سال بعدالفهرستسال قبل

محمد بن أحمد بن علي-الوزير ابن العلقمي(593 - 656 هـ = 1197 - 1258 م)

محمد بن أحمد بن علي-الوزير ابن العلقمي(593 - 656 هـ = 1197 - 1258 م)
العباسيون(132 - 656 هـ = 750 - 1258 م)






الأعلام للزركلي (5/ 321)
ابن العلمقي---العلقميّ
(593 - 656 هـ = 1197 - 1258 م)
محمد بن أحمد (أو محمد بن محمد ابن أحمد) بن علي، أبو طالب، مؤيد الدين الأسدي البغدادي المعروف بابن العلقميّ: وزير المستعصم العباسي. وصاحب الجريمة النكراء، في ممالأة " هولاكو " على غزو بغداد، في رواية أكثر المؤرخين. اشتغل في صباه بالأدب. وارتقى إلى رتبة الوزارة (سنة 642) فوليها أربعة عشر عاما. ووثق به " المستعصم " فألقى إليه زمام أموره، وكان حازما خبيرا بسياسة الملك، كاتبا فصيح الإنشاء. اشتملت خزانته على عشرة آلاف مجلد، وصنف له الصغاني " العباب " وابن أبي الحديد " شرح نهج البلاغة " ونفي عنه بعض ثقات المؤرخين خبر المخامرة على المستعصم حين أغار هولاكو على بغداد (سنة 656) واتفق أكثرهم على أنه مالأه، وولى له الوزراء مدة قصيرة ومات ودفن في مشهد موسى بن جعفر (الكاظمية) ببغداد، وخلفه في الوزارة ابنه عز الدين " محمد بن محمد بن أحمد " وهناك روايات بأن مؤيد الدين أهين على أيدي التتار، بعد دخولهم، ومات غما في قلة وذلة (1) .
__________
(1) الحوادث الجامعة، لابن الفوطي 208 و 336 وما بينهما. والفخري، لابن الطقطقي، والبداية والنهاية 13: 212 وفير Weir.T H. في دائرة المعارف الإسلامية 1: 241 وشذرات الذهب 5: 272 والوافي بالوفيات 1: 185 وتاريخ الخميس 2: 377 ومرآة الجنان 4: 147 وابن الوردي 2: 201 والنجوم الزاهرة 7: 20 وفوات الوفيات 2: 152 وابن خلدون 536 و 537 والسلوك للمقريزي 1: 3 20 و 400 وأخبار الدول للقرماني 180 - 182 وفيه بعض ما قال الشعراء في ابن العلقميّ، وجعل منهم " سِبْط ابن التَّعَاوِيذي " القائل: بادت وأهلوها معا، فبيوتهم ببقاء مولانا " الوزير " خراب وهذا البيت، من قصيدة للسبط، في ديوانه ص 47 يهجو بها " ابن البلدي " ولم يدرك السبط أيام ابن العلقميّ، فإن وفاته سنة 583 وفي تاريخ العراق بين احتلالين 1: 207 - 212 بعض أقوال المؤرخين في ابن العلقميّ. قلت: والمصادر مختلفة في تسميته " محمد ابن أحمد " أو " محمد بن محمد " ولعل الصواب الاول، ومن سماه " محمد بن محمد " قد يلقبه بعز الدين، وعز الدين " محمد " ابنه، ولي الوزارة للتتار بعده.








ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة؛ ج‌2، ص: 436
العاشرة:
قال بعض المتأخرين بسقوط الترتيب بين اليومية و الفوائت الأخر، و كذا بين تلك الفوائت «4» اقتصارا بالوجوب على محل الوفاق. و بعض مشايخ الوزير السعيد مؤيد الدين ابن العلقمي- طاب ثراهما- أوجب الترتيب في الموضعين، لعموم: «فليقضها كما فاتته» «5» و جعله الفاضل في التذكرة احتمالا «6» و لا بأس به.
________________________________________
عاملى، شهيد اول، محمد بن مكى، ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة، 4 جلد، مؤسسه آل البيت عليهم السلام، قم - ايران، اول، 1419 ه‍ ق






