محمد بن الحسن الرضي الأستراباذي(000 - نحو 686 هـ = 000 - نحو 1287 م)
محمد بن الحسن الرضي الأستراباذي(000 - نحو 686 هـ = 000 - نحو 1287 م)
کلمات شیخ رضی الدین نجم الأئمة قده در باره قراءات
الأعلام للزركلي (6/ 86)
الرَّضِيّ الأَسْتَرآباذي
(000 - نحو 686 هـ = 000 - نحو 1287 م)
محمد بن الحسن الرضي الأستراباذي، نجم الدين: عالم بالعربية، من أهل أستراباذ (من أعمال طبرستان) اشتهر بكتابيه (الوافية في شرح الكافية، لابن الحاجب - ط) في النحو جزآن، أكمله سنة 686 و (شرح مقدمة ابن الحاجب - ط) وهي المسماة بالشافية، في علم الصرف (1) .
__________
(1) خزانة الأدب للبغدادي 1: 12 ومعجم المطبوعات 940 ومفتاح السعادة 1: 147 وكشف الظنون 1021 و 1370 وسماه السيوطي، في بغية الوعاة 248 (الرضيّ) وقال: فرغ من تأليف شرح الكافية سنة 683 وتوفي سنة 84 أو 86.
شرح الرضي على الكافية (ص: 3)
وقد حفل شرحه هذا بشواهد من القرآن ومن الشعر، وبعض الاحاديث النبوية، وعبارات مما تضمنه كتاب نهج البلاغة المنسوب إلى الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه،
شرح الرضي على الكافية (ص: 4)
ثم، جاء في هذا الشرح استشهاد ببعض عبارات منسوبة للامام علي بن أبي طالب، كما تقدم، ولا ريب في أن كلام علي رضي الله عنه في مقدمة ما يستشهد به، ولكن الذي منع غير الرضى من الاستشهاد بكلامه رضي الله عنه، هو ما دار حول كتاب " نهج البلاغة " من تشكيك في صحة نسبته إليه، وأنه من كلام الشريف الرضي، أو أخيه الشريف المرتضى، وان كان بعض الباحثين يرجح نسبته إلى علي رضي الله عنه ويدافع عن ذلك، ويرد ما قيل من شبه في نسبته إليه، والله تعالى أعلم بحقيقة الحال، تشيع الرضي وقد عزا بعض الباحثين السبب في استشهاد الرضي بكلام الامام علي وإطرائه لبلاغته رضي الله عنه، إلى أن الرضى رحمه الله إما أن يكون شيعيا، وإما أن يكون من سلالة الامام علي، وقد تبينت من تأملي في هذا الكتاب ما يرجح " أنه شيعي " فقد حرص في تمثيله لبعض القواعد أن يبرز هذا الاعتقاد عنده، حيث مثل لتقدم المفعول على الفاعل عند قيام القرينة بقوله: " استخلف المرتضى المصطفى صلى الله عليه وسلم "، كما مثل في باب المركبات بقوله: " كما تقول: " الحسين رضي الله عنه ثالث الاثني عشر "، وهذه عبارات ناطقة بالتشيع.
