سال بعدالفهرستسال قبل

سليمان بن مهران الاعمش(61 - 148 هـ = 681 - 765 م)

سليمان بن مهران الاعمش(61 - 148 هـ = 681 - 765 م)





الأعلام للزركلي (3/ 135)
سُلَيْمان الأَعْمَش
(61 - 148 هـ = 681 - 765 م)
سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، أبو محمد، الملقب بالاعمش: تابعي، مشهور. أصله من بلاد الريّ، ومنشأه ووفاته في الكوفة. كان عالما بالقرآن والحديث والفرائض، يروي نحو 1300 حديث، قال الذهبي: كان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح. وقال السخاوي: قيل: لم ير السلاطين والملوك والأغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلس الأعمش مع شدة حاجته وفقره (3) .
__________
(1) الجبرتي 2: 88 والازهرية 6: 251.
(2) تحفة الأعيان 1: 316 - 322.
(3) ابن سعد 6: 238 وتذكرة الحفاظ. والوفيات 1: 213 وتاريخ بغداد 9: 3 والإعلان بالتوبيخ 66.




الاسم : سليمان بن مهران الأسدى الكاهلى مولاهم ، أبو محمد الكوفى الأعمش ( و كاهل هو ابن أسد بن خزيمة )
المولد : 61 هـ
الطبقة : 5 : من صغار التابعين
الوفاة : 147 أو 148 هـ
روى له : خ م د ت س ق ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي - ابن ماجه )
رتبته عند ابن حجر : ثقة حافظ عارف بالقراءات ، ورع ، لكنه يدلس
رتبته عند الذهبي : الحافظ ، أحد الأعلام




قال المزي في تهذيب الكمال :
( خ م د ت س ق ) : سليمان بن مهران الأسدى الكاهلى ، مولاهم أبو محمد الكوفى الأعمش . و كاهل هو ابن أسد بن خزيمة . يقال : إن أصله من طبرستان ، و يقال :
من قرية يقال لها : دنباوند من رستاق الرى جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بنى أسد فأعتقه .
رأى أنس بن مالك ، و أبا بكرة الثقفى ، و أخذ له بالركاب . اهـ .
و قال المزى :
قال البخارى ، عن على ابن المدينى : له نحو ألف و ثلاث مئة حديث .
و قال عبد الله بن على ابن المدينى ، عن أبيه : الأعمش لم يحمل عن أنس إنما رآه
يخضب ، و رآه يصلى ، و إنما سمعها من يزيد الرقاشى و أبان عن أنس .
و قال يحيى بن معين : كل ما روى الأعمش عن أنس فهو مرسل .
و قال أبو الحسين بن المنادى : قد رأى أنس بن مالك إلا أنه لم يسمع منه ، و قد رأى أبا بكرة الثقفى و أخذ له بركابه ، فقال له : يا بنى إنما أكرمت ربك عز وجل
.
و قال أحمد بن عبد العزيز الأنصارى ، عن وكيع ، عن الأعمش : رأيت أنس بن مالك
و ما منعنى أن أسمع منه إلا استغنائى بأصحابى .
و قال على ابن المدينى : حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة :
فلأهل مكة عمرو بن دينار ، و لأهل المدينة ابن شهاب الزهرى ، و لأهل الكوفة
أبو إسحاق السبيعى ، و سليمان بن مهران الأعمش ، و لأهل البصرة يحيى بن
أبى كثير ناقلة ، و قتادة .
و قال عاصم الأحول : مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال : هذا الشيخ أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود .
و قال عباس الدورى ، عن سهل بن حليمة : سمعت ابن عيينة يقول : سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال : كان أقرأهم للقرآن ، و أحفظهم للحديث ، و أعلمهم بالفرائض و ذكر خصلة أخرى .
و قال هشيم : ما رأيت بالكوفة أحدا كان أقرأ لكتاب الله من الأعمش .
و قال أبو إسرائيل الملائى ، عن طلحة بن مصرف : كنا عند يحيى بن وثاب نقرأ عليه و الأعمش ساكت ما يقرأ ، فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرأنا .
و قال أبو بكر بن عياش ، عن مغيرة : لما مات إبراهيم اختلفنا إلى الأعمش فى
الفرائض .
و قال زهير بن معاوية : ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش و مغيرة .
و قال أحمد بن حنبل : أبو إسحاق و الأعمش رجلا أهل بالكوفة .
و قال يحيى بن معين : كان جرير إذا حدث عن الأعمش ، قال : هذا الديباج
الخسروانى .
و قال إسحاق بن راشد : قال لى الزهرى : و بالعراق أحد يحدث ؟ قلت : نعم ، هل لك
أن آتيك بحديث بعضهم ؟ فقال لى : نعم ، فجئته بحديث الأعمش فجعل ينظر فيها
و يقول : ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا . قلت : و أزيدك : هو من مواليهم
.
و قال شعبة : ما شفانى أحد فى الحديث ما شفانى الأعمش .
و قال أبو عبيد الآجرى ، عن أبى داود : عند شعبة عن الأعمش نحو من خمس مئة ،
و شعبة قد أخطأ على الأعمش فى أكثر من عشرة أحاديث . ثم قال : كان شعبة يصحب
الأعمش و هو شاب .
قال : و سمعت أبا داود ، قال : كان عند وكيع عن الأعمش ثمان مئة .
و قال أيضا عن أبى داود : سفيان أعلم الناس بالأعمش ، و قد خولف فى أشياء .
و قال عبد الله بن داود الخريبى : سمعت شعبة إذا ذكر الأعمش ، قال : المصحف
المصحف ! .
و قال عمرو بن على : كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه .
و قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلى : ليس فى المحدثين أثبت من الأعمش ،
و منصور بن المعتمر و هو ثبت أيضا ، و هو أفضل من الأعمش ، إلا أن الأعمش أعرف
بالمسند و أكثر مسندا منه .
و قال أحمد بن عبد الله العجلى : كان ثقة ثبتا فى الحديث ، و كان محدث أهل الكوفة فى زمانه ، يقال : إنه ظهر له أربعة آلاف حديث و لم يكن له كتاب ، و كان يقرىء القرآن رأس فيه ، قرأ على يحيى بن وثاب و كان فصيحا ، و كان أبوه : من سبى الديلم ، و كان مولى بنى كاهل ، فخذ من بنى أسد ، و كان عسرا سىء الخلق ، و كان لا يلحن حرفا و كان عالما بالفرائض ، و لم يكن فى زمانه من طبقته أكثر حديثا منه ، و كان فيه تشيع ، و لم يختم على الأعمش إلا ثلاثة نفر : طلحة بن مصرف و كان أفضل من الأعمش و أرفع سنا منه ، و أبان بن تغلب النحوى ،
و أبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن . و روى عن أنس بن مالك حديثا واحدا فى
" دخول الخلاء " ، و يقال : إن أبا الأعمش شهد قتل الحسين رضى الله عنه ، و إن الأعمش ولد يوم قتل الحسين و ذلك يوم عاشوراء سنة إحدى و ستين ، و راح الأعمش إلى الجمعة و عليه فروة قد قلب فروة جلدها على جلده ، و صوفها إلى خارج ، و على كتفه منديل الخوان مكان الرداء .
و قال محمد بن داود الحدانى ، عن عيسى بن يونس : لم نر نحن و لا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش ، و ما رأيت الأغنياء و السلاطين عند أحد أحقر منهم عند
الأعمش مع فقره و حاجته .
و قال إبراهيم بن محمد بن عرعرة : سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال : كان من النساك ، و كان محافظا على الصلاة فى جماعة و على الصف الأول . قال يحيى :
و هو علامة الإسلام .
و قال وكيع : كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ،
و اختلفت إليه قريبا من سنتين ما رأيته يقضى ركعة .
و قال عبد الله بن داود الخريبى : مات الأعمش يوم مات و ما خلف أحدا من الناس أعبد منه ، و كان صاحب سنة .
و قال محمد بن خلف التيمى ، عن أبى بكر بن عياش : كنا نسمى الأعمش سيد المحدثين و كنا نجىء إليه إذا فرغنا من الدوران ، فيقول : عند من كنتم ؟ فنقول : عند فلان . فيقول : طبل مخرق و يقول : عند من ؟ فنقول : عند فلان ، فيقول : طير
طيار . و يقول : عند من ؟ فنقول : عند فلان . فيقول : دف . و كان يخرج إلينا
شيئا فنأكله ، فقلنا يوما : لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه . قال :
فأخرج إلينا شيئا فأكلناه ، و أخرج فأكلناه ، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه ، فدخل فأخرج أجانة صغيرة و قتا ، فقال : فعل الله لكم و فعل ، أكلتم قوتى و قوت
امراتى ، و شربتم فتيتها ، هذا كلوه علف الشاة ! قال : فمكثنا ثلاثين يوما لا
نكتب فزعا منه حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه حتى كلمه لنا .
و قال أبو سعيد الأشج ، عن أبى خالد الأحمر : سئل الأعمش عن حديث ، فقال لابن المختار : ترى أحدا من أصحاب الحديث ؟ فغمض عينيه ، و قال : لا أرى يا أبا محمد
، فحدث به ! .
و قال أبو حاتم : لم يسمع من ابن أبى أوفى ، و لم يسمع من عكرمة .
و قال شريك ، عن الأعمش : لم يكن إبراهيم يسند الحديث لأحد إلا لى ، لأنه كان
يعجب بى .
و قال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : الأعمش ثقة .
و قال النسائى : ثقة ثبت .
قال أبو عوانة ، و عبد الله بن داود : مات سنة سبع و أربعين و مئة .
و قال وكيع ، و أبو نعيم ، و محمد بن عبد الله بن نمير ، و أحمد بن عبد الله العجلى ، و غير واحد : مات سنة ثمان و أربعين و مئة .
زاد أبو نعيم : فى ربيع الأول ، بعد منصور بست عشرة سنة ، و هو ابن ثمان
و ثمانين سنة .
روى له الجماعة . اهـ .

