سال بعدالفهرستسال قبل

شرح حال شیخ مفید قده در معجم رجال الحديث


شرح حال محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد(336 - 413 هـ = 947 - 1022 م)



معجم ‏رجال ‏الحديث ج : 17 ص : 208
بقي هنا أمور.
الأول: أنه حكي عن رسالة نهج العلوم ليحيى بن بطريق الحلي توقيعات صدرت من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد (قدس الله روحه)

أولها للأخ السديد، و الولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد، بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين... و في آخر هذا التوقيع هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، و المخلص في ودنا الصفي، و الناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به و لا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحدا، و أد ما فيه إلى من تسكن إليه، و أوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، و صلى الله على محمد و آله الطاهرين.

و التوقيع الثاني، ورد عليه يوم الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، نسخته: بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، إلهنا و إله آبائنا الأولين، و نسأله الصلاة على سيدنا و مولانا محمد خاتم النبيين، و على أهل بيته الطاهرين، و بعد فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه و حرسك به من كيد أعدائه (إلى أن قال) و نحن نعهد إليك أيها الولي المخلص، المجاهد فينا الظالمين، أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين (إلى أن قال) و كتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة و أربعمائة (و في آخره) هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق العلي بإملائنا، و خط ثقتنا، فاخفه عن كل أحد، و اطوه و اجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا، شملهم الله ببركتنا إن شاء الله الحمد لله و الصلاة على سيدنا محمد النبي و آله الطاهرين.

و التوقيع الثالث: مفقود و لم تصل إلينا صورته.

و أما هذان التوقيعان: فقد ذكرهما الطبرسي في الإحتجاج: الجزء 2 في توقيعات واردة من الناحية المقدسة.

أقول: هذه التوقيعات لا يمكننا الجزم بصدورها من الناحية المقدسة فإن الشيخ المفيد (قدس سره) قد تولد بعد الغيبة الكبرى بسبع أو تسع سنين، و موصل التوقيع إلى الشيخ المفيد (قدس سره) مجهول هب إن الشيخ المفيد جزم بقرائن، أن التوقيع صدر من الناحية المقدسة، و لكن كيف يمكننا الجزم بصدوره من تلك الناحية على أن رواية الإحتجاج لهذين التوقيعين مرسلة، و الواسطة بين الطبرسي، و الشيخ المفيد مجهول.








معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 213‌
11744- محمد بن محمد بن النعمان:
قال النجاشي: «محمد بن محمد النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان بن سعيد بن جبير بن وهب بن هلال بن أوس بن سعيد بن سنان بن عبد الدار بن الريان بن فطر بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحرث بن كعب بن غلة بن خالد بن ملك بن أدد بن زيد بن يشجب بن غريب بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان: شيخنا و أستاذنا (رضي الله عنه)، فضله أشهر من أن يوصف في الفقه، و الكلام، و الرواية، و الثقة، و العلم. له كتب الرسالة المقنعة، الأركان في دعائم الدين، كتاب الإيضاح في الإمامة، كتاب الإفصاح في الإمامة، كتاب الإرشاد، كتاب العيون و المحاسن، كتاب الفصول من العيون و المحاسن، كتاب الرد على الجاحظ العثمانية، كتاب نقض المروانية، كتاب نقض فضيلة المعتزلة، كتاب المسائل الصاغانية، كتاب مسائل النظم، كتاب المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة، كتاب النقض على ابن عباد في الإمامة، كتاب النقض على علي بن عيسى الرماني، كتاب النقض على أبي عبد الله البصري، كتابه في المتعة، كتاب الموجز فيها، كتاب مختصر المتعة، كتاب مناسك الحج، كتاب مناسك الحج المختصر، كتاب المسائل العشرة في الغيبة، كتاب مختصر في الغيبة، كتاب مسألة في المسح على الرجلين، كتاب مسألة في نكاح الكتابيات، كتاب جمل الفرائض، كتاب مسألة في الإرادة، كتاب مسألة في الأصلح، كتاب أصول الفقه، كتاب الموضح في الوعيد، كتاب كشف الألباس، كتاب كشف السرائر، كتاب الجمل، كتاب لمح البرهان، كتاب مصابيح النور، كتاب الأشراف، كتاب الفرائض الشرعية، كتاب النكت في مقدمات الأصول، كتاب إيمان أبي طالب، كتاب مسائل أهل الخلاف، كتاب أحكام النساء، كتاب‌



