بسم الله الرحمن الرحیم
الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي أبو علي(362 - 446 هـ = 972 - 1055 م)
الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي أبو علي(362 - 446 هـ = 972 - 1055 م)
الأعلام للزركلي (2/ 245)
الأَهْوَازي
(362 - 446 هـ = 972 - 1055 م)
الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، أبو علي: مقرئ الشام في عصره. من أهل الأهواز. استوطن دمشق وتوفي بها. كان من المشتغلين بالحديث، وطعن ابن عساكر في روايته. له تصانيف، منها (شرح البيان في عقود الإيمان) أتى فيه بأحاديث استنكرها علماء الحديث، و (موجز في القراآت - خ) في الأزهرية وكتاب في (الصفات - خ) قال الذهبي: لو لم يجمعه لكان خيرا له، فإنه أتى فيه بموضوعات وفضائح! وكان يحط على الأشعري.
وصنف كتابا في ثلبه، منه مخطوطة بدمشق (الرقم العام 4521) وله (الوجيز في شرح أداء القراء الثمانية - خ) في شستربتي (3603) (2) .
__________
المقريزي. وفحول البلاغة 189. وفهرس المخطوطات المصورة 1: 421 وإعتاب الكتاب 206 وفيه أن أول هروبه، كان من مصر إلى مكة.
(1) الفوائد البهية 67 والجواهر المضية 1: 214 وتهذيب ابن عساكر 4: 344 وتاريخ بغداد 8: 78 ودار الكتب 5: 318.
(2) ميزان الاعتدال 1: 237 ولسان الميزان 2: 237 وغاية النهاية 1: 221 قلت: وفي مخطوطات الظاهرية (ص 97) كتاب (شرح عقد أهل الإيمان في معاوية بن أبي سفيان وذكر ما ورد من فضائله ومناقبه - خ) الجزء السابع عشر منه، فلعله (شرح البيان) الآنف ذكره؟.
غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 220)
1006- "س ف ك" الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز الأستاذ أبو علي الأهوازي صاحب المؤلفات شيخ القراء في عصره وأعلى من بقي في الدنيا إسنادًا4 إمام كبير محدث، ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة بالأهواز، وقرأ بها وبتلك البلاد على شيوخ العصر ثم قدم دمشق سنة إحدى وتسعين فاستوطنها وأكثر من الشيوخ والروايات فتكلم فيه من قبل ذلك وانتصب للكلام في الإمام أبي الحسن الأشعري فبالغ الأشعرية في الحط عليه مع أنه إمام جليل القدر أستاذ في الفن ولكنه لا يخلوا من أغاليط وسهو وكثرة الشره أوقع الناس في الكلام فيه ولكنه ذكر الحافظ أبو طاهر السلفي في معجمه قال سمعت أبا البركات الخضر بن الحسن الحازمي صاحبنا بدمشق يقول سمعت الشريف النسيب علي بن إبراهيم العلوي يقول أبو علي الأهوازي ثقة وقال الحافظ أبو عبد الله الذهبي ولقد تلقى الناس رواياته بالقبول وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة وذلك في حياة بعض شيوخه، قرأ على "ف" إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد الطبري ببغداد و"س ك" أحمد ابن عبد الله بن الحسين بن إسماعيل الجبني1 و"ك" أبي بكر أحمد بن محمد بن سويد المؤدب و"ف" أحمد بن محمد بن عبيد الله العجلي التستري وأحمد بن محمد بن إدريس وأحمد بن محمد بن عبدون وعبد العزيز بن هاشم بن عبد العزيز بن محمد الخراساني ببغداد وعبد القدوس بن محمد بن أحمد البغدادي و"ف" أبي القاسم عبد الله بن نافع بن هارون العنبري بالبصرة و"س ف" علي بن إسماعيل بن الحسن البصري القطان الخاشع وعلي بن الحسن بن علي بن عبد الحميد الشمشاطي و"س ف" علي بن الحسين بن عثمان بن سعيد الغضايري وعمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير الكتاني و"س ف" أبي الفرج محمد بن أحمد بن إبراهيم الشنبوذي و"ك" أبي بكر محمد بن أحمد بن علي الباهلي بالبصرة و"ف" محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن هلال الجبني بدمشق وأبي بكر محمد بن جعفر النجار و"ك" أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن هلال بالبصرة وأبي الحسن محمد2 بن عبد الرحيم بن يعقوب الفسوي بالبطايح وأبي بكر محمد بن عبد الله بن القاسم الخرقي و"س ف" محمد بن محمد بن فيروز بن زاذان الكرجي والقاضي أبي الفرج المعافي بن زكريا بن يحيى الجريري وسمع الحروف من عبد الوهاب الكلابي عن أبي الجهم المشعراني عن هشام، قرأ عليه "ف" أبو علي الحسن بن قاسم غلام الهراس وأبو بكر أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي وك" أبو القاسم الهذلي وأبو نصر أحمد بن علي الزينبي وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري وأبو بكر محمد بن المرج البطليوسي وأبو الوحش سبيع بن قيراط وأبو محمد بن الحسن بن علي بن عمار الأوسي وأبو القاسم عبد الوهاب بن عبد الوهاب بن محمد القرطبي مؤلف كتاب الموضح وعتيق بن محمد الرذاني1 ومحمد بن عبد الله بن محمد بالجاجاني ومحمد بن أحمد بن الهيثم صاحب الجامع و"س" محمد بن عبد الرحمن النهاوندي شيخ ابن سوار وروى عنهم الطم والرم أبو معشر الطبري بالإجازة في كتاب سوق العروس وغيره، توفي رابع ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة بدمشق.
تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 143)
1371 - الحسن بن علي بن إبراهيم (1) بن يزداد بن هرمز بن شاهو أبو علي الأهوازي المقرئ (2) سكن دمشق وقدمها يوم الأحد الثالث عشر من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة قرأ القرآن بروايات كثيرة وأقرأه وصنف كتبا في القراءات وحدث عن نصر بن أحمد بن محمد بن المرجي وأبي حفص الكتاني وأبي طلحة عبد الجبار بن محمد بن الحسن الطلحي البصري وأبي الحسن علي بن أحمد بن الرفاء السامري وهبة الله بن موسى بن الحسين المزني الموصلي وأبي الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس وأبي القاسم عبد العزيز بن عثمان بن محمد الصوفي وأبي مسلم الكاتب وأبي العباس أحمد بن محمد بن أبي سعيد الكرخي قاضي مكة وأبي الفرج المعافى بن زكريا بن طرارا (3) وأبي الحسن أحمد (4) بن محمد بن نفيس الإمام وأبي الفتح محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن محمد بن النعمان نزيل الرملة وأبي العباس منير بن أحمد بن الحسن المصري الخلال وأبي عبد الله محمد بن الحسن الماوردي وأبي محمد بن أبي نصر وعبد الوهاب الكلابي وعبد الوهاب الميداني وأبي بكر بن أبي الحديد وأبي الحسين جعفر بن عبد الرزاق بن عبد الوهاب وأبي بكر محمد بن عبد الرحمن بن أبي المغيث وأبي علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستوية وأبي محمد عبد الله بن إسماعيل بن يوسف الشيباني وأبي القاسم عبد الرحمن بن عمر بن نصر وتمام الرازي وعلي بن بشرى العطار وأبي نصر بن الجبان وأبي نصر بن الجندي وأبي بكير بن هلال الحياني (5) وأبي محمد طلحة بن أسد بن المختار الرقي روى عنه أبو بكر الخطيب وعلي بن محمد بن شجاع الربعي وأبو سعد
_________
(1) " بن إبراهيم " استدركت عن هامش الاصل
(2) معجم الادباء 9 / 34 غاية النهاية 1 / 220 بغية الطلب 5 / 2465 الوافي بالوفيات 12 / 172 سير أعلام النبلاء 18 / 13 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له
(3) بالاصل " طرازا " والصواب ما أثبت ترجمته في تاريخ بغداد 13 / 230 سير الاعلام 16 / 544
(4) بالاصل: " محمد بن محمد بن يعيش " والمثبت عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر
(5) في ابن العديم عن ابن عساكر: " أبي بكر ابن هلال الحنائي " واسمه عبد الله بن محمد بن عبد الله بن هلال أبو بكر ترجمته في سير الاعلام 17 / 149
تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 144)
إسماعيل بن علي الرازي السمان وأبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر (1) البخاري وعبد العزيز بن أحمد الكتاني وأبو عبد الله بن أبي الحديد وعلي بن الخضر السلمي وأبو (2) عبد الله محمد بن محمد بن الحسن (3) الطوسي وأبو علي إسماعيل بن العباس بن أحمد الصيدلاني النيسابوري (4) والفقيه أبو الفتح نصر بن إبراهيم وأبو علي الحسن بن الحسن التفليسي ونجا بن أحمد العطار وصهره (6) أبو الحسن عبد الباقي بن أحمد بن هبة الله وأبو طاهر بن الحنائي وحدثنا عنه أبو القاسم النسيب وذكر أنه ثقة وذكر أنه أخبره أنه دخل دمشق سنة أربع وتسعين وثلاثمائة أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنا أبو علي الحسن بن على بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي المقرئ أنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن محمد بن الخليل (7) المرجي بالموصل نا أبو يعلى أحمد بن علي الموصلي نا عبيد الله بن عمر القواريري نا عبد الأعلى يعني ابن عبد الأعلى نا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال ألا أحدثكم بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لا يحدث ثكموه أحد بعدي إنه سمعه من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويظهر الجهل ويشرب الخمر ويفشو الربا ويقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد أنبأنا أبو طاهر بن الحنائي (8) أنا أبو علي الأهوازي قراءة عليه نا أبو زرعة أحمد بن محمد بن عبد الله بن سعيد القشيري حدثني جدي (9) الحسن بن