شرح الرضي على الكافية (ص: 9)
مقدمة الرضى
بسم الله الرحم الرحيم الحمد لله الذي جلت آلاؤه عن أن تحاط بعد، وتعالت كبرياؤه عن أن تشتمل بحد، تاهت في موامى معرفته سابلة الافهام، وغرقت في بحار عزته سابحة الاوهام، كل ما يخطر ببال ذوي الافكار فبمعزل عن حقيقة ملكوته، وجميع ما تعقد عليه ضمائر أولي الابصار فعلى خلاف ما ذاته المقدسة عليه من نعوت جبروته، وصلواته على خاتم أنبيائه، ومبلغ أنبائه، محمد بن عبد الله المبشر به قبل ميلاده، وعلى السادة الاطهار من عترته وأولاده. وبعد فقد طلب إلي بعض من أعتنى بصلاح حاله، وأسعفه بما تسعه قدرتي من مقترحات آماله، تعليق ما يجري مجرى الشرح على مقدمة ابن الحاجب عند قراءتها علي، فانتدبت له مع عوز ما يحتاج إليه الغائص في هذا اللج، والسالك لمثل هذا الفج، من الفطنة الوقادة، والبصيرة النفادة، بذلا لمسئوله، وتحقيقا لمأموله، ثم اقتضى الحال بعد الشروع، التجاوز عن الاصول إلى الفروع،
فإن جاء مرضيا، فببركات الجناب المقدس الغروي (1)، صلوات الله على مشرفه، لاتفاقه فيه ، وإلا فمن قصور مؤلفه فيما ينتحيه، والله تعالى المؤمل لارشاد السبيل، وهو حسبنا ونعم الوكيل، * * *
__________
(1) الغروي المنسوب إلى الغري، والغري، معناه الحسن الجميل من كل شئ أو من الابنية والامكنة. وقد سميت بعض المواضع والابنية باسم الغري، أشهرها الغريان اللذان بناهما جذيمة الابرش لنديميه مالك وعقيل بعد أن ماتا. ويريد الرضى بالجناب المقدس الغروي. المكان القريب من قبر النبي صلى الله عليه وسلم. أو من قبر الامام علي بن أبي طالب بالنجف، كما ذكر الاستاذ عبد السلام هارون في تعليقه على مقدمة خزانة الادب في الطبعة التي أخرجها، ولعل اعتماده في ذلك على أن بعض الشيعة كانوا يطلقون كلمة " الغري " على قبر علي رضي الله عنه، وأن الرضى كان شيعيا، ويترجح عندي أن المراد بالغري: القبر النبوي الشريف، لان الرضى كان من الذين تركوا العراق بعد الغزو التتاري واستقر به المقام في المدينة وألف فيها كتابيه العظيمين، شرح الكافية وشرح الشافية. وقوله في هذه المقدمة: صلوات الله على مشرفه، ومثله في ختام الكتاب. وكذلك في شرحه على الشافية حيث يقول: " وعلى الله المعول في أن يوفقني لاتمامه، بمنه وكرمه، وبالتوسل بمن أنا في مقدس حرمه عليه من الله أزكى السلام وعلى أولاده الغر الكرام "، كل ذلك يرجح أن مراده بالجناب المقدس الغروي: القبر النبوي الشريف، ثم إن الرضى مع كونه شيعيا لم يتحدث عن الامام علي في كتابه هذا بمثل هذا الاسلوب ولم يعقب بعد ذكره بمثل هذا الدعاء بل يكتفي بقوله رضي الله عنه، وكرم الله وجهه، مع أنه قد استشهد بكلامه كثيرا. والله أعلم بحقيقة الحال.
شرح الرضي على الكافية (ص: 181)
واستخلف المرتضى المصطفى صلى الله عليه وسلم (1)، ونحو ذلك.
---
(1) هذا التمثيل مما يدل على تشيع الرضى. فهو يريد بالمرتضى علي بن ابي طالب رضي الله عنه وتلك هي عقيدة الشيعة. (2) بهما أي بكونه فاعلا وكونه متصلا. (*)
شرح الرضي على الكافية (1/ 511)
وبعض النحاة لا يشترط تشاركهما في الفاعل، وهو الذي يقوي في ظني وإن كان الاغلب هو الاول، والدليل على جواز عدم التشارك قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في نهج البلاغة: " فاعطاه الله النظرة (2) استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية "، والمستحق للسخطة إبليس والمعطى للنظرة هو الله تعالى، ولا يجوز أن يكون استحقاقا حالا من المفعول، لان " استتماما " إذن، يكون حالا من الفاعل، وكذا " إنجازا للعدة " (3)، ولا يعطف حال الفاعل على حال المفعول.
