بسم الله الرحمن الرحیم

سعد در سقيفة

شرح حال سعد بن عبادة(000 - 14 هـ = 000 - 635 م)



الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص: 18
خطبة لأمير المؤمنين ع و هي خطبة الوسيلة
4- محمد بن علي بن معمر عن محمد بن علي بن عكاية التميمي عن الحسين بن النضر الفهري عن أبي عمرو الأوزاعي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد قال: دخلت على أبي جعفر ع فقلت يا ابن رسول الله قد أرمضني «1» اختلاف الشيعة في مذاهبها فقال يا جابر أ لم أقفك على معنى اختلافهم من أين اختلفوا و من أي جهة تفرقوا قلت بلى يا ابن رسول الله قال فلا تختلف إذا اختلفوا يا جابر إن الجاحد لصاحب الزمان كالجاحد لرسول الله ص في أيامه يا جابر اسمع و ع قلت إذا شئت «2» قال اسمع و ع و بلغ حيث انتهت بك راحلتك إن أمير المؤمنين ع خطب الناس بالمدينة بعد سبعة أيام من وفاة رسول الله ص و ذلك حين فرغ من جمع القرآن و تأليفه فقال الحمد لله الذي منع الأوهام‏...
الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏8، ص: 29
... حتى إذا دعا الله عز و جل نبيه ص و رفعه إليه لم يك ذلك بعده إلا كلمحة من خفقة «1» أو وميض من برقة إلى أن رجعوا على الأعقاب و انتكصوا على الأدبار و طلبوا بالأوتار و أظهروا الكتائب و ردموا الباب و فلوا «2» الديار و غيروا آثار رسول الله ص و رغبوا عن أحكامه و بعدوا من أنواره و استبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه و كانوا ظالمين و زعموا أن من اختاروا من آل أبي قحافة أولى بمقام رسول الله ص ممن اختار رسول الله ص لمقامه و أن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني ناموس هاشم بن عبد مناف ألا و إن أول شهادة زور وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله ص فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان رجعوا عن ذلك و قالوا إن رسول الله ص مضى و لم يستخلف فكان رسول الله ص الطيب المبارك أول مشهود عليه بالزور في الإسلام و عن قليل يجدون غب ما [يعلمون‏



الكافي (ط - الإسلامية) ؛ ج‏8 ؛ ص296
455- حدثنا محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن عبد الرحيم القصير قال: قلت لأبي جعفر ع إن الناس يفزعون إذا قلنا إن الناس ارتدوا فقال يا عبد الرحيم إن الناس عادوا بعد ما قبض رسول الله ص أهل جاهلية إن الأنصار اعتزلت فلم تعتزل بخير «2» جعلوا يبايعون سعدا و هم يرتجزون ارتجاز الجاهلية «3» يا سعد أنت المرجى و شعرك المرجل و فحلك المرجم.



كشف المحجة لثمرة المهجة، ص: 242
و لقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبابكر، نادى أيها الناس إني و الله ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي، و لا أبايعكم حتى يبايع علي، و لعلي لا أفعل و إن بايع‏ «2». ثم ركب دابته و أتى حوران و أقام في خان [في عنان «خ»] حتى هلك و لم يبايع‏.
______________________________
(2) هذا الكلام و ما تقدم آنفا من قوله عليه السلام: «و تثبط الأنصار- و هم أنصار الله و كتيبة الإسلام- و قالوا:
أما إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا أحق بها من غيره» دالان على أن الأنصار و رئيسهم سعدا، لم يتجاسروا على ادعاء الخلافة و الامارة، إلا بعد ما رأوا أنها مصروفة عن الوصي عليه السلام و منهوبة عنه بإغارة أهل الشره، و وثوب المنهمكين في الحرص و الطمع، فخافوا من الأضغان الجاهلية، و دوائر السوء عليهم، فادعوها لأنفسهم، و مثل هذا الكلام ما رواه في الدرجات الرفيعة ص 326 في ترجمة سعد، من أنه قال: «لو بايعوا عليا لكنت أول من بايع».
و روي أيضا عن محمد بن جرير الطبري، عن أبي علقمة، قال قلت لسعد بن عبادة و قد مال الناس لبيعة أبي بكر: تدخل فيما دخل فيه المسلمون. قال: إليك عني فو الله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول: «إذا أنا مت تضل الأهواء، و يرجع الناس على أعقابهم، فالحق يومئذ مع علي، و كتاب الله بيده» لا نبايع لأحد غيره. فقلت له: هل سمع هذا الخبر غيرك من رسول الله. فقال: سمعه أناس في قلوبهم أحقاد و ضغائن. قلت: بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم. فحلف أنه لم يهم بها، لم يردها، و أنهم لو بايعوا عليا كان أول من بايع سعد.
أقول و رواه في الحديث (441) فى الفصل (41) من الباب العاشر، من إثبات الهداة: 4، 156، عن أربعين محمد طاهر القمى، قال: و روى أصحابنا عن كتاب ابن جرير الطبري، عن سعد بن عبادة أنه قال الخ.
و مما يدل على أن اول من أقدم على نهب الخلافة و ابتزازها، هم الشيخان و أتباعهم دون سعد، ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الوسيلة، من قوله: «ألا و إن أول شهادة زور وقعت في الاسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله ص، فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان رجعوا عن ذلك الخ.
و ما رواه البخاري و مسلم في صحيحيهما، و الحميدي في الجمع بين الصحيحين، و ابن هشام في سيرته، و أبو حاتم: محمد بن التميمي البستي في كتاب «الثقات» و ابن حجر في الصواعق، و السيوطي في تاريخ الخلفاء، و الطبري في تاريخه: ج 2، 446- و اللفظ له- قال عمر: «بلغني أن قائلا منكم يقول: لو مات عمر بايعت فلانا. فلا يغرن امرء أن يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة، فقد كان كذلك غير أن الله وقى شرها، و إنه كان من خبرنا حين توفى الله نبيه (ص) إن عليا و الزبير، و من معهما تخلفوا عنا في بيت فاطمة، و تخلفت عنا الأنصار بأسرها» الخ
فإن هذا الكلام صريح أن الأنصار تخلفوا كتخلف علي و أتباعه، و مما يدل أيضا على شهامة الشيخين و أتباعهم، و أنهم كانوا أول من تصدى للتقمص بالخلافة، ما كتبه- مروج أساس القوم و حافظ دعائمهم- معاوية، إلى محمد بن أبي بكر في كتاب طويل، و فيه: «فقد كنا- و أبوك فينا- نعرف فضل ابن أبي طالب و حقه لازما لنا مبرورا، فلما اختار الله لنبيه ما عنده و قبضه إليه، فكان أبوك و فاروقه أول من ابتزه حقه، و خالفه على أمره» الخ و هذا الكتاب و إن استحيى الطبري من ذكره معتذرا بأنه مما يكرهه العامة، و لكن الله لا يستحيي من الحق، و لا يخاف من كراهة العامة، فأظهر الحق بنقل المسعودي في مروج الذهب: ج 3 ص 12. و برواية نصر في كتاب صفين ص 118، و ابن أبي الحديد في شرح المختار (46) من خطب نهج البلاغة ج 3 ص 190.
و مما يدل على أن اول من أقدم على نهب الخلافة و ابتزازها، هم الشيخان و أتباعهم دون سعد، ما ذكره أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته الوسيلة، من قوله: «ألا و إن أول شهادة زور وقعت في الاسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله ص، فلما كان من أمر سعد بن عبادة ما كان رجعوا عن ذلك الخ.



المسترشد في إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام ؛ ؛ ص408
نويسنده: طبرى آملى كبير، محمد بن جرير بن رستم‏--تاريخ وفات مؤلف: 326 ق‏
141 و روى الشعبي‏ «2»، عن شريح بن هاني‏ «3» قال: خطب علي بن أبي طالب ع بعد ما افتتحت مصر، ثم قال: و إني مخرج إليكم كتابا، و كتب:
بسم الله الرحمن الرحيم* من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من قرأ كتابي من المؤمنين و المسلمين:
أما بعد، .... قد كنت أولى الناس به مني بقميصي، فسارع المسلمون بعده، فو الله ما كان يلقى في روعي، و لا يخطر على بالي!! أن العرب تعدل هذا الأمر بعد محمد (ص) عني، فلما أبطئوا بالولاية علي، و هموا بإزالتها عني، و ثبت الأنصار و هم كتيبة الإسلام، فقالت: إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا سعد بن عبادة أحق بها من غيره!.
فو الله ما أدري إلى من أشكو؟ إما أن تكون الأنصار ظلمت حقها، و إما أن يكونوا ظلموني بل حقي المأخوذ، و أنا المظلوم.!.......
و قال قائل من القوم: إن رسول الله استخلف أبا بكر في حياته، لأنه أمره أن يصلي بالناس و الصلاة هي الإمامة؛ فعلام المشورة فيه إن كان رسول الله استخلفه؟! .... فلبثت ما شاء الله حتى رأيت راجعة من الناس رجعت عن الإسلام و أظهرت ذلك يدعون إلى محو دين الله،.... ثم إن سعد بن عبادة، لما رأى الناس يبايعون أبا بكر، نادى: و الله ما أردتها حتى صرفت عن علي، و لا أبايعكم أبدا حتى يبايعكم علي، و لعلي لا أفعل و إن بايع، و أحببت أن أقطع قول سعد فركب فرسه و أتى حوران‏ «1»، و أقام في غسان حتى هلك، و أبى أن يبايع.



شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ؛ ج‏20 ؛ ص307
- 522 أول من جرأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه‏ غيره و أضرم نارا كان لهبها عليه و ضوءها لأعدائه‏


طرائف المقال - السيد علي البروجردي (3/ 84)
7435 - سعد بن عبادة، في المجالس ما يظهر منه جلالته، وأنه ما كان [ يريد ] الخلافة لنفسه بل لعلي عليه السلام " تعق " وقد ورد في السير مدحه وتبجيله، الا أنه روي عن علي عليه السلام أول من جرء الناس علينا سعد فتح بابا ولجه غيره وأضرم نارا لهبها عليه وضوءها لاعدائه (1).


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 10
بيته إمامين لا يختلفان، و أخوين لا يتخاذلان، و مجتمعين لا يفترقان، و لقد قبض الله نبيه «1» صلى الله عليه و آله و لأنا أولى بالناس «2» مني بقميصي هذا، و ما ألقى في روعي، و لا عرض في رأيي أن وجه الناس إلى غيره، فلما أبطئوا عني بالولاية لهممهم، و تثبط «3» الأنصار- و هم أنصار الله و كتيبة الإسلام- قالوا: أما إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا «4» أحق بها من غيري «5»، فو الله ما أدري إلى من أشكو؟ فإما أن يكون الأنصار ظلمت حقها، و إما أن يكونوا ظلموني حقي، بل حقي المأخوذ و أنا المظلوم.


بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏30، ص: 11
و آله إلى أن فاضت نفسه يقول: أنفذوا جيش أسامة «1»، فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى أذرعات‏ «2» فلقي جمعا «3» من الروم فهزموهم‏ «4» و غنمهم الله أموالهم، فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن‏ «5» الإسلام تدعو إلى محو دين محمد و ملة إبراهيم عليهما السلام خشيت إن أنا لم أنصر الإسلام و أهله أرى فيه ثلما و هدما تك المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم التي إنما هي متاع أيام قلائل ثم تزول و تنقشع كما يزول و ينقشع‏ «6» السحاب، فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتى زهق الباطل و كانت كلمة الله هي العليا و إن زعم‏ «7» الكافرون.
و لقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر نادى: أيها الناس! إني و الله ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي، و لا أبايعكم حتى يبايع علي، و لعلي لا أفعل و إن بايع، ثم ركب دابته و أتى حوران‏ «8» و أقام في خان‏ «9» حتى هلك و لم يبايع.




الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏2، ص: 411
2- علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: سألته عن قول الله عز و جل- و المؤلفة قلوبهم قال هم قوم وحدوا الله عز و جل و خلعوا عبادة من يعبد من دون الله و شهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و هم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد ص فأمر الله عز و جل نبيه ص أن يتألفهم بالمال و العطاء لكي يحسن إسلامهم و يثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه و أقروا به و إن رسول الله ص- يوم حنين تألف رؤساء العرب من قريش و سائر مضر منهم أبو سفيان بن حرب و عيينة بن حصين الفزاري و أشباههم من الناس فغضبت الأنصار و اجتمعت إلى سعد بن عبادة فانطلق بهم إلى رسول الله ص بالجعرانة «1» فقال يا رسول الله أ تأذن لي في الكلام فقال نعم فقال إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزله الله رضينا و إن كان غير ذلك لم نرض قال زرارة و سمعت أبا جعفر ع يقول فقال رسول الله ص يا معشر الأنصار أ كلكم على قول سيدكم سعد فقالوا سيدنا الله و رسوله ثم قالوا في الثالثة نحن على مثل قوله و رأيه قال زرارة فسمعت- أبا جعفر ع يقول فحط الله نورهم و فرض الله للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن.


مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏11، ص: 224
" فحط الله نورهم" أي نور إيمانهم، و جعل درجة إيمانهم نازلة ناقصة فصاروا بحيث قالوا في السقيفة منا أمير و منكم أمير، و فرض للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن رغما لهم أو دفعا لاعتراضهم.



بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏21، ص: 177
11- كا، الكافي علي عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر ع قال: سألته عن قول الله عز و جل المؤلفة «1» قلوبهم قال هم قوم وحدوا الله عز و جل و خلعوا عبادة من يعبد من دون الله و شهدوا أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص و هم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد ص فأمر الله عز و جل نبيه ص أن يتألفهم بالمال و العطاء لكي يحسن إسلامهم و يثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه و أقروا به و إن رسول الله ص يوم حنين تألف رؤساء العرب «2» [و] من قريش و سائر مضر منهم أبو سفيان بن حرب و عيينة بن حصين «3» الفزاري و أشباههم من الناس فغضبت الأنصار و اجتمعت «4» إلى سعد بن عبادة فانطلق بهم إلى رسول الله ص بالجعرانة فقال يا رسول الله أ تأذن لي في الكلام فقال نعم فقال إن كان هذا الأمر من هذه الأموال التي قسمت بين قومك شيئا أنزل الله «5» رضينا و إن كان غير ذلك لم نرض.
قال زرارة و سمعت أبا جعفر ع يقول فقال رسول الله ص يا معشر الأنصار أ كلكم على قول سيدكم «6» فقالوا سيدنا الله و رسوله ثم قالوا في الثالثة «7» نحن على مثل قوله و رأيه قال زرارة فسمعت أبا جعفر ع يقول فحط الله نورهم و فرض الله للمؤلفة قلوبهم سهما في القرآن «8».

بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏21، ص: 178
12- شي، تفسير العياشي عن زرارة مثله ثم قال قال زرارة «1» قال أبو جعفر ع فلما كان في قابل جاءوا بضعف الذي أخذوا و أسلم ناس كثير قال فقام رسول الله ص خطيبا فقال هذا خير أم الذي قلتم قد جاءوا من الإبل بكذا و كذا ضعف ما أعطيتهم و قد أسلم لله عالم و ناس كثير و الذي نفس محمد بيده لوددت أن عندي ما أعطي كل إنسان ديته على أن يسلم لله رب العالمين.
- ثم روى العياشي بسند آخر عن زرارة عنه ع مثله «2».
13- ثم قال الحسن بن موسى و من غير هذا الوجه رفعه قال: قال رجل منهم حين قسم النبي ص غنائم حنين ما هذه القسمة «3» ما يريد الله بها فقال له بعضهم يا عدو الله تقول هذا لرسول الله ص ثم جاء إلى النبي ص فأخبره بمقالته فقال ص قد أوذي أخي موسى بأكثر من هذا فصبر قال و كان يعطي لكل رجل من المؤلفة قلوبهم مائة راحلة «4».


شرح إحقاق الحق وإزهاق الباطل (ص: 1)
وفي كتاب المواهب لمحمد بن جرير الطبري الشافعي عن أبي علقمة ، عن سعد بن عبادة قال أبو علقمة : قلت لابن عبادة وقد مال الناس إلى بيعة أبي بكر : ألا تدخل فيما دخل فيه المسلمون ، قال : إليك عني فوالله لقد سمعت صفحه 349 رسول الله ( ص ) يقول : إذا أنا مت تضل الأهواء ويرجع الناس على أعقابهم ، فالحق يومئذ مع علي وكتاب الله بيده لا تبايع أحدا غيره ، فقلت له هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله ( ص ) ، فقال أناس في قلوبهم أحقاد ( 1 ) وضغائن ، قلت بل نازعتك نفسك أن يكون هذا الأمر لك دون الناس كلهم ، فحلف أنه لم يهم بها ولم يردها وأنهم لو بايعوا عليا كان أول من بايع سعد ( 2 ) انتهى ، وروى الشيخ الفاضل أبو السعادات ( 3 ) الحلي رحمه الله تعالى عليه في شرح دعاء صنمي قريش أنه اجتمع أبو بكر وعمر وأبو عبيدة وإخوانهم في سقيفة بني ساعدة يطلبون الحكم والبيعة من غير اكتراث ( 4 ) من أهل البيت وبني هاشم وكل واحد من هؤلاء الثلاثة يرجو الأمر والحكم لنفسه ويعطفه على ( عن خ ل ) ( 5 ) صاحبه فأنكر عليهم الأنصار صفحه 350 وأصروا على الدفاع والامتناع ، واحتجوا عليهم بما قال رسول الله ( ص ) في علي من التوكيد في إمامته في مواطن شتى أمره إياهم بالتسليم عليه بإمرة المؤمنين فقال أبو بكر قد كان ذلك لكن نسخه النبي ( ص ) بقوله : إنا أهل بيت كرمنا الله واصطفانا بالنبوة ولم يرض لنا بالدنيا وأن الله لا يجمع لنا النبوة والخلافة فصدقاه عمر وأبو عبيدة في ذلك وعللا قعود علي في بيته والاشتغال بتجهيز النبي ( ص ) دون تصدي أمر الخلافة بعلمه بتحويل الأمر عنه ، فقالت الأنصار إذا لا نرضى بإمارة غيرنا علينا منا أمير ومنكم أمير ، وذكروا عن رسول الله ( ص ) الأئمة من قريش وشبهوا الأمر على الأنصار وسائر الأمة وقطعوا بذلك حجتهم وأخذوا بيعتهم ، ولما فرغ علي وأصحابه عن تجهيز النبي ( ص ) ودفنه وتكلموا في ذلك اعتذروا تارة بأن الناس بايعوا ولم يكن لهم علم بأنك تنازعهم في الأمر ، ونكث البيعة الواقعة يورث مفاسد بين المسلمين وخللا في أركان الدين ، وتارة بأنهم ظنوا أنك بشدة مصيبة النبي ( ص ) طرحت الخلافة والإمارة ، فاتفق أصحاب النبي ( ص ) على تفويض الأمر إلى أبي بكر إلى غير ذلك من الأعذار التي ستجئ مع أجوبتها في الموضع اللائق بها ، ومما يقلع عرق إنكارهم ويوضح رجوعهم على أدبارهم ما ذكره ابن ( 1 ) قتيبة وهو من أكبر شيوخ