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ
قال الحافظ في تهذيب التهذيب 4 / 224 :
و قال أبو زرعة الدمشقى : سمعت أبا نعيم يقول : لم يرو الأعمش عن قيس بن أبى حازم شيئا .
و قال ابن أبى حاتم فى " المراسيل " : قال أحمد بن حنبل : لم يسمع من شمر بن
عطية .
قال : و قال أبى : لم يسمع من أبى صالح مولى أم هانىء ، هو مدلس عن الكلبى .
و قال أبى : لم يسمع من عكرمة ، و لم يلق مطرفا ، و لم يسمع من عبد الرحمن ـ يعنى : ابن يزيد ـ .
و قال أبو بكر البزار : لم يسمع من أبى سفيان شيئا ، و قد روى عنه نحو مئة حديث ، و إنما هى صحيفة عرفت .
و ذكره ابن حبان فى ثقات التابعين ، و قال : رأى أنسا بمكة و واسط ، و روى عنه
شبيها بخمسين حديثا ، و لم يسمع منه إلا أحرفا معدودة ، و كان مدلسا ، أخرجناه
فى التابعين لأن له حفظا و يقينا ( فى حاشية " الثقات " : فى الأصل : لقى و حفظ
) و إن لم يصح له سماع المسند من أنس ، ولد قبل مقتل الحسين بسنتين ، و مات سنة خمس و أربعين و مئة .
و قال الكديمى : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن الأعمش : ما سمعت من أنس إلا حديثا واحدا سمعته يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " طلب العلم فريضة على كل مسلم " .
قلت : و الكديمى متهم .
و قال أحمد بن عبد الجبار العطاردى ، عن ابن فضيل ، عن الأعمش قال : رأيت أنسا بال فغسل ذكره غسلا شديدا ، ثم مسح على خفيه ، و صلى بنا ، و حدثنا فى بيته .
قلت : و العطاردى مضعف .
و قال الدورى ، عن ابن معين : قد رأى الأعمش أنسا .
و كذا قال أبو حاتم .
و قال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه : الأعمش عن أبى صالح ـ يعنى : مولى أم هانىء
ـ منقطع .
و قال يعقوب بن شيبة فى " مسنده " : ليس يصح للأعمش عن مجاهد إلا أحاديث يسيرة ، قلت لعلى ابن المدينى : كم سمع الأعمش من مجاهد ؟ قال : لا يثبت منها إلا ما قال سمعت ، هى نحو من عشرة ، و إنما أحاديث مجاهد عنده عن أبى يحيى القتات .
و قال عبد الله بن أحمد ، عن أبيه فى أحاديث الأعمش ، عن مجاهد : قال أبو بكر
ابن عياش ، عنه : حدثنيه ليث عن مجاهد .
و قال عبد الله بن أحمد ، عن ابن معين : لم يسمع الأعمش من أبى السفر إلا حديثا واحدا ، و لم يسمع من أبى عمرو الشيبانى شيئا .
و حكى الحاكم ، عن ابن معين أنه قال : أجود الأسانيد الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله ، فقال له إنسان : الأعمش مثل الزهرى ؟ فقال : برئت من
الأعمش أن يكون مثل الزهرى ، الزهرى يرى العرض و الإجازة ، و يعمل لبنى أمية ،
و الأعمش فقير صبور ، مجانب للسلطان ، ورع ، عالم بالقرآن .
و قال الخليلى : رأى أنسا ، و لم يرزق السماع منه ، و ما يرويه عن أنس ففيه إرسال .
و قول ابن المنادى الذى سلف أن الأعمش أخذ بركاب أبى بكرة الثقفى غلط فاحش ; لأن الأعمش ولد إما سنة إحدى و ستين ، أو سنة تسع و خمسين على الخلف فى ذلك ،
و أبو بكرة مات سنة إحدى أو اثنتين و خمسين ، فكيف يتهيأ أن يأخذ بركاب من مات
قبل مولده بعشر سنين أو نحوها ؟ ! ، و كأنه كان ـ و الله أعلم ـ أخذ بركاب ابن
أبى بكرة ، فسقطت ابن و ثبت الباقى ، و إنى لأتعجب من المؤلف مع حفظه و نقده كيف خفى عليه هذا . اهـ .

ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ ْ





تاريخ بغداد ت بشار (10/ 5)
4564 - سليمان بن مهران أبو محمد الأعمش مولى بني كاهل ولد على ما ذكر جرير بن عبد الحميد بدنباوند، وهي ناحية من رستاق الري في الجبال، ويقال: كان من أهل طبرستان وسكن الكوفة، ورأى أنس بن مالك، ولم يسمع منه شيئا مرفوعا.
وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلا.
وسمع المعرور بن سويد، وأبا وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وعمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي، وأبا صالح ذكوان، وسعيد بن جبير، ومجاهدا، وإبراهيم النخعي.
روى عنه أبو إسحاق السبيعي، وسليمان التيمي، والحكم بن عتيبة، وزبيد اليامي، وسهيل بن أبي صالح، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الواحد بن زياد، وسفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، ووكيع، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، وعيسى بن يونس، وعبد الرحمن المحاربي، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعمر، ويعلى، ومحمد بنو عبيد الطنافسي، وأبو أسامة، وعبد الله بن نمير، وغيرهم.
وكان من أقرأ الناس للقرآن، وأعرفهم بالفرائض، وأحفظهم للحديث.
وذكر قدومه بغداد فيما أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث: عبد الله بن عبد الله الرازي؟ قال: هذا ابن سرية علي بن أبي طالب، روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.
حدثت عن محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا أحمد بن جعفر بن محمد بن عبيد الله المنادي، قال: قد رأى سليمان الأعمش أنس بن مالك، إلا أنه لم يسمع منه، ولكنه قد رأى أبا بكرة الثقفي وأخذ له بركابه، فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عز وجل محمد بن أحمد بن رزق، ومحمد بن الحسين بن الفضل، قالا: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال: حدثنا وفي رواية ابن الفضل أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا أحمد بن عبد الصمد الأنصاري، قال: حدثنا وكيع عن الأعمش، قال: رأيت أنس بن مالك وما منعني أن أسمع منه إلا استغنائي بأصحابي.
(2937) وقال الأبار: حدثنا جعفر بن عمران الثعلبي، قال: حدثنا أبو يحيى الحماني عن الأعمش، قال: سمعت أنسا، يقول: " إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأصوب قيلا، فقيل له: يا أبا حمزة {وأقوم قيلا}، فقال: أقوم وأصوب واحد "
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم.
وأخبرنا القاضي أبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن البختري الرزاز، قالا: حدثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدثنا ابن فضيل، عن الأعمش، قال: رأيت أنسا بال فغسل ذكره غسلا شديدا، ثم توضأ ومسح على خفيه، ثم صلى بنا.
زاد الرزاز وحدثنا في بيته.
أخبرنا محمد بن علي بن يعقوب المعدل، قال: أخبرنا علي بن عمر الحافظ، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد النحوي، قال: حدثنا عباس الدوري، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كل ما روى الأعمش عن أنس، فهو مرسل، وقد رأى الأعمش أنسا.
أخبرني علي بن محمد المالكي، قال: أخبرنا عبد الله بن عثمان الصفار، قال: أخبرنا محمد بن عمران الصيرفي، قال: حدثنا عبد الله بن علي ابن المديني، قال: سمعت أبي يقول: الأعمش لم يحمل عن أنس، إنما رآه يخضب، ورآه يصلي.
وإنما سمعها عن يزيد الرقاشي وأبان عن أنس.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا أحمد بن سعيد السوسي، قال: قال العباس بن محمد الدوري: كان الأعمش رجلا من أهل طبرستان، من قرية يقال لها دباوند، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه، وهو مولى لبني أسد، وكان نازلا في بني أسد.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: قال أبو عبد الله: بلغني أن الأعمش ولد مقتل الحسين.
أخبرنا البرقاني، قال: قرأت على أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن علك المروزي بها سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الذهلي، يقول: ولد عمر بن عبد العزيز، وهشام بن عروة، والزهري، وقتادة، والأعمش ليالي قتل الحسين بن علي، وقتل سنة إحدى وستين.
أخبرنا علي بن طلحة المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن داود الكرجي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش، قال: سمعت المخرمي محمد بن عبد الله بن المبارك، يقول: الأعمش أكبر من الزهري، وينكر هذا عاقل؟ قال: وسمعت يحيى بن معين يقوله.
أخبرنا ابن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا حنبل، قال: سمعت أبا عبد الله، قال: قال يحيى قال الأعمش: إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ستر.
قال أبو عبد الله: صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حمزة بن محمد بن طاهر، قال: حدثنا الوليد بن بكر الأندلسي، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، قال: حدثني أبي، قال: سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد ثقة، كوفي، وكان محدث أهل الكوفة في زمانه يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب، وكان يقرئ القرآن، رأس فيه، قرأ على يحيى بن وثاب، وكان فصيحا، وكان أبوه من سبي الديلم، وكان مولى بني كاهل، فخذ من بني أسد، وكان عسرا سيئ الخلق.
وقال في موضع آخر: كان لا يلحن حرفا، وكان عالما بالفرائض، ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه.
وكان فيه تشيع، ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة نفر: طلحة بن مصرف اليامي وكان أفضل من الأعمش وأرفع سنا منه، وأبان بن تغلب النحوي، وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود.
وروى عن أنس بن مالك حديثا واحدا، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء، وذكروا أن أبا الأعمش مهران شهد مقتل الحسين، وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين.
وراح الأعمش إلى الجمعة وعليه فرو، وقد قلب فروه، جلدها على جلده، وصوفها إلى خارج، وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء.
أخبرنا البرقاني، قال: قرئ على عثمان المجاشي، وأنا أسمع: حدثكم يوسف بن يعقوب بن بهلول، قال: حدثنا ابن زنجويه، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة، قال: رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا، وقباء تسيل خيوطه على رجليه، ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم من كان يأتيني؟ لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني.
وأخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن خميرويه الهروي، قال: أخبرنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا ابن عمار، قال: حدثني يحيى بن يمان، قال: قال الأعمش: إني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه.
أخبرنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا غسان بن الربيع، قال: حدثنا أبو إسرائيل، عن طلحة بن مصرف، قال: كنا نختلف إلى يحيى بن وثاب نقرأ عليه، والأعمش ساكت ما يقرأ.
فلما مات يحيى بن وثاب فتشنا أصحابنا، فإذا الأعمش أقرأنا.
أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه، قال: أخبرنا يوسف بن عمر القواس، قال: حدثنا أحمد بن علي بن العلاء، قال: قال أبو هاشم، يعني: زياد بن أيوب سمعت هشيما، يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم، ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: قرأنا على أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي: حدثكم محمد بن أحمد بن شبيب، قال: حدثنا زياد بن أيوب، قال: سمعت هشيما، يقول: ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش، ولا أجود حديثا، ولا أفهم إجابة لما يسأل عنه من ابن شبرمة.
أخبرني بن الفضل، قال: أخبرنا دعلج، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا دلويه زياد بن أيوب، قال: قال هشيم: ما رأيت بالكوفة أحدا كان أقرأ لكتاب الله من الأعمش.
أخبرنا محمد بن عبد الملك القرشي، قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم بن حمدان القاضي، قال: حدثنا محمد بن علي بن مهدي العطار، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل بن سمرة، قال: حدثني ابن أبي حماد، قال: حدثني زهير، قال: سمعت أبا إسحاق، يقول: ما بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد: عاصم والأعمش: أحدهما لقراءة عبد الله، والآخر لقراءة زيد.
أخبرنا الجوهري، قال: أخبرنا عمر بن محمد بن علي، قال: حدثنا قاسم بن زكريا المطرز.
وأخبرنا البرقاني، قال: قرأنا على أبي بكر الإسماعيلي: أخبرك القاسم بن زكريا، قال: حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، قال: حدثنا حجاج، عن شعبة، قال: سليمان الأعمش أحب إلي من عاصم، وفي حديث الجوهري: أحب إلينا حديثا من عاصم.
أخبرنا عثمان بن محمد بن يوسف العلاف، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثني جعفر بن كزال، قال: سمعت علي بن الجعد يحكي عن الكسائي، قال: أتى الأعمش رجل، فقال: أقرأ عليك؟ قال: اقرأ، وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية، فقرأ عليه عشرين وجاوز، فقال: لعله يريد الثلاثين، فجاوز الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت، فقال له الأعمش اقرأ فوالله إنه لمجلس لا عدت إليه أبدا.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، قال: أخبرنا الوليد بن بكر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله، قال: حدثني أبي، قال: أمر عيسى بن موسى للقراء بصلة، قال: فأتوا وقد لبسوا، قال: وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه، ورجل يقوده، فلما دخل الدار، قال: هاهنا ابن أبي ليلى، هاهنا ابن شبرمة، أريحونا من هذه الحيطان الطوال.
قال عيسى: ما دخل علينا اليوم قارئ غير هذا، عجلوا له.
أخبرنا ابن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا حنبل بن إسحاق، قال: حدثنا محمد بن داود الحداني، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: لم نر نحن ولا القرن الذي كان قبلنا مثل الأعمش.
وقال حنبل: حدثنا محمد بن داود، قال: حدثنا عيسى بن يونس، قال: ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش، مع فقره وحاجته.
أخبرني عبد الله بن أبي بكر بن شاذان، قال: أخبرنا أحمد بن علي بن محمد بن الجهم الكاتب، قال: أخبرنا محمد بن جرير، قال: حدثنا أبو هشام، قال: سمعت عمي يقول: قال عيسى بن موسى لابن أبي ليلى: اجمع الفقهاء، قال: فجمعهم، فجاء الأعمش في جبة فرو، وقد ربط وسطه بشريط، فأبطئوا، فقام الأعمش، فقال: إن أردتم أن تعطونا شيئا وإلا فخلوا سبيلنا، فقال: يابن أبي ليلى قلت لك تأتي بالفقهاء تجيء بهذا؟ قال: هذا سيدنا، هذا الأعمش.
أخبرنا أحمد بن عبد الله الأنماطي، قال: أخبرنا محمد بن المظفر.
وأخبرنا الطناجيري، قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال عمر حدثنا، وقال الآخر: أخبرنا محمد بن هارون بن حميد، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: سمعت عبد الله بن داود الخريبي، يقول: مات الأعمش يوم مات وما خلف أحدا من الناس أعبد منه، قال: وكان صاحب سنة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي، قال: حدثني أحمد بن زهير، قال: سمعت إبراهيم بن عرعرة، قال: سمعت يحيى القطان إذا ذكر الأعمش، قال: كان من النساك، وكان محافظا على الصلاة في جماعة، وعلى الصف الأول.
قال يحيى: وهو علامة الإسلام.
أخبرنا محمد بن عمر بن بكير المقرئ، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز، قال: حدثنا هيثم بن خلف الدوري، قال: حدثنا محمود بن غيلان، قال: حدثنا وكيع، قال: كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى، واختلفت إليه قريبا من سنتين فما رأيته يقضي ركعة.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم، قال: سمعت عليا، قال: قال يحيى: كان الأعمش يشبه النساك، قال: كان له فضل، وصاحب قرآن.
أخبرنا أحمد بن أبي جعفر، قال: أخبرنا محمد بن عدي البصري في كتابه، قال: حدثنا أبو عبيد محمد بن علي الآجري، قال: قال أبو داود سمعت يحيى بن معين، قال: كان الأعمش جليلا جدا.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا ابن نمير، عن الأعمش، قال: كنت آتي مجاهدا، فيقول: لو كنت أطيق المشي لجئتك.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا حنبل، قال: قال أبو عبد الله: أبو إسحاق والأعمش رجلا أهل الكوفة.
أخبرني ابن الفضل، قال: أخبرنا دعلج، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا يوسف بن موسى، قال: حدثنا أسيد بن زيد، قال: سمعت زهير بن معاوية يقول: ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش والمغيرة.
أخبرنا علي بن أبي علي البصري، قال: أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن البهلول، وعبيد الله بن محمد بن إسحاق، قالا: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثنا محمد بن يزيد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، قال: حدثنا مغيرة، قال: لما مات إبراهيم، اختلفنا إلى الأعمش في الفرائض.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الكبير، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا أحمد بن سعيد بن مرابا، قال: حدثنا عباس بن محمد، قال: حدثنا سهل بن حليمة أبو السري، قال: سمعت ابن عيينة، يقول: سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال: كان أقرأهم للقرآن، وأحفظهم للحديث، وأعلمهم بالفرائض، ونسيت أنا واحدة.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا أحمد بن إسحاق بن وهب البندار، قال: حدثنا علي بن أحمد بن النضر، قال: سمعت علي ابن المديني، يقول: حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم ستة، فلأهل مكة عمرو بن دينار، ولأهل المدينة محمد بن مسلم، وهو ابن شهاب الزهري، ولأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي وسليمان بن مهران الأعمش، ولأهل البصرة يحيى بن أبي كثير ناقلة وقتادة.
أخبرنا علي بن محمد بن عمر المقرئ، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا معاذ بن المثنى، قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى.
وأخبرنا البرقاني، واللفظ له، قال: أخبرنا ابن خميرويه الهروي، قال: أخبرنا الحسين بن إدريس، قال: حدثنا ابن عمار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان، عن عاصم الأحول، قال: مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن، فقال: هذا الشيخ، يعني الأعمش، أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني ابن أبي عمر.
وأخبرنا ابن الفضل، قال: حدثنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان، قال: حدثنا جعفر بن كزال، قال: حدثنا إسحاق الطالقاني، قالا: حدثنا سفيان، عن عاصم، قال: قال القاسم بن عبد الرحمن لم يبق بالكوفة أحد أعلم بحديث عبد الله من سليمان الأعمش.
واللفظ لحديث أبي سهل، غير أنه لم يذكر في إسناده عاصما.
أخبرنا ابن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا حنبل، قال: حدثنا أبو عبد الله الشامي مهنى، قال: حدثنا بقية، قال: قال لي شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش.
أخبرنا أحمد بن محمد بن عبد الله الكاتب، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن يحيى المزكي، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الدغولي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن خاقان المروزي، قال: سمعت عمار بن الحسن، يقول: كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش، قال: إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني.
أخبرنا محمد بن عبد الواحد الأكبر، قال: أخبرنا محمد بن العباس، قال: أخبرنا ابن مرابا، قال: حدثنا عباس بن محمد، قال: سمعت يحيى بن معين، يقول: كان جرير إذا حدث عن الأعمش، قال: هذا الديباج الخسرواني.
أخبرنا الحسن بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي، قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار، قال: حدثنا محمد بن إسحاق أبو بكر، قال: حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن إسحاق بن راشد، قال: قال لي الزهري وبالعراق أحد يحدث؟ قلت: نعم، قلت له: هل لك أن آتيك بحديث بعضهم؟ فقال لي: نعم.
فجئته بحديث سليمان الأعمش، فجعل ينظر فيها ويقول: ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا، قال: قلت وأزيدك، هو من مواليهم.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا أحمد بن يوسف، قال: حدثنا الأخنسي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، قال: سمعت شعبة إذا ذكر الأعمش، قال: المصحف المصحف.
وأخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا سهل بن أبي سهل الواسطي، قال: قال أبو حفص عمرو بن علي: كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه.
أخبرنا البرقاني، قال: أخبرنا أبو الفضل بن خميرويه، قال: أخبرنا الحسين بن إدريس، قال: سمعت ابن عمار، يقول: ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش، ومنصور بن المعتمر هو ثبت أيضا، وهو أفضل من الأعمش، إلا أن الأعمش أعرف بالمسند وأكثر مسندا منه.
أخبرني الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق، قال: حدثنا محمد بن سويد الزيات، قال: حدثني أبو يحيى الناقد، قال: حدثني محمد بن خلف التيمي، قال: سمعت أبا بكر بن عياش، يقول: كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين، وكنا نجيء إليه إذا فرغنا من الدوران، فيقول: عند من كنتم؟ فنقول: عند فلان، فيقول: طبل مخرق، ويقول: عند من؟ فنقول: عند فلان، فيقول: طير طيار، ويقول: عند من؟ فنقول: عند فلان، فيقول: دف.
وكان يخرج إلينا شيئا فنأكله، قال: فقلنا يوما: لا يخرج إليكم الأعمش شيئا إلا أكلتموه، قال: فأخرج إلينا فأكلناه، وأخرج فأكلناه، فدخل فأخرج فتيتا فشربناه، فدخل فأخرج إجانة صغيرة وقتا، فقال: فعل الله بكم وفعل، أكلتم قوتي وقوت امرأتي وشربتم فتيتها، هذا كلوه علف الشاة.
قال: فمكثنا ثلاثين يوما لا نكتب فزعا منه، حتى كلمنا إنسانا عطارا كان يجلس إليه، حتى كلمه لنا.
أخبرنا محمد بن عمر النرسي، قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الشافعي، قال: حدثنا هيثم بن مجاهد، قال: حدثنا محمد بن يحيى الأزدي، قال: سمعت عبد الله بن داود، يقول: مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة وولد الأعمش سنة ستين مقتل الحسين.
قال أبو عبد الله، يعني: محمد بن يحيى قلت: كأنه مات وله سبع وثمانون، قال: كذا قال أبو عوانة.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا جعفر بن محمد الخلدي، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عبد الله بن داود، قال: قال أبو عوانة: مات الأعمش سنة سبع وأربعين ومائة.
وقال الحضرمي: حدثنا ابن نمير، قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة.
أخبرنا ابن رزق، قال: أخبرنا عثمان بن أحمد، قال: حدثنا حنبل، قال: حدثني أبو عبد الله، قال: حدثنا وكيع، قال: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
أخبرنا ابن الفضل، قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا يعقوب، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا الأعمش، وهو سليمان بن مهران مولى بني كاهل بن أسد، قال أبو نعيم ومات في سنة ثمان وأربعين ومائة.
وأخبرني ابن الفضل، قال: أخبرنا دعلج بن أحمد، قال: أخبرنا أحمد بن علي الأبار، قال: حدثنا أبو عمار، قال: يعني: الحسين بن حريث، قال: سمعت أبا نعيم، يقول مات الأعمش وهو ابن ثمان وثمانين سنة وولد سنة ستين، ومات سنة ثمان وأربعين ومائة في شهر ربيع الأول، ومات الأعمش بعد منصور بست عشرة سنة.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: حدثنا الوليد بن بكر، قال: حدثنا علي بن أحمد بن زكريا الهاشمي، قال: حدثنا أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي، قال: حدثني أبي، قال: وسليمان بن مهران الأعمش مات سنة تسع وأربعين ومائة، وكان ثقة ثبتا في الحديث.
وقال في موضع آخر: مات الأعمش سنة ثمان وأربعين.
قلت: والصحيح أنه مات في سنة ثمان وأربعين ومائة، والله أعلم.
أخبرنا حمزة بن محمد بن طاهر، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، قال: حدثني أبو سعيد، قال: حدثنا أبو خالد الأحمر، قال: أتيت منزل الأعمش بعد موته، فقلت: أين أنت يا عميرة؟ امرأة الأعمش، أين أنت يا هود.
ابنه، أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس.
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسين السليطي بنيسابور، قال: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم، قال: حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، قال: سمعت أبا سعيد الأشج، يقول: سمعت عبد الله بن إدريس، يقول: أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب، فقيل: من هذا؟ فقلت: ابن إدريس، فأجابتني امرأة يقال لها بزرة: هاي هاي يا عبد الله بن إدريس، ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب؟.
أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل، قال: أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا، قال: حدثني محمد بن الحسين، قال: حدثنا هشام الرازي، قال: سمعت جريرا، يقول: رأيت الأعمش بعد موته في منامي، فقلت: أبا محمد كيف حالكم؟ قال: نجونا بالمغفرة والحمد لله رب العالمين.










النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (1/ 164)
محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، ابن سيد الناس، اليعمري الربعي، أبو الفتح، فتح الدين (المتوفى: 734 هـ)
وأما الأعمش: فهو سليمان بن مهران، أبو محمد، الأسدي الكاهلي الكوفي.
وكاهل هو: ابن أسد بن خزيمة، يقال: أصله من طبرستان من قرية يقال لها: دُنْباوَنْد، جاء به أبوه حميلًا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني أسد فأعتقه كذا، قال عبد الغني.
رأيت بخط شيخنا الحافظ أبي محمد الدمياطي رحمه الله: الصحيح أن الحميل كان أبوه (1).
والحميل: الذي يولد بأرض العدو.
وقال أبو بكر الخطيب (2): رأى أنس بن مالك ولم يسمع منه شيئًا مرفوعًا.
وروى عن عبد الله بن أبي أوفى مرسلًا، وسمع المعرور بن سويد وأبا وائل شقيق بن سلمة، وزيد بن وهب، وعمارة بن عمير، وإبراهيم التيمي، وأبا صالح ذكوان، وسعيد بن جبير، ومجاهدًا، وإبراهيم النخعي.
روى عنه: أبو إسحاق السبيعي، وسليمان التيمي، والحكم بن عتيبة، وزبيد اليامي، وسهيل بن أبي صالح، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة، وشيبان بن عبد الرحمن، وعبد الرحمن بن زياد، وسفيان بن عيينة، وعلي بن مسهر، وأبو معاوية، وحفص بن غياث، ووكيع، وجرير بن عبد الحميد، وعبد الله بن إدريس، [وعيسى] (3) بن يونس، وعبد الرحمن المحاربي، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وعمر، ويعلى، ومحمد بنو عبيد الطنافسي، وأبو أسامة، وعبد الله بن عمر (4) وغيرهم.
__________
(1) "الكمال" وذكره الخطيب في "تاريخه".
(2) "تاريخ بغداد" (9/ 4)، وقد رده ابن حجر على المزي، بل ونقل بشار عواد عن نسخة منقولة عن نسخة المزي ما يفيد تراجعه عن هذه الدعوى.
وهذه الرواية فيها خطأ قال الحافظ: وكأنه كان والله أعلم: أخذ بركاب ابن أبي بكرة فسقطت: ابن.
(3) الأصل بدونها، ولعل الصواب إثباتها، أو [وإسرائيل].
(4) كذا ولعلها: ابن نمير.