البداية والنهاية - (13 / 246)

الوزير ابن العلقمي الرافضي قبحه الله محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي طالب، الوزير مؤيد الدين أبو طالب بن العلقمي، وزير المستعصم البغدادي، وخدمه في زمان المستنصر أستاذ دار الخلافة مدة طويلة، ثم صار وزير المستعصم وزير سوء على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين، مع أنه من الفضلاء في الانشاء والادب، وكان رافضيا خبيثا ردئ الطوية على الاسلام وأهله، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لغيره من الوزراء، ثم مالا على الاسلام وأهله الكفار هولاكو خان، حتى فعل ما فعل بالاسلام وأهله مما تقدم ذكره، ثم حصل له بعد ذلك من الاهانة والذل على أيدي التتار الذين مالاهم وزال عنه ستر الله، وذاق الخزي في الحياة الدنيا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتار برذونا وهو مرسم عليه، وسائق يسوق به ويضرب فرسه، فوقفت إلى جانبه وقالت له: يا بن العلقمي هكذا كان بنو العباس يعاملونك؟ فوقعت كلمتها في قلبه وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيقا (1) ، وقلة وذلة، في مستهل جمادى الآخرة (2) من هذه السنة، وله من العمر ثلاث وستون سنة، ودفن في قبور الروافض، وقد سمع بأذنيه، ورأى بعينيه من الاهانة من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف.

وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة، ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا، وقد هجاه بعض الشعراء فقال فيه:

يا فرقة الاسلام نوحوا واندبوا * أسفا على ما حل بالمستعصم دست الوزارة كان قبل زمانه * لابن الفرات فصار لابن العلقمي محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن حيدرة فتح الدين أبو عبد الله بن العدل محتسب دمشق، كان مشكورا حسن الطريقة، وجده العدل نجيب الدين أبو محمد عبد الله بن حيدرة، وهو واقف المدرسة التي بالزبداني في سنة تسعين وخمسمائة تقبل الله منه وجزاه خيرا.

أعيان الشيعة، ج 9، ص: 84

متمسكا لقوانين الرئاسة، خبيرا بأدوات السياسة، لبيق الأعطاف بآلات الوزارة وكان يحب أهل الأدب، ويقرب أهل العلم، اقتنى كتبا كثيرة نفيسة. حدثني ولده شرف الدين أبو القاسم علي- رح- قال: اشتملت خزانة والدي على عشرة آلاف مجلد من نفائس الكتب، وصنف الناس له الكتب، فممن صنف له الصاغاني اللغوي صنف له العباب وهو كتاب عظيم كبير في لغة العرب وصنف له عز الدين عبد الحميد بن أبي الحديد كتاب شرح نهج البلاغة، يشتمل على عشرين مجلدا فاثابهما وأحسن جائزتهما. وكان ممدحا مدحه الشعراء، وانتجعه الفضلاء، فممن مدحه كمال الدين ابن السبوقي بقصيدة من جملتها:

مؤيد الدين أبو طالب محمد بن العلقمي الوزير

وهذا بيت حسن جمع فيه بين لقبه وكنيته واسمه واسم أبيه وصنعته.

وكان مؤيد الدين الوزير عفيفا عن أموال الديوان وأموال الرعية متنزها مترفعا قيل إن بدر الدين صاحب الموصل أهدى إليه هدية تشتمل على كتب وثياب ولطائف قيمتها عشرة آلاف دينار، فلما وصلت إلى الوزير حملها إلى خدمة الخليفة وقال: إن صاحب الموصل قد أهدى لي هذا واستحييت منه أن أرده إليه، وقد حملته وأنا أسال قبوله. فقبل ثم إنه أهدى إلى بدر الدين عوض هديته شيئا من لطائف بغداد قيمته اثنا عشر ألف دينار والتمس منه أن لا يهدي إليه شيئا بعد ذلك. وكان خواص الخليفة جميعهم يكرهونه ويحسدونه، وكان الخليفة (المستعصم) يعتقد فيه ويحبه، وكثروا عليه عنده، فكف يده عن أكثر الأمور، ونسبه الناس إلى أنه خامر وليس ذلك بصحيح ومن أقوى الأدلة على عدم مخامرته سلامته في هذه الدولة فان السلطان هولاكو لما فتح بغداد وقتل الخليفة سلم البلد إلى الوزير وأحسن إليه وحكمه. فلو كان قد خامر على الخليفة لما وقع الوثوق إليه. حدثني كمال الدين أحمد ابن الضحاك وهو ابن أخت الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي قال: لما نزل السلطان هولاكو على بغداد أرسل يطلب الوزير إليه. قال: فبعث الخليفة فطلب الوزير فحضر عنده وأنا معه، فقال له الخليفة: قد أنفذ السلطان يطلبك وينبغي أن تخرج إليه. [فحرج] فخرج الوزير من ذلك وقال: يا مولانا إذا خرجت فمن يدبر البلد ومن يتولى المهام؟

