شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي(000 - 194 هـ = 000 - 810 م)

شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي(000 - 194 هـ = 000 - 810 م)
شرح حال حاتم بن عنوان الأصمّ(000 - 237 هـ = 000 - 851 م)

قضیه شقیق بلخی والامام الکاظم علیه السلام به نقل حاتم الاصم



الأعلام للزركلي (3/ 171)
شَقيق البَلْخي
(000 - 194 هـ = 000 - 810 م)
شقيق بن إبراهيم بن علي الأزدي البلخي، أبو علي: زاهد صوفي، من مشاهير المشايخ في خراسان. ولعله أول من تكلم في علوم الأحوال (الصوفية) بكور خراسان. وكان من كبار المجاهدين. استشهد في غزوة كولان (بما وراء النهر) (1) .
__________
(1) طبقات الصوفية 61 - 66 وفوات الوفيات 1: 187 والوفيات 1: 226 وفيه: وفاته سنة 153 وحلية الأولياء 8: 58 والشعراني 1: 65 وتهذيب ابن عساكر 6: 327 وميزان الاعتدال 1: 449 والنجوم الزاهرة 2: 21 و 146 ذكره في وفيات سنة 153 وسنة 194 والرواية الثانية عن الذهبي. وفي لسان الميزان 3: 151 (كان له ثلاثمائة قرية، ثم مات بلا كفن!) .




بسیار مفصل:

تاريخ مدينة دمشق، ج‏23، ص: 131
ذكر من اسمه شقيق «1»

2757- شقيق بن إبراهيم أبو علي الأزدي البلخي الزاهد «2»

أحد شيوخ التصّوف، له قدم فيه موصوف و كلام في التوكل معروف...الی صفحه ۱۴۵.



