كُثَيِّر عَزَّة الشاعر كُثَّيِّر بن عبد الرحمن(000 - 105 هـ = 000 - 723 م)

كُثَيِّر عَزَّة الشاعر كُثَّيِّر بن عبد الرحمن(000 - 105 هـ = 000 - 723 م)

شعر كثير شاعر راجع به غیبت
راجع تفصیل الكلام في كُثَيِّر عَزَّة(000 - 105 هـ = 000 - 723 م)
كُثَيِّر عَزَّة الشاعر كُثَّيِّر بن عبد الرحمن(000 - 105 هـ = 000 - 723 م)
شعر كثير عزة



الأعلام للزركلي (5/ 219)
كُثَيِّر عَزَّة
(000 - 105 هـ = 000 - 723 م)
كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر: شاعر، متيم مشهور. من أهل المدينة. أكثر إقامته بمصر. وفد على عبد الملك بن مروان، فازدري منظره، ولما عرف أدبه رفع مجلسه، فاختص به وبيني مروان، يعظمونه ويكرمونه. وكان مفرط القصر دميما، في نفسه شمم وترفع. يقال له " ابن أبي جمعة " و " كثير عزة " و " الملحي " نسبة إلى بني مليح، وهم قبيلته، قال المرزباني: كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام، لا يقدمون عليه أحدا. وفي المؤرخين من يذكر أنه من غلاة الشيعة، وينسبون إليه القول بالتناسخ، قيل: كان يرى أنه " يونس ابن متى " أخباره مع عزة بنت حميل الضمرية كثيرة. وكان عفيفا في حبه قيل له: هل نلت من عزة شيئا طول مدتك؟ فقال: لا والله، إنما كنت إذا اشتد بي الأمر أخذت يدها فإذا وضعتها على جبيني وجدت لذلك راحة. توفي بالمدينة. له " ديوان شعر - ط " وللزبير ابن بكار " أخبار كثير " (2) .
__________
(2) الأغاني 8: 25 وشرح شواهد المغني 24 والوفيات 1: 433 وشذرات الذهب 1: 131 وفي سير النبلاء 4 - خ: وفاته سنة 107 وعيون الأخبار 2: 144 ومعاهد التنصيص 2: 136 والآمدي 169 وخزانة البغدادي 2: 381 - 383 وابن سلام 121 == و 122 والمزرباني 350 والشعر والشعراء 198 وتزيين الأسواق 1: 43 ورغبة الآمل 2: 134 ثم 3: 206 ثم 5: 112 - 116 وسمط الآلي 61 والتبريزي 3: 140 و 141 وانظر.
Brock 1: 44 (48) S 1: 79.




معالم‏العلماء، ص: 152 فصل في المتقين‏
و المتقون: منهم نحو:
كثير عزة
و لما مات رفع جنازته الباقر ع و عرقه يجري و كان من أصحابه،





نضرة الإغريض في نصرة القريض (ص: 88، بترقيم الشاملة آليا)
المؤلف: المظفر بن الفضل بن يحيى، أبو علي، العلوي الحسيني العراقي (المتوفى: 656هـ)
 وهذا كعذره الى محمد بن علي الباقر رحمهما الله تعالى حين قال له يا كثير، أتزعم أنك من شيعتنا ومحبينا وتمدح آل مروان؟ قال: يا مولاي إنما أسخر منهم وأستهزئ بهم، وأجعلهم حيات وعقارب وليوثا، والليوث كلاب، وآخذ أموالهم وملابسهم، كقولي لعبد العزيز بن مروان حين عتبت عليه فنفر بعض النفور:
وكنت عتبت معتبة فلجت ... بي الغلواء عن سنن العتاب
وما زالت رقاك تسل ضغني ... وتخرج من مكانها ضبابي
ويرقيني لك الراقون حتى ... أجابك حية تحت الحجاب
فجعلته راقيا للحيات. وقلت لعبد الملك:
ترى ابن أبي العاصي وقد صف دونه ... ثمانون ألفا قد توافت كمولها
يقلب عيني حية بمحارة ... أضاف إليها الساريات سبيلها
يصد ويغضي وهو ليث خفية ... إذا أمكنته عدوة لا يقيلها
فلما سمع رحمه الله ذلك منه قال: يا كثير، من أراد الآخرة لم يرغب في حطام الدنيا. وهذا دليل على أنه لم يقبل عذر كثير، وهو كعذر ابن الرقيات في قوله:
وبعض القول يذهب في الرياح
والحكاية معروفة.



أعيان الشيعة (ص: 169)
و كثير عزة بن عبد الرحمن الخزاعي ذكره ابن شهرآشوب في شعراء أهل البيت المتقين و المرزباني في شعراء الشيعة و كان معروفا بالتشيع عند ملوك بني امية، و قال المرزباني: لما قتل آل المهلب بالعقر قال كثير ضحى آل أبي سفيان بالدين يوم الطف و ضحى آل مروان بالكرم يوم العقر فقال له يزيد بن عبد الملك عليك بهلة الله اترابية و عصبية، و قيل له عند موته أوص فقال:
برئت إلى الإله من ابن اروى غداة دعي أمير المؤمنينا
و من فعل برئت و من فعيل و من دين الخوارج أجمعينا
(اه) و قال ابن رشيق كان ابن أبي اسحق و هو عالم ناقد و متقدم مشهور يقول أشعر الجاهليين مرقش و أشعر الإسلاميين كثير، قال و هذا غلو مفرط غير أنهم مجمعون على أنه أول من أطال المديح (اه) (105).




مستدرك سفينة البحار (69/ 1)
كثيّر عزّة: شاعر مع الفرزدق(3).
أقول: أبو صخر كثير ـ بضمّ الكاف وفتح المثلّثة وكسر الياء المشدّدة ـ ابن عبدالرحمن السبيعيّ العدنانيّ الخزاعيّ الحجازي، الشاعر المشهور، كان شيعيّاً شديد التشيّع، وكان آل مروان يعلمون بمذهبه، فلا يغيّرهم ذلك له لجلالته في أعينهم ولطف محلّه في أنفسهم. وكان أحد عشاق العرب المشهورين به صاحب عزّة ـ بفتح العين المهملة وشدّ الزاي - بنت جميل. قيل: إنّه أشعر أهل الإسلام.
وذكره ابن شهرآشوب في معالم العلماء في طبقات شعراء أهل البيت(عليهم السلام)، وقال: ولمّا مات رفع جنازته الباقر(عليه السلام) وعرقه تجري، وكان من أصحابه. قلت: وأمّا الأشعار الّتي نسبها إليه شيخنا المفيد فقد ذكر شيخنا الصدوق في كمال الدين أنّها للسيّد الحميري(4).
قال سيّدنا الأجلّ السيّد علي خان في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة الإماميّة: وإنّما صغّر كثير اسمه لقصره وحقارته.
قال الوقاصي: رأيت كثيراً يطوف بالبيت، فمن حدّثك إنّه يزيد على ثلاثة أشبار فلا تصدّقه. وكان إذا دخل على عبدالملك أو أخيه عبدالعزيز، يقول له: (مستدرك سفينة البحار ج9) طأطئ رأسك لايصيبه السقف. وكان عبدالملك يحبّ النظر إلى كثير، فلمّا ورد عليه فإذا هو حقير قصير تزدريه العين، فقال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فقال: مهلاً يا امير المؤمنين، فإنّما المرء بأصغريه قلبه ولسانه، إن نطق نطق ببيان وإن قاتل قاتل بجنان وأنا الّذي أقول:
ترى الرجل النحيف فتزدريه***وفي أثوابه أسد زئير ـ الأبيات
فاعتذر إليه عبدالملك ورفع مجلسه.
أقول: ولكثير مع عزّة مقامات مشهورة لايهمّنا نقلها. توفّي سنة 105.
---
(1) ط كمباني ج 22/72، وجديد ج 100/347.
(2) ط كمباني ج 8/222، وجديد ج 30/242.
(3) ط كمباني ج 11/41، وجديد ج 46/141.
(4) ط كمباني ج 9/617، وجديد ج 42/78.
... اللاحق السابق فهرست الكتاب الحديث وعلومه





معالم مشعة من حياة الباقر عليه السلام (ص: 17)
من الشعراء الذين اهتموا بالدعوة الإسلامية عامة وبالإمام الباقر خاصة الشاعر المعروف: كثير عزة، والشاعر: الكميت بن زيد الأسدي، والشاعر: الورد الأسدي شقيق الكميت، والشاعر: السيد الحميري.
بوابه
جابر الجعفي، الصحابي التقي الجليل الذي روى عن الإمام أكثر الأحاديث.
ملوك عصره
كانت مدة إمامته (عليه السلام) تسعة عشر عاماً، عاصر خلالها:
الوليد بن عبد الملك، وسليمان بن عبد الملك، وعمر بن عبد العزيز، ويزيد بن عبد الملك، وهشام بن عبد الملك.





