1900 المطابق ليوم الاثنين 29 شهر شعبان الوسطي سنة 1317 و المواضع المذكورة في الجدول هي موضع الكواكب في يوم قبله بحيث انك ان اردت اليوم الاول من جنورى زدت يوما على ما في المبدء أو اردت اليوم الثاني زدت يومين أو اردت اليوم الثلاثين زدت ما يزيد في ثلاثين يوما و عليك ان تحاسب ما يزيد في كل ساعة و دقيقة كما عرفث و تنقص ما يزيد بين الطولين ان كان البلد المطلوب شرقيا كبلدنا طهران بالنسبة الى بلدة الزيجات و هي كرنويچ فاعرف ما يزيد في ثلث ساعات و خمس عشرين دقيقه و 40 ثانيه فانقصه مما حصلت اولا بالنسبة إلى بلدة كرنويچ و لعلك عرفت مما ذكرنا في استخراج التاريخ المسيحى من الهجرى و بالعكس من المثالين الذين ذكرنا هناك طريق استعلام اعداد الايام الفاصلة بينك و بين المبدء و إن اردت أن تعرف أن اليوم‏
                       

إستدراك على الفصل الثالث من تشريح الأفلاك، ص: 26
المطلوب أى يوم من أيام الاسبوع قسمت عدد الايام من مبدء القرن اعني (1900) على سبعة فان لم يبق شي‏ء فهو يوم الاحد و ان بقى واحد فهو يوم الاثنين او اثنان فيوم الثلثا و هكذا في التاريخ المحسوب من 1251 القمرى ان لم يبق شي فهو يوم الاثنين او واحد فيوم الثلثا و هكذا هداك اللّه و ايانا إلى طريق الارشاد و رزقنا أمن يوم المعاد بحق محمّد و آله الامجاد و فرغ من تحرير هذه العجالة مؤلفه الفقير الى اللّه ابو الحسن بن محمّد بن غلامحسين المدعو بالشعراني غفر له و يسئل الناظرين العفو و الاصلاح إن وجد و اسهوا او خطا فان الانسان غير معصوم من الخطاء و النسيان هذا مع تشويش البال و تراكم الاشغال و قلة البضاعة في هذه الصناعة و اللّه ولى التوفيق‏
              










فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است