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 214‌
عدد الصوم و الصلاة، كتاب الرسالة إلى أهل التقليد، كتاب التمهيد، كتاب الانتصار، كتاب الكلام في الإنسان، كتاب الكلام في وجوه إعجاز القرآن، الكلام في المعدوم، كتاب الرسالة العلوية، كتاب أوائل المقالات، كتاب بيان وجوه الأحكام، كتاب المزار الصغير، كتاب الأعلام، كتاب جواب المسائل في اختلاف الأخبار، كتاب العويص في الأحكام، رسالة الجنيدي إلى أهل مصر، كتاب النصرة في فضل القرآن، كتاب جوابات أهل الدينور، كتاب جوابات أبي جعفر القمي، كتاب جوابات علي بن نصر العبدجاني، كتاب جوابات الأمير أبي عبد الله، كتاب جوابات الفارقين في الغيبة، كتاب نقض الخمس عشرة مسألة على البلخي، كتاب نقض الإمامة على جعفر بن حرب، كتاب جوابات ابن نباتة، كتاب جوابات الفيلسوف في الاتحاد، كتاب جوابات أبي الحسن سبط المعافى بن زكريا في إعجاز القرآن، كتاب جوابات أبي الليث الأواني، الكلام على الجبائي في المعدوم، كتاب جوابات النصر بن بشير في الصيام، النقض على الواسطي، كتاب الإقناع في وجوب الدعوة، كتاب المزورين عن معاني الأخبار، كتاب جوابات أبي الحسن النيسابوري، كتاب البيان في تأليف القرآن، كتاب جوابات البرقعي [الترفقي في فروع الفقه، الرد على ابن كلاب في الصفات، كتاب النقض على الطلحي في الغيبة، كتاب في إمامة أمير المؤمنين ع من القرآن، كتاب في تأويل قوله تعالى: (فاسئلوا أهل الذكر)، المسألة الموضحة عن أسباب نكاح أمير المؤمنين ع، كتاب الرسالة المقنعة في وفاق البغداديين من المعتزلة لما روي عن الأئمة ع، كتاب جوابات مقاتل بن عبد الرحمن عما استخرجه من كتب الجاحظ، كتاب جوابات بني عرقل، المسألة على الزيدية، المجالس المحفوظة في فنون الكلام، كتاب الأمالي المتفرقات، كتاب نقض، كتاب الأصم في الإمامة، كتاب جوابات مسائل اللطيف من الكلام، كتاب الرد على الخالدي في الإمامة، كتاب الإستبصار فيما جمعه الشافعي، كتاب الكلام‌



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 215‌
في الخبر المختلق بغير أثر، كتاب الرد على النسفي [الصيفي [العتيقي في الشورى، كتاب أقسام مولى في اللسان، كتاب جوابات أبي الحسن الحصيني، مسائل الزيدية، كتاب المسألة في أقضى الصحابة، مسألة في تحريم ذبائح أهل الكتاب، كتاب مسألة في البلوغ، كتاب مسألة في العترة، كتاب الزاهر في المعجزات، كتاب جوابات أبي جعفر محمد بن الحسين الليثي، النقض على غلام البحراني في الإمامة، كتاب النقض على النصيبي في الإمامة، كتاب مسألة في النص الجلي، كتاب الكلام في حديث [حدث القرآن، كتاب جوابات الشرقيين في فروع الدين، كتاب مقابس الأنوار في الرد على أهل الأخبار، الرد على الكرابيسي في الإمامة، كتاب الكامل في الدين، كتاب الإفتخار، الرد على العيني [القتيبي في الحكاية و المحكي، كتاب الرد على الجبائي في التفسير كتاب الجوابات في خروج المهدي، كتاب الرد على أصحاب الحلاج، كتاب التاريخ الشرعية، كتاب تفضيل الأئمة ع على الملائكة، كتاب المسألة الجنبلية، كتاب قضية العقل على الأفعال، مسألة محمد بن الخضر الفارسي، كتاب جوابات أهل طبرستان، كتاب في الرد على الشعبي، كتاب جوابات أهل الموصل في العدد و الرؤية، كتاب مسألة في تخصيص الأيام، كتاب مسألة في معنى قول النبي ص: أصحابي كالنجوم، كتاب مسألة فيما روته العامة، كتاب مسألة في القياس، مختصر كتاب المسألة الموضحة في تزويج عثمان، كتاب الرد على ابن عون في المخلوق، كتاب مسألة في معنى قوله: (إني مخلف فيكم الثقلين)، كتاب مسألة في خبر مارية، كتاب في قوله ص: (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)، كتاب جوابات ابن الحمامي، كتاب في الغيبة، كتاب في تفضيل أمير المؤمنين ع على سائر أصحابه، كتاب مسألة في قوله المطلقات، كتاب جواب المافروخي في المسائل، كتاب جواب ابن واقد السني، كتاب الرد على ابن رشيد في الإمامة، كتاب الرد على ابن الإخشيد في الإمامة،