سيرة الامام الباقر (ع) (ص: 1)
 هذا وكانت للشاعرين الشهيرين كثير عزة، والكميت الأسدي اتصالات وثيقة بالإمام أبي جعفر (عليه السلام) فكلاهما يدينان بإمامته، ووجوب طاعته، والانقطاع إليه، وقد شاع ذلك عنهما، وعرفا به عند جميع الأوساط. أما كثير عزة فهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر الخزاعي، أبو صخر (.. - 105 ه‍) (.. - 723 م). عن المرزباني: كان شاعر أهل الحجاز في الإسلام (3). وفي الدرجات الرفيعة: أبو حمزة الخزاعي المدني، كان في مواهبه الشعرية أشعر أهل الإسلام. كان شديد الولاء لأهل البيت (عليهم السلام) متعصبا لهم، ولم يخف تشيعه على الأمويين. وكان يكن في أعماق نفسه خالص الحب والولاء للإمام أبي جعفر (عليه السلام) ويدين بإمامته وفضله. ويروى أن رجلا نظر إليه وهو راكب والإمام أبو جعفر (عليه السلام) يمشي، فأنكر عليه ذلك وقال له: أتركب وأبو جعفر يمشي؟!! فأجابه كثير جواب المؤمن بدينه، المتبصر في عقيدته قائلا: هو أمرني بذلك، وأنا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني إياه بالمشي.. (1). ودلت هذه البادرة - من شاعرنا - على حسن أدبه، وكمال عقيدته، فإن طاعة الإمام واجبة ليس إلى مخالفتها من سبيل. واختص كثير ببني مروان فكانوا يعظمونه ويكرمونه ونظم في مدحهم عدة قصائد ذكرت في ديوانه إلا أنه لم يكن في مدحه لهم جادا، ولا مؤمنا بما يقول، وإنما مدحهم طمعا بأموالهم وهباتهم، وكان يسخر منهم فكان يشبههم بالحيات والعقارب، فقد روى المؤرخون أنه وفد على الإمام أبي جعفر (عليه السلام) فقال (عليه السلام) له: تزعم أنك من شيعتنا، وتمدح آل مروان؟!! فانبرى كثير قائلا: إنما أسخر منهم، وأجعلهم حيات، وعقارب، ألم تسمع إلى قولي في عبد العزيز بن مروان: وكنت عتبت معتبة فلجت * بي الغلواء في سن العقاب ويرقيني لك الراقون حتى * أجابك حية تحت الحجاب وفهم ذلك عبد الملك فقال لأخيه عبد العزيز: ما مدحك، إنما جعلك راقيا للحيات. ونقل لي ذلك عبد العزيز فقلت له: والله لأجعلنه حية، ثم لا ينكر ذلك فقلت فيه: يقلب عيني حية بمجارة * أضاف إليها الساريات سبيلها يصيد ويغضي وهو ليث خفية * إذا أمكنته عدوة لا يقيلها ولما تلوت ذلك على عبد الملك أجزل لي بالعطاء، وخفي عليه ما قصدته. فلم يكن كثير في مديحه لبني مروان جادا، ولا مؤمنا بما يقول، وإنما كان ساخرا وهازئا، فقد خادعهم ليكسب منهم الأموال التي اختلسوها بغير حق، ولم تكن له مندوحة لأخذ شيء منها إلا بهذه الوسيلة. توفي سنة 105 ه‍وقد توفي في اليوم الذي توفي فيه عكرمة وصلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر، فقال الناس: مات أفقه الناس، وأشعر الناس (1). وقد شيع بتشييع حافل، وكان من جملة المشيعين لجنازته الإمام أبو جعفر (عليه السلام) (2). وأما الكميت بن زيد بن خنيس الأسدي، أبو المستهل (60 - 126 ه‍/ 680 - 744 م) شاعر الهاشميين، من أهل الكوفة. كان عالما بآداب العربية ولغاتها وأخبارها وأنسابها، ثقة في علمه، منحازا إلى بني هاشم كثير المدح لهم. وهو من أصحاب الملحمات. أشهر مجاميعه الشعرية الهاشميات وقد ترجمت إلى الألمانية. قيل: لو لم يكن لبني أسد منقبة غير الكميت لكفاهم. قال عكرمة الضبي: لولا شعر الكميت لم يكن للغة ترجمات (3)، ولا للبيان لسان (4). ويأتي الكميت في طليعة رجال الكفر والأدب في عصره، فقد ساهم
(هامش)
(1) أمالي المرتضى / الشريف المرتضى 1: 283. (*)
ص 123
(هامش)
(1) وفيات الأعيان / ابن خلكان 3: 269. (2) حياة الإمام محمد الباقر / القرشي 1: 319 - 321. (3) الأعلام / الزركلي 5: 233. (4) روضات الجنات / الخوانساري 6: 59. (*)
ص 124


الفصول المختارة للشيخ المفيد (22/ 5)
و كان كثير عزة كيسانيا و مات على ذلك و له في مذهب الكيسانية قوله :
ألا إن الأئمة من قريش *** ولاة الحق أربعة سواء
علي و الثلاثة من بنيه *** هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان و بر *** و سبط غيبته كربلاء
و سبط لا يذوق الموت حتى *** يقود الخيل يقدمها اللواء
يغيب فلا يرى فيهم زمانا *** برضوى عنده عسل و ماء



                        أمالي المرتضى، ج‏1، ص: 283
20 مجلس آخر [المجلس العشرون:]
 [عود إلى ذكر الجوابات المستحسنة:]
قال سيدنا أدام الله علوه: ثم نعود إلى ما كنا آخذين فيه من ذكر مستحسن الجوابات.
روى أن رجلا نظر إلى كثير الشاعر راكبا/ و أبو جعفر محمد بن علي عليهما السلام يمشى، فقيل له: أ تركب و أبو جعفر يمشى! فقال: هو أمرنى بذلك، و أنا بطاعته فى الركوب أفضل منى فى عصيانى إياه بالمشي «1».



العباس (عليه السلام) (12/ 7)
ولا يستغرب هذا من يعرف حالة العاشق، وأنّه عند توجّه مشاعره نحو المحبوب لا يشعر بكُلِّ ما يلاقيه من عناء ونكد، حكى المؤرّخون أنّ عزّة دخلت على كثير الشاعر وهو في خبائه يبري سهاماً له، ولما نظر إليها أدهشه الحال، وأبهره الجمال، فأخذ يبري أصابعه، وسالت الدماء، وهو لا يحسّ بالألم(3).
____________
(3) الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني 9: 22.





                        مجموعة ورام، ج‏1، ص: 29
باب الرسوم في معاشرة الناس و ملاقاتهم و مصافحتهم و مجالستهم و مراسلتهم و ذكرهم و رد السلام و التحية و آداب النفس و ما يتصل بذلك‏
......
رئي كثير راكبا و محمد بن علي الباقر ع يمشي فقيل له أ تركب و أبو جعفر يمشي فقال هو أمرني بذلك و أنا بطاعته في الركوب أفضل مني في عصياني إياه بالمشي‏




                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج‏2، ص: 302
2034- «6» ابن شهرآشوب في معالم العلماء، قال لما مات كثير رفع جنازته الباقر ع و عرقه يجري‏



معالم‏العلماء، ص: 152 فصل في المتقين‏
و المتقون: منهم نحو:
كثير عزة
و لما مات رفع جنازته الباقر ع و عرقه يجري و كان من أصحابه،


                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، ج‏2، ص: 302
قال جابر ما تركت حمل ميت مذ سمعت هذا من رسول الله ص‏
14 و قال ص من تبع السرير فحمل بجوانبه الأربع غفر الله له أربعين كبيرة
2034- «6» ابن شهرآشوب في معالم العلماء، قال لما مات كثير رفع جنازته الباقر ع و عرقه يجري‏
2035 «7» السيد عليخان المدني في الدرجات الرفيعة، عن يزيد بن عروة قال غلب النساء على جنازة كثير يبكينه و يذكرن عزه في ندبتهن قال فقال أبو جعفر محمد بن علي ع أفرجوا لي عن جنازة الموالي عن جنازة « (1)» كثير لأرفعها قال فجعلنا ندفع عنها النساء و جعل يضربهن محمد ع بكمه و يقول تنحين يا صواحبات يوسف الخبر
__________________________________________________
6- معالم العلماء ص 152.
7- الدرجات الرفيعة ص 590.
 (1) ليس في المصدر.



