سال بعدالفهرستسال قبل

صخر بن حرب ابو سفيان(57 ق هـ - 31 هـ = 567 - 652 م)

فهرست مطالب بني أمیة
صخر بن حرب ابو سفيان(57 ق هـ - 31 هـ = 567 - 652 م)


تلقفوها تلقف الکرة


الأعلام للزركلي (3/ 201)
أبُو سُفْيَان
(57 ق هـ - 31 هـ = 567 - 652 م)
صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف: صحابي، من سادات قريش في الجاهلية. وهو والد معاوية رأس الدولة الأموية. كان من رؤساء المشركين في حرب الإسلام عند ظهوره: قاد قريشا وكنانة يوم أحد ويوم الخندق لقتال رسول الله صلّى الله عليه وسلم وأسلم يوم فتح مكة (سنة 8 هـ وأبلى بعد إسلامه البلاء الحسن. وشهد حنينا والطائف، ففقئت عينه يوم الطائف ثم فقئت الأخرى يوم اليرموك، فعمي. كان من الشجعان الأبطال، قال المسيب: فقدت الأصوات يوم اليرموك إلا صوت رجل يقول: يانصر الله اقترب. قال: فنظرت، فإذا هو أبو سفيان، تحت راية ابنه يزيد. ولما توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم كان أبو سفيان عامله على نجران. ثم أتى الشام، وتوفي بالمدينة، وقيل بالشام (3) .



الاسم : صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى ، أبو سفيان ، و أبو حنظلة المكى ، ( والد معاوية بن أبى سفيان )
الطبقة : 1 : صحابى
الوفاة : 32 هـ و قيل بعدها
روى له : خ م د ت س ( البخاري - مسلم - أبو داود - الترمذي - النسائي )
رتبته عند ابن حجر : صحابى شهير
رتبته عند الذهبي : صحابى ( قال : رئيس قريش ، أسلم يوم الفتح )





الاستيعاب في معرفة الأصحاب (4/ 1679)
وذكر ابن المبارك، عن مالك ابن مغول، عن ابن أبجر، قال. لما بويع لأبي بكر الصديق جاء أبو سفيان إلى علي فقال: أغلبكم على هذا الأمر أقل بيت في قريش! أما والله لأملأنها خيلا ورجالا إن شئت. فقال علي: ما زلت عدوا للإسلام وأهله، فما ضر ذلك الإسلام وأهله شيئا، إنا رأينا أبا بكر لها أهلا. وهذا الخبر مما رواه عبد الرزاق عن ابن المبارك. وروي عن الحسن أن أبا سفيان دخل على عثمان حين صارت الخلافة إليه، فقال: قد صارت إليك بعد تيم وعدي، فأدرها كالكرة، واجعل أوتادها بني أمية، فإنما هو الملك، ولا أدري ما جنة ولا نار. فصاح به عثمان، قم عني، فعل الله بك وفعل. وله أخبار من نحو هذا ردية ذكرها أهل الأخبار لم أذكرها. وفي بعضها ما يدل على أنه لم يكن إسلامه سالما، ولكن حديث سعيد ابن المسيب يدل على صحة إسلامه والله أعلم.




تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 54)
فقلت له: [يا رسول الله، إن أبا سفيان رجل يحب الفخر، فاجعل له شيئا يكون في قومه فقال: نعم، من دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن] .
فخرجت حتى حبسته عند خطم الجبل بمضيق الوادي، فمرت عليه القبائل، فيقول: من هؤلاء يا عباس؟ فأقول: سليم، فيقول: ما لي ولسليم! فتمر به قبيلة، فيقول: من هؤلاء؟ فأقول: أسلم، فيقول: ما لي ولأسلم! وتمر جهينة، فيقول: ما لي ولجهينة! حتى مر رسول الله ص في الخضراء، كتيبه رسول الله ص من المهاجرين والأنصار في الحديد، لا يرى منهم إلا الحدق، فقال: من هؤلاء يا أبا الفضل؟ فقلت:
هذا رسول الله في المهاجرين والأنصار، فقال: يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما فقلت: ويحك إنها النبوة! فقال: نعم إذا، فقلت: الحق الآن بقومك فحذرهم، فخرج سريعا حتى أتى مكة، فصرخ في المسجد: يا معشر قريش، هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به! قالوا: فمه! فقال: من دخل داري فهو آمن، فقالوا: ويحك! وما تغني عنا دارك! فقال: ومن دخل المسجد فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن.



سير أعلام النبلاء ط الرسالة (سيرة 2/ 170)
يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما. فقلت: ويحك، إنها النبوة. قال: فنعم إذن.



تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 471)
قال ونا الحسن بن حبيب أنا جرير بن غطفان نا عفان نا حماد بن سلمة نا هشام بن زيد عن أنس أن أبا سفيان بن حرب دخل على عثمان بعدما عمي فقال ها هنا أحد قالوا لا قال اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية والملك ملك غاصبية واجعل أوتاد الأرض (2) لبني أمية
_________
(1) بالأصل: زيان والصواب ما أثبت بالباء الموحدة انظر ترجمته في سير الأعلام 14 / 519
(2) بالأصل: " أوتاد للأرض " ولعل الصواب ما أثبت انظر مختصر ابن منظور 11 / 67



مختصر تاريخ دمشق (11/ 67)
وعن سعيد قال: قال عمر بن الخطاب لأبي سفيان بن حرب: لا أحبك أبداً، رب ليلة غممتَ فيها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وعن أنس أن أبا سفيان بن حرب دخل على عثمان بعدما عمي فقال: ها هنا أحد؟ قالوا: لا، قال: اللهم، اجعل الأمر أمر جاهلية، والملك ملك عاصبية، واجعل أوتاد الأرض لبني أمية.
توفي أبو سفيان سنة إحدى وثلاثين. وقيل: في سنة اثنتين وثلاثين، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وقيل سنة ثلاث وثلاثين. وقيل: سنة أربع وثلاثين، وصلى عليه عثمان.





تاريخ دمشق لابن عساكر (23/ 428)
قال أبو سفيان فلما خرجت مع أصحابي قلت ألا أرى أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر (2) يخافه قال قال أبو سفيان فما زلت مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله علي (3) الإسلام وأنا كاره ورواه ابن إسحاق عن الزهري فأتى عنه بألفاظ لم يأت بها غيره



شرح الطحاوية - ط الأوقاف السعودية (ص: 114)
وكان المخاطب بذلك أبو سفيان بن حرب، وهو حينئذ كافر من أشد الناس بغضا وعداوة للنبي صلى الله عليه وسلم، قال أبو سفيان بن حرب: فقلت لأصحابي ونحن خروج، لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، إنه ليعظمه ملك بني الأصفر، وما زلت موقنا بأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم سيظهر، حتى أدخل الله علي الإسلام وأنا كاره.



مسند أحمد ط الرسالة (4/ 198)
2370 - حدثنا يعقوب، قال: حدثنا ابن أخي ابن شهاب، عن عمه محمد بن مسلم، قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن عبد الله بن عباس، أخبره: أن رسول الله صلى الله ...
....
قال أبو سفيان: فلما خرجت مع أصحابي وخلصت لهم، قلت لهم: أمر أمر ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان: فوالله ما زلت ذليلا مستيقنا أن أمره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلام




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (سيرة 2/ 139)
قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم، فلا أدري ما قالوا، وأمر بنا فأخرجنا. فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة؛ هذا ملك بني الأصفر يخافه.
قال أبو سفيان: ووالله ما زلت ذليلا، مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره. أخرجاه من حديث إبراهيم.



صحيح البخاري (1/ 9)
قال أبو سفيان [ص:10]: فلما قال ما قال، وفرغ من قراءة الكتاب، كثر عنده الصخب وارتفعت الأصوات وأخرجنا، فقلت لأصحابي حين أخرجنا: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، إنه يخافه ملك بني الأصفر. فما زلت موقنا أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام.


