بسم الله الرحمن الرحیم

سعد بن عبادة(000 - 14 هـ = 000 - 635 م)

سعد بن عبادة(000 - 14 هـ = 000 - 635 م)
شرح حال سعد بن عبادة(000 - 14 هـ = 000 - 635 م)
سعد در سقيفة



الأعلام للزركلي (3/ 85)
سَعْد بن عبادة
(000 - 14 هـ = 000 - 635 م)
سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة، الخزرجي، أبو ثابت: صحابي، من أهل المدينة.
كان سيد الخزرج، وأحد الأمراء الأشراف في الجاهلية والإسلام. وكان يلقب في الجاهلية بالكامل (لمعرفته الكتابة والرمي والسباحة) وشهد العقبة مع السبعين من الأنصار. وشهد أحدا والخندق وغيرهما. وكان أحد النقباء الاثني عشر. ولمّا توفي رسول الله صلّى الله عليه وسلم طمع بالخلافة، ولم يبايع أبا بكر. فلما صار الأمر إلى عمر عاتبه، فقال سعد: كان والله صاحبك (أبو بكر) أحبّ إلينا منك، وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر: من كره جوار جاره تحول عنه. فلم يلبث سعد أن خرج إلى الشام مهاجرا، فمات بحوران. وكان لسعد وآبائه في الجاهلية أطم (حصن) ينادى عليه: من أحب الشحم واللحم فليأت أطم دليم بن حارثة (1) .
__________
(1) تهذيب ابن عساكر 6: 84 والإصابة، الترجمة 3167 وصفوة الصفوة 1: 202 وطبقات ابن سعد 3: 142 وفي البدء والتاريخ 5: 123 (لما اختلف المسلمون في أمر الإمامة، ورجعوا إلى قول أبي بكر: الأئمة من قريش، قال سعد بن عبادة: لا والله، لا أبايع قريشا أبدا!) .


كتاب الأربعين- محمد طاهر القمي الشيرازي (1/ 222)
ومما يدل أيضا على ما ادعيناه: اتفاق أهل النقل على تخلف سعد بن عبادة وولده عن بيعة أبي بكر وعمر، الى أن قتل أو مات في خلافة عمر. وقد روى أصحابنا عن كتاب جرير الطبري، عن أبي علقمة، قلت لابن عبادة: وقد مال الناس الى بيعة أبي بكر، قال: فقلت: ألا تدخل فيما دخل فيه المسلون ؟ قال: اليك عني، فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: إذا أنا مت يضل الأهواء، ويرجع الناس على أعقابهم، فالحق يومئذ مع علي وكتاب الله بيده، فقلت له: هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال: اناس في قلوبهم أحقاد وضغائن، قلت: بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون كلهم، فحلف أنه لم يهم بها ولم يردها، وانهم لو كانوا بايعوا عليا عليه السلام كان أول من يبايع سعد. ونقل أهل السير أن سعد لم يبايع حتى قتل. قال أهل السنة: بال سعد في جحر فرمته الجن بسهمين فقتل، وسمع قائل ينشد: قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهمين ولم نخطئ فؤاده وقال المعتبرون من أهل السير: ان خالد بن الوليد قتله حين كان سعد في قرى غثان من الشام، طلبا لرضا عمر، ولفقوا هذا الشعر، ونسبوا قتله الى الجن خوفا من فتنة الأنصار، وقال شاعر الأنصار: يقولون سعد شقت الجن بطنه ألا ربما حققت فعلك بالغدر وما ذنب سعد أنه بال قائما ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر وأنشد ابنه قيس: وقالوا دهى سعدا من الجن عارض غدا هالكا منه وذا لكذابها أتغتصب الجن النفوس فمن رأى بعينه ميتا قد عراه اغتصابه


كتاب الأربعين- محمد طاهر القمي الشيرازي (1/ 223)
ونقل أن عمر لقي خالدا وعاتبه في قتل مالك بن نويرة، فقال: ان كنت قتلته لهنات بيني وبينه، فقد قتلت سعدا لهنات بينكم وبينه، فأعجب عمر قوله وضمه وقبله (1).
----------------
(1) الصراط المستقيم 3: 109.




الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم ج‏3 109 فصل في قولهم شهد لأبي بكر ثمانون ألف و غير ذلك ..... ص : 106
و خفي على الناس قاتله و إنما قتله خالد حيث كان بالشام و كان سعد بقرى غسان بالشام هاربا من البيعة فلم يظهر ذلك حتى لقي عمر خالدا فعاتبه في قتل مالك فقال إن كنت قتلته لهنات بيني و بينه فقد قتلت سعدا لهنات بينكم و بينه فأعجب عمر قوله و ضمه و قبله.