_________
(1) بياض بالاصل واللفظة مستدركة عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر وانظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 257
(2) بياض بالاصل وفيه: عبد الله بن محمد خطأ والصواب والزيادة المستدركة مكان البياض عن ابن العديم 5 / 2469 نقلا عن ابن عساكر
(3) ابن العديم: الحسين
(4) بياض بالاصل والزيادة المستدركة عن ابن العديم نقلا عن ابن عساكر
(5) ابن العديم: الحسين
(6) بياض بالاصل واللفظة المستدركة عن ابن العديم 5 / 2469
(7) بالاصل " الجليل " والصواب ما أثبت ترجمته في سير الاعلام 17 / 16
(8) رسمها بالاصل: " الجباى " والصواب ما أثبت
(9) بياض بالاصل
تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 145)
سعيد نا أبو علي الحسين بن إسحاق الدقيقي نا أبو زيد حماد بن دليل عن سفيان الثوري عن قيس بن مسلم عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي أمامة الباهلي قال قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذا كانت عشية عرفة هبط الله عز وجل إلى السماء الدنيا فيطلع إلى أهل الموقف فيقول مرحبا بزواري والوافدين إلى بيتي وعزتي لأنزلن إليكم ولأساوي مجلسكم بنفسي فينزل إلى عرفة فيعمهم بمغفرته ويعطيهم ما يسألون إلا المظالم ويقول يا ملائكتي أشهدكم أني قد غفرت لهم ولا يزال كذلك إلى أن تغيب الشمس ويكون أمامهم إلى المزدلفة ولا يعرج إلى السماء تلك الليلة فإذا أسفر الصبح وقفوا عند المشعر الحرام غفر لهم حتى المظالم ثم يعرج إلى السماء وينصرف الناس إلى منى هذا حديث منكر وفي إسناده غير واحد من المجهولين وللأهوازي أمثاله في كتاب جمعه في الصفات سماه كتاب البيان في شرح (1) عقود أهل الإيمان أودعه أحاديث منكرة كحديث إن الله تعالى لما أراد أن يخلق لنفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت ثم خلق نفسه من ذلك العرق (2) مما لا يجوز أن يروى ولا يحل أن يعتقد وكان مذهبه مذهب السالمية (3) يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه وحديث إجراء الخيل موضوع وضعه بعض الزنادقة ليشنع به على أصحاب الحديث في روايتهم المستحيل فيقبله بعض من لا عقل له ورواه وهو مما يقطع ببطلانه شرعا وعقلا قرأت بخط أبي محمد بن صابر قال لي أبو محمد مقاتل بن مطكود (4) قال لي أبو علي ولدت يوم الأربعاء السابع والعشرين من المحرم سنة اثنتين وستين وثلاثمائة قرأت بخط أبي علي الأهوازي
تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 146)
_________
(1) سقطت من الاصل وكتبت فوق السطر وكتبت خطأ " سرح " والمثبت عن ابن العديم ومختصر ابن منظور
(2) انظر اللالئ المصنوعة 1 / 3 وتنزيهه الشريعة 1 / 134
(3) هذه الفرقة من الفرق المشبهة معروفة بالبصرة وسوادها نسبة إلى مقالة الحسن بن محمد بن أحمد بن سالم السالمي البصري وابنه أبي عبد الله المتصرف
(4) بالاصل " مصكود " خطأ والصواب ما أثبت
(*) وأنبأناه أبو طاهر بن الحنائي (1) أنا أبو علي قال رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز وكأنه يوم القيامة فقال لي بقي علينا شئ اذهب فمضيت في ضوء أشد بياضا من الشمس وأنور من القمر حتى انتهيت إلى طاقة أمام باب فلم أزل أمشي عليه ثم انتهبت فسمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور يحكي عن أبيه أبي العباس قال (2) : لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات اتهم في ذلك فسار أبو الحسن رشأ بن نظيف (3) وأبو القاسم بن الفرات (4) وابن القماح إلى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه ووصلوا إلى بغداد وقرأوا على بعض الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي وجاءوا بالإجازات عنهم وبخطوطهم فمضى (5) الأهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم ففعلوا ودفعوها إليه فأخذها وغير أسماء من سمي لتستتر دعواه فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح هذا معنى ما سمعته يقول وبلغني عنه أنهم سألوا عنه بعض المقرئين الذين ذكر أنه قرأ عليهم وحلوه له فقال هذا الذي يذكرونه قد قرأ علي جزأ أو نحوه قال (6) : وحدثني والدي أبو العباس قال عاتبت أو عوتب (7) أبو طاهر الواسطي المقرئ في القراءة على أبي علي الأهوازي فقال اقرأ عليه العلم ولا أصدقه في حرف واحد قال وحدثني أبو طاهر محمد بن الحسن بن علي بن المليحي (8) قال كنت عند رشأ بن نظيف المقرئ المعدل في داره على باب الجامع وله طاقة إلى الطريق فاطلع فيها وقال قد عبر رجل كذاب فاطلعت (9) فوجدته الأهوازي
_________
(1) بالاصل " الجباى " والصواب ما أثبت وقد مر
(2) الخبر في بغية الطلب 5 / 2470 وسير أعلام النبلاء 18 / 15 وميزان الاعتدال 1 / 512
(3) انظر ترجمته في غاية النهاية 1 / 284 ومعرفة القراء الكبار للذهبي 1 / 321
(4) في ابن العديم: الضراب
(5) بالاصل " فمضوا " والمثبت عن ابن العديم وسير الاعلام
(6) القائل أبو الحسين بن قبيس
(7) بياض بالاصل واللفظة مستدركة عن بغية الطلب 5 / 2470
(8) ابن العديم وسير الاعلام: الملحي
(9) بياض بالاصل والمستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب 5 / 2470 وسير الاعلام 18 / 17
تاريخ دمشق لابن عساكر (13/ 147)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز الكتاني قال اجتمعت بهبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الحافظ ببغداد فسألني عن من بدمشق من أهل العلم فذكرت له جماعة منهم الحسن بن علي الأهوازي المقرئ فقال لو سلم من الروايات في القراءات (1)
قال لنا أبو محمد بن الأكفاني قال لنا الكتاني وكان مكثرا في الحديث وصنف الكثير في القراءات وكان حسن التصنيف وجمع في ذلك شيئا كثيرا وفي أسانيد القراءات غرائب كان يذكر في مصنفاته أنه أخذها رواية وتلاوة وان شيوخه أخذوها كذلك رواية وتلاوة (2)
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نا عبد العزيز بن أحمد قال توفي شيخنا أبو علي الأهوازي المقرئ يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة بعد الظهر سنة ست وأربعين (3) وأربعمائة وكانت له جنازة عظيمة حدث عن ابن المرجي وأبي حفص الكتاني وعبد الوهاب بن الحسن بن الوليد وغيرهم فانتهت الرئاسة إليه في القراءة في وقته ما رأيت منه إلا خيرا وذكر أبو محمد بن صابر عن أبي القاسم علي بن إبراهيم أنه مات يوم الاثنين الثاني عشر من ذي الحجة والله أعلم وذكر صهره عبد الباقي بن أحمد أنه مات يوم الثلاثاء ودفن يوم الأربعاء في العشر الأول منه وذكر أبو عبد الله محمد بن علي بن قبيس فيما وجدته بخطه مثل ذلك أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن بن أحمد الكلابي حدثني أخي لأمي أبو الحسن علي بن الخضر بن الحسن العثماني قال توفي أبو علي الحسن بن علي الأهوازي يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة سنة ست وأربعين تكلموا فيه وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها (4)
_________
(1) الخبر نقله الذهبي في سير أعلام النبلاء 18 / 16 وميزان الاعتدال 1 / 512
(2) الخبر في بغية الطلب 5 / 2469 وسير أعلام النبلاء 18 / 16
(3) بالاصل " وعشرين " والمثبت عن بغية الطلب 5 / 2473
(4) بغية الطلب 5 / 2472
معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (ص: 224)
34- أبو علي الأهوازي واسمه الحسن بن علي بن إبراهيم، بن يزداد بن هرمز المقرئ، الأستاذ المحدث.
ولد سنة اثنتين وستين وثلاثمائة، وقدم دمشق سنة إحدى وتسعين، فاستوطنها, كان أعلى من بقي في الدنيا إسنادا في القراءات، على لين فيه.
عني من صغره بالروايات والأداء، وذكر أنه قرأ لأبي عمرو على علي بن الحسين الغضائري، عن القاسم بن زكريا المطرز، تلميذ الدوري.
