سال بعدالفهرستسال قبل

الحسين بن أحمد-أبو عبد الله الشيعي(000 - 298 هـ = 000 - 911 م)

الحسين بن أحمد-أبو عبد الله الشيعي(000 - 298 هـ = 000 - 911 م)
عبيد الله المهدي مؤسس دولة الفاطميين العبيديين(259 - 322 هـ = 873 - 934 م)
شرح حال فاطميون(297 - 567 هـ = 909 - 1171 م)



الأعلام للزركلي (2/ 230)
أَبُو عَبْد الله الشِّيعي
(000 - 298 هـ = 000 - 911 م)
الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، أبو عبد الله، المعروف بالشيعي، ويلقب بالمعلّم: ممهد الدولة للعبيديين، وناشر دعوتهم في المغرب. كان من الدهاة الشجعان، من أعيان الباطنية وأعلامهم، من أهل صنعاء. اتصل في صباه بالإمام محمد الحبيب (أبي المهدي الفاطمي) وأرسله محمد إلى (أبي حوشب) فلزم مجالسته وأفاد من علمه. ثم بعثه مع حُجاج اليمن إلى مكة، وأرسل معه (عبد الله بن أبي ملا) فلقي في الموسم رجالا من (كتامة) مثل الحريث الحميلي وموسى ابن مكاد، فأخذوا عنه (المذهب) ورحل معهم إلى المغرب. ودعا كتامة (سنة 286 هـ إلى بيعة (المهديّ) ولم يسمّه، وبشرهم بأنهم سيكونون أنصاره الأخيار وأن اسمهم مشتق من (الكتمان) فتبعه بعضهم. فرحل مع الحسن بن هارون إلى جبل (ايكجان) ونزل بمدينة (تاصروت) فقاتل من لم يتبعه بمن تبعه، فأطاعوه جميعا. وبلغ خبره إبراهيم بن أحمد بن الأغلب عامل إفريقية بالقيروان، فأرسل هذا إلى عامل (ميلة) يسأله عن أمره، فحقره وذكر أنه رجل يلبس الخشن ويأمر بالعبادة والخير. فأعرض عنه. وعظم شأن أبي عبد الله، فزحف في قبائل تهامة إلى بلد (ميلة) فملكها على الأمان بعد حصار. فبعث ابن الأغلب ابنه (الأحول) في عشرين ألف مقاتل، فهزم كتامة، وأحرق تاصروت وميلة. وامتنع أبو عبد الله بجبل ايكجان، فبنى به مدينة سماها (دار الهجرة) وأقبل عليه الناس، وامتلك القيروان وأجلى عنها ملكها (زيادة الله الأغلبي) ثم علم بموت الإمام محمد الحبيب، وأنه أوصى لابنه (عبيد الله) فأرسل إليه رجالا من كتامة يخبرونه بما بلغت إليه الدعوة، فجاءه عبيد الله. وحدثت حروب أجملها ابن خلدون - في تاريخه - قام فيها صاحب الترجمة بالعظائم.
وانتهت بمبايعة عبيد الله (المهدي) والقضاء على دولة (الأغالبة) بالقيروان، سنة 296 هـ
واستثقل المهدي وطأة الشيعي وتحكمه وانقياد كتامة إليه، فأمر اثنين من رجاله بقتله وقتل أخ له يعرف ب أبي العباس، فوقفا لهما عند باب القصر، وحمل أحدهما على الشيعيّ فقال له: لا تفعل! فقال: الّذي أمرتنا بطاعته أمر بقتلك! وأجهز عليه. وكان ذلك في مدينة رقادة (من أعمال القيروان) (1) .
__________
(1) وفيات الأعيان 1: 162 وابن خلدون 3: 362 ثم 4: 31 و 37 وابن الأثير 8: 10 - 17 وفي البداية والنهاية 11: 180 مامؤداه: (لما قوي أمر الشيعي في المغرب استدعى عبيد الله - المهدي - من المشرق، فلما قدم عليه وقع في يد صاحب سجلماسة فسجنه، فلم يزل الشيعي يحتال له حتى استنقذه من يده وسلم إليه الأمر. ثم ندم الشيعي على تسليمه الأمر وأراد قتله، ففطن عبيد الله لما أراد به، فأرسل إلى الشيعي من قتله وقتل أخاه معه) .




تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 935)
176 - الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا، أبو عبد الله الشيعي [الوفاة: 291 - 300 ه]
صاحب دعوة عبيد الله المهدي، والد الخلفاء المصريين الباطنية. [ص:936]
سار من سليمة من عند عبيد الله داعيا له في البلاد، وتنقلت به الأحوال إلى أن دخل المغرب، واستجاب له خلق، فظهر وحارب أمير القيروان، واستفحل أمره.
وكان من دهاة العالم، وأفراد بني آدم دهاء ومكرا ورأيا، دخل إفريقية وحيدا غريبا فقيرا، فلم يزل يسعى ويتحيل ويستحوذ على النفوس بإظهار الزهادة، والقيام لله، حتى تبعه خلق وبايعوه، وحاربوا صاحب إفريقية مرات، وآل أمره إلى أن تملك القيروان، وهرب صاحبها زيادة الله الأغلبي، ولما استولى على أكثر المغرب علم عبيد الله، فسار متنكرا والعيون عليه إلى أن دخل المغرب، وما كاد، ثم أحس به صاحب سجلماسة، فقبض عليه وسجنه، فسار أبو عبد الله الشيعي بالجيوش، وحارب اليسع صاحب سجلماسة وهزمه، واستولى على سجلماسة، وجرت له أمور عجيبة، ثم أخرج عبيد الله من السجن، وقبل يديه، وسلم عليه بإمرة المؤمنين، وقال للأمراء: هذا إمامكم الذي بايعتم له، وألقى إليه مقاليد الأمور، ووقف في خدمته. ثم اجتمع بأبي عبد الله أخوه أبو العباس، وندمه على ما فعل؛ لأن المهدي أخذ يزويه عن الأمور ولا يلتفت إليه، فندم أبو عبد الله وقال للمهدي: خل يا أمير المؤمنين الأمور إلي، فأنا خبير بتدبير هذه الجيوش. فتخيل منه المهدي، وشرع يعمل الحيلة، ويسهر الليل في شأنه، وحاصل الأمر أنه دس على الأخوين الداعيين له من قتلهما في ساعة واحدة، بعد محاربة جرت بينهم، وتم ملكه. وقتلا في نصف جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين بمدينة رقادة، وكانا من أهل اليمن، ولهما اعتقاد خبيث.
ذكر القفطي في " تاريخ بني عبيد " أن أبا عبد الله الشيعي كوفي، وأنه رافق كتامة إلى مصر يصلي بهم ويتزهد، فمالوا إليه، فأظهر أنه يريد أن يقيم بمصر، فاغتموا لذلك، وسألوه عن سبب إقامته، فقال: أعلم الصبيان، فرغبوه في صحبتهم ليعلم أولادهم، فسار معهم إلى جبال كتامة، فأخذ في اجتلاب عقلائهم وربطها، ثم خاطب عقلاءهم واستكتمهم، فأجابوه. فمن جملة ما ربطهم قال: نزلت فيكم آية فغيرت حسدا لكم. قالوا: وما هي؟ قال: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}.
قالوا: [ص:937] ومن غيرها؟ قال: ولاة أمركم اليوم.
قالوا: فكيف السبيل إلى إظهارها؟ قال: أن تدينوا بإمام معصوم يعلم الغيب.
قالوا: ومن لنا به؟ قال: أنا رسوله إليكم، فإن آمنتم به حضر إليكم إذا طهرتم له البلاد، فأجابوه. وربط عقولهم بأنه يعلم أسرار الصلاة والزكاة والحج والصوم، وشوقهم بما أمكنه، فلما استجابوا له بأجمعهم، جيش الجيوش، وجرت له خطوب طويلة، ولزم الوقار والسكينة والتزهد وعدم الضحك، ونحو ذلك.
قلت: يا ما لقي العلماء والصلحاء بالمغرب من هذا الشيعي، قبحه الله ولا رحمه. وقد كان أبو إسحاق بن البردون المالكي الذي رد على الحنفية ممن انتصب لذم هذا الشيعي، فسعوا به وبأبي بكر بن هذيل، وطائفة.
وكانت الشيعة تميل إلى العراقيين لأجل موافقتهم لهم في مسألة التفضيل، فحبس هذين الرجلين، ثم أمر الشيعي أن يضرب عنق ابن البردون وصاحبه.
وقيل: إن ابن البردون لما جرد للقتل قيل له: ارجع عن مذهبك، فقال: أرجع عن الإسلام؟ ثم صلبا، وكان ذلك في حدود الثمانين ومائتين، أو بعد ذلك، ونادوا بأمر الشيعي أن لا يفتى بمذهب مالك، وألا يفتوا إلا بمذهب جعفر بن محمد وأهل البيت بزعمهم من سقوط طلاق البتة، وتوريث البنت الكل، ونحو ذلك.