صحيح البخاري (4/ 47)
قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته، علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم، وكثر لغطهم، فلا أدري ماذا قالوا، وأمر بنا، فأخرجنا، فلما أن خرجت مع أصحابي، وخلوت بهم قلت لهم: لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، هذا ملك بني الأصفر يخافه، قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلا مستيقنا بأن أمره سيظهر، حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره

صحيح البخاري (6/ 36)
لقد أمر أمر ابن أبي كبشة، إنه ليخافه ملك بني الأصفر، فما زلت موقنا بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سيظهر حتى أدخل الله علي الإسلام






التذكرة الحمدونية (9/ 171)
المؤلف: محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون، أبو المعالي، بهاء الدين البغدادي (المتوفى: 562هـ)
380- وروي أنّ أبا سفيان دخل على عثمان [ ... ] فقال: هل علينا من عين؟ فقال له عثمان: لا، فقال: يا عثمان، إنّ الأمر أمر عالمية [؟] ، والملك ملك جاهلية، فاجعل أوتاد الأرض بني أميّة.
381- وروي أنه دخل عليه فقال له: إنّ الخلافة صارت في تيم وعديّ حتى طمعت فيها، وقد صارت إليكم فتلقّفوها تلقّف الكرة، فو الله ما من جنّة ولا نار، هذا أو نحوه. فصاح به عثمان: قم عني فعل الله بك وفعل.



المختصر في أخبار البشر (2/ 57)
وقد روى أن أبا سفيان قال: يا بني عبد مناف، تلقفوها تلقف الكرة، فما هناك جنّة ولا نار.




****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Saturday - 30/7/2022 - 13:15

تلقفوها تلقف الكره

«أخبار الدولة العباسية» (ص46):
الله عليه وسلّم قد عهد إلينا أنّا سنلقى بعده أثرة. فقال معاوية: فما أمركم به؟ قال: أمرنا إن نصبر حتى نلقاه [14 ب] ، قال: فاصبروا حتى تلقوه.
ثمّ إنّ معاوية مرّ بحلق من قريش، فلمّا رأوه قاموا غير عبد الله بن عبّاس، فقال: يا ابن عبّاس ما منعك من القيام كما قام أصحابك، ما ذاك إلّا لموجدة، إني قاتلتكم بصفين، فلا تجد من ذلك يا ابن عبّاس فإنّ ابن عمّي عثمان قتل مظلوما. قال ابن عبّاس: فعمر بن الخطاب قتل مظلوما، قال: إنّ عمر قتله كافر. قال ابن عباس: فمن قتل عثمان؟ قال: المسلمون. قال:
فذاك أدحض لحجّتك. قال: فإنّا كتبنا إلى الأنصار ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته، فكفّ لسانك. قال: أفتنهانا عن قراءة القرآن؟ قال: لا.
قال: أفتنهانا عن تأويله؟ قال: نعم. قال: أفنقرؤه ولا نسأل عما عنى؟
قال: يسأل عن ذلك من يتأوّله على غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك. قال: إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فكيف أسأل عنه آل أبي سفيان؟ يا معاوية! أتنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال أو حرام، فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف. قال: اقرأوا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا ممّا أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك. قال: فإنّ في القرآن: يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ الله بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبَى الله إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ 9: 32 [1] .
قال: يا ابن عباس! [15 أ] فاربع على نفسك، وكفّ عني لسانك، وإن كنت [2] لا بد فاعلا فليكن ذلك سرّا لا يسمعه أحد علانية، ثمّ
‌‌_________
[1] في الأصل: «المشركون» والصواب ما أثبتناه، سورة التوبة، آية 32، ولا ترد لفظة «المشركون» في ابن خالويه: مختصر شواذ القرآن (باعتناء ر. برجشتر اسر 1934) ، ص 52 كما لا ترد في ابن جني- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات (القاهرة 1969) ج 1 ص 283- 306.
[2] زيادة

«أخبار الدولة العباسية» (ص47):
«رجع إلى منزله، وبعث إليه بمائة ألف درهم، ونادى منادي معاوية: أن برئت الذمة ممن روى حديثا من مناقب علي وفضل أهل بيته.
دخل ابن عباس على معاوية وعنده جماعة من قريش فيهم عبد الله بن عمر، فلما جلس، قال له معاوية: إنك يا ابن عباس لترمقني شزرا، كأني خالفت الحق أو أتيت منكرا. قال ابن عباس: لا منكر أعظم من ذبحك الإسلام بشفرة الشرك، واغتصابك ما ليس لك بحق اعتداء وظلما.
فقال معاوية: إنما ذبح الإسلام من قتل إمام الأمة، ونقض العهد، وخفر الذمة، وقطع الرحم، ولم يرع الحرمة، وترك الناس حيارى في الظلمة.
قال ابن عباس: كان الإمام من سبق الناس إلى الإسلام طرا، وضرب خيشوم الشرك بسيف الله جهرا، حتى انقاد له جماهير الشرك قهرا، وأدخلك وأباك فيه قسرا، فكان ذلك الإمام حقا، لا من خالف الحق حمقا، ومزق الدين فصار محقا. فقال معاوية: رفقا يا ابن عباس رفقا، فقد أتيت جهلا وخرقا، فو الله ما قلت حقا، ولا تحريت في مقالك صدقا، فمهلا مهلا، لقد كان من [15 ب] ذكرته إماما عادلا، وراعيا فاضلا، يسلك سبيلا مليء حلما وفهما، فوثبتم عليه حسدا، وقتلتموه عدوانا وظلما. قال ابن عباس:
إنه اكتسب بجهده الآثام، وكايد بشكه الإسلام، وخالف السنة والأحكام، وجار على الأنام، وسلط عليهم أولاد الطغام، فأخذه الله أخذ عزيز ذي انتقام. قال معاوية: يا ابن عباس يحملك شدة الغضب على سوء الأدب حتى لتخل في الجواب، وتحيد عن الصواب، تقعد في مجلسنا، تشتم فيه أسلافنا، وتعيب فيه كبراءنا، وخيار أهلنا، ما ذنب معاوية إن كان علي خانه زمانه، وخذله أعوانه، وأخذوا سلطانه، وقعدوا مكانه، أما معاوية فأعطي الدنيا فأمكنكم من خيرها، وباعدكم من شرها، وكان لكم صفوها وحلوها، ولي كدرها ومرها. قال ابن عباس: ذنب معاوية ركوبه الآثام، واستحلاله»

«أخبار الدولة العباسية» (ص48):
الحرام، وقصده لظلم آل خير الأنام، ما رعى معاوية للنبوة حقها، ولا عرف لهاشم فضلها وقوتها، وبنا أكرم الله معاوية فأهاننا، وبنا أعزه الله فأهاننا، ثم ها هو ذا يصول بعزنا، ويسطو بسلطاننا ويأكل فيئنا، ويرتع في ثروتنا [1] ، ثم يمتن علينا في إعلامنا إيانا بأنه لا يعتذر إلى الله [16 أ] من ظلمنا. قال معاوية: يا ابن عباس إن افتخارك علينا بما لا [2] نقر لك به إفك وزور، وتبجحك بما لا نشهد لك به هباء منثور، واتكال أبناء السوء على سيادة الآباء ضعف وغرور، ونحن للورى أنجم وبحور، نفي بالنذور ونصل بالبدور، وبساحتنا رحى السماحة تدور. قال ابن عباس: لئن قلت ذلك يا معاوية لطالما أنكرتم ضوء البدور، وشعاع النور، وسميتم كتاب الله بيننا اسطورا، ومحمدا صلى الله عليه وسلم ساحرا وصنبورا [3] ، ولقول القائل تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة، لا بعث ولا نشور، وتغنموا نسيم هذا الروح فما بعده أوبة ولا كرور [4] ، وكان لعمر الله القطب الذي عليه رحى الضلالة تدور. فغضب معاوية وقال: يا ابن عباس اربع على نفسك ولا تقس يومك بأمسك، هيهات! صرح الحق عن محضه [5] ، وزلق الباطل عن دحضه، أما إذا أبيت فأنا كنت أحق بالأمر من ابن عمك. قال ابن عباس: ولم ذاك، وعلي كان مؤمنا وكنت كافرا، وكان مهاجرا وكنت طليقا. قال:
‌‌_________
[1] في الأصل: «شدوتنا» .
[2] في الأصل: «بنا» .
[3] صنبور: الرجل الضعيف الذليل بلا أهل ولا عقب ولا ناصر. وكان كفار قريش يقولون:
محمد صنبور، انظر اللسان وتاج العروس مادة (صنبر) .
[4] الأصل: «كدور» .
[5] انظر: أبو عبيد البكري- فصل المقال في شرح كتاب الأمثال، تحقيق عبد المجيد عابدين وإحسان عباس (الخرطوم 1958) ص 56