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 216‌
كتاب مسألة في الإجماع، كتاب مسألة في ميراث النبي ص، الأجوبة عن المسائل الخوارزمية، كتاب الرسالة إلى الأمير أبي عبد الله و أبي طاهر بن ناصر الدولة في مجلس جرى في الإمامة، كتاب مسألة في معرفة النبي بالكتابة، مسألة في وجوب الجنة لمن ينتسب ولادته إلى النبي ص، كتاب الكلام في دلائل القرآن، جواب الكرماني في فضل النبي ص على سائر الأنبياء، كتاب العمد في الإمامة، مسألة في انشقاق القمر و تكليم الذراع، كتاب مسألة في المعراج، مسألة في رجوع الشمس، المسألة المقنعة في إمامة أمير المؤمنين ع، كتاب الرسالة الكافية في الفقه، المسائل الحرانية، الرسالة العزية، كتاب النصرة لسيد العترة، مسألة في المواريث، كتاب البيان عن غلط قطرب في القرآن، مسألة في الوكالة، كتاب في القياس، شرح كتاب الأعلام، النقض على ابن الجنيد في اجتهاد الرأي، كتاب جواب أبي الفرج بن إسحاق عما يفسد الصلاة، نهج البيان عن سبيل الإيمان، كتاب المسائل الواردة عن أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفارسي المقيم بالمشهد بالنوبندجان، كتاب مناسك الحج، عمد مختصرة على المعتزلة في الوعيد، كتاب جواب أهل الجرجان في تحريم الفقاع، الرد على أبي عبد الله البصري في تفضيل الملائكة، كتاب الكلام في أن المكان لا يخلو من متمكن، جواب أهل الرقة في الأهلة و العدد، كتاب جواب أبي محمد الحسن بن الحسين النوبندجاني المقيم بمشهد عثمان، كتاب جواب أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان، النقض على الجاحظ، فضيلة المعتزلة. مات رحمه الله ليلة الجمعة، لثلاث ليال خلون من شهر رمضان، سنة ثلاث عشرة و أربعمائة، و كان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة، سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، و صلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، و ضاق على الناس مع كبره، و دفن في داره سنين، و نقل إلى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر ع، و قيل: مولده سنة ثمان و ثلاثين‌



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 217‌
و ثلاثمائة. و قال الشيخ (710): «محمد بن محمد بن النعمان المفيد، يكنى أبا عبد الله المعروف بابن المعلم، من جملة متكلمي الإمامية، انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته، و كان مقدما في العلم و صناعة الكلام، و كان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطر، دقيق الفطنة، حاضر الجواب، و له قريب من مائتي مصنف كبار و صغار، و فهرست كتبه معروف، ولد سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، و توفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و أربعمائة، و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه و كثرة البكاء من المخالف و الموافق [المؤالف. فمن كتبه: كتاب المقنعة في الفقه، و كتاب الأركان في الفقه، و رسالة في الفقه إلى ولده لم يتممها، و كتاب الإرشاد، و كتاب الإيضاح في الإمامة، و كتاب الإفصاح، كتاب النقض على ابن عباد في الإمامة، و كتاب النقض على علي بن عيسى في الإمامة، و كتاب النقض على ابن قتيبة في الحكاية و المحكي، و كتاب في أحكام أهل الجمل، و كتاب المنير في الإمامة، و المسائل الصاغانية، و المسائل الجرجانية، و المسائل الدينورية، و المسائل المازندرانية، و المسائل المنثورة نحو من مائة مسألة، و كتاب الفصول من العيون و المحاسن، و كتاب أحكام المتعة، و غير ذلك من كتبه مما أومأنا إليه مما هو مثبت في فهرست كتبه، و له المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة، و كتاب النصرة لسيد العترة في أحكام البغاة عليه بالبصرة، سمعنا منه هذه الكتب كلها بعضها قراءة عليه، و بعضها يقرأ عليه غير مرة و هو يسمع». و عده في رجاله فيمن لم يرو عنهم ع (124)، قائلا: «محمد بن محمد بن النعمان: جليل، ثقة». و ذكر ابن شهرآشوب في معالم العلماء جملة من كتبه غير ما مر (765). و ذكر المحدث المجلسي في مقدمة البحار جملة أخرى من كتبه. و قال ابن إدريس في آخر السرائر في ذيل ما استطرفه من كتاب العيون‌