شرح الرضي على الكافية (2/ 166)
فيمتنع وصفه بمعرفة، وهو معرفة في الحقيقة، فلا يوصف بنكرة، وإما أن يجعل العلم 5 لاشتهاره بتلك الخلة، كأنه اسم جنس موضوع لأفادة ذلك المعنى، لأن معنى قضيته ولا أبا حسن لها: لا فيصل لها، إذ هو، كرم الله وجهه، كان فيصلا في الحكومات، على ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أقضاكم علي)، فصار اسمه، رضي الله عنه، كالجنس المفيد لمعنى الفصل والقطع، كلفظ الفيصل، وعلى هذا يمكن وصفه بالمنكر، وهذا كما قالوا: لكل فرعون موسى، أي: لكل جبار قهار، فيصرف فرعون، وموسى، لتنكيرهما بالمعنى المذكور، وجوز القراء إجراء المعرفة مجرى النكرة بأحد التأويلين، في الضمير واسم الأشارة أيضا، نحو: لا إياه هنا، أو: لا هذا، وهو بعيد غير مسموع، (تكرار لا) (وأوجه الاعراب فيها) (قال ابن الحاجب:) (وفي مثل: لا حول ولا قوة إلا بالله، خمسة أوجه:) (فتحهما: ونصب الثاني، ورفعه، ورفعهما، ورفع الأول) (على ضعف ويكون لا، بمعنى ليس، وفتح الثاني)، (قال الرضي:) يعني إذا كررت (لا)، مع أن عقيب كل منهما 1 بلا فصل: نكرة، جاز في المجموع خمسة أوجه:
شرح الرضي على الكافية (ص: 270)
وقريب منه قول أمير المؤمنين على رضي الله عنه: " فهم والجنة كمن قد رآها "،
شرح الرضي على الكافية (ص: 270)
وفي نهج البلاغة: (1) " وأنتم والساعة في قرن واحد "، فلا يكون إذن من هذا الباب، فلا يرد الاشكال.
---------------
(1) أي من كلام الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه. والرضى يستشهد كثير بما ورد في نهج البلاغة منسوبا للامام علي، وكلامه رضي الله عنه في مقدمة الكلام الذي يستشهد به بعد كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم. ولكن كثيرا من العلماء ينازع في نسبة نهج البلاغة إلى علي. ولولا هذا لكثر الاستشهاد بما ورد فيه. وبعض العلماء صحح نسبة الكتاب إلى علي ودافع عن كل ما أثير من شبه حول نسبته إليه. والله أعلم بحقيقة الحال. وما أورده الرضى هنامن خطبة في نهج البلاغة ج 2 ص 82 طبعة الحلبي سنة 1963 إخراج محمد أبو الفضل ابراهيم: وبعد الجملة المذكورة: وكانها قد جاءت باشراطها. (*)
شرح الرضي على الكافية (ص: 290)
وفي نهج البلاغة في الخطبة البكالية (1): " نحمده على عظيم إحسانه، ونير برهانه، ونوامى فضله وامتنانه، حمدا يكون لحقه أداء ".
---
(1) البكالية نسبة الى بكالة. قبيلة من اليمن، منها عوف البكالي حاجب سيدنا علي رضي الله عنه وفي نهج البلاغة ج 1 ص 429 طبعة الحلبي سنة 1963. أنه هو الذي روى هذه الخطبة. (2) الاية 46 من سورة ابراهيم. (3) الاية 19 من سورة الاسراء (4) الاية 24 من سورة النساء (5) الاية 138 من سورة البقرة. (6) الاية 6 من سورة الروم. (*)
شرح الرضي على الكافية (ص: 460)
وقول عمر رضي الله عنه لجماعة: " اياي وأن يحذف أحدكم الارنب بالعصا، ولتذك لكم الاسل والرماح "، يحتمل أم المتكلم، أي لابعد نفسي عن مشاهدة حذف الارنب، وأمر المخاطب، أي بعدوني عن مشاهدة حذفه.
