احمد بن موسي بن مجاهد(245 - 324 هـ = 859 - 936 م)

احمد بن موسي بن مجاهد(245 - 324 هـ = 859 - 936 م)
محمد بن احمد ابن شنبوذ(000 - 328 هـ = 000 - 939 م)
محمد بن الحسن بن مقسم العطار أبو بكر(265 - 354 هـ = 878 - 965 م)
شرح حال محمد بن عبد الخالق بن علي بن عضيمة-دراسات لأسلوب القرآن الكريم(1328 - 1404 هـ = 1910 - 1984 م)
مقدمه کتاب السبعة ابن مجاهد




الأعلام للزركلي (1/ 261)
ابن مُجَاهِد
(245 - 324 هـ = 859 - 936 م)
أحمد بن موسى بن العباس التميمي، أبو بكر بن مجاهد: كبير العلماء بالقراآت في عصره.
من أهل بغداد. وكان حسن الأدب، رقيق الخلق، فطنا جوادا. له (كتاب القراآت الكبير) وكتاب (قراءة ابن كثير) و (قراءة أبي عمرو) و (قراءة عاصم) و (قراءة نافع) و (قراءة حمزة) و (قراءة الكسائي) و (قراءة ابن عامر) و (قراءة النبي صلى الله عليه وسلم) و (كتاب الياآت)
وكتاب (الهاآت (3) .






الفهرست (ص: 50)
ابن مجاهد: آخر من انتهت اليه الرياسة بمدينة السلام في عصر أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد وكان واحد عصره غير مدافع وكان مع فضله وعلمه وديانته ومعرفته بالقراءات وعلوم القرآن حسن الأدب رقيق الخلق كثير المداعبة ثاقب الفطنة جوادا ومولده سنة خمس وأربعين ومائتين وتوفي في يوم الأربعاء لليلة بقيت من شعبان سنة أربع وعشرين وثلثمائة ودفن في تربة في حريم داره بسوق العطش ثاني يوم موته وله من الكتب كتاب القراءات الكبير كتاب القراءات الصغير كتاب الياءات كتاب الهاءات كتاب قراءة أبي عمرو كتاب قراءة بن كثير كتاب قراءة عاصم كتاب قراءة نافع كتاب قراءة حمزة كتاب قراءة الكسائي كتاب قراءة بن عامر كتاب قراءة النبي صلى الله عليه وسلم.
ابن شنبوذ: واسمه محمد بن أحمد بن أيوب بن شنبوذ وكان يناوىء أبا بكر ولا يفسده وكان دينا فيه سلامة وحمق قال لي الشيخ أبو محمد يوسف بن الحسن السيرافي أيده الله عن أبيه أنه كان كثير اللحن قليل العلم وقد روى قراءات كثيرة وله كتب مصنفة في ذلك وتوفي سنة ثمان وعشرين وثلثمائة في محبسه بدار السلطات وكان الوزير أبو علي بن مقلة ضربه أسواطا فدعا عليه بقطع اليد فاتفق أن قطعت يده وهذا من عجيب الاتفاق.
ذكر شيء مما قرأ به بن شنبوذ:
إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا إلى ذكر الله2 وقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينة صالحة غصبا3 وقرأ اليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية4 وقرأ فلما خر تبينت الناس أن الجن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا حولا في العذاب المهين5.
__________





غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 139)
663- "ع" أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي الحافظ الأستاذ أبو بكر بن مجاهد البغدادي شيخ الصنعة وأول من سبع السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومائتين بسوق العطش ببغداد، قرأ على "ع" عبد الرحمن بن عبدوس عشرين ختمة وعلى "ع" قنبل المكي و"س" عبد الله