إثبات الهداة بالنصوص و المعجزات، ج‏3، ص: 298
441- قال: و روى أصحابنا عن كتاب ابن جرير الطبري عن سعد بن عبادة، قال: لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم يقول: إذا أنا مت تضل الأهواء، و يرجع الناس على أعقابهم، فالحق يومئذ مع علي و القرآن بيده «8».


السقيفة و فدك / / 68 / القسم الأول: السقيفة
حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي، قال: سمعت أبيا يقول‏: ذكر سعد بن عبادة يوما عليا بعد يوم السقيفة، فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم، يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب؟ ثم تطلب الخلافة، و يقول أصحابك: منا أمير و منكم أمير، لا كلمتك و الله من رأسي بعد هذا كلمة أبدا «5».


كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏2، ص: 572
تتظاهر قريش على إخراج هذا الأمر من بني هاشم [فلما صنع الناس ما صنعوا من بيعة أبي بكر «4»] أخذني ما يأخذ «5» الواله الثكول مع ما بي من الحزن لوفاة رسول الله ص فجعلت أتردد و أرمق وجوه الناس‏ «6» و قد خلا الهاشميون برسول الله‏ص [لغسله و تحنيطه‏] «7» و قد بلغني الذي كان من قول سعد بن عبادة و من اتبعه من جهلة أصحابه فلم أحفل بهم و علمت أنه لا يئول إلى شي‏ء فجعلت أتردد بينهم و بين المسجد و أتفقد وجوه قريش فإني لكذلك إذ فقدت أبا بكر و عمر ثم لم ألبث حتى إذا أنا بأبي بكر و عمر و أبي عبيدة قد أقبلوا في أهل السقيفة و هم محتجزون بالأزر الصنعانية لا يمر بهم أحد إلا خبطوه فإذا عرفوه مدوا يده [فمسحوها] «8» على يد أبي بكر شاء ذلك أم أبى‏


الإفصاح في الإمامة، ص: 84
(فصل آخر) و يمكن أيضا ما ذكرناه من أمر طلحة و الزبير و قتالهما لأمير المؤمنين ع و هما عند المخالفين من السابقين‏ «1» الأولين و يضم إليه ما كان من سعد بن عبادة و هو سيد الأنصار و من السابقين الأولين و نقباء رسول الله ص في السقيفة ترشح‏ «2» للخلافة و دعا أصحابه إليه و ما راموه من البيعة له على الإمامة حتى غلبهم المهاجرون على الأمر فلم يزل مخالفا لأبي بكر و عمر ممتنعا عن بيعتهما في أهل بيته و ولده و أشياعه إلى أن قتل بالشام على خلافهما و مباينتهما «3».
و إذا جاز من بعض السابقين دفع الحق في الإمامة و اعتقاد الباطل فيها و جاز من بعضهم استحلال الدم على الضلال و الخروج من الدنيا على غير توبة ظاهرة للأنام فما تنكر من وقوع مثل ذلك من المتقدمين على أمير المؤمنين ع و إن كانوا من السابقين الأولين‏ «4» و ما الذي يعصمهم مما وقع من شركائهم في السبق و الهجرة و غير ذلك مما تعدونه لهم في الصفات و هذا مما لا سبيل إلى دفعه‏


إرشاد القلوب إلى الصواب (للديلمي)، ج‏2، ص: 341
و لكنكم ارتددتم من بعدي فسحقا لكم سحقا ثم نزل من المنبر و عاد إلى حجرته و لم يظهر أبو بكر و لا أصحابه حتى قبض رسول الله ص و كان من الأنصار سعد و غيرهم من السقيفة ما كان فمنعوا أهل بيت نبيهم حقوقهم التي جعلها الله عز و جل لهم و أما كتاب الله فمزقوه كل ممزق و فيما أخبرتك يا أخا الأنصار من خطب معتبر لمن أحب الله هدايته. قال الفتى سم لي القوم الآخرين الذين حضروا الصحيفة و شهدوا فيها فقال حذيفة أبو سفيان و عكرمة بن أبي جهل و رضوان بن أمية و


مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏2، ص: 78
ولقد قبض الله محمدا نبيه صلى الله عليه و آله ولأنا أولى الناس به، مني بقميصي هذا، وما ألقي في روعي، ولا عرض في رأيي أن وجه الناس إلى غيري، فلما أبطاؤا عني بالولاية لهممهم، وتثبط الأنصار- وهم أنصار الله، وكتيبة الإسلام- وقالوا: أما إذا لم تسلموها لعلي فصاحبنا أحق بها من غيره.
فو الله ما أدري إلى من أشكو؟ فإما أن يكون الأنصار ظلمت حقها، وإما أن يكونوا ظلموني حقي، بل حقي المأخوذ وأنا المظلوم، فقال قائل قريش: الأئمة من قريش. فدفعوا الأنصار عن دعوتها ومنعوني حقي منها.



المسائل العكبرية، ص: 63
[لو كان حديث الغدير صحيحا و سمعه الأنصار فلم رشحوا سعد بن عبادة للخلافة]
(المسألة السادسة عشر) قال «2» السائل إذا صح النص «3» بحديث الغدير و غيره و كانت الأنصار قد سمعت ذلك و عرفته فكيف دعت إلى أنفسها أ تراها أ نسيت «4» ذلك حين اجتمعت «5» على سعد بن عبادة أم عاندت فيه و ما بالهم لما رأوا الأمر خارجا عنهم إلى قريش لم يذعنوا بالحق و يظهروا ما أبطنوه و يردوا الأمر إلى صاحبه و يمنعوا قريشا منه بذكر النص و الاحتجاج به.
و الجواب و بالله التوفيق أن الأنصار لم تنس ذلك النص و لا جهلت معناه و إنما أقدمت على طلب الأمر و الاستبداد به كما يقدم المسلم على ارتكاب محظور على غير الاستحلال له لدواع تدعوه إلى ذلك و شهوات و استعجال اللذات و محبة التأمر في الدنيا و الرئاسات و لا يكون بفعله ذلك ناسيا للشرع و لا معاندا فيه.
(فصل) فأما تركهم الإقرار بالنص عند خروج الأمر عنهم فذلك لأسباب اقتضته.
أحدها طمعهم في نيله من بعد فلو اعترفوا بالنص لأيسوا من الظفر به مع حصوله في المنصوص عليه.
الثاني «6» أنهم كرهوا أن يظهروا ضلالهم فيما سبق منهم من «7» ادعاء الأمر فأمسكوا عن الإقرار بالحق لذلك.
الثالث «1» أنهم اعتقدوا في الإقرار بالنص ظهور باطلهم في الدعوة إلى أنفسهم مع قرب «2» ما يرجونه من إخراج الأمر عن قريش إلى صاحبه و لا يكونون «3» حينئذ قد نالوا غرضا صحيحا في الاعتراف بالنص اللهم إلا أن يريدوا لله عز اسمه «4» و ليس كل واحد «5» يرى الرجوع في كل حال إلى الله تعالى «6» و إنما يرى ذلك من ترتفع «7» عنه دواعي الدنيا و لم تكن مرتفعة عن طائفة من الأنصار فكذلك قاموا «8» على ما كانوا عليه من دفع النص «9» و الإنكار.
(فصل) و قد قال بعض الشيعة إن الأنصار لم تدعوا إلى أنفسها لتتأمر على الأمة و تقوم في مقام الخلافة و إنما دعوا إلى الأمر و التدبير مدة شغل أمير المؤمنين «10» بالنبي ص و فراغ قلبه للنظر في أمر الإمرة من المصيبة به «11» و هذا هو الظاهر من دعواهم لقولهم منا أمير و منكم أمير «12» و لم يقولوا نحن الأئمة و الخلفاء و لا منا خليفة و لا إمام و منكم خليفة أوإمام «1» و هذا يسقط سؤال السائل و ما فرع عليه من الكلام.
(فصل) و قال أيضا بعض الشيعة إن الذي منع عند فوت الأمر لهم من الإقرار بالنص و الشهادة به أنهم كانوا في أول أمرهم و طلبهم الرئاسة قاصدين «2» غرضين أحدهما إزالته عن المنصوص عليه و الثاني حوزه دون قريش فلما فاتهم أحد الغرضين حصل لهم الآخر فلم يقع «3» منهم الاعتراف بالنص لمناقضته «4» أحد الغرضين المذكورين و مناقضة «5» الغرض الآخر بل من «6» العقلاء و الجوابان الأولان أشبه بالأصل الذي قدمناه في الجواب عن طلبهم الأمر و أقرب وضوحا عند ذوي العقول و الدين و إليهما أذهب و عليهما أعول دون الآخرين «7» و إن كانا مسقطين لاعتراض الخصوم على كل حال‏