التوضيح لشرح الجامع الصحيح (3/ 38)
المؤلف: ابن الملقن سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (المتوفى: 804هـ)
يقال إن أصله من طبرستان من قرية يقال لها: دباوند (2) ناحية منها، جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه له رجل من بني أسد فأعتقه. وقال الترمذي في "جامعه" في باب: الاستتار عند الحاجة، عن الأعمش أنه قال: كان أبي حميلا فورثه مسروق (3). فالحميل على هذا أبوه، والحميل: الذي يحمل من بلده صغيرا، ولم يولد في الإسلام.




كوثر المعاني الدراري في كشف خبايا صحيح البخاري (2/ 165)
المؤلف: محمَّد الخَضِر بن سيد عبد الله بن أحمد الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1354هـ)
الخامس: سُليمان بن مِهران الأسديّ الكاهليّ مولاهم، أبو محمَّد الكُوفي الأعْمش.
يقال: أصله من طبرِستان، وولد بالكوفة، وقيل: إن أصله من رُستاق من قرية يقال لها: دُنباوَنْد -بدال مضمومة، ونون ساكنة، ثم موحدة مفتوحة، ثم ألف، ثم واو مفتوحة، ثم نون ساكنة، بعدها دال مهملة- قدِم عليها أبوه وامرأته حامل بالأعْمش، فولدته بها، ويقال: إن أباه جاء به حميلًا إلى الكوفة، فاشتراه رجل من بني أسد، فأعتقه وعند الترمذي في "جامعه" في باب الاستشارة عند الحاجة عن الأعمش، أنه قال: كان أبي حميلًا، فورثه مسروق، فالحميل على هذا أبوه، والحميل الذي يحمل من بلده صغيرًا، ولم يولد في الإِسلام.
قال ابن المديني: حفظ العلم على أمة محمَّد - صلى الله عليه وسلم - ستة: عمرو بن










أعيان‏الشيعة، ج‏7، ص: 315
أبو محمد أو أبو علي سليمان بن مهران الأعمش الكوفي الاسدي الكاهلي‏
مولاهم.
ولد سنة 60 و قيل انه ولد يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة 61 و كان أبوه حاضرا مقتل الحسين و عده ابن قتيبة في المعارف في جملة من حملت به أمه سبعة أشهر و توفي في ربيع الأول سنة 148 أو 47 أو 49 عن 88 سنة.