 

 

 

«أنساب الأشراف للبلاذري» (5/ 12):
37 [37]- وروى هشام بن محمد الكلبي عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن أبا سفيان دخل على عثمان وهو مكفوف، ثم خرج من عنده وهو يقول: ‌تلقفوها يا بني أمية «2» تلقف الكرة فما الأمر على ما تقولون «3» .
‌‌_________
[37] الطبري 3: 2170 والمروج 4: 274 والأغاني 6: 334 (برواية مختلفة) 335 وشرح النهج 3: 443، 1: 130 والفائق 1: 535 واللسان والنهاية (زقف)

 

 

«أنساب الأشراف للبلاذري» (5/ 13):
«39- وروي عن هشام بن حسان عن ابن سيرين قال، قال أبو سفيان حين قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم: ‌تلقفوها الآن تلقف الكرة فما من جنة ولا نار»

 

«تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري» (10/ 58):
[ومنه قول الرسول ع وقد رآه مقبلا على حمار ومعاويه يقود به ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله القائد والراكب والسائق] ومنه ما يرويه الرواه من قوله:
يا بنى عبد مناف ‌تلقفوها تلقف الكره، فما هناك جنه ولا نار وهذا كفر صراح يلحقه به اللعنه من الله كما لحقت «الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ» ومنه ما يروون من وقوفه على ثنية احد بعد ذهاب بصره، وقوله لقائده: هاهنا ذببنا محمدا واصحابه ومنه الرؤيا التي رآها النبي ص فوجم لها، فما رئى ضاحكا بعدها، فانزل الله: «وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ» ، فذكروا انه راى نفرا من بنى اميه ينزون على منبره

 

«الفائق في غريب الحديث» (2/ 117):
«زقف التزقف والتلقف أَخَوان وهما الاستلاب والاختطاف بِسُرْعَة وَمِنْه: إِن أَبَا سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ لبنى أُميَّة: تزقفوها تزقف الكرة وروى: ‌تلقفوها يَعْنِي الْخلَافَة. وَعَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ: لوبلغ هَذَا الْأَمر إِلَيْنَا بني عبد منَاف تزقفناه تزقف الأكرة»

 

«مرآة الزمان في تواريخ الأعيان» (16/ 213):
«ولمَّا رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الخندق أبا سفيان راكبًا ومعاويةُ يقودُه وابنُه يزيد بن أبي سفيان قال: وذكر الحديث (1).
وإنَّ أبا سفيان كان يقول: ‌تلقَّفوها [تَلَقُّفَ] الكُرة، فما ثَمَّ جنَّةٌ ولا نارٌ، وكان يقول: ها هنا ذَبَبْنا محمدًا وأصحابَه (2).
وأنزل الله تعالى على رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَينَاكَ إلا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] فإنَّه رأى بني أميَّة يَنْزُون على منبره نَزْوَ القِرَدَة، فساءه ذلك»

 

«المختصر في أخبار البشر» (2/ 57):
«سال 282وفي هذه السنة مات البحتري الشاعر، واسمه الوليد بن عبادة، بمنبج أو بحلب، وكان مولده سنة ست ومائتين، وفيها توفي علي بن العباس المعروف بابن الرومي الشاعر، وفيها أمر المعتضد أن يكتب إلى الأقطار، برد الفاضل من سهام المواريث، على ذوي الأرحام، وإبطال ديوان المواريث. من تاريخ القاضي شهاب الدين بن أبي الدم، قال: وفيها أمر بكتبة الطعن، في معاوية وابنه وأبيه، وإباحة لعنهم، وكان من جملة ما كتب في ذلك: بعد الحمد لله والصلاة على نبيه، وأنه لما بعثه الله رسولاً، كان أشد الناس في مخالفته بنو أمية، وأعظمهم في ذلك أبو سفيان ابن حرب، وشيعته من بني أمية، قال الله تعالى في كتابه العزيز " والشجرة الملعونة " " الإسراء: 60 " اتفق المفسرون أنهِ أراد بها بني أمية. ورأى النبي صلى الله عليه وسلم أبا سفيان مقبلاً ومعاوية يقوده، ويزيد أخو معاوية يسوق به، فقال: " لعن الله القائد والراكب والسائق " وقد روى أن أبا سفيان قال: يا بني عبد مناف، ‌تلقفوها تلقف الكرة، فما هناك جنّة ولا نار. وطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم معاوية ليكتب بين يديه، فتأخر عنه، واعتذر بطعامه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم " لا أشبع الله بطنه " فبقي لا يشبع، وكان يقول: والله ما أترك الطعام شبعاً وإنما أتركه إعياء»

 

 

«جمهرة رسائل العرب في عصور العربية» (4/ 326):
‌‌257 - كتاب عن المعتضد بلعن معاوية بن أبى سفيان
وروى الطبرى قال:
وفى سنة 284 هـ عزم المعتضد بالله على لعن معاوية بن أبى سفيان على المنابر، وأمر بإنشاء كتاب بذلك يقرأ على الناس.
وذكر أن المعتضد أمر بإخراج الكتاب الذى كان المأمون أمر بإنشائه بلعن معاوية، فأخرج له من الديوان، فأخذ من جوامعه نسخة هذا الكتاب، وكانت نسخة الكتاب الذى أنشىء للمعتضد بالله:
«بسم الله الرحمن الرحيم: الحمد لله العلىّ العظيم، الحليم الحكيم، العزيز الرحيم، المنفرد بالوحدانية، الباهر بقدرته، الخالق بمشيئته وحكمته، الذى يعلم سوابق الصدور وضمائر القلوب، لا يخفى عليه خافية، ولا يعزب عنه مثقال ذرّة فى السموات العلى ولا فى الأرضين السّفلى، قد أحاط بكل شىء علما، وأحصى كلّ شىء عددا، وضرب لكل شىء أمدا، وهو العليم الخبير، والحمد لله الذى برأ خلقه لعبادته، وخلق عباده لمعرفته، على سابق علمه فى طاعة مطيعهم، وماضى أمره فى عصيان عاصيهم، فبيّن لهم ما يأتون وما يتّقون، ونهج لهم سبل النجاة، وحذّرهم مسالك الهلكة، وظاهر عليهم الحجّة، وقدّم إليهم المعذرة، واختار لهم دينه الذى ارتضى لهم وأكرمهم به، وجعل المعتصمين بحبله والمتمسّكين بعروته أولياءه وأهل طاعته، والعائدين (1) عنه والمخالفين له أعداءه وأهل معصيته: «ليهلك من هلك عن بيّنة ويحيا من حىّ عن بيّنة وإنّ الله لسميع عليم» والحمد لله الذى اصطفى محمدا رسوله من جميع بريّته، واختاره لرسالته، وابتعثه بالهدى والدّين المرتضى إلى عباده أجمعين، وأنزل عليه الكتاب المبين المستبين، وتأذّن له بالنصر والتمكين، وأيّده بالعز والبرهان المتين، فاهتدى به من اهتدى، واستنقذ به من
‌‌_________
(1) أى المائلين