مكاتيب الأئمة عليهم السلام، ج‏2، ص: 78
فأتاني رهط يعرضون علي النصر، منهم ابنا سعيد، والمقدادبن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وعماربن ياسر، وسلمان الفارسي، والزبيربن العوام، والبراء بن عازب، فقلت لهم: إن عندي من النبي صلى الله عليه و آله عهدا، وله إلي وصية، لست أخالفه عما أمرني به.
فوالله لو خزموني بأنفي لأقررت لله تعالى سمعا وطاعة، فلما رأيت الناس قد انثالوا على أبي بكر للبيعة، أمسكت يدي وظننت أني أولى وأحق بمقام رسول الله صلى الله عليه و آله منه ومن غيره، وقد كان نبي الله أمر أسامة بن زيد على جيش، وجعلهما في جيشه، وما زال النبي صلى الله عليه و آله إلى أن فاضت نفسه، يقول:
أنفذوا جيش أسامة، أنفذوا جيش أسامة، فمضى جيشه إلى الشام حتى انتهوا إلى أذرعات فلقي جيشا من الروم فهزموهم، وغنمهم الله أموالهم.
فلما رأيت راجعة من الناس قد رجعت عن الإسلام تدعو إلى محو دين محمد وملة إبراهيم (عليهما السلام)، خشيت إن أنا لم أنصر الإسلام وأهله، أرى فيه ثلما وهدما، تكون المصيبة علي فيه أعظم من فوت ولاية أموركم، التي إنما هي متاع أيام قلائل، ثم تزول وتنقشع كما يزول وينقشع السحاب، فنهضت مع القوم في تلك الأحداث حتى زهق الباطل، وكانت كلمة الله هي العليا وإن رغم الكافرون.
ولقد كان سعد لما رأى الناس يبايعون أبا بكر، نادى أيها الناس إني والله‏ ما أردتها حتى رأيتكم تصرفونها عن علي، ولا أبايعكم حتى يبايع علي، ولعلي لا أفعل وإن بايع.
ثم ركب دابته وأتى حوران وأقام في خان حتى هلك ولم يبايع.



أعيان ‏الشيعة، ج‏7، ص: 224
سعد بن عبادة الخزرجي الأنصاري‏
مات شهيدا سنة 15 أو 14 أو 11 من الهجرة كان سيد الخزرج و كان جوادا مطعاما و كان يطعم الوفود الوافدين على رسول الله ص و كان ابنه قيس على شاكلته في الجود روى ابن أبي الحديد ان قيسا سافر مع جماعة من الصحابة فنفذ ما معهم فجعل قيس يستدين و ينفق عليهم، فقالوا لمن يستدين منهم انه غلام لا يملك شيئا، فبلغ ذلك سعدا فقال لهم أ تريدون ان تبخلوا ابني انا قوم لا نستطيع البخل، اشهدوا ان الحديقة الفلانية لقيس و المال الفلاني لقيس. و حكى الكشي عن بعض كتب يونس بن عبد الرحمن ان سعدا لم يزل سيدا في الجاهلية و الإسلام و أبوه و جده و جد جده لم يزل فيهم الشرف و كان سعد يجير فيجار ذلك لسؤدده و لم يزل هو و أبوه أصحاب إطعام في الجاهلية و الإسلام و قيس ابنه على مثل ذلك" اه". و في الاستيعاب: كان سعد عقيبا نقيبا سيدا جوادا كان سيدا في الأنصار مقدما وجيها له رئاسة و سيادة يعترف قومه له بها يقال انه لم يكن في الأوس و الخزرج اربعة مطعمون متتالون في بيت واحد الا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم و لا كان مثل ذلك في سائر العرب الا ما ذكرنا عن صفوان.
و مر ابن عمر على أطم سعد فقال هذا أطم جده لقد كان مناديه ينادي يوما في كل حول من أراد الشحم و اللحم فليأت دار دليم فمات دليم فنادى منادي عبادة بمثل ذلك ثم مات عبادة فنادى منادي [سعيد] سعد بمثل ذلك ثم رأيت قيس بن [سعيد] سعد يفعل ذلك. و في الاصابة كان نقيب بني ساعدة عند جميعهم و كان سيدا جوادا و هو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها و كان يحمل إلى النبي (ص) كل يوم جفنة مملوءة زبدا و لحما تدور معه حيثما دار. و روى بسنده عن قيس بن سعد: زارنا رسول الله (ص) فسلم فرد سعد ردا خفيا فقال له قيس أ لا تأذن لرسول الله (ص) فقال دعه يكثر علينا من السلام فسلم رسول الله (ص) ثم رجع و اتبعه سعد فقال يا رسول الله اني كنت اسمع تسليمك و أرد عليك ردا خفيا لتكثر علينا من السلام فانصرف معه رسول الله (ص) فأمر له بغسل فاغتسل و ناوله ملحفة فاشتمل بها ثم رفع رسول الله (ص) يديه و هو يقول اللهم اجعل صلواتك و رحمتك على آل سعد بن عبادة" اه". و في الاصابة: كان يكتب بالعربية و يحسن العوم و الرمي فكان يقال له الكامل كان مشهورا بالجود هو و أبوه و جده و ولده و كان لهم أطم ينادى عليه كل يوم من أحب الشحم و اللحم فليأت أطم دليم بن حارثة (انظره مع قول الاستيعاب السابق يوما من كل عام) و كانت جفنة سعد تدور مع النبي ص في بيوت أزواجه و قال مقسم عن ابن عباس كان لرسول الله ص في المواطن كلها رايتان: مع علي راية المهاجرين و مع سعد بن عبادة راية الأنصار. و روى بسنده كان أهل الصفة إذا امسوا انطلق الرجل بالواحد و الرجل بالاثنين و الرجل بالجماعة فاما سعد فكان ينطلق بالثمانين. و كان سعد يقول اللهم هب لي مجدا فإنه لا مجد الا بفعال و لا فعال الا بمال اللهم انه لا يصلحني القليل و لا أصلح عليه.
و لما بويع أبو بكر يوم السقيفة لم يرض سعد ان يبايع فقالوا له نحن قريش عشيرة رسول الله و الخلافة فينا. و كان مريضا فقال عمر اقتلوا سعدا قتل الله سعدا فحمل إلى داره. و لما بلغ عليا ذلك قال ما معناه: ان تكن الخلافة بالقرابة فنحن أقرب إلى رسول الله (ص) و الا فالأنصار على دعواهم و قالوا لسعد لما ابى البيعة لا تساكننا في بلد فنفي إلى حوران فرمي بسهم في الليل فقتل" و قالوا ان الجن رمته لما بال قائما" و انه سمع قائل من الجن يقول:
قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة
و رميناه بسهمين فلم نخط فؤاده‏

و قيل ان الذي رماه المغيرة بن شعبة و قيل شخصان غيره رماه كل واحد بسهم و أشيع ان الجن رمته و قالت البيتين و يحكى عن بعض الأنصار انه قال:
و ما ذنب سعد انه بال قائما الا ربما حققت فعلك بالغدر
يقولون سعد شقت الجن بطنه و لكن سعدا لم يبايع أبا بكر