وفيات الأعيان (2/ 192)
أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الإربلي (المتوفى: 681هـ)
199 - (1)
أبو عبد الله الشيعي
أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا المعروف بالشيعي القائم بدعوة عبيد الله المهدي جد ملوك مصر؛ وقصته في القيام بالغرب مشهورة، وله بذلك سيرة مسطورة، وسيأتي في حرف العين عند ذكر المهدي عبيد الله طرف من أخباره إن شاء الله تعالى.
وأبو عبد الله المذكور من أهل صنعاء اليمن، وكان من الرجال الدهاة الخبيرين بما يصنعون، فإنه دخل إفريقية وحيداً بلا مال ولا رجال، ولم يزل يسعى إلى أن ملكها، وهرب ملكها أبو مضر زيادة الله آخر ملوك بني الأغلب منه إلى بلاد المشرق وهلك هناك، وحديثه يطول.
ولما مهد القواعد للمهدي ووطد له البلاد وأقبل المهدي من المشرق، وعجز عن الوصول إلى أبي عبد الله المذكور، وتوجه إلى سجلماسة، وأحس به صاحبها اليسع آخر ملوك بني مدرار، فأمسكه واعتقله، ومضى إليه أبو عبد الله وأخرجه من الاعتقال وفوض إليه أمر المملكة - اجتمع به أخوه أبو العباس أحمد، وكان هو الأكبر، أعني أحمد، وندمه على ما فعل، وقال له: تكون أنت صاحب البلاد والمستقل بأمورها وتسلمها إلى غيرك وتبقى من جملة الأتباع، وكرر عليه القول، فندم أبو عبد الله على ما صنع واضمر الغدر، واستشعر منهما المهدي، فدس عليهما من قتلهما في ساعة واحدة، وذلك في منتصف جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين بمدينة رقادة بين القصرين، رحمهما الله تعالى.
__________
(1) أخبار أبي عبد الله الشيعي القائم بدعوة العبيديين في ابن الأثير وابن عذاري واتعاظ الحنفا والدرة المضية وابن خلدون، وتعد رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان من أكثر المصادر إسهاباً في تبيان جهوده في سبيل الدعوة العبيدية.




الوافي بالوفيات (12/ 203)
3 - (أبو عبد الله الشيعي)
الحسين بن أحمد بن محمد بن زكريا المعروف بالشيعي أبو عبد الله القائم بدعوة عبيد الله المهدي جد ملوك مصر وقصته في القيام بالغرب مشهورة وله بذلك سير مسطورة
وأبو عبد الله المذكور أصله من اليمن من صنعاء وكان من الرجال الدهاة الخبيرين بما يصنعون لأنه دخل إفريقية وحيدا بلا مال ورلا رجال ولم يزل يسعى إلى أن ملكها وهرب ملكها أبو مضر زيادة الله آخر ملوك بني الأغلب منه إلى بلاد الشرق ومات هناك
ولما مهد القواعد للمهدي ووطد البلاد وأقبل المهدي من الشرق وعجز عن الوصول إلى أبي عبد الله المذكور وتوجه إلى سجلماسة وأحس صاحبها إليسع آخر ملوك بني مدرار فأمسكه واعتقله ومضى إليه أبو عبد الله وأخرجه من الاعتقال وفوض إليه أمر المملكة واجتمع به هو وأخوه أبو العباس أحمد وأحمد هو الأكبر وندمه على ما فعل وقال له تكون أنت صاحب البلاد والمستقل بأمورها وتسلمها إلى غيرك وتبقى من جملة الأتباع وكرر عليه القول فندم أبو عبد الله على ما صنع وأضمر الغدر فاستشعر منهما المهدي فدس إليهما من قتلهما في ساعة واحدة وذلك في منتصف جمادى الآخرة سنة ثمان وتسعين ومائتين بمدينة رقادة)