فقال له الخليفة: لا بد أن تخرج فلما حضر بين يدي السلطان وسمع كلامه وقع بموقع الاستحسان. وكان الذي تولى تربيته «1» في الحضرة السلطانية الوزير السعيد نصير الدين محمد الطوسي- قدس الله روحه- فلما فتحت بغداد سلمت إليه وإلى علي بهادر الشحنة، فمكث الوزير شهورا ثم مرض ومات- رح- في جمادى الأولى سنة ست وخمسين وستمائة «2»

وذكره ابن كثير الدمشقي وهو أشد المؤرخين تعصبا أعمى على الشيعة وأكثرهم تخليطا عليهم، وقد نشا في عصر كان قتل الشهيد الأول السعيد محمد بن مكي من أيسر الأمور على أهل الشام والحكام قال وهو المسئول بين يدي الله تعالى عما قال من زور المقال:" الوزير ابن العلقمي الرافضي محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي طالب الوزير مؤيد الدين ابن العلقمي وزير المستعصم البغدادي. خدم في أيام المستنصر أستاذ دار الخلافة مدة طويلة ثم صار وزير المستعصم، وكان وزيرا شؤما على نفسه وعلى الخليفة وعلى المسلمين مع أنه من الفضلاء في الإنشاء والآداب، وكان رافضيا خبيثا رديء الطوية على الإسلام وأهله وقد حصل من التعظم والوجاهة في أيام المستعصم ما لم يحصل لغيره من الوزراء ثم مالأ على الإسلام وأهله، الكفار أصحاب هولاكو خان حتى فعل ما فعل بالإسلام وأهله ما فعل مما تقدم ذكره ثم حصل له بعد ذلك من الاهانة والذل على أيد التتار الذين مالأهم وزال عنه ستر الله وذاق الخزي في هذه الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أشد. وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتار برذونا وهو مرسم عليه (كذا) وسائق يسوق به ويضرب فرسه فوقفت إلى جانبه فقالت: يا ابن العلقمي هكذا كان بنو العباس يعاملونك؟ فوقعت كلمتها في قلبه وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيقا وقلة وذلة في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة (سنة 656) وله من العمر ثلاث وستون سنة ودفن باذنيه ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف، وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة، سريعا، وقد هجاه بعض الشعراء فقال:

يا فرقة الإسلام نوحوا واندبوا أسفا على الإسلام والمستعصم

دست الوزارة كان قبل زمانه لابن الفرات فصار لابن العلقمي «3»

قلت: ما كان أجهل هذا الشاعر السخيف القول الذي شغلته المقابلة البديعية عن الحقائق، فابن الفرات الوزير الذي مدحه وجعله أهلا للوزارة كان شيعيا أيضا وقد قتله المقتدر بالله وأعداؤه من أرباب الدولة العباسية ظلما وعدوانا، صبرا وهو صائم بعد أن قتلوا ابنه ووضعوا رأسه بين يديه، أفكان جديرا بالوزارة وفعل به ذلك الفعل فكيف [لم لو] لو لم يكن بها قمينا؟.

