حاتم بن عنوان الأصمّ(000 - 237 هـ = 000 - 851 م)

حاتم بن عنوان الأصمّ(000 - 237 هـ = 000 - 851 م)
شرح حال شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي(000 - 194 هـ = 000 - 810 م)

قضیه شقیق بلخی والامام الکاظم علیه السلام به نقل حاتم الاصم



الأعلام للزركلي (2/ 152)
حاتِم الأَصَمّ
(000 - 237 هـ = 000 - 851 م)
حاتم بن عنوان، أبو عبد الرحمن، المعروف بالأصمّ: زاهد، اشتهر بالورع والتقشف. له كلام مدوّن في الزهد والحكم. من أهل بلخ. زار بغداد واجتمع بأحمد بن حنبل. وشهد بعض معارك الفتوح. ومما حدث به عن نفسه قال: لقينا الترك، ورماني أحدهم بوهق فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكينا لذبحني بها، فرماه بعض المسلين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فقمت إليه، فأخذت السكين من يده فذبحته.
مات بواشجرد. وكان يقال: حاتم الأصمّ لقمان هذه الأمة (1) .
__________
(1) تاريخ بغداد 8: 241 وطبقات الصوفية - خ - واللباب 1: 75.





طبقات الصوفية للسلمي ويليه ذكر النسوة المتعبدات الصوفيات (ص: 86)
محمد بن الحسين بن محمد بن موسى بن خالد بن سالم النيسابوري، أبو عبد الرحمن السلمي (المتوفى: 412هـ)
11 - ومنهم حاتم الأصم وهو حاتم بن عنوان ويقال حاتم بن يوسف ويقال حاتم بن عنوان بن يوسف الأصم كنيته أبو عبد الرحمن
وهو من قدماء مشايخ خراسان من أهل بلخ صحب شقيق بن إبراهيم وكان أستاذ أحمد بن خضرويه وهو مولى للمثنى بن يحيى المحاربي ول ابن يقال له خشنام بن حاتم
مات بواشجرد عند رباط يقال له رأس سروند على جبل فوق واشجرد سنة سبع وثلاثين ومائتين وأسند الحديث
أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن أحمد المؤذن حدثنا محمد بن الحسين بن علي حدثنا محمد بن الحسين بن علويه حدثنا يحيى بن الحارث حدثنا حاتم بن عنوان الاصم حدثنا سعيد بن عبد الله الماهياني حدثنا إبراهيم بن طهمان بنيسابور حدثنا مالك عن الزهري عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار وسلم إذا دخلت بيتك يكثر خير بيتك)
سمعت نصر بن أبي نصر العطار يقول سمعت أحمد بن سليمان الكفرشيلاني يقول وجدت في كتابي عن حاتم الأصم أنه قال من دخل في مذهبنا هذا فليجعل في نفسه أربع خصال من الموت موت أبيض وموت أسود وموت أحمر وموت أخضر فالموت الأبيض الجوع والموت الأسود احتمال أذى الناس والموت الأحمر مخالفة النفس والموت الأخضر طرح الرقاع بعضها على بعض
قال وقال حاتم كان يقال العجلة من الشيطان إلا في خمس إطعام الطعام إذا حضر ضيف وتجهيز الميت إذا مات وتزويج البكر إذا أدركت وقضاء الدين إذا وجب والتوبة من الذنب إذا أذنب
سمعت أحمد بن محمد بن زكريا يقول سمعت عبد الله بن بكر الطبراني قال حدثنا محمد بن أحمد البغدادي قال حدثنا عبد الله بن سهل قال سمعت حاتما الأصم يقول من أصبح وهو مستقيم في أربعة أشياء فهو يتقلب في رضا الله أولها الثقة بالله ثم التوكل ثم الإخلاص ثم المعرفة والأشياء كلها تتم بالمعرفة سمعت أبا علي سعيد بن أحمد البلخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتما الأصم يقول الواثق من رزقه من لا يفرح بالغنى ولا يهتم بالفقر ولا يبالي أصبح في عسر أو يسر
وبإسناده قال حاتم يعرف الإخلاص بالاستقامة والاستقامة بالرجاء والرجاء بالإرادة والإرادة بالمعرفة
وبه قال حاتم لكل قول صدق ولكل صدق فعل ولكل فعل صبر ولكل صبر حسبة ولكل حسبة إرادة ولكل إرادة أثرة
وبإسناده قال حاتم أصل الطاعة ثلاث أشياء الخوف والرجاء والحب وأصل المعصية ثلاثة اشياء الكبر والحرص والحسد
وبإسناده قال حاتم المنافق ما أخذ من الدنيا يأخذ بالحرص ويمنع بالشك وينفق بالرياء والمؤمن يأخذ بالخوف ويمسك بالسنة وينفق لله خالصا في الطاعة
وبإسناده قال حاتم اطلب نفسك في أربعة أشياء العمل الصالح بغير رياء والأخذ بغير طمع والعطاء بغير منة والإمساك بغير بخل
وبه قال حاتم النصيحة للخلق إذا رأيت إنسانا في الحسنة أن تحثه عليها وإذا رأيته في معصية أن ترحمه
وبه قال حاتم عجبت ممن يعمل بالطاعات ويقول إني أعمله ابتغاء مرضاة الله ثم تراه أبدا ساخطا على الله رادا لحكمه أتريد أن ترضيه ولست براض عنه كيف يرضى عنك وأنت لم ترض عنه
وبه قال حاتم إذا أمرت الناس بالخير فكن أنت أولى به وأحق واعمل بما تأمر وكذا بما تنهى
وبه قال حاتم الجهاد ثلاثة جهاد في سرك مع الشيطان حتى تكسره وجهاد في العلانية في أداء الفرائض حتى تؤديها كما أمر الله وجهاد مع أعداء الله في غزو الإسلام
وبه قال حاتم الشهوة ثلاثة شهوة في الأكل وشهوة في الكلام وشهوة في النظر فاحفظ الأكل بالثقة واللسان بالصدق والنظر بالعبرة
وبإسناده قال حاتم من فتح عليه شيء من الدنيا فلم يتحر الخلاص منه ولم يعمل في إخراجه فقد أظهر حب الدنيا
سمعت أبا علي سعيد بن أحمد اللبخي يقول سمعت أبي يقول سمعت محمد بن عبد يقول سمعت خالي محمد بن الليث يقول سمعت حامدا اللفاف يقول سمعت حاتما الأصم يقول ما من صباح إلا والشيطان يقول لي ما تأكل وما تلبس وأين تسكن فأقول آكل الموت وألبس الكفن وأسكن القبر
وبإسناده قال رجل لحاتم ما تشتهي قال أشتهي عافية يومي إلى الليل فقيل له أليست الأيام كلها عافية فقال إن عافية يومي ألا أعصي الله فيه
وبه قال حاتم أربعة يندمون على أربعة المقصر إذا فاته العمل والمنقطع عن أصدقائه إذا نابته نائبة والممكن منه عدوه بسوء رأيه والجريء على الذنوب
وبه قال حاتم العباء على من أعلام الزهد فلا ينبغي لصاحب العباء أن يلبس عباء بثلاثة دراهم ونصف وفي قلبه شهوة بخمسة دراهم أما يستحي من الله أن تجاوز شهوة قلبه عباءه
وبه قال حاتم الزم خدمة مولاك تأتك الدنيا راغمة والجنة عاشقة
وبه قال حاتم تعهد نفسك في ثلاثة مواضع إذا علمت فاذكر نظر الله إليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك وإذا سكنت فاذكر علم الله فيك
وبه قال حاتم القلوب خمسة قلب ميت وقلب مريض وقلب غافل وقلب متنبه وقلب صحيح سالم
وقال رجل لحاتم عظني فقال إن كنت تريد أن تعصي مولاك فاعصه في موضع لا يراك
وبه قال حاتم من ادعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذاب من ادعى حب الله من غير ورع عن محارمه فهو كذاب من ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله فهو كذاب ومن ادعى حب النبي صلى الله عليه وسلم من غير محبة الفقر فهو كذاب








