سال بعدالفهرستسال قبل

شرح حال شیخ مفید قده در مقدمه مقنعة

شرح حال محمد بن محمد بن النعمان الشيخ المفيد(336 - 413 هـ = 947 - 1022 م)



المقنعة، ص: 5
من حياة المؤلف «قدس سره»
بسم الله الرحمن الرحيم‏
اسمه و لقبه و نسبه:
ذكره- و هو أول من ذكره من أرباب الفهارس- معاصره محمد بن إسحاق النديم (ت 385 ه) في موضعين من فهرسه يقول: ابن المعلم أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، في عصرنا انتهت إليه رئاسة متكلمي الشيعة، مقدم في صناعة الكلام على مذهب أصحابه، دقيق الفطنة، ماضي الخاطر، شاهدته فرأيته بارعا، و له من الكتب «1»
ثم ذكره تلميذه الشيخ الطوسي في كتابيه «الرجال» و «الفهرست» و لكنه اكتفى في الأول بذكره فيمن لم يرو عنهم (عليهم السلام). ثم توثيقه بجملة: جليل ثقة «2». و لعله اكتفى في ذلك بما ذكره عنه في «الفهرست» فقال: «أبو عبد الله المعروف بابن المعلم و من جملة (أو أجلة) متكلمي الإمامية. انتهت إليه رئاسة الإمامية في وقته. و كان مقدما في في العلم و صنعة الكلام، و كان فقيها متقدما فيه، حسن الخاطرة دقيق الفطنة، حاضر الجواب و له قريب من مائتي مصنف كبار و صغار، و فهرست كتبه معروف ثم عد زهاء عشرين كتابا من كتبه و قال: سمعنا منه هذه الكتب كلها، بعضها قراءة عليه و بعضها
__________________________________________________
(1) الفهرست لابن النديم: 252 و 279 ط مصر. ثم لم يذكر أسماء الكتب، و لذلك علق عليه السيد الصدر في كتابه «تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام»: 381 يقول: يعلم من الموضعين أنه لم يتمكن من الاطلاع على فهرست مصنفاته (قدس سره). و لا يخفى أنه ذكره عند ذكره لمتكلمي الشيعة، فلو كان يذكر كتبه لكان يهتم بكتبه الكلامية، و لما كان يزيد على ما ذكره الطوسي في فهرسه عشرون كتابا، لأن ابن النديم توفي قبل المفيد بزهاء ثلاثين عاما، فطبيعي أن كثيرا من كتب المفيد كانت لم تصدر بعد.
(2) رجال الطوسي: 514 ط النجف الأشرف.



المقنعة، ص: 6
يقرأ عليه و هو يسمع غير مرة.
ولد سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، و توفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و اربعمائة. و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، و كثرة البكاء من المخالف و المؤالف «1».
أما تلميذه الآخر الشيخ النجاشي فلغرضه الذي ذكره في أول كتابه أوصل نسب المترجم له الى سعيد بن جبير ثم الى يعرب بن قحطان «2»، ثم قال: شيخنا و استاذنا (رضي الله عنه) فضله أشهر من أن يوصف، في الفقه و الكلام و الرواية و الثقة و العلم. ثم عد 174 كتابا من كتبه.
و المعروف أن النجاشي شرع في كتابه «الفهرست» المعروف بالرجال بعد صدور كتابي الفهرست و الرجال للطوسي تصحيحا لما كان يخطئه فيه، و عليه فقد خالفه في تاريخ مولد المفيد و وفاته فقال: كان مولده يوم الحادي عشر من ذي القعدة سنة ست و ثلاثين و ثلاثمائة، و قيل: مولده سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة. و مات (رحمه الله) ليلة الجمعة لثلاث ليال خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و اربعمائة. و صلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين، بميدان الأشنان، و ضاق على الناس مع كبره. و دفن في داره سنين، و نقل الى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر (ع) «3».
التوقيعات بشأنه:
و بعد المترجم له بقرن تقريبا نقل الشيخ الطبرسي في كتابه «الاحتجاج على أهل اللجاج» بحذف الإسناد- لأمر ذكره في أول الكتاب- ثلاثة كتب «رسائل توقيعات» وردت من الناحية المقدسة (الحجة عجل الله فرجه) أولاها في سنة 410 ه و الثانية و الثالثة في 413 قبل وفاته بعشرة أشهر تقريبا.
__________________________________________________
(1) الفهرست له: 186، 187 ط النجف الأشرف. و في طبعة اسپرنگر و بهامشه نضد الإيضاح لابن الفيض الكاشاني: 314، 135.
(2) فلو كان سعيد بن جبير جد الشيخ المفيد هو التابعي الشهير الشهيد على يد الحجاج فهو عربي صميم. بينما روي أن الحجاج قال له: و قد وليتك القضاء و لا يليه إلا عربي و أنت مولى! اللهم إلا أن يكون غيره.
(3) رجال النجاشي: 399- 403 برقم 1067 ط جماعة المدرسين.