أنساب الأشراف للبلاذري (1/ 589)
1193- حدثني روح بن عبد المؤمن، حدثني علي بن المدائني، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح أن سعد بن عبادة خرج إلى الشام فقتل بها.
المدائني، عن ابن جعدبة، عن صالح بن كيسان، وعن أبي مخنف، عن الكلبي وغيرهما أن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر، وخرج إلى الشام. فبعث عمر [1] رجلا وقال: ادعه إلى البيعة واختل له، وإن أبى فاستعن بالله عليه. فقدم الرجل الشام، فوجد سعدا في حائط بحوارين، فدعاه إلى البيعة، فقال: لا أبايع قرشيا أبدا. قال: فإني أقاتلك. قال: وإن قاتلتني. قال: أفخارج أنت مما دخلت فيه الأمة؟ قال: أما من البيعة فإني/ 284/ خارج. فرماه بسهم فقتله. وروي أن سعدا رمي في حمام. وقيل:
كان جالسا يبول، فرمته الجن فقتلته. وقال قائلهم [2] :
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ... رميناه بسهمين فلم تخط فؤاده




طرائف المقال - السيد علي البروجردي (3/ 84)
7435 - سعد بن عبادة، في المجالس ما يظهر منه جلالته، وأنه ما كان [ يريد ] الخلافة لنفسه بل لعلي عليه السلام " تعق " وقد ورد في السير مدحه وتبجيله، الا أنه روي عن علي عليه السلام أول من جرء الناس علينا سعد فتح بابا ولجه غيره وأضرم نارا لهبها عليه وضوءها لاعدائه (1).
سعد در سقيفة





كتاب : الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة --نويسنده : السيد علي خان المدني الشيرازي --وفات : 1120
تحقيق : تقديم : السيد محمد صادق بحر العلوم

( سعد بن عبادة بن دلهم )
ابن حارثة بن أبي حزينة بن تغلبه بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري كان سيد الخزرج وكبيرهم يكنى أبا ثابت وأبا قيس من أعاظم الصحابة وهو أحد النقباء شهد العقبة مع السبعين والمشاهد كلهما ما خلا بدرا فإنه تهيأ للخروج فلدغ فأقام وكان جوادا وكان له جفنة تدور مع رسول الله في بيوت أزواجه ، عن يحيى بن كثير قال كان لرسول الله من سعد بن عبادة جفنة ثريد في كل يوم تدور معه أينما دار من نسائه وكان يكتب في الجاهلية بالعربية ويحسن القول والرمي والعرب تسمى من اجتمعت فيه هذه الأشياء الكامل ولم يزل سعد سيدا في الجاهلية والإسلام وأبوه وجده وجد جده لم يزل فيهم الشرف وكان سعد يجير فيجار وذلك لسؤدده ولم يزل هو وأصحابه أصحاب اطعام في الجاهلية والإسلام . وعن النبي صلى الله عليه وآله الجود شيمة ذلك البيت يعنى بيتهم

وهو الذي اجتمعت عليه الأنصار ليولوه الخلافة وقد اختلف أصحابنا ( رض ) في شأنه فعده بعضهم من المقبولين واعتذر عن دعواه الخلافة بما روى عنه انه قال لو بايعوا عليا " ع " لكنت أول من بايع . وبما رواه محمد بن جرير الطبري عن أبي علقمة قال قلت لسعد بن عبادة وقد مال الناس لبيعة أبى بكر تدخل فيما دخل فيه المسلمون قال إليك عنى فوالله لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول إذا أنا مت تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي ( عليه السلام ) وكتاب الله بيده لا نبايع لأحد غيره فقلت له هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله فقال معه ناس في قلوبهم أحقاد وضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم فحلف انه لم يهم بها ولم يردها وانهم لو بايعوا عليا " ع " كان أول من بايع سعد .

وزعم بعضهم ان سعدا لم يدع الخلافة ولكن لما اجتمعت قريش على أبى بكر يبايعونه قالت لهم الأنصار أما إذا خالفتم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله في وصيه وخليفته وابن عمه فلستم أولى منا بهذا الأمر فبايعوا من شئتم ونحن معاشر الأنصار نبايع سعد بن عبادة فلما سمع سعد ذلك قال لا والله لا أبيع ديني بدنياي ولا أبدل الكفر بالايمان ولا أكون خصما لله ورسوله ولم يقبل ما اجتمعت عليه الأنصار فلما سمعت الأنصار قول سعد سكتت وقوى أمر أبى بكر .