أعيان‏الشيعة، ج‏7، ص: 225
و في الاستيعاب لم يختلفوا انه وجد ميتا في مغتسله و قد أخضر جسده و لم يشعروا بموته حتى سمعوا قائلا يقول و لا يرون أحدا" نحن قتلنا" البيتين و يقال ان الجن قتلته" اه".
و يا ليت شعري. و ما ذنبه إلى الجن حتى تقتله الجن؟! و في التعليقة سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته و انه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي" اه". و وقع سعد بن عبادة في طريق الصدوق في باب ما يجب من التعزير و الحدود. و ينقل عن محمد بن جرير الطبري- و كأنه الشيعي- في مؤلفه عن أبي علقمة قلت لابن عبادة و قد مال الناس إلى بيعة أبي بكر أ لا تدخل فيما دخل فيه المسلمون؟ قال إليك عني فو الله لقد سمعت رسول الله (ص) يقول إذا انا مت تضل الأهواء و يرجع الناس على أعقابهم فالحق يومئذ مع علي و كتاب الله بيده، لا نبايع أحدا غيره، فقلت له هل سمع هذا الخبر أحد غيرك من رسول الله (ص) فقال أناس في قلوبهم أحقاد و ضغائن قلت بل نازعتك نفسك ان يكون هذا الأمر لك دون الناس فحلف انه لم يهم بها و لم يردها و انهم لو بايعوا عليا لكان أول من بايعه.
(أقول) لا شك ان الأنصار كان هواهم مع علي (ع) و ان المهاجرين كانوا منحرفين عنه و قد روى الطبري في تاريخه أنها قالت الأنصار أو بعض الأنصار لا نبايع الا عليا" اه". و ان سعدا كان هواه مع علي و لكنه لما رأى المهاجرين و رئيس الأوس مالوا مع أبي بكر طلبها لنفسه فلما رأت الخزرج الأوس مالت مع أبي بكر مالت هي معه خوفا ان تكون لهم المكانة عنده دونهم كما نراه اليوم فيمن بيدهم الحكم حذو النعل بالنعل.
و نقل عن أمير المؤمنين علي ع انه قال: ان أول من جرأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح بابا ولجه غيره و اضرم نارا كان لهبها عليه و ضوؤها لاعدائه.
و لكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم ان الأمر كان مدبرا في حياة النبي (ص) تدبيرا محكما و بقي هذا التدبير على أحكامه بعد وفاته و ان سعدا لم يؤثر في ذلك شيئا و من هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين ع.
سعد بن عبد الله‏
ذكره ال




اعلام القرآن (19/ 1)
المؤلف : عبد الحسين الشبستري
سعد بن عُبادة.
هو أبو ثابت، وقيل: أبو قيس سعد بن عُبادة بن دليم بن حارثة بن حزام بن حزيمة ابن ثعلبة الخزرجىّ، الساعدى، المدنى الأنصارى، وأُمّه عمرة بنت مسعود.
من كبار أصحاب رسول اللّه وفضلائهم، ومن مشاهير الأنصار ووجهائهم.
كان سيّد الخزرج ورئيسهم بالمدينة فى الجاهليّة والإسلام، ونقيب بنى ساعدة، ومن أشراف ووجهاء قومه فى الجاهليّة والإسلام.
كان هو وآباؤه فى الجاهليّة يُعرفون بالجُود والكرم، وكان لهم حصن يُدعي أُطماً، فكانوا ينادون عليه: من أحبّ الشحم واللحم فليأت أُطم دليم بن حارثة، وفى الإسلام كان صاحب ضيافة وكرم، وكان لرسول اللّه فى كل يوم من سعد جفنة طعام يدور بها حيث دار.
كان فى الجاهليّة يُحسن الكتابة بالعربية، ويُحسن العوم ويُجيد الرمى، وكانت العرب تسمِّى من اجتمعت فيه تلك الخصال الثلاث بالكامل.
أسلم وصحب النبى وشهد معه واقعة بدر، وقيل: لم يشهدها، وشهد ما بعدها من الوقائع والمشاهد، وكان فى جميعها حاملاً راية الأنصار فيها.
كان من النقباء الاثنى عشر الذين اختارهم النبى(ص)، وكان يستخلفه فى بعض الأحايين مكانه عندما يذهب للغزو.
فى يوم فتح مكّة كانت راية النبى بيده، فدخلها وهو يقول: اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحلّ الحرمة. فسمعها رجل من المهاجرين فأعلم النبىّ بذلك، فقال للإمام أميرالمؤمنين(ع): أدركه وخُذ الراية منه، وكُن أنت الذى تدخل بها، فدخل الإمام(ع) مكّة حاملاً الراية وهو يقول: اليوم يوم المرحمة، اليوم تُصان الحرمة.
قال النبى فى حقه: اللهم اجعل صلواتك ورحمتك علي آل سعد بن عباده.
بعد وفاة النبى اجتمع عليه الأنصار وأرادوا مبايعته بالخلافة، فمنعهم أبو بكر من ذلك، فرجع الناس إلي أبى بكر.
وبعد مبايعة الناس لأبى بكر، قال بعضهم لسعد: أما تدخل فيما دخل فيه المسلمون قال: إليك عنّى، فواللّه! لقد سمعت رسول اللّه يقول: إذا أنا متُّ تضل الأهواء ويرجع الناس علي أعقابهم، فالحقّ يومئذ مع علىّ(ع)، وكتاب اللّه بيده، لا نبايع لأحد غيره.
ونُقل عنه أنّه قال: لو بايعوا علياً(ع) لكنت أول من بايع.
ولما آل الأمر إلي عمر بعد أبى بكر عاتبه عمر لعدم مبايعته له، فقال سعد: واللّه! أصبحت كارهاً لجوارك.
قال الإمام أميرالمؤمنين(ع): إنّ أوّل من جرّأ الناس علينا هو سعد بن عُبادة، فتح باباً ولجه غيره، وأضرم ناراً كان لهبها عليه وضوؤها لأعدائه.
روي عن النبى أحاديث، وروي عنه جماعة.
وبعد وفاه النبى لم يُبايع أبابكر ولا عمر وانصرف إلي الشام، وسكن مدينة حوران، ولم يزل بها حتي تُوفّى، وقيل: تُوَفّى بِبُصري الشام سنة15ه، وقيل: سنة14ه، وقيل: سنة16ه، وقيل: سنة11ه، وقيل: قبره بإحدي قري دمشق تُدعي المنيحة، وقيل: المزة.
وقيل فى موته بأنّ عمر بن الخطاب بعث إليه محمد بن مسلمة الأنصارى وخالد بن الوليد ليقتلاه، فقتلاه وأشاعا بأنّ الجنّ قتلته.
القرآن الكريم وسعد بن عبادة.
من الكلمات المتداولة عند العرب هى كلمة (راعنا) وكانت العرب تقولها للنبى(ص)، وتلك الكلمة فى لغة اليهود تعنى السبّ والشتم القبيح، فكان اليهود يقولون: كنا نسب محمداً سراً، والآن نسبّه علناً، فكانوا يأتون رسول اللّه ويقولون: يا محمد (راعنا) ويضحكون، ففطن بها سعد، وكان عارِفاً بلغتهم، فقال: يا أعداء اللّه! عليكم لعنة اللّه، والذى نفس محمّد بيده لئن سمعتها من رجل منكم لأضربَنّ عُنقه، فقالوا: ألستم تقولونها، فنزلت الآية104 من سورة البقرة: يا أيُّها الذين آمَنوا لا تقولوا راعِنا...(8) .