المقنعة، ص: 7
وردت عليه الأولى في أيام بقيت من صفر سنة عشر و أربعمائة، ذكر موصلها أنه يحملها إليه من ناحية متصلة بالحجاز، نسختها:
«للأخ السديد، و الولي الرشيد، الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان «أدام الله إعزازه» من مستودع العهد المأخوذ على العباد.
بسم الله الرحمن الرحيم. أما بعد، سلام عليك أيها الولي المخلص في الدين، المخصوص فينا باليقين ... أدام الله توفيقك لنصرة الحق، و اجزل مثوبتك على نطقك عنا بالصدق، إنه قد أذن لنا في تشريفك بالمكاتبة، و تكليفك ما تؤديه عنا الى موالينا قبلك ... فقف- أيدك الله بعونه على أعدائه المارقين من دينه- على ما أذكره، و اعمل في تأديته الى من تسكن إليه بما نرسمه ان شاء الله ... و معرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم الى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ... من فتنة قد انافت عليكم يهلك فيها من حم أجله (أي: قرب) اعتصموا بالتقية من شب نار الجاهلية، يحششها عصب أموية تهول بها فرقة مهدية ... إذا حل جمادى الأولى من سنتكم هذه فاعتبروا بما يحدث فيه، و استيقظوا من رقدتكم لما يكون في الذي يليه ... و يحدث في أرض المشرق ما يحزن و يقلق، و يغلب على العراق طوائف عن الإسلام مراق، تضيق بسوء فعالهم على أهله الأرزاق ...».
و يظهر من رواية هذه التوقيعات أنها كانت رسائل يمليها الحجة (عجل الله فرجه) و يكتبها بعض ثقاته ثم هو (عليه السلام) يكتب توقيعه على الجهة العليا من الكتاب، كما ذكر في آخر هذا الكتاب نسخة التوقيع باليد العليا على صاحبها السلام: «هذا كتابنا إليك أيها الأخ الولي، و المخلص في ودنا الصفي، و الناصر لنا الوفي، حرسك الله بعينه التي لا تنام، و لا تظهر على خطنا الذي سطرناه ... أحدا، و أد ما فيه الى من تسكن إليه، و أوص جماعتهم بالعمل عليه ...».
و إذا كان الشيخ المفيد (قدس سره) قد أدى ما في هذا الكتاب الى من كان يسكن إليه و منه وصل الى الشيخ الطبرسي فذكره في كتابه، فقد روى الطبرسي بعد هذا كتابا آخر إليه في غرة شوال من سنة اثنتي عشرة و أربعمائة. و لكنه لم يذكر الكتاب و إنما ذكر نسخة التوقيع باليد العليا (صلوات الله على صاحبها): «هذا كتابنا إليك أيها الولي، الملهم للحق العلي، باملائنا و خط ثقتنا، فاخفه عن كل أحد و اطوه، و اجعل‏



المقنعة، ص: 8
له نسخة يطلع عليها من تسكن الى أمانته من أوليائنا ...».
و قبل هذا التوقيع ذكر كتابا آخر من قبله (صلوات الله عليه) ورد على المفيد يوم الخميس الثالث و العشرين من ذي الحجة سنة اثنتي عشرة و أربعمائة، نسخته:
«بسم الله الرحمن الرحيم، سلام الله عليك أيها الناصر للحق، الداعي إليه بكلمة الصدق ... فلتكن- حرسك الله بعينه التي لا تنام- أن تقابل فتنة تسبل نفوس قوم حرثت باطلا، لاسترهاب المبطلين، يبتهج لدمارها المؤمنون و يحزن لذلك المجرمون ... فليطمئن أولياؤنا ... و إن راعتهم بهم الخطوب، و العاقبة تكون حميدة لهم بجميل صنع الله سبحانه ... و نحن نعهد إليك- أيها الولي المخلص، المجاهد فينا الظالمين- أيدك الله بنصره الذي أيد به السلف من أوليائنا الصالحين ...» «1».
و ذكر هذه التوقيعات السيد بحر العلوم في كتابه «الفوائد الرجالية» و ذكر الاشكال عليها بوقوعها في الغيبة الكبرى مع جهالة المبلغ، و دعواه المشاهدة، المنفية بعد الغيبة الصغرى، ثم قال في دفع الإشكال: باحتمال حصول العلم بمقتضى القرائن «2».
و الميرزا النوري في خاتمة «مستدرك وسائل الشيعة» نقل الإشكال و الجواب ثم قال: و نحن أوضحنا جواز الرؤية في الغيبة الكبرى بما لا مزيد عليه في رسالتنا «جنة المأوى» و في كتاب «النجم الثاقب» و ذكرنا له شواهد و قرائن لا تبقى معها ريبة. و نقلنا عن السيد المرتضى و شيخ الطائفة و ابن طاوس التصريح بذلك. و ذكرنا لما ورد من تكذيب مدعي الرؤية ضروبا من التأويل تستظهر من كلماتهم، فلاحظ هذا.
ثم أضاف: و من أراد أن يجد- وجدانا- مفاد قول الحجة (عليه السلام) في حقه:
(أيها الولي الملهم) فليمعن النظر في مجالس مناظراته مع أرباب المذاهب المختلفة، و أجوبته الحاضرة المفعمة الملزمة، و كفاك في ذلك كتاب «الفصول» للسيد المرتضى (رضي الله عنه) الذي قد لخصه من كتاب «العيون و المحاسن» للشيخ، ففيه ما قيل في مدح بعض الأشعار: يسكر بلا شراب، و يطرب بلا سماع. و قد عثرنا فيه على بعض الأجوبة المسكتة التي يبعد عادة اعداده قبل المجلس. ثم استطرف بذكر طريفة منه «3».
__________________________________________________
(1) الاحتجاج: 2/ 318- 325 ط النجف الأشرف.
(2) رجال بحر العلوم: 3/ 320 ط مكتبة الصادق طهران.
(3) خاتمة مستدرك الوسائل: 3/ 519 ط قديم. و نقله المحدث القمي في الفوائد الرضوية: 630.