وقال آخرون دعوى سعد الخلافة أمر كاد ان يبلغ أو بلغ حد التواتر وكتب السير ناطقة بان الأنصار هم الذين سبقوا المهاجرين إلى دعوى الخلافة فلم يتم لهم الامر وما زعمه بعضهم خلاف المشهور .
فقد روى أبو جعفر محمد ابن جرير الطبري في التاريخ ان رسول الله صلى الله عليه وآله لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بنى ساعدة وأخرجوا سعد بن عبادة ليولوه الخلافة وكان مريضا فخطبهم ودعاهم إلى اعطاء الرياسة والخلافة فأجابوه ثم ترادد الكلام فقالوا فان أبى المهاجرون وقالوا نحن أولياؤه وعترته فقال قوم من الأنصار نقول منا أمير ومنكم أمير فقال سعد فهذا أول الوهن وسمع عمر الخبر فأتى منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وفيه أبو بكر فأرسل إليه ان أخرج إلى فأرسل أنى مشغول فأرسل إليه عمر أخرج فقد حدث أمر لابد من أن تحضره فخرج فأعلمه الخبر فمضيا مسرعين نحوهم ومعهما أبو عبيدة فتكلم أبو بكر فذكر قرب المهاجرين من رسول الله وإنهم أولياؤه وعترته ثم قال نحن الأمراء وأنتم الوزراء لا نفتات عنكم بمشورة ولا نقضي دونكم الأمور فقام الحباب بن المنذر الجموح فقال يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فان الناس في ظلكم ولن يجترى مجتر على خلافكم ولن يصدر أحد إلا عن رأيكم أنتم أهل العزة والمنعة وأولوا العدد والكثرة وذووا البأس والنجدة وإنما ينظر الناس ما تصنعون فلا تختلفوا فتفسد عليكم أموركم فان أبى هؤلاء إلا ما سمعتم فمنا أمير ومنهم أمير فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان في غمد واحد لا ترضى العرب بان تؤمركم ونبيها من غيركم ولا تمنع العرب ان تولى أمرها لمن كانت النبوة فيهم من ينازعنا سلطان محمد صلى الله عليه وآله ونحن أولياؤه وعشيرته فقال الحباب بن المنذر يا معشر الأنصار أملكوا أيديكم ولا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا بنصيبكم من هذا الامر فان أبوا عليكم فاجلوهم من هذه البلاد فأنتم أحق بهذا الامر منهم فإنه بأسيافكم دان الناس بهذا الدين انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب انا أبو شبل في عرينة الأسد والله ان شئتم لنعيدها جذعة فقال عمر إذا يقتلك الله قال بل إياك فقال أبو عبيدة يا معشر الأنصار انكم أول من نصر فلا تكونوا أول من بدل وغير فقام بشير بن سعد والد النعمان بن بشير فقال يا معاشر الأنصار ألا ان محمدا من قريش وقومه أولى به وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر فقال أبو بكر هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم فقال لا والله لا نتولى هذا الامر عليك وأنت أفضل المهاجرين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله في الصلاة وهي أفضل الدين أبسط يدك فلما بسط يده ليبايعاه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عقتك عقاق أنفست على ابن عمك الامارة فقال أسيد بن خضير رئيس الأوس لأصحابه والله لئن لم تبايعوه ليكون للخزرج عليكم الفضيلة فقاموا فبايعوا أبا بكر فأنكر على سعد بن عبادة والخزرج ما اجتمعوا عليه وأقبل الناس يبايعون أبا بكر من كل جانب ثم حمل سعد بن عبادة إلى داره فبقى أياما وأرسل إليه أبو بكر ليبايع فقال لا والله حتى أرميكم بما في كنانتي وأخضب سنان رمحي واضرب بسيفي ما أطاعني وأقاتلكم باهل بيتي ومن تبعني ولو اجتمع معكم الجن والإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربى فقال عمر لا ندعه حتى يبايع فقال بشير ابن سعد انه قد لج وليس بمبايع لكم حتى يقتل وليس بمقتول حتى يقتل معه أهل بيته وطائفة من عشيرته ولا يضركم تركه إنما هو رجل واحد فاتركوه وجاءت أسلم فبايعت فقوى بهم جانب أبى بكر وبايعه الناس . وروى أبو جعفر الطبري في التاريخ أيضا عن ابن عباس قال : قال عمر ابن الخطاب يوما على المنبر انه بلغني ان قائلا منكم يقول لو مات أمير المؤمنين بايعت فلانا فلا يغرني امرؤ ان يقول إن بيعة أبى بكر كانت له فلتة فلقد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع إليه الأعناق كأبي بكر وانه كان من خيرنا حين توفى رسول الله ان عليا والزبير تخلفا عنا في بيت فاطمة ومن معهما وتخلف عنا الأنصار واجتمع المهاجرون إلى أبى بكر فقلت له انطلق بنا إلى إخواننا من الأنصار فانطلقنا نحوهم فلقينا رجلان صالحان من الأنصار قد شهدا بدرا أحدهما عويم بن ساعدة والثاني معن بن عدي فقالا لنا ارجعوا فاقضوا امركم بينكم فأتينا الأنصار وهم مجتمعون في سقيفة بنى ساعدة وبين أظهرهم رجل مزمل فقلت من هذا قالوا سعد بن عبادة وجمع فقام رجل منهم فحمد الله وأثنى عليه فقال اما بعد فنحن الأنصار وكتيبة الاسلام وأنتم يا معشر قريش رهط نبينا صلى الله عليه وآله قد دفنت إلينا دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يغصبونا الامر