الأسئلة العقائدية (ص: 4352)
السؤال ( المؤسس لانقلاب السقيفة )
بسمه تعالى
ارجو توضيح راي آل البيت عليهم الصلاة والسلام من الصحابي سعد بن عبادة هل نستطيع ان نقول بانه اول من اسس انقلاب السقيفة؟
وهو لم يبايع حتى تم اغتياله في الشام من قبل المخابرات العمرية؟!!
وما هو موقفه من آل البيت قبل وبعد انقلاب 28 صفر /10 هجرية
والسلام عليكم
الجواب
الاخ علي المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخ العزيز، ان انقلاب السقيفة كان متوقعاً قبل وفاة رسول الله (ص) ولم يكن مفاجئاً، وكان هو متوقع من قريش وليس من الأنصار لأن رسول الله (ص) عانى ما عانى في تبليغه أمر الولاية وبذل ما بذل في سبيل تهيئة الأمور لعلي (ع) من بعده ولكن...
تصدت قريش لرسول الله (ص) في كل مرة يحاول النبي (ص) فيهما ترتيب الامر وتنفيذه، وهذا كله قد حصل في آخر ثمانين يوماً من عمره الشريف في هذه الدنيا أي بدأت المواجهة مع النبي (ص) منذ حجة الوداع وإلى آخر يوم للنبي (ص) فأثمر ذلك الصراع (صراع الإرادات) مولوداً مشوهاً نشازاً هو السقيفة واجتماع السقيفة وبيعة السقيفة الفلتة!
فقد حاول رسول الله (ص) في حجة الوداع تبليغ هذا الأمر بصورة واضحة جلية والتنصيص على خلفائه الاثني عشر، ولكن منعته قريش من ذلك!
فحديث جابر بن سمرة رضوان الله عليه ذلك المجاهد البطل الذي تفنن في نقله لحديث الخلفاء الاثني عشر وأوصل لنا هذه الحقيقة، وهذه المواجهة واضحة جلية وإشارات مضيئة لا يمكن لكل متأمل أن يعبرها دون تأمل ودون فهم، فقد نقل هذه الرواية وهذه الواقعة بعدة ألفاظ حتى استطاع تأديتها وبيانها بشكل واضح، فقد أخرج أحمد وغيره حديثه هذا بلفظ ((خطبنا رسول الله (ص) بعرفات وقال المقدمي في حديثه سمعت رسول الله (ص) يخطب بمنى فسمعته يقول: (لن يزال هذا الأمر عزيزاً ظاهراً حتى يملك اثنا عشر كلهم ــ ثم لغط القوم وتكلموا فلم أفهم قوله بعد كلهم فقلت لأبي: يا أبتاه ما قال بعد كلهم ؟ قال: ــ كلهم من قريش))) .
وهذه الرواية تدلنا بصورة واضحة إلى وجود معارضة قوية للنبي (ص) في رد هذا الأمر وعدم قبوله! ثم جاء يوم رزية يوم الخميس حين تصدوا لرسول الله (ص) حين أراد أن يكتب ذلك الأمر ويقيده بكتاب وأمام أعينهم وبرضاهم، ولكنهم رموه بالهجر وهددوه بالطعن فيه (ص) إن هو كتب ذلك الكتاب!
وحين أراد إخلاء المدينة منهم واخراجهم في جيش اسامة تحت إمرة عبد أسود وشاب صغير، اعترضوا على اسامة، ثم أخروا الخروج، ثم تخلفوا وخالفوا أمر رسول الله (ص) الذي شدد عليهم في إنفاذه!
ثم ختموا هذه المواقف في السقيفة، فأثمرت خلافتهم وانحرافهم من الإمام الحق والمنصب والمبايع بولاية العهد قبل أيام في غدير خم بمعجزة وكرامة إلهية حين تعهد الله تعالى لرسوله بحمايته وعصمته من الناس حتى يتم الأمر في الغدير ويلقي الحجة أمام الجميع ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيي عن بينة.
وخير شاهد على وجود هذا النفس في قريش وبدايته منهم هو قول عمر لابن عباس: ((إن قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة)).
فلا نستطيع القول بعد ذلك بأن الأنصار أو سعد بن عبادة هم من أسسوا لوقوع السقيفة خصوصاً إذا علمنا بأن الأنصار قالوا في ردهم على أبي بكر (لا نبايع إلاّ عليّاً) كما يرويه ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 2/325) وابن قتيبة في (الإمامة والسياسة والطبري 2/443)، وكان سعد بن عبادة يقول لأبي بكر: ((وأيم الله لو أن الجن اجتمعت لكم مع الإنس ما بايعتكم حتى أعرض على ربي وأعلم ما حسابي)) وكان لا يصلي بصلاتهم ولا يفجمع معهم ولا يفيض بإفاضاتهم. (راجع تاريخ الطبري 3/198).
وذكر علماؤنا كالسيد البروجردي ومحسن الأمين مدحاً في ترجمته وذكروا فيما ذكروا عنه عن التعليقة: سعد بن عبادة في المجالس ما يظهر منه جلالته وأنه ما كان يريد الخلافة لنفسه بل لعلي ... أهـ .
نعم، قد ورد ذمه في رواية عن أمير المؤمنين بقوله (ع): (إن أول من جَرَّأ الناس علينا سعد بن عبادة فتح باباً ولجه غيره وأضرم ناراً كان لهبها عليه وضوؤها لأعدائه).
ولكن السيد محسن الأمين ردها وضعفها ودافع عنه بقوله: ((ولكن المتأمل في مجاري الأحوال يعلم أن الأمر كان مدبراً في حياة النبي (ص) تدبيراً محكماً وبقي هذا التدبير على احكامه بعد وفاته وأن سعداً لم يؤثر في ذلك شيئاً ومن هنا قد يشك في صحة نسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين (ع))).
ودمتم في رعاية الله



الأسئلة العقائدية (ص: 4356)
السؤال ( لماذا حصل الاجتماع في السقيفة )
السلام عليكم
بما ان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم اوصى المسلمين باتباع علي عليه السلام وجعله الخليفه, فلماذا رشح غالبيةالانصار (سعد ابن عبادة) وغالبية المهاجرين (ابو بكر)!
ايعقل انهم كلهم كانو لا يعلمون بما اوصى به النبي صلى الله عليه واله؟
الجواب
الأخ حسين المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لم يرشح غالبية المهاجرين أبا بكر بل عمر هو الذي بادر إلى ذلك مخافة أن يفلت الأمر من أيديهم كما يصرح عمر بذلك، والذي بايع في داخل السقيفة أفراد معدودون، وما حصل في المسجد كان تحت وطأة الإكراه والتهديد حتى وصل الأمر بجر الإمام علي (عليه السلام) إلى ذلك أما الأنصار فأنهم وقفوا مع سيدهم سعد الذي رفض البيعة، وليس معنى وقوفهم هذا بيعة له، بل هذا هو النظام العشائري السائد في جزيرة العرب من إمتثال أفراد العشيرة أوامر سيدهم وسيدهم كان يرفض بيعة أبي بكر لأنها غير شرعية، وهذا يدل على وجود معارضين كثيرين للبيعة وهم الأنصار، وأما سبب اجتماعهم في السقيفة فالظاهر أنهم كانوا قد عرفوا بوجود مؤامرة على علي (عليه السلام) فخافوا أن تخرج منهم نهائياً وأن يخسروا كل شيء فحاولوا تخفيف الوطأة بإعلان تأمير (سعد بن عبادة) كعمل مضاد يتداركون به ما قد يفوتهم إذا نجحت المؤامرة.
ودمتم في رعاية الله




فتح الباري لابن حجر (11/ 170)
ووقع مثله عن قيس بن سعد بن عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة أخرجه أبو داود والنسائي وسنده جيد


شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج‏6 44 أمر المهاجرين و الأنصار بعد بيعة أبي بكر ..... ص : 17
. و قال أبو بكر و حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي قال سمعت أبيا يقول ذكر سعد بن عبادة يوما عليا بعد يوم السقيفة فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن يوجب ولايته فقال له ابنه قيس بن سعد أنت سمعت رسول الله ص يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب ثم تطلب الخلافة و يقول أصحابك منا أمير و منكم أمير لا كلمتك و الله من رأسي بعد هذا كلمة أبدا


السقيفة و فدك 68 القسم الأول: السقيفة
حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي، قال: سمعت أبيا يقول: ذكر سعد بن عبادة يوما عليا بعد يوم السقيفة، فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم، يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب؟ ثم تطلب الخلافة، و يقول أصحابك: منا أمير و منكم أمير، لا كلمتك و الله من رأسي بعد هذا كلمة أبدا.


فتح الباري لابن حجر (12/ 156)
وكذا قال الخطابي في قول عمر في حق سعد اقتلوه أي اجعلوه كمن قتل


أنساب الأشراف للبلاذري (1/ 589)
1193- حدثني روح بن عبد المؤمن، حدثني علي بن المدائني، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي صالح أن سعد بن عبادة خرج إلى الشام فقتل بها.
المدائني، عن ابن جعدبة، عن صالح بن كيسان، وعن أبي مخنف، عن الكلبي وغيرهما أن سعد بن عبادة لم يبايع أبا بكر، وخرج إلى الشام. فبعث عمر [1] رجلا وقال: ادعه إلى البيعة واختل له، وإن أبى فاستعن بالله عليه. فقدم الرجل الشام، فوجد سعدا في حائط بحوارين، فدعاه إلى البيعة، فقال: لا أبايع قرشيا أبدا. قال: فإني أقاتلك. قال: وإن قاتلتني. قال: أفخارج أنت مما دخلت فيه الأمة؟ قال: أما من البيعة فإني/ 284/ خارج. فرماه بسهم فقتله. وروي أن سعدا رمي في حمام. وقيل: كان جالسا يبول، فرمته الجن فقتلته. وقال قائلهم [2] :
قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ... رميناه بسهمين فلم تخط فؤاده


أنساب الأشراف للبلاذري (1/ 591)
1197- المدائني، عن جعفر بن سليمان الضبعي [1] ، عن أبى عمران الجوني قال، قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر: «كرداذ وناكرداذ [2] » ، أي عملتم وما عملتم، لو بايعوا عليا لأكلوا من فوقهم/ 285/ ومن تحت أرجلهم.


تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (3/ 223)
قال سعد بن عبادة يومئذ لأبي بكر: إنكم يا معشر المهاجرين حسدتموني على الإمارة، وإنك وقومي أجبرتموني على البيعة، فقالوا: إنا لو أجبرناك على الفرقة فصرت إلى الجماعة كنت في سعه، ولكنا اجبرنا على الجماعة، فلا إقالة فيها، لئن نزعت يدا من طاعة، أو فرقت جماعة، لنضربن الذى فيه عيناك




فتح الباري لابن حجر (11/ 170)
ووقع مثله عن قيس بن سعد بن عبادة أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه وهو يقول اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة أخرجه أبو داود والنسائي وسنده جيد


شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج‏6 44 أمر المهاجرين و الأنصار بعد بيعة أبي بكر ..... ص : 17
. و قال أبو بكر و حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي قال سمعت أبيا يقول ذكر سعد بن عبادة يوما عليا بعد يوم السقيفة فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن يوجب ولايته فقال له ابنه قيس بن سعد أنت سمعت رسول الله ص يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب ثم تطلب الخلافة و يقول أصحابك منا أمير و منكم أمير لا كلمتك و الله من رأسي بعد هذا كلمة أبدا


السقيفة و فدك 68 القسم الأول: السقيفة
حدثني أبو الحسن علي بن سليمان النوفلي، قال: سمعت أبيا يقول: ذكر سعد بن عبادة يوما عليا بعد يوم السقيفة، فذكر أمرا من أمره نسيه أبو الحسن يوجب ولايته، فقال له ابنه قيس بن سعد: أنت سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم، يقول هذا الكلام في علي بن أبي طالب؟ ثم تطلب الخلافة، و يقول أصحابك: منا أمير و منكم أمير، لا كلمتك و الله من رأسي بعد هذا كلمة أبدا.