المقنعة، ص: 9
من لقبه بالمفيد؟
جاء في الكتاب الأول من الكتابين في خبر الطبرسي عن الناحية المقدسة خطاب المترجم له بلقب: الشيخ المفيد، و لعله لذلك قال ابن شهرآشوب في كتابه «معالم العلماء»: و لقبه بالشيخ المفيد صاحب الزمان (صلوات الله عليه)، ثم قال: و قد ذكرت سبب ذلك في «مناقب آل أبي طالب» «1» و نقل ذلك الميرزا النوري في خاتمة «المستدرك» و علق يقول: و لا يوجد هذا الموضع من مناقبه. و اشتهر أنه لقبه به بعض العامة «2»
أول من ذكر ذلك من الخاصة الشيخ محمد بن إدريس الحلي (ت 598 ه) في «السرائر» قال: كان الشيخ محمد بن النعمان (رضي الله عنه) من أهل عكبرى «3» من موضع يعرف بسويقة ابن البصرى. و انحدر مع أبيه إلى بغداد.
و بدأ بقراءة العلم على أبي عبد الله المعروف بالجعل «4» بدرب رياح.
ثم قرأ من بعده على أبي ياسر غلام أبي الحبيش بباب خراسان، فقال له أبو ياسر: لم لا تقرأ على علي بن عيسى الرماني «5» الكلام و تستفيد منه؟ فقال: ما أعرفه و لا لي به‏
__________________________________________________
(1) معالم العلماء: 101 ط طهران.
(2) خاتمة مستدرك الوسائل: 3/ 519 ط قديم.
(3) بضم فسكون ففتح فألف مقصورة أو ممدودة من أعمال بغداد الى ناحية الدجيل، على عشرة فراسخ من بغداد كما في معجم البلدان: 4/ 142 ط صادر.
(4) هو أبو عبد الله الحسين بن علي بن إبراهيم البصري الكاغذي المتوفى 399 ه كما في تاريخ بغداد:
8/ 73 و لكن هذا التاريخ يقتضي أن يكون المفيد قرأ عليه و أرسله إلى الرماني و لقبه بالمفيد في الرابعة من عمره، و هذا بعيد جدا، فلعل هناك سهوا في تاريخ مولد المفيد و وفاة شيخه الجعلي البصري.
(5) المتوفى 385 ه قال بشأنه أبو حيان التوحيدي المتوفى بشيراز حوالي سنة 400 ه في كتابه الإمتاع و المؤانسة: 1/ 133 ط مصر: أما علي بن عيسى فعالي الرتبة في النحو و اللغة و العروض و المنطق و الكلام، و عيب بالمنطق، إلا أنه أظهر براعة فيه و أفرد صناعة، و قد عمل في القرآن كتابا نفيسا، هذا مع الدين الثخين (كذا) و العقل الرزين.
و في كتاب الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري: 1/ 225 ط مصر للمستشرق الالماني آدم متز: ألف الرماني تفسيرا للقرآن بلغ من قيمته أنه قبل للصاحب بن عباد: هلا صنعت تفسيرا؟ فقال:
و هل ترك لنا علي بن عيسى شيئا؟ و الصاحب معاصره المتوفى 385 ه.



المقنعة، ص: 10
انس، فأرسل معي من يدلني عليه.
و هنا ينتقل الشيخ ورام الى نقل القول عن المفيد نفسه بلا ذكر سند عنه قال:
قال: ففعل ذلك، و أرسل معي من أوصلني إليه.
فدخلت عليه- و المجلس غاص بأهله- و قعدت حيث انتهى بي المجلس، و كلما خف الناس قربت منه، فدخل إليه داخل فقال: بالباب إنسان يؤثر الحضور بمجلسك و هو من أهل البصرة. فقال: أ هو من أهل العلم؟ فقال الغلام: لا أعلم، إلا أنه يؤثر الحضور بمجلسك. فأذن له. فدخل عليه، فأكرمه، و طال الحديث بينهما، فقال الرجل لعلي بن عيسى: ما تقول في يوم الغدير و الغار؟ فقال: أما خبر الغار فدراية، و أما خبر الغدير فرواية، و الرواية لا توجب ما توجب الدراية. قال: فانصرف البصري و لم يحر جوابا.
قال المفيد (رضي الله عنه): فتقدمت فقلت: أيها الشيخ مسألة. فقال: هات مسألتك. فقلت: ما تقول فيمن قاتل الامام العادل؟ فقال: يكون كافرا. ثم استدرك فقال: فاسقا. فقلت: ما تقول في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام)؟ فقال:
إمام. فقلت: فما تقول في يوم الجمل و طلحة و الزبير؟ قال: تابا. قلت: أما خبر الجمل فدراية و أما خبر التوبة فرواية. فقال لي: أ كنت حاضرا و قد سألني البصري؟ فقلت:
نعم. قال: رواية برواية و دراية بدراية. ثم قال: بمن تعرف؟ و على من تقرأ؟ قلت:
اعرف بابن المعلم، و أقرأ على الشيخ أبي عبد الله الجعلي. فقال: موضعك. و دخل منزله و خرج و معه رقعة قد كتبها و ألصقها و قال لي: أوصل هذه الرقعة الى أبي عبد الله.
فجئت بها إليه، فقرأها و لم يزل يضحك هو و نفسه، ثم قال لي: أي شي‏ء جرى لك في مجلسه، فقد وصاني بك، و لقبك بالمفيد. فذكرت له المجلس بقصته، فتبسم «1».
فهذان الفقيهان- الشيخ ورام و ابن إدريس- اعتمدا في سبب تلقيبه بالمفيد على ما ذكراه، دون ما ذكره معاصرهما ابن شهرآشوب مستندا على ورود لقب «المفيد» فيما رواه شيخه الطبرسي في «الاحتجاج» و يستبعد جدا أن يكونا قد ذهبا الى ذلك غير عالمين بما قاله عنه ابن شهرآشوب أو برواية الطبرسي للكتابين و التوقيعين، و قد احتج بهما
__________________________________________________
(1) السرائر لابن إدريس: 493، 494 ط الإسلامية، و مجموعة ورام (تنبيه الخواطر): 2/ 302 ط طهران، و في ط النجف: 456.