وقرأ لعاصم على الغضائري المذكور، عن أحمد بن سهل الأشناني، وقرأ لابن كثير على محمد بن محمد بن فيروز، عن الحسن بن الحباب.
وقرأ لنافع على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي، عن ابن سيف، وقرأ لقالون بالأهواز، سنة ثمان وسبعين وثلاثمائة، على أحمد بن محمد بن عبيد الله التستري.
وقرأ ببغداد على أبي حفص الكتاني، وأبي الفرج الشنبوذي، وبدمشق على محمد بن أحمد الجبني، صاحب ابن الأخرم، وقرأ على جماعة يطول ذكرهم، وعنهم أناس لا يعرفون إلا من قبله.
وصنف عدة كتب في القراءات، كالموجز والوجيز، ورحل إليه القراء لتبحره في الفن، وعلو إسناده، قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وأبو بكر أحمد بن أبي الأشعث السمرقندي.
وأبو نصر أحمد بن علي الزينبي، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو الوحش سبيع بن قيراط.
وأبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي، مؤلف كتاب المفتاح وكان عالي الرواية في الحديث أيضا، روى عن نصر بن أحمد المرجى صاحب أبي يعلى الموصلي.
والمعافي بن زكريا الجريري، وعبد الوهاب الكلابي، وعبد الله بن موسى الموصلي، وأبي مسلم الكاتب، وخلق سواهم، وله تواليف في الحديث، فيها أحاديث واهية.
حدث عنه أبو بكر الخطيب، وأبو السعد السمان، وعبد الرحيم البخاري وعبد العزيز الكتاني، والفقيه نصر المقدسي، وأبو طاهر الحنائي، وأبو القاسم النسيب.
وروى عنه بالإجازة أبو سعد أحمد بن الطيوري، وله مصنف في الصفات، أورد فيه أحاديث موضوعة، فتكلم فيه الأشعريون لذلك، ولأنه كان ينال من أبي الحسن ويذمه.
قال ابن عساكر: كان يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة، التي تقوي رأيه.
قال عبد العزيز الكتاني: اجتمعت بهبة الله اللالكائي، فسألني عن أهل العلم بدمشق، فذكرت له جماعة، وذكرت الأهوازي، فقال: لو سلم من الروايات في القراءات.
وكذلك ضعفه ابن خيرون، وقد تلقى القراء رواياته بالقبول.
وكان يقرئ بدمشق من بعد سنة أربعمائة، وذلك في حياة بعض شيوخه.
توفي في رابع ذي الحجة، سنة ست وأربعين وأربعمائة -رحمه الله تعالى1.
النشر في القراءات العشر (1/ 34)
ثم تبعه أبو محمد مكي بن أبي طالب القيسي مؤلف التبصرة والكشف وغير ذلك وتوفي سنة سبع وثلاثين وأربعمائة، ثم الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني مؤلف التيسير وجامع البيان وغير ذلك توفي سنة أربع وأربعين وأربعمائة، وهذا كتاب جامع البيان له في قراءات السبعة فيه عنهم أكثر من خمسمائة رواية وطريق، وكان بدمشق الأستاذ أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي مؤلف الوجيز والإيجاز والإيضاح والاتضاح، وجامع المشهور والشاذ ومن لم يلحقه أحد في هذا الشأن، وتوفي سنة ست وأربعين وأربعمائة.
النشر في القراءات العشر (1/ 80)
كتاب الوجيز
تأليف الأستاذ أبي علي الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد بن هرمز الأهوازي نزيل دمشق، وتوفي بها رابع ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربعمائة.
أخبرني به الإمام الصالح شيخ القراء أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن داود بن محمد المنبجي الدمشقي بقراءتي عليه بدمشق المحروسة عن أبي عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن مميل بن الشيرازي بدمشق المحروسة قال: أخبرنا جدي أبو نصر محمد المذكور كذلك بدمشق المحروسة قال: أخبرنا أبو البركات الخضر بن شبل بن الحسين بن عبد الواحد الحارثي المعروف بابن عبد سماعا عليه بدمشق المحروسة قال: أخبرنا أبو الوحش سبيع بن المسلم بن قيراط الضرير بدمشق المحروسة سماعا عليه قال: أخبرنا المؤلف سماعا وتلاوة بدمشق المحروسة، وهذا سند صحيح في غاية العلو تسلسل لنا إلى المؤلف بالدمشقيين وبدمشق إلى المؤلف.