فلما سكت وكنت قد زودت في نفسي مقالة أقولها بين يدي أبى بكر فلما ذهبت أتكلم قال أبو بكر على رسلك فقام فحمد الله وأثنى عليه فما ترك شيئا كنت زودت في نفسي الا جاء به أو بأحسن منه وقال يا معشر الأنصار انكم لا تذكرون فضلا إلا وأنتم له أهل وان العرب لا تعرف هذا الأمر الا لقريش أوسط العرب دارا ونسبا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين واخذ بيدي وبيد أبى عبيدة ابن الجراح والله ما كرهت من كلامه غيرها ان كنت لأقدم فتضرب عنقي لا يغلبني إلى اثم أحب إلي من أن أؤمر على قوم فيهم أبو بكر فلما قضى أبو بكر كلامه قام من الأنصار رجل فقال انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير وارتفعت الأصوات واللغط فلما خفت الاختلاف قلت لأبي بكر ابسط يدك أبايعك فبسط يده فبايعته وبايعه الناس ثم نزونا على سعد بن عبادة فقال قائلهم قتلتم سعدا فقلت اقتلوه قتله الله .
وروى أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة قال أخبرني أحمد بن إسحاق قال حدثنا أحمد بن سيار قال حدثنا سعيد بن كثير زعفير الأنصاري ان النبي صلى الله عليه وآله لما قبض اجتمعت الأنصار في سقيفة بنى ساعدة فقالوا ان رسول الله صلى الله عليه وآله قد قبض فقال سعد بن عبادة لابنه قيس أو لبعض بنيه إني لا أستطيع ان أسمع الناس كلامي لمرضى ولكن تلق منى قولي فأسمعهم فكان سعد يتكلم ويستمع ابنه فيرفع به صوته ليسمع قومه فكان من قوله بعد حمد الله والثناء عليه ان قال إن لكم سابقة إلى الدين وفضيلة إلى الإسلام ليست لقبيلة من العرب ان رسول الله صلى الله عليه وآله لبث في قومه بضع عشرة سنة يدعوهم إلى عبادة الرحمان وخلع الأوثان فما آمن به الا قليل والله ما كانوا ان يمنعوا رسول الله صلى الله عليه وآله ولا يعزوا دينه ولا يدفعوا ضيما عراه حتى أراد الله بكم خيرا لفضيلة وساق إليكم الكرامة وخصكم بدينه ورزقكم الايمان به وبرسوله والإعزاز لدينه والجهاد لأعدائه فكنتم أشد الناس على من تخلف عنه منكم وأثقله على عدوه من غيركم حتى استقاموا لأمر الله طوعا وكرها وأعطى البعيد المقادة صاغرا داخرا حتى أنجز الله لنبيكم الوعد ودانت بأسيافكم العرب توفاه الله تعالى وهو عنكم راض وبكم قرير عين فشدوا أيديكم بهذا الامر فإنكم أحق الناس وأولاهم به فأجابوه جميعا ان وفقت في الرأي وأصبت في القول ولن نعدو ما أمرت نوليك هذا الامر فأبت لنا مقنع ولصالح المؤمنين رضى ثم انهم ترادوا الكلام بينهم فقالوا ان أبت مهاجرة قريش فقالوا نحن المهاجرون وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله الأولون ونحن عشيرته وأولياؤه فعلى م تنازعونا هذا الامر من بعده فقالت طائفة منهم إذا نقول منا أمير ومنكم أمير لن نرضى بدون هذا منهم ابدا لنا في الايواء والنصرة مالهم في الهجرة ولنا في كتاب الله مالهم فليسوا يعدون شيئا إلا ونعد مثله وليس من رأينا الاستيثار عليهم فمنا أمير ومنهم أمير فقال سعد بن عبادة هذا أول الوهن . وأتى الخبر عمر فأتى منزل رسول الله صلى الله عليه وآله وكان الذي أتاه بالخبر معن ابن عدي فاخذ بيد عمر وقال قم فقال عمر إني عنك مشغول فقال إنه لابد من قيام معه فقال له ان هذا الحي من الأنصار قد اجتمعوا في سقيفة بنى ساعدة معهم سعد بن عبادة يدورون حوله ويقولون أنت المرجى ونجلك المرجى وثم أناس من أشرافهم وخشبت الفتنة فانظر يا عمر ماذا ترى واذكر لإخوتك من المهاجرين واختاروا لأنفسكم فإني أنظر إلى باب فتنة قد فتح الساعة إلا أن يغلقه الله ففزع عمر أشد الفزع حتى أتى أبا بكر وقال قم فقال أبو بكر أين نبرح حتى نواري رسول الله فقال عمر لابد من قيام وسنرجع انشاء الله تعالى فقام أبو بكر مع عمر فحدثه الحديث ففزع أبو بكر وخرجا مسرعين إلى سقيفة بنى ساعدة وفيها رجال من أشراف الأنصار ومعهم سعد بن عبادة وهو مريض بين أظهرهم فأراد عمر ان يتكلم ويمهد لأبي بكر وقال خشيت ان يقصر أبو بكر عن بعض الكلام فلما يئس عمر كفه أبو بكر فقال على رسلك فستكفى الكلام ثم تكلم بعد كلامي بما بدا لك فتشهد أبو بكر ثم قال جل ثناؤه بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالهدى ودين الحق فدعا إلى الإسلام فاخذ الله بقلوبنا ونواصينا إلى ما دعانا إليه وكنا معاشر المهاجرين أول الناس إسلاما والناس لنا في ذلك تبع ونحن عشيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وأوسط العرب أنسابا ليس من قبيلة من قبائل العرب إلا ولقريش فيها ولادة وأنتم أنصار الله الذين آويتم ونصرتم رسول الله ثم أنتم وزراء رسول الله وإخواننا في كتاب الله وشركاؤنا في الدين وفيما كنا فيه من خير فأنتم أحب الناس إلينا وأكرمهم علينا وأحق الناس بالرضا بقضاء الله والتسليم إلى ما ساق الله إلى إخوانكم من المهاجرين وأحق الناس ان لا تحسدوهم فأنتم المؤثرون على أنفسهم حين