«جمهرة رسائل العرب في عصور العربية» (4/ 327):
استجاب له من العمى، وأضلّ من أدبر وتولّى، حتى أظهر الله أمره، وأعز نصره، وقهر من خالفه، وأنجز له وعده، وختم به رسله، وقبضه مؤدّيا لأمره، مبلّغا لرسالته، ناصحا لأمته، مرضيا مهتديا إلى أكرم مآب المنقلبين، وأعلى منازل أنبيائه المرسلين، وعباده الفائزين، فصلّى الله عليه أفضل صلاة وأتمّها، وأجلّها وأعظمها، وأزكاها وأطهرها، وعلى آله الطيّبين، والحمد لله الذى جعل أمير المؤمنين وسلفه الراشدين المهتدين، ورثة خاتم النبيين، وسيّد المرسلين، والقائمين بالدين، والمقوّمين لعباده المؤمنين، والمستحفظين ودائع الحكمة ومواريث النبوّة، والمستخلفين فى الأمة، والمنصورين بالعز والمنعة، والتأييد والغلبة، حتى يظهر الله دينه على الدين كلّه ولو كره المشركون.
وقد انتهى إلى أمير المؤمنين ما عليه جماعة من العامّة، من شبهة قد دخلتهم فى أديانهم، وفساد قد لحقهم فى معتقدهم، وعصبيّة قد غلبت عليها أهواؤهم، ونطقت بها ألسنتهم، على غير معرفة ولا رويّة، وقلّدوا فيها قادة الضلالة بلا بيّنة ولا بصيرة، وخالفوا السّنن المتبعة إلى الأهواء المبتدعة، قال الله عز وجل: «وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ» خروجا عن الجماعة، ومسارعة إلى الفتنة، وإيثارا للفرقة، وتشتيتا للكلمة، وإظهارا لموالاة من قطع الله عنه الموالاة، وبتر منه العصمة، وأخرجه من الملّة، وأوجب عليه اللعنة، وتعظيما لمن صغّر الله حقّه، وأوهن أمره، وأضعف ركنه، من بنى أمية الشجرة الملعونة، ومخالفة لمن استنقذهم الله به من الهلكة، وأسبغ عليهم به النعمة، من أهل بيت البركة والرحمة، قال الله عز وجل: «يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ» * فأعظم أمير المؤمنين ما انتهى إليه من ذلك، ورأى فى ترك إنكاره حرجا عليه فى الدين، وفسادا لمن قلّده الله أمره من المسلمين، وإهمالا لما أوجبه الله عليه من تقويم المخالفين، وتبصير الجاهلين، وإقامة الحجة على الشاكّين، وبسط اليد على العابدين

 

«جمهرة رسائل العرب في عصور العربية» (4/ 328):
وأمير المؤمنين يخبركم معاشر المسلمين، أن الله عز وجل لما ابتعث محمدا بدينه، وأمره أن يصدع بأمره، بدأ بأهله وعشيرته، فدعاهم إلى ربه وأنذرهم وبشّرهم، ونصح لهم وأرشدهم، فكان من استجاب له وصدّق قوله واتّبع أمره نفر يسير من بنى أبيه، من بين مؤمن بما أتى به من ربه، وبين ناصر له وإن لم يتّبع دينه، إعزاز له وإشفاقا عليه، لماضى علم الله فيمن اختار منهم، ونفذت مشيئته فيما يستودعه إياه من خلافته وإرث نبيّه، فمؤمنهم مجاهد ببصيرته، وكافرهم مجاهد بنصرته وحميّته، يدفعون من نابذه، ويقهرون من عارّه (1) وعانده، ويتوثّقون له ممن كانفه وعاضده، ويبايعون له من سمح بنصرته (2)، ويتجسّسون له أخبار أعدائه (3) ويكيدون له بظهر الغيب كما يكيدون له برأى العين، حتى بلغ المدى، وحان وقت الاهتداء، فدخلوا فى دين الله وطاعته وتصديق رسوله والإيمان به، بأثبت بصيرة،
‌‌_________
(1) عاره معارة وعرارا: قانله وآذاه، وفى شرح ابن أبى الحديد «عازه» بالزاى، يقال: عازنى فعززته أى غالبنى فغلبته، وكانفه: عاونه وساعده.
(2) يعنى بذلك جده العباس بن عبد المطلب، وما كان منه فى بيعة العقبة الثانية، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (قبل هجرته من مكة) كان قد تواعد مع أنصاره من أهل المدينة الذين استجابوا لدعوته (فى موسم الحج) أن يجتمع بهم عند العقبة ليلا خفية من قريش، ووافاهم هناك ومعه عمه العباس، وهو يومئذ على دين قومه، إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه ويتوثق له، فلما جلس كان أول متكلم العباس، فقال: يا معشر الخزرج- وكانت العرب إنما يسمون هذا الحى من الأنصار الخزرج، خزرجها وأوسها- إن محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا ممن هو على مثل رأينا فيه، فهو فى عز من قومه ومنعة فى بلده، وإنه قد أبى إلا الانحياز إليكم واللحوق بكم، فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه إليه، وما نعوه ممن خالفه، فأنتم وما تحملتم من ذلك، وإن كنتم ترون أنكم مسلموه وخاذلوه بعد الخروج به إليكم، فمن الآن فدعوه، فإنه فى عز ومنعة من قومه وبلده … الخ- انظر تاريخ الطبرى 2: 238، وسيرة ابن هشام 1: 266.
(3) يعنى ما كان من العباس فى غزوة أحد، وذلك أن جيش المشركين كان قد خرج من مكة لمحاربة رسول الله صلى الله عليه وسلم- انتقاما لما أصابهم يوم بدر- حتى نزلوا مقابل المدينة، وبلغ الخبر رسول الله من كتاب بعث به إليه عمه العباس مع رجل استأجره لذلك ولم يخرج معهم فى هذه الحرب، محتحا بما أصابه يوم بدر ولم يساعدهم بشىء (وقد قدمنا فى ص 87 من الجزء الثالث أنه كان خرج مع المشركين يوم بدر وأسر وأخذ رسول الله منه الفدية) وكان بمكة يكتب إلى رسول الله بأخبار المشركين، وقيل: إنه كان قد أسلم قبل الهجرة، وكان يكتم إسلامه- انظر أسد الغابة 3: 110 والسيرة الحلبية 2: 230

«جمهرة رسائل العرب في عصور العربية» (4/ 329):
وأحسن هدى ورغبة، فجعلهم الله أهل بيت الرحمة، وأهل بيت الدين، أذهب عنهم الرّجس (1) وطهّرهم تطهيرا، ومعدن الحكمة، وورثة النبوّة، وموضع الخلافة، وأوجب لهم الفضيلة، وألزم العباد لهم الطاعة.
وكان ممن عانده ونابذه وكذّبه وحاربه من عشيرته العدد الأكثر، والسّواد الأعظم، يتلقّونه بالتكذيب والتثريب (2)، ويقصدونه بالأذيّة والتخويف، ويبارزونه بالعداوة، وينصبون له المحاربة، ويصدّون عنه من قصده، وينالون بالتعذيب من اتّبعه، وكان أشدّهم فى ذلك عداوة، وأعظمهم له مخالفة، أوّلهم فى كل حرب ومناصبة، ورأسهم فى كل إجلاب (3) وفتنة، لا يرفع على الإسلام راية إلا كان صاحبها وقائدها ورئيسها فى كل مواطن الحرب، من بدر وأحد والخندق والفتح، أبو سفيان بن حرب وأشياعه من بنى أمية الملعونين فى كتاب الله، ثم الملعونين على لسان رسول الله فى عدّة مواطن وعدة مواضع، لسابق علم الله فيهم، وماضى حكمه فى أمرهم وكفرهم ونفاقهم، فلم يزل- لعنه الله- يحارب مجاهدا، ويدافع مكايدا، ويجلب منابذا، حتى قهره السيف، وعلا أمر الله وهم كارهون، فتقوّل (4) بالإسلام غير منطو عليه، وأسرّ الكفر غير مقلع عنه، فعرفه بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون، وقبله وقبل ولده على علم منه بحاله وحالهم، وميّز له المؤلّفة قلوبهم (5).
‌‌_________
(1) الرجس: كل ما استقذر من العمل.
(2) التثريب: اللوم.
(3) الجلبة بالتحريك: اختلاط الأصوات وفعله كضرب ونصر، وقد أجلبوا وجلبوا.
(4) وفى شرح ابن أبى الحديد «فتعوذ».
(5) وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتصر على هوازان وثقيف وجموعهم بحنين سنة 8 هـ (وحنين بصيغة اتصغير: واد بين مكة والطائف) غنم منهم سبيا وغنائم كثيرة، فاعطى المؤلفة قلوبهم (وهم من أسلم من أهل مكة) وكانوا أشرافا من أشراف الناس، يتألفهم ويتألف بهم قومهم، فكان أولهم أبا سفيان بن حرب، أعطاه أربعين أوقية من الفضة ومائة من الإبل، قال: وابنى يزيد، فأعطاه كذلك قال: وابنى معاوية، فأعطاه كذلك، فأخذ أبو سفيان ثلاثمائة من الإبل ومائة-