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 218‌
و المحاسن: «و كان هذا الرجل كثير المحاسن، حديد الخاطر، جم الفضائل، غزير العلم، و كان من أهل عكبري من موضع يعرف بسويقة بن بصري، و انحدر مع أبيه إلى بغداد، و بدأ بقراءة العلم على أبي عبد الله المعروف بالجعل بدرب رباجة، ثم قرأ من بعده على أبي ياسر غلام أبي الحسن بباب خراسان. فقال له أبو ياسر: لم لا تقرأ على علي بن عيسى الرماني الكلام و تستفيد منه، فقال: ما أعرفه و لا لي به أنس، فأرسل معي من يدلني عليه، قال: ففعل ذلك و أرسل معي من أوصلني إليه، فدخلت عليه و المجلس غاص بأهله، و قعدت حتى انتهى بي المجلس، فلما خف الناس قربت منه، فدخل عليه داخل، فقال: بالباب إنسان يؤثر لحضور مجلسك و هو من أهل البصرة، فقال: هو من أهل العلم، فقال غلامه: لا أعلم، إلا أنه يؤثر لحضور مجلسك، فأذن له فدخل عليه فأكرمه و طال الحديث بينهما، فقال الرجل لعلي بن عيسى: ما تقول في يوم الغدير و الغار؟ فقال: أما خبر الغار فدراية، و أما خبر الغدير فرواية، و الرواية ما توجب ما توجبه الدراية، قال: و انصرف البصري و لم يحر خطابا يورد إليه، قال المفيد رضي الله عنه: فقلت أيها الشيخ مسألة، فقال: هات مسألتك، فقلت: ما تقول فيمن قاتل الإمام العادل؟ قال: يكون كافرا، ثم استدرك، فقال: فاسقا، فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع؟ قال: إمام، قال: قلت فما تقول في يوم الجمل و طلحة و الزبير، فقال: تابا، فقلت: أما خبر الجمل فدراية، و أما خبر التوبة فرواية، فقال: لي كنت حاضرا و قد سألني البصري؟ فقلت: نعم رواية برواية، و دراية بدراية، فقال: بمن تعرف و على من تقرأ، قلت أعرف بابن المعلم، و أقرأ على الشيخ أبي عبد الله الجعل، فقال: موضعك، و دخل منزله و خرج و معه رقعة قد كتبها و ألصقها، فقال لي: أوصل هذه الرقعة إلى أبي عبد الله، فجئت بها إليه فقرأها، و لم يزل يضحك بينه و بين نفسه، ثم قال: أيش جرى لك في مجلسه، فقد وصاني بك و لقبك المفيد، فذكر المجلس بقصته فتبسم». (انتهى).



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 219‌
قال: «و حكى نظير ذلك مناظرته مع القاضي عبد الجبار، و في آخره: أن الشيخ القاضي قد بهت و لم يحر جوابا، و وضع رأسه ساعة ثم رفع رأسه، و قال: من أنت؟ و قال: خادمك محمد بن محمد بن النعمان الحارثي، فقام القاضي من مقامه و أخذ بيد الشيخ و أجلسه على مسنده، و قال: أنت المفيد حقا». (انتهى). بقي هنا أمور: الأول: أنه حكي عن رسالة نهج العلوم ليحيى بن بطريق الحلي توقيعات صدرت من الناحية المقدسة إلى الشيخ المفيد (قدس الله روحه)، أولها: للأخ السديد، و الولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان أدام الله إعزازه من مستودع العهد المأخوذ على العباد،
بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد: سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين .. و في آخر هذا التوقيع: هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، و المخلص في ودنا الصفي، و الناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، فاحتفظ به و لا تظهر على خطنا الذي سطرناه بما له ضمناه أحدا، و أد ما فيه إلى من تسكن إليه، و أوص جماعتهم بالعمل عليه إن شاء الله، و صلى الله على محمد و آله الطاهرين.
و التوقيع الثاني: ورد عليه يوم الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، نسخته:
بسم الله الرحمن الرحيم سلام الله عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق، فإنا نحمد الله إليك الذي لا إله إلا هو، إلهنا و إله آبائنا الأولين، و نسأله الصلاة على سيدنا و مولانا محمد خاتم النبيين، و على أهل بيته الطاهرين، و بعد فقد كنا نظرنا مناجاتك عصمك الله بالسبب الذي وهبه الله لك من أوليائه و حرسك به من كيد أعدائه (إلى أن قال) و نحن نعهد إليك أيها الولي المخلص، المجاهد فينا الظالمين، أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين (إلى أن قال) و كتب في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، (و في آخره) هذا كتابنا إليك أيها الولي الملهم للحق‌