الخصاصة وأحق الناس ان لا يكون انتقاض هذا الدين واختلاطه على أيديكم وأنا أدعوكم إلى أبى عبيدة وعمر فكلاهما قد رضيت لهذا الامر وكلاهما نراه له أهلا فقال عمر وأبو عبيدة ما ينبغي لأحد من الناس ان يكون فوقك أنت صاحب الغار وثاني اثنين وأمرك رسول الله صلى الله عليه وآله بالصلاة فأنت أحق الناس بهذا الأمر فقال الأنصار والله ما نحسدكم على خير ساقه الله إليكم ولا أحد أحب إلينا ولا أرضى عندنا منكم نشفق فيما بعد هذا ليوم ونحذر ان يغلب على هذا الامر من ليس منا ولا منكم فلو جعلتم اليوم رجلا منكم بايعنا ورضينا على أنه إذا هلك اخترنا واحدا من الأنصار فإذا هلك كان آخر من المهاجرين ابدا ما بقيت هذه الأمة كان ذلك أجدر أيعدل في الله محمد صلى الله عليه وآله فيشفق الأنصاري ان يزيغ فيقبض عليه القرشي ويشفق القرشي ان يزيغ فيقبض عليه الأنصاري فقام أبو بكر فقال إن رسول الله لما بعث عظم على العرب ان يتركوا دين آبائهم فخالفوه وشاقوه وخص الله المهاجرين الأولين بتصديقه والايمان به والمواساة والصبر معه على شدة أذى قومه فلم يستوحش الكثرة عدوهم فهم أول من عبد الله في الأرض وهم أول من آمن برسول الله وهم أولياؤه وعترته وأحق الناس بالأمر بعده لا ينازعهم فيه إلا ظالم وليس أحد بعد المهاجرين فضلا وقدما في الإسلام مثلكم فنحن الأمراء وأنتم الوزراء لا نمتاز دونكم بمشورة ولا نقضي دونكم الأمور فقام الحباب بن المنذر بن الجموح فقال يا معاشر الأنصار املكوا عليكم أيديكم إنما الناس في فيئكم وظلكم ولن يجترئ مجتر على خلافكم ولا يصدر الناس إلا عن أمركم أنتم أهل الايواء والنصرة وكانت إليكم الهجرة وأنتم أصحاب الدار والايمان والله ما عبد الله علانية إلا عندكم وفى بلادكم ولا جمعت الصلاة إلا في مساجدكم ولا عرف الايمان إلا من أسيافكم فاملكوا عليكم أمركم فان أبى هؤلاء فمنا أمير ومنهم أمير فقال عمر هيهات لا يجتمع سيفان في غمد ان العرب لا ترضى ان تؤمركم ونبيها من غيركم وليس نمتنع العرب ان تولى أمرها من كانت النبوة فيهم وأولي الامر لنا بذلك الحجة الظاهرة على من حالفنا والسلطان المبين على من نازعنا من ذا يخاصمنا في سلطان محمد وميراثه ونحن أولياؤه وعشيرته إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة فقام الحباب بن المنذر فقال يا معاشر الأنصار لا تسمعوا مقالة هذا وأصحابه فيذهبوا نصيبكم من الامر فان أبوا عليكم ما أعطيتموهم فاجلوهم من بلادكم وتولوا هذا الامر عليهم فأنتم أولى بهذا الامر انه دان لهذا الامر بأسيافكم من لم يكن بدين انا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب ان شئتم لنعيدنها جذعة والله لا يرد أحد على ما أقول إلا حطمت أنفه بالسيف قال فلما رأى بشير بن سعد الخزرجي ما اجتمعت عليه الأنصار من تأمير سعد بن عبادة وكان حاسدا له وكان من سادة الخزرج قام فقال أيها الأنصار إنا وإن كنا ذو سابقة فإنا ما نريد بجهادنا وإسلامنا إلا رضى ربنا وطاعة نبينا صلى الله عليه وآله ولا ينبغي لنا ان نستطيل على الناس بذلك ولا نبغي به عوضا من الدنيا ان محمدا رجل من قريش وقومه أحق بميراث أمره وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الامر فاتقوا الله ولا تنازعوهم ولا تخالفوهم فقام أبو بكر وقال هذا عمر وأبو عبيدة بايعوا أيهما شئتم فقالا والله لا نتولى هذا الامر عليك وأنت أفضل المهاجرين وثاني اثنين وخليفة رسول الله صلى الله عليه وآله على الصلاة والصلاة أفضل الدين أبسط يدك نبايعك فلما بسط يده وذهبا يبايعانه سبقهما إليه بشير بن سعد فبايعه فناداه الحباب بن المنذر يا بشير عقك عقاق والله ما اضطرك لهذا الأمر إلا الحسد لابن عمك فلما رأت الأوس ان رئيسا من رؤساء الخزرج قد بايع قام أسيد بن خضير وهو رئيس الأوس فبايع حسدا لسعد أيضا ومنافسة له ان بلى الأمر فبايعت الأوس كلها لما بايع أسيد وحمل سعد بن عبادة وهو مريض فادخل إلى منزله فامتنع من البيعة في ذلك اليوم وفيما بعده وأراد عمر أن يكرهه عليها فأشير عليه ان لا يفعل وانه لا يبايع حتى يقتل ولا يقتل حتى يقتل أهله ولا يقتل أهله حتى تقتل الخزرج كلها وان حوربت الخزرج كانت الأوس معها وفسد الامر فتركوه وكان لا يصلى بصلاتهم ولا يجتمع بجماعتهم ولا يقضى بقضائهم ولو وجد أعوانا لضاربهم وفلم يزل كذلك حتى مات أبو بكر ثم لقى عمر في خلافته وهو على فرس وعمر على بعير فقال عمر هيهات يا سعد فقال سعد هيهات يا عمر فقال أنت صاحب من أنت صاحبه قال نعم انا ذاك ثم قال لعمر والله ما جاورني أحد هو أبغض إلى جوارا منك فقال عمر فإنه من كره جوار رجل انتقل عنه فقال سعد إني لأرجو ان أخليها لك عاجلا إلى جوار من هو أحب إلى جوارا منك ومن أصحابك فلم يلبث سعد بعد ذلك إلا أياما قليلة حتى خرج إلى الشام فمات بحوارن ولم يبايع لأحد لا لأبي بكر ولا لعمر ولا لغيرهما .