«جمهرة رسائل العرب في عصور العربية» (4/ 330):
فما لعنهم الله به على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، وأنزل به كتابا قوله «وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ، وَنُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْياناً كَبِيراً» ولا اختلاف بين أحد أنه تبارك وتعالى أراد بها بنى أمية (1)، ومما ورد من ذلك فى السّنّة، ورواه ثقات الأمة، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وقد رآه مقبلا على حمار، ومعاوية يقود به، ويزيد ابنه يسوق به: لعن الله الراكب والقائد والسائق (2)».
‌‌_________
وعشرين أوقية من الفضة، وقال: بأبى أنت وأمى يا رسول الله، لأنت كريم فى الحرب وفى السلم- انظر السيرة الحلبية 3: 137، وتاريخ الطبرى 3: 136، وسيرة ابن هشام 2: 320 وميزله:
أى لأجله: وميز الشىء: فصل بعضه من بعض، والمعنى انه أفرد المؤلفة قلوبهم بفضل من العطاء امتازوا به على من سواهم.
(1) لا. بل قد اختلفوا فى هذه الشجرة، فالأكثرون قالوا: إنها شجرة الزقوم المذكورة فى القرآن فى قوله: «إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ. طَعامُ الْأَثِيمِ» وقوله: «أَذلِكَ خَيْرٌ نُزُلًا أَمْ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. إِنَّا جَعَلْناها فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ. إِنَّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ. طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ. فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْها فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ» والمراد بلعنها لعن طاعمها على الإسناد المجازى، وكل أبو جهل لما سمع بذكرها قال: يزعم محمد أن نار جهنم تحرق الحجارة حيث قال «وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ» * ثم يقول بأن فى النار شجرا، والنار تأكل الشجر، فكيف يولد فيها! . وقال ابن عباس: الشجرة بنو أمية، يعنى الحكم بن أبى العاص قال:
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى المنام أن ولد الحكم يتداولون منبره (وسيرد ذكر هذه الرؤيا فى تلك الرسالة بعد) فقص رؤياه على أبى بكر وعمر وقد خلا فى بيته معهما، فلما تفرقوا سمع رسول الله الحكم يخبر برؤيا رسول الله، فاشتد ذلك عليه، واتهم عمر بإفشاء سرة، ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع إليهم، فنفاه رسول الله ولعنه، قال الواحدى: هذه القصة كانت بالمدينة، والسورة مكية، فيبعد هذا التفسير، إلا أن يقال: هذه الآية مدنية، ولم يقل به أحد، ومما يؤكد هذا التأويل قول عائشة رضى الله عنها لمروان بن الحكم: أما أنت يا مروان فأشهد أن رسول الله لعن أباك وأنت فى صلبه، فأنت فضض من لعنة الله (وفضض كجبل: أى قطعة) وروى عن عائشة أيضا أنها قالت لمروان بن الحكم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأبيك وجدك: إنكم الشجرة الملعونة فى القرآن- انظر تفسير الفخر الرازى، مفاتيح الغيب 5: 609 وروح المعانى للآلوسى 4: 546 وغيرهما من التفاسير.
(2) وجاء فى مخاصمة بين الحسن بن على رضى الله عنه وبين معاوية أن الحسن قال له: «وأنشدك الله يا معاوية، أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر، وأنت تسوقه، وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: «اللهم العن الراكب والقائد والسائق» - انظر شرح ابن أبى الحديد م 2: ص 101

«جمهرة رسائل العرب في عصور العربية» (4/ 331):
ومنه ما روته الرواة عنه من قوله يوم بيعة عثمان: «يا بنى عبد مناف تلقّفوها تلقّف الكرة، فما هناك جنة ولا نار» وهذا كفر صراح يلحقه به اللعنة من الله، كما لحقت الذين كفروا من بنى إسرائيل على لسان داود وعيسى بن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. ومنه ما يروون من وقوفه على ثنيّة أحد بعد ذهاب بصره (1) وقوله لقائده: ها هنا رمينا (2) محمدا وقتلنا أصحابه. (ومنه الكلمة التى قالها للعباس قبل الفتح، وقد عرضت عليه الجنود: لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيما! فقال له العباس: ويحك! إنه ليس بملك، إنها النبوة. ومنه قوله يوم الفتح، وقد رأى بلالا على ظهر الكعبة يؤذّن ويقول: أشهد أن محمدا رسول الله: لقد أسعد الله عتبة (3) بن ربيعة إذ لم يشهد هذا المشهد (4))، ومنه الرؤيا التى رآها النبى صلى الله عليه وسلم فوجم (5) لها. فما رئى ضاحكا بعدها، فأنزل الله: «وما جعلنا الرّؤيا الّتى أريناك إلّا فتنة للنّاس» فذكروا أنه رأى نفرا من بنى أمية ينزون (6) على منبره.
ومنه طرد رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكم بن أبى العاص لمحاكاته إياه فى مشيته، وألحقه الله- بدعوة رسوله- آفة باقية، حين التفت إليه فرآه يتخلّج يحكيه، فقال له: كن كما أنت، فبقى على ذلك سائر عمره (7)، هذا إلى ما كان من مروان ابنه
‌‌_________
(1) الثنية: الطريق فى الجبل، وكان أبو سفيان قد فقئت عينه يوم الطائف، وفقئت عينه الأخرى يوم اليرموك- وقد شهد اليرموك، وكان هو القاص فى جيش المسلمين يحرضهم ويحثهم على القتال- ولما عمى كان يقوده مولى له- انظر أسد الغابة 3: 12 وصبح الأعشى 1: 448.
(2) وفى تاريخ الطبرى «ذببنا محمدا».
(3) هو حمو أبى سفيان، وجد معاوية لأمه هند.
(4) ما بين القوسين وارد فى رواية ابن أبى الحديد، ساقط من طبعة الطبرى التى بأيدينا.
(5) وجم كوعد: سكت على غيظ.
(6) نزاينزو: وثب، جاء فى كتب التفسير: روى أنه صلى الله عليه وسلم رأى قوما من بنى أمية يرقون منبره وينزون عليه نزو القردة، فقال: هذا حظهم من الدنيا يعطونه بإسلامهم.
(7) كان الحكم يحكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مشيته وبعض حركاته، وكان صلى الله عليه وسلم يتكفأ فى مشيته) فالتفت يوما فرآه وهو يتخلج فى مشيته (أى يضطرب) فقال: كن كذلك، فلم يزل يرتعش فى مشيته من يومئذ، وطرده رسول الله ولعنه وأخرجه إلى الطائف وقال له: لا تساكننى فى بلد أبدا، وصار مشهورا بأنه طريد رسول الله، ولم يزل مفيا حياة النبى، فلما ولى أبو بكر-

 

 

1223 - قَوْلهم عودى إِلَى مباركك
يعْنى ارجعى إِلَى أَمرك الأول أخبرنَا أَبُو أَحْمد وَأَبُو الْقَاسِم بن شيران الْفَقِيه قَالَا حَدثنَا الجوهرى عَن ابى زيد عَن رجل عَن سَلمَة عَن عبد الرَّحْمَن بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ قَالَ أَبُو سُفْيَان لما بُويِعَ عُثْمَان رضى الله عَنهُ كَانَ هَذَا الْأَمر فِي تيمٍ وأتى لتيم هَذَا الْأَمر ثمَّ صَار إِلَى عدىٍ فأبعد وَأبْعد ثمَّ رجعت الْإِبِل إِلَى مباركها فاستقر الْأَمر قراره فتلقفوه ‌تلقف ‌الكرة

 