شرح الرضي على الكافية (ص: 490)
والدليل على جواز عدم التشارك قول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه في نهج البلاغة: " فاعطاه الله النظرة (2) استحقاقا للسخطة، واستتماما للبلية "،
شرح الرضي على الكافية (ص: 524)
وأما قول بعض أصحاب أمير المؤمنين رضي الله عنه في صفين: 184 - فما بالنا أمس أسد العرين * وما بالنا اليوم شاء النجف 3 فعلى حذف المضاف، أي: مثل أسد العرين، ومثل شاء النجف، ويجوز أن يؤولا بشجعانا، وضعافا، كما قال سيبويه 4، في: جهدك ونحوه.
شرح الرضي على الكافية (ص: 535)
ومنها ما يقصد به التشبيه، كقول بعض أصحاب أمير المؤمنين، علي رضي الله عنه في بعض أيام صفين: فما بالنا أمس أسد العرين * وما بالنا اليوم شاء النجف 1 -
شرح الرضي على الكافية (ص: 540)
قاعدا، كما قال علي، رضي الله عنه في الجار: (والله لابن أبي طالب، آنس بالموت من الطفل بثدي أمه)، 1
---
(1) مما جاء في نهج البلاغة، ص 39 طبع دار الشعب بالقاهرة بتصحيح الاستاذين محمد البنا ومحمد عاشور،
شرح الرضي على الكافية (ص: 572)
وقال علي رضي الله عنه: (فطيبوا عن أنفسكم نفسا 2)
شرح الرضي على الكافية (ص: 648)
وقول عمر 4 رضي الله عنه في كتابه إلى أبي موسى: (عزمت عليك لما ضربت كاتبك سوطا)، كتبه إليه لما لحن كاتبه في كتابه إلى عمر، وكتب: من أبو موسى، وقولهم: نشدتك الله
شرح الرضي على الكافية (ص: 881)
وذلك إما يكون لشئ اسمان هو بأحدهما أشهر من الآخر وإن لم يكن أخص منه نحو قوله: أقسم بالله أبو حفص عمر 1 فان ابن الخطاب رضي الله عنه، كان، بعمر، أشهر منه بأبي حفص، ولو فرضنا أنه ليس في الدنيا من اسمه عمر، ولا من كنيته: أبو حفص إلا إياه، وإما بأن يكون اسمان مطلقان على ذات، ثانيهما جامد وهو بعض أفراد الأول، سواء كان أشهر من الأول لو أفرد، أو، لا،
شرح الرضي على الكافية (ص: 1181)
ألا ترى إلى قول أمير المؤمنين علي، رضي الله عنه، وهو من الفصاحة بحيث هو: (بينا هو يستقيلها في حياته، إذ عقدها لآخر بعد وفاته)، 2
-------------
(2) جاء هذا الكلام في إحدى الخطب التي تضمنها نهج البلاغة المنسوب لسيدنا علي رضي الله عنه، ص 34 طبع دار الشعب بالقاهرة،
شرح الرضي على الكافية (ص: 1325)
وقد يثنى ويجمع غير المتفقين في اللفظ، كالعمرين، وذلك بعد أن يجعلا متفقي اللفظ بالتغليب، بشرط تصاحبهما وتشابههما حتى كأنهما شخص واحد: في شئ، كتماثل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، قالوا: العمران، وكذا: القمران
شرح الرضي على الكافية (ص: 1897)
وقول عمر رضي الله عنه: نعم العبد صهيب 2 لو لم يخف الله لم يعصه، أي: لو أمن لأطاع،
أعيانالشيعة، ج9، ص: 151
الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي
المعروف بالشيخ الرضي الملقب نجم الأئمة شارح الكافية
(وفاته)
توفي في أواخر المائة السابعة أو بعدها و في مجالس المؤمنين ان وفاته سنة 686 و في بغية الوعاة اخبرني صاحبنا المؤرخ شمس الدين بن عزم بمكة ان وفاته سنة 684 أو 686 الشك مني" اه" و هذا التاريخ لا يصح لما ستعرف من ان فراغه من شرح الكافية كان سنة 686 كما في بعض النسخ أو سنة 688 كما في بعض آخر و في خزانة الأدب ان شرحه للشافية متأخر عن شرحه للكافية فلا يصلح التاريخ و عصره قريب من عصر ابن الحاجب فان وفاة ابن الحاجب سنة 646" اه" فالظاهر ان تاريخ الوفاة بذلك اشتباه بتاريخ فراغه من شرح الكافية و الله اعلم.