تاريخ بغداد ت بشار (9/ 149)
4298 - حاتم بن عنوان أبو عبد الرحمن الأصم من أهل بلخ كان أحد من عرف بالزهد والتقلل، واشتهر بالورع والتقشف.
وله كلام مدون في الزهد والحكم.
وأسند الحديث عن شقيق بن إبراهيم، وشداد بن حكيم البلخيين، وعبد الله بن المقدام، ورجاء بن محمد الصغاني.
روى عنه حمدان بن ذي النون، ومحمد بن فارس البلخيان، ومحمد بن مكرم الصفار البغدادي، وغيرهم.
وقدم حاتم بغداد في أيام أبي عبد الله أحمد بن حنبل واجتمع معه.
حدثنا عبد العزيز بن علي الوراق، قال: حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، قال: حدثنا إبراهيم بن أبي حصين، قال: حدثنا عبد الله بن غنام، قال: حدثنا الحسن بن محمد بن جعفر الحلواني، قال: حدثني أبو عبد الله الخواص، وكان من علية أصحاب حاتم، قال: لما دخل حاتم بغداد اجتمع إليه أهل بغداد، فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن أنت رجل عجمي، وليس يكلمك أحد إلا قطعته لأي معنى، فقال حاتم: معي ثلاث خصال بها أظهر على خصمي، قالوا: أي شيء هي؟، قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن له إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لا تتجاهل عليه، فبلغ ذلك أحمد بن محمد بن حنبل، فقال: سبحان الله، ما أعقله من رجل ذكر محمد بن أبي الفوارس أن طلحة بن عمر بن علي الحذاء حدثهم، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن المهتدي الحنفي، قال: حدثنا أبو جعفر الهروي، قال: كنت مع حاتم كر وقد أراد الحج، فلما وصل إلى بغداد قال لي: يا أبا جعفر أحب أن ألقى أحمد بن حنبل، فسألنا عن منزله، ومضينا إليه، فطرقت عليه الباب، فلما خرج، قلت: يا أبا عبد الله، أخوك حاتم، قال: فسلم عليه ورحب به، وقال له بعد بشاشته به أخبرني يا حاتم فيم التخلص من الناس؟ قال: يا أحمد في ثلاث خصال، قال: وما هي؟ قال: أن تعطيهم مالك ولا تأخذ من مالهم شيئا، قال: وتقضي حقوقهم ولا تستقضي أحدا منهم حقا لك، قال: وتحتمل مكروههم ولا تكره أحدا على شيء، قال: فأطرق أحمد ينكت بأصبعه على الأرض، ثم رفع رأسه، ثم قال: يا حاتم إنها لشديدة، فقال له حاتم: وليتك تسلم، وليتك تسلم، وليتك تسلم.
أخبرنا أحمد بن علي بن الحسين المحتسب، قال: حدثنا الحسن بن الحسين الهمذاني، قال: حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن إسحاق السرخسي، قال: سمعت أبا الحسن محمد بن الحسين الجرجاني، يقول: سمعت الحسن بن علي العابد، يقول: سمعت حاتما الأصم، وقد سأله سائل على أي شيء بنيت أمرك، فقال: على أربع خصال: على أن لا أخرج من الدنيا حتى أستكمل رزقي، وعلى أن رزقي لا يأكله غيري، وعلى أن أجلي لا أدري متى هو، وعلى أن لا أغيب عن الله طرفة عين.
قال وسمعت حاتما يقول: لو أن صاحب خبر جلس إليك ليكتب كلامك لاحترزت منه، وكلامك يعرض على الله فلا تحترز؟.
أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي الحسن القرمسيني، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن محمد الجرجرائي، قال: حدثنا عبد الله بن سهل الرازي، قال: قال رجل لحاتم الأصم: بلغني أنك تجوز المفاوز من غير زاد، فقال: بل أجوزها بالزاد، إنما زادي فيها أربعة أشياء، قال: ما هي؟، قال: أرى الدنيا كلها ملكا لله وأرى الخلق كلهم عباد الله وعياله، وأرى الأسباب والأرزاق كلها بيد الله، وأرى قضاء الله نافذا في كل أرض الله، فقال له: الرجل: نعم الزاد زادك يا حاتم، أنت تجوز به مفاوز الآخرة، فكيف مفاوز الدنيا؟ أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا أبو مزاحم موسى بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان، قال: حدثني محمد بن عمرو بن مكرم الصفار، قال: قرأ علينا عمي محمد بن مكرم وذكر أنه سمعه من أبي عبد الرحمن حاتم الأصم، قال: قال حاتم: جعلت على نفسي إن قدمت مكة أن أطوف حتى أنقطع، وأصلي حتى أنقطع، وأتصدق بجميع ما معي، فلما قدمت، صليت حتى انقطعت، وطفت حتى انقطعت، فقويت على هاتين الخصلتين، ولم أقو على الأخرى، قال: كنت أخرج من ههنا، ويجيء من ههنا! وقال: قال حاتم: وقع الثلج ببلخ فمكثنا في بيت ثلاثة أيام ومعي أصحابنا، فقلت لهم: يخبرني كل رجل منكم بهمته؟ قال: فأخبروني، فإذا ليس فيهم أحد لا يريد أن يتوب من تلك الهمة، قال: قالوا لي: ما همتك أنت يا أبا عبد الرحمن؟ قال: قلت: ما همتي الساعة إلا شفقة على إنسان يريد أن يحمل رزقي في هذا الطين، قال فإذا رجل قد جاء ومعه جراب خبز، وقد زلق فامتلأت ثيابه طينا، فقال: يا أبا عبد الرحمن خذ هذا الخبز، قال حاتم: وخرجت في سفر ومعي زاد، فنفد زادي في وسط البرية، فكان قلبي في البرية والحضر واحدا أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: حدثنا أبو مزاحم، قال: حدثني محمد بن عمرو الصفار، قال: حدثني عبد الله بن مت البلخي، قال: سمعت حاتما الأصم، وقيل له: من أين تأكل؟، فقال: {ولله خزائن السموات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون} أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: سمعت أحمد بن بندار الفقيه، يقول: حدثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، قال سمعت أبا تراب النخشبي، يقول: سمعت حاتما، يقول: لي أربع نسوة، وتسعة من الأولاد، ما طمع الشيطان أن يوسوس إلي في شيء من أرزاقهم أخبرنا عبد الكريم بن هوازن القشيري، قال: سمعت أبا علي الحسن بن علي الدقاق، يقول: جاءت امرأة، فسألت حاتما عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها في تلك الحالة صوت فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك، وأرى من نفسه أنه أصم، فسرت المرأة، لذلك، وقالت: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الصمم أخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، قال: حدثنا علي بن عبد الله الهمذاني، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن حفص، عن علي بن الموفق، قال: سمعت حاتم كر وهو الأصم، يقول: لقينا الترك، وكان بيننا جولة فرماني تركي بوهق فأقلبني عن فرسي، ونزل عن دابته فقعد على صدري، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة، وأخرج من خفه سكينا ليذبحني به، فوحق سيدي، ما كان قلبي عنده ولا عند سكينة، إنما كان قلبي عند سيدي أنظر، ماذا ينزل به القضاء منه، فقلت: سيدي قضيت على أن يذبحني هذا فعلى الرأس والعين، إنما أنا لك وملكك، فبينا أنا أخاطب سيدي وهو قاعد على صدري، آخذ بلحيتي ليذبحني، إذ رماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه، فسقط عني، فقمت أنا إليه فأخذت السكين من يده فذبحته، فما هو إلا أن تكون قلوبكم عند السيد حتى تروا من عجائب لطفه ما لم تروا من الآباء والأمهات أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، قال: حدثنا أبو تراب عسكر بن الحصين، قال: جاء رجل إلى حاتم الأصم، فقال: يا أبا عبد الرحمن أي شيء رأس الزهد، ووسط الزهد، وآخر الزهد؟، فقال: رأس الزهد الثقة بالله، ووسطه الصبر، وآخره الإخلاص أخبرنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن عبد الله الأصبهاني، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق، قال: حدثنا سعدون الرازي، قال: كنت مع حاتم الخراساني فكان يتكلم، فقل كلامه فقيل له في ذلك: قد كنت تتكلم فتنفع الناس، فقال: إني لا أحب أن أتكلم كلمة قبل أن أستعد جوابها لله، فإذا قال الله تعالى لي يوم القيامة: لم قلت كذا؟ قلت: يا رب لكذا حدثني الحسين بن محمد بن الحسن المؤدب، عن أبي سعد الإدريسي، قال: سمعت عبد الله بن محمد بن شاه السمرقندي بها يقول: سمعت محمد بن أحمد بن الفضل أبا العباس بن الحكيم البلخي، يقول: سمعت أبا بكر الوراق، يقول: حاتم الأصم، لقمان هذه الأمة