كتاب الردة للواقدي (ص: 44)
7- إن الخلافة في قريش ما لهم ... فيها ورب محمد تفروق [1]
قال: وأقبل عبد الرحمن بن عوف الزهري [2] ، حتى وقف على جماعة من الأنصار، فقال: يا معشر الأنصار، إنكم وإن كنتم ما ذكرتم من الفضل والشرف والنصرة، فو الله لا ينكر لكم ذلك، وليس فيكم مثل أبي بكر وعمر، ولا عثمان ولا أبي عبيدة بن الجراح، ولم يجب عليكم أن تسووا في الفضل من هو أفضل منكم، فقال له زيد بن الأرقم الأنصاري: يا ابن عوف، إنا لا ننكر فضل من ذكرت، وإن منا لسيد الخزرج سعد بن عبادة، ومنا سيد الأوس سعد بن معاذ (الذي) اهتز العرش لموته، ومنا أبي بن كعب [3] أقرأ أهل زمانه، ومنا من يجيء إمام العلماء يوم القيامة معاذ بن جبل [4] ، ومنا أفرض أهل دهره زيد بن
__________
[1] كذا بالأصل: (تفروق) لعله (الفرق) وهو مكيال صغير، أي ليس لهم شيء، ولعله أراد بالتفروق (المفارقة) أي أن الخلافة لا تفارق قريشا فهي مجتمعة لهم.
[2] عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد الحارث الزهري القرشي، صحابي أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين جعل عمر الخلافة فيهم، وأحد السابقين إلى الإسلام، كان جوادا شجاعا عاقلا، شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها وجرح يوم أحد إحدى وعشرون جراحة، كانت حرفته التجارة، واجتمعت له ثروة كبيرة أنفق الكثير منها في سبيل الله، توفي في المدينة سنة 32 هـ-.
(صفة الصفوة 1/ 135، حلية الأولياء 1/ 98، تاريخ الخميس 2/ 257، البدء والتاريخ 5/ 86، الإصابة 4/ 246- 250، الأعلام 3/ 321) .
[3] أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار من الخزرج، صحابي من الأنصار، كان حبرا من أحبار اليهود قبل الإسلام مطلعا على الكتب القديمة، ولما أسلم كان من كتاب الوحي، شهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها، وكان يفتي على عهده، وهو الذي كتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس زمن عمر، اشترك في جمع القرآن زمن عثمان، له في الصحيحين وغيرهما 164 حديثا، وفي الحديث: (أقرأ أمتي أبي بن كعب) ، توفي بالمدينة سنة 21 هـ-.
(طبقات ابن سعد 3/ 2/ 59، غاية النهاية 1/ 31، صفة الصفوة 1/ 188، حلية الأولياء 1/ 250، الأعلام 1/ 82) .
[4] معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي، صحابي كان أعلم الأمة بالحلال والحرام، وهو أحد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، شهد العقبة وبدرا



كتاب الردة للواقدي (ص: 45)
ثابت [1] ، ومنا من حمته الدبر خبيب بن عدي [2] ، ومنا غسيل الملائكة حنظلة بن أبي عامر [3] ، ومنا من أمضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم شهادته بشهادتين خزيمة بن ثابت، وغير هؤلاء ممن لا يخفى عليك أمره ممن يطول علينا ذكرهم وصنيعهم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، يا ابن عوف، لولا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وغيره من بني هاشم اشتغلوا بدفن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبحزنهم عليه فجلسوا في منازلهم، ما طمع [5 ب] فيها من طمع، فانصرف/ ولا تهج على أصحابك ما لا تقوم له، قال: فانصرف إلى أبي بكر فخبره بما كان من مقالته للأنصار، وبردهم عليه، فقال له أبو بكر:
لقد كنت غنيا عن هذا، أن تأتي قوما قد بايعوا وسكتوا فتذكر لهم ما قد مضى.
__________
[ () ] وأحدا والخندق والمشاهد كلها، بعثه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد غزوة تبوك قاضيا ومرشدا لأهل اليمن، وعاد إلى المدينة في عهد أبي بكر، وكان في الشام مجاهدا مع أبي عبيدة بن الجراح، توفي بناحية الأردن بطاعون عمواس سنة 18 هـ-.
(طبقات ابن سعد 3/ 2/ 120، الإصابة 6/ 136- 138، أسد الغابة 4/ 376، حلية الأولياء 1/ 228، صفة الصفوة 1/ 195، الأعلام 7/ 258) .
[1] زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي، صحابي أحد كتاب الوحي، ولد بالمدينة ونشأ بمكة، هاجر مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو ابن إحدى عشرة سنة، تفقه في الدين فكان رأسا بالمدينة في القضاء والفتوى والقراءة والفرائض، وكان عمر يستخلفه على المدينة إذا سافر، كان أحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الأنصار، وعرضه عليه، وهو أحد الذين أوكل إليهم عثمان كتابة المصحف حين جهز المصاحب إلى الأمصار، توفي سنة 45 هـ-.
(صفة الصفوة 1/ 294، غاية النهاية 1/ 296، تهذيب التهذيب 3/ 399، الإصابة 2/ 592- 595، الأعلام 3/ 57) .
[2] خبيب بن عدي بن مالك بن عامر الأنصاري الأوسي، شهد بدرا واستشهد في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بعثه النبي مع رهط إلى مشركي مكة فظفر بهم المشركون، وباعوه هو وزيد بن الدثنة بمكة واشتراه بنو الحارث بن عامر فقتلوه صبرا، وهو القائل عندها:
ولست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي
وكان مقتله في السنة الرابعة من الهجرة.
(السيرة النبوية 2/ 172- 183، تاريخ ابن الأثير 2/ 167- 168، الإصابة 2/ 262- 263) .
[3] حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك الأنصاري الأوسي المعروف بغسيل الملائكة، استشهد يوم أحد، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إن صاحبكم تغسله الملائكة، فاسألوا صاحبته، فقالت: خرج وهو جنب لما سمع الهيعة، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: لذلك تغسله الملائكة، قتله شداد بن الأسود بن شعوب الليثي سنة 3 هـ-.
(الإصابة 2/ 137، السيرة النبوية 2/ 75) .



البداية والنهاية ط الفكر (5/ 247)
ذكر اعتراف سعد بن عبادة بصحة ما قاله الصديق يوم السقيفة
قال الإمام أحمد [حدثنا عفان حدثنا أبو عوانة عن داود بن عبد الله الأودي عن حميد بن عبد الرحمن قال: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضى الله عنه في صائفه من المدينة. قال: فجاء [فكشف] عن وجهه فقبله. وقال فداك أبي وأمي ما أطيبك حيا وميتا، مات محمد ورب الكعبة.
فذكر الحديث. قال فانطلق أبو بكر وعمر يتعادان حتى أتوهم فتكلم أبو بكر فلم يترك شيئا أنزل في الأنصار ولا ذكره رسول الله من شأنهم إلا ذكره. وقال: لقد علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: لو سلك الناس واديا وسلكت الأنصار واديا سلكت وادي الأنصار. ولقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: - وأنت قاعد- قريش ولاة هذا الأمر فبر الناس تبع لبرهم وفاجرهم تبع لفاجرهم. فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء. وقال الإمام أحمد] [1] حدثنا علي بن عباس ثنا الوليد بن مسلم أخبرني يزيد بن سعيد بن ذي عضوان العبسي عن عبد الملك بن عمير اللخمي عن رافع الطائي رفيق أبي بكر الصديق في غزوة ذات السلاسل. قال: وسألته عما قيل في بيعتهم. فقال: وهو يحدثه عما تقاولت به الأنصار وما كلمهم به وما كلم به عمر بن الخطاب الأنصار وما ذكرهم به من إمامتي إياهم بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه فبايعوني لذلك وقبلتها منهم وتخوفت أن تكون فتنة بعدها ردة. وهذا إسناد جيد قوي ومعنى هذا أنه رضي الله عنه إنما قبل الإمامة تخوفا أن يقع فتنة أربى من تركه قبولها رضي الله عنه وأرضاه. قلت كان هذا في بقية يوم الاثنين فلما كان الغد صبيحة يوم الثلاثاء اجتمع الناس في المسجد فتممت البيعة من المهاجرين والأنصار قاطبة وكان ذلك قبل تجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم تسليما.