تاريخ الإسلام ت بشار (4/ 1127)
133 - شقيق البلْخيّ، هُوَ أبو عليّ شقيق بْن إبراهيم الأزديُّ الزَّاهد، [الوفاة: 191 - 200 ه]
أحد الأعلام، صاحب إبراهيم بْن أدهم.
حَدَّثَ عَنْ: إسرائيل، وعبّاد بْن كثير، وكثير بْن عَبْد الله الأبلي.
وَعَنْهُ: حاتم الأصم، وعبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، والحسين بن داود البلخي، وغيرهم.
عن علي بن محمد بن شقيق البلخي قال: كانت لجدي ثلاثمائة قرية، ثمّ مات بلا كفن، وسيفه إلى الساعة يتبرّكون بِهِ. وخرج إلى التُّرْك تاجرًا، فدخل على عبدة الأصنام، فرأى عالمهم قد حلق لحيته، فقال: إن هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر عَلَى كلّ شيء. فقال لَهُ: لَيْسَ يوافق قولك فِعلك. قَالَ: وكيف؟ قَالَ: زعمت أنّه قادر عَلَى كلّ شيء، وقد تعنّيت إلى ههنا تطلب الرزق، فلو كَانَ كما تَقُولُ، كَانَ الذي يرزقك هنا يرزقك هناك وتربح العناء. قَالَ: فكان هذا سبب زهدي.
وعن شقيق قَالَ: كنتُ شاعرًا فرزقني الله التوبة، وخرجت من ثلاثمائة [ص:1128] ألف درهم، وكنتُ مُرابيًا، لبستُ الصُّوف عشرين سنة وأنا لا أدري، حتى لقيت عَبْد العزيز بْن أَبِي رَواد، فقال: لَيْسَ الشأن في أكل الشعير ولبس الصوف، الشأن أن تعرف الله بقلبك لا تُشْرِك بِهِ شيئًا، والثانية: الرضى عَنِ الله، والثالثة: تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي الناس.
وعن شقيق قَالَ: عملت في القرآن عشرين سنة حتى ميّزت بين الدنيا والآخرة، فأصبته في حرفين؛ قوله تعالى: (فما أُوتِيتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى).
وعن حاتم الأصمّ، عَنْ شقيق قَالَ: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة لم ينج؛ أولها: معرفة الله، الثاني: معرفة النفس، الثالث: معرفة أمر الله ونهيه، الرابع: معرفة عدّو الله وعدّو النفس.
قَالَ أبو عقيل الرصافي: حدثنا أحمد بن عبد الله الزاهد قال: سَمِعْتُ شقيق بْن إبراهيم يَقُولُ: ثلاث خِصال هي نتاج الزهد؛ الأولى: أن يميل عن الهوى، الثانية: ينقطع إلى الزُّهْد بقلب، الثالث: أن يذكر إذا خلا كيف مدخله ومخرجه، كيف يدخل قبره؟ ويذكر الجوع والعطش والحساب والصراط والعري والفضيحة وطول القيام.
وقد ورد عَنْ شقيق مَعَ انقطاعه وزُهده أنّه من كبار المجاهدين في سبيل الله، وكذا فلْيكن زهد الأولياء.
روى محمد بْن عِمران عَنْ حاتم الأصمّ قال: كنا مع شقيق ونحن مصافو العدو الترك، في يوم لا أرى فيه إلا رؤوسا تندر، وسيوفًا تُقطع، ورِماحًا تُقصف، فقال لي: كيف ترى نفسك؟ هِيَ مثل الليلة التي زُفّت فيها إليك امرأتك؟ قلت: لا والله. قَالَ: لكني أرى نفسي كذلك. ثمّ نام بين الصَّفَّيْن، ودَرَقَتُه تحت رأسه حَتَّى سمعت غطيطُه، فأخذني يومئذ تركي فأضجعني للذَّبْح، فبينا هُوَ يطلب السَّكّين مِن خُفّه إذ جاءه سهم عائر فذبحه فألقاه عنّي.
وعن حاتم، عَنْ شقيق قَالَ: مَثَلُ المؤمن مثل رجلٍ غرس نخلةً يخاف [ص:1129] أن تحمل شوكًا، ومثل المنافق كَمَثل رجلٍ زرع شوكا يطمع أن يحمل ثمرا، هيهات.
وعن شقيق قَالَ: لَيْسَ شيء أحبّ إلي من الضيف؛ لأنّ رُزْقه عَلَى الله، وأجره لي.
وقال الحسين بن داود: حدثنا شقيق الزّاهد في الدنيا الراغب في الآخرة، المداوم على العبادة، قال: حدثنا أبو هاشم الأبلي، فذكر حديثًا.
وعن شقيق قَالَ: لقِيت سُفْيان الثَّوْريّ فأخذت منه لباسَ الدون، رَأَيْت لَهُ إزارا ثمن أربعة دراهم، إذا جلس متربّعًا أو مدَّ رِجْلَيه يخاف أن تبدو عورته، وأخذت الخشوع مِن إسرائيل.
وقال محمد بْن أبان المستمليّ: سَمِعْتُ شقيقًا يَقُولُ: أخذت العبادة مِن عَبَّاد بن كثير، والفِقْه مِن زُفَر.
قَالَ ابن أَبِي الدنيا: حدثنا محمد بْن الحسين قَالَ: سُئِل شقيق: ما علامة التوبة؟ قَالَ: إدمان البكاء عَلَى ما سلف مِن الذَّنوب، والخوف المُقْلِق مِن الوقوع فيها، وهجران إخوان السُّوء، وملازمة أهل الخير.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثنا أحمد بْن سَعِيد: قِيلَ لشقيق: ما علامة العبد المباعَد المطرود؟ قَالَ: إذا رَأَيْته قد ضيع الطاعة، واستوحش قلبه منها، وحلى لَهُ المعصية، واستأنس بها، ورغِب في الدنيا وزهِد في الآخرة.
وعن شقيق قَالَ: ما للعبد صاحب خير مِن الخوف والهمّ فيما مضى مِن ذنوبه وما ينزل بِهِ
وعنه قَالَ: مِن شكا مصيبة نزلت بِهِ إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة أبدًا.
قَالَ الحاكم في تاريخه: قِدم شقيق نَيْسابور عند خروجه راجلا في ثلاثمائة مِن زُهّاد خُراسان معه أيّام المأمون؛ يعني أيّام ولايته خُراسان. قَالَ: فطلب المأمون الاجتماع بِهِ، فامتنع حتّى تشفّع إليه المأمون. روى عَنْهُ مِن أهل نَيْسابور أيّوب بْن الحَسَن الزّاهد، وعليّ بْن الحَسَن الأفطس، وغيرهما.
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ وَجَمَاعَةٌ قَالُوا: أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا يحيى بن ثابت قال: أخبرنا عَلِيُّ بْنُ أَبِي عُمَرَ الْبَزَّازُ - عرف بابن الخل - قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله ابن المحاملي سنة ثمان وعشرين وأربعمائة قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْر مُحَمَّدُ بْن عَبْد اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قال: حدثنا الحسين بن داود البلخي قال: حدثنا شقيق بن إبراهيم البلخي قال: حدثنا أبو هاشم الأبلي، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " يَا ابْنَ آدَمَ، لا تَزُولُ قَدَمَاكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَتَّى تُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ؛ عُمْرُكَ فِيمَا أَفْنَيْتَهُ، وَجَسَدُكَ فِيمَا أَبْلَيْتَهُ، وَمَالُكَ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبْتَهُ وَأَيْنَ أَنْفَقْتَهُ ". إِسْنَادُهُ وَاهٍ، وَمَعْنَاهُ صَحِيحٌ.
ذكر أبو يعقوب القرّاب أن شقيق بن إبراهيم رحمة الله عليه قُتِل في غزوة كُولان سنة أربعٍ وتسعين ومائة.