موسوعة أقوال الإمام أحمد بن حنبل في رجال الحديث وعلله (1/ 209)
415 - حاتم بن عنوان، أبو عبد الرحمن، الأصم، من أهل بلخ.
• قال أبو عبد الله الخواص: لما دخل حاتم بغداد، اجتمع إليه أهل بغداد، فقالوا له: يا أبا عبد الرحمن، أنت رجل عجمي، وليس يكلمك أحد إلا قطعته، لأي معنى؟! فقال حاتم: معي ثلاث خصال، بها أظهر علي خصمي. قالوا: أي شيء هي؟ قال: أفرح إذا أصاب خصمي، وأحزن له إذا أخطأ، وأحفظ نفسي لا تتجاهل عليه. فبلغ ذلك أحمد بن محمد بن حنبل فقال: سبحان الله، ما أعقله من رجل. «تاريخ بغداد» 8/242.
• وقال أبو جعفر الهروي: كنت مع حاتم، وقد أراد الحج، فلما وصل إلى بغداد قال لي: يا أبا جعفر أحب أن ألقى أحمد بن حنبل، فسألنا عن منزله، ومضينا إليه، فطرقت عليه الباب، فلما خرج. قلت يا أبا عبد الله أخوك حاتم. قال فسلم عليه ورحب به، وقال له - بعد بشاشته به - أخبرني يا حاتم فيم التخلص من الناس؟ قال: يا أحمد في ثلاث خصال. قال وما هي؟ قال: أن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئا. قال: وتقضي حقوقهم، ولا تستقضي أحدا منهم حقًا لك، قال: وتحتمل مكروههم، ولا تكره أحدا على شيء. قال فأطرق أحمد ينكت بإصبعه على الأرض، ثم رفع رأسه ثم قال: يا حاتم إنها لشديدة. فقال له حاتم: وليتك تسلم، وليتك تسلم، وليتك تسلم. «تاريخ بغداد» 8/242.
• • •