رديف : 4279
كتاب : الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة
نويسنده : السيد علي خان المدني الشيرازي
جلد : 
وفات : 1120
رده‌ : مهمترين مصادر رجال شيعه
خطى : خير
تحقيق : تقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم
چاپ : 
سال چاپ : 1397
چاپخانه : 
ناشر : منشورات مكتبة بصيرتي - قم
شابك : 

الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة - ص 581
( أبو صخر )
كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الأسود بن عامر بن عويمر بن خالد بن
سعيد بن خثيمة بن سعد بن مليح بضم الميم ابن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو
مزيقيا بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن أزد
ابن قمعة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الخزاعي الحجازي الشاعر
المشهور أحد عشاق العرب المشهورين به صاحب عزة بنت جميل الآتي ذكرها
له معها حكايات ونوادر وأمور مشهورة وأكثر شعره فيها .
وكان ابن أسحق يقول كثير أشعر أهل الإسلام وكانت له منزلة عند قريش
وقدر وكان عبد الملك معجبا بشعره فقال يوما كيف ترى شعري يا أمير المؤمنين
فقال أراه يسبق السحر ويغلب الشعر فقال من أشعر الناس يا أبا صخر فقال
من يروى أمير المؤمنين شعره فقال له عبد الملك إنك لمنهم .
ويحكى ان الفرزدق لقى كثيرا فقال له أنت يا أبا صخر أنسب العرب حيث نقول :
أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل
فقال له كثير وأنت يا أبا فراس أفخر العرب حيث تقول :
ترى الناس ما سرنا يسيرون حولنا * وأن نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
وقال الجمحي كان لكثير في النسيب نصيب وافر وكانت له من فنون الشعر
ما كانت لجميل وكان راوية جميل وأنما صغر اسمه لقصره وحقارته .
وقال الوقاصي رأيت كثيرا يطوف بالبيت فمن حدثك انه يزيد على
ثلاثة أشبار فلا تصدقه وكان إذا دخل على عبد الملك أو أخيه عبد العزيز يقول
له طأطئ رأسك لا يصيبه السقف وكان عبد الملك يحب النظر إلى كثير فلما
ورد عليه فإذا هو قصير حقير تزدريه العين فقال تسمع بالمعيدي خير من أن
تراه فيقول مهلا يا أمير المؤمنين فإنما المرء بأصغريه قلبه ولسانه ان نطق نطق
ببيان وان قاتل قاتل بجنان وانا الذي أقول .
ترى الرجل النحيف فتزدريه * وفى أثوابه أسد هصور
ويعجبك الطرير فتبتليه * فيخلف ظنك الرجل الطرير
وما عظم الرجال لها بزين * ولكن زينها كرم وخير
بغاث الطير أطولها جسوما * ولم تطل البزاة ولا الصقور
وقد عظم البعير بغير لب * فلا يستغن بالعظم البعير
فيركب ثم يضرب بالهراوي * فلا عرف لديه ولا نكير
يجرره الصبى بكل سهب * ويحبسه على الخسف الجرير
فاعتذر إليه عبد الملك ورفع مجلسه ونسب في الحماسة هذه الأبيات إلى
العباس بن مرداس ويحتمل ان يكون كثير تمثل بها .
وكان أول أمره مع عزة انه مر بنسوة من بنى خمرة ومعه جلب غنم
فأرسلن إليه عزة وهي صغيرة فقالت يقبل لك النسوة بعنا كبشا من هذه الغنم
وانسئنا بثمنه إلى أن ترجع فأعطاها كبنا فأعجبته فلما رجع جائته امرأة منهن
بدراهمه فقال وأين الصبية التي أخذت منى الكبش قالت وما تصنع بها هذه
دراهمك قال لا آخذ دراهمي إلا ممن دفعت إليها الكبش وهو يقول :
قضى كل ذي دين فوفى غريمه * وعزة ممطول معنى غريمها
فقلن له أبيت إلا هذه وأبرزنها له وهي كارهة ثم إنها أحبته بعد ذلك
حبا شديدا أشد من حبه لها .
وحكى ان عزة دخلت يوما على أم البنين بنت عبد العزيز فقالت أرأيت
قول كثير : ( قضى كل ذي دين ) البيت ما كان ذلك الدين قالت وعدته قبل
وخرجت منها قالت انجزيه وعلى اثمها .
وكان لكثير غلام عطار بالمدينة وربما باع نساء العرب بالنسيئة فأعسر
على عزة بعطر فمطلته أياما وحضرت إلى حانوته في نسوة فطالبها فقالت حبا
وكرامة ما أقرب الوفاء وأسرع فأنشد متمثلا : ( قضى كل ذي دين فوفى غريمه )
فقالت النسوة أتدري من غريمتك قال لا والله قلن هي عزة قال أشهدكم إنها في
حل مما لي عندها ثم مضى إلى سيده فأخبره بذلك فقال كثير وانا اشهد الله إنك حر
لوجهه ووهبه جميع ما في الحانوت من العطر وله في مطالها بالوعد شعر كثير منه :
أقول لها عزيز مطلت ديني * وشر الغانيات ذوا المطالي
فقالت ويح غيرك كيف أقضى * غريما ما ذهبت له بمالي
وعن الهيثم بن عدي ان عبد الملك سأل كثيرا عن أعجب خبر له مع
عزة فقال حججت سنة من السنين وحج زوج عزة بها ولا يعلم أحد بصاحبه
فلما كنا في بعض الطريق أمرها زوجها بابتياع سمن يصلح به طعاما لأهل رفقته
فجعلت تدور الخيام خيمة خيمة حتى دخلت إلى وهي لم تعلم أنها خيمتي وكنت
أبرى أسهما لي فلما رأيتها جعلت أبرى وانا أنظر إليها ولا أعلم حتى بريت ذراعي
مرات وأنا لا أشعر والدم يجرى فلما تبينت ذلك دخلت إلى وأمسكت يدي
وجعلت تمسح الدم عنها بثوبها وكان عندي نحى من سمن فحلفت لتأخذنه فاخذته
وجاءت إلى زوجها بالسمن فلما رأى ثوبها سألها عن خبره فكاتمته حتى حلف
عليها لتصدقنه فصدقته فضربها وحلف ليشتمني في وجهي فوقفت على وهو معها
فقالت لي يا بن الزانية وهي تبكي ثم انصرفا فذلك حين أقول :
يكلفها الخنزير شتمي وما بها * هواني ولكن للمليك استذلت
وهذا البيت من قصيدة له هي من محاسن شعره أولها :
خليلي هذا ربع عزة فاعقلا * قلوصيكما ثم أبكيا حيث حلت
وما كنت أدرى قبل عزة ما البكا * ولا موجعات القلب حتى تولت
فلا يحسب الواشون ان صبابتي * بعزة كانت غمرة فتجلت
فوالله ثم الله ما حل قبلها * ولا بعدها من خلة حيث حلت
وما مر من يوم على كيومها * وان عظمت أيام أخرى وجلت
وكانت لقطع الحبل بيني وبينهما * كناذرة نذرا فأوفت وبرت
فقلت لها يا عز كل مصيبة * إذا وطنت يوما لها النفس ذلت
ولم يلق إنسان من الحب منعة * تعم ولا عمياء الا تجلت
أباحت حمى لم ترعها النفس قبلها * وحلت تلاعا لم تكن قبل حلت
أريد ثواء عندها وأظنها * إذا ما أطلنا عندها المكث ملت
فوالله ما قاربت إلا تباعدت * بهجر ولا أكثرت إلا أقلت
يكلفها الخنزير شتمي وما بها * هواني ولكن للمليك استذلت
هنيئا مريئا غير داء مخامر * لعزة من أعراضنا ما استحلت
فان تكن العتبى فأهلا ومرحبا * وحقت لها العتبى علينا وقلت
وان تكن الأخرى فان ورائنا * مناويح لو سارت بها العيس كلمت
أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة * لدينا ولا مقلية ان تقلت
فما انا بالداعي لعزة بالردى * ولا شامت ان نعل عزة زلت
وأبى وتهيامي بعزة بعدما * تخليت عما بيننا وتخلت
لكا المبتغى ظل الغمامة كلما * تبوأ منها للمقيل اضمحلت
كأني وإياها غمامة ممحل * رجاها فلما جاوزته استهلت
كأني أنادي صخرة حين أعرضت * من الصم لو تمشى بها العصم زلت
صفوحا فما نلقاك إلا نجيلة فمن حل منها ذلك الميل ملت
فما أنصفت أما النساء فبغضت * إلى وأما بالنوال فضنت
فواعجبا للقلب كيف اعتزازه * وللنفس لما وطنت كيف ذلت
وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا * فلما توافقنا شددت وحلت
وكنا سلكنا في صعود من الهوى * فلما توافينا ثبت وزلت
فان سأل الواشون فيم سلوتها * فقل نفس حر سليت فتسلت
وللعين تذراف إذا ما ذكرتها * وللقلب وسواس إذ العين ملت
فكنت كذا رجلين رجل صحيحة * وأخرى رمها الزمان فشلت
ولى عبرات لويد من قتلنني * توالى التي ما بالتي قد تولت
فليت قلوصي عند عزة قيدت * بحبل ضعيف بان منها فضلت
وأصبح في القوم المقيمين رحلها * وكان لها باع سواي فشلت
تمنيتها حتى إذا ما وليتها * رأيت المنايا شرعا قد أطلت
أصاب الردى من كان يبغي لها الردى * وجن اللواتي قلن عزة جنتي
عليها تحيات السلام هدية * لها كل حين مقبل حيث حلت
وعن يعقوب بن عبد الله الأسدي ومحمد بن صالح الأسلمي قال دخلت
عزة على عبد الملك بن مروان وقد عجزت فقال لها أنت عزة كثير فقالت انا عزة
بنت جميل قال أنت الذي يقول لك كثير :
لعزة نار ما تبوح كأنها * إذا ما رمقناها من البعد كوكب
فما الذي أعجبه منك قالت يا أمير المؤمنين إني كنت في عهدي أحسن من
النار في الليلة القرة .
وفى حديث محمد بن صالح الأسلمي فقالت ما أعجب المسلمين منك حين
صيروك خليفة قال وكانت له سن سوداء فضحك حتى بدت فقالت له هذا الذي
أردت ان أبديه فقال لها هل تروين قول كثير :
وقد زعمت إني تغيرت بعدها * ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
تغير جسمي والخليقة كالتي * عهدت ولم يخبر بسرك مخبر
فقالت لا بل أروى له وهو من قصيدته المتقدمة :
كأني أنادي صخرة حين أعرضت * من العصم لو تمشى بها العصم زلت
صفوحا فما تلقاك إلا بخيلة * فمن مل منها ذلك الوصل ملت
وعن إبراهيم ابن أبي عمرو الجهني قال سارت إلينا عزة في جماعة من
قومها فنزلت حيا لنا فجاءني كثير ذات يوم فقال لي أريد أن أكون عندك اليوم
حتى أمسى فاذهب إلى عزة فصرت به إلى منزلي فأقام عندي حتى كان العشاء ثم
