بسم الله الرحمن الرحیم

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف


هم فاطمة و

الحجّة بن الحسن عجّل اللّه تعالی فرجه الشریف

ولادت الامام الحجة بن الحسن المهدي عج(255 - 000 هـ = 868 - 000 م)

تشرف ابن مهزیار

علي بن مهزيار الأهوازي(000 - 254 هـ = 000 - 868 م)





كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 445
19- حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار «1» قال: قدمت مدينة الرسول ص فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير ع فلم أقع على شي‏ء منها فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك فبينما أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون رائع الحسن جميل المخيلة يطيل التوسم في فعدت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له فلما قربت منه سلمت فأحسن الإجابة ثم قال من أي البلاد أنت قلت رجل من أهل العراق قال من أي العراق قلت من الأهواز فقال مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني «2» قلت دعي فأجاب قال رحمة الله عليه ما كان أطول ليله و أجزل نيله فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت أنا إبراهيم بن مهزيار فعانقني مليا ثم قال مرحبا بك يا أبا إسحاق ما فعلت بالعلامة التي وشجت «3» بينك و بين أبي محمد ع فقلت لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي ع فقال ما أردت سواه فأخرجته إليه فلما نظر إليه استعبر و قبله ثم قرأ كتابته فكانت يا الله يا محمد يا علي ثم قال بأبي يدا طالما جلت فيها «4»-
__________________________________________________
(1). سيجي‏ء نحو هذه الحكاية عن محمد بن علي بن مهزيار عن أبيه و استشكل فيهما لتقدم زمانهما عن عصر الغيبة.
(2). في بعض النسخ المصححة «الخصيبى».
(3). في النهاية في حديث على عليه السلام «و وشج بينها و بين أزواجها» أي خلط و ألف يقال: وشج الله بينهما توشيجا.
(4). يعني بابى فديت يد أبى محمد العسكري عليه السلام التي طالما جلت أيها الخاتم فيها.
و في بعض النسخ «بأبى بنان طالما جلت فيها».
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 446
و تراخى بنا فنون الأحاديث «1» إلى أن قال لي يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت بعد الحج قلت و أبيك ما توخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه قال سل عما شئت فإني شارح لك إن شاء الله قلت هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن ع شيئا قال لي و ايم الله إني لأعرف الضوء بجبين «2» محمد و موسى ابني الحسن بن علي ع ثم إني لرسولهما إليك قاصدا لإنبائك أمرهما فإن أحببت لقاءهما و الاكتحال بالتبرك بهما فارتحل معي إلى الطائف و ليكن ذلك في خفية من رجالك و اكتتام قال إبراهيم فشخصت معه إلى الطائف أتخلل رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت على أكمة رمل تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا فبدرني إلى الإذن و دخل مسلما عليهما و أعلمهما بمكاني فخرج علي أحدهما و هو الأكبر سنا م‏ح‏م‏د بن الحسن ع و هو غلام أمرد ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخدين أقنى الأنف أشم أروع كأنه غصن بان و كأن صفحة غرته كوكب دري بخده الأيمن خال كأنه فتات مسك على بياض الفضة و إذا برأسه وفرة سحماء «3» سبطة تطالع شحمة أذنه له سمت ما رأت العيون أقصد منه و لا أعرف حسنا و سكينة و حياء-
__________________________________________________
(1). كذا في جميع النسخ و وقع في نسخة العلامة المجلسي (ره) في البحار تصحيف.
(2). في البحار «الضريحين» و قال في بيانه: البعيدين عن الناس. و قال: قال الجوهري:
الضريح: البعيد- الخ. و الصريح: الخالص و المراد خالص النسب، و في بعض النسخ «الضويحين». تثنية الضويحة مصغر الضاحة بمعنى البصر و العين. و التصغير للمحبة فالمعنى البصرين او العينين المحبوبين، لكنه بعيد لما سيجي‏ء تحت رقم 23 «أ تعرف الصريحين قلت، نعم، قال: و من هما؟ قلت محمد و موسى».
(3). الناصع الخالص. و البلجة: نقاوة ما بين الحاجبين، يقال: رجل أبلج بين البلج إذا لم يكن مقرونا. و المسنون: المملس. و رجل مسنون الوجه إذا كان في وجهه و أنفه طول. و الشمم: ارتفاع في قصبة الانف مع استواء أعلاه، فان كان فيها احديداب فهو-
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 447
فلما مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه فقال لي مرحبا بك يا أبا إسحاق لقد كانت الأيام تعدني وشك لقائك و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار و تراخي المزار «1» تتخيل لي صورتك حتى كأنا لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة و خيال المشاهدة و أنا أحمد الله ربي ولي الحمد على ما قيض من التلاقي و رفه من كربة التنازع «2» و الاستشراف عن أحوالها متقدمها و متأخرها فقلت بأبي أنت و أمي ما زلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد ع فاستغلق علي ذلك حتى من الله علي بمن أرشدني إليك و دلني عليك و الشكر لله على ما أوزعني «3» فيك من كريم اليد و الطول ثم نسب نفسه و أخاه موسى «4» و اعتزل بي ناحية ثم قال إن أبي ع عهد إلي أن لا أوطن من الأرض إلا أخفاها و أقصاها إسرارا لأمري و تحصينا لمحلي لمكايد أهل الضلال و المردة من أحداث الأمم الضوال فنبذني إلى عالية الرمال و جبت صرائم الأرض «5» ينظرني الغاية التي عندها يحل الأمر و ينجلي الهلع «6»-
__________________________________________________
- القنى. و الوفرة: الشعرة الى شحمة الاذن. و السحماء: السوداء و شعر سبط أي مترسل غير جعد، و السمت: هيئة أهل الخير (الصحاح).
(1). الوشك- بالفتح و الضم-: السرعة. و المعاتب المراضى من قولهم «استعتبته فأعتبنى أي استرضيته فأرضانى و تشاحط الدار: تباعدها.
(2). التقبيض: التيسير و التسهيل، و التنازع: التساوق من قولهم نازعت النفس الى كذا أي اشتاقت. و في بعض النسخ «التنازح» أي التباعد.
(3). أي ألهمني.
(4). هذا خلاف ما أجمعت عليه الشيعة الإمامية من أنه ليس لابى محمد ولد الا القائم عليه و على آبائه السلام. فتأمل.
(5). «العالية»: كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها و عمائرها الى تهامة العالية، و ما كان دون ذلك السافلة. (المراصد). و «جبت صرائم الأرض» أي قطعت و درت ما انصرم من معظم الرمل يعنى الاراضى المحصود زرعها. و في بعض النسخ «خبت» بالخاء المعجمة- و هو المطمئن من الأرض فيه رمل.
(6). الهلع: الجزع.
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 448
و كان ع أنبط «1» لي من خزائن الحكم و كوامن العلوم ما إن أشعت إليك «2» منه جزءا أغناك عن الجملة و اعلم يا أبا إسحاق أنه قال ع يا بني إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجد في طاعته و عبادته بلا حجة يستعلى بها و إمام يؤتم به و يقتدى بسبيل سنته و منهاج قصده و أرجو يا بني أن تكون أحد من أعده الله لنشر الحق و وطء الباطل «3» و إعلاء الدين و إطفاء الضلال فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض و تتبع أقاصيها فإن لكل ولي لأولياء الله عز و جل عدوا مقارعا و ضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل النفاق و خلاعة أولي الإلحاد و العناد فلا يوحشنك ذلك و اعلم أن قلوب أهل الطاعة و الإخلاص نزع إليك «4» مثل الطير إلى أوكارها و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة و الاستكانة «5» و هم عند الله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلفة محتاجة «6» و هم أهل القناعة و الاعتصام استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد خصهم الله باحتمال الضيم في الدنيا «7» ليشملهم باتساع العز
__________________________________________________
(1). أنبط الحفار: بلغ الماء. و نبج الماء: نبع. و المراد أظهر و أمشى.
(2). في بعض النسخ «أشعب» أي افرق و أجزأ.
(3). في بعض النسخ «وطى الباطل».
(4). نزع- كركع- أى مشتاقون إليك. و قد يقرأ «ترع» بالتحريك و الترع- محركة-: الاسراع الى الشي‏ء و الامتلاء. فى القاموس: ترع- كفرح- فهو ترع. و فلان اقتحم الأمور مرحا و نشاطا فهو تريع و لعل المختار أنسب كما في البحار. لكن في بعض النسخ المصححة «ان قلوب أهل الطاعة و الإخلاص تترع أشد ترعا إليك من الطير .. الخ».
(5). أي يدخلون في أمور هي مظان المذلة. أو يطلعون و يخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها.
(6). في بعض النسخ «بررة أغراء» باعجام العين و اهمال الراء جمع الاغر من غر الاماجد و غر المحجلين. و في بعض النسخ «بأنفس مخبلة محتاجة» و الخبل: فساد العقل و المختار هو الصواب.
(7). الضيم. الظلم.
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 449
في دار القرار و جبلهم «1» على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى و كرامة حسن العقبى فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد أمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد غبه إن شاء الله «2» و كأنك يا بني بتأييد نصر الله و قد آن و تيسير الفلج و علو الكعب و قد حان «3» و كأنك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك «4» ما بين الحطيم و زمزم و كأنك بترادف البيعة و تصافي الولاء «5» يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود و تصافق الأكف على جنبات الحجر الأسود «6» تلوذ بفنائك من ملإ برأهم الله من طهارة الولادة و نفاسة التربة مقدسة قلوبهم من دنس النفاق مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق لينة
__________________________________________________
(1). أي خلقهم و فطرهم.
(2). أي اصبر على المكاره و البلايا و ما يرد عليك منها حتى تفوز بدرك ما صنع الله اليك و معروفه لديك في ارجاع المكاره و صرفها عنك. و استشعر العز في ما ينوبك اي أضمر العز و النصرة و الغلبة في قلبك لاجل الغيبة من خوفك عن الناس، و اصبر و انتظر الفرج فيما أصابك من هذه النوائب. أو اعلم و أيقن بأن ما ينوبك من البلايا و المحن هو سبب لعزك و قربك و سعادتك. و الغب: المآل و العاقبة. و في بعض النسخ «بما تحمد عليه».
(3). علو الكعب كناية عن الغلبة و العز و الشرف.
(4). اثناء الشي‏ء: قواه و طاقاته، و المراد بالاعطاف جوانبها. و الخفق: الاضطراب و خفقت الراية تحرك و اضطرب.
(5). في الكنز «تصافى»: با همديگر دوستى پاك و خالص داشتن». يعنى الود الخالص.
و في بعض النسخ «تصادف».
(6). أي العقود المثنية المعقودة التي لا يتطرق إليها التبدد. أوفى موضع ثنيها فانها في تلك المواضع أجمع و أكثف. و التصافق. ضرب اليد على اليد عند البيعة من صفقت له بالبيع أي ضربت بيدى على يده. و الجنبات: الاطراف.
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 450
عرائكهم للدين «1» خشنة ضرائبهم عن العدوان واضحة بالقبول أوجههم نضرة بالفضل عيدانهم «2» يدينون بدين الحق و أهله فإذا اشتدت أركانهم و تقومت أعمادهم فدت بمكانفتهم «3» طبقات الأمم إلى إمام إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة تشعبت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية «4» فعندها يتلألأ صبح الحق و ينجلي ظلام الباطل و يقصم الله بك الطغيان و يعيد معالم الإيمان يظهر بك استقامة الآفاق و سلام الرفاق يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا و نواشط الوحش لو تجد نحوك مجازا تهتز بك «5» أطراف الدنيا بهجة و تنشر عليك أغصان العز نضرة و تستقر بواني الحق في قرارها و تئوب شوارد الدين «6» إلى أوكارها تتهاطل عليك سحائب الظفر فتخنق كل عدو و تنصر كل ولي فلا يبقى على وجه الأرض جبار قاسط و لا جاحد غامط و لا شانئ مبغض و لا معاند كاشح «7» و من يتوكل على الله فهو

__________________________________________________
(1). العرائك جمع عريكة و هي الطبيعة. و كذا الضرائب جمع ضريبة و هي الطبيعة أيضا و السيف و حده.