وقرأت به القرآن كله على أبي عبد الله بن الصائغ وأبي محمد بن البغدادي وأبي بكر بن الجندي كما تقدم، وأخبروني أنهم قرءوا به جميع القرآن على الإمام أبي عبد الله الصائغ، وقرأ به على الكمال علي بن شجاع الضرير قال: قرأت به على أبي الجود قال: قرأت به على الشريف الخطيب قال: قرأت به على أبي الحسن علي بن أحمد بن علي المصيني الأبهري، قال قرأت به على مؤلفه. وقال الكمال الضرير: وأخبرني به أيضا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عيسى اللرستاني سماعا عليه سنة خمس وستمائة، أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن الحسن بن أحمد عرف بابن الماسح وأبو البركات الخضر بن شبل الحسين الحارثي سماعا قالا: أخبرنا أبو الوحش سبيع قال: أخبرنا المؤلف.
تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 364)
فأما ما ذكره ذو المعايب والمخازي أبو علي الحسن بن علي بن إبراهيم الأهوازي
فمما لا يعرج عليه لبيب ولا يرعيه سمعه مصيب لأنه رجل قد تبينت عداوته لأهل الحق وشنآنه ويكفيك من كتابه ترجمته وعنوانه ولو كان من ذوي الديانات لم يتفرغ لذكر المثالب ولو أنه من أولي المروآت لاستحيا من تتبع المعايب ولولا أنه وجدها كثيرة في نفسه لما اختلقها لمن ليس هو من أبناء جنسه
وقد أخبرنا
تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 369)
فأما أبو الحسن رحمه الله فقد تقدم وصف العلماء له بالعلم وثناؤهم عليه وشهادتهم له بالمعرفة والفهم وذكر عدد تصانيفه وتفصيل أسماء تواليفه ولو لم يصنف كتابا غير التفسير لكفاه فأغض الله الأهوازي بريقه وفض فاه فإنه كان في اعتقاده سالميا مشبها مجسما حشويا ومن وقف على كتابه الذي سماه كتاب البيان في شرح عقود أهل الإيمان الذي صنفه في أحاديث الصفات واطلع على ما فيه من الآفات ورأى ما فيه من الأحاديث الموضوعة والروايات المستنكرة المدفوعة والأخبار الواهية الضعيفة والمعاني المتنافية السخيفة كحديث ركوب الجمل وعرق الخيل قضى عليه في إعتقاده بالويل وبعض هذا الكتاب
تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 376)
فقد اتضح جهل الأهوازي في هذا من كل وجه بحمد الله وبان وأنه كان غير بصير بالأسماء والاصطلاحات حين لم يفرق بين الكني وبين الكنايات
تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري (ص: 401)
وقوله ومع من يقول بالكفر والإلحاد
فقول منه ظاهر الفساد كيف يكونون معهم وهم الذين يبينون كفرهم وبدعتهم وكيف يظنون منهم وهم الذين ينفرون عنهم أم كيف يضافون إليهم وهم الرادون عليهم ولو كان الأهوازي متدينا مسلما لم يكفر إماما مقدما فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
إذا قال الرجل لأخيه يا كافر فقد باء بها أحدهما
تاريخ الإسلام ت بشار (9/ 677)
165 - الحسن بن علي بن إبرهيم بن يزداد بن هرمز، الأستاذ أبو علي الأهوازي المقرئ، [المتوفى: 446 هـ]
نزيل دمشق.
قدمها في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، وسكنها، وكان مولده في أول سنة اثنتين وستين وثلاثمائة. عني بالقراءات، ورحل فيها، ولقي الكبار، فقرأ للدوري على أبي الحسن علي بن حسين بن عثمان الغضائري، عن القاسم بن زكريا، عنه. وقرأ لحفص، على الغضائري، عن ابن سهل الأشناني، عن عبيد، عنه. وقرأ لليث صاحب الكسائي، على أبي الفرج الشنبوذي، وقرأ لأبي بكر على أبي حفص الكتاني، عن ابن مجاهد، وقرأ للبزي بالأهواز على أبي عبيد الله محمد بن محمد بن فيروز صاحب الحسن ابن الحباب، وقرأ لقالون في سنة ثمان وسبعين بالأهواز على أحمد بن محمد بن عبيد الله التستري، وقرأ لورش على أبي بكر محمد بن عبيد الله بن القاسم الخرقي، وقرأ على جماعة كثيرة يطول ذكرهم بالشام، والعراق، والأهواز.
وصنف " الموجز " " والوجيز " و " الإيجاز "، وغير ذلك في القراءات، ورحل إليه القراء لعلو سنده وإتقانه. قرأ عليه أبو علي غلام الهراس، وأبو القاسم الهذلي، وأبو بكر أحمد بن عمر بن أبي الأشعث السمرقندي، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمد الزينبي البغدادي، وأبو الحسن علي بن أحمد الأبهري المصيني الضرير، وأبو الوحش سبيع بن المسلم، وأبو بكر محمد بن المفرج البطليوسي، وأبو بكر عتيق بن محمد الردائي، ومؤلف " المفتاح " أبو القاسم عبد الوهاب بن محمد القرطبي.