المقنعة، ص: 11
معاصرهما عصرا و مصرا الشيخ ابن بطريق الحلي أيضا في رسالة «نهج العلوم» «1».
و ما نقله الفقيهان الحليان- الشيخ ورام و ابن إدريس- متقدم عهدا على تاريخ ورود الكتاب عليه من الناحية المقدسة و ورود اللقب في ذلك الكتاب أدل على سبقه من الدلالة على بدء التلقيب، و لم نجد لتحويل ابن شهرآشوب على مناقبه مصداقا آخر سوى ذلك الكتاب، و هو لا يصلح مستندا، فلا بد من ترجيح ما نقله الفقيهان الحليان على ما انفرد به ابن شهرآشوب الحلبي، و لعل في عدم ذكر ذلك في فهرسي تلميذيه الطوسي و النجاشي ما يوهن قوله، إذ الدواعي متوفرة على نقل مثله لو كان، اللهم إلا أن يقال بسرية الرسالة الى هذا الحد البعيد جدا.
و قد كان للعلامة الحلي كتاب كبير في معرفة الرجال باسم «كشف المقال» ذكر فيه حكاية سبب تسمية المترجم له بالمفيد، فقد قال في رجاله الموجود: «و له حكاية في سبب تسميته بالمفيد ذكرناها في كتابنا الكبير» «2» و هذا الكتاب الكبير غير موجود اليوم لنرى ما فيه، و لكن الظاهر أن الحكاية هي ما حكاه الفقيهان الحليان قبله، اذ لو كان يرى صحة قول ابن شهرآشوب لما كان يعبر عن ذلك بالحكاية بل كان طبعا ينص عليه و يصرح به و لو اجمالا.
و الغالب على رجال العلامة أنه يقتصر فيه على ما في فهرست الشيخ و رجال النجاشي، و قد يزيد عنهما، و هنا أضاف يقول عن المترجم له «من أجل مشايخ الشيعة و رئيسهم و أستاذهم، و كل من تأخر عنه استفاد منه، و فضله أشهر من أن يوصف في الفقه و الكلام و الرواية، أوثق أهل زمانه و أعلمهم» ثم نقل ما في الفهرسين.
تساؤل حول الرسائل:
و قد يتساءل السائل عما في هذه الرسائل المقدسة من إشارات إلى حوادث وقعت أو تقع، و أولها قوله: «و معرفتنا بالذل الذي أصابكم مذ جنح كثير منكم الى ما كان السلف الصالح عنه شاسعا» فما هو الذل الذي أصابهم؟ و ما هو الذي جنح إليه كثير
__________________________________________________
(1) كما في هامش الفهرست للطوسي، بتعليق المرحوم السيد صادق بحر العلوم: 186 ط النجف الأشرف.
(2) رجال العلامة: 147 ط النجف الأشرف.



المقنعة، ص: 12
منهم مما كان يبتعد عنه سلفهم الصالح؟
جاءت هذه الجملة في الكتاب الأول المؤرخ بأواخر صفر سنة 410 ه فهي من سني عهد البويهيين الذين استولوا على ايران و بغداد سنة 334 ه فمنحهم الخليفة المستكفي بالله العباسي الولاية على ما بأيديهم من إيران و العراق، و بقى ملكهم على العراق حتى سنة 447 ه حين استولى عليه السلاجقة.
و لما استولت الدولة البويهية على العراق و قبض ملوكها بأزمة الأمور و هم شيعة إماميون اثنا عشريون، قوى أمر الشيعة و تحرروا في شعائرهم الدينية و مراسيمهم المذهبية.
و كان يقع من جراء ذلك فتن كثيرة بينهم و بين سائر أهالي بغداد من متعصبة أهل السنة حتى انجر الى سفك الدماء و ازهاق النفوس و نهب الأموال، فتضطر الدولة للتدخل في الأمر لاخماد نائرة الفتنة. و إذ كانت الرئاسة الدينية للشيعة في ذلك العهد منتهية الى الشيخ المفيد فقد كانت تصيبه لفحات من نيران تلك الفتن، حتى أنها أحيانا كانت تسبب ابعاد الشيخ الجليل عن بغداد ريثما تخمد نار الفتنة فيها فيعاد إليها مكرما.
و قد وقع هذا مرتين:
الأولى. سنة ثلاث و تسعين و ثلاثمائة، حيث ذكر المؤرخ الشهير عز الدين ابن الأثير في «الكامل» في حوادث تلك السنة، و فيها اشتدت الفتنة ببغداد و انتشر العيارون و المفسدون. فبعث بهاء الدولة أبا علي ابن الأستاذ هرمز عميد جيوشه إلى العراق يدبر أمره.
فوصل إلى بغداد فزينت له، و قمع المفسدين، و منع أهل السنة و الشيعة عن اظهار مذاهبهم. و نفى بعد ذلك ابن المعلم فقيه الإمامية الى الخارج لتستقيم الاور، فاستقام البلد «1»
الثانية: سنة ثمان و تسعين و ثلاثمائة، فقد قال في حوادثها: و فيها وقعت الفتنة ببغداد في رجب. و كان أولها: أن بعض الهاشميين من أهل باب البصرة أتى ابن المعلم فقيه الشيعة في مسجده بالكرخ «2» فآذاه و نال منه. فثار به أصحاب ابن المعلم و استنفر بعضهم بعضا، و قصدوا أبا حامد الاسفرايينى الى محلة دار القطن، و عظمت الفتنة.
__________________________________________________
(1) الكامل في التاريخ: 7/ 218 ط مصر 1352 ه.
(2) قال ياقوت (ت 626 ه) في معجم البلدان: 4/ 447، 448 ط دار صادر، قال: ما أظن الكرخ عربية إنما هي نبطية بمعنى الجمع ... و أهل الكرخ كلهم شيعة إمامية لا يوجد فيهم سني البتة.



المقنعة، ص: 13
ثم أن السلطان (بهاء الدولة) اخذ جماعة فسجنهم، و أبعد ابن المعلم عن بغداد.
فسكنوا، و عاد أبو حامد الاسفراييني الى مسجده. ثم شفع علي بن مزيد (الأسدي) في ابن المعلم فاعيد الى محله «1».
و لعله لهذا قال عنه ابن كثير (ت 744 ه) في «البداية و النهاية»: كانت له وجاهة عند ملوك الأطراف، لميل كثير من أهل ذلك الزمان الى التشيع «2».
و قال معاصره اليافعي (ت 768 ه) في تاريخه «مرآة الزمان»: كان يناظر أهل كل عقيدة، مع الجلالة و العظمة في الدولة البويهية «3» ... و كان عضد الدولة ربما زاره في داره «4» و يعوده إذا مرض «5».
و قال معاصرهما ابن تغرى‏بردى في كتابه «النجوم الزاهرة» في ملوك مصر و القاهرة»: و كانت له منزلة عند بني بويه و عند ملوك الأطراف الرافضة ... و بنو بويه كانوا يميلون الى هذا المذهب ... و لهذا نفرت القلوب منهم و زال ملكهم بعد تشييده «6»
فلم يقولوا برافضية آل بويه و إنما قالوا بميلهم إليهم، لما مر أنهم أحيانا كانوا ينفونه أو يبعدونه عن بغداد، و إن كانوا يقبلون الشفاعة فيه بعد ذلك للعودة إليها فلم يكن البويهيون متبنين للشيخ المفيد مائة بالمائة، بل كان الشيخ المفيد يستفيد من الحرية الفكرية و العقائدية المتاحة للجميع في عهد البويهيين الشيعة. و لعل هذا هو السر في عدم اعتداد تلميذيه الطوسي و النجاشي بذكر علاقة البويهيين بشيخهم المفيد.
و لم يصرح ابن الأثير على تاريخ الشفاعة و عودة الشيخ الى بغداد، و لعله كان بعد عامين من الحوادث 408 ه أي قبيل وصول الكتاب الى جناب الشيخ في 410 ه أو أقل من ذلك. و لعل هذه الحوادث هي ما جاءت الإشارة إليها في كتاب الناحية المقدسة الى المفيد.
و أما ما جنح إليه كثير منهم مما كان يبتعد عنه سلفهم الصالح، مما جعل علة للذل الذي أصابهم، فلعله هو ترك التقية و المجاهرة بشعائرهم و مراسيمهم بما أثار أعداءهم عليهم.
__________________________________________________
(1) الكامل في التاريخ: 7/ 239 ط مصر، و انظر التفصيل في البداية و النهاية: 11/ 238، 239 ط مصر.
(2) البداية و النهاية: 12/ 15 ط مصر.
(3) و ذكر هذا ابن العماد في شذرات الذهب: 3/ 199 ط دار المسيرة.
(4) مرآة الجنان: 3/ 28 ط الهند.
(5) لسان الميزان: 5/ 368.
(6) النجوم الزاهرة: 4/ 258 ط مصر 1352 ه.



المقنعة، ص: 14
أما نفس الشيخ المفيد فلم يكن منه شي‏ء من ذلك، فقد وصفه أبو حيان التوحيدي (ت 400 ه) في «الامتاع و المؤانسة» فقال: كان ابن المعلم حسن اللسان و الجدل، صبورا على الخصم، ضنينا بالسر (أي بخيلا به) جميل العلانية «1».
و وصف مجلسه ابن كثير الدمشقي في «البداية و النهاية» فقال: و كان يحضر مجلسه خلق عظيم من جميع طوائف الإسلام «2».
و علق عليه العلامة الأميني في «الغدير» قال: هذا ينم عن أنه كان شيخ الأمة الإسلامية لا الإمامية فحسب «3».
أساتذته و مشايخه:
عد المحدث الميرزا النوري في خاتمة «المستدرك» خمسين رجلا من أساتذة المفيد و مشايخه، و استدرك عليه عشرة آخرون، فكانوا ستين رجلا:
تلامذته و الراوون عنه:
أما تلامذته و الراوون عنه فلم يبلغ عددهم فيما بأيدينا أكثر من ربع عدد أساتذته و مشايخه، على عكس ما قد يتوقع، و هم:
1- السيد المرتضى علم الهدى‏
2- الشريف الرضي‏
3- شيخ الطائفة الطوسي.
4- الشيخ الجليل أبو العباس النجاشي‏
5- الشيخ الفقيه سلار الديلمي‏
6- الشيخ الثقة أبو الفرج الحمداني‏
7- ابن حمزة الجعفري.
8- بن قدامة
9- جعفر بن محمد الدوريستي‏
__________________________________________________
(1) الإمتاع و المؤانسة: 1/ 141.
(2) البداية و النهاية: 12/ 15 ط مصر.
(3) الغدير: 3/ 245 ط النجف الأشرف.



المقنعة، ص: 15
10- الشريف أبو الوفاء المحمدي الموصلي.
11- القاضي محمد بن علي الكراجكي.
12- علي بن محمد الفارسي‏
13- أبو الفوارس بن علي بن محمد الفارسي‏
14- أبو محمد أخو علي بن محمد الفارسي‏
15- الحسين بن علي النيشابوري.
16- علي بن الحسن بن بويه الديلمي «1»
آثاره و تآليفه القيمة:
اذا كان الشيخ الطوسي قد أشار في فهرسه إلى أن فهرس كتب شيخه المفيد معروف، و لكنه لم يعد منها أكثر من عشرين كتابا، فإن معاصره و زميله في الدراسة لدى المفيد و هو الشيخ النجاشي قد تدارك الأمر في فهرسه فعد مائة و أربعا و سبعين كتابا و رسالة. و قد نص الطوسي على أن للمفيد قريبا من مائتي مصنف كبارا و صغارا «2» و قد استدرك ذلك المرحوم العلامة السيد حسن الخرسان في مقدمة «التهذيب» «3» فبلغ بالعدد الى قريب المائتين، و بالضبط (194) كتابا و رسالة، و لكن بما في بعضها من احتمال الاتحاد في المسمى مع اختلاف الاسم، و هي:
(1- أحكام أهل الجمل، ذكره النجاشي باسم الجمل و هو غير «النصرة» الآتي ذكره).
(2- أحكام النساء مرتب على أبواب). (3- اختيار الشعراء، ذكره السروي). (4- الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد، طبع بايران مكررا سنة 1308 و قبلها و بعدها). (5- الأركان في دعائم الإيمان). (6- الاستبصار في ما جمعه الشافعي من الأخبار). (7- الاشراف في أهل البيت عليهم السلام). (8- اصول الفقه أدرجه بتمامه تلميذه الكراجكي في كتابه كنز الفوائد). (9- الإعلام فيما اتفقت عليه الإمامية من الأحكام مما اتفقت العامة على خلافهم فيه). (1- الافتخار). (11- أقسام المولى في اللسان و بيان معانيه العشرة).
__________________________________________________
(1) الفهرست للطوسي: 186 ط النجف الأشرف.
(2) مقدمة التهذيب: 1/ 16 للحجة السيد حسن الخرسان.
(3) التهذيب للطوسي من: 22 الى 130.