(2). العيدان- بالفتح- الطوال من النخل.

(3). فد يفد- كفر يفر-: عدا و ركض. و المكانفة: المعاونة. و الاعماد: جمع عمود من غير قياس.

(4). «اذ تبعتك» أي بايعك و تابعك هؤلاء المؤمنون. و الدوحة: الشجرة العظيمة و الافنان: الاغصان. و في بعض النسخ «بسقت أفنان غصونها» و سبق النخل بسوقا: طال. و الحافات: الجوانب.

(5). الناشط: الثور الوحشى يخرج من أرض الى أرض. و تهتز: أى تتحرك.

(6). بوانى الحق: أساسها. و في بعض النسخ «بوانى العز» أي الخصال التي تبنى العز و تؤسسها. و آب يئوب أوبا فهو آب أي راجع. و شرد البعير أي نفر فهو شارد و الوكر: عش الطائر، جمعها أوكار. و تهاطل السحاب أي تتابع بالمطر.

(7). الغامط: الحاقر للحق، و غمط العافية لم يشكرها، و غمط أهله بطر بالنعمة.
و الشانئ، العائب. و الكاشح: الذي يضمر لك العداوة.

كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 451
حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا ثم قال يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلا عن أهل التصديق و الأخوة الصادقة في الدين إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكن فلا تبطئ بإخوانك عنا و باهر المسارعة «1» إلى منار اليقين و ضياء مصابيح الدين تلق رشدا إن شاء الله قال إبراهيم بن مهزيار فمكثت عنده حينا أقتبس ما أؤدي إليهم «2» من موضحات الأعلام و نيرات الأحكام و أروي نبات الصدور من نضارة ما ادخره الله في طبائعه من لطائف الحكم و طرائف فواضل القسم حتى خفت إضاعة مخلفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته بالقفول و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته و التجرع للظعن عن محاله «3» فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون لي ذخرا عند الله و لعقبي و قرابتي إن شاء الله فلما أزف ارتحالي «4» و تهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا و مجددا للعهد و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم و سألته أن يتفضل بالأمر بقبوله مني فابتسم و قال يا أبا إسحاق استعن به على منصرفك فإن الشقة قذفة و فلوات الأرض أمامك جمة «5» و لا تحزن لإعراضنا عنه فإنا قد أحدثنا لك شكره‏
__________________________________________________
(1). في هامش بعض النسخ عن المحكم لابن سيدة «بهر عليه أي غلبه و فاق على غيره في العلم و المسارعة انتهى. و في بعض النسخ «ناهز المسارعة» و في البحار «باهل المسارعة».
ثم اعلم أن هذه الجملة يتضمن بقاء إبراهيم بن مهزيار الى يوم خروجه و لا يخفى ما فيه.
(2). يعني أؤدى الى اخوانى. و قوله «اليهم» ليس في بعض النسخ.
(3). القفول: الرجوع من السفر و الظعن: السير و الارتحال.
(4). أي دنا رجعتى. و الاعتزام: العزم، أو لزوم القصد في المشى. و قد يقرأ «الاغترام» بالغين المعجمة و الراء المهملة من الغرامة كانه يغرم نفسه بسوء صنيعه في مفارقة مولاه.
(5). الشقة- بالضم و الكسر-: البعد و الناحية يقصدها المسافر، و السفر البعيد و المشقة. (القاموس). و فلاة قذف- محركة: و بضمتين و كصبور- أى بعيدة. و الجمة- بفتح الجيم و ضمها-: معظم الشي‏ء أو الكثير منه.
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 452
و نشره و ربضناه عندنا بالتذكرة و قبول المنة فبارك الله فيما خولك و أدام لك «1» ما نولك و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و أكرم آثار الطائعين فإن الفضل له و منه و أسأل الله أن يردك إلى أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الأوبة و أكناف الغبطة بلين المنصرف و لا أوعث الله لك سبيلا «2» و لا حير لك دليلا و استودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنه و لطفه إن شاء الله يا أبا إسحاق قنعنا بعوائد إحسانه و فوائد امتنانه و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء لنا عن الإخلاص في النية و إمحاض النصيحة و المحافظة على ما هو أنقى و أتقى و أرفع ذكرا «3» قال فأقفلت عنه «4» حامدا لله عز و جل على ما هداني و أرشدني عالما بأن الله لم يكن ليعطل أرضه و لا يخليها من حجة واضحة و إمام قائم و ألقيت «5» هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين و تعريفا لهم ما من الله عز و جل به من إنشاء الذرية الطيبة و التربة الزكية و قصدت أداء الأمانة و التسليم لما استبان ليضاعف الله عز و جل الملة الهادية و الطريقة المستقيمة المرضي «6» ة قوة عزم و تأييد نية و شدة أزر و اعتقاد عصمة و الله يهدي من يشاء

__________________________________________________
(1). ربضت الشاة: أقامت في مربضها. و ربضه بالمكان تربيضا ثبته فيه. و الدواب:
آواها في المربض. و خوله الشي‏ء: أعطاه إياه متفضلا، أو ملكه اياه. و نوله تنويلا:
أعطاه نوالا، و نوله معروفه أعطاه اياه.

(2). الاوبة: الرجوع، و الاكناف اما بكسر الهمزة مصدر أكنفه أي صانه و حفظه و أعانه و أحاطه، أو بفتحها جمع الكنف- محركة- و هو الحرز و الستر و الجانب و الظل و الناحية. و وعث الطريق: تعسر سلوكه، و الوعث: الطريق العسر، و الوعثاء: المشقة.

(3). في بعض النسخ «ما هو أبقى و أتقى و أرفع ذكرا».

(4). أي رجعت عنه، و في بعض النسخ «فأقلعت عنه» أي تركته.

(5). في بعض النسخ «و ألفت».

(6). في بعض النسخ «و الطبقة المرضية». مكان «و الطريقة- الخ».

كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 453
إلى صراط مستقيم.







كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 465
22- حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه قال حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال سمعت أبي يقول سمعت جدي علي بن إبراهيم بن مهزيار «2» يقول كنت نائما في مرقدي-
__________________________________________________
(1). اعلم أن ما تضمنه الخبر من وفاة أحمد بن إسحاق القمي في حياة أبى محمد العسكري (ع) مخالف لما أجمعت عليه الرجاليون من بقائه بعده عليه السلام قال الشيخ في كتاب الغيبة: «و قد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات يرد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل- ثم ساق الكلام الى أن قال:- و منهم أحمد بن إسحاق و جماعة يخرج التوقيع في مدحهم، روى أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد، عن محمد بن عيسى عن أبي محمد الرازي قال: كنت و أحمد بن أبي عبد الله بالعسكر، فورد علينا رسول من قبل الرجل فقال: أحمد بن إسحاق الأشعري و إبراهيم بن محمد الهمداني و أحمد بن حمزة ابن اليسع ثقات جميعا».
و في ربيع الشيعة لابن طاوس: «انه من السفراء و الأبواب المعروفين الذين لا يختلف الشيعة القائلون بامامة الحسن بن علي عليهما السلام فيهم. راجع منهج المقال ص 32.
(2). في بعض النسخ «محمد بن على قال سمعت أبى يقول: سمعت جدى علي بن مهزيار» و هو كما ترى مضطرب لان علي بن إبراهيم أبوه دون جده و في نسخة مصححة «محمد بن الحسن بن على بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبى يقول: سمعت جدى علي بن مهزيار» و جعل «إبراهيم نسخة بدل لمهزيار. و لكن فيما يأتي بعد كلها «على بن مهزيار» و في البحار «سمعت جدى علي بن مهزيار» و كذا في ما يأتي في كل المواضع «على بن مهزيار».-
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 466
إذ رأيت في ما يرى النائم قائلا يقول لي حج فإنك تلقى صاحب زمانك- قال علي بن إبراهيم فانتبهت و أنا فرح مسرور «1» فما زلت في الصلاة حتى انفجر عمود الصبح و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاج فوجدت فرقة تريد الخروج فبادرت مع أول من خرج فما زلت كذلك حتى خرجوا و خرجت بخروجهم أريد
__________________________________________________
- ثم اعلم أن علي بن إبراهيم بن مهزيار لم يكن مذكورا في كتب الرجال بل المذكور «أبو الحسن علي بن مهزيار» و ابنه «محمد بن على» و «أبو إسحاق إبراهيم بن مهزيار» و ابنه «محمد بن إبراهيم» و كان علي بن مهزيار يروى عنه أخوه إبراهيم» و كان من أصحاب الرضا (ع)، ثم اختص بابى جعفر الثاني و كذلك بابى الحسن الثالث عليهما السلام و توكل لهم. و كان أبو إسحاق إبراهيم بن مهزيار من أصحاب أبى جعفر و أبى الحسن عليهما السلام و في ربيع الشيعة انه من وكلاء القائم و كذا ابنه محمد بن إبراهيم و ليس غير هؤلاء من أسماء ابناء مهزيار مذكورين في الرجال، هذا.
ثم اعلم أيضا أن ملاقاة علي بن مهزيار للقائم (ع) بعيد جدا لتقدم زمانه ففى الكافي ج 4 ص 310 عن محمد بن يحيى عمن حدثه، عن إبراهيم بن مهزيار قال: «كتبت الى أبى محمد (ع) أن مولاك علي بن مهزيار أوصى أن يحج عنه من ضيعة صير ربعها لك في كل سنة حجة الى عشرين دينارا و انه قد انقطع طريق البصرة فتضاعف المئونة على الناس فليس يكتفون بعشرين دينارا، و كذلك أوصى عدة مواليك في حججهم، فكتب يجعل ثلاث حجج حجتين ان شاء الله» و هذا الخبر و أمثاله ظاهرة في موت علي بن مهزيار في أيام العسكري و عدم ادراكه عصر الغيبة.
و اما ملاقاة أخيه «إبراهيم بن مهزيار» مع خصوصيات ذكره من سفره و بحثه عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام مع انه من وكلائه فمستبعد أيضا بحسب بعض الرويات روى الكشي بإسناده عن محمد بن إبراهيم بن مهزيار «أن أباه إبراهيم لما حضره الموت دفع إليه مالا و أعطاه علامة و قال من اتاك بها فادفع إليه و لم يعلم بالعلامة الا الله تعالى، ثم جاءه شيخ فقال: أنا العمرى هات المال و هو كذا و كذا و معه العلامة فدفع إليه المال» و هو ظاهر في كونه من سفراء الصاحب (ع). و روى نحوه الكليني في الكافي ج 1 ص 518 و الشيخ في غيبته أيضا.
(1). في بعض النسخ «فانتبهت فرحا مسرورا».
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 467
الكوفة فلما وافيتها نزلت عن راحلتي و سلمت متاعي إلى ثقات إخواني و خرجت أسأل عن آل أبي محمد ع فما زلت كذلك فلم أجد أثرا و لا سمعت خبرا و خرجت في أول من خرج أريد المدينة فلما دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلمت رحلي إلى ثقات إخواني و خرجت أسأل عن الخبر و أقفو الأثر فلا خبرا سمعت و لا أثرا وجدت فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة و خرجت مع من خرج حتى وافيت مكة و نزلت فاستوثقت من رحلي و خرجت أسأل عن آل أبي محمد ع فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا فما زلت بين الإياس و الرجاء متفكرا في أمري و عائبا على نفسي و قد جن الليل فقلت أرقب إلى أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها و أسأل الله عز و جل أن يعرفني أملي فيها فبينما أنا كذلك و قد خلا لي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف فإذا أنا بفتى مليح الوجه طيب الرائحة متزر ببردة متشح بأخرى و قد عطف بردائه على عاتقه «1» فرعته فالتفت إلي فقال ممن الرجل فقلت من الأهواز فقال أ تعرف بها ابن الخصيب فقلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله لقد كان بالنهار صائما و بالليل قائما و للقرآن تاليا و لنا مواليا فقال أ تعرف بها علي بن إبراهيم بن مهزيار فقلت أنا علي فقال أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن أ تعرف الصريحين «2» [الضريحين‏] قلت نعم قال و من هما قلت محمد و موسى ثم قال ما فعلت العلامة التي بينك و بين أبي محمد ع فقلت معي فقال أخرجها إلي فأخرجتها إليه خاتما حسنا على فصه محمد و علي فلما رأى ذلك بكى مليا و رن شجيا فأقبل يبكي بكاء طويلا و هو يقول رحمك الله يا أبا محمد فلقد كنت إماما عادلا ابن أئمة و أبا إمام أسكنك الله الفردوس الأعلى مع آبائك ع ثم قال يا أبا الحسن صر إلى رحلك و كن على أهبة من كفايتك «3» حتى إذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان فالحق بنا فإنك ترى مناك إن شاء الله قال ابن مهزيار
__________________________________________________
(1). أي خفته و في بعض النسخ «فحركته».
(2). تقدم الكلام فيه ص 446.
(3). في بعض النسخ «اهبة السفر من لقائنا».
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 468
فصرت إلى رحلي أطيل التفكر حتى إذا هجم الوقت «1» فقمت إلى رحلي و أصلحته و قدمت راحلتي و حملتها و صرت في متنها حتى لحقت الشعب فإذا أنا بالفتى هناك يقول أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن طوبى لك فقد أذن لك فسار و سرت بسيره حتى جاز بي عرفات و منى و صرت في أسفل ذروة جبل الطائف فقال لي يا أبا الحسن انزل و خذ في أهبة الصلاة فنزل و نزلت حتى فرغ و فرغت ثم قال لي خذ في صلاة الفجر و أوجز فأوجزت فيها و سلم و عفر وجهه في التراب ثم ركب و أمرني بالركوب فركبت ثم سار و سرت بسيره حتى علا الذروة فقال المح هل ترى شيئا فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلإ فقلت يا سيدي أرى بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلإ فقال لي هل ترى في أعلاها شيئا فلمحت فإذا أنا بكثيب من رمل فوق [فوقه‏] بيت من شعر يتوقد نورا فقال لي هل رأيت شيئا فقلت أرى كذا و كذا فقال لي يا ابن مهزيار طب نفسا و قر عينا فإن هناك أمل كل مؤمل ثم قال لي انطلق بنا فسار و سرت حتى صار في أسفل الذروة ثم قال انزل فهاهنا يذل لك كل صعب فنزل و نزلت حتى قال لي يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة فقلت على من أخلفها و ليس هاهنا أحد فقال إن هذا حرم لا يدخله إلا ولي و لا يخرج منه إلا ولي فخليت عن الراحلة فسار و سرت فلما دنا من الخباء سبقني و قال لي قف هناك إلى أن يؤذن لك فما كان إلا هنيئة فخرج إلي و هو يقول طوبى لك قد أعطيت سؤلك قال فدخلت عليه صلوات الله عليه و هو جالس على نمط عليه نطع أديم «2» أحمر متكئ على مسورة أديم فسلمت عليه و رد علي السلام و لمحته فرأيت وجهه مثل فلقة قمر لا بالخرق و لا بالبزق [بالنزق‏] و لا بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللاصق ممدود القامة صلت الجبين أزج الحاجبين «3» أدعج العينين أقنى الأنف «4» سهل الخدين على خده الأيمن‏
__________________________________________________
(1). في بعض النسخ «انهجم الليل».
(2). النمط: ضرب من البسط و يمكن أن يكون معرب نمد. و المسورة: متكأ من أدم.
(3). الدعج: سواد العين، و قيل: شدة سواد العين في شدة بياضها. و الازج: الادق.
(4). أي ذو احديداب. و «سهل الخدين» أي غير مرتفع الخدين لقلة لحمهما.
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 469
خال فلما أن بصرت به حار عقلي في نعته و صفته فقال لي يا ابن مهزيار كيف خلفت إخوانك في العراق قلت في ضنك عيش و هناة قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان «1» فقال قاتلهم الله أنى يؤفكون كأني بالقوم قد قتلوا في ديارهم و أخذهم أمر ربهم ليلا و نهارا فقلت متى يكون ذلك يا ابن رسول الله قال إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم و الله و رسوله منهم براء و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا و يخرج السروسي «2» من أرمينية و آذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر لزيق جبل طالقان فيكون بينه و بين المروزي وقعة صيلمانية «3» يشيب فيها الصغير و يهرم منها الكبير و يظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه إلى الزوراء «4» فلا يلبث بها حتى يوافي باهات «5» ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها ثم يخرج إلى كوفان فيكون بينهم وقعة من النجف إلى الحيرة إلى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول فعندها يكون بوار الفئتين و على الله حصاد الباقين ثم تلا قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس «6» فقلت سيدي يا ابن رسول الله ما الأمر قال نحن‏
__________________________________________________
(1). الهناة: الشر و الفساد. و الشيصبان: اسم شيطان، و قبيلة من الجن، و الذكر من النحل.
(2). نسبة الى سروس- بالمهملتين أوله و آخره و ربما قيل بالمعجمة في آخره: مدينة نفيسة في جبل نفوسه بافريقية و أهلها خوارج اباضية. ليس بها جامع و لا منبر و لا في قرية من قراها و هي نحو من ثلاثمائة قرية لم يتفقوا على رجل يقدمونه للصلاة (المراصد) و في بعض النسخ «الشروسى» و لم أجده. و الارمنية بالكسر- كورة بالروم. (ق).
(3). الصيلم: الامر الشديد و وقعة صيلمة أي مستأصلة. و في نسخة «صلبانية».
(4). الزوراء: دجلة بغداد و موضع بالمدينة قرب المسجد. كما في القاموس و في المراصد: دجلة بغداد، و أرض كانت لاحيحة بن الحلاج.
(5). في البحار «ماهان» و قال: أى الدينور و نهاوند.
(6). يونس: 24.
كمال الدين و تمام النعمة، ج‏2، ص: 470
أمر الله و جنوده قلت سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت قال اقتربت الساعة و انشق القمر «1».
__________________________________________________
(1). احتمل العلامة المجلسي- رحمه الله- اتحاد هذا الخبر مع الذي تقدم تحت رقم 18 و قال: العجب أن محمد بن أبي عبد الله عد فيما مضى محمد بن إبراهيم بن مهزيار ممن رآه (ع) (يعنى الصاحب) و لم يعد أحدا من هؤلاء ثم قال: اعلم أن اشتمال هذه الأخبار على أن له (ع) أخا مسمى بموسى غريب.






دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 539
522/ 126- و روى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي، قال: حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر (عليه السلام)، قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي، قال: خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة و أقمت بها أياما، أسأل و أستبحث عن صاحب الزمان (عليه السلام)، فما عرفت له خبرا، و لا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غما شديدا و خشيت أن يفوتني ما أملته من طلب‏
__________________________________________________
(1) في «ع، م»: أفضنا و صرنا إلى مزدلفة و بتنا بها.
(2) مدينة المعاجز: 606/ 66، تبصرة الولي: 140/ 45.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 540
صاحب الزمان (عليه السلام)، فخرجت حتى أتيت مكة، فقضيت حجتي و اعتمرت بها أسبوعا، كل ذلك أطلب، فبينا «1» أنا أفكر إذ انكشف لي باب الكعبة، فإذا أنا بإنسان كأنه غصن بان، متزر ببردة، متشح بأخرى، قد كشف عطف بردته على عاتقه، فارتاح قلبي و بادرت لقصده، فانثنى إلي، و قال: من أين الرجل؟
قلت: من العراق.
قال: من أي العراق؟
قلت: من الأهواز.
فقال: أ تعرف الخصيبي «2».
قلت: نعم.
قال: رحمه الله، فما كان أطول ليله، و أكثر نيله، و أغزر دمعته!
قال: فابن المهزيار.
قلت: أنا هو.
قال: حياك الله بالسلام أبا الحسن. ثم صافحني و عانقني، و قال: يا أبا الحسن، ما فعلت العلامة التي بينك و بين الماضي أبي محمد نضر الله وجهه؟
قلت: معي. و أدخلت يدي إلى جيبي «3» و أخرجت خاتما عليه «محمد و علي» فلما قرأه استعبر حتى بل طمره «4» الذي كان على يده، و قال: يرحمك الله أبا محمد، فإنك زين الأمة، شرفك الله بالإمامة، و توجك بتاج العلم و المعرفة، فإنا إليكم صائرون. ثم صافحني و عانقني، ثم قال: ما الذي تريد يا أبا الحسن؟
قلت: الإمام المحجوب عن العالم.
__________________________________________________
(1) في «ط»: فبينما.
(2) في «ط»: الحضيني.
(3) في «ط»: جنبي.
(4) الطمر: الكساء البالي.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 541
قال: ما هو محجوب عنكم و لكن حجبه «1» سوء أعمالكم، قم «2» إلى رحلك، و كن على أهبة من لقائه، إذا انحطت الجوزاء، و أزهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن و الصفا.
فطابت نفسي و تيقنت أن الله فضلني، فما زلت أرقب الوقت حتى حان، و خرجت إلى مطيتي، و استويت على رحلي، و استويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي إلي: يا أبا الحسن. فخرجت فلحقت به، فحياني بالسلام، و قال: سر بنا يا أخ.
فما زال يهبط واديا و يرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال: يا أبا الحسن انزل بنا نصلي باقي صلاة الليل. فنزلت فصلى بنا الفجر ركعتين، قلت: فالركعتين الأوليين؟ قال: هما من صلاة الليل، و أوتر فيهما، و القنوت في كل صلاة جائز.
و قال: سر بنا يا أخ. فلم يزل يهبط بي واديا و يرقى بي ذروة جبل حتى أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور، فأمد عيني فإذا ببيت من الشعر يتوقد نورا، قال: المح هل ترى شيئا؟
قلت: أرى بيتا من الشعر.
فقال: الأمل. و انحط في الوادي و اتبعت الأثر حتى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته و خلاها، و نزلت عن مطيتي، و قال لي: دعها.
قلت: فإن تاهت؟
قال: هذا واد لا يدخله إلا مؤمن و لا يخرج منه إلا مؤمن. ثم سبقني و دخل الخباء و خرج إلي مسرعا، و قال: أبشر، فقد أذن لك بالدخول. فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلمت عليه بالإمامة، فقال لي: يا أبا الحسن، قد كنا نتوقعك ليلا و نهارا، فما الذي أبطأ بك علينا؟
قلت: يا سيدي، لم أجد من يدلني إلى الآن.
__________________________________________________
(1) في «ط»: جنه، و كلاهما بمعنى.
(2) في «م، ط» زيادة: سر.
دلائل الإمامة (ط - الحديثة)، ص: 542
قال لي: لم «1» نجد أحدا يدلك؟ ثم نكث بإصبعه في الأرض، ثم قال: لا و لكنكم كثرتم الأموال، و تجبرتم على ضعفاء المؤمنين، و قطعتم الرحم الذي بينكم، فأي عذر لكم الآن؟
فقلت: التوبة التوبة، الإقالة الإقالة.
ثم قال: يا ابن المهزيار، لو لا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة الذين تشبه أقوالهم أفعالهم.
ثم قال: يا ابن المهزيار- و مد يده- أ لا أنبئك الخبر أنه إذا قعد الصبي، و تحرك المغربي، و سار العماني، و بويع السفياني يأذن لولي الله، فأخرج بين الصفا و المروة في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا سواء، فأجي‏ء إلى الكوفة و أهدم مسجدها و أبنيه على بنائه الأول، و أهدم ما حوله من بناء الجبابرة، و أحج بالناس حجة الإسلام، و أجي‏ء إلى يثرب فأهدم الحجرة، و أخرج من بها و هما طريان، فآمر بهما تجاه البقيع، و آمر بخشبتين يصلبان عليهما، فتورق من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الأولى، فينادي مناد من السماء: «يا سماء أبيدي، و يا أرض خذي» فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان.
قلت: يا سيدي، ما يكون بعد ذلك.
قال: الكرة الكرة، الرجعة الرجعة، ثم تلا هذه الآية: ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا «2».







الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 262
و أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري عن أبي علي‏
__________________________________________________
(1) من نسخة «ف».
(2) في نسخة «ف» فقالوا.
(3) ليس في نسخ «أ، ف، م».
(4) في نسخ «أ، ف، م» في ليلتي.
(5) في الأصل يا أبا أحمد.
(6) ليس في البحار.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 263
محمد بن همام عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي عن محمد بن جعفر بن عبد الله عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري و ساق الحديث بطوله. «1»
و أخبرنا جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن علي بن الحسين عن رجل ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال دخلت على علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي «2» فسألته عن آل أبي محمد ع فقال «3» يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم حججت عشرين حجة كلا أطلب به عيان الإمام فلم أجد إلى ذلك سبيلا فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي [لك‏] في الحج فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي و نهاري فلما كان «4» وقت الموسم أصلحت أمري و خرجت متوجها نحو المدينة فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد ع فلم أجد له أثرا و لا سمعت له خبرا فأقمت مفكرا في أمري حتى خرجت من المدينة أريد مكة فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما و خرجت منها متوجها نحو الغدير و هو
__________________________________________________
(1) عنه البحار: 52/ 6 ح 5 و عن كمال الدين: 470 ح 24 بأسانيد مختلفة باختلاف و دلائل الإمامة: 298 بإسناده عن التلعكبري.
و أخرجه في ج 94/ 187 ح 2 عن الكمال و عن العتيق الغروي نحوه، و في تبصرة الولي ح 50 عن ابن بابويه.
و في ج 95/ 157 ح 7 ذكر دعاء «اللهم إني أسألك»، و من قوله «إليك رفعت» إلى قوله عليه السلام «جميعا» في البحار: 86/ 27 ح 21 عن كتابنا هذا و عن الكمال و مصباح المتهجد:
51 و البلد الأمين: 12 و جنة الأمان: 24.
و في مستدرك الوسائل: 5/ 70 ح 3 عن كتابنا هذا و الكمال و دلائل الإمامة كما في البحار: 86.
و رواه في نزهة الناظر: 147 بإسناده عن التلعكبري.
و في فلاح السائل: 179 بإسناده إلى أبي جعفر الطوسي.
(2) في نسخ «أ، ف، م» بالأهواز.
(3) في البحار: قال.
(4) في نسختي «ف، ح» كان (حان خ ل) و في نسختي «أ، م» حان.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 264
على أربعة أميال من الجحفة فلما أن دخلت المسجد صليت و عفرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت إلى الله لهم و خرجت أريد عسفان فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت و اعتكفت «1» فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه طيب الرائحة يتبختر في مشيته «2» طائف حول البيت فحس قلبي به فقمت نحوه فحككته فقال لي من أين الرجل فقلت من أهل [العراق فقال من أي‏] «3» العراق قلت من الأهواز فقال لي تعرف «4» بها الخصيب «5» فقلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله فما كان أطول ليلته و أكثر تبتله و أغزر دمعته أ فتعرف علي بن إبراهيم بن المازيار «6» فقلت أنا علي بن إبراهيم فقال حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمد الحسن بن علي ع فقلت معي قال أخرجها فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت «7» عيناه بالدموع «8» و بكى منتحبا حتى بل أطماره ثم قال أذن لك الآن يا ابن مازيار صر إلى رحلك و كن على أهبة من أمرك حتى إذا لبس الليل جلبابه و غمر الناس ظلامه سر «9» إلى شعب بني عامر فإنك ستلقاني هناك فسرت «10» إلى منزلي-
__________________________________________________
(1) في نسخة «ف» اعتكف.
(2) في نسختي «ف، م» مشيه.
(3) من نسخ «أ، ف، م» و البحار و فيه: فقال لي من أي.
(4) في نسخ «أ، ف، م» أ تعرف.
(5) في البحار [ابن‏] الخضيب.
(6) ينبئ كلامه هذا أن مهزيار أصله مازيار فتحرر.
(7) يقال: تغرغرت عينه بالدمع إذا تردد فيها الدمع.
(8) ليس في البحار.
(9) في البحار: صر.
(10) في البحار: فصرت.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 265
فلما أن أحسست «1» بالوقت أصلحت رحلي و قدمت راحلتي و عكمته «2» شديدا و حملت و صرت في متنه و أقبلت مجدا في السير حتى وردت الشعب فإذا أنا بالفتى قائم ينادي يا أبا الحسن إلي فما زلت «3» نحوه فلما قربت بدأني بالسلام و قال لي سر بنا يا أخي فما زال يحدثني و أحدثه حتى تخرقنا «4» جبال عرفات و سرنا إلى جبال منى و انفجر الفجر الأول و نحن قد توسطنا جبال الطائف فلما أن كان هناك أمرني بالنزول و قال لي انزل فصل صلاة الليل فصليت و أمرني بالوتر فأوترت و كانت فائدة منه ثم أمرني بالسجود و التعقيب ثم فرغ من صلاته و ركب و أمرني بالركوب و سار و سرت معه حتى علا ذروة الطائف فقال هل ترى شيئا قلت نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا فلما أن رأيته طابت نفسي فقال لي هناك الأمل و الرجاء ثم قال سر بنا يا أخي فسار و سرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة و سار في أسفله فقال انزل فهاهنا يذل كل صعب و يخضع كل جبار ثم قال خل عن زمام الناقة قلت فعلى من أخلفها فقال حرم القائم ع لا يدخله إلا مؤمن و لا يخرج «5» منه إلا مؤمن فخليت من «6» زمام راحلتي و سار و سرت معه إلى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول و أمرني أن أقف حتى يخرج إلي ثم قال لي ادخل هنأك السلامة فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببرده و اتزر بأخرى و قد كسر بردته على عاتقه و هو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف‏
__________________________________________________
(1) في البحار: حسست.
(2) الضمير راجع إلى الراحلة و الراحلة تؤنث و تذكر و في البحار: عكمتها.
(3) فما زلت نحوه: أي أنحو نحوه.
(4) تخرقنا: بالخاء المعجمة و الراء المشددة أي قطعنا.
(5) في الأصل: و لا يخرجه.
(6) في البحار: عن زمام.
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 266
عليها الندى و أصابها ألم الهوى و إذا هو كغصن بان أو قضيب ريحان سمح سخي تقي نقي ليس بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدين على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر فلما أن رأيته بدأته بالسلام فرد علي أحسن ما سلمت عليه و شافهني و سألني عن أهل العراق فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة و هم بين القوم أذلاء فقال لي يا ابن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلاء فقلت سيدي لقد بعد الوطن و طال المطلب فقال يا ابن المازيار أبي «1» أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم و لعنهم «2» و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب أليم و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها و من البلاد إلا عفرها «3» و الله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر فقال إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة و اجتمع الشمس و القمر «4» و استدار بهما «5» الكواكب و النجوم فقلت متى يا ابن رسول الله فقال لي في سنة كذا و كذا تخرج دابة الأرض [من‏] «6» بين الصفا و المروة و معه عصا موسى و خاتم سليمان يسوق الناس إلى المحشر قال فأقمت عنده أياما و أذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي-
__________________________________________________
(1) ليس في نسختي «ف، م».
(2) ليس في البحار.
(3) في نسخة «ف» أقفرها و في البحار: و نسختي «أ، م» قفرها.
(4) لعل المراد قرب الأمر بقيام الساعة التي يكون فيها اجتماع الشمس و القمر، و لا يبعد أن يكون الشمس و القمر و النجوم كنايات عن الرسول و أمير المؤمنين و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين.
و يمكن الحمل على ظاهره (البحار).
(5) في نسخة «ف» بها.
(6) ليس في نسخ «أ، ف، م».
الغيبة (للطوسي)/ كتاب الغيبة للحجة، النص، ص: 267
و خرجت نحو منزلي و الله لقد سرت من مكة إلى الكوفة و معي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما. «1»
__________________________________________________
(1) عنه تبصرة الولي ح 65، و في البحار: 52/ 9 ح 6 عنه و عن دلائل الإمامة: 296 بإسناده عن علي بن إبراهيم بن مهزيار نحوه مختصرا.
و أخرجه في تبصرة الولي: ح 60 عن دلائل الإمامة.
و قطعة منه في نور الثقلين: 4/ 96 ح 10 و ج 5/ 461 ح 4.
و قطعة منه أيضا في الإيقاظ من الهجعة: 355 ح 97 بسند ح 224 المتقدم.