وقد روى الحديث عن نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، وعبد الجبار بن محمد الطلحي، وأبي حفص الكتاني، وهبة الله بن موسى الموصلي، والمعافى بن زكريا النهرواني، وعبد الوهاب بن الحسن الكلابي، وتمام بن محمد الرازي، وأبي مسلم محمد بن أحمد الكاتب، وخلق يطول ذكرهم. [ص:678]
وله تواليف في الحديث.
روى عنه أبو بكر الخطيب، وأبو سعد السمان، وعبد الرحيم البخاري، وعبد العزيز الكتاني، والفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي، وأبو طاهر محمد بن الحسين الحنائي، وأبو القاسم النسيب، ووثقه النسيب.
وكان من غلاة السنة. صنف كتابا في الصفات، وروى فيه الموضوعات ولم يضعفها، فما كأنه عرف بوضعها، فتكلم فيه الأشاعرة لذلك، ولأنه كان ينال من أبي الحسن الأشعري.
قال أبو القاسم ابن عساكر: كان مذهبه مذهب السالمية، يقول بالظاهر ويتمسك بالأحاديث الضعيفة التي تقوي له رأيه.
سألت شيخنا ابن تيمية عن مذهب السالمية فقال: هم قوم من أهل السنة في الجملة من أصحاب أبي الحسن بن سالم، أحد مشايخ البصرة وعبادها، وهو أبو الحسن أحمد بن محمد بن سالم من أصحاب سهل بن عبد الله التستري، خالفوا في مسائل فبدعوا.
ثم قال: سمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور، يعني ابن قبيس، يحكي عن أبيه قال: لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات اتهم في ذلك، فسار رشأ بن نظيف، وأبو القاسم بن الفرات، ووصلوا إلى بغداد، وقرأوا على الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي، وجاؤوا بالإجازات، فمضى الأهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط، فأخذها وغير أسماء من سمى ليستر دعواه، فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح. فحدثني والدي أبو العباس قال: عوتب، أو قال عاتبت أبا طاهر الواسطي في القراءة على الأهوازي، فقال: أقرأ عليه للعلم ولا أصدقه في حرف واحد.
وقال ابن عساكر في " تبيين كذب المفتري ": لا يستبعدن جاهل كذب [ص:679] الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن الملحي: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع وله طاقة إلى الطريق، فاطلع منها وقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي.
وقال الحافظ عبد الله بن أحمد ابن السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب، أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا.
وقال الكتاني: اجتمعت بالحافظ هبة الله بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عمن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو علي الأهوازي فقال: لو سلم من الراويات في القراءات.
قلت: أما القراءات فتلقوا ما رواه من القراءة وصدقوه في اللقاء، وكان مقرئ أهل الشام بلا مدافعة؛ معرفة وضبطا وعلو إسناد.
قال أبو عمرو الداني: أخذ أبو علي القراءة عرضا وسماعا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شنبوذ، وكان واسع الرواية كثير الطرق حافظا ضابطا. أقرأ الناس بدمشق دهرا.
قلت: وقد زعم أن شيخه الغضائري قرأ القرآن على أبي محمد عبد الله بن هاشم الزعفراني، عن قراءته على خلف بن هشام البزار، ودحيم الدمشقي، وأن شيخه العجلي قرأ على الخضر بن الهيثم الطوسي سنة عشر وثلاثمائة، عن عمر بن شبة، وفي النفس شيء من قرب هذه الأسانيد، ويكفي من ضعفها أن رواتها مجاهيل.
وذكر أن الغضائري قرأ على المطرز، عن قراءته على أبي حمدون الطيب بن إسماعيل، وهذا قول منكر.
قال ابن عساكر في حديث هو موضوع رواه الخطيب، عن أبي علي الأهوازي: وهو متهم.
قلت: رواه الأهوازي في الصفات عن أحمد بن علي الأطرابلسي، عن القاضي عبد الله بن الحسن بن غالب، عن أبي القاسم البغوي، عن هدبة بن [ص:680] خالد، عن حماد بن سلمة، عن وكيع بن عدس، عن أبي رزين لقيط بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم: " رأيت ربي بمنى على جمل أورق عليه جبة ". هذا كذب على الله ورسوله، وقد اتهم ابن عساكر أبا علي الأهوازي كما ترى، وهو عندي آثم ظالم لروايته مثل هذا الباطل، ولروايته عن أبي زرعة أحمد بن محمد: حدثنا جدي لأمي الحسن بن سعيد، قال: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، قال: حدثنا حماد بن دليل، عن الثوري، عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن سابط، عن أبي أمامة رفعه: إذا كان عشية عرفة هبط الله إلى السماء الدنيا ويكون إمامهم إلى المزدلفة، ولا يعرج إلى السماء تلك الليلة، فإذا أسفر غفر لهم حتى المظالم. ثم يعرج إلى السماء.
وأطم ما للأهوازي في كتاب " الصفات " له حديث: " إن الله لما أراد أن يخلق نفسه خلق الخيل فأجراها حتى عرقت، ثم خلق نفسه من ذلك العرق ".
وهذا خبر مقطوع بوضعه، لعن الله واضعه ومعتقده مع أنه شيء مستحيل في العقول بالبديهة.
قال ابن عساكر: قرأت بخط الأهوازي قال: رأيت رب العزة في النوم وأنا بالأهواز، وكأنه يوم القيامة فقال لي: بقي علينا شيء اذهب. فمضيت في ضوء أشد بياضا من الشمس وأنور من القمر، حتى انتهيت إلى طاقة أمام باب، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.
قال ابن عساكر: أنبأنا أبو الفضائل الحسن بن الحسن الكلابي قال: حدثني أخي علي بن الخضر العثماني قال: أبو علي الأهوازي تكلموا فيه، وظهر له تصانيف زعموا أنه كذب فيها.
وأنبأنا أبو طاهر الحنائي، قال: أخبرنا الأهوازي، قال: حدثنا أبو حفص بن سلمون، قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني، قال: حدثنا شعيب بن بيان الصفار، قال: حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أنس: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه {إنني أنا الله لا إله إلا أنا} [ص:681] يقف في قبلة كل مؤمن مقبلا عليه، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء.
وبه إلى عمر بن سلمون بإسناد ذكره، عن أسماء، مرفوعا: " رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار ".
وهذان والله موضوعان، وحد السوفسطائي أن يشك في وضع هذه الأحاديث.
قال الكتاني: وكان الأهوازي مكثرا من الحديث، وصنف الكثير في القراءات، وكان حسن التصنيف، وفي أسانيد القراءات له غرائب يذكر أنه أخذها رواية وتلاوة، وتوفي في ذي الحجة.
وزاد غيره: في رابع ذي الحجة.
وقد وهاه ابن خيرون، ورماه ابن عساكر بالكذب غير مرة في كتابه " تبيين كذب المفتري "، وقال: رماه الله بالداء الأكبر.
تاريخ الإسلام ت تدمري (30/ 127)
وقال ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» [1] : لا يستبعدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات، فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات.
وقال أبو طاهر محمد بن الحسن الملحي: كنت عند رشأ بن نظيف في داره على باب الجامع وله طاقة إلى الطريق، فاطلع منها وقال: قد عبر رجل كذاب. فاطلعت فوجدته الأهوازي [2] .
وقال الحافظ عبد الله بن أحمد بن السمرقندي: قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب: أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا [3] .
وقال الكتاني: اجتمعت بالحافظ هبة الله بن الحسن الطبري ببغداد، فسألني عن عمن بدمشق من أهل العلم، فذكرت له جماعة منهم أبو علي الأهوازي فقال: لو سلم من الروايات في القراءات [4] .
قلت: أما القراءات فتلقوا ما رواه من القراءة وصدقوه في اللقاء. وكان مقرئ أهل الشام بلا مدافعة معرفة وضبطا وعلو إسناد.
قال أبو عمرو الداني: أخذ أبو علي القراءة عرضا وسماعا عن جماعة من أصحاب ابن مجاهد وابن شنبوذ. وكان واسع الرواية كثير الطرق حافظا ضابطا. أقرأ الناس بدمشق دهرا.
__________
[1] ص 415.
[2] تبيين كذب المفتري 416.
[3] تبيين كذب المفتري 416.
[4] تبيين كذب المفتري 368.
لسان الميزان (2/ 239)
وقال الحافظ عبد الله ابن أحمد السمرقندي قال لنا الحافظ أبو بكر الخطيب أبو علي الأهوازي كذاب في الحديث والقراءات جميعا وقال ابن عساكر في تبيين كذب المفتري لا يستعبدن جاهل كذب الأهوازي فيما أورده من تلك الحكايات فقد كان من أكذب الناس فيما يدعي من الروايات في القراءات قلت مات في ذي الحجة سنة ست وأربعين وأربع مائة ولو حابيت أحدا لحابيت أبا علي الأهوازي لمكان علو روايتي في القراءات عنه انتهى
شرح حال الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي أبو علي(362 - 446 هـ = 972 - 1055 م)