ومما يدل دلالة صريحة على أن سعدا طلب الخلافة لنفسه : ما رواه أبو بكر الجوهري في كتاب السقيفة ، قال حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي قال سمعت أبي يقول ذكر سعد بن عبادة عليا " ع " بعد يوم السقيفة فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن يوجب ولايته فقال له ابنه قيس بن سعد أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب ثم تطلب الخلافة ويقول أصحابك منا أمير ومنكم أمير لا كلمتك والله من رأسي بعد هذا كلمة ابدا . نعم قال محمد بن جرير ان الأنصار لما فاتها ما طلبت من الخلافة قالت - أو قال بعضها - لا نبايع إلا عليا " ع " وذكر نحو هذا علي بن عبد الكريم المعروف بابن الأثير الموصلي في تاريخه
ومات سعد بن عبادة بحوران وهي كورة بدمشق سنة أربع عشرة وقيل خمس عشرة . قيل قتله الجن لأنه بال قائما في الصحراء ليلا ورووا بيتين من شعر قيل إنهما سمعا ليلة قتله ولم ير قائلها وهما قد قتلنا سيد الخزرج * سعد بن عبادة فرميناه بسهمين * فلم نخط فؤاده ويقول قوم ان أمير الشام يومئذ أكمن له من رماه ليلا وهو خارج إلى الصحراء بسهمين فقتله لخروجه عن طاعة الامام وقد قال بعض المتأخرين في ذلك : يقولون سعد شكت الجن قلبه * الا ربما صححت ذنبك بالعذر وما ذنب سعد انه بال قائما * ولكن سعدا لم يبايع أبا بكر وقد صبرت عن لذة العيش أنفس * وما صبرت عن لذة النهى والامر