سلم الوصول إلى طبقات الفحول (2/ 5)
1257 - قُدْوَة العارفين أبو عبد الرحمن حَاتِم بن عِنْوَان بن يوسف البَلْخي، المعروف بالأصم (2)، المتوفى بوَاشَجِرْدَ سنة سبع وثلاثين ومائتين وله ....
أسند الحديث عن شقيق البلخي وغيره وصحب عصام بن يوسف البلخي وقدم بغداد في أيام أحمد بن حنبل واجتمع به. وله كلام مدوَّن في الزهد والحِكَم. وكان أبو بكر الورَّاق يقول: حاتمُ لقمان هذه الأُمَّة.
والسبب في شهرته بالأصمّ، أن امرأة جاءت إليه تسأله عن مسألة، فاتفق أنه خرج منها صوت فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك وأراها من نفسه أنه أصمٌّ فَسُرَّت المرأة بذلك، فغلب عليه اسم الأصمّ.
ومحاسنه وفضائله تجلّ عن الإحصاء وتتجاوز حدَّ الضبط، وله ابن يقال له حسن.

1258 - حاجي بن شعبان بن حسين أبن محمد بن قلاوون (3)، السلطان الملك الصالح أولاً، ثم الملك المنصور ثانياً.
__________
(2) ترجمته في "طبقات الصوفية" (91) و"تاريخ بغداد" (8/ 241) و"وفيات الأعيان" (2/ 26) و"الوافي بالوفيات" (11/ 233 - 234) و"شذرات الذهب" (3/ 168).




سير السلف الصالحين لإسماعيل بن محمد الأصبهاني (ص: 1100)
إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علي القرشي الطليحي التيمي الأصبهاني، أبو القاسم، الملقب بقوام السنة (المتوفى: 535هـ)
ذكر حاتم بن يوسف العابد
من أهل مرو رحمه الله، يروي عن ابن المبارك.