(أقوال العلماء في حقه)
في أمل الآمل: كان فاضلا عالما محققا مدققا له كتب و ذكره السيوطي في بغية الوعاة في طبقات [النجاة] النحاة و لم يعرف اسمه فقال: الرضي الامام المشهور صاحب شرح الكافية لابن الحاجب الذي لم يؤلف عليها بل و لا في غالب كتب النحو مثله و لقبه نجم الأئمة و لم أقف على اسمه و لا على شيء من ترجمته و وجد على ظهر نسخة من شرحه على الشافية بخط الفاضل
أعيانالشيعة، ج9، ص: 152
الاصفهاني الشهير بالفاضل الهندي ما نصه: شرح الشافية للشيخ الرضي المرضي نجم الملة و الحق و الحقيقة و الدين الاسترآبادي الذي درر كلامه أسنى من نجوم السماء و تعاطيها أسهل من تعاطي زلال الماء إذا فاه بشيء اهتزت له الطباع و إذا حدث بحديث قرط الأسماع بالاستماع الذي هو بين الأئمة ملك مطاع للمؤالف و المخالف في جميع الأصقاع و البقاع" اه" و ذكره عبد القادر بن عمر البغدادي في مقدمة كتابه خزانة الأدب التي هي شرح على شواهد شرح الكافية له فقال: الأمر الثالث فيما يتعلق بترجمة الشارح المحقق و الحبر المدقق رحمه الله و تجاوز عنه و لم اطلع على ترجمة له وافية بالمراد و قد رأيت في آخر نسخة قديمة من هذا الشرح ما نصه: هو المولى الامام العالم العلامة ملك العلماء صدر الفضلاء مفتي الطوائف الفقيه المعظم الملة و الدين محمد بن الحسن الاسترآبادي و قال البقاعي في مناسبات القرآن هو محمد بن الحسن الاسترآبادي العلامة نجم الدين" اه" و قال السيد الشريف الجرجاني في حاشية المطول في بحث العلم عند قول صاحب المطول حقيقة التعريف جعل الذات مشارا بها إلى خارج مختص إشارة وضعية: هذا مأخوذ من كلام نجم الأئمة و فاضل الأمة الرضي الاسترآبادي" اه" و قال في اجازته الآتية لمن قرأ عليه شرح الكافية: و ان شرح الكافية للعالم الكامل نجم الأئمة و فاضل الأمة محمد بن الحسن الاسترآبادي تغمده الله بغفرانه و أسكنه بحبوحة جنانه" اه" و قيل ان أول من لقبه بنجم الأئمة السيد الشريف. المذكور و قد كان عالما فقيها متفردا في العلوم العربية لم يوجد له نظير فيها في جميع الأعصار و يظهر منه ان كان مجاورا بالنجف الأشرف عند تاليفه ذلك الشرح لما يظهر من آخره و أوله كما ستعرف و مع ما كان عليه هذا الرجل من جلالة القدر و التفرد بمزيد التحقيق و فلسفة اللغة العربية فانك لا تجد له ترجمة وافية و كلما ذكر في حقه عبارات متقطعة و كل ذلك لأنه لم يترجم في حياته و لا قريبا منها لتعلم أحواله مفصلة و انما ترجم في الأزمنة المتاخرة و لم يطلع مترجموه على تفصيل حاله فاكتفوا باجماله و عن صاحب كشف اللثام انه قال نجم الملة و الحق و الحقيقة و الدين و مدن كثيرا و ذكره القاضي في المجالس.