أعيان ‏الشيعة، ج‏7، ص: 224
سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري‏
مات شهيدا سنة 15 أو 14 أو 11 من الهجرة كان سيد الخزرج و كان جوادا مطعاما و كان يطعم الوفود الوافدين على رسول الله ص و كان ابنه قيس على شاكلته في الجود روى ابن أبي الحديد ان قيسا سافر مع جماعة من الصحابة فنفذ ما معهم فجعل قيس يستدين و ينفق عليهم، فقالوا لمن يستدين منهم انه غلام لا يملك شيئا، فبلغ ذلك سعدا فقال لهم أ تريدون ان تبخلوا ابني انا قوم لا نستطيع البخل، اشهدوا ان الحديقة الفلانية لقيس و المال الفلاني لقيس. و حكى الكشي عن بعض كتب يونس بن عبد الرحمن ان سعدا لم يزل سيدا في الجاهلية و الإسلام و أبوه و جده و جد جده لم يزل فيهم الشرف و كان سعد يجير فيجار ذلك لسؤدده و لم يزل هو و أبوه أصحاب إطعام في الجاهلية و الإسلام و قيس ابنه على مثل ذلك" اه". و في الاستيعاب: كان سعد عقيبا نقيبا سيدا جوادا كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها له رئاسة و سيادة يعترف قومه له بها يقال انه لم يكن في الأوس و الخزرج اربعة مطعمون متتالون في بيت واحد الا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم و لا كان مثل ذلك في سائر العرب الا ما ذكرنا عن صفوان.
و مر ابن عمر على أطم سعد فقال هذا أطم جده لقد كان مناديه ينادي يوما في كل حول من أراد الشحم و اللحم فليأت دار دليم فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى منادي [سعيد] سعد بمثل ذلك ثم رأيت قيس بن [سعيد] سعد يفعل ذلك. و في الاصابة كان نقيب بني ساعدة عند جميعهم و كان سيدا جوادا و هو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها و كان يحمل إلى النبي (ص) كل يوم جفنة مملوءة زبدا و لحما تدور معه حيثما دار. و روى بسنده عن قيس بن سعد: زارنا رسول الله (ص) فسلم فرد سعد ردا خفيا فقال له قيس أ لا تأذن لرسول الله (ص) فقال دعه يكثر علينا من السلام فسلم رسول الله (ص) ثم رجع و اتبعه سعد فقال يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك و أرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف معه رسول الله (ص) فأمر له بغسل فاغتسل و ناوله ملحفة فاشتمل بها ثم رفع رسول الله (ص) يديه و هو يقول اللهم اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة" اه". و في الاصابة: كان يكتب بالعربية و يحسن العوم و الرمي فكان يقال له الكامل كان مشهورا بالجود هو و أبوه و جده و ولده و كان لهم أطم ينادى عليه كل يوم من أحب الشحم و اللحم فليأت أطم دليم بن حارثة (انظره مع قول الاستيعاب السابق يوما من كل عام) و كانت جفنة سعد تدور مع النبي ص في بيوت أزواجه و قال مقسم عن ابن عباس كان لرسول الله ص في المواطن كلها رايتان: مع علي راية المهاجرين و مع سعد بن عبادة راية الأنصار. و روى بسنده كان أهل الصفة إذا امسوا انطلق الرجل بالواحد و الرجل بالاثنين و الرجل بالجماعة فاما سعد فكان ينطلق بالثمانين. و كان سعد يقول اللهم هب لي مجدا فإنه لا مجد الا بفعال و لا فعال الا بمال اللهم انه لا يصلحني القليل و لا أصلح عليه.
و لما بويع أبو بكر يوم السقيفة لم يرض سعد ان يبايع فقالوا له نحن قريش عشيرة رسول الله و الخلافة فينا. و كان مريضا فقال عمر اقتلوا سعدا قتل الله سعدا فحمل إلى داره. و لما بلغ عليا ذلك قال ما معناه: ان تكن الخلافة بالقرابة فنحن أقرب إلى رسول الله (ص) و الا فالأنصار على دعواهم و قالوا لسعد لما ابى البيعة لا تساكننا في بلد فنفي إلى حوران فرمي بسهم في الليل فقتل" و قالوا ان الجن رمته لما بال قائما" و انه سمع قائل من الجن يقول:
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
و رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده‏