أرسلني إليها وأعطاني خاتمه وقال إذا سلمت فستخرج إليك جارية فادفع إليها
خاتمي وأعلمها مكاني فجئت بيتها فسلمت فخرجت إلى الجارية فأعطيتها الخاتم فقالت أين
الموعد قلت صخيرات أبى عبيدة الليلة فوعدته هناك فخرجت إليه فأعلمته فلما
أمسى قال لي انهض بنا فنهضنا فجلسنا هناك نتحدث حتى جانب من الليل فجاءت
فجلست فتحدثا فأطالا فذهبت لأقوم فقال لي إلى أين تذهب قلت أخليكما ساعة
لعلكما تتحدثان ببعض ما تكتمان فقال لي اجلس فوالله ما كان بيننا شئ قط
فجلست وهما يتحدثان حتى أسحرنا ثم قامت وانصرفت وقمت انا وهو فظل عندي
حتى أمسى ثم انطلق .
وكان كثير بمصر وعزة بالمدينة فاشتاق إليها فسافر ليلقاها فصادفها في
الطريق وهي متوجهة إلى مصر فجرى بينهما كلام طويل الشرح ثم انها انفصلت
عنه وقدمت مصر ثم عاد كثير إلى مصر فوافاها والناس منصرفون عن جنازتها
فأتى قبرها وأناخ راحلته ومكث ساعة ثم رحل وهو يقول أبياتا منها :
أقول ونضوى واقف عند قبرها * عليك سلام الله والعين تسفح
وقد كنت أبكي من فراقك حيه * وأنت لعمري اليوم أنأى وأنزح
ولكثير مع عزة أخبار كثيرة اقتصرنا منها على هذا المقدار خشية من الإطالة .
وكان كثير شيعيا شديد التشيع وكان آل مروان يعلمون بمذهبه فلا يغيرهم
ذلك له لجلالته في عيونهم ولطف محله في أنفسهم .
وحدث ابن قتيبة قال بلغني ان كثيرا دخل على عبد الملك بن مروان
فسأله عن شئ فأخبره به فقال أو حق علي بن أبي طالب انه كما ذكرت فقال
يا أمير المؤمنين لو سألتني بحقك لصدقتك قال لا أسألك إلا بحق أبى تراب فحلف
له به فرضى ولما عزم عبد الملك على الخروج إلى حرب الزبير أنشدته زوجته
عاتكة بنت يزيد بن معاوية ان لا يخرج بنفسه ويبعث غيره فأبى فلم تزل تلح عليه
في المسألة وهو يمتنع من الإجابة فلما يئست منه بكت وبكى من حولها من جواريها
وحواشيها فقال عبد الملك قاتل الله كثيرا كأنه رأى موقفنا هذا حين قال :
إذا ما أراد الغزو لم يثن همه * فتاة عليها نظم در يزينها
نهته فلما لم تر النهى عاقه * بكت فبكى مما شجاها قطينها
ثم عزم عليها ان تقصر فأقصرت وخرج لقصده فنظر إلى كثير في ناحية
عسكره يسير مطرقا فدعا به وقال أنى لأعرف ما أسكتك وألقى عليك ثبك
فإن أخبرتك عنه أتصدقني قال نعم قال وحق أبى تراب إنك تصدقي قال والله
لأصدقنك قال لا أو تحلف به فحلف به فقال تقول رجلان من قريش يلقى
أحدهما صاحبه فيحاربه القاتل والمقتول في النار فما معنى سيرى مع أحدهما ولا
آمن سهما عاثرا لعله ان يصيبني فيقتلني فأكون معهما قال والله يا أمير المؤمنين
ما أخطأت قال فارجع من قريب وأمر له بجائزة .
وفى رواية انه دعا به فقال ذكرت الساعة بيتين من شعرك فإن أصبت
ما هما فلك حكمك فقال نعم أردت الخروج فبكت عاتكة وبكى حشمها فذكرت
قولي : ( إذا ما أراد العزم ) وذكر البيتين فقال أصبب فاحتكم فأعطاه ما أراد ثم
نظر إليه عبد الملك يسير في عرض الموكب متفكرا فقال على يا بن أبي جمعة
فقال إن عرفتك في أي شئ كنت تفكر فلي حكمي فقال نعم قال كنت تقول انا
في شر حال خرجت في جيش من أهل النار ليس على ملتي ولا مذهبي يسير إلى
رجل من أهل النار ليس على ملتي ولا على مذهبي يلتقي الخيلان فتصيبني سهم
غرب فأتلف فما هذا فقال والله يا أمير المؤمنين ما أخطأت ما كان في نفسي فاحتكم
قال حكمي ان أصلك في عشرة آلاف درهم وأدرك إلى منزلك فأمر له بذلك .
وحدث حفص الآمدي قال : كنت أختلف إلى كثير أتروي شعره قال
فوالله إني لعنده يوما إذ وقف عليه واقف فقال قتل آل المهلب بالعقر فقال
ما اجل الخطب ضحى آل أبي سفيان بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم
يوم العقر فبلغ ذلك يزيد بن عبد الملك فدعا به فلما دخل عليه قال عليك بهلة الله
أتر أبيه وعصبية وجعل يضحك منه .
وعن أبي بكر الهذلي قال كان عبد الله بن الزبير قد أغرى ببني هاشم
يتبعهم بكل مكروه ويغري بهم ويحطب بهم على المنابر ويصرح ويعرض بذكرهم
فربما عارضه ابن عباس وغيره منهم ثم بدا له فيهم فجلس ابن الحنفية في سجن
عارم ثم جمعه وسائر من كان بحضرته من بنى هشام فجعلهم في مجالس وملأه حطبا
وأضرم فيه النار وكان قد بلغه ان أبا عبد الله الجدلي وسائر شيعة ابن الحنفية قد
وافوا لنصرته ومحاربة ابن الزبير فكان سبب ايقاعه بهم وبلغ أبا عبد الله الخبر
فوافى ساعة أضرمت النار عليهم فأطفأها واستنقذهم وأخرج ابن الحنفية عن
جوار ابن الزبير يومئذ فأنشد محمد بن العباس اليزيدي قال أنشد محمد بن حبيب
لكثير في ابن الحنفية وقد حبسهم ابن الزبير في سجن يقال له سجن عارم :
ومن ير هذا الشيخ بالخيف من منى * من الناس يعلم أنه غير ظالم
سمى النبي المصطفى وابن عمه * وفكاك أغلال ونفاع غارم
أبى فهو لا يشرى هدى بضلالة * ولا يتقى في الله لومة لائم
ونحن بحمد الله نتلو كتابه * حلو لا بهذا الخيف خيف المحارم
فما فرح الدنيا بباق لأهله * ولا شدة البلوى بضربة لازم
تخبر من تلقى بأنك عائذ * بل العائذ المظلوم في سجن عارم
وقال بعضهم ان كثيرا كان يرى رأى الكيسانية ويقول بامامة محمد بن
الحنفية ويروون شعرا في ذلك وهو :
ألا ان الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء
على والثلاثة من بينه * هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط أيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء
وسبط لا تراه العين حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء
تغيب لا يرى عنهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء
قال المؤلف عفا الله عنه انه ان صح انه كان كيسانيا فالظن انه رجع عن
ذلك كالسيد الحميري فقد اتفق النقل عن المخالف والمؤالف ان الباقر " ع " حضر
جنازته ورفعها كما سنذكر وذكر ابن شهرآشوب في ( معالم العلماء ) انه كان من
أصحاب الباقر عليه السلام .
وروى أن الباقر " ع " قال له تزعم انك من شيعتنا وتمدح آل مروان
قال إنما أسخر منهم واجعلهم حيات وعقارب وآخذا أموالهم .
وذكر الشريف المرتضى ( ره ) في كتاب ( الغرر والدرر ) ان أبا جعفر
محمد بن علي الباقر " ع " قال لكثير أمدحت عبد الملك بن مروان فقال لم أقل
له يا أمام الهدى إنما قلت له يا شجاع والشجاع حية ويا أسد والأسد كلب فتبسم
أبو جعفر . وهذا يدل على أنه كان نوى على بنى مروان في مدائحه .
وذكر أيضا في الكتاب المذكور ان رجل نظر إلى كثير وهو راكب وأبو
جعفر محمد بن علي الباقر " ع " يمشى فقيل له أتركب وأبو جعفر يمشى فقال هو
أمرني بذلك وانا بطاعته في الركوب أفضل من عصياني إياه بالمشي : وهذا
كله مما يدل عن حسن عقيدته والعامة لعلمهم بتشيعه رموه تارة باعتقاده مذهب
الكيسانية وتارة بالقول بالتناسخ وتارة بعدم الدين والحمق وأخرى بالزندقة
والالحاد وغير ذلك وكانت وفاته في خلافة يزيد بن عبد الملك بالمدينة المنورة
ويقال انه لما حضرته الوفاة قال شعرا :
برأت إلى الاله من ابن أروى * ومن دين الخوارج أجمعينا
ومن ( فعل ) برئت ومن ( فعيل ) * غداة دعى أمر المؤمنينا
ثم إن روحه خرجت كأنها فص في ماء .
وعن جويرية بن أسماء قال مات كثير وعكرمة مولى ابن عباس في يوم
واحد فاجتمع الناس في جنازة كثير ولم يوجد لعكرمة من يحمله .
وقال ابن شهرآشوب في ( معالم العلماء ) انه لما مات كثير رفع جنازته
الباقر عليه السلام وعرقه يجرى .
وعن يزيد بن عروة قال غلب النساء على جنازة كثير يبكينه ويذكرن عزة
في ندبهن قال فقال أبو جعفر محمد بن علي " ع " أفرجوا لي عن جنازة كثير
لأرفعها قال فجعلنا ندفع عنها النساء وجعل يضربهن محمد " ع " بكمه ويقول
تنحين يا صويحبات يوسف فانتدبت له امرأة منهن فقالت يا بن رسول الله لقد
صدقت إنا لصويحبات يوسف وقد كنا خيرا منكم له فقال أبو جعفر " ع " لبعض
مواليه احتفظ بها حتى تجيئني بها إذا انصرفنا قال فلما انصرف " ع " أتى بتلك
المرأة كأنها شرارة النار فقال لها محمد بن علي " ع " إيه أنت القائلة إنكن خير
منا قالت نعم تؤمنني غضبك يا بن رسول الله قال أنت آمنة من غضبي فأبيني قالت
نحن يا بن رسول الله دعوناه إلى اللذات من المطعم والمشرب والتمتع والتنعم
وأنتم معاشر الرجال ألقيتموه في الجب وبعتموه بأبخس الأثمان وحبستموه في
السجن فأينا كان به أحنى وعليه أرأف فقال محمد بن علي " ع " لله درك لن تغالب
امرأة إلا غلبت ثم قال لها ألك بعل قالت لي من الرجال من أنا بعله قال فقال
أبو جعفر " ع " صدقت مثلك من تملك زوجها ولا يملكها قال فلما انصرفت قال رجل
من القوم هذه زينب بنت معيقب الأنصارية .
ولله الحمد أولا وآخرا والصلاة والسلام على
خير خلقه المبعوث محمد صلى الله عليه
وعلى ابن عمه علي بن أبي طالب
أمير المؤمنين وعلى ابني ابنته
وسبطيه الحسن والحسين
وعلى ذريته المعصومين
الطيبين من ذرية الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام








الفرق بين الفرق (ص: 28)
 المؤلف: عبد القاهر بن طاهر بن محمد بن عبد الله البغدادي التميمي الأسفراييني، أبو منصور (المتوفى: 429هـ)
وَكَانَ كثير الشَّاعِر على مَذْهَب الكيسانية الَّذين ادعوا حَيَاة مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَلم يصدقُوا بِمَوْتِهِ وَلذَا قَالَ فِي قصيدة لَهُ ... أَلا إِن الْأَئِمَّة من قُرَيْش
وُلَاة الْحق أَرْبَعَة سَوَاء ... على وَالثَّلَاثَة من بنيه هم الاسباط لَيْسَ بهم خَفَاء 
فسبط سبط ايمان وبر
وسبط غيبته كربلاء ... وسبط لَا يَذُوق الْمَوْت حَتَّى
يَقُود الْخَيل يقدمهَا اللِّوَاء ... تغيب لَا يرى فيهم زَمَانا
برضوى عِنْده عسل وَمَاء ...

قَالَ عبد القاهر أجبناه عَن أبياته هَذِه بقولنَا ... وُلَاة الْحق أَرْبَعَة وَلَكِن
لثاني اثْنَيْنِ قد سبق الْعَلَاء ... وفاروق الورى أضحى إِمَامًا
وَذُو النونين بعد لَهُ الْوَلَاء ... على بعدهمْ أضحى إِمَامًا
بترتيبي لَهُم نزل الْقَضَاء ... ومبغض من ذَكرْنَاهُ لعين
وفى نَار الْجَحِيم لَهُ الْجَزَاء ... وَأهل الرَّفْض قوم كالنصارى
حيار بِي مَا لحيرتهم دَوَاء ...

وَقَالَ كثير أَيْضا فِي رفضه ... بَرِئت الى الْإِلَه من ابْن أروى
وَمن دين الْخَوَارِج أجمعينا ... وَمن عمر بَرِئت وَمن عَتيق
غَدَاة دعى أَمِير المؤمنينا ...

وَقد أجبناه عَن هذَيْن الْبَيْتَيْنِ ... بَرِئت من الْإِلَه ببغض قوم
بهم أَحْيَا الْإِلَه المؤمنينا ... وَمَا ضرّ ابْن أروى مِنْك بغض
وبغض الْبر دين الكافرينا ... ابو بكر بِهِ جدلى إِمَام
على زعم الروافض اجمعينا ... وفاروق الورى عمر بِحَق
يُقَال لَهُ أَمِير المؤمنينا ...
أَلا قل للوصى فدتك نَفسِي
أطلت بذلك الْجَبَل المقاما ... أضرّ بمعشر والوك منا
وسموك الْخَلِيفَة والإماما ... وعادوا فِيك اهل الأَرْض طرا
مقامك عِنْدهم سِتِّينَ عَاما ...

ثمَّ قَالَ فِي هَذِه القصيدة ... وَمَا ذاق بن خَوْلَة طعم موت
وَلَا وارت لَهُ ارْض عظاما ... لقد أَمْسَى بمجرى شعب رضوى
تراجعه الْمَلَائِكَة الكلاما ... وَإِن لَهُ لرزقا من إِمَامًا
وأشربة يعل بهَا الطعاما ...

وَقد أجبناه عَن هَذَا الشّعْر بقولنَا ... لقد أفنيت عمرك بانتظار
لمن وارى التُّرَاب لَهُ عظاما ... فَلَيْسَ بشعب رضواء إِمَام
تراجعه الْمَلَائِكَة الكلاما ... وَلَا من عِنْده عسل وَمَاء
وأشربة يعل بهَا الطعاما ... وَقد ذاق ابْن خَوْلَة طعم موت
كَمَا قد ذاق وَالِده الحماما ... وَلَو خلد أمرؤ لعلو مجد
لعاش الْمُصْطَفى ابدا وداما ...

وَكَانَ الشَّاعِر الْمَعْرُوف بالسيد الحميرى ايضا على مَذْهَب الكيسانية الَّذين ينتظرون مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة ويزعمون أَنه مَحْبُوس بجبل رضوى الى أَن يُؤذن لَهُ بِالْخرُوجِ وَلِهَذَا قَالَ فِي شعر لَهُ ... وَلَكِن كل من فى الأَرْض فان
بذا حكم الذى خلق الإماما ...




أنساب الأشراف للبلاذري (2/ 201)
«249» وقال الواقدي: مات ابن الحنفية سنة اثنتين وثمانين وله خمس وستون سنة، وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة وقال له أبو هاشم بن محمد بن الحنفية: أن الإمام أولى بالصلاة، ولولا ذلك ما قدمناك.
وقال بعضهم: إن أبا هاشم أبى ان يصلي عليه أبان، فقال (أبان) :
أنتم أولى بميتكم فصلى عليه أبو هاشم.
وكانت الشيعة تسمي محمد بن علي (با) لمهدي [1] وقال فيه كثير (عزة) - وكان يزعم أن الأرواح تتناسخ [2] وتحتج بقول الله عز وجل:
«في أي صورة ما شاء ركبك» (8/ الانفطار: 82) -:
أقر الله عيني إذ دعاني ... أمين الله يلطف في السؤال
وأثنى في هواي علي خيرا ... وساءل عن بني وكيف حالي
هو المهدي خبرناه كعب ... أخو الأحبار في الحقب الخوالي [1]
فقال له علي بن عبد الله بن جعفر: يا (أ) با صخر ما تثني عليك في هواك خيرا إلا من كان على مثل رأيك. فقال: أجل بأبي أنت.
وشيعة محمد بن الحنفية يزعمون أنه لم يمت ولذلك قال السيد:
ألا قل للوصي فدتك نفسي ... أطلت بذلك الجبل المناما [2]
(قال البلاذري:) يعني (جبل) رضوى.
وقال كثير:
ألا إن الأئمة من قريش ... ولاة الحق أربعة سواء
علي والثلاثة من بنيه ... هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط ايمان وبر ... وسبط غيبته كربلاء
__________
[1] والأشعار ذكرها المسعودي- بتقديم وتأخير- في عنوان: «ابن الزبير وال بيت الرسول» من كتاب مروج الذهب: ج 3/ 71 ط بيروت نقلا عن الزبير بن بكار، في كتاب أنساب قريش وأنساب ال أبي طالب، وقال: قال فيه أشعارا هذه أولها.
[2] وهذا أيضا ذكره في مروج الذهب عن المصدر المتقدم وزاد عما هنا:
أضر بمعشر والوك منا ... وسموك الخليفة والإماما
وعادوا فيك أهل الارض طرا ... مغيبك عنهم سبعين عاما
وما ذاق ابن خولة طعم موت ... ولا وارت له أرض عظاما
لقد أمسى بمردف (بمورق «خ» ) شعب رضوى ... تراجعه الملائكة الكلاما