(مؤلفاته)
(1) شرحه على كافية ابن الحاجب لم يؤلف مثله في علم العربية قبله و لا بعده اعتنى به علماء الأقطار اعتناء عجيبا من العرب و الفرس و الأتراك في جميع الأقطار و أكبوا عليه و تداولوه من عهد مؤلفه إلى اليوم طبع مرارا في ايران و طبع في مصر مرارا أيضا و قد امتاز هذا الكتاب بفلسفة النحو و اللغة و علله و اشتمل على تحقيقات لم يسبق إليها و لا اتى أحد بعده بمثلها و كل من اتى بعده استفاد منه و نقل عنه. قال السيوطي في بغية الوعاة لم يؤلف على الكافية بل و لا في غالب كتب النحو مثله جمعا و تحقيقا و حسن تعليل و قد أكب الناس عليه و تداولوه و اعتمده شيوخ العصر فمن قبلهم في مصنفاتهم و دروسهم و له فيه أبحاث كثيرة و اختيارات جمة و مذاهب ينفرد بها لم أقف على شيء من ترجمته الا انه فرغ من تأليف هذا الشرح سنة 683 و قال السيد الشريف الجرجاني في حق الكتاب المذكور في اجازته الآتية انه كتاب جليل الخطر محمود الأثر يحتوي من أصول هذا الفن على أمهاتها و من فروعه على نكاتها قد جمع بين الدلائل و المباني و تقريرها و بين تكثير المسائل و المعاني و تحريرها و بالغ في توضيح المناسبات و توجيه المباحثات حتى فاق ببيانه على اقرانه و جاء كتابه هذا كعقد نظم فيه جواهر الحكم بزواهر الكلم (اه) و يظهر من الشرح المذكور انه حين تصنيفه كان مجاورا في النجف الأشرف لقوله في أوله فان جاء مرضيا فببركات الجناب المقدس الغروي صلوات الله على مشرفه لاتفاقه فيه و الا فمن قصور مؤلفه فيما ينتحيه و لقوله في آخره قبل أحكام هاء السكت على ما حكاه البغدادي في خزانته و هو المطابق لما في النسخة المطبوعة في ايران: هذا آخر شرح المقدمة و الحمد لله على انعامه و إفضاله بتوفيق إكماله و صلواته على محمد و أكرم آله و قد تم تمامه و ختم اختتامه في الحضرة المقدسة الغروية على مشرفها أفضل تحية رب العزة و سلامه في شوال سنة 686 و قال البقاعي في مناسبات القرآن انه تمم شرح الكافية سنة 686 و لم ينقل الشرح من العجم إلى الديار المصرية الا بعد أبي حيان و ابن هشام و قال البغدادي أيضا في خزانته انه رأى في آخر نسخة قديمة من هذا الشرح ما نصه: و قد املى هذا الشرح بالحضرة الشريفة الغروية «1» في ربيع الآخر من سنة 688.
و مما سمعت تعلم وقوع الاختلاف في تاريخ الفراغ من شرح الكافية فالسيوطي جعله سنة 683 و مثله في مجالس المؤمنين و الموجود في آخره قبل أحكام هاء السكت انه كان سنة 686 و في النسخة القديمة التي رآها البغدادي انه كان سنة 688 و يمكن الجمع بان إتمامه أولا كان سنة [83] 683 ثم عاش مدة يحرر شرحه و لهذا تختلف نسخه اختلافا كثيرا كما نقله السيد الجرجاني في اجازته الآتية فالتاريخ الأول للفراغ من تاليفه و الباقية لمراجعاته و التغيير فيه و الله اعلم و قد علق عليه السيد الشريف الجرجاني حاشية نفيسة مطبوعة و من شدة اعتنائه بهذا الشرح انه اقرأه لتلاميذه و لعله كتب الحاشية عليه أيام قراءتهم له و أجاز بعض تلامذته به كما ستعرف.