المقنعة، ص: 16
(12- الإفصاح في الإمامة و قد طبع في النجف). (13- الإقناع في وجوب الدعوة).
(14- الأمالي المتفرقات، كذا سماه تلميذه النجاشي، و هو مرتب على المجالس).
(15- الانتصار). (16- أوائل المقالات في المذاهب المختارات، ذكر فيه مختصات الإمامية). (17- الإيضاح في الإمامة بدأ فيه برد شبهات العامة و أدلتهم على إثبات الخلافة). (18- إيمان أبي طالب عليه السلام طبع الكتاب ضمن نفائس المخطوطات). (19- البيان عن غلط قطرب في القرآن). (2- البيان في تأليف القرآن). (21- بيان وجوه الأحكام). (22- التواريخ الشرعية و هو «مسار الشيعة» في مختصر تواريخ الشريعة). (23- تفضيل الائمة على الملائكة). (24- تفضيل أمير المؤمنين عليه السلام على سائر الأصحاب، و قد طبع في النجف). (25- التمهيد).
(26- جمل الفرائض). (27- جواب ابن واقد السني). (28- جواب أبي الفتح محمد بن علي بن عثمان و هو العلامة الكراجكي). (29- جواب أبي الفرج بن إسحاق، عما يفسد الصلاة). (3- جواب أبي محمد الحسن بن الحسين النوبندجاني المقيم بمشهد عثمان). (31- جواب أهل جرجان في تحريم الفقاع). (32- جواب أهل الرقة في الأهلة و العدد). (33- جواب الكرماني في فضل نبينا (ص) على سائر الأنبياء).
(34- جواب المافروخي في المسائل). (35- جواب مسائل اختلاف الأخبار).
(36- الجوابات في خروج المهدي عجل الله فرجه). (37- جوابات ابن الحمامي).
(38- جوابات الخطيب ابن نباتة). (39- جوابات أبي جعفر القمي). (4- جوابات أبي جعفر محمد بن الحسين الليثي). (41- جوابات أبي الحسن الحضيني).
(42- جوابات ابن زكريا في مسألة إعجاز القرآن). (43- جوابات أبي الحسن النيسابوري). (44- جوابات الأمير أبي عبد الله). (45- جوابات الحاجب أبي الليث الأواني و يعرف بجوابات المسائل العكبرية). (46- جوابات الإحدى و الخمسين مسألة). (47- جوابات البرقعي في فروع الفقه). (48- جوابات ابن عرقل).
(49- جوابات الشرقيين في فروع الدين). (5- جوابات علي بن نصر العبد جاني).
(51- جوابات الفارقيين في الغيبة). (52- جوابات الفيلسوف في الاتحاد).
(53- جوابات مقاتل بن عبد الرحمن عما استخرجه من كتب الجاحظ). (54- جوابات المسائل الجرجانية). (55- جوابات المسائل الحرانية). (56- جوابات المسائل‏



المقنعة، ص: 17
الخوارزمية). (57- جوابات المسائل الدينورية المازندرانية). (58- جوابات المسائل السروية الواردة من الشريف الفاضل بسارية، في مواضيع شتى). (59- جوابات المسائل الشيرازية، أحال إليه في جوابات المسائل السروية). (6- جوابات المسائل الصاغانية، و هي عشر مسائل شنع فيها أبو حنيفة على الشيعة). (61- جوابات المسائل الطبرية، و هو الذي عبر عنه النجاشي بجوابات أهل طبرستان). (62- جوابات المسائل في اللطيف من الكلام). (63- جوابات المسائل المازندرانية أحال إليه في جوابات المسائل السروية). (64- جوابات المسائل الموصليات في العدد و الرؤية).
(65- جوابات المسائل النوبندجانية الواردة من أبي عبد الله محمد بن عبد الرحمن الفارسي). (66- جوابات المسائل النيشابورية أحال إليها في بعض رسائله، و هي مسائل فقهية). (67- جوابات النصر بن بشير في الصيام). (68- الرجال و هو مدرج في الإرشاد الآنف الذكر). (69- رد العدد الشرعية). (7- الرد على ابن الاخشيد في الإمامة). (71- الرد على ابن رشيد في الإمامة). (72- الرد على ابن عون في المخلوق و هو أبو الحسين محمد بن جعفر بن محمد بن عون الأسدي). (73- الرد على ابن كلاب في الصفات و هو من رؤساء الحشوية). (74- الرد على أبي عبد الله البصري في تفضيل الملائكة على الأنبياء عليهم السلام). (75- الرد على الجبائي في التفسير).
(76- الرد على أصحاب الحلاج). (77- الرد على ثعلب في آيات القرآن، ذكره السروي). (78- الرد على الجاحظ العثمانية كذا ذكره النجاشي). (79- الرد على الخالدي في الإمامة). (8- الرد على الزيدية ذكره في الذريعة باسم مسائل الزيدية).
(81- الرد على الشعبي). (82- الرد على الصدوق في عدد شهر رمضان). (83- الرد على العقيقي في الشورى). (84- الرد على القتيبي في الحكاية و المحكي، و القتيبي هو ابن قتيبة المشهور). (85- الرد على الكرابيسي في الإمامة). (86- الرد على المعتزلة في الوعيد، و سماه النجاشي «مختصر على المعتزلة في الوعيد»). (87- الرد على من حد المهر، و كانت نسخته بمكتبة السماوي). (88- رسالته في الفقه إلى ولده، و لم يتمها، ذكرها ابن شهرآشوب). (89- الرسالة إلى الأمير أبي عبد الله و أبي طاهر بن ناصر الدولة في مجلس جرى في الإمامة). (9- الرسالة إلى أهل التقليد).
(91- الرسالة العلوية). (92- الرسالة الغرية). (93- الرسالة الكافية في الفقه).