وسبط لا تراه العين حتى ... يقود الخيل يقدمها اللواء [1]
تغيب لا يرى فيهم زمانا ... برضوى عنده عسل وماء
وقال السيد:
أيا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى [2] ... ويهيج قلبي الصبابة أولق
حتى متى وإلى متى وكم المدى؟ ... يا بن الوصي وأنت حي ترزق
وزعم بعضهم أن اخت محمد بن علي لأمه (هي) عوانة بنت أبي مكمل من بني عفان.
__________
[1] وكانت كلمة لواء في النسخة منكرة وذكرها أيضا في مروج الذهب عن المصدر المتقدم وفيه هكذا: يقود الخيل يتبعها اللواء.
وقال في هامشه: وفي نسخة: «يقود الخيل يقدمها اللواء» .
[2] وفي مروج الذهب نقلا عن المصدر المتقدم هكذا:
يا شعب رضوى ما لمن بك لا يرى ... وبنا إليه من الصبابة أولق
حتى متى؟ والى متى؟ وكم المدي إلخ.
ومثله في الحديث: (11) من ترجمة ابن الحنفية من تاريخ دمشق.



الفصول المختارة       299   فصل في معنى نسبة الإمامية .....  ص : 296
و كان كثير عزة كيسانيا و مات على ذلك و له في مذهب الكيسانية قوله‏
          ألا إن الأئمة من قريش             ولاة الحق أربعة سواء
             علي و الثلاثة من بنيه             هم الأسباط ليس بهم خفاء
             فسبط سبط إيمان و بر             و سبط غيبته كربلاء
             و سبط لا يذوق الموت حتى             يقود الخيل يقدمها اللواء
             يغيب فلا يرى فيهم زمانا             برضوى عنده عسل و ماء















تاريخ دمشق لابن عساكر (50/ 76)
5804 - كثير بن عبد الرحمن ابن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد (4) بن سبيع (5) بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن إلياس بن مضر أبو صخر الخزاعي الحجازي (6) الشاعر المعروف بابن أبي جمعة وهو كثير عزة وفد على عبد الملك بن مروان وروى عنه خطبة له ووفد على عمر بن عبد العزيز وغيره من خلفاء بني أمية وكان من فحول الشعراء روى عنه حماد الرواية أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي أنبأنا علي بن عبد العزيز قال قرئ على أحمد بن جعفر أنبأنا الفضل بن الحباب حدثنا محمد ابن سلام قال (7) كثير بن عبد الرحمن الخزاعي وهو ابن أبي جمعة وكنيته أبو صخر وهو عند أهل الحجاز أشعر من كل من قدمنا عليه قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال أما كثير فهو كثير بن عبد الرحمن أبو صخر صاحب عزة الشاعر مشهور يقال مات هو وعكرمة مولى ابن عباس في يوم واحد فقال الناس مات اليوم أفقه الناس وأشعر الناس ويقال هو كثير بن أبي جمعة أبو جمعة هو جده أبو أمه واسمه الأشيم من خزاعة قرأت على أبي محمد بن حمزة بن عبد الرحيم بن أحمد ح وحدثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى حدثنا نصر بن إبراهيم أنبأنا عبد الرحيم أنبانا عبد الغني بن سعيد قال وكثير بضم الكاف وتشديد الياء المعجمة كثير بن عبد الرحمن وهو ابن أبي جمعة ويكنى أبا صخر مات هو وعكرمة في يوم واحد يقال سنة خمس ومائة دخل على الخلفاء وأنشدهم ذكر عنه جماعة من العلماء الأبيات الشعر للخلفاء وغير ذلك قرأت على أبي محمد الحداد عن أبي نصر الحافظ قال (1) وأما كثير مثل ما قبله إلا أن كافة مضمومة وثاءه مفتوحة وياءه مشددة (2) فهو كثير ابن عبد الرحمن بن أبي جمعة أبو صخر الشاعر المشهور صاحب عزة كان متنقلا في المذاهب أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا وأبو الحسين بن الفراء قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله الطوسي حدثنا الزبير بن بكار قال فولد النضر بن كنانة مالكا ويخلد والصلت وبه كان يكنى وأمهم عكرشة بنت عدوان بن عمرو بن قيس عيلان واسمه الحارث بن عمرو بن قيس عيلان وإنما سمي عدوان أنه عدا على أخيه فهم ففقأ عنه فسمي بها عدوان قال وحدثنا الزبير قال قال عمي فأما الصلت بن النضر فإن من الملحيين من خزاعة من يزعم أنه من ولده وقد قال كثير بن عبد الرحمن يذكر ذلك (3) : أليس أبي بالصلت أم ليس إخوتي * بكل هجان (4) من بني النضر أزهرا رأيت ثياب العصب مختلط (5) السدى * بنا وبهم والحضرمي (6) المخصرا



                        الأغاني، ج‏9، ص: 16
سأله عبد الملك عن شي‏ء و حلفه بأبي تراب:
أخبرنا إبراهيم بن محمد بن أيّوب قال حدّثنا عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة قال:
بلغني أن كثيّرا دخل على عبد الملك بن مروان، فسأله عن شي‏ء فأخبره به. فقال و حقّ عليّ بن أبي طالب إنه كما ذكرت؟ قال كثيّر: يا أمير المؤمنين، لو سألتني بحقّك لصدقتك. قال: لا أسألك إلّا بحقّ أبي تراب [1]. فحلف له به فرضي.
.......
قال محمد بن جعفر النحويّ في خبره- و وافقه عليه عمر بن شبّة-: فلما خرج عبد الملك نظر إلى كثيّر في ناحية عسكره يسير مطرقا، فدعا به و قال: لأعلم ما أسكتك و ألقى عليك بثّك، فإن أخبرتك عنه أتصدقني؟ قال نعم! قال: قل و حقّ أبي تراب لتصدقنّي، قال: و اللّه لأصدقنّك. قال: لا أو تحلف به، فحلف به. فقال تقول: رجلان من قريش يلقي أحدهما  صاحبه فيحاربه، القاتل و المقتول في النار، فما معنى سيرى مع أحدهما إلى الآخر و لا آمن سهما عائرا لعلّه أن يصيبني فيقتلني فأكون معهما! قال: و اللّه يا أمير المؤمنين/ ما أخطأت. قال: فارجع من قريب، و أمر له بجائزة.



الدرجات الرفيعة- السيد علي ابن معصوم (2/ 114)
وخرج لقصده فنظر إلى كثير في ناحية عسكره يسير مطرقا " فدعا به وقال أنى لأعرف ما اسكتك والقى عليك ثبك فإن اخبرتك عنه أتصدقي قال نعم قال وحق أبى تراب إنك تصدقي قال والله لأصدقنك قال لا أو تحلف به فحلف به فقال تقول رجلان من قريش يلقى أحدهما صاحبه فيحاربه القاتل والمقتول في النار فما مغنى سيرى مع أحدهما ولا آمن سهما عائرا لعله ان يصيبني فيقتلني فاكون معهما قال والله يا أمير المؤمنين ما أخطأت قال فارجع من قريب وأمر له بجائزة. وفى رواية انه دعا به فقال ذكرت الساعة بيتين من شعرك فإن أصبت ما هما فلك حكمك فقال نعم أردت الخروج فبكت عاتكة وبكى حشمها فذكرت قولى: (إذا ما أراد العزم) وذكر البيتين فقال أصبب فاحتكم فاعطاه ما أراد ثم نظر إليه عبد الملك يسير في عرض الموكب متفكرا " فقال على يابن ابى جمعة فقال ان عرفتك في أي شئ كنت تفكر فلى حكمي فقال نعم قال كنت تقول انا في شر حال خرجت في جيش من أهل النار ليس على ملتى ولا مذهبي يسير إلى رجل من أهل النار ليس على ملتى ولا على مذهبي يلتقى الخيلان فتصيبني سهم غرب فاتلف فما هذا فقال والله يا أمير المؤمنين ما أخطأت ما كان في نفسي فاحتكم قال حكمي ان أصلك في عشرة الآف درهم وادرك إلى منزلك فأمر له بذلك.