(2) شرح الشافية لابن الحاجب في الصرف و مقدمة الخط في غاية الجودة الا انه لم يشتهر اشتهار شرح الكافية و في روضات الجنات عندنا منه نسخة صححها الفاضل الهندي بنفسه و كتب على ظهرها الحمد لله الذي اطلع هذا النجم الزاهر بل البدر الباهر في إقليم ملكي البائر و قد عرفت ما وجد بخط الفاضل الهندي على شرح الشافية أيضا.
(3) شرح القصائد العلويات السبع لابن أبي الحديد ذكره في أمل الآمل و غيره في مؤلفاته و غير ذلك و كان ابن أبي الحديد في عصره متقدما عليه.
(إجازة السيد الشريف الجرجاني بعض تلاميذه بشرح الكافية) قال صاحب خزانة الأدب بعد ذكره ترجمة الرضي ما لفظه: و قد رأيت ان اكتب هنا صورة إجازة الشريف الجرجاني لمن قرأ عليه هذا الشرح فإنه بالغ في تقريظه و اطرى و مدح الشارح بما هو اللائق و الأحرى و هي هذه:
احمده على جزيل نواله و اصلي على نبيه محمد و صحبه و آله و بعد فان صناعة الاعراب لا يخفي في رفعة مكانها تجري من علوم الأدب مجرى الأساس و تنزل منه منزلة البرهان من القياس و بها يتم ارتشاف الضرب من
أعيانالشيعة، ج9، ص: 153
تراكيب كلام العرب بل هي مرقاة منصوبة إلى علم البيان المطلع على نكت نظم القرآن و ان شرح الكافية للعالم الكامل نجم الائمة و فاضل الأمة محمد بن الحسن الرضي الأسترآبادي تغمده الله بغفرانه و أسكنه بحبوحة جنانه كتاب جليل الخطر محمود الأثر يحتوي من أصول هذا الفن على أمهاتها و من فروعه على نكاتها قد جمع الدلائل و المباني و تقريرها و بين تكثير المسائل و المعاني و تحريرها و بالغ في توضيح المناسبات و توجيه المباحثات حتى فاق ببيانه على اقرانه و جاء كتابه هذا كعقد نظم فيه جواهر الحكم بزواهر الكلم لكن وقع فيه تغييرات و شيء كثير من المحو و الإثبات و بدل بذلك صور نسخه تبديلا بحيث لا تجد إلى سيرتها سبيلا و اني مع ما منيت به من الاشغال و اختلال الحال و انتكاس سوق الفضل و الكمال و انقراض عصر الرجال الذين كانوا محط الرحال و منبع الإفضال و معدن الإقبال و مجمع الآمال و تلاطم أمواج الوسواس من غلبة أفواج الشوكة و ظهور الفساد في البر و البحر بما كسبت ايدي الناس قد بذلت و سعي في تصحيحه بقدر ما و في به حين مع تلك العوائق و وسعت مقدرتي مع موانع العلائق فتصحح الا ما قدر أو طغى به القلم أو زاغ عنه البصر و قد قرأه علي من أوله إلى آخره المولى الامام و الفاضل الهمام زبدة اقرانه في زمانه و اسوة الأفاضل في أوانه محمد حاجي ابن الشيخ المرحوم السعيد عمر بن محمد زيدت فضائله كما طابت شمائله قراءة بحث و إتقان و كشف و ايقان و قد نقر فيها عن معضلاته و كشف عن وجوه مخدراته هذا و قد أجزته ان يرويه عني مع سائر ما سمعه علي من الأحاديث و فنون الأدب و الأصولين راجيا منه ان لا ينساني في خلواته و في دعواته عقيب صلواته لعل الله يجمعنا في جنانه و يتغمدنا بمرضاته انه على ما يشاء قدير و بالاجابة جدير و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولى و نعم النصير.