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 989):
«"‌‌ لا تسبوا أصحابي"
حسب امرئ مسلم لله أن يبلغه قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تسبوا أصحابى! لا تسبوا أصحابى! فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه" (1)، حتى يخشع لرب العالمين، ويسمع لنبي الله ويطيع، فيكف غرب (2) لسانه وضراوة فكره عن أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم -، ثم يعلم علما لا يشوبه شك ولا ريبة، أن لا سبيل لأحد من أهل الأرض، ماضيهم وحاضرهم، أن يلحق أقل أصحابه درجة، مهما جهد في عبادته، ومهما تورع في دينه، ومهما أخلص قلبه من خواطر السوء في سره وعلانيته. ومن أين يشك وكيف يطمع، ورسول الله لا ينطق عن هوى، ولا يداهن في دين، ولا يأمر الناس بما يعلم أن الحق في خلافه، ولا يحدث بخبر، ولا ينعت أحدا بصفة، إلا بما علمه ربه وبما نبأه؟ وربه الذي يقول له ولأصحابه: {والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون (33) لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين (34) ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون}. [سورة الزمر: 33: 35].
ثم يبين - صلى الله عليه وسلم - عن كتاب ربه فيقول: "خير الناس قرنى، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم، ثم يجئ قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته". ثم يزيد الأمر بيانا - صلى الله عليه وسلم -، فيدل المؤمنين على المنزلة التي أنزلها الله أصحاب محمد رسول الله، فيقول: "يأتي على الناس زمان، فيغزو فئام من (3) الناس فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله
‌‌_________
(*) المسلمون، العدد الثالث، 1371 هـ/ 1952، ص: 246 - 255
(1) المد: ربع الصاع، وإنما قدره به - صلى الله عليه وسلم - لأنه أقل ما كانوا يتصدقون به. والنصيف والنصف بمعنى.
(2) غرب اللسان: حده.
(3) الفئام: الجماعة الكثيرة»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 990):
«- صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم. ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم". فإذا كان هذا مبلغ صحبة رسول الله، فأي مسلم يطيق بعد هذا أن يبسط لسانه في أحد من صحابة محمد رسول الله؟ وبأي لسان يعتذر يوم يخاصمونه بين يدي ربهم؟ وما يقول وقد قامت عليه الحجة من كتاب الله ومن خبر نبيه؟ وأين يفر امرؤ من عذاب ربه؟
وليس معنى هذا أن أصحاب محمد رسول الله معصومون عصمة الأنبياء، ولا أنهم لم يخطئوا قط ولم يسيئوا، فهم لم يدعوا هذا، وليس يدعيه أحد لهم. فهم يخطئون ويصيبون، ولكن الله فضلهم بصحبة رسوله، فتأدبوا بما أدبهم به، وحرصوا على أن يأتوا من الحق ما استطاعوا، وذلك حسبهم، وهو الذي أمروا به، وكانوا بعد توابين أوابين كما وصفهم في محكم كتابه. فإذا أخطأ أحدهم، فليس يحل لهم، ولا لأحد ممن بعدهم، أن يجعل الخطأ ذريعة إلى سبهم والطعن عليهم. هذا مجمل ما أدبنا به الله ورسوله. بيد أن هذا المجمل أصبح مجهولا مطروحا عند أكثر من يتصدى لكتابة تاريخ الإسلام من أهل زماننا، فإذا قرأ أحدهم شيئا فيه مطعن على رجل من أصحاب رسول الله سارع إلى التوغل في الطعن والسب، بلا تقوى ولا ورع. كلا، بل تراهم ينسون كل ما تقضى به الفطرة من التثبت من الأخبار المروية، على كثرة ما يحيط بها من الريب والشكوك، ومن الأسباب الداعية إلى الكذب في الأخبار، ومن العلل الدافعة إلى وضع الأحاديث المكذوبة على هؤلاء الصحابة.
ولن أضرب المثل بما يكتبه المستشرقون ومن لف لفهم فهم كما نعلم. ولا بأهل الزيغ والضلال والضغينة على أهل الإسلام، كصاحب كتاب الفتنة الكبرى (1) وأشباهه من المؤلفين. بل سآتيك بالمثل من كلام بعض المتحمسين (2) لدين ربهم، المعلنين بالذب عنه والجهاد في سبيله. لتعلم أن
‌‌_________
(1) للدكتور طه حسين -رحمه الله-.
(2) يعني الأستاذ سيد قطب، -رحمه الله-، في كتابه "العدالة الإجتماعية"»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 991):
«أخلاق المسلم هي الأصل في تفكيره وفي مناهجه وفي علمه، وأن سمة الحضارة الوثنية الأوربية، تنفجر أحيانا في قلب من لم يحذر ولم يتق، بكل ضغائن القرن العشرين وبأسوأ سخائم هذه الحضارة المتعدية لحدود الله التي كتب على عباده -مسلمهم وكافرهم- أن لا يتعداها.
أربعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: هم أبو سفيان بن حرب، ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وهند بنت عتبة بن ربيعة، أم معاوية. -رضي الله عنهم- كيف يتكلم أحد الناس عنهم.
1 - "فلما جاء معاوية، وصير الخلافة الإسلامية ملكا عضوضا في بني أمية، لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما كان من وحى الجاهلية" ولم يكتف بهذا بل شمل بني أمية جميعا فقال: "فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها وما كان الإسلام لها إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات".
2 - ثم يذكر يزيد بن معاوية بأسوأ الذكر ثم يقول: "وهذا هو "الخليفة" الذي يفرضه معاوية على الناس، مدفوعا إلى ذلك بدافع لا يعرفه الإسلام؛ دافع العصبية العائلية القبلية. وما هي بكثيرة على معاوية ولا بغريبة عليه. فمعاوية هو ابن أبي سفيان. وابن هند بنت عتبة، وهو وريث قومه جميعا وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام. فلا يأخذ أحد الإسلام بمعاوية أو بني أمية، فهو منه ومنهم برئ".
3 - "ولسنا ننكر على معاوية في سياسة الحكم ابتداعه نظام الوراثة وقهر الناس عليها فحسب، إنما ننكر عليه أولا وقبل كل شيء إقصاءه العنصر الأخلاقى، في صراعه مع على، وفي سيرته في الحكم بعد ذلك، إقصاء كاملا لأول مرة في تاريخ الإسلام. . . فكانت جريمة معاوية الأولى، التي حطمت روح الإسلام في أوائل عهده هي نفي العنصر الأخلاقى من سياسته نفيا باتا. ومما ضاعف الجريمة أن هذه الكارثة باكرت الإسلام ولم تنقض إلا ثلاثون سنة على سننه الرفيعة. . . ولكى ندرك عمق هذه الحقيقة يجب أن نستعرض صورا من سياسة الحكم في العهود المختلفة على أيدي أبي بكر وعمر، وعلى أيدي عثمان»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 992):
«ومروان. . . ثم على أيدي الملوك من أمية. . . ومن بعدهم من بني العباس، بعد أن خنقت روح الإسلام خنقا على أيدي معاوية وبنى أبيه".
4 - "ومضى على إلى رحمة ربه، وجاء معاوية بن هند وابن أبي سفيان! " (وأنا أستغفر الله من نقل هذا الكلام، بمثل هذه العبارة النابية فإنه أبشع ما رأيته! ) ثم يقول: "فلئن كان إيمان عثمان وورعه ورقته، كانت تقف حاجزا أمام أمية .. لقد انهار هذا الحاجز، وانساح ذلك السد، وارتدت أمية طليقة حرة إلى وراثاتها في الجاهلية والإسلام. وجاء معاوية، تعاونه العصبة التي على شاكلته، وعلى رأسها عمرو بن العاص. قوم تجمعهم المطامع والمآرب، وتدفعهم المطامح والرغائب، ولا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير" (وأنا أستغفر الله وأبرأ إليه). ثم قال: ولا حاجة بنا للحديث عن معاوية، فنحن لا نؤرخ له هنا، وبحسبنا تصرفه في توريث يزيد الملك، لنعلم أي رجل هو. ثم بحسبنا سيرة يزيد لنقدر أية جريمة كانت تعيش في أسلاخ أمية على الإسلام والمسلمين".
5 - ثم ينقل خطبة يزعم أنها لمعاوية في أهل الكوفة بعد الصلح يجئ فيها قول معاوية: "وكل شرط شرطته، فتحت قدمي هاتين" ثم يعقب عليه مستدركا: "والله تعالى يقول: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا} والله يقول: {وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق} فيؤثر الوفاء بالميثاق للمشركين المعاهدين، على نصرة المسلمين لإخوانهم في الدين. أما معاوية فيخيس بعهده للمسلمين، ويجهر بهذه الكبيرة جهرة المتبجحين! .. إنه من أمية، التي أبت نحيزتها أن تدخل في حلف الفضول! ".
6 - ثم يذكر خطبة أخرى لمعاوية في أهل المدينة: "أما بعد، فإني والله ما وليتها بمحبة علمتها منكم" ثم يعلق عليها فيقول: "أجل ما وليها بمحبة منهم. وإنه ليعلم أن الخلافة بيعة الرضى في دين الإسلام. ولكن ما لمعاوية وهذا الإسلام .. وهو ابن هند وابن أبي سفيان! "»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 993):
«7 - "وأما معاوية بعد علي، فقد سار في سياسة المال سيرته التي ينتفي منها العنصر الأخلاقي، فجعله للرشى واللهى وشراء الأمم في البيعة ليزيد، وما أشبه هذه الأغراض، بجانب مطالب الدولة والأجناد والفتوح بطبيعة الحال".
8 - ثم قال شاملا لبنى أمية: "هذا هو الإسلام، على الرغم مما اعترض خطواته العملية الأولى، من غلبة أسرة لم تعمر روح الإسلام نفوسها. فآمنت على حرف حين غلب الإسلام، وظلت تحلم بالملك الموروث العضوض حتى نالته، فسارت بالأمر سيرة لا يعرفها الإسلام".
هذا ما جاء في ذكر معاوية، وما أضفى الكاتب من ذيوله على بني أمية، وعلى عمرو بن العاص. وأما ما جاء عن أبي سفيان بن حرب فانظر ماذا يقول:
9 - "أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقى الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام. فهو إسلام الشفة واللسان، ولا إيمان القلب والوجدان. وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل قط، فلقد ظل يتمنى هزيمة المسلمين ويستبشر لها في يوم حنين، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد، بينما يتظاهر بالإسلام. ولقد ظلت العصبية الجاهلية تسيطر على فؤاده. . . وقد كان أبو سفيان يحقد على الإسلام والمسلمين، فما تعرض فرصة للفتنة إلا انتهزها. ."
10 - "ولقد كان أبو سفيان يحلم بملك وراثى في بني أمية منذ تولى الخلافة عثمان فهو يقول: "يا بني أمية. . . تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان مازلت أرجوها لكم، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة! ". وما كان يتصور حكم المسلمين إلا ملكا حتى في أيام محمد، (وأظن أنا أنه من الأدب أن أقول: - صلى الله عليه وسلم -)، فقد وقف ينظر إلى جيوش الإسلام يوم فتح مكة، ويقول للعباس ابن عبد المطلب: "والله يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك أليوم عظيما"، فلما قال له العباس. إنها النبوة! قال: نعم إذن! . . .
"نعم إذن! وإنها لكلمة يسمعها بأذنه فلا يفقهها قلبه، فما كان مثل هذا القلب ليفقه إلا معنى الملك والسلطان".
ثم يقول عن هند بنت عتبة أم معاوية»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 994):
«11 - "ذلك أبو معاوية. فأما أمه هند بنت عتبة، فهي تلك التي وقفت يوم أحد، تلغ في الدم إذ تنهش كبد حمزة كاللبؤة المتوحشة، لا يشفع لها في هذه الفعلة الشنيعة حق الثأر على حمزة، فقد كان قد مات. وهي التي وقفت بعد إسلام زوجها كرها بعد إذ تقررت غلبة الإسلام تصيح. "اقتلوا الخبيث الدنس الذي لا خير فيه. قبح من طليعة قوم! هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم؟ ".
* * *
 