سير أعلام النبلاء ط الرسالة (15/ 272)
121 - ابن مجاهد أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس *
الإمام، المقرئ، المحدث النحوي، شيخ المقرئين، أبو بكر أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد البغدادي.
مصنف كتاب (السبعة (2)) .
ولد سنة خمس وأربعين ومائتين.
وسمع من: سعدان بن نصر، والرمادي، ومحمد بن عبد الله المخرمي ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعبد الله بن محمد بن شاكر وطبقتهم.
تلا على قنبل، وأبي الزعراء بن عبدوس وأخذ الحروف عرضا عن طائفة، وانتهى إليه علم هذا الشأن وتصدر مدة.
وقرأ عليه خلق كثير: منهم عبد الواحد بن أبي هاشم، وأبو عيسى بكار، والحسن المطوعي، وأبو بكر الشذائي، وأبو الفرج الشنبوذي، وأبو أحمد السامري، وأبو علي بن حبش، وأبو الحسين عبيد الله بن البواب، ومنصور بن محمد القزاز.
وحدث عنه: ابن شاهين، والدارقطني، وأبو بكر بن شاذان، وأبو حفص الكتاني، وأبو مسلم الكاتب وعدة.
قال أبو عمرو الداني: فاق ابن مجاهد سائر نظائره مع اتساع علمه، وبراعة فهمه، وصدق لهجته، وظهور نسكه (1) .
تصدر في حياة محمد بن يحيى الكسائي (2) .
قال ابن أبي هاشم: قال رجل لابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك حرفا؟
قال: نحن إلى أن تعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار (3) .
وقيل: كان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى (4) .
وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا (5) .
توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
سمعت كتابه بإسناد عال.
ومات مع ابن مجاهد: علي بن عبد الله بن مبشر الواسطي، وأبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري، وأحمد بن الحافظ بقي بن مخلد، ومحمد بن الربيع بن سليمان الجيزي، وعبد الله بن محمد بن نصر المديني.






معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار (ص: 153)
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان بن قَايْماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)
وقال عبد الواحد بن أبي هاشم: سأل رجل ابن مجاهد، لم لا يختار الشيخ لنفسه حرفا يحمل عنه؟ فقال: نحن أحوج إلى أن نعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا.




طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (3/ 57)
105 - أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد المقرىء أبو بكر
شيخ القراء فى وقته ومصنف السبعة
ولد سنة خمس وأربعين ومائتين
سمع الرمادى وسعدان بن نصر ومحمد بن عبد الله المخرمى وأبا بكر الصغانى وجماعة
قرأ القرآن على قنبل وأبى الزعراء بن عبدوس وغيرهما
روى عنه الحديث أبو حفص بن شاهين وأبو بكر بن شاذان والدارقطنى وخلق
وكان ثقة مأمونا قرأ عليه القرآن خلائق
قال عبد الواحد بن أبى هاشم سأل رجل ابن مجاهد لم لا تختار لنفسك حرفا يحمل عنك قال نحن إلى أن نعمل أنفسنا فى حفظ ما مضى عليه أئمتنا أحوج منا إلى اختيار حرف يقرأ به من بعدنا
وقال ثعلب ما بقى فى عصرنا أعلم بكتاب الله من ابن مجاهد
وعن عبيد الله الزهرى قال انتبه أبي فقال رأيت يا بنى كأن من يقول مات مقوم وحى الله فلما أصبحنا إذا بابن مجاهد قد مات
وقال أبو عمرو الدانى فاق ابن مجاهد فى عصره سائر نظاره من أهل صناعته مع اتساع علمه وبراعة فهمه وصدق لهجته وظهور نسكه
توفى سنة أربع وعشرين وثلاثمائة
ومن كلامه وفوائده
قال من قرأ لأبى عمرو وتمذهب للشافعى واتجر فى البز وروى شعر ابن المعتز فقد كمل ظرفه
قيل إن ابن مجاهد قال للشيخ أبى بكر الشبلى رضى الله عنه أين في العلم إفساد ما ينتفع به
قال له فأين قوله {فطفق مسحا بالسوق والأعناق} ولكن أين معك يا مقرىء فى القرآن المحب لا يعذب حبيبه
فسكت قال الشبلى قوله تعالى {وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه}