تاريخ الإسلام ت بشار (3/ 144)
217 - كثير عزة الشاعر المشهور هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، أبو صخر المدني. [الوفاة: 101 - 110 ه]
قدم الشام، ومدح عبد الملك بن مروان وغيره.
قال الزبير بن بكار: كان شيعيا يقول بتناسخ الأرواح، ويقرأ {في أي صورة ما شاء ركبك}، قال: وكان خشبيا يؤمن بالرجعة، يعني رجعة علي - رضي الله عنه - إلى الدنيا.
قال عمر بن عثمان الحمصي: حدثنا خالد بن يزيد عن جعونة [ص:145] قال: كان لا يقوم خليفة من بني أمية إلا سب عليا، فلم يسبه عمر بن عبد العزيز حين استخلف، فقال كثير:
وليت فلم تشتم عليا ولم تخف ... بنيه ولم تتبع سجية مجرم
وقلت فصدقت الذي قلت بالذي ... فعلت فأضحى راضيا كل مسلم
وكان قد أحب عزة وشبب بها، فمن ذلك:
وإني لتهيامي بعزة بعد ما ... تخليت مما بيننا وتخلت
لكالمرتجي ظل الغمامة كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت
وقلت لها: يا عز كل مصيبة ... إذا ذللت يوما لها النفس ذلت
قال يونس بن حبيب النحوي: كان عبد الله بن إسحاق يقول: كثير أشعر أهل الإسلام، ورأيت ابن أبي حفصة يعجبه مذهبه في المديح جدا، يقول: كان يستقصي المديح، وكان فيه خطل وعجب، وكانت له عند قريش منزلة وقدر.
وروى سعيد بن يحيى الأموي، عن أبيه قال: لقيت امرأة كثير عزة، وكان قليلا دميما، فقالت: من أنت؟ قال: كثير عزة، فقالت: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، قال: مه أنا الذي أقول:
فإن أك معروق العظام فإنني ... إذا ما وزنت القوم بالقوم وازن.
قالت: وكيف تكون بالقوم وازنا وأنت لا تعرف إلا بعزة! قال: والله لئن قلت ذاك لقد رفع الله بها قدري، وزين بها شعري، وإنها لكما قلت:
وما روضة بالحزن طاهرة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها
بأطيب من أردان عزة موهنا ... وقد أوقدت بالمندل الرطب نارها
من الخفرات البيض لم تلق شقوة ... وبالحسب المكنون صاف نجارها
فإن برزت كانت لعينك قرة ... وإن غبت عنها لم يعممك عارها
قال الزبير بن بكار: قال عمر بن عبد العزيز: إني لأعرف صلاح بني هاشم وفسادهم بحب كثير، فمن أحبه منهم فهو فاسد، ومن أبغضه فهو صالح، لأنه كان خشبيا يؤمن بالرجعة. [ص:146]
قال جويرية بن أسماء: مات كثير وعكرمة في يوم واحد، فاحتفلت قريش في جنازة كثير، ولم يوجد لعكرمة من يحمله.
قال الغلابي: ماتا في سنة خمس ومائة.
وقال جماعة: سنة سبع ومائة.



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (5/ 152)
54 - كثير عزة بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي *
من فحول الشعراء، وهو أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن الأسود الخزاعي، المدني.
امتدح عبد الملك والكبار.
وقال الزبير بن بكار: كان شيعيا، يقول بتناسخ الأرواح، وكان خشبيا (1) ، يؤمن بالرجعة، وكان قد تتيم بعزة، وشبب بها، وبعضهم يقدمه على الفرزدق والكبار.
ومات هو وعكرمة: في يوم، سنة سبع ومائة.
__________
طبقات ابن سلام: 457، الشعر والشعراء: 410، الاغاني 8 / 25، المؤتلف والمختلف: 169، الموشح: 143، معجم الشعراء: 250، اللآلي: 61، شرح ديوان الحماسة 3 / 140، وفيات الأعيان 4 / 106، تاريخ الإسلام 4 / 186، عيون الاخبار 2 / 144، شرح شواهد المغني 1 / 131، معاهد التنصيص 2 / 36، تزيين الاسواق 1 / 43، شذرات الذهب 1 / 131، خزانة الأدب 2 / 381.
(1) انظر في تعريف الخشبية " شرح القاموس 1 / 234 "، وقوله يؤمن بالرجعة، أي رجعة علي رضي الله عنه إلى الدنيا، كذا قال المؤلف، والمعروف أن كثيرا هو على مذهب الكيسانية الذين ادعو حياة محمد بن الحنفية ولم يصدقوا بموته، وأنه سيعود بعد الغيبة، وأبياته التالية شاهدة بذلك: ألا إن الأئمة من قريش * ولاة الحق أربعة سواء علي والثلاثة من بنيه * هم الاسباط ليس بهم خفاء فسبط سبط إيمان وبر * وسبط غيبته كربلاء == وسبط لا يذوق الموت حتى * يقود الخيل يقدمها اللواء تغيب لا يرى فيهم زمانا * برضوى عنده عسل وماء انظر " مقالات الإسلاميين " 1 / 92، 93 و" الفرق بين الفرق " ص 28، 29 للبغدادي، و" الملل والنحل " 2 / 150 للشهرستاني و" تاريخ الإسلام " 1 / 405 للدكتور حسن إبراهيم حسن.
ونقل المؤلف في " تاريخه " 4 / 188 عن الزبير بن بكار قول عمر بن عبد العزيز: إني لاعرف صلاح بني هاشم وفسادهم بحب كثير، فمن أحبه منهم، فهو فاسد، ومن أبغضه منهم، فهو صالح، لأنه كان خشبيا يؤمن بالرجعة.