هؤلاء أربعة من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يذكرهم كاتب مسلم، بمثل هذه العبارات الغريبة النابية! بل زاد، فلم يعصم كثرة بني أمية من قلمه، فطرح عليهم كل ما استطاع من صفات تجعلهم جملة واحدة، برآء من دين الله؛ ينافقون في إسلامهم، وينفون من حياتهم كل عنصر أخلاقى! كما سماه. وأنا لن أناقش الآن هذا المنهج التاريخى، فإن كل مدع يستطيع أن يقول: هذا منهجى، وهذه دراستى. بل غاية ما أنا فاعل أن أنظر كيف كان أهل هذا الدين، ينظرون إلى هؤلاء الأربعة بأعيانهم، وكيف كانوا -هؤلاء الأربعة- عند من عاصرهم ومن جاء بعدهم من أئمة المسلمين وعلمائهم. وأيضا فإني لن أحقق في هذه الكلمة فساد ما بنى عليه الحكم التاريخي العجيب، الذي استحدثه لنا هذا الكاتب، بل أدعه إلى حينه.
فمعاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه -، أسلم عام القضية؛ ولقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مسلما؛ وكتم إسلامه من أبيه وأمه. ولما جاءت الردة الكبرى؛ خرج معاوية في هذه القلة المؤمنة التي قاتلت المرتدين؛ فلما استقر أمر الإسلام وسير أبو بكر الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان - رضي الله عنه -. فلما مات يزيد في زمن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال لأبى سفيان: أحسن الله عزاءك في يزيد. فقال أبو سفيان. من وليت مكانه؟ قال. أخاه معاوية. قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين. وبقى معاوية واليا لعمر على عمل دمشق. ثم ولاه عثمان الشام كلها؛ حتى جاءت فتنة مقتل عثمان؛ فولى معاوية دم عثمان لقرابته؛ ثم كان بينه وبين على ما كان»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 995):
«ويروى البخاري: (5: 28) أن معاوية أوتر بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس، فأتى ابن عباس، فقال: دعه فإنه صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وقال في خبر آخر: هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه أوتر بواحدة، فقال ابن عباس: إنه فقيه. وروى أحمد في مسنده (4: 102) عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس أن معاوية أخبره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قصر شعره بمشقص (1). فقلت لابن عباس: ما بلغنا هذا الأمر إلا عن معاوية! فقال: ما كان معاوية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - متهما. وعن أبي الدرداء: ما رأيت أحدا بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشبه صلاة برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أميركم هذا يعني معاوية (مجمع الزوائد 9: 357). وروى أحمد في مسنده (4: 101) عن أبي أمية عمرو بن يحيى بن سعيد عن جده أن معاوية أخذ الإداوة (2) بعد أبي هريرة يتبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بها، واشتكى أبو هريرة، فبينا هو يوضئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رفع رأسه إليه مرة أو مرتين فقال: يا معاوية؛ إن وليت أمرا فاتق الله -عز وجل- واعدل. قال معاوية: فما زلت أظن أنى مبتلى بعمل لقول النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى ابتليت. وروى أحمد في مسنده (4: 127) عن العرباض بن سارية السلمى قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يدعونا إلى السحور في شهر رمضان: هلموا إلى الغداء المبارك! ثم سمعته يقول: اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب. وروى أحمد في مسنده (4: 216) عن عبد الرحمن ابن أبي عميرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر معاوية فقال: "اللهم اجعله هاديا مهديا واهد به".
هذا بعض ما قيل في معاوية - رضي الله عنه -، وفي دينه وإسلامه. فإن كان هذا الكاتب قد عرف واستيقن أن الروايات المتلقفة من أطراف الكتب تنقض هذا نقضا حتى يقول إن الإسلام برئ منه، فهو وما عرف. وإن كان يعلم أنه أحسن نظرا ومعرفة بقريش من أبي بكر حين ولى يزيد بن أبي سفيان، وهو من بني أمية، وأنفذ بصرا من عمر حين ولى معاوية. فهو وما علم! وإن كان يعلم أن معاوية لم
‌‌_________
(1) المشقص: نصل طويل عريض (المقص).
(2) الإداوة: إناء من جلد صغير كالقربة»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 996):
«يقاتل في حروب الردة، إلا وهو يضمر النفاق والغدر، فله ما علم. وإن كان يرى ما هو أعظم من ذلك؛ أنه أعرف بصحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، من رسول الله الذي كان يأتيه الخبر من السماء بأسماء المنافقين بأعيانهم، فذلك ما أعيذه منه أن يعتقده أو يقوله. ولكن لينظر فرق ما بين كلامه وكلام أصحاب رسول الله عن رجل آخر من أصحابه، ثم ليقطع لنفسه ما شاء من رحمة الله أو من عذابه. ولينظر أيهما أقوى برهانا في الرواية هذا الذي حدثنا به أئمة ديننا، أم ما انضمت عليه دفتا كتاب من عرض كتب التاريخ، كما يزعمون. ولينظر لنفسه حتى يرجح رواية على رواية، وحديثا على حديث، وخبرا على خبر، وليعلم أن الله تعالى أدب المسلمين أدبا لم يزالوا عليه منذ كانت لدين الله الغلبة، حتى ضرب الله على أهل الإسلام الذلة بمعاصيهم وخروجهم عن حد دينهم، واتباعهم الأمم في أخلاقها وفي فكرها وفي تصورها للحياة الإنسانية. يقول ربنا سبحانه: {ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين} ويقول: {ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم} ويقول {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}. ولينظر أنى له أن يعرف أن معاوية كان يعمل "بوحي الجاهلية لا الإسلام"، وأنه بعيد الروح عن حقيقة الإسلام، وأن الإسلام لم يعمر قلبه، وأنه خنق روح الإسلام هو وبنو أبيه، وأنه هو وعمرو بن العاص ومن على شاكلتهم، لا يمسكهم خلق ولا دين ولا ضمير، وأن في أسلاخ معاوية وبنى أمية جريمة أي جريمة على الإسلام والمسلمين، وأنه يخيس بالعهد ويجهر بالكبيرة جهرة المتبجحين، وأنه ما لمعاوية وهذا الإسلام؟ وأنه ينفي العنصر الأخلاقى من سيرته ويجعل مال الله للرشى واللهي وشراء الذمم، وأنه هو وبنو أمية آمنوا على حرف حين غلب الإسلام.
* * *
 