أقوال العلماء فيه‏
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق (ع) فقال سليمان بن مهران أبو محمد الاسدي مولاهم الكوفي و عده ابن شهرآشوب في المناقب من خواص أصحاب الصادق (ع) و عن الشهيد الثاني انه قال ان أصحابنا المصنفين في الرجال تركوا ذكره و لقد كان حريا بالذكر لاستقامته و قد ذكره العامة في كتبهم و أثنوا عليه مع اعترافهم بتشيعه رحمه الله و في مسودة الكتاب امام القراء بالكوفة قرأ عليه حمزة أحد السبعة و أبان بن تغلب نص على تشيعه الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة و البهبهاني و المير الداماد في الرواشح و ابن قتيبة في المعارف و الشهرستاني في الملل و النحل و كان من أكابر المحدثين و الرواة و أعيان قدماء الشيعة المشهود لهم بالعدالة و الوثاقة عند جميع علماء السنة مع اعترافهم بتشيعه ساله المنصور العباسي كم تحدث من الحديث في فضل علي فقال عشرة آلاف حديث و في توضيح المقاصد للشيخ‏ البهائي سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد. كان من الزهاد و الفقهاء و الذي استفدته من تصفح التواريخ انه من الشيعة الامامية و العجب ان أصحابنا لم يصفوه بذلك في كتب الرجال" اه" و في التعليقة يظهر من رواياته كونه شيعيا منقطعا إليهم ع مخلصا مع كونه فاضلا نبيلا و سيجي‏ء في يحيى بن وثاب عن الخلاصة ما يشير اليه و مر في سليمان بن مسهر ما يشير إلى معروفيته و في الحسن بن جعفر انه روى عن الصادق (ع) و عن الأعمش و كذا في الحسن بن علوان و هو أيضا يشير إلى نباهته و اشتهاره و كونه ممن يسند اليه و ربما يذكر له رأي خاص في الفقه مثل ان صلاة الصبح ليست من الصلاة النهارية لكن بعد ظهور تشيعه لا يضر و في أمالي الصدوق عنه دخلت على الصادق (ع) و عنده نفر من الشيعة و هو يقول معاشر الشيعة كونوا لنا زينا و لا تكونوا علينا شينا فظهر مما ذكر انه من الفقهاء و المحدثين من الشيعة فيدل على كونه ثقة مضافا إلى جلالته و كذا يدل عليه رواية ابن أبي عمير عنه" اه" و عن تقريب ابن حجر سليمان الاسدي الكاهلي أبو علي الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءة ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة 147 أو 148 و كان مولده سنة 61 و عن مختصر الذهبي الحافظ أبو محمد الكاهلي الأعمش أحد الاعلام قال ابن المديني له 1300 حديث عاش 88 سنة قال أبو نعيم مات في ربيع الأول سنة 148" اه". و عده ابن رستة في الاعلاق النفيسة من الشيعة و في ذيل المذيل ص 102: سليمان بن مهران الأعمش مولى بني كاهل من الأسد يكنى أبا محمد كان ينزل في بني عوف من بني سعد و كان يصلي في مسجد بني حرام من بني سعد و كان مهران أبو الأعمش من طبرستان و كان الأعمش من ساكني الكوفة و بها كانت وفاته في سنة 148 و هو ابن 88 سنة و كان ولد يوم عاشوراء في المحرم سنة [60] 61 يوم قتل الحسين بن علي ع" اه" و في تاريخ ابن عساكر ج 7 ص 121 كان الأعمش فصيحا من أحسن الناس أخذا للحديث و في الشذرات ج 1 ص 220 في ربيع الأول سنة 148 توفي الامام أبو محمد سليمان بن مهران الاسدي الكاهلي مولاهم الأعمش و كان محدث الكوفة و عالمها قال ابن المديني للأعمش نحو 1300 حديث و قال ابن عيينة كان أقرأهم لكتاب الله و أعلمهم بالفرائض و أحفظهم للحديث و قال يحيى القطان هو علامة الإسلام قال وكيع بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى و قال الخريبي ما خلف أعبد منه و ما يرويه عن مالك فهو إرسال لأنه لم يسمع منه" اه" و قال ابن خلكان كان ثقة عالما فاضلا و كان يقارن بالزهري في الحجاز و عن الرواشح انه معروف بالفضل و الثقة و الجلالة و التشيع و الاستقامة و في تاريخ بغداد كان من أقرأ الناس للقرآن و أعرفهم بالفرائض و أحفظهم للحديث.
و بسنده قال الأعمش انما كان بيننا و بين أصحاب محمد (ص) ستر قال أبو عبد الله (احمد بن حنبل) صدق هكذا كان قد رأى أصحاب النبي (ص) و بسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي قال سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد ثقة كوفي و كان محدث أهل الكوفة في زمانه يقال انه ظهر له أربعة آلاف حديث و لم يكن له كتاب و كان يقرئ القرآن رأس فيه قرأ على يحيى بن وثاب و كان فصيحا و كان أبوه من سبي الديلم و كان مولى لبني كاهل من بني أسد و كان عسرا سي‏ء الخلق و قال في موضع آخر كان لا يلحن حرفا و كان عالما بالفرائض و لم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه و كان فيه تشيع و لم يختم على الأعمش الا ثلاثة نفر طلحة بن مصرف اليامي و ابان بن تغلب النحوي و أبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود و بسنده عن طلحة بن مصرف فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرؤنا.
و بسنده عن هشيم ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش و لا أجود حديثا و لا أسرع اجابة لما يسئل عنه. و بسنده عن أبي إسحاق ما بالكوفة منذ كذا و كذا سنة أقرأ من رجلين في بني أسد عاصم و الأعمش أحدهما لقراءة عبد الله و الآخر لقراءة زيد. و بسنده عن عيسى بن يونس لم نر نحن و لا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش و بسنده عنه ما رأيت الأغنياء و السلاطين عند أحد احقر منهم عند الأعمش مع فقره و حاجته.
و بسنده عن عبد الله بن داود الخريبي مات الأعمش يوم مات و ما خلف أحدا من الناس أعبد منه و كان صاحب سنة. و بسنده كان يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال كان من النساك و كان محافظا على الصلاة جماعة و على الصف الأول قال يحيى و هو علامة الإسلام. و بسنده عن وكيع كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى و اختلفت اليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة. و بسنده عن يحيى بن معين كان الأعمش يشبه النساك كان له فضل و كان صاحب قرآن و بسنده عن يحيى بن معين أيضا كان الأعمش جليلا جدا. و بسنده عن الأعمش كنت آتي مجاهدا فيقول لو كنت أطيق المشي لجئتك. و بسنده أبو إسحاق و الأعمش رجلا أهل الكوفة. و بسنده عن زهير بن معاوية ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش و المغيرة (و ما يفيد المغيرة عقله مع قبح أفعاله) و بسنده عن ابن عيينة سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال كان أقرأهم للقرآن و أحفظهم للحديث و أعلمهم بالفرائض و نسيت أنا واحدة. و بسنده عن علي بن المديني حفظ العلم على امة محمد (ص) ستة و عد منهم لأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي و سليمان بن مهران الأعمش. و بسنده مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال هذا الشيخ يعني الأعمش أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود و بسنده قال شعبة ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش. و بسنده كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال اني أريد ان آخذ لكم في الديباج الخسرواني. و في رواية كان إذا حدث عن الأعمش قال هذا الديباج الخسرواني. و بسنده عن إسحاق بن راشد قال لي الزهري و بالعراق أحد يحدث قلت نعم فجئته بأحاديث سليمان الأعمش فجعل ينظر فيها و يقول ما ظننت ان بالعراق من يحدث مثل هذا قلت و أزيدك هو من مواليهم. و بسنده ان شعبة كان إذا سمع ذكر الأعمش قال المصحف المصحف و كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه. و بسنده عن ابن عمار ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش.
و بسنده عن أبي بكر بن عياش كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين و كنا إذا فرغنا من الدوران نجي‏ء اليه فيقول عند من كنتم فنقول عند فلان فيقول طبل مخرق و عند فلان فيقول طير طيار و عند فلان فيقول دف. و بسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي كان الأعمش ثقة ثبتا في الحديث. و بسنده عن أبي خالد الأحمر أتيت منزل الأعمش بعد موته فقلت أين غطاريف العرب الذين كانوا يأتون هذا المجلس و في رواية عن عبد الله بن إدريس أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب فاجابتني امرأة و قالت ما فعلت جماهير العرب التي كانت تأتي هذا الباب. و ألف ابن طولون الشامي المتوفى سنة 953 رسالة في أحوال سليمان بن مهران الأعمش أسماها الزهر الأنعش في نوادر الأعمش ذكرت في كشف الظنون.