وفيات الأعيان (4/ 106)
546 - (1)
كثير عزة
أبو صخر كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الأسود بن عامر بن عويمر الخزاعي، أحد عشاق العرب المشهورين به وقال ابن الكلبي في جمهرة النسب: هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عويمر بن مخلد بن سعيد بن سبيع بن خثعمة (2) بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة بن حارثة بن عمرو مزيقياء بن عامر ماء السماء بن حارثة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد، وبقية النسب معروفة، وربيعة بن حارثة هو لحي، وابنه عمرو بن لحي هو الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم يجر قصبه (1) في النار، وهو أول من سيب السوائب وبحر البحيرة وغير دين إبراهيم عليه السلام، ودعا العرب إلى عبادة الأصنام، وهذا لحي وأخوه أفصى ابنا حارثة هما خزاعة، ومنهما تفرقت، وإنما قيل لهم خزاعة لأنهم انقطعوا عن الأزد لما تفرقت الأزد من اليمن أيام سيل العرم وأقاموا بمكة، وسار الآخرون إلى المدينة والشام وعمان.
وقال ابن الكلبي أيضا قبل هذا بقليل: والأشيم وهو أبو جمعة بن خالد بن عبيد بن مبشر بن رباح، وهو جد كثير بن عبد الرحمن صاحب عزة أبو أمه إليه ينسب] (2) .
وهو صاحب عزة بنت جميل بن حفص بن إياس بن عبد العزى بن حاجب (3) ابن غفار بن مليل بن ضمرة [بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة ابن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وقال السمعاني: جميل ابن وقاص بن حفص بن إياس، والله أعلم] (4) . وله معها حكايات ونوادر وأمور مشهورة، وأكثر شعره فيها.
وكان يدخل على عبد الملك بن مروان وينشده، وكان رافضيا شديد التعصب لآل أبي طالب، حكى ابن قتيبة في " طبقات الشعراء " (5) أن كثيرا دخل يوما على عبد الملك فقال له عبد الملك: بحق علي بن أبي طالب هل رأيت أحدا أعشق منك قال: يا أمير المؤمنين، لو نشدتني بحقك أخبرتك، قال: نشدتك بحقي إلا ما أخبرتني، قال: نعم، بينا أنا أسير في بعض الفلوات إذا أنا برجل قد نصب حبالة، فقلت له: ما أجلسك ها هنا قال: أهلكني وأهلي الجوع، فنصبت حبالتي هذه لأصيد لهم شيئا ولنفسي ما يكفينا ويعصمنا يومنا هذا، قلت: أرأيت إن أقمت معك فأصبت صيدا تجعل لي منه جزءا قال: نعم، فبينا نحن كذلك إذ وقعت ظبية في الحبالة، فخرجنا نبتدر، فبدرني إليها فحلها وأطلقها، فقلت له: ما حملك على هذا قال: دخلتني لها رقة لشبهها بليلى، وأنشأ يقول:
أيا شبه ليلى لا تراعي فإنني ... لك اليوم من وحشية لصديق
أقول وقد أطلقتها من وثاقها ... فأنت لليلى ما حييت طليق ولما عزم عبد الملك على الخروج إلى محاربة مصعب بن الزبير ناشدته زوجته (1) عاتكة بنت يزيد بن معاوية أن لا يخرج بنفسه، وأن يستنيب غيره في حربه ولم تزل تلح عليه في المسألة وهو يمتنع من الإجابة، فلما يئست أخذت في البكاء حتى بكى من كان حولها من جواريها وحشمها، فقال عبد الملك: قاتل الله ابن أبي جمعة - يعني كثيرا - كأنه رأى موقفنا هذا حين قال:
إذا ما أراد الغزو لم يثن عزمه ... حصان عليها نظم در يزينها
نهته فلما لم تر النهي عاقه ... بكت فبكى مما شجاها قطينها ثم عزم عليها أن تقصر فأقصرت وخرج لقصده.
ويقال إن عزة دخلت على أم البنين ابنة العزيز، وهي أخت عمر ابن عبد العزيز وزوجة الوليد بن عبد الملك: فقالت لها: أرأيت قول كثير:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها ما كان ذلك الدين قالت: وعدته قبلة فحرجت منها، فقالت أم البنين: أنجزيها وعلي إثمها. [ثم ندمت أم البنين فاستغفرت الله تعالى وأعتقت عن هذه الكلمة أربعين رقبة] (2) .
وكان لكثير غلام عطار بالمدينة، وربما باع نساء العرب بالنسيئة، فأعطى عزة وهو لا يعرفها شيئا من العطر، فمطلته أياما، وحضرت إلى حانوته في نسوة فطالبها: فقالت له: حبا وكرامة، ما أقرب الوفاء وأسرعه، فأنشد متمثلا:
قضى كل ذي دين فوفى غريمه ... وعزة ممطول معنى غريمها فقالت النسوة: اتدري من غريمتك قال: لا والله، فقلن: هي والله عزة فقال: أشهدكن الله أنها في حل مما لي قبلها، ثم مضى إلى سيده فأخبره بذلك، فقال كثير: وأنا أشهد الله أنك حر لوجهه، ووهبه جميع ما في حانوت العطر، فكان ذلك من عجائب الاتفاق.
ولكثير في مطالها (1) بالوعد شعر كثير، فمن ذلك قوله:
أقول لها عزيز مطلت ديني ... وشر الغانيات ذوو المطال
فقالت ويح غيرك كيف أقضي ... غريما ما ذهبت له بمال (2) وله:
وقد زعمت أني تغيرت بعدها ... ومن ذا الذي يا عز لا يتغير
تغير جسمي والخليقة كالذي ... عهدت ولم يخبر بسرك مخبر ولما قتل يزيد بن المهلب بن أبي صفرة وجماعة من أهل بيته بعقر بابل - وسيأتي خبر ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى - وكانوا يكثرون الإحسان إلى كثير، فلما بلغه ذلك قال: ما أجل الخطب! ضحى بنو حرب (3) بالدين يوم الطف وضحى بنو مروان بالكرم يوم العقر، وأسبلت عيناه بالدموع.
وحدث (1) أبو الفرج الأصبهاني صاحب كتاب " الأغاني " (2) أن كثيرا خرج من عند عبد الملك بن مروان وعليه مطرف، فاعترضته عجوز في الطريق اقتبست نارا في روثة، فتأفف كثير في وجهها، فقالت: من أنت قال: كثير عزة، فقالت: ألست القائل:
فما روضة زهراء طيبة الثرى ... يمج الندى جثجاثها وعرارها
بأطيب من أردان عزة موهنا ... إذا أوقدت بالمندل الرطب نارها فقال لها كثير: نعم، فقالت: لو وضع المندل الرطب على هذه الروثة لطيب رائحتها، هلا قلت كما قال امرؤ القيس:
ألم ترياني كلما جئت طارقا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيب فناولها المطرف وقال: استري علي هذا.
[وسمعت بعض مشايخ الأدب في زمن اشتغالي بالأدب يقول: إن النصف الثاني من البيت الثاني من تتمة أوصاف الروضة أيضا، فكأنه قال: إن هذه الروضة الطيبة الثرى التي يمج الندى جثجاثها وعرارها إذا أوقدت بالمندل الرطب نارها ما هي بأطيب من أردان عزة وعلى هذا لا يبقى عليه اعتراض، لكنه يبعد أن يكون هذا مقصوده] (3) .
وكان كثير (4) ينسب إلى الحمق، ويروى أنه دخل يوما على يزيد بن عبد الملك فقال: يا أمير المؤمنين، ما يعني الشماخ بقوله:
إذا الأرطى توسد أبرديه ... خدود جوازئ بالرمل عين (5)
فقال يزيد: وما يضرني أن لا أعرف ما عنى هذا الأعرابي الجلف واسحمقه وأمر بإخراجه.
ودخل (1) كثير على عبد العزيز بن مروان والد عمر يعوده في مرضه، وأهله يتمنون أن يضحك، وكان يومئذ أمير مصر، فلما وقف عليه قال: لولا أن سرورك لا يتم بأن تسلم وأسقم لدعوت الله ربي أن يصرف ما بك إلى، ولكني أسأل الله تعالى لك العافية ولي في كنفك النعمة، فضحك عبد العزيز، وأنشد كثير:
ونعود سيدنا وسيد غيرنا ... ليت التشكي كان بالعواد
لو كان يقبل فدية لفديته ... بالمصطفى من طارفي وتلادي ومما يستجاد من شعر كثير قصيدته التائية التي يقول من جملتها (2) :
وإني وتهيامي بعزة بعد ما ... تسليت من وجد بها وتسلت
لكالمرتجي ظل الغمامة كلما ... تبوأ منها للمقيل اضمحلت [وقال أبو علي القالي (3) : أنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة المعروف بنفطويه لكثير:
ألا تلك عزة قد أقبلت ... تقلب للهجر طرفا غضيضا
تقول مرضت فما عدتني ... وكيف يعود مريض مريضا ومن شعره أيضا:
رهبان مدين والذين عهدتهم ... يبكون من حذر العذاب قعودا
لو يسمعون كما سمعت كلامها ... خروا لعزة ركعا وسجودا] (1) [وبلغ كثيرا أن عزة مريضة وانها تشتاقه فخرج يريدها، فلما صار ببعض الطريق لقيه أعرابي من نهد فقال: يا أبا صخر، أين تريد قال: أريد عزة، قال: فهل رأيت في وجهك شيئا قال: لا، إلا اني رأيت غرابا ساقطا فوق بانة ينتف ريشه، قال: توافي مصر وقد ماتت عزة، فانتهره كثير ثم مضى وعاد كثير إلى مصر فوافاها والناس منصرفون من جنازة عزة فقال:
رأيت غرابا ساقطا فوق بانة ... ينتف أعلى ريشه ويطايره
فقلت ولو أني أشاء زجرته ... بنفسي للنهدي هل أنت زاجره
فقال غراب لاغتراب وفرقة ... وبان فبين من حبيب تعاشره
فما أعيف النهدي لا در دره ... وازجره للطير لا عز ناصره] (2) وكان كثير بمصر وعزة بالمدينة، فاشتاق إليها فسافر نحوها، فلقيها في الطريق وهي متوجهة إلى مصر، وجرى بينهما كلام يطول شرحه، ثم إنها انفصلت عنه وقدمت إلى مصر، وعاد كثير إلى مصر فوافاها والناس ينصرفون من جنازتها فأتى قبرها وأناخ راحلته عنده، ومكث ساعة، ثم رحل وهو ينشد أبياتا منها:
أقول ونضوي واقف عند قبرها ... عليك سلام الله والعين تسفح
وقد كنت أبكي من فراقك حية ... فأنت لعمري اليوم أنأى وأنزح (3)
وأخبارهما كثيرة (1) .
وتوفي كثير عزة في سنة خمس ومائة، رحمه الله تعالى، وروى محمد بن سعد عن الواقدي عن خالد بن القاسم البياضي قال: مات عكرمة مولى ابن عباس وكثير عزة في يوم واحد في سنة خمس ومائة، فرأيتهما جميعا صلي عليهما في موضع واحد بعد الظهر، فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس، وكان موتهما بالمدينة (2) ، وقد تقدم ذكر عكرمة والخلاف في تاريخ موته، فلينظر هناك في ترجمته (3) .
وقد تقدم الكلام على الخزاعي.
وكثير: تصغير كثير وإنما صغر لأنه كان حقيرا شديد القصر. وكان إذا دخل على عبد العزيز بن مروان يقول: طأطئ رأسك لئلا يؤذيك السقف، يمازحه بذلك، وكان يلقب زب الذباب لقصره، وقال بعضهم: رأيت كثيرا يطوف بالبيت، فمن أخبرني أن طوله كان أكثر من ثلاثة أشبار فقد كذب (4) .
__________
(1) ترجمته في الأغاني 9: 4، 12: 170، 15: 224 والمؤتلف: 169 وطبقات ابن سلام: 457 والموشح: 143 والشعر والشعراء: 410 وسمط اللآلي: 61 ومعجم المرزباني: 250 ومروج الذهب 3: 401 والعقد 2: 88 وعيون الأخبار 2: 144 وشذرات الذهب 1: 131 ومعاهد التنصيص 2: 136 وشرح شواهد المغني: 24 والخزانة 2: 381 وتزيين الأسواق 1: 43.
(2) جمهرة ابن حزم: جعثمة؛ وفي النسب اختلاف عما هنا.
(1) القصب: الأمعاء.
(2) ورد بعضه في المختار فقط بإيجاز.
(3) لي ن ل س ر بر: حفص من بني حاجب؛ وما أثبتناه موافق لما في جمهرة ابن حزم ومطبوعة وستنفيلد.
(4) ما بين معقفين في ر وحدها.
(5) الشعر والشعراء: 416.