و قيل ان الذي رماه المغيرة بن شعبة و قيل شخصان غيره رماه كل واحد بسهم و أشيع ان الجن رمته و قالت البيتين و يحكى عن بعض الأنصار انه قال:
و ما ذنب سعد انه بال قائما الا ربما حققت فعلك بالغدر
يقولون سعد شقت الجن بطنه و لكن سعدا لم يبايع أبا بكر

أعيان‏الشيعة، ج‏7، ص: 225
و في الاستيعاب لم يختلفوا انه وجد ميتا في مغتسله و قد أخضر جسده و لم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول و لا يرون أحدا" نحن قتلنا" البيتين و يقال ان الجن قتلته" اه".
و يا ليت شعري. و ما ذنبه إلى الجن حتى تقتله الجن؟! و في التعليقة سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته و انه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي" اه". و وقع سعد بن عبادة في طريق الصدوق في باب ما يجب من التعزير و الحدود. و ينقل عن محمد بن جرير الطبري- و كأنه الشيعي- في مؤلفه عن أبي علقمة قلت لابن عبادة و قد مال الناس إلى بيعة أبي بكر أ لا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال إليك عني فو الله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول إذا انا مت تضل الأهواء و يرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي و كتاب الله بيده، لا نبايع أحدا غيره، فقلت له هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله (ص) فقال أناس في قلوبهم أحقاد و ضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس فحلف انه لم يهم بها و لم يردها و انهم لو بايعوا عليا لكان أول من بايعه.
(أقول) لا شك ان الأنصار كان هواهم مع علي (ع) و ان المهاجرين كانوا منحرفين عنه و قد روى الطبري في تاريخه أنها قالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع الا عليا" اه". و ان سعدا كان هواه مع علي و لكنه لما رأى المهاجرين و رئيس الأوس مالوا مع أبي بكر طلبها لنفسه فلما رأت الخزرج الأوس مالت مع أبي بكر مالت هي معه خوفا ان تكون لهم المكانة عنده دونهم كما نراه اليوم فيمن بيدهم الحكم حذو النعل بالنعل.
و نقل عن أمير المؤمنين علي ع انه قال: ان أول من جرأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه غيره و اضرم نارا كان لهبها عليه و ضوؤها لاعدائه.
و لكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم ان الأمر كان مدبرا في حياة النبي (ص) تدبيرا محكما و بقي هذا التدبير على أحكامه بعد وفاته و ان سعدا لم يؤثر في ذلك شيئا و من هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين ع.



الخصال ؛ ج‏2 ؛ ص491
النقباء اثنا عشر
70- حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمذاني رضي الله عنه قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير و أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن أبان بن عثمان الأحمر عن جماعة مشيخة قالوا اختار رسول الله ص من أمته اثني عشر نقيبا أشار إليهم جبرئيل و أمره باختيارهم كعدة نقباء موسى ع تسعة من الخزرج و ثلاثة من الأوس فمن الخزرج أسعد بن زرارة و البراء بن‏ معرور و عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر بن عبد الله‏ «1» و رافع بن مالك و سعد بن عبادة و المنذر بن عمرو و عبد الله بن رواحة و سعد بن الربيع و ابن القوافل عبادة بن الصامت و معنى القوافل الرجل من العرب كان إذا دخل يثرب يجي‏ء إلى رجل من أشراف الخزرج فيقول أجرني ما دمت بها من أن أظلم فيقول قوفل حيث شئت فأنت في جواري فلا يتعرض له أحد و من الأوس أبو الهيثم بن التيهان و أسيد بن حضير و سعد بن خيثمة.