اخباره‏
في تاريخ بغداد كان الأعمش من أهل طبرستان جاء به أبوه حميلا إلى‏ الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه و هو مولى لبني أسد و كان نازلا في بني أسد و في توضيح المقاصد للشيخ البهائي قال له أبو حنيفة يوما يا أبا محمد سمعتك تقول ان الله سبحانه إذا سلب عبدا نعمة عوضه نعمة اخرى قال نعم قال ما الذي عوضك بعد ان أعمش عينيك و سلب صحتهما فقال عوضني عنهما ان لا ارى ثقيلا مثلك" اه" و في الاغاني قال علي بن المغيرة حدثني علي بن عبد الله السدوسي عن المدائني كان السيد الحميري ياتي الأعمش فيكتب عنه فضائل علي (ع) و يخرج من عنده و يقول في تلك المعاني شعرا (الحديث). و روى الشيخ في الامالي عن جماعة عن أبي المفضل عن إبراهيم بن حفص العسكري عن عبيد بن الهيثم عن الحسن بن سعيد ابن عم شريك عن شريك بن عبد الله القاضي قال حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها فبينا انا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة و ابن أبي ليلى و أبو حنيفة فسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا و ذكر ما يتخوف من خطيئاته و أدركته رقة فبكى فاقبل عليه أبو حنيفة فقال يا أبا محمد اتق الله و انظر لنفسك فانك في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الآخرة و قد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك قال الأعمش مثل ما ذا يا نعمان قال مثل حديث عباية انا قسيم النار قال أ و لمثلي تقول هذا ... اقعدوني سندوني حدثني و الذي اليه مصيري موسى بن طريف و لم أر اسديا كان خيرا منه قال سمعت عباية بن ربعي امام الحي قال سمعت عليا أمير المؤمنين يقول انا قسيم النار أقول هذا وليي دعيه و هذا عدوي خذيه. و حدثني أبو المتوكل الناجي في امرة الحجاج و كان يشتم عليا شتما مقذعا يعني الحجاج عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله (ص) إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز و جل فاقعد انا و علي على الصراط و يقال لنا ادخلا الجنة من آمن بي و أحبكما و ادخلا النار من كفر بي و أبغضكما قال أبو سعيد قال رسول الله (ص) ما آمن بالله من لم يؤمن بي و لم يؤمن بي من لم يتول أو قال لم يحب عليا و تلا ألقيا في جهنم كل كفار عنيد قال فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه و قال قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا قال الحسن بن [سعيدة] سعيد قال لي شريك بن عبد الله فما امسى يعني الأعمش حتى فارق الدنيا رحمه الله. و في بعض الكتب المعتبرة: كان الأعمش سي‏ء الخلق و كان أصحاب الحديث يضجرونه و يسومونه نشر ما يحب طيه عنهم فيحلف ان لا يحدثهم الشهر و الشهرين أو أقل أو أكثر فيضيق صدره فيقبل على شاة في منزله فيحدثها بالآثار و الفقه حتى قال بعض أصحاب الحديث ليتني شاة الأعمش. و في تاريخ بغداد في ترجمة إسحاق بن يوسف الأزرق ج 6 ص 319- 320 انه سمع سليمان الأعمش و كان من الثقات المأمونين ثم روى بسنده ان أم إسحاق الأزرق قالت له يا بني ان بالكوفة رجلا يستخف باصحاب الحديث و أنت على الحج فأسألك بحقي عليك ان لا تسمع منه شيئا قال إسحاق فدخلت الكوفة فإذا الأعمش قاعد وحده فوقفت على باب المسجد فقلت امي و الأعمش و قد قال النبي (ص) طلب العلم فريضة على كل مسلم فدخلت فسلمت فقلت يا أبا محمد حدثني فاني رجل غريب قال من أنت قلت من واسط قال فما اسمك قلت إسحاق بن يوسف الأزرق قال لا حييت و لا حييت أمك أ ليس حرجت ان لا تسمع مني شيئا قلت يا أبا محمد ليس كل ما بلغك يكون حقا قال لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك فحدثني عن ابن أبي اوفى سمعت رسول الله (ص) يقول الخوارج كلاب النار" اه" و قال ابن خلكان كان أبوه من دنباوند (بضم الدال المهملة و سكون النون و فتح ألباء الموحدة و بعد الالف واو مفتوحة ثم نون ساكنة بعدها دال مهملة ناحية من رستاق الري و بعضهم يقول دماوند و الأول أصح) و قدم أبوه الكوفة و امرأته حامل بالاعمش فولدت بها قال السمعاني و هو لا يعرف بهذه النسبة بل يعرف بالكوفي و من الطرائف ما ذكره الذهبي في ميزانه في ترجمة [تعلبة] ثعلبة بن سهيل الطهوي أبو مالك الكوفي الطبيب نزيل الري و هو قال [تعلبة] ثعلبة حاضرت شيطانا فعزمت عليه فقال دعني فاني شيعي قلت من تعرف من الشيعة قال الأعمش و أبا إسحاق" اه" و لو ساله الذهبي من تعرف من البقر لقال أعرفك.

مزاحه‏
قال ابن خلكان كان لطيف الخلق مزاحا جاء أصحاب الحديث يوما ليسمعوا عليه فخرج إليهم و قال لو لا ان في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم و جرى بينه و بين زوجته يوما كلام فدعا رجلا ليصلح بينهما فقال لها الرجل لا تنظري إلى عموشة عينيه و حموشة ساقيه فإنه امام و له قدر و في الشذرات فقالت ما لديوان الرسائل أريده (و يظهر انها كانت امزح من الأعمش) فقال الأعمش ما أردت الا ان تعرفها عيوبي و قال له داود بن عمر الحائك ما تقول في الصلاة خلف الحائك فقال لا بأس بها على غير وضوء فقال ما تقول في شهادة الحائك فقال تقبل مع عدلين و ذكر عنده حديث من نام عن قيام الليل بال الشيطان في أذنه فقال ما عمشت عيني الا من بول الشيطان. و عاده الامام أبو حنيفة يوما في مرضه فأطال القعود عنده فلما أراد القيام قال ما اراني الا ثقلت عليك فقال و الله انك لثقيل علي و أنت في بيتك و عاده أيضا جماعة فأطالوا الجلوس عنده فضجر منهم فاخذ وسادته و قام و قال شفى الله مريضكم بالعافية.

و من اخباره ما في الشذرات و تاريخ ابن خلكان عن أبي معاوية الضرير انه كتب اليه هشام بن عبد الملك ان اكتب لي فضائل عثمان و مساوئ علي فاخذ كتابه و لقمه شاة عنده و قال لرسوله هذا جوابك فالح عليه الرسول في الجواب و قال انه قد آلى ان يقتلني ان لم آته بجوابك و تحمل عليه باخوانه فقالوا له يا أبا محمد نجه من القتل فكتب بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك و لو كانت لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك فعليك بخويصة نفسك و السلام" اه" و في وفيات الأعيان قال زائدة بن قدامة تبعت الأعمش يوما فاتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه ثم خرج و هو ينفض التراب عن رأسه و يقول وا ضيق مسكناه. و في تاريخ بغداد بسنده رأى الأعمش أبا بكرة الثقفي ركب فاخذ له بركابه فقال له يا بني انما أكرمت ربك عز و جل. و بسنده راح الأعمش إلى الجمعة و عليه فروة جلدها على جلده و صوفها إلى خارج و على كتفه منديل الخوان مكان الرداء و بسنده عن ابن عيينة رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا و قباء تسيل خيوطه على رجليه ثم قال أ رأيتم لو لا اني تعلمت العلم من كان ياتيني لو كنت بقالا كان يقذرني الناس ان يشتروا مني. و بسنده قال الأعمش اني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي ان ألطمه و بسنده اتى الأعمش رجل فقال اقرأ عليك قال اقرأ و كان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية فقرأ عليه عشرين و جاوز فقال لعله يريد الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت فقال له الأعمش فو الله انه لمجلس لا عدت اليه ابدا. و بسنده امر عيسى بن موسى للقراء بصلة فأتوا و قد لبسوا و جاء الأعمش و عليه ثياب قصار إلى انصاف ساقيه‏ و رجل يقوده فقال هاهنا ابن أبي ليلى هاهنا ابن شبرمة اريحونا من هذه الحيطان الطوال قال عيسى ما دخل عليهم قارئ غير هذا عجلوا له.

ما نسب اليه من التدليس‏
في الشذرات عن المغني الأعمش ثقة جليل و لكنه يدلس قال وهب بن زمعة سمعت ابن المبارك يقول انما أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش و أبو إسحاق.

معنى التدليس‏
في الشذرات ما حاصله التدليس ليس كله قادحا و هو لغة كتمان العيب و عند الأصوليين و المحدثين قسمان مضر و هو تدليس المتن مثل ان يدخل الراوي في الحديث شيئا من كلامه و غير مضر بان يسمي شيخه باسم له غير مشهور أو يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمعه منه أو يسمي شيخه باسم آخر لا يكون رواه عنه أو ياتي بلفظ يوهم امرا لا قدح في إيهامه كقوله حدثنا وراء النهر موهما نهر جيحون و هو نهر عيسى ببغداد و الحيرة" اه" قال المؤلف: في كون روايته عمن لقيه ما لم يسمعه منه غير مضر نظر.