لسان الميزان ت أبي غدة (4/ 257)
3824 - شقيق البلخي.
كان من كبار الزهاد.
منكر الحديث.
روى عن إسرائيل، وَأبي حنيفة وعباد بن كثير وكثير الأيلي. [ص:258]
وعنه حاتم الأصم، ومُحمد بن أبان البلخي، وَعبد الصمد بن مردويه وآخرون.
يقال: كان له ثلاث مِئَة قرية ثم مات بلا كفن وكان من كبار المجاهدين رحمه الله تعالى استشهد في غزوة كولان سنة أربع وتسعين ومِئَة.
ولا يتصور أن يحكم عليه بالضعف لأن نكارة تلك الأحاديث من جهة الراوي عنه وهو شقيق بن إبراهيم أبو علي. انتهى.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: كان أستاذ حاتم الأصم وهو من أشهر مشايخ خراسان بالتوكل ومنه وقع أهل خراسان إلى هذه الطريق.
وقال الدينوري في المجالسة: حدثنا أحمد بن محمد الواسطي حدثنا ابن حسن عن خلف بن تميم قال: التقى إبراهيم بن أدهم وشقيق بمكة فقال إبراهيم لشقيق: ما بدو أمرك الذي بلغك هذا؟ قال: سرت في بعض الفلوات فرأيت طيرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض فقلت: أنظر من أين يرزق هذا فقعدت بحذاه فإذا أنا بطير قد أقبل في منقاره جرادة فوضعها في منقار الطير المكسور الجناحين فقلت لنفسي: يا نفس الذي [ص:259]
قيض هذا الطائر الصحيح لهذا الطائر المكسور الجناحين في فلاة من الأرض هو قادر على أن يرزقني حيث ما كنت فتركت التكسب واشتغلت بالعبادة.
فقال له إبراهيم: يا شقيق ولم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم العليل حتى تكون أفضل منه قال: فأخذ يد إبراهيم يقبلها ويقول: أنت أستاذنا.
ومناقب شقيق كثيرة جدا لا يسعها هذا المختصر.