المقنعة، ص: 18
(94- رسالة الجنيدي إلى أهل مصر). (95- الرسالة المقنعة في وفاق البغدادية، من المعتزلة لما روي عن الأئمة). (96- الزاهر في المعجزات). (97- شرح كتاب الإعلام). (98- عدد الصوم و الصلاة). (99- العمد في الإمامة، ذكر السيد ابن طاوس أن اسمه «العمدة»). (1- العويص في الأحكام، ابتدأ فيه بمسائل في النكاح ثم بمسائل في الطلاق). (101- العيون و المحاسن، توجد نسخة منه في المكتبة الرضوية و غيرها). (102- الفرائض الشرعية في مسألة المواريث). (103- الفصول من العيون و المحاسن). (104- الفضائل، ذكره السروي في المعالم). (105- قضية العقل على الأفعال و سماه السروي «فيضة العقل على الأفعال»). (106- الكامل في الدين، أحال إليه نفسه في مسألة الفرق بين الشيعة و المعتزلة). (107- كتاب في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام من القرآن). (108- كتاب في قوله صلى الله عليه و آله «أنت مني بمنزلة هارون من موسى»). (109- كتاب في قوله تعالى «فسئلوا أهل الذكر»*).
(11- كتاب في الخبر المختلق بغير أثر). (111- كتاب القول في دلائل القرآن).
(112- كتاب في الغيبة). (113- كتاب في القياس). (114- كتاب في المتعة).
(115- كشف الالتباس). (116- الكلام في الإنسان). (117- الكلام في حدوث القرآن). (118- الكلام في المعدوم و الرد على الجبائي). (119- الكلام في وجوه إعجاز القرآن). (12- الكلام في أن المكان لا يخلو من متمكن). (121- لمح البرهان في عدم نقصان شهر رمضان). (122- المبين في الإمامة، ذكره الشيخ باسم «المنير»). (123- المجالس المحفوظة في فنون الكلام). (124- المختصر في الغيبة). (125- مختصر في الفرائض). (126- مختصر في القياس).
(127- المختصر في المتعة). (128- المزار الصغير، ذكره النجاشي و لعله المزار المعروف بمزار المفيد). (129- المزورين عن معاني الأخبار). (13- المسألة الكافية في إبطال توبة الخاطئة، و قد طبع). (131- المسألة الموضحة عن أسباب نكاح أمير المؤمنين عليه السلام). (132- مسألة في المهر و أنه ما تراضى عليه الزوجان).
(133- مسألة في تحريم ذبائح أهل الكتاب). (134- مسألة في الإرادة).
(135- مسألة في الاصلح). (136- مسألة في البلوغ). (137- مسألة في ميراث النبي (ص) و قد طبع بعنوان «تحقيق نحن معاشر الأنبياء»). (138- مسألة في الإجماع).



المقنعة، ص: 19
(139- مسألة في العترة). (14- مسألة في رجوع الشمس). (141- مسألة في المعراج). (142- مسألة في انشقاق القمر و تكلم الذراع). (143- مسألة في تخصيص الأيام). (144- مسألة في وجوب الجنة لمن ينتسب بولادته إلى النبي صلى الله عليه و آله). (145- مسألة في معرفة النبي صلى الله عليه و آله بالكتابة). (146- مسألة في معنى قوله صلى الله عليه و آله: «إني مخلف فيكم الثقلين»). (147- مسألة فيما روته العامة). (148- مسألة في النص الجلي). (149- مسألة محمد بن الخضر الفارسي).
(15- مسألة في معنى قوله صلى الله عليه و آله: «أصحابي كالنجوم»). (151- مسألة في القياس مختصر). (152- المسألة الموضحة في تزويج عثمان). (153- المسألة المقنعة في إمامة أمير المؤمنين عليه السلام). (154- المسائل في أقضى الصحابة).
(155- مسألة في الوكالة). (156- مسائل أهل الخلاف). (157- المسألة الحنبلية).
(158- مسألة في نكاح الكتابية). (159- المسائل العشر في الغيبة، طبع في النجف سنة 1370 ه). (16- مسائل النظم). (161- مسألة في المسح على الرجلين، و لعله الرد على النسفي في مسح الرجلين). (162- مسألة في المواريث). (163- مصابيح النور في علامات أوائل الشهور). (164- مقابس الأنوار في الرد على أهل الأخبار).
(165- المسائل المنثورة، و هي نحو مائة مسألة، ذكرها في الفهرست).
(166- المسائل الواردة من خوزستان). (167- مسألة في خبر مارية القبطية).
(168- مسائل في الرجعة). (169- مسألة في سبب استتار الحجة (عجل الله فرجه).
(17- مسألة في عذاب القبر). (171- مسألة في قوله: «المطلقات»). (172- مسألة فيمن مات و لم يعرف إمام زمانه، هل هو صحيح ثابت أم لا). (173- مسألة الفرق بين الشيعة و المعتزلة و الفصل بين العدلية منهما). (174- مناسك الحج). (175- مناسك الحج «مختصر»). (176- الموجز في المتعة). (177- النصرة في فضل القرآن).
(178- النصرة لسيد العترة في حرب البصرة، و قد طبع في النجف باسم «الجمل»).
(179- نقض في الإمامة على جعفر بن حرب). (18- نقض في الخمس عشرة مسألة على البلخي). (181- النقض على ابن عباد في الإمامة). (182- النقض على أبي عبد الله البصري). (183- النقض على الجاحظ في فضيلة المعتزلة). (184- النقض على الطلحي في الغيبة). (185- النقض على علي بن عيسى الرماني في الإمامة).