أما أبو سفيان - رضي الله عنه -، فقد أسلم ليلة الفتح، وأعطاه رسول الله من غنائم حنين كما أعطى سائر المؤلفة قلوبهم فقال له: والله إنك لكريم فداك أبي»

«جمهرة مقالات محمود شاكر» (2/ 997):
«وأمى، والله لقد حاربتك فلنعم المحارب كنت، ولقد سالمتك فنعم المسالم أنت، جزاك الله خيرا. ثم شهد الطائف مع رسول الله، وفقئت عينه في القتال، ولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نجران، ورسول الله لا يولى منافقا على المسلمين، وشهد اليرموك، وكان هو الذي يحرض الناس ويحثهم على القتال. وقد ذكر الكاتب فيما استدل به على إبطان أبي سفيان النفاق والكفر أنه كان يستبشر بهزيمة المسلمين في يوم حنين، وفي قتال المسلمين والروم فيما بعد، وهذا باطل مكذوب. وسأذكر بعد تفصيل ذلك. أما قول أبي سفيان للعباس "لقد أصبح ملك ابن أخيك اليوم عظيما! " فقال العباس إنها النبوة! فقال أبو سفيان: فنعم إذن. فهذا خبر طويل في فتح مكة، قبل إسلامه، وكانت هذه الكلمة "نعم إذن" أول إيذان باستجابته لداعى الله، فأسلم - رضي الله عنه - وليست كما أولها الكاتب: "نعم إذن. وإنها كلمة يسمعها بأذنه فلا يفقهها قلبه، فما كان مثل هذا القلب ليفقه إلا معنى الملك والسلطان"، إلا أن يكون الله كشف له ما لم يكشف للعباس ولا لأبى بكر ولا لعمر، ولا لأصحاب رسول الله من المهاجرين والأنصار. وأعوذ بالله من أن أقول ما لم يكشف لرسول الله ونبيه - صلى الله عليه وسلم -.

 


وعن ابن عباس أن أبا سفيان قال: يا رسول الله ثلاثا أعطنيهن. قال: نعم قال: تؤمرنى حتى أقاتل الكفار كما قاتلت المسلمين. قال: نعم. قال: ومعاوية تجعله كاتبا بين يديك. قال: نعم. وذكر الثالثة، وهو أنه أراد أن يزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بابنته الأخرى عزة بنت أبي سفيان، واستعان على ذلك بأختها أم حبيبة فقال: "إن ذلك لا يحل لي".
وأما هند بنت عتبة أم معاوية -رضي الله عنهما- فقد روى عن عبد الله بن الزبير (ابن سعد 8: 171) قال: لما كان يوم الفتح أسلمت هند بنت عتبة ونساء معها وأتين رسول الله وهو بالأبطح فبايعنه، فتكلمت هند فقالت: يا رسول الله! الحمد لله الذي أظهر الدين الذي اختاره لنفسه. لتنفعني رحمك يا محمد! إني امرأة مؤمنة بالله مصدقة برسوله. ثم كشفت عن نقابها وقالت: أنا هند بنت عتبة. فقال رسول الله: مرحبا بك. فقالت: والله ما كان على الأرض أهل خباء»

 






****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Saturday - 30/7/2022 - 13:57

تزقفوها تزقف الکره

اساس البلاغه، ص 272

زقف-
تزقف اللقمة و ازدقفها: ابتلعها.
و من المجاز: تزقف الكرة بالصولجان.
و قال أبو سفيان لبني أمية: تزقفوها تزقف الكرة.
، يعني الخلافة.

 

الفائق، ج 2، ص 88

التزقف و التلقف أخوان، و هما الاستلاب و الاختطاف بسرعة.
و منه:
إن أبا سفيان رضي الله عنه قال لبني أمية: تزقفوها تزقف الكرة- و روي:
تلقفوها.
يعني الخلافة.
و
عن معاوية رضي الله عنه: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد مناف تزقفناه تزقف الأكرة.
هي الكرة؛ قال:
         تبيت الفراخ بأكنافها             كأن حواصلهن الأكر «1»

و تزقف الكرة أن تأخذها بيدك أو بفيك بين السماء و الأرض.

 

                        النهاية في غريب الحديث و الأثر، ج‏2، ص: 306
 [ه] و منه‏
الحديث «بلغ عمر أن معاوية قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بنى عبد مناف- يعنى الخلافة- تزقفناه تزقف الأكرة»
التزقف. كالتلقف. يقال تزقفت الكرة و تلقفتها، و هو أخذها باليد على سبيل الاختطاف و الاستلاب من الهواء. و هكذا جاء الحديث «الأكرة» و الأفصح الكرة. و بنى عبد مناف: منصوب على المدح، أو مجرور على البدل من الضمير فى إلينا.
و منه‏
الحديث «إن أبا سفيان قال لبنى أمية: تزقفوها تزقف الكرة»
يعنى الخلافة.

 

زقف:
تزقف الكرة: كتلقفها. قال الأزهري: قرأت بخط شمر في تفسير غريب حديث عمر بن الخطاب، رضي الله عنه،
أن معاوية قال: لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد مناف، يعني الخلافة، تزقفناه‏
                        لسان العرب، ج‏9، ص: 138
تزقف الأكرة.
؛ قال: التزقف كالتلقف و هو أخذ الكرة باليد أو بالفم. يقال: تزقفتها و تلقفتها بمعنى واحد، و هو أخذها باليد أو بالفم بين السماء و الأرض على سبيل الاختطاف و الاستلاب من الهواء، و قوله بني عبد مناف منصوب على المدح أو مجرور على البدل من الضمير في إلينا. و الزقفة: ما تزقفته. و
في الحديث: أن أبا سفيان قال لبني أمية تزقفوها تزقف الكرة.
يعني الخلافة. و

 

تاج العروس، ج 12، ص 254

و الزقف: التلقف، كالتزقف، قال شمر: يقال: تزقفت الكرة، و تلقفتها، بمعنى واحد، و هما أخذها باليد، أو بالفم، بين السماء و الأرض، على سبيل الاختطاف و الاستلاب من الهواء، قال: و منه‏
قول معاوية، لما بلغه تولي عمر رضي الله تعالى عنهما الخلافة: «لو بلغ هذا الأمر إلينا بني عبد مناف، تزقفناه تزقف الأكرة» «4» و في الحديث: أن أبا سفيان قال لبني أمية: «تزقفوها تزقف الكرة».
يعني الخلافة، و