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (9/ 313)
98 - شقيق أبو علي بن إبراهيم الأزدي البلخي *
الإمام، الزاهد، شيخ خراسان، أبو علي شقيق بن إبراهيم الأزدي، البلخي.
صحب إبراهيم بن أدهم.
وروى عن: كثير بن عبد الله الأبلي، وإسرائيل بن يونس، وعباد بن كثير.
حدث عنه: عبد الصمد بن يزيد مردويه، ومحمد بن أبان المستملي، وحاتم الأصم، والحسين بن داود البلخي، وغيرهم.
وهو نزر الرواية.
روي عن: علي بن محمد بن شقيق، قال: كانت لجدي ثلاث مائة قرية، ثم مات بلا كفن.
قال: وسيفه إلى اليوم يتباركون به، وقد خرج إلى بلاد الترك تاجرا، فدخل على عبدة الأصنام، فرأى شيخهم قد حلق لحيته،
فقال: هذا باطل، ولكم خالق وصانع قادر على كل شيء.
فقال له: ليس يوافق قولك فعلك.
قال: وكيف؟
قال: زعمت أنه قادر على كل شيء، وقد تعنيت إلى ها هنا تطلب الرزق، ورازقك ثم، فكان هذا سبب زهدي.
وعن شقيق، قال: كنت شاعرا، فرزقني الله التوبة، وخرجت من ثلاث مائة ألف درهم، ولبست الصوف عشرين سنة، ولا أدري أني مراء حتى لقيت عبد العزيز بن أبي رواد، فقال:
ليس الشأن في أكل الشعير، ولبس الصوف، الشأن أن تعرف الله بقلبك، ولا تشرك به شيئا، وأن ترضى عن الله، وأن تكون بما في يد الله أوثق منك بما في أيدي الناس (1) .
وعنه: لو أن رجلا عاش مائتي سنة لا يعرف هذه الأربعة، لم ينج: معرفة الله، ومعرفة النفس، ومعرفة (2) أمر الله ونهيه، ومعرفة عدو الله وعدو النفس (3) .
وقد جاء عن شقيق مع تألهه وزهده، أنه كان من رؤوس الغزاة.
وروى: محمد بن عمران، عن حاتم الأصم، قال:
كنا مع شقيق ونحن مصافو العدو الترك، في يوم لا أرى إلا رؤوسا تندر (4) ، وسيوفا تقطع، ورماحا تقصف، فقال لي: كيف ترى نفسك، هي مثل ليلة عرسك؟
قلت: لا والله.
قال: لكني أرى نفسي كذلك.
ثم نام بين الصفين على درقته (5) ، حتى غط، فأخذني تركي، فأضجعني للذبح، فبينا هو يطلب السكين من خفه، إذ جاءه سهم عائر ذبحه (6) .
عن شقيق، قال: مثل المؤمن، مثل من غرس نخلة، يخاف أن تحمل شوكا، ومثل المنافق مثل من زرع شوكا، يطمع أن يحمل تمرا، هيهات (1) .
وعنه: ليس شيء أحب إلي من الضيف؛ لأن رزقه على الله، وأجره لي.
قال الحسين بن داود: حدثنا شقيق بن إبراهيم الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، المداوم على العبادة ... ، فذكر حديثا.
وعن شقيق، قال: أخذت لباس الدون عن سفيان، وأخذت الخشوع من إسرائيل، وأخذت العبادة من عباد بن كثير، والفقه من زفر.
وعنه: علامة التوبة البكاء على ما سلف، والخوف من الوقوع في الذنب، وهجران إخوان السوء، وملازمة الأخيار (3) .
وعنه: من شكا مصيبة إلى غير الله، لم يجد حلاوة الطاعة (3) .
وقال الحاكم: قدم شقيق نيسابور في ثلاث مائة من الزهاد، فطلب المأمون أن يجتمع به، فامتنع.
أخبرنا أحمد بن محمد بن سعد، أخبرنا الإربلي، أخبرنا يحيى بن ثابت، أخبرنا علي بن الخل، أخبرنا أحمد بن المحاملي، أخبرنا أبو بكر الشافعي، حدثنا الحسين بن داود، حدثنا شقيق البلخي، حدثنا أبو هاشم الأبلي، عن أنس، قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا ابن آدم! لا تزول قدماك يوم القيامة حتى تسأل عن أربع: عمرك فيما أفنيته؟ وجسدك فيما أبليته؟ ومالك من أين اكتسبته؟ وأين أنفقته (1) ؟) .
أبو هاشم هو كثير: واه.
وقتل شقيق في غزاة كولان، سنة أربع وتسعين ومائة (2) .






__________
(*) تاريخ ابن معين: 259، الجرح والتعديل 4 / 373، طبقات الصوفية: 61 - 66، حلية الأولياء 8 / 58، صفة الصفوة 4 / 159، وفيات الأعيان 2 / 275، العبر 1 / 315، ميزان الاعتدال 2 / 279، دول الإسلام 1 / 123، فوات الوفيات 2 / 105، مرآة الجنان 1 / 445، الجواهر المضية 1 / 258، شذرات الذهب 1 / 341، تهذيب تاريخ ابن عساكر 6 / 329 - 335.
(1) حلية الأولياء 8 / 59.