المقنعة، ص: 20
(186- النقض على غلام البحراني في الإمامة). (187- النقض على النصيبي في الإمامة). (188- النقض على الواسطي). (189- نقض فضيلة المعتزلة).
(19- نقض كتاب الأصم في الإمامة). (191- نقض المروانية). (192- النكت في مقدمات الأصول، و سماه شيخنا الرازي «الكشف»). (193- المقنعة في الفقه).
(194- نهج البيان إلى سبيل الإيمان، حكى عنه الشهيد في مجموعته التي كتبها بخطه).
من هو ولده؟
مر في فهرس كتب الشيخ أنه كانت له رسالة الى ولده في الفقه لم يتمها. فمن هو هذا الولد؟ ذكره الميرزا عبد الله الأصفهاني في «رياض العلماء» فقال: على بن محمد بن محمد بن النعمان، أبو القاسم، ابن شيخنا المفيد، كان من أجلاء أصحابنا، يروي عنه الشيخ الأجل محمد بن الحسن صاحب كتاب «نزهة الناظر و تنبيه الخواطر» في كلمات النبي و الأئمة (عليهم السلام)، كما يظهر من بعض مواضع ذلك الكتاب، و لم يذكره أصحابنا في كتب الرجال «1» و وصفه الميرزا النوري في خاتمة «المستدرك» بالعلم، و أنه كان من تلامذة تلامذة والده السيد المرتضى و الشيخ الكراجكي، و اختص به و فهرس له كتبه، و نقله النوري في كتابه، و يظهر من مقدمته أن لقبه المستفيد «2».
و لكن ذكره صاحب «روضات الجنات» فقال: و قد كان لشيخنا المفيد هذا ولد يدعى بأبي القاسم علي بن محمد المفيد، كما استفيد ذلك من ذيل تاريخ ابن خلكان:
«الوافي بالوفيات» للفاضل الصفدي فانه كان: هو ابن أبي عبد الله المفيد- و قد تقدم ذكر والده في المحمدين- كان والده من شيوخ الشيعة و رؤسائهم، و كان هو- علي هذا- يلعب بالحمام، توفي سنة 461 ه «3». نقل ذلك صاحب «الروضات» ثم قال:
«فاعتبروا يا أولي الأبصار» «4» و كأنه صدق بما سفطه الصفدي و هو عنه في غاية البعد، و من دون أن يقف على ما مر عن صاحب «الرياض» و هو أقرب و أحق أن يتبع.
و لعله لهذا لم يخلفه ولده و إنما خلفه صهره محمد بن الحسن الجعفري أبو يعلى، فقد
__________________________________________________
(1) رياض العلماء: 5/ 179 ط الخيام قم.
(2) خاتمة المستدرك: 3/
(3) الوافي بالوفيات للصفدي:
(4) روضات الجنات: 6/ 177 ط جديد.



المقنعة، ص: 21
نص النجاشي على أنه كان خليفة الشيخ المفيد الجالس مجلسه، متكلم فقيه قيم بالأمرين جميعا. و له كتب و أجوبة مسائل شرعية من بلاد شتى. مات في شهر رمضان سنة ثلاث و ستين و أربعمائة و دفن في داره «1».
وفاته و مدفنه و رثاؤه:
مر عن الطوسي في «الفهرست» أنه توفي لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و اربعمائة. و كان يوم وفاته يوما لم ير أعظم منه من كثرة الناس للصلاة عليه، و كثرة البكاء من المخالف و المؤالف «2».
كما مر عن النجاشي قوله: و مات (رحمه الله) ليلة الجمعة لثلاث خلون من شهر رمضان سنة ثلاث عشرة و أربعمائة. و صلى عليه الشريف المرتضى أبو القاسم علي بن الحسين بميدان الأشنان، و ضاق على الناس مع كبره. و دفن في داره سنين، و نقل الى مقابر قريش بالقرب من السيد أبي جعفر (عليه السلام) «3».
و ترجم له القاضي نور الله المرعشي الشوشتري الشهيد في «مجالس المؤمنين» و قال:
وجدت على قبره رقعة مكتوب فيها:
لا صوت الناعي بفقدك إنه يوم على آل الرسول عظيم‏
إن كنت قد غيبت في جدث الثرى فالعلم و التوحيد فيك مقيم‏
و القائم المهدي يفرح كلما تليت عليك من الدروس علوم «4»
فقيل: إن الرقعة كانت من القائم «عجل الله فرجه».
و رثاه تلميذه السيد الشريف المرتضى بقصيدة يقول فيها:
إن شيخ الإسلام و العلم و الدي ن تولى فأزعج الإسلاما
و الذي كان غرة في دجى الأي ام أودى فأوحش الأياما
كم جلوت الشكوك تعرض في ن ص و حي و كم نصرت اماما

__________________________________________________
(1) رجال النجاشي: 404 ط جماعة المدرسين.
(2) الفهرست: 186، 187 ط النجف الأشرف.
(3) رجال النجاشي: 399- 403 برقم 1067 ط جماعة المدرسين.
(4) مجالس المؤمنين بالفارسية، للقاضي نور الله الشهيد 1019 ه: 2/ 477 ط الإسلامية.



المقنعة، ص: 22
و خصوم لد ملأتهم بال حق في حومة الخصام خصاما
عاينوا منك مصمتا ثغرة النح س و ما أرسلت يداك سهاما
و شجاعا يفري المرائر، ما ك ل شجاع يفري الطلا و الهاما
من إذا مال جانب من بناء ال دين كانت له يداه دعاما
و إذا ازور جائر عن هداه قاده نحوه فكان زماما
من لفضل اخرجت منه خبيئا و معان فضضت عنها ختاما
من لسوء ميزت عنه جميلا و حلال خلصت منه حراما
من يثير العقول من بعد ما ك ن همودا و ينتج الأفهاما
من يعير الصديق رأيا إذا ما سله في الخطوب كان حساما
فامض صفرا من العيوب فكم با ن رجال أثروا عيوبا و ذاما
لن تراني و أنت في عدد الأم وات- إلا تجملا- بساما
و رثاه مهيار الديلمي بقصيدة منها قوله فيها:
ما بعد يومك سلوة لمعلل منى، و لا ظفرت بسمع معذل‏
سوى المصاب بك القلوب على الجوى قيد الجليد على حشا المتململ‏
و تشابه الباكون فيك فلم يبن دمع المحق لنا من المتعمل‏
يا مرسلا ان كنت مبلغ ميت تحت الصفائح قول حى مرسل‏
فج الثرى الراوي، فقل «لمحمد» عن ذي فؤاد بالفجيعة مشعل‏
من للخصوم الله بعدك غصة في الصدر لا تهوي و لا هي تعتلى‏
من للجدال إذا الشفاه تقلصت و إذا اللسان بريقه لم يبللى‏
من بعد فقدك رب كل غريبة بكر بك افترعت، و قولة فيصل‏
و لغامض خاف رفعت قوامه و فتحت منه في الجواب المقفل‏
و السلام على الشيخ المفيد يوم ولد و يوم مات و يوم يبعث حيا.