وقال ابن كثير قبل ذلك في حوادث سنة 656 أيضا:"





الإقبال بالأعمال الحسنة (ط - الحديثة)؛ ج‌1، ص: 8
كانت بين السيد و بين مؤيد الدين القمّي وزير الناصر ثم ابنه الظاهر ثم المستنصر مواصلة و صداقة متأكّدة، كما كانت صلة أكيدة بينه و بين الوزير ابن العلقمي و ابنه صاحب المخزن.






رسالة المواسعة و المضايقة (لابن طاوس)؛ ص: 511
و من المنامات عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام في المواسعة من بعض الوجوه ما حدّثني به صديقي الوزير محمّد بن أحمد العلقمي «1» ضاعف اللّه سعادته‌
______________________________
(1)- محمّد بن أحمد العلقمي، هو الوزير مؤيد الدين أبو طالب ابن العلقمي، كان استاذ دار الخلافة ببغداد، ثمّ استدعي إلى دار الوزارة و نصب وزيرا، ترجمه ترجمة وافية شيخنا الرازي في طبقات أعلام الشيعة القرن السابع: 150. 152.



رسالة المواسعة و المضايقة (لابن طاوس)، ص: 512‌
و شرّف خاتمته، أيّام كان استاذ الدار، فالتمست أن يكتبه بخطه، فكتب ما يأتي بلفظه:
رأيت في المنام كأنّ مولانا زين العابدين عليه السّلام نائم و كأنّه ميّت، و مولانا أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه جالس عند رأسه الشريف فعطس و استوى جالسا، فقلت له: يا مولاي إيش حديث صلاة المضايقة، فأومى بوجهه إلى أمير المؤمنين عليه السّلام من غير أن يتكلّم، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام من غير أن أسأله:
إذا كان على الإنسان- أو قال الشخص- صلاة قضاها في مدّة، ثمّ صلّى تلك المدّة في مدّة، و المدّة في مدّة تكون المدّة الأخيرة مضايقة، و انفهم من ذلك أنّه إذا كان على الشخص سنتين ثمّ صلاها في سنة، و صلّى تلك السنة في شهر، يكون قضاء ذلك الشهر مضايقة.
يقول عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن الطاوس: هذا آخر لفظ صديقي الوزير محمّد بن أحمد العلقمي ضاعف اللّه سعادته و شرف خاتمته.
ي
________________________________________
حلّى، سيد ابن طاووس، رضى الدين، على، رسالة المواسعة و المضايقة (لابن طاوس)، در يك جلد، دليل ما، قم - ايران، اول، 1429 ه‍ ق





المصباح (للكفعمي)، ص: 221‌
وَ فِي خَطِّ الْوَزِيرِ مُؤَيَّدِ الدِّينِ بْنِ الْعَلْقَمِيِّ أَنَّ رُقْيَةَ الْعُيُونِ بِسْمِ اللَّهِ الْعَظِيمِ الشَّأْنِ....


























كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 253
عصيتك بيدي و لو شئت و عزتك لكنعتني «1» و عصيتك بفرجي و لو شئت و عزتك لأعقمتني و عصيتك برجلي و لو شئت و عزتك لجذمتني و عصيتك بجميع جوارحي التي أنعمت بها علي و لم يكن هذا جزاك مني‏
بخط عميد الرؤساء لعقمتني و المعروف عقمت المرأة و عقمت و أعقمها الله فكنت أفكر في معناه و أقول كيف يتنزل على ما تعتقده الشيعة من القول بالعصمة و ما اتضح لي ما يدفع التردد الذي يوجبه فاجتمعت بالسيد السعيد النقيب رضي الدين أبي الحسن علي بن موسى بن طاوس العلوي الحسيني رحمه الله و ألحقه بسلفه الطاهر فذكرت له ذلك فقال إن الوزير السعيد مؤيد الدين العلقمي رحمه الله تعالى سألني عنه فقلت كان يقول هذا ليعلم الناس ثم إني فكرت بعد ذلك فقلت هذا كان يقوله في سجدته في الليل و ليس عنده من يعلمه.
ثم إنه سألني عنه السعيد الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمي رحمه الله فأخبرته بالسؤال الأول و الذي قلت و الذي أوردته عليه و قلت ما بقي إلا أن يكون يقوله على سبيل التواضع و ما هذا معناه فلم تقع مني هذه الأقوال بموقع و لا حلت من قلبي في موضع و مات السيد رضي الدين رحمه الله فهداني الله إلى معناه و وفقني على فحواه فكان الوقوف عليه و العلم به و كشف حجابه بعد السنين المتطاولة و الأحوال المحرمة و الأدوار المكررة من كرامات الإمام موسى بن جعفر ع و معجزاته و لتصح نسبة العصمة إليه ع و تصدق على آبائه و أبنائه البررة الكرام و تزول الشبهة التي عرضت من ظاهر هذا الكلام.
و تقريره أن الأنبياء و الأئمة ع تكون أوقاتهم مشغولة بالله تعالى و قلوبهم مملوة به و خواطرهم متعلقة بالملإ الأعلى و هم أبدا في المراقبة.
كما قال ع اعبد الله كأنك تراه فإن لم تره فإنه يراك‏
فهم أبدا متوجهون إليه و مقبلون بكلهم عليه فمتى انحطوا عن تلك الرتبة العالية و المنزلة الرفيعة إلى الإشتغال بالمأكل و المشرب و التفرغ إلى النكاح و غيره من المباحات عدوه ذنبا و اعتقدوه خطيئة و استغفروا منه أ لا ترى أن بعض عبيد أبناء الدنيا لو قعد و أكل و شرب و نكح و هو يعلم أنه بمرأى من سيده و مسمع لكان ملوما عند الناس و مقصرا فيما يجب عليه من خدمة سيده و مالكه فما ظنك بسيد السادات و ملك الأملاك.
و إلى هذا أشار ع.
إنه ليران على قلبي و إني لأستغفر بالنهار سبعين مرة
و لفظة السبعين إنما هي لعد الاستغفار لا إلى الرين و
قوله حسنات الأبرار سيئات المقربين‏
و نظيره إيضاحا من لفظة ليكون أبلغ من التأويل و يظهر من قوله أعقمتني و العقيم الذي لا يولد له و الذي يولد من السفاح لا يكون ولدا فقد بان بهذا أنه كان يعد اشتغاله في وقت ما بما هو ضرورة للأبدان معصية يستغفر الله منها و على هذا فقس البواقي و كلما يرد عليك من أمثالها «1».
__________________________________________________
(1) و هناك كلام آخر في تصحيح أمثال هذا الدعاء مما ورد عنهم عليهم السلام قد استفدته من بعض الاساتيذ دامت بركاته العالية و هو و ان لم تكن في المتانة و القوة بمثابة ما ذكره المؤلف (ره) لكن لا باس بذكره و لا يخلو عن الفائدة.
تقريره: ان للعبادة مقامات و لكن مقام لذة للعابد لا تدرك تلك اللذة بالوصف و البيان بل لا بد لطالب دركها الوقوف دونه أو الدخول فيه و هذا نظير توصيف حديقة ذات اشجار كثيرة بأن فيها ما تشتهيه الا نفس و تلذ الا عين، من أنواع الفواكه و الثمار و الأنهار و الازهار، فانه لا توجد في نفس المستمع الا صوره خيالية من الحديقة قوامها في الوجود بتوجه النفس و انعدامها بقطع ذلك التوجه، و هذا و هو ان لكل مرتبة من مراتب الوجود خصوصية و حالة لا تدرك الا بالدخول في تلك المرتبة و لا توجد كمالها الا بعد الوصول الى تلك الحالة و ذلك مثل التفرج في البساتين و المزارع في اول الربيع فانه قد يدرك بالتوصيف و البيان شعرا و نثرا من متكلم فصيح فيمكن له توصيفها بحيث يرى المستمع نفسه في وسط تلك البستان الخيالى مثلا و لكن ليست الا أوصاف تنتقش منها صورة خيالية يكون قوامها في الوجود. بتوجه النفس و انعدامها بقطع ذلك التوجه، و اما الدرك الحقيقي فهو لا يوجد الا لمن دخل تلك البساتين*



كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 255
و هذا معنى شريف يكشف بمدلوله حجاب الشبهة و يهدي به الله من حسر عن بصره و بصيرته رين العمى و العمة و ليت السيد كان حيا لأهدي هذه العقيلة إليه و أجلو عرائسها عليه فما أظن أن هذا المعنى اتضح من لفظ الدعاء لغيري و لا أن أحدا سار في إيضاح مشكله و فتح مقفله مثل سيري و قد ينتج الخاطر العقيم فيأتي بالعجائب و قديما ما قيل مع الخواطى سهم صائب‏
و قال ابن حمدون في تذكرته قال موسى بن جعفر ع وجدت علم الناس في أربع أولها أن تعرف ربك و الثانية أن تعرف ما صنع بك و الثالثة أن‏
__________________________________________________
* و المزارع و وجد لذة التفرج و أكل الثمار و الانتفاع من الأنهار و الازهار عيانا، و قد ثبت في علم الفلسفة أيضا ان درك لذات العالم بتشخص الوجود لا الماهية. و لعل هذا أحد اسرار قصة المعراج و سيره (ص) جميع العوالم، فانه لا بد لهذا النبي إذا أراد أن يصير واجدا لجميع الكمالات السير في جميع العوالم و استكمال جهة الملكوتية و اللاهوتية الكائنة في وجوده (ص) و انسه و ارتباطه مع كل من سكنها حتى تحصل السنخية و يدرك لذة مراتب الوجود بأسرها و تمامها.
اذا عرفت هذا فنقول: ان العبد الكامل من عبد الله في جميع مراتب العبودية و حيث كانت العبادة على اقسام فقسم منها عبادة المخلصين الراجين، و قسم منها عبادة الخائفين العاصين، و كان الامام (ع) طالبا لان يعبد الله بالعبودية الكاملة و السير في جميع مراحلها ففى بعض الاحيان نزل نفسه منزلة المذنب العاصى و يذكر في دعائه ما يقوله المرتكب لجميع المعاصى و ليس ذلك الا لما ذكر من درك ملاذ العبادة بجميع اقسامها و الوصول الى كمال العبودية من طرقها بأسرها.
و يشهد لما ذكرنا بل يدل عليه قول الامام زين العابدين (ع) في دعائه في التذلل لله (على ما في الصحيفة الكاملة- الدعاء الثالث و الخمسون-) قال (ع) بعد كلام له ...
قد أوقفت نفسى موقف الاذلاء المذنبين، موقف الاشقياء المتبحرين عليك، المستخفين بوعدك ... الدعاء. و هذا هو المراد في جميع ما ورد في الأدعية من الاعتراف بالذنب و المعصية من هؤلاء المعصومين (ص):



كشف الغمة في معرفة الأئمة (ط - القديمة)، ج‏2، ص: 256
تعرف ما أراد منك و الرابعة أن تعرف ما يخرجك من دينك‏
معنى هذه الأربع الأولى وجوب معرفة الله تعالى التي هي اللطف الثانية معرفة ما صنع بك من النعم التي يتعين عليك لأجلها الشكر و العبادة الثالثة أن تعرف ما أراد منك فيما أوجبه عليك و ندبك إلى فعله لتفعله على الحد الذي أراده منك فتستحق بذلك الثواب الرابع أن تعرف الشي‏ء الذي يخرجك عن طاعة الله فتجتنبه.
قال الفقير إلى الله تعالى عبد الله علي بن عيسى غفر الله له ذنوبه بكرمه و أجراه على عوائد ألطافه و نعمه مناقب الكاظم ع و فضائله و معجزاته الظاهرة و دلائله و صفاته الباهرة و مخائله تشهد أنه افترع قبة الشرف و علاها و سما إلى أوج المزايا فبلغ أعلاها و ذللت له كواهل السيادة فركبها و امتطاها و حكم في غنائم المجد فاختار صفاياها و اصطفاها.
تركت و الحسن تأخذه تصطفي منه و تنتحب فانتفت منه أحاسنه و استزادت فضل ما تحب‏
.
طالت أصوله فسمت إلى