السيرة الحلبية = إنسان العيون في سيرة الأمين المأمون (3/ 506)
فقلت: ابسط يدك يا أبا بكر، وكذا قال له من الأنصار يد بن ثابت وأسيد بن حضير وبشير بن سعد رضي الله عنهم، فبسط يده: فبايعته وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار. أي حتى سعد بن عبادة رضي الله عنه، خلافا لمن قال إن سعد بن عبادة أبي أن يبايع أبا بكر حتى لقي الله. أي فإنه رضي الله تعالى عنه توجه إلى الشام ومات بها.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: والعذر له في ذلك أنه رضي الله عنه تأوّل أن للأنصار في الخلافة استحقاقا فبنى على ذلك، وهو معذور، وإن لم يكن ما اعتقده من ذلك حقا هذا كلامه.
ولا ينافيه ما جاء عن عمر رضي الله عنه: وثبنا على سعد بن عبادة. فقال قائل منهم: قتلتم سعد بن عبادة: أي فعلتم معه من الإعراض والإذلال ما يقتله، فقلت:
قتل الله سعد بن عبادة، فإنه صاحب فتنة، نعم ينافيه ما حكاه ابن عبد البر أن سعد بن عبادة رضي الله عنه أبى أن يبايع أبا بكر حتى لقي الله.
قال بعضهم: ويضعفه ما جاء في بعض الروايات أن أبا بكر رضي الله عنه لما قال لسعد: لقد علمت يا سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وأنت قاعد: «قريش ولاة هذا الأمر» ، قال له سعد: صدقت، نحن الوزراء وأنتم الأمراء، وبه يظهر التوقف فيما تقدم عن ابن حجر رحمه الله هذا.


التوضيح لشرح الجامع الصحيح (31/ 229)
الثامن عشر: فيه: الدعاء على من يخشى منه الفتنة. وقال الخطابي: (معنى) (2) قوله: (قتل الله سعدا). أي: اجعلوه كمن قتل واحسبوه في عداد الأموات ولا تعتدوا لمشهده، وذلك أن سعدا أراد في ذلك المقام أن يبعث أميرا على قومه على مذهب العرب في الجاهلية أن لا يسود القبيلة إلا رجل منها، وكان حكم الإسلام خلاف ذلك، فرأى عمر إبطاله بما غلظ من القول وأشنعه، وكل شيء أبطلت فعله وسلبت قوته فقد قتلته وأمته، وكذلك: قتلت الشراب: إذا مزجته لتكسر شدته.




الإفصاح عن معاني الصحاح (1/ 121)
وقوله: (قتلتم سعدا. فقلت: قتل الله سعدًا) ليس هو كما يقع للناس أنه دعاء على سعد، وإنما هو على سبيل الإخبار؛ لأنهم أرادوا: قتلتم سعدًا بالوطء والدوس. فقال عمر: (قتل الله سعدًا) أي:إن كان قد قتل فالله قد قتله، أي فلو مات كان دمه هدرًا في مصلحة المسلمين.
وقوله: (فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا). المعنى لا ترون تغريره بنفسه واحتقاره أن يقتل أن حمله على ذلك حق.



مختصر منهاج السنة (ص: 62)
وأما أبو بكر - رضي الله عنه -  فتخلف عن بيعته سعد  لأنهم كانوا قد عينوه للإمارة، فبقي في نفسه ما يبقى في نفوس البشر، ولكن هو مع هذا - رضي الله عنه - لم يعارض، ولم يدفع حقا، ولا أعان


مختصر منهاج السنة (ص: 216)
فإن الصديق - رضي الله عنه - لم يقاتل أحدا على طاعته، ولا ألزم أحدا بمبايعته.  ولهذا لما تخلف عن بيعته سعد لم يكرهه على ذلك.


منهاج السنة النبوية (1/ 536)
وأما أبو بكر  فتخلف عن بيعته سعد؛ لأنهم كانوا قد عينوه للإمارة (1) فبقي في نفسه ما يبقى في نفوس البشر. ولكن هو مع هذا - رضي الله عنه - لم يعارض، ولم يدفع حقا ولا أعان على باطل. [بل قد روى الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله في مسند الصديق، عن عفان (2) ، عن أبي عوانة (3) ، عن داود بن عبد الله الأودي، عن حميد بن عبد الرحمن - هو الحميري - فذكر حديث السقيفة، وفيه أن الصديق قال: ولقد علمت يا سعد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وأنت قاعد: " «قريش ولاة هذا الأمر، فبر الناس تبع لبرهم، وفاجرهم تبع لفاجرهم» " قال: فقال له سعد: صدقت نحن الوزراء وأنتم الأمراء. فهذا مرسل حسن (4) ولعل حميدا أخذه عن بعض الصحابة الذين شهدوا ذلك، وفيه فائدة



منهاج السنة النبوية (4/ 495)
فإن الصديق - رضي الله عنه - لم يقاتل أحدا على طاعته، ولا ألزم أحدا بمبايعته.  ولهذا لما تخلف عن بيعته سعد  (2)




منهاج السنة النبوية (8/ 270)
وقد تخلف عن بيعته سعد بن عبادة، فما آذاه بكلمة، فضلا عن فعل. وقد قيل: إن عليا وغيره امتنعوا عن بيعته ستة أشهر، فما أزعجهم، ولا (4) ألزمهم بيعته. فهل هذا كله إلا من كمال ورعه عن أذى الأمة، وكمال عدله وتقواه؟


مختصر منهاج السنة (ص: 293)
ثم من العجب أن الرافضة يزعمون أن الذين أمر عمر بقتلهم، بتقدير صحة هذا النقل، يستحقون القتل إلا عليا. فإن عمر أمر بقتلهم، فلماذا ينكرون عليه ذلك، ثم يقولون: إنه كان يحابيهم في الولاية ويأمر بقتلهم؟ فهذا جمع بين الضدين.
وإن قلتم: كان مقصوده قتل علي.
قيل: لو بايعوا إلا عليا لم يكن ذلك يضر الولاية، فإنما يقتل من يخاف.  وقد تخلف سعد بن عبادة عن بيعة أبي بكر، ولم يضربوه ولم يحبسوه، فضلا عن القتل.



مختصر منهاج السنة (ص: 503)
وأما الذين عدهم هذا الرافضي أنهم تخلفوا عن بيعة الصديق من أكابر الصحابة، فذلك كذب عليهم،  إلا على سعد بن عبادة، فإن مبايعة هؤلاء لأبي بكر وعمر أشهر من أن تنكر، وهذا مما اتفق عليه أهل العلم بالحديث والسير والمقولات، وسائر أصناف أهل العلم، خلفا عن سلف.


مختصر منهاج السنة (ص: 504)
أحدها: أن هؤلاء الذين ذكرهم لم يتخلف منهم  إلا سعد بن عبادة،  وإلا فالبقية كلهم بايعوه باتفاق أهل النقل. وطائفة من بني هاشم قد قيل: إنها تخلفت عن مبايعته أولا، ثم بايعته بعد ستة أشهر، من غير رهبة ولا رغبة.
ولا ريب أن الإجماع المعتبر في الإمامة لا يضر فيه تخلف الواحد والاثنين والطائفة القليلة، فإنه لو اعتبر ذلك لم يكد ينعقد إجماع على إمامة، فإن الإمامة أمر معين، فقد يتخلف الرجل لهوى لا يعلم، كتخلف سعد، فإنه كان قد استشرف إلى أن يكون هو أميرا من جهة الأنصار، فلم يحصل له ذلك، فبقي في نفسه بقية هوى. ومن ترك الشيء لهوى، لم يؤثر تركه.



منهاج السنة النبوية (4/ 388)
وأما تخلف من تخلف عن مبايعته، فعذرهم في ذلك أظهر من عذر سعد بن عبادة وغيره لما تخلفوا عن بيعة أبي بكر، وإن كان لم يستقر تخلف أحد إلا سعد وحده. وأما علي وغيره فبايعوا الصديق بلا خلاف بين الناس. لكن قيل: إنهم (2) .
تأخروا عن مبايعته (3) .
ستة أشهر، ثم بايعوه.
وهم يقولون للشيعة: علي إما أن يكون تخلف أولا عن بيعة أبي بكر، ثم بايعه بعد ستة أشهر، كما تقول ذلك طائفة من أهل السنة مع الشيعة. وإما أن يكون بايعه أول يوم، كما يقول ذلك طائفة أخرى. فإن كان الثاني بطل قول الشيعة: إنه تخلف عن بيعته، وثبت أنه كان من أول السابقين إلى بيعته. وإن كان الأول، فعذر من تخلف عن بيعة علي أظهر من عذر من تخلف عن بيعة أبي بكر؛ لأن النص والإجماع المثبتين لخلافة أبي بكر، ليس في خلافة علي مثلها (4) .
، فإنه ليس في الصحيحين ما يدل على خلافته، وإنما روى ذلك أهل السنن.


منهاج السنة النبوية (8/ 335)
ولا ريب أن الإجماع المعتبر في الإمامة لا يضر فيه تخلف الواحد والاثنين والطائفة القليلة فإنه لو اعتبر ذلك لم يكد ينعقد إجماع على إمامة؛ فإن الإمامة أمر معين فقد يتخلف الرجل لهوى لا يعلم  كتخلف سعد  فإنه كان قد استشرف إلى أن يكون هو أميرا من جهة الأنصار، فلم يحصل له ذلك، فبقي (1) في نفسه بقية هوى.

منهاج السنة النبوية (8/ 336)
وسعد كان مراده أن يولوا رجلا من الأنصار، وقد دلت النصوص الكثيرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «أن الإمام من قريش» فلو كان المخالف قرشيا واستقر خلافه لكان شبهة، بل علي كان من قريش، وقد تواتر أنه بايع الصديق طائعا مختارا.