مشايخه و تلاميذه‏
في شذرات الذهب روى عن ابن أبي اوفى و أبي وائل و الكبار و قال ابن خلكان روى عنه سفيان الثوري و شعبة بن الحجاج و حفص بن غياث و خلق كثير من اجلة العلماء و عن رجال الشيخ فرج الله الحويزي في ترجمة عبيد بن نضلة قال ابن الأعمش لأبيه على من قرأت قال على يحيى بن وثاب و قرأ يحيى على عبيد بن نضلة و يحيى بن وثاب كان مستقيما ذكر الأعمش انه كان إذا صلى كأنه يخاطب رجلا. و في تاريخ بغداد ج 9 ص 3 روى عن عبد الله بن أبي اوفى مرسلا و سمع المعرور بن سويد و أبا وائل شقيق بن سلمة و زيد بن وهب و عمارة بن عمير و إبراهيم التيمي و أبا صالح ذكوان و سعيد بن جبير و مجاهدا و إبراهيم النخعي روى عنه أبو إسحاق السبيعي و سليمان التيمي و الحكم بن عتبة و زبيد اليامي و سهيل بن أبي صالح و سفيان الثوري و شعبة و زائدة و شيبان بن عبد الرحمن و عبد الواحد بن زياد و سفيان بن عيينة و علي بن مسهر و أبا معاوية و حفص بن غياث و وكيع و جرير بن عبد الحميد و عبد الله بن إدريس و عيسى بن يونس و عبد الرحمن المحاربي و عبدة بن سليمان و يحيى بن سعيد القطان و عمر و يعلى و محمد بنو عبيد الطنافسي و أبو اسامة و عبد الله بن نمير و غيرهم. و بسنده قيل لابي داود سليمان بن الأشعث عبد الله بن عبد الله الرازي قال هذا ابن سرية علي بن أبي طالب روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.








معجم رجال الحديث (9/ 171)
5413 سليمان الاعمش :
= سليمان بن مهران
روى عن سعيد بن جبير ، وروى عنه علي بن الحسين العبدي ، تفسير
القمي سورة القلم في تفسير قوله تعالى ( ليصرمنها مصبحين ) .
أقول : هو سليمان بن مهران الآتي .



معجم رجال الحديث (9/ 206)
5518 سليمان بن مهران :
= سليمان الاعمش .
أبومحمد الاسدي ، مولاهم الاعمش الكوفي : من أصحاب الصادق عليه
السلام ، رجال الشيخ ( 72 ) . وعده ابن شهر آشوب في ( فصل في تواريخه واحواله ) من خواص أصحاب
الصادق عليه السلام المناقب : الجزء 4 باب امامة أبي عبدالله جعفر بن محمد
الصادق عليه السلام .
وعده ابن داود في القسم الاول ( الموثقين ) ( 718 ) .
ولم يتعرض له العلامة في الخلاصة واعترض عليه الشهيد الثاني في محكي
تعليقته على قول العلامة في يحيى بن وثاب : كان مستقيما ، ذكره الاعمش بما
لفظه عجبا من المصنف ينقل عن الاعمش استقامة يحيى بن وثاب ثم لم يذكر
الاعمش في كتابه أصلا ولقد كان حريا بالذكر لاستقامة وفضله وقد ذكره العامة في كتبهم واثنوا عليه مع اعترافهم بتشيعه وغير المصنف من أصحابنا
الذين صنفوا في الرجال تركوا ذكره ( انتهى ) .
أقول : الاعتراض على العلامة قدس سره في محله جدا ، فان الاعمش
اذا كان يعتمد العلامة على قوله ولذلك ذكر يحيى بن وثاب في القسم الاول
ـ295ـ
فلماذا لم يذكر الاعمش نفسه ، على أنا قد بينا أن العلامة يعتمد على قول كل
شيعي لم يرد فيه جرح ، ولا اشكال في أن تشيع الاعمش
من المتسالم عليه بن
الفريقين ، وتدل عليه عدة روايات ، منها : ما رواه الصدوق بسنده عن الاعمش ،
عن الصادق عليه السلام ، في حديث شرائع الدين ، قال : ومن مسح على الخفين
خالف الله ورسوله وكتابه وضوءه لم يتم وصلاته غير مجزئة الحديث الخصال
ابواب المائة وما فوقها خصال شرائع الدين ، الحديث 9 .
لكن في سند الرواية مجاهيل وبما أن الاعمش لم يرد فيه جرح ، فلا
وجه لعدم ذكره .
هذا مضافا إلى أنه يكفى في الاعتماد على روايته جلالته وعظمته عند
الصادق عليه السلام ، ولذلك كان من خواص أصحابه عليه السلام .
وقد وقع في اسناد تفسير علي بن ابراهيم كما تقدم بعنوان سليمان الاعمش
وقد التزم أن لا يروي فيه إلا عن الثقات .
روى بعنوان سليمان بن مهران عن جعفر بن محمد عليهما السلام وروى
عنه أبوالحسن العبدي ( القندي ) . الفقيه : الجزء 2 ، باب نكت في في حج الانبياء
والمرسلين ، الحديث 668 .





الخلاصةللحلي ص : 181
1 - يحيى بن وثاب
بالثاء المنقطة فوقها ثلاث نقط بعد الواو المشددة و الباء المنقطة تحتها نقطة واحدة بعد الألف قرأ على عبيد بن نضلة كان يقرأ عليه كل يوم آية ففرغ من القرآن في سبع و أربعين سنة و كان يحيى بن وثاب مستقيما ذكره الأعمش.
2 - يحيى الجرار
مولى بجيلة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام و هو الذي روى أن عثمان قتل بنت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم و روى عنه الأعمش و غيره و كان مستقيما.






شرح سنن الترمذي - عبد الكريم الخضير (5/ 12، بترقيم الشاملة آليا)
في تعريف المرسل:
مرفوع تابع على المشهورِ ... مرسل أو قيده بالكبيرِ
أو سقط راوي منه ذو أقوالِ ... . . . . . . . . .
يعني هذا سقط منه راوي، في الحديثين سقط من كل منهما راوٍ وهو ما بين الأعمش والصحابي، فالحديث يرويه الأعمش عن أنس بواسطة، ويرويه عن ابن عمر بواسطة، ولذا قال الإمام المؤلف -رحمه الله-: "وكلا الحديثين مرسل" يعني منقطع على التعريف الثالث للمرسل، وهو المعنى الأعم "ويقال: لم يسمع الأعمش من أنس ولا من أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-" يعني لم يسمع من أنس ولم يسمع من ابن عمر إذاً الحديث أو كلا الحديثين منقطع "وقد نظر إلى أنس بن مالك قال: رأيته يصلي، فذكر حكاية عنه في الصلاة" قال على بن المديني: الأعمش لم يسمع من أنس إنما رآه بمكة يصلي خلف المقام، وقال المنذري: ذكر أبو نعيم أن الأعمش رأى أنس وابن أبي أوفى وسمع منهما، والذي قاله الترمذي هو المشهور، يعني لم يثبت سماع الأعمش عن أحد من الصحابة، ولذا يقول المؤلف -رحمه الله-: "لم يسمع الأعمش من أنس ولا من أحد من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-" إنما له مجرد رؤية؛ ولذا عد من صغار التابعين، وإن لم يسمع من أحد منهم، وإنما رأى أنس بن مالك يصلي خلف المقام.
ثم قال المؤلف -رحمه الله-: "والأعمش اسمه: سليمان بن مهران أبو محمد الكاهلي" ثقة، حافظ، قارئ، معروف بالتدليس -رحمه الله- "وهو مولى لهم" مولى لبني كاهلة، وليس من أنفسهم "قال الأعمش: كان أبي حميلاً فورثه مسروق" حميل فعيل بمعنى محمول، مثل جريح وقتيل بمعنى مقتول ومجروح، والحميل هو الذي يحمل من بلده صغيراً ولم يولد في الإسلام، وهذا اختلف في توريثه "قال الأعمش: كان أبي حميلاً فورثه مسروق" يعني جاء مع أمه وادعته أمه وورثه مسروق منها، وهذا رأيه، ومسروق هو ابن الأجدع بن مالك الهمداني الكوفي، ثقة، فقيه، عابد، مخضرم، معروف مشهور، سيد من سادات التابعين، ورثه مسروق وهذا رأيه، والخلاف في توريث الحميل معروف، يعني جيء به محمول من بلد إلى بلد، ولا يعرف ما نسبه ولا من أبوه إنما يدعيه هذا الذي حمله، حملته امرأة جاءت به فقالت: هذا ولدي ولم تحضر بينه ورثه مسروق، وغيره من أهل العلم لا يورثونه، وأبا عمر -رضي الله عنه- توريث مثل هذا النوع، ولو يستثنوا من ذلك إلا إذا جاء به رجل وادعاه قال: هذا ابني وصدقه الولد.