ذكر حاتم الأصم رضي الله عنه
وهو حاتم بن عنوان، من أهل بلخ، صحب شقيقا، غزير الحديث.
أخبرنا أحمد بن علي بن خلف، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمود المؤذن، حدثنا محمد بن علي بن الحسين بن علويه، حدثنا غني بن الحارث , قال: حدثنا حاتم بن عنوان الأصم، حدثنا سعيد بن عبد الله الماهياني، حدثنا إبراهيم بن طهمان بنيسابور، حدثنا مالك، عن الزهري، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صل صلاة الضحى فإنها صلاة الأبرار، وسلم إذا دخلت بيتك يكثر خير بيتك»
قال: وأخبرنا السلمي، قال: سمعت أبا علي سعيد بن أحمد البلخي يقول: سمعت أبي , يقول: سمعت محمد بن عبد , يقول: سمعت خالي , يقول: سمعت حامدا اللفاف , يقول: سمعت حاتما الأصم , يقول: " ما من صباح إلا والشيطان يقول: ما تأكل وما تلبس؟ وأين تسكن؟ فأقول: آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر ".
وقال: قال رجل لحاتم: ما تشتهي؟ قال: عافية يوم إلى الليل، فقيل له: أليست الأيام كلها عافية؟ فقال: إن عافية يومي ألا أعصي الله فيه.
وقال حاتم: أربعة يندمون على أربع: المقصر إذا فاته العمل، والمنقطع عن أصدقائه إذا نابته نائبة، والممكن منه عدوه بسوء رأيه، والجريء على الذنوب.
وقال حاتم: الزم خدمة مولاك تأتيك الدنيا راغمة والجنة عاشقة.
وقال: تعهد نفسك في ثلاثة مواضع: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك، وإذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك، وإذا سكت فاذكر علم الله فيك.
وقال: من ادعى ثلاثا بغير ثلاث فهو كذاب: من ادعى حب الله من غير ورع عن محارمه فهو كذاب، ومن ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله فهو كذاب، ومن ادعى حب النبي صلى الله عليه وسلم من غير محبة الفقراء فهو كذاب.
وقال رجل لحاتم: عظني.
قال: إن كنت تريد أن تعصي مولاك فاعصه في موضع لا يراك.
وقال حاتم: الجهاد ثلاثة: جهاد في سرك مع الشيطان حتى تكسره، وجهاد في العلانية في أداء الفرائض حتى تؤديها كما أمره الله عز وجل، وجهاد مع أعداء الله في عز الإسلام.
وقال حاتم: النصيحة للخلق إذا رأيت إنسانا في الحسنة أن تخشى عليه، وإذا رأيته في معصية أن ترحمه.
وقال حاتم: المنافق ما أخذ من الدنيا يأخذ بحرص، ويمنع بالشك، وينفق بالرياء، والمؤمن يأخذ بالخوف، ويمسك بالشدة، وينفق خالصا في الطاعة.

فصل
قال حاتم: يقال: العجلة من الشيطان، إلا في خمس: إطعام الطعام إذا حضر ضيف، وتجهيز الميت إذا مات، وتزويج البكر إذا أدركت، وقضاء الدين إذا وجب، والتوبة من الذنب إذا أذنب.





شذرات الذهب في أخبار من ذهب (3/ 168)
قال أبو عبد الرحمن السّلمي في «طبقاته» [3] : حاتم الأصم البلخي [4] .
وهو حاتم بن عنوان، ويقال: حاتم بن يوسف، كنيته أبو عبد الرّحمن، وهو من قدماء مشايخ خراسان، ومن أهل بلخ [1] ، صحب شقيق بن إبراهيم، وكان أستاذ أحمد بن حضرويه، وهو مولى للمثنّى بن يحيى المحاربي [2] وله ابن يقال له: خشنام بن حاتم.



مسالك الأبصار في ممالك الأمصار (8/ 62)
المؤلف: أحمد بن يحيى بن فضل الله القرشي العدوي العمري، شهاب الدين (المتوفى: 749هـ)
14- أبو عبد الرّحمن حاتم بن عنوان الأصم «13»
ويقال: حاتم بن يوسف.
ويقال: حاتم بن عنوان بن يوسف [الأصم] . «1»
صاحب مقالات، وساحب ذيل في مقامات، وكان لأغطية الصدور كاشفا، ولتجلية البدور كاسفا، رفع له الحجاب، وصدع به الدجى فانجاب، وطالما غفر الزلل، وظفر بما لم يزل.
حكي أنه ستر، فستر الله عليه، وتصامم فسرّ الله مسمعيه، وكان له جميل صنع لم يزل إليه مصروفا، ومنع كان لا يراه من أنكره إلا معروفا، مع جود أضفى ذيله وأطاله.
وكان من قدماء مشايخ خراسان، من أهل بلخ.
صحب شقيق بن إبراهيم البلخي، وكان أستاذ أحمد بن خضرويه، وهو مولى للمثنى بن يحي المحاربي «2» ، وله ابن يقال له:" خشنام بن حاتم".
قيل: إنه لم يكن أصمّ، وإنما تصامم مرة؛ فسمي به.
جاءته امرأة تسأله عن مسألة، فاتّفق أن خرج منها في تلك الحالة صوت، فخجلت، فقال حاتم: ارفعي صوتك!، فأرى من نفسه أنه أصم!، فسرّت المرأة من ذلك وقالت في نفسها: إنه لم يسمع الصوت، فغلب عليه اسم الأصم. «3»