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 220‌
العلي بإملائنا، و خط ثقتنا، فأخفه عن كل أحد، و اطوه و اجعل له نسخة يطلع عليها من تسكن إلى أمانته من أوليائنا، شملهم الله ببركتنا إن شاء الله، الحمد لله و الصلاة على سيدنا محمد النبي، و آله الطاهرين.
و التوقيع الثالث: مفقود و لم تصل إلينا صورته. و أما هذان التوقيعان، فقد ذكرهما الطبرسي في الإحتجاج: الجزء 2، في توقيعات واردة من الناحية المقدسة. أقول: هذه التوقيعات لا يمكننا الجزم بصدورها من الناحية المقدسة، فإن الشيخ المفيد- قدس سره- قد تولد بعد الغيبة الكبرى بسبع أو تسع سنين، و موصل التوقيع إلى الشيخ المفيد- قدس سره- مجهول. هب أن الشيخ المفيد جزم بقرائن، أن التوقيع صدر من الناحية المقدسة، و لكن كيف يمكننا الجزم بصدوره من تلك الناحية، على أن رواية الإحتجاج لهذين التوقيعين مرسلة، و الواسطة بين الطبرسي، و الشيخ المفيد مجهول. الأمر الثاني: أنك قد عرفت أن الشيخ المفيد إنما لقبه بهذا اللقب علي بن عيسى الرماني، و القاضي عبد الجبار، و لكن ابن شهرآشوب قال في معالم العلماء: «و لقبه بالشيخ المفيد صاحب الزمان ع، و قد ذكرت سبب ذلك في مناقب آل أبي طالب». (انتهى). و ما ذكره- قدس سره- لا نعرف له أساسا و لم نجد له ذكرا في المناقب، و لعله- قدس سره- نظر في ذلك إلى ما ورد في التوقيع المتقدم من توصيف الشيخ بالمفيد، و لكنك قد عرفت أن التوقيع لم يثبت، و على تقدير ثبوته فقد صدر التوقيع في أواخر حياة الشيخ المفيد- قدس سره-، و إنما لقب الشيخ بالمفيد في عنفوان شبابه. الأمر الثالث: نسب بعضهم إلى ابن شهرآشوب في معالم العلماء، أنه وصف الشيخ المفيد في ترجمته بالقمي، و هذه النسبة غير ثابتة، و النسخة الموجودة عندنا‌



معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، ج‌18، ص: 221‌
خالية من ذلك، و الشيخ المفيد ليس بقمي جزما. الأمر الرابع: أنه قد اختلف كلام النجاشي، و كلام الشيخ في مولد الشيخ المفيد- قدس سره- بعد اتفاقهما في تاريخ وفاته، و لم يظهر أن أيهما الصحيح، و إن كان ما ذكره الشيخ، يؤيده ما حكي عن ابن النديم في فهرسته من أن مولد الشيخ سنة (338). روى بعنوان الشيخ أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى الحسين بن سعيد، و محمد بن الحسن الصفار. و روى عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد أبي الحسن. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى الحسن بن محبوب. و روى عن جعفر بن محمد بن قولويه أبي القاسم. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى محمد بن يعقوب الكليني. و روى عن الحسن بن حمزة العلوي الطبري أبي محمد. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى علي بن إبراهيم بن هاشم. و روى عن محمد بن أحمد بن داود أبي الحسن. مشيخة التهذيب في طريقه إلى أحمد بن داود القمي. و روى عن محمد بن الحسين بن سفيان البزوفري أبي جعفر. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى أحمد بن إدريس. و روى عن محمد بن علي بن الحسين أبي جعفر. مشيخة التهذيب: في طريقه إلى محمد بن علي بن الحسين أبي جعفر، و يونس بن عبد الرحمن. أقول: يأتي له روايات كثيرة، بعنوان أبي عبد الله، و الشيخ أبي عبد الله، في محله.
________________________________________
خويى، سيد ابو القاسم موسوى، معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرجال، 24 جلد، ه‍ ق