تاريخ بغداد ت بشار (6/ 353)
2850 - أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد أبو بكر المقرئ كان شيخ القراء في وقته، والمقدم منهم على أهل عصره، وحدث عن عبد الله بن أيوب المخرمي، ومحمد بن عبد الله الزهيري، وزيد بن إسماعيل الصايغ، وسعدان بن نصر، وأحمد بن منصور الرمادي، ومحمد بن إسحاق الصاغاني، وعباس الترقفي، وعباس الدوري، ومحمد بن الجهم السمري، ومحمد بن العوفي، وأبي يوسف القلوسي، وأبي رفاعة العدوي، وخلق كثير من طبقتهم، وممن بعدهم.
روى عنه: أبو طاهر بن أبي هاشم، وأحمد بن عيسى بن جنية، وأبو بكر بن الجعابي، وأبو القاسم بن النخاس، وأبو الحسين ابن البواب، وأبو بكر بن شاذان، وطلحة بن محمد بن جعفر، وأبو الحسن الدارقطني، وأبو حفص بن شاهين، وعيسى بن علي، وأبو حفص الكتاني، في آخرين.
وكان ثقة مأمونا، يسكن بالجانب الشرقي نحو مربعة الخرسي.
حدثت عن طلحة بن محمد بن جعفر، قال: ولد أبو بكر بن مجاهد في شهر ربيع الآخر من سنة خمس وأربعين ومائتين، كتب إلى أبو طاهر محمد بن محمد بن الحسين المعدل من الكوفة يذكر أن أبا الحسن محمد بن أحمد بن سفيان الحافظ حدثهم، قال: حدثني بعض البغداديين، عن أحمد بن يحيى النحوي، قال: قال في سنة ست وثمانين يعني ومائتين: ما بقي في عصرنا هذا أحد أعلم بكتاب الله من أبي بكر بن مجاهد.
أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي، قال: حدثنا أبو الفضل الزهري، قال: حدثنا أبو الفتح محمد بن عمر الرفاء، قال: سمعت أبا بكر المحري بالنهروان، قال: صليت خلف أبي بكر بن مجاهد صلاة الغداة، فاستفتح بقراءة الحمد، ثم سكت، ثم استفتح ثانية ثم سكت، ثم ابتدأ بالقراءة، فقلت: أيها الشيخ رأيت اليوم منك عجبا! فقال لي: شهدت المكان؟ فقلت: نعم، فقال أشهدتك الله إن حدثت به عني إلى أن أواري تحت أطباق الثرى، فقال لي: يا بني، ما هو إلا أن كبرت تكبيرة الأحرام حتى كأني بالحجب قد انكشفت ما بيني وبين رب العزة تعالى، سرا بسر، ثم استفتحت بقراءة الحمد، فاستجمع كل حمد لله في كتابه ما بين عيني، فلم أدر بأي الحمد أبتدئ.
أخبرنا أبو علي عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن محمد بن فضالة النيسابوري الحافظ بالري، قال: سمعت محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني، يقول: تقدمت إلى أبي بكر بن مجاهد لأقرأ عليه، فتقدم إليه رجل وافر اللحية، كبير الهامة، فابتدأ ليقرأ فقال: ترفق يا خليلي، سمعت محمد بن الجهم السمري، يقول: سمعت الفراء، يقول: أدب النفس، ثم أدب الدرس.
حدثني الأزهري، قال: سمعت عيسى بن علي بن عيسى الوزير يقول: أنشدني أبو بكر بن مجاهد، وقد جئته عائدا، وأطال عنده قوم كانوا قد حضروا لعيادته فقال لي: يا أبا القاسم عيادة ثم ماذا؟ فصرف من حضر، وهممت بالانصراف معهم، فأمرني بالرجوع إليه، ثم أنشدني عن محمد بن الجهم
لا تضجرن مريضا جئت عائده إن العيادة يوم إثر يومين
بل سله عن حاله وادع الإله له واقعد بقدر فواق بين حلبين
من زار غبا أخا دامت مودته وكان ذاك صلاحا للخليلين
حدثني علي بن أبي علي البصري، قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم القاضي، قال: حدثني أبو بكر بن الجعابي، قال: كنت يوما عند أبي بكر بن مجاهد في مسجده، فأتاه بعض غلمانه، فقال له: يا أستاذ إن رأيت أن تجملني بحضورك غدا دارنا، فقال له أبو بكر: ومن معنا، فقال له: أصحابنا المسجدية، ومن يرى الشيخ، فقال أبو بكر: ينبغي أن تدعو أبا بكر، يعنيني، فأقبل الفتى علي يسألني، فقلت له: هو ذا تطفل بي لو أرادني الرجل لأفردني بالسؤال، فقال: دع هذا يا بغيض، فقلت له: السمع والطاعة، فقال لي الرجل: إن الأستاذ قد آثرك فمن تؤثر أنت أن أدعو لك؟ فقلت له: الحسين بن غريب، قال: السمع والطاعة، ونهض الفتى، فلما كان من الغد وافى إلى مسجد أبي بكر، فسألنا النهوض معه إلى منزله، فقال أبو بكر لأصحابه: قوموا، وامضوا متقطعين، وخالفوا الطرق، ففعلوا، ثم أقبل على الفتى، فقال له: اسبقنا فإني أنا وأبو بكر نجيئك، فقلت أنا له: إيش عملت في إحضار ابن غريب؟ فقال لي: قد أخذت الوعد عليه من أمس، وأنا أنفذ إليه رسولا ثانيا، ومضى، وجلس أبو بكر، ففرغ من شغيلات له، ثم أنا نهضنا جميعا، وعبرنا لجانب الغربي، وصعدنا درب النخلة وكانت دار التقى فيه، فوجدناه مترقبا لنا، فدخلنا، فدعا بماء، فغسلنا أيدينا، ثم أتى بجونة، فوضعها بين أيدينا، فقلت في نفسي: ما أزري مروءة هذا الفتى؟ أيش في الجونة مما يعمنا! ففتحها فإذا فيها بزماورد، وأوساط، ولفات، وسنبوسج، فأكلنا أكلا عظيما مفرطا، والجونة على حالها، وما فيها من هذا الطعام على غاية الكثرة والوفور، وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى، فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد على مائدة كبيرة، فاستكثرنا منه، فعجبت من ظرف طعامه، ونظافته وطيبه، وحسنه وتمام مروءته، من غير إجحاف ولا إسراف وغسلنا أيدينا، فقلت له: أين ابن غريب؟ فقال لي: عند بعض الرؤساء، وقد حال بيننا وبينه، فشق علي، وتبين أبو بكر بن مجاهد ذلك مني فقال لي: هاهنا من ينوب عن ابن غريب، فتحدثنا ساعة، فقلت له: ما أرى للنائب عن ابن غريب خبرا ولا أثرا، فدافعني، فصبرت ساعة، ثم كررت الخطاب عليه، وألححت، ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عن ابن غريب، فقال للفتى: هات قضيبا، فأتاه به، فأخذه أبو بكر، ووقع، واندفع يغني، فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والإطراب، فأشجاني، وحيرني، فقلت له: يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته؟ فقال: يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن، ومضى لنا يوم طيب معه.
حدثني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز المهدي الخطيب، قال: سمعت الحسين بن محمد بن خلف المقرئ جارنا، يقول: سمعت أبا الفضل الزهري، يقول: انتبه أبي في الليلة التي مات فيها أبو بكر بن مجاهد المقرئ، فقال: يا بني ترى من مات الليلة؟ فإني قد رأيت في منامي كان قائلا يقول: قد مات الليلة مقوم وحي الله منذ خمسين سنة، فلما أصبحنا إذا ابن مجاهد قد مات.
قرأت على الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي، قال: توفي أبو بكر بن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء، ودفن في يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
حدثني الأزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس الخزاز، قال: مات أبو بكر بن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر، وأخرج يوم الخميس ضحوة، وصلى عليه الحسن بن عبد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان في الجانب الشرقي، ودفن في مقبرة له بباب البستان، وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مائة.
أخبرني محمد بن جعفر بن علان الشروطي، قال: أخبرنا أبو علي عيسى ابن محمد بن أحمد الطوماري قراءة عليه، قال: رأيت أبا بكر بن مجاهد في النوم كأنه يقرأ، فكأني أقول له: يا سيدي أنت ميت وتقرأ؟ فكأنه يقول لي: كنت أدعوا في دبر كل صلاة، وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره، فأنا ممن يقرأ في قبره.
















****************
ارسال شده توسط:
عباس
Friday - 17/6/2022 - 21:43

سلام عليكم

 

تلاش ابن مجاهد در «سد باب اختیار» که شاید این رفتار او را بتوان به «سد باب اجتهاد» تشبیه کرد

 

ولم تستمر ظاهرة الاختيار إلى أبعد من القرن الثالث ... إذا كانت ظاهرة الاختيار في القراءة قد توقفت عند عصر ابن مجاهد فإنها أدت إلى ظهور عدد من القراءات التي صارت تنسب إلى علماء القراءة الذين عاشوا في القرن الثاني الهجري خاصة. كما أنها أدت إلى اختفاء قراءات الصحابة مثل قراءة زيد أو قراءة عبد الله، أو ما كان يعرف بقراءة أهل المدينة أو قراءة أهل الكوفة، لأن عناصر هذه القراءات قد دخلت في اختيارات القراء مختلطة بعضها ببعض، وأوضح مثال على ذلك قراءة عاصم الذي جمعت قراءته عناصر من قراءة زيد بن ثابت عن طريق أبي عبد الرحمن السلمي، وعناصر من قراءة ابن مسعود عن طريق زر بن حبيش، فكانت ظاهرة الاختيار سبب اختفاء تلك القراءات بصورتها الأولى، وظهورها في قراءات القراء من تابعي التابعين (محاضرات في علوم القرآن: 125 و 126)

لم تستمر ظاهرة الاختيار طويلا، فقد وجد الأئمّة بعد فترة أن تكاثرت اختيارات الأئمّة بلغ حدّا يحتاج إلى جهود كبيرة، و رأوا أن يقصروا نشاطهم على ضبط الرواية عمّن تقدّمهم. و لعلّ خير من يمثّل هذا الاتّجاه الجديد أبوبكر بن مجاهد .... و قد كان من اليسير على ابن مجاهد أن يختار له قراءة يحملها تلاميذه، لكنّه لم يفعل و أبى حين طلب منه، .... و إذا كان أبوبكر بن مجاهد قد امتنع أن يختار حرفا يُنسب إليه، فإنّه قد عمل على حفظ اختيارات أئمّة القراءة، فاختار من كلّ مصر من الأمصار قراءة قارئ اشتهر بالحفظ و الأمانة، و أطبق عليه أهل بلده، فعمل من ذلك كتاب السبعة، و قد كان لعمل ابن مجاهد هذا أثره في تاريخ القراءات إلى اليوم ... (رسم المصحف دراسة لغوية تاريخية: 627 و 628)

كان ابن مجاهد حريصا على التزمّت، والأخذ بتقليد السلف فيما قرأوا... وهوالذي أشار على الوزير ابن مقلة بإحضار ابن شنبوذ وابن مقسم في مجلسين ومحاكمة كلّ واحد منهما بملأ من الفقهاء، للضرب على يد الاختيار رأسا... وكان اعتراض ابن شنبوذ لموقف ابن مجاهد هذا شديدا... وهكذا اعترض ابن مقسم على سدّ باب الاختيار في القراءة، قال: لمّا كان لخلف بن هشام وأبي عبيد وابن سعدان، أن يختاروا، وكان ذلك مباحا لهم غير منكر، كان لمن بعدهم - أيضا - مباحا. وهكذا جاهد ابن مجاهد قصارى جهده في سدّ باب الاختيار في القراءة وقد توفّق لذلك نسبيّا، حيث وافقته الظروف القاسية التي كانت تمرّ بركب الإسلام ذلك القرن المضطرب، بالشغب والدسائس، وتفشّي الفساد في أرجاء البلاد. (التمهيد في علوم القرآن: 2/ 210 و 211)