كتبه العبد الفقير الجاني علي بن محمد الحسيني الجرجاني و ذلك بمحروسة سمرقند سنة اثنتين و ثمانمائة (اه).
أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن حسن. بن حمامي بن جرو بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن عمرو بن ملك بن فهم بن غانم بن دوس بن عدنان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن بنت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان
فهرسالتراث، ج1، ص: 676
الرضي الأسترآبادي (- 686) «1»
رضي الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي.
شارح الكافية و الشافية لابن الحاجب عثمان بن عمر في النحو و الصرف.
قال شيخنا العلامة: «الشيخ رضي الدين نجم الائمة النجفي النحوي، المتوفى 686 ه، صاحب الشرح الكبير المعروف بشرح الرضي، من أحسن الشروح على الكافية النحوية الحاجبية، و له شرح فارسي عليه أيضا كما في كشف الظنون، و له شرح الشافية الصرفية لابن الحاجب أيضا، مطبوع متداول، رأيت منه نسخة مكتوبة في حياة المؤلف في 683 ه».
و نقل الچلبي عن السيوطي قوله في الشرح: «لم يؤلّف عليها [- الكافية] بل و لا على غالب كتب النحو مثله جمعا و تحقيقا، فتداوله الناس و اعتمدوا عليه، و له فيه أبحاث كثيرة و مذاهب ينفرد بها، فرغ من تأليفه سنة 686 ه».
من آثاره:
1- شرح الشافية في الصرف:
طبع بتحقيق محمد نور الحسن و آخرين، في بيروت سنة 1395 ه- 1975 م.
2- شرح الكافية في النحو:
طبع لأول مرة في الآستانة سنة 1275 ه، و طبعته دار الكتب العلمية- بيروت في مجلدين بدون تاريخ. و أعادت طبعه المكتبة المرتضوية لإحياء الآثار الجعفرية في طهران بدون تاريخ.
أملالآمل، ج2، ص: 255
754- الشيخ رضي الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي [نجم الأئمة]
كان فاضلا عالما محققا مدققا، له كتب منها: شرح الكافية [ألفه في النجف]، شرح الشافية، شرح قصائد ابن أبي الحديد، و غير ذلك و كان فراغه من تأليف شرح الكافية سنة 683 و وفاته سنة 686 على ما ذكره القاضي نور الله في مجالس المؤمنين
تعليقةأملالآمل، ص: 258
[754] الشيخ رضى الدين محمد بن الحسن الأسترآبادي
(شرح الكافية) و رأيت في نسخة عتيقة صورة خطه على شرح الكافية أن فراغه منه في جمادى الأولى سنة ثمان و ثمانين و ستمائة- إلخ.
قال السيوطي في طبقات النحاة: الرضي هو الامام المشهور صاحب شرح الكافية لابن الحاجب الذي لم يؤلف عليها بل و لا في غالب كتب النحو مثله جمعا و تحقيقا، و فيه أبحاث كثيرة مع النحاة و اختيارات جمة و مذاهب ينفرد بها، و لقبه نجم الأئمة، و لم أقف على اسمه و لا على شيء من ترجمته الا أنه فرغ من تأليف هذا الشرح سنة ثلاث و ثمانين و ستمائة. و أخبرني صاحبنا القديم شمس الدين ابن عزم بمكة أن وفاته سنة أربع و ثمانين أو ست الشك مني. و له شرح على الشافية.
انتهى «1».
و قد قال بعض الفضلاء بعده: رأيت بخط الرضي في آخر كتابه ما صورته:
و قد وفق الله تعالى لإتمامه بفيض فضله و جزيل انعامه في العشر الأول من جمادى الأولى في الحضرة المقدسة، و الصلاة على محمد و كرائم آله، كتبه محمد بن الحسن الأسترآبادي.
و العجب أن السيوطي كيف قال" لم أقف على اسمه" مع أنه في أكثر نسخ الرضي موجود بهذه الصورة نقلا عن النسخة القديمة.