الخرائج و الجرائح، ج‏2، ص: 785
111- و منها:
ما روي عن علي بن إبراهيم بن مهزيار «4» قال حججت عشرين حجة أطلب بها عيان «5» الإمام فلم أجد إليه سبيلا.
__________________________________________________
(1) «ظهر» م، و الغيبة.
قال المجلسي ره: لعل هذا مما فيه البداء، و أخبر عليه السلام بأمر غير حتمى معلق بشرط أو المراد بالخروج ظهور أمره لاكثر الشيعة بالسفراء، و الأظهر ما في رواية الصدوق- التي لم يروها و لم يحدد الظهور بوقت خاص-.
(2) من غيبة الطوسي.
(3) عنه البحار: 52/ 1 ح 1، و عن كمال الدين: 2/ 444 ح 18 بإسناده عن الطالقانى، عن علي بن أحمد الخديجى الكوفي، عن الأزدي مثله. و عن غيبة الطوسي: 152 بإسناده عن جماعة، عن التلعكبرى، عن أحمد بن على الرازي، عن شيخ ورد الرى على أبى الحسين محمد بن جعفر الأسدى، عن علي بن إبراهيم الفدكى، عن الاودى مثله.
و أخرجه في إعلام الورى: 450، و اثبات الهداة: 1/ 222 ح 164 عن كمال الدين.
و في اثبات الهداة: 7/ 297 ح 39 عن كمال الدين و الغيبة.
و أورده في ينابيع المودة: 464 عن علي بن أحمد الكوفي، عن الأزدي مثله، عنه إحقاق الحق: 19/ 705.
(4) راجع معجم رجال الحديث: 11/ 192 رقم 7815 و ج 1/ 303 رقم 318 فله رأى حول الحديث.
(5) يقال: لقيه أو رآه عيانا: أى مشاهدة لم يشك في رؤيته اياه.
الخرائج و الجرائح، ج‏2، ص: 786
إذ رأيت ليلة في النوم «1» قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لك.
فخرجت حاجا نحو المدينة ثم إلى مكة و حججت.
فبينا أنا ليلة في الطواف إذ أنا بفتى حسن الوجه طيب الرائحة طائف «2» فحس قلبي به فابتدأني فقال لي من أين قلت من الأهواز.
قال أ تعرف الخصيبي «3».
قلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله فما أطول ليله.
أ فتعرف علي بن إبراهيم قلت أنا علي «4».
قال أذن لك صر إلى رحلك و صر إلى شعب بني عامر تلقاني هناك.
فأقبلت مجدا حتى وردت «5» الشعب فإذا هو ينتظرني و سرنا حتى تخرقنا «6» جبال عرفات و سرنا إلى جبال منى و انفجر الفجر الأول و قد توسطنا جبال الطائف فقال انزل فنزلنا و صلينا صلاة الليل ثم الفرض «7» ثم سرنا حتى علا ذروة الطائف فقال هل ترى شيئا.
قلت أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا.
فقال هنالك الأمل و الرجاء ثم صرنا إلى أسفله فقال انزل فهاهنا يذل كل صعب خل عن «8» زمام الناقة فهذا حرم القائم لا يدخله إلا مؤمن يدل «9».
__________________________________________________
(1) «نومى» خ ل.
(2) أي طائف حول البيت.
(3) «الحضينى» م. راجع معجم رجال الحديث: 12/ 184. و المزار للمفيد: 164.
(4) «هو» ه، ط. أقول: بعد هذا المقطع كلام آخر يتضمن ما كان من علاقة بين الامام العسكري عليه السلام و بين علي بن إبراهيم. تجد تفصيله في روايتى الطبري و الطوسي، فراجع.
(5) «وصلت» ه، ط.
(6) تخرقنا- بالخاء المعجمة و الراء المشددة-: قطعنا.
(7) «الفجر» ط.
(8) «خذ» م.
(9) «موحد» ط. يقال: هو يدل به: يثق به.
الخرائج و الجرائح، ج‏2، ص: 787
و دخلت عليه فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة و تأزر «1» بأخرى و قد كسر بردته على عاتقه و إذا هو كغصن بان «2» ليس بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللازق بل مربوع مدور الهامة صلت الجبين «3» أزج الحاجبين «4» أقنى الأنف «5» سهل الخدين «6» على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة «7» عنبر.
فلما أن رأيته بدرته بالسلام فرد علي أحسن ما سلمت عليه و سألني عن المؤمنين «8».
قلت قد ألبسوا جلباب الذلة و هم بين القوم أذلاء.
قال لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلاء قلت لقد بعد الموطن «9».
قال إن أبي عهد إلي ألا أجاور قوما غضب الله عليهم و أمرني ألا أسكن من الجبال إلا وعرها و لا من البلاد إلا قفرها «10» و الله مولاكم أظهر «11» التقية فأنا في‏
__________________________________________________
(1) اتشح بثوبه: لبسه أو أدخله تحت ابطه فألقاه على منكبه.
و تأزر: لبس الازار. و الازار: كل ما سترك، و الملحفة.
(2) البان: شجر معتدل القوام لين.
(3) قال ابن الأثير في النهاية: 3/ 45: فى صفته (ص): «كان صلت الجبين» أي واسعه.
و قيل: الصلت: الاملس. و قيل: البارز.
(4) و قال أيضا في ج 2/ 296: فى صفته صلى الله عليه و آله: «أزج الحواجب» الزج:
تقوس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداد.
(5) و قال أيضا في ج 4/ 116: فى صفته صلى الله عليه و آله: «كان أقنى العرنين» القنا في الانف: طوله ورقة أرنبته مع حدب في وسطه.
(6) و قال أيضا في ج 2/ 428: و في صفته عليه الصلاة و السلام: «أنه سهل الخدين صلتهما» أى سائل الخدين، غير مرتفع الوجنتين.
(7) و قال أيضا في ج 2/ 229: فى صفة الكوثر: «طينه المسك، و رضراضه التوم».
الرضراض: الحصى الصغار. و التوم: الدر. و في خ ل «رضاضة».
(8) في رواية الطوسي: عن أهل العراق.
(9) «الوطن» ط.
(10) أقفر المكان: خلا من الناس و الماء و الكلا.
(11) أظهر الشي‏ء: بينه- بالياء المثناة المشددة-.
الخرائج و الجرائح، ج‏2، ص: 788
التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج.
قلت متى يكون هذا الأمر قال إذا حيل بينكم و بين الكعبة.
فأقمت أياما ثم «1» أذن لي بالخروج فخرجت نحو منزلي و معي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا «2».
__________________________________________________
(1) «حتى» ط.
(2) عنه مدينة المعاجز: 622 ملحق ح 120.
و رواه الطبري في دلائل الإمامة: 296 بإسناده عن محمد بن سهل الجلودى، عن أبي الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائى في مسجد أبى إبراهيم موسى بن جعفر، عن محمد بن الحسن الحارثى، عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازى نحوه، عنه مدينة المعاجز:
606 ح 67.
و الصدوق في كمال الدين: 2/ 465 ح 23 بإسناده عن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، قال: وجدت في كتاب أبى (رض)، عن محمد بن أحمد الطوال، عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري، عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي بن إبراهيم بن مهزيار، عن أبيه، عن جده علي بن إبراهيم بن مهزيار نحوه، عنه البحار: 52/ 42 ح 32.
و الطوسي في الغيبة: 159 بإسناده عن جماعة، عن التلعكبرى، عن أحمد بن على الرازي عن علي بن الحسين، عن رجل، عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعانى، عن علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازى، مثله.
و أخرجه في البحار المذكور ص 9 ح 6 عن الغيبة و الدلائل.
(3) «جماعة» ه، ط.





الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1099
فصل‏
22- و بالإسناد عن ابن بابويه حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن إبراهيم بن مهزيار قال قدمت المدينة مدينة الرسول ص فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير ع فلم أقع على شي‏ء منها.
فدخلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك فبينا أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون رائع «1» الحسن جميل المخيلة «2» يطيل التوسم «3» في فعدلت إليه مؤملا عرفان ما قصدت له فلما قربت منه سلمت فأحسن الإجابة.
فقال من أي البلاد فقلت «4» من أهل العراق فقال من أي العراق قلت من الأهواز قال مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الخصيبي قلت دعي فأجاب قال رحمه الله هل «5» تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت أنا إبراهيم «6»

__________________________________________________
- و الثالث: عن علان، عن جماعة، عن محمد بن محمد الأشعري، عن غانم مثله مع زيادة في آخره، عنه اثبات الهداة: 1/ 299 ح 10، و ج 7/ 270- 271 ح 2، و مدينة المعاجز:
598 ح 23، و عن الكافي: 1/ 515 ح 3 بإسناده عن علي بن محمد، و عن غير واحد من أصحابه القميين، عن محمد بن محمد العامرى، عن أبي سعيد غانم الهندى بلفظ آخر.
و أخرجه في البحار: 52/ 27 ح 22 عن كمال الدين.
و أورده في ينابيع المودة: 463 مرسلا مثله عن غانم الهندى، عنه إحقاق الحق: 19/ 703.
(1) «زاهى» ق، د.
(2) قال المجلسي (ره): قال الفيروزآبادي: [فى القاموس المحيط: 3/ 372]: الرجل الحسن المخيلة بما يتخيل فيه. انتهى.
(3) التوسم: التفرس.
(4) زاد في ط «رجل».
(5) «فهل» ق، د.
(6) «ذلك» ه.
الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1100
فعانقني مليا ثم قال لي مرحبا يا أبا إسحاق ما فعلت بالعلامة «1» التي وشجت «2» بينك و بين أبي محمد ع. «3» فقلت لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي ع فقال ما أردت سواه.
فأخرجته إليه فلما نظر إليه استعبر و قبله ثم قرأ كتابته فكانت يا الله يا محمد يا علي ثم قال بأبي بنان «4» طالما جلت «5» فيها.
فقلت له ما توخيت «6» بعد الحج فقال لي إني لرسوله إليك فارتحل إلى الطائف و ليكن ذلك في خفية من رجالك فشخصت معه إلى الطائف أتخلل «7» رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر تتلألأ تلك البقاع «8» منها فلما مثل لي مولاي أكببت عليه ألثم كل جارحة منه فمكثت عنده‏
__________________________________________________
(1) «العلامة» م، د.
(2) قال المجلسي (ره): و شجت: من باب التفعيل على بناء المعلوم أو المجهول، أو المعلوم من المجرد، أي صارت وسيلة للارتباط بينك و بينه عليه السلام:
قال الفيروزآبادي: [فى القاموس المحيط: 1/ 211] الوشيج: اشتباك القرابة، و الواشجة: الرحم المشتبكة، و قد وشجت بك قرابته تشج، و وشجها الله تعالى توشيجا، و وشج محمله: شبكه بقد و نحوه لئلا يسقط منه شي‏ء. و في ه، ط «رسخت».
(3) «أبى محمد الحسن بن علي عليهما السلام» ه، ط.
(4) البنان: الأصابع أو أطرافها (القاموس المحيط). و في رواية الصدوق «يدا».
(5) «جلت» مخاطب من جول «جال في الشي‏ء» اذا ادير فيها.
القائل يصف خاتم أبى محمد عليه السلام بانك كنت طويلا ما تجول و تدور في بنانه عليه السلام.
(6) توخى الامر: تعمده و تطلبه دون سواه. اقول: يريد أنه أخبره بما يبغيه، و أنه يبحث عن أخبار آل أبي محمد عليه السلام كما تقدم في أول الحديث.
(7) «فمررنا على» د، ق.
(8) «يتلالا نور الشعاع» د، ق.
الخرائج و الجرائح، ج‏3، ص: 1101
حينا ثم انصرفت «1».
. و هذا مثل حكاية أخيه‏
علي بن مهزيار فإنه قال حججت عشرين حجة لذلك فلما كان بعد هذا كله أتاني آت في منامي قال قد أذن الله لك في مشاهدته ع‏
تمام الخبر قد مضى «2»
__________________________________________________
(1) رواه الصدوق في كمال الدين: 2/ 445 ح 19 بهذا الاسناد بلفظ آخر، عنه البحار:
52/ 32 ح 28.
(2) ص 785 ح 111، مع كامل اتحاداته فراجع.











بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 9
6- غط، الغيبة للشيخ الطوسي جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي الرازي عن علي بن الحسين عن رجل ذكر أنه من أهل قزوين لم يذكر اسمه عن حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان الصنعاني قال دخلت إلى علي بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي فسألته عن آل أبي محمد ع قال يا أخي لقد سألت عن أمر عظيم حججت عشرين حجة
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 10
كلا أطلب به عيان الإمام فلم أجد إلى ذلك سبيلا فبينا أنا ليلة نائم في مرقدي إذ رأيت قائلا يقول يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لي في الحج فلم أعقل ليلتي حتى أصبحت فأنا مفكر في أمري أرقب الموسم ليلي و نهاري فلما كان وقت الموسم أصلحت أمري و خرجت متوجها نحو المدينة فما زلت كذلك حتى دخلت يثرب فسألت عن آل أبي محمد ع فلم أجد له أثرا و لا سمعت له خبرا فأقمت مفكرا في أمري حتى خرجت من المدينة أريد مكة فدخلت الجحفة و أقمت بها يوما و خرجت منها متوجها نحو الغدير و هو على أربعة أميال من الجحفة فلما أن دخلت المسجد صليت و عفرت و اجتهدت في الدعاء و ابتهلت إلى الله لهم و خرجت أريد عسفان فما زلت كذلك حتى دخلت مكة فأقمت بها أياما أطوف البيت و اعتكفت فبينا أنا ليلة في الطواف إذا أنا بفتى حسن الوجه طيب الرائحة يتبختر في مشيته طائف حول البيت فحس قلبي به فقمت نحوه فحككته فقال لي من أين الرجل فقلت من أهل العراق فقال لي من أي العراق قلت من الأهواز فقال لي تعرف بها ابن الخضيب فقلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله فما كان أطول ليلته و أكثر تبتله و أغزر دمعته أ فتعرف علي بن إبراهيم المازيار فقلت أنا علي بن إبراهيم «1» فقال حياك الله أبا الحسن ما فعلت بالعلامة التي بينك و بين أبي محمد الحسن بن علي فقلت معي قال أخرجها فأدخلت يدي في جيبي فاستخرجتها فلما أن رآها لم يتمالك أن تغرغرت عيناه «2» و بكى منتحبا حتى بل أطماره ثم قال أذن لك الآن يا ابن المازيار صر إلى رحلك و كن على أهبة من أمرك حتى إذا لبس الليل جلبابه و غمر الناس ظلامه صر إلى شعب بني عامر فإنك ستلقاني هناك فصرت إلى منزلي فلما أن حسست بالوقت أصلحت رحلي و قدمت راحلتي‏
__________________________________________________
(1) ينبئ كلامه هذا أن مهزيار اصله مأزيار. فتحرر.
(2) يقال: تغرغرت عينه بالدمع إذا تردد فيها الدمع.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 11
و عكمتها شديدا و حملت و صرت في متنه و أقبلت مجدا في السير حتى وردت الشعب فإذا أنا بالفتى قائم ينادي إلي يا أبا الحسن إلي فما زلت نحوه فلما قربت بدأني بالسلام و قال لي سر بنا يا أخ فما زال يحدثني و أحدثه حتى تخرقنا جبال عرفات و سرنا إلى جبال منى و انفجر الفجر الأول و نحن قد توسطنا جبال الطائف فلما أن كان هناك أمرني بالنزول و قال لي انزل فصل صلاة الليل فصليت و أمرني بالوتر فأوترت و كانت فائدة منه ثم أمرني بالسجود و التعقيب ثم فرغ من صلاته و ركب و أمرني بالركوب و سار و سرت معه حتى علا ذروة الطائف فقال هل ترى شيئا قلت نعم أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا فلما أن رأيته طابت نفسي فقال لي هنأك الأمل و الرجاء ثم قال سر بنا يا أخ فسار و سرت بمسيره إلى أن انحدر من الذروة و سار في أسفله فقال انزل فهاهنا يذل كل صعب و يخضع كل جبار ثم قال خل عن زمام الناقة قلت فعلى من أخلفها فقال حرم القائم ع لا يدخله إلا مؤمن و لا يخرج منه إلا مؤمن فخليت عن زمام راحلتي و سار و سرت معه إلى أن دنا من باب الخباء فسبقني بالدخول و أمرني أن أقف حتى يخرج إلي ثم قال لي ادخل هنأك السلامة فدخلت فإذا أنا به جالس قد اتشح ببردة و اتزر بأخرى «1» و قد كسر بردته على عاتقه و هو كأقحوانة أرجوان قد تكاثف عليها الندى و أصابها ألم الهوى و إذا هو كغصن بان «2» أو قضيب ريحان سمح سخي تقي نقي ليس بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللازق بل مربوع القامة مدور الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقنى الأنف سهل الخدين على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر فلما أن رأيته بدرته بالسلام فرد علي أحسن ما سلمت عليه و شافهني و
__________________________________________________
(1) قال الفيروزآبادي في مادة- أزر- و ائتزر به و تأزر به، و لا تقل: اتزر، و قد جاء في بعض الأحاديث و لعله من تحريف الرواة.
(2) البان: شجر سبط القوام لين ورقه: كورق الصفصاف، و يشبه به القد لطوله.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 12
سألني عن أهل العراق فقلت سيدي قد ألبسوا جلباب الذلة و هم بين القوم أذلاء فقال لي يا ابن المازيار لتملكونهم كما ملكوكم و هم يومئذ أذلاء فقلت سيدي لقد بعد الوطن و طال المطلب فقال يا ابن المازيار أبي أبو محمد عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم و لهم الخزي في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب أليم و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها و من البلاد إلا قفرها و الله مولاكم أظهر التقية فوكلها بي فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج فقلت يا سيدي متى يكون هذا الأمر فقال إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة و اجتمع الشمس و القمر و استدار بهما الكواكب و النجوم فقلت متى يا ابن رسول الله فقال لي في سنة كذا و كذا تخرج دابة الأرض من بين الصفا و المروة و معه عصا موسى و خاتم سليمان تسوق الناس إلى المحشر قال فأقمت عنده أياما و أذن لي بالخروج بعد أن استقصيت لنفسي و خرجت نحو منزلي و الله لقد سرت من مكة إلى الكوفة و معي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما.
دلائل الإمامة للطبري، عن محمد بن سهل الجلودي عن أحمد بن محمد بن جعفر الطائي عن محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي عن علي بن إبراهيم بن مهزيار مثله على وجه أبسط مما رواه الشيخ و المضمون قريب بيان قال الفيروزآبادي الأقحوان بالضم البابونج و الأرجوان بالضم الأحمر و لعل المعنى أن في اللطافة كان مثل الأقحوان و في اللون كالأرجوان فإن الأقحوان أبيض و لا يبعد أن يكون في الأصل كأقحوانة و أرجوان و عليهما و أصابهما أو يكون الأرجوان بدل الأقحوانة فجمعهما النساخ.
و إصابة الندى تشبيه لما أصابه ع من العرق و إصابة ألم الهواء لانكسار لون الحمرة و عدم اشتدادها أو لبيان كون البياض أو الحمرة مخلوطة بالسمرة فراعى في بيان سمرته ع غاية الأدب.
و قال الجزري في صفة النبي ص كان صلت الجبين أي واسعة و قيل الصلت‏
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 13
الأملس و قيل البارز.
و قال في صفته ص أزج الحواجب الزجج تقويس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداده و قال الفيروزآبادي رجل سهل الوجه قليل لحمه.
أقول و لا يبعد أن يكون الشمس و القمر و النجوم كنايات عن الرسول و أمير المؤمنين و الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين و يحتمل أن يكون المراد قرب الأمر بقيام الساعة التي يكون فيها ذلك و يمكن حمله على ظاهره.
7- غط، الغيبة للشيخ الطوسي جماعة عن جعفر بن محمد بن قولويه و غيره عن محمد بن يعقو





بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 32
28- ك، إكمال الدين ابن المتوكل عن الحميري عن إبراهيم بن مهزيار قال قدمت مدينة الرسول و آله فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير ع فلم أقع على شي‏ء منها فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك فبينا أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون رائع الحسن جميل المخيلة يطيل التوسم في فعدلت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له‏
__________________________________________________
(1) في المصدر المطبوع ج 2 ص 119 «و أوانى الطعام» و هو تصحيف ظاهر.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 33
فلما قربت منه سلمت فأحسن الإجابة ثم قال من أي البلاد أنت قلت رجل من أهل العراق قال من أي العراق قلت من الأهواز قال مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الخصيبي قلت دعي فأجاب قال رحمة الله عليه ما كان أطول ليله و أجزل نيله فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار قلت أنا إبراهيم بن مهزيار فعانقني مليا ثم قال مرحبا بك يا أبا إسحاق ما فعلت العلامة التي وشجت بينك و بين أبي محمد صلوات الله عليه فقلت لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي ع قال ما أردت سواه فأخرجته فلما نظر إليه استعبر و قبله ثم قرأ كتابته و كانت «1» يا الله يا محمد يا علي ثم قال بأبي يدا طال ما جلت فيها «2» و تراخى «3» بنا فنون الأحاديث إلى أن قال لي يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت بعد الحج قلت و أبيك ما توخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه قال‏
__________________________________________________
(1) راجع المصدر ج 2 ص 121 و قد عرضنا الحديث على المصدر و بينهما اختلافات يسيرة نشأت من تصحيف القراءة و اعجام الحروف و اهمالها فتحرر، و لا يخفى أن الحديث شاذ جدا تشبه ألفاظه مخائل المصنفين القصاصين و مقامات الحريرى و أضرابه.
(2) أي بأبي فديت يد أبى محمد عليه السلام. طالما جلت أيها الخاتم فيها.
و قد أشكلت الحروف بالاعراب و البناء في النسخة المشهورة بكمپانى طبق ما قرأه المصنف هذه الجملة فسطره الكاتب هكذا:
«ثم قال بابى يدا طال ما جلت [أجبت خ ل‏] فيها وترا خابنا فنون الأحاديث- الخ».
و سيجي‏ء بيانه من المصنف قدس سره. لكنه تصحيف غريب.
و أما في نسخة المصدر المطبوعة (ط- اسلامية) طال ما جليت فيها و تراخا إلخ فهو من الجلاء لا من الجولان. فراجع.
(3) يقال في الامر تراخ اي فسحة و امتداد (التاج) فقوله «تراخى بنا» أي امتد بنا و تمادينا في فنون الأحاديث الى أن قال لي-.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 34
سل عما شئت فإني شارح لك إن شاء الله قلت هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي صلوات الله و سلامه عليه شيئا قال و ايم الله إني لأعرف الضوء في جبين محمد و موسى ابني الحسن بن علي صلوات الله عليهما و إني لرسولهما إليك قاصدا لإنبائك أمرهما فإن أحببت لقاءهما و الاكتحال بالتبرك بهما فارحل معي إلى الطائف و ليكن ذلك في خفية من رجالك و اكتتام قال إبراهيم فشخصت معه إلى الطائف أتخلل رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت على أكمة رمل يتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا فبدرني إلى الإذن و دخل مسلما عليهما و أعلمهما بمكاني فخرج علي أحدهما و هو الأكبر سنا م‏ح‏م‏د بن الحسن صلوات الله عليه و هو غلام أمرد ناصع اللون واضح الجبين أبلج الحاجب مسنون الخدين أقنى الأنف أشم أروع كأنه غصن بان و كأن صفحة غرته كوكب دري بخده الأيمن خال كأنه فتاتة مسك على بياض الفضة فإذا برأسه وفرة سحماء سبطة تطالع شحمة أذنه له سمت ما رأت العيون أقصد منه و لا أعرف حسنا و سكينة و حياء فلما مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه فقال لي مرحبا بك يا با إسحاق لقد كانت الأيام تعدني وشك لقائك و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار و تراخي المزار تتخيل لي صورتك حتى كأن لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة و خيال المشاهدة و أنا أحمد الله ربي ولي الحمد على ما قيض من التلاقي و رفه من كربة التنازع و الاستشراف ثم سألني عن إخواني متقدمها و متأخرها فقلت بأبي أنت و أمي ما زلت أفحص عن أمرك بلدا فبلدا منذ استأثر الله بسيدي أبي محمد ع فاستغلق علي ذلك حتى من الله علي بمن أرشدني إليك و دلني عليك و الشكر لله على ما أوزعني فيك من كريم اليد و الطول ثم نسب نفسه و أخاه موسى و اعتزل في ناحية ثم قال إن أبي صلى الله عليه عهد إلي أن لا أوطن من الأرض إلا
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 35
أخفاها و أقصاها إسرارا لأمري و تحصينا لمحلي من مكايد أهل الضلال و المردة من أحداث الأمم الضوال فنبذني إلى عالية الرمال و جبت صرائم الأرض تنظرني الغاية التي عندها يحل الأمر و ينجلي الهلع و كان صلوات الله عليه أنبط لي من خزائن الحكم و كوامن العلوم ما إن أشعت إليك منه جزءا أغناك عن الجملة اعلم يا با إسحاق أنه قال صلوات الله عليه يا بني إن الله جل ثناؤه لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجد في طاعته و عبادته بلا حجة يستعلى بها و إمام يؤتم به و يقتدى بسبل سنته و منهاج قصده و أرجو يا بني أن تكون أحد من أعده الله لنشر الحق و طي الباطل و إعلاء الدين و إطفاء الضلال فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض و تتبع أقاصيها فإن لكل ولي من أولياء الله عز و جل عدوا مقارعا و ضدا منازعا افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه و خلافه أولي الإلحاد و العناد فلا يوحشنك ذلك و اعلم أن قلوب أهل الطاعة و الإخلاص نزع إليك مثل الطير إذا أمت أوكارها و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة و الاستكانة و هم عند الله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلة محتاجة و هم أهل القناعة و الاعتصام استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد خصهم الله باحتمال الضيم ليشملهم باتساع العز في دار القرار و جبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى و كرامة حسن العقبى فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد أمورك تفز بدرك الصنع في مصادرها و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد عليه إن شاء الله فكأنك يا بني بتأييد نصر الله قد آن و تيسير الفلح و علو الكعب قد حان و كأنك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق على أثناء أعطافك ما بين الحطيم و زمزم و كأنك بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود و تصافق الأكف على جنبات الحجر الأسود
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 36
تلوذ بفنائك من ملإ برأهم الله من طهارة الولاء و نفاسة التربة مقدسة قلوبهم من دنس النفاق مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق لينة عرائكهم للدين خشنة ضرائبهم عن العدوان واضحة بالقبول أوجههم نضرة بالفضل عيدانهم يدينون بدين الحق و أهله فإذا اشتدت أركانهم و تقومت أعمادهم قدت بمكاثفتهم «1» طبقات الأمم إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة بسقت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية فعندها يتلألأ صبح الحق و ينجلي ظلام الباطل و يقصم الله بك الطغيان و يعيد معالم الإيمان و يظهر بك أسقام الآفاق و سلام الرفاق يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا و نواسط [نواشط] الوحش لو تجد نحوك مجازا تهتز بك أطراف الدنيا بهجة و تهز بك أغصان العز نضرة و تستقر بواني العز في قرارها و تئوب شوارد الدين إلى أوكارها يتهاطل عليك سحائب الظفر فتخنق كل عدو و تنصر كل ولي فلا يبقى على وجه الأرض جبار قاسط و لا جاحد غامط و لا شانئ مبغض و لا معاند كاشح و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا ثم قال يا أبا إسحاق ليكن مجلسي هذا عندك مكتوما إلا عن أهل الصدق و الأخوة الصادقة في الدين إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكين فلا تبطئ بإخوانك عنا و بأهل المسارعة إلى منار اليقين و ضياء مصابيح الدين تلق رشدا إن شاء الله قال إبراهيم بن مهزيار فمكثت عنده حينا أقتبس ما أورى من موضحات الأعلام و نيرات الأحكام و أروي بنات الصدور من نضارة ما ذخره الله في طبائعه من لطائف الحكمة و طرائف فواضل القسم حتى خفت إضاعة مخلفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم فاستأذنته في القفول و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش‏
__________________________________________________
(1) في المصدر «فدنت بمكانفتهم طبقات الأمم الى امام اذ يبعثك» و أما «أعماد» فهو جمع عمود من غير قياس.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 37
لفرقته و التجزع للظعن عن محاله فأذن و أردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند الله لي و لعقبي و قرابتي إن شاء الله فلما أزف ارتحالي و تهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا و مجددا للعهد و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم و سألته أن يتفضل بالأمر بقبوله مني فابتسم و قال يا أبا إسحاق استعن به على منصرفك فإن الشقة قذفة و فلوات الأرض أمامك جمة و لا تحزن لإعراضنا عنه فإنا قد أحدثنا لك شكره و نشره و أربضناه عندنا بالتذكرة و قبول المنة فتبارك الله لك فيما خولك و أدام لك ما نولك و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و أكرم آثار الطائعين فإن الفضل له و منه و أسأل الله أن يردك إلى أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الأوبة و أكناف الغبطة بلين المنصرف و لا أوعث الله لك سبيلا و لا حير لك دليلا و استودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنه و لطفه إن شاء الله يا أبا إسحاق إن الله قنعنا بعوائد إحسانه و فوائد امتنانه و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء إلا عن الإخلاص في النية و إمحاض النصيحة و المحافظة على ما هو أتقى و أبقى و أرفع ذكرا قال فأقفلت عنه حامدا لله عز و جل على ما هداني و أرشدني عالما بأن الله لم يكن ليعطل أرضه و لا يخليها من حجة واضحة و إمام قائم و ألقيت هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين و تعريفا لهم ما من الله عز و جل به من إنشاء الذرية الطيبة و التربة الزكية و قصدت أداء الأمانة و التسليم لما استبان ليضاعف الله عز و جل الملة الهادية و الطريقة المرضية قوة عزم و تأييد نية و شد أزر و اعتقاد عصمة و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
إيضاح الرائع من يعجبك بحسنه و جهارة منظره كالأروع قاله‏
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 38
الفيروزآبادي و قال الرجل الحسن المخيلة بما يتخيل فيه «1» و قوله وشجت من باب التفعيل على بناء المعلوم أو المجهول أو المعلوم من المجرد أي صارت وسيلة للارتباط بينك و بينه ع قال الفيروزآبادي الوشيج اشتباك القرابة و الواشجة الرحم المشتبكة و قد وشجت بك قرابته تشج و وشجها الله توشيجا و وشج محمله شبكة بقد و نحوه لئلا يسقط منه شي‏ء.
قوله طال ما جلت فيها هو من الجولان و يقال خبن الطعام «2» أي غيبه و خبأه للشدة أي أفدي بنفسي يدا طال ما كنت أجول فيما يصدر عنها من أجوبة مسائلي كناية عن كثرتها وترا أي كنت متفردا بذلك لاختصاصي به ع فكنت أخزن منها فنون العلوم ليوم أحتاج إليها و في بعض النسخ أجبت مكان جلت فلفظة في تعليلية.
و الناصع الخالص و البلجة نقاوة ما بين الحاجبين يقال رجل أبلج بين البلج إذا لم يكن مقرونا و قال الجوهري المسنون المملس و رجل مسنون الوجه إذا كان في وجهه و أنفه طول و قال الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه فإن كان فيها أحديداب فهو القنا و قال الوفرة الشعرة إلى شحمة الأذن و السحماء السوداء و شعر سبط بكسر الباء و فتحها أي مترسل غير جعد و السمت هيئة أهل الخير و الوشك بالفتح و الضم السرعة و المعاتب المراضي من قولهم استعتبته فأعتبني أي استرضيته فأرضاني و تشاحط الدار تباعدها.
قوله ع قيض أي يسر و التنازع التشاوق من قولهم نازعت النفس إلى كذا اشتاقت و قال الجوهري العالية ما فوق نجد إلى أرض تهامة و إلى‏
__________________________________________________
(1) قاله الفيروزآبادي في معاني «الخال». نعم يعرف من قوله «الحسن المخيلة» معنى جميل المخيلة فتدبر.
(2) لما قرء قوله «و تراخى بنا» «وترا خابنا» احتاج الى أن يشرح معنى «خبن» فتامل.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 39
ما وراء مكة و هي الحجاز.
قوله و جبت صرائم الأرض يقال جبت البلاد أي قطعتها و درت فيها و الصريمة ما انصرم من معظم الرمل و الأرض المحصود زرعها و في بعض النسخ خبت بالخاء المعجمة و هو المطمئن من الأرض فيه رمل و الهلع الجزع و نبط الماء نبع و أنبط الحفار بلغ الماء.
قوله ع نزع كركع أي مشتاقون.
قوله ع يطلعون بمخائل الذلة أي يدخلون في أمور هي مظان المذلة أو يطلعون و يخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها قوله ع بدرك أي اصبر فيما يرد عليك من المكاره و البلايا حتى تفوز بالوصول إلى صنع الله إليك و معروفه ليدك في إرجاعها و صرفها عنك.
قوله ع و استشعر العز يقال استشعر خوفا أي أضمره أي اعلم في نفسك أن ما ينوبك من البلايا سبب لعزك قوله ع تحظ من الحظوة المنزلة و القرب و السعادة و في بعض النسخ تحط من الإحاطة و علو الكعب كناية عن العز و الغلبة و قال الفيروزآبادي الكعب الشرف و المجد.
قوله ع على أثناء أعطافك قال الفيروزآبادي ثني الشي‏ء رد بعضه على بعض و أثناء الشي‏ء قواه و طاقاته واحدها ثني بالكسر و العطاف بالكسر الرداء و المراد بالأعطاف جوانبها.
قوله ع في مثاني العقود أي العقود المثنية المعقودة التي لا يتطرق إليها التبدد أو في موضع ثنيها فإنها في تلك المواضع أجمع و أكثف و القد القطع و تقدد القوم تفرقوا.
قوله ع بمكاثفتهم أي اجتماعهم و في بعض النسخ بمكاشفتهم أي محاربتهم.
قوله ع إذ تبعتك أي بايعك و تابعك هؤلاء المؤمنون «1» و الدوحة
__________________________________________________
(1) و في المصدر المطبوع: «يبعثك».
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 40
الشجرة العظيمة و بسق النخل بسوقا أي طال قوله ع أسقام الآفاق أي يظهر بك أن أهل الآفاق كانوا ذوي أسقام روحانية و أن رفقاءك كانوا سالمين منها فلذا آمنوا بك. «1» قوله ع بواني العز أي أساسها مجازا فإن البواني قوائم الناقة أو الخصال التي تبني العز و تؤسسها.
و شرد البعير نفر فهو شارد قوله غامط أي حاقر للحق و أهله بطر بالنعمة و أورى استخرج النار بالزند و بنات الصدور الأفكار و المسائل و المعارف التي تنشأ فيها و القفول الرجوع من السفر و التجزع بالزاي المعجمة إظهار الجزع أو شدته أو بالمهملة من قولهم جرعة غصص الغيظ فتجرعه أي كظمه و الظعن السير و الاعتزام العزم أو لزوم القصد في المشي و في بعض النسخ الاغترام بالغين المعجمة و الراء المهملة من الغرامة كأنه يغرم نفسه بسوء صنيعه في مفارقة مولاه و الشقة بالضم السفر البعيد و فلاة قذف بفتحتين و ضمتين أي بعيدة ذكره الجوهري و ربضت الشاة أقامت في مربضها فأربضها غيرها و الأكناف إما مصدر أكنفه أي صانه و حفظه و أعانه و أحاطه أو جمع الكنف محركة و هو الحرز و الستر و الجانب و الظل و الناحية و وعث الطريق تعسر سلوكه و الوعثاء المشقة.
29- ك، إكمال الدين المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن جعفر بن معروف قال كتب إلي أبو عبد الله البلخي حدثني عبد الله السوري قال صرت إلى بستان بني عامر فرأيت غلمانا يلعبون في غدير ماء و فتى جالسا على مصلى واضعا كمه على فيه فقلت من هذا فقالوا م‏ح‏م‏د بن الحسن و كان في صورة أبيه ع.
30- ك، إكمال الدين سمعنا شيخا من أصحاب الحديث يقال له أحمد بن فارس الأديب يقول سمعت بهمذان حكاية حكيتها كما سمعتها لبعض إخواني فسألني أن أثبتها له بخطي و لم أجد إلى مخالفته سبيلا و قد كتبتها و عهدتها إلى من حكاها و ذلك أن بهمذان ناسا يعرفون ببني راشد و هم كلهم يتشيعون و مذهبهم مذهب أهل الإمامة
__________________________________________________
(1) في المصدر المطبوع: و استقامة أهل الآفاق.
ب






بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 42
32- ك، إكمال الدين حدثنا أبو الحسن علي بن موسى بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع قال وجدت في كتاب أبي رضي الله عنه حدثنا محمد بن أحمد الطوال عن أبيه عن الحسن بن علي الطبري عن أبي جعفر محمد بن علي بن مهزيار قال سمعت أبي يقول سمعت جدي علي بن مهزيار «2» يقول كنت نائما في مرقدي إذ رأيت فيما
__________________________________________________
(1) كما في المصدر المطبوع ج 2 ص 129.
(2) في المصدر المطبوع ج 2 ص 140 (ط- اسلامية) سند الحديث هكذا: «... عن أبى جعفر محمد بن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: سمعت أبى يقول: سمعت جدى إبراهيم ابن مهزيار يقول: كنت نائما» الخ.
و هكذا فيما يأتي في كل المواضع بدل «على بن مهزيار» «إبراهيم بن مهزيار»، هذا مع أنه يطابق ما مر عن كمال الدين بعينه تحت الرقم 28 يناسب لفظ السند بقوله «سمعت أبى .... يقول: سمعت جدى .... يقول» فيرتفع الخدشة و الاشكال الذي.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 43
يرى النائم قائلا يقول لي حج في هذه السنة فإنك تلقى صاحب زمانك قال علي بن مهزيار فانتبهت فرحا مسرورا فما زلت في صلاتي حتى انفجر عمود الصبح و فرغت من صلاتي و خرجت أسأل عن الحاج فوجدت رفقة تريد الخروج فبادرت مع أول من خرج فما زلت كذلك حتى خرجوا و خرجت بخروجهم أريد الكوفة فلما وافيتها نزلت عن راحلتي و سلمت متاعي إلى ثقات إخواني و خرجت أسأل عن آل أبي محمد ص فما زلت كذلك فلم أجد أثرا و لا سمعت خبرا و خرجت في أول من خرج أريد المدينة فلما دخلتها لم أتمالك أن نزلت عن راحلتي و سلمت رحلي إلى ثقات إخواني و خرجت أسأل عن الخبر و أقفو الأثر فلا خبرا سمعت و لا أثرا وجدت فلم أزل كذلك إلى أن نفر الناس إلى مكة و خرجت مع من خرج حتى وافيت مكة و نزلت و استوثقت من رحلي و خرجت أسأل عن آل أبي محمد ع فلم أسمع خبرا و لا وجدت أثرا فما زلت بين الإياس و الرجاء متفكرا في أمري و عاتبا على نفسي و قد جن الليل و أردت أن يخلو لي وجه الكعبة لأطوف بها و أسأل الله يعرفني أملي فيها فبينا أنا كذلك و قد خلا لي وجه الكعبة إذ قمت إلى الطواف فإذا أنا بفتى مليح الوجه طيب الروح مترد «1» ببردة متشح بأخرى و قد عطف بردائه على‏
__________________________________________________
ذكره المصنف رحمه الله في بيان الخبر.
لكن يبقى اشكال آخر، و هو أن النسختين متفقتان في تكنية الرجل بأبي الحسن في كل المواضع و هو كنية علي بن مهزيار و أما كنية إبراهيم بن مهزيار فهو أبو إسحاق كما يذكر في الحديث السابق المذكور تحت الرقم 28.
فقد يختلج بالبال أن نساخ كتاب كمال الدين فيما بعد المجلسي- رحمه الله- صححوا ألفاظ الحديث سندا و متنا!! بحيث يطابق الاعتبار، و لكن غفلوا عن تصحيح الكنى و تبديل أبى الحسن بأبي إسحاق.
(1) في المصدر المطبوع ج 2 ص 141: «متزر» و هو الأظهر.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 44
عاتقه فحركته فالتفت إلي فقال ممن الرجل فقلت من الأهواز فقال أ تعرف بها ابن الخضيب فقلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله فلقد كان بالنهار صائما و بالليل قائما و للقرآن تاليا و لنا مواليا أ تعرف بها علي بن مهزيار فقلت أنا علي بن مهزيار فقال أهلا و سهلا بك يا أبا الحسن أ تعرف الضريحين «1» قلت نعم قال و من هما قلت محمد و موسى قال و ما فعلت العلامة التي بينك و بين أبي محمد ع فقلت معي قال أخرجها إلي فأخرجت إليه خاتما حسنا على فصه محمد و علي فلما رآه بكى بكاء طويلا و هو يقول رحمك الله يا أبا محمد فلقد كنت إماما عادلا ابن أئمة أبا إمام أسكنك الله الفردوس الأعلى مع آبائك ثم قال يا أبا الحسن صر إلى رحلك و كن على أهبة السفر حتى إذا ذهب الثلث من الليل و بقي الثلثان فالحق بنا فإنك ترى مناك قال ابن مهزيار فانصرفت إلى رحلي أطيل الفكر حتى إذا هجم الوقت فقمت إلى رحلي فأصلحته و قدمت راحلتي فحملتها و صرت في متنها حتى لحقت الشعب فإذا أنا بالفتى هناك يقول أهلا و سهلا يا أبا الحسن طوبى لك فقد أذن لك فسار و سرت بسيره حتى جاز بي عرفات و منى و صرت في أسفل ذروة الطائف فقال لي يا أبا الحسن انزل و خذ في أهبة الصلاة فنزل و نزلت حتى إذا فرغ من صلاته و فرغت ثم قال لي خذ في صلاة الفجر و أوجز فأوجزت فيها و سلم و عفر وجهه في التراب ثم ركب و أمرني بالركوب ثم سار و سرت بسيره حتى علا الذروة فقال المح هل ترى شيئا فلمحت فرأيت بقعة نزهة كثيرة العشب و الكلإ فقلت يا سيدي أرى بقعة كثيرة العشب و الكلإ فقال لي هل في أعلاها شي‏ء فلمحت فإذا أنا بكثيب رمل فوقه بيت من شعر يتوقد نورا فقال لي هل رأيت شيئا فقلت أرى كذا و كذا فقال لي يا ابن مهزيار طب نفسا و قر عينا فإن هناك‏
__________________________________________________
(1) و في المصدر ج 2 ص 142: «الصريحين».
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 45
أمل كل مؤمل ثم قال لي انطلق بنا فسار و سرت حتى صار في أسفل الذروة ثم قال لي انزل فهاهنا يذل كل صعب فنزل و نزلت حتى قال لي يا ابن مهزيار خل عن زمام الراحلة فقلت على من أخلفها و ليس هاهنا أحد فقال إن هذا حرم لا يدخله إلا ولي و لا يخرج منه إلا ولي فخليت عن الراحلة و سار و سرت معه فلما دنا من الخباء سبقني و قال لي هناك إلى أن يؤذن لك فما كان إلا هنيئة فخرج إلي و هو يقول طوبى لك فقد أعطيت سؤلك قال فدخلت عليه صلوات الله عليه و هو جالس على نمط عليه نطع أدم أحمر متكئ على مسورة أدم فسلمت فرد علي السلام و لمحته فرأيت وجها مثل فلقة قمر لا بالخرق و لا بالنزق و لا بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللاصق ممدود القامة صلت الجبين أزج الحاجبين أدعج العينين أقنى الأنف سهل الخدين على خده الأيمن خال فلما أنا بصرت به حار عقلي في نعته و صفته فقال لي يا ابن مهزيار كيف خلفت إخوانك بالعراق قلت في ضنك عيش و هناة قد تواترت عليهم سيوف بني الشيصبان فقال قاتلهم الله أنى يؤفكون كأني بالقوم و قد قتلوا في ديارهم و أخذهم أمر ربهم ليلا أو نهارا فقلت متى يكون ذلك يا ابن رسول الله فقال إذا حيل بينكم و بين سبيل الكعبة بأقوام لا خلاق لهم و الله و رسوله منهم براء و ظهرت الحمرة في السماء ثلاثا فيها أعمدة كأعمدة اللجين تتلألأ نورا و يخرج الشروسي من أرمنية [إرمينية] و آذربيجان يريد وراء الري الجبل الأسود المتلاحم بالجبل الأحمر لزيق جبال طالقان فتكون بينه و بين المروزي وقعة صيلمانية يشيب فيها الصغير و يهرم منها الكبير و يظهر القتل بينهما فعندها توقعوا خروجه إلى الزوراء فلا يلبث بها حتى يوافي ماهان ثم يوافي واسط العراق فيقيم بها سنة أو دونها ثم يخرج إلى كوفان فتكون بينهم وقعة
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 46
من النجف إلى الحيرة إلى الغري وقعة شديدة تذهل منها العقول فعندها يكون بوار الفئتين و على الله حصاد الباقين ثم تلا بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس «1» فقلت سيدي يا ابن رسول الله ما الأمر قال نحن أمر الله عز و جل و جنوده قلت سيدي يا ابن رسول الله حان الوقت قال و اقتربت الساعة و انشق القمر.
بيان: قوله أ تعرف الضريحين أي البعيدين عن الناس قال الجوهري الضريح البعيد و لا يبعد أن يكون بالصاد المهملة فإن الصريح الرجل الخالص النسب.
و النمط ضرب من البسط و لا يبعد أن يكون معرب نمد و المسورة متكأ من أدم و الدعج سواد العين و قيل شدة سواد العين في شدة بياضها و الهناة الشرور و الفساد و الشدائد العظام و الشيصبان اسم الشيطان أي بني العباس الذين هم شرك شيطان.
و الصيلم الأمر الشديد و وقعة صيلمة مستأصلة و ماهان الدينور و نهاوند و قوله متى يكون ذلك يحتمل أن يكون سؤالا عن قيامه ع و خروجه و لو كان سؤالا عن انقراض بني العباس فجوابه ع محمول على ما هو غرضه الأصلي من ظهور دولتهم ع.
ثم اعلم أن اختلاف أسماء رواة هذه القصة «2» يحتمل أن يكون اشتباها من الرواة أو يكون وقع لهم جميعا هذه الوقائع المتشابهة و الأظهر أن علي بن مهزيار هو علي بن إبراهيم بن مهزيار نسب إلى جده و هو ابن أخي علي بن مهزيار المشهور إذ يبعد إدراكه لهذا الزمان و يؤيده ما في سند هذا الخبر من نسبة محمد إلى جده إن لم يسقط الابن بين الكنية و الاسم.
__________________________________________________
(1) يونس: 24.
(2) يعني القصة المذكورة في هذا الحديث، و الذي مر تحت الرقم 28 حيث ان الذي تشرف بخدمة الامام في هذا الحديث هو علي بن مهزيار، و فيما سبق إبراهيم بن مهزيار.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏52، ص: 47
و أما خبر إبراهيم فيحتمل الاتحاد و التعدد و إن كان الاتحاد أظهر باشتباه النساخ و الرواة و العجب أن محمد بن أبي عبد الله عد فيما مضى محمد بن إبراهيم بن مهزيار ممن رآه ع و لم يعد أحدا من هؤلاء. «1» ثم اعلم أن اشتمال هذه الأخبار على أن له ع أخا مسمى بموسى غريب.

__________________________________________________
(1) أقول و لعله لم يعتمد على تلك الرواية حيث ان ألفاظها مصنوعة، و معانيها غريبة شاذة، و اسنادها منكر، و رجالها مجاهيل.














مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 115
الجبال أن تفعل بي كذا و كذا».
و أقبل علي حتى صرنا بعرفات و أدمت الدعاء، فلما أفضنا منها إلى المزدلفة و بتنا فيها «1»، رأيت رسول الله- صلى الله عليه و آله-، فقال لي: «هل بلغت حاجتك؟» [فقلت: و ما هي يا رسول الله؟ فقال: «الرجل صاحبك»] «2» فتيقنت عندها. «3»
السابع و الستون: خبر ابن مهزيار الأهوازي‏
2732/ 76- أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى أبو عبد الله محمد بن سهل الجلودي قال: حدثنا أبو الخير أحمد بن محمد بن جعفر الطائي الكوفي في مسجد أبي إبراهيم موسى بن جعفر- عليه السلام- قال: حدثنا محمد بن الحسن بن يحيى الحارثي قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي قال: خرجت في بعض السنين حاجا إذ دخلت المدينة و أقمت بها أياما، أسأل و استبحث عن صاحب الزمان- عليه السلام- فما عرفت له خبرا، و لا وقعت لي عليه عين، فاغتممت غما شديدا و خشيت أن يفوتني ما أملته من طلب صاحب الزمان- عليه السلام- فخرجت حتى أتيت مكة، فقضيت حجتي و اعتمرت بها اسبوعا، كل ذلك أطلب، فبينما أنا افكر إذ انكشف «4» لي باب الكعبة، فإذا أنا بانسان كأنه‏
__________________________________________________
(1) كذا في المصدر، و في الأصل: فلما افضنا و صرنا الى مزدلفة و بتنا بها.
(2) من المصدر.
(3) دلائل الإمامة: 294- 295 و عنه تبصرة الولي: 140 ح 59.
(4) كذا في المصدر، و في الأصل: فبينا أنا افكر إذا انكشف.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 116
غصن بان، متزر ببردة متشح باخرى، [قد كشف‏] «1» عطف بردته عن عاتقه، فارتاح قلبي و بادرت لقصده، فانثنى إلي و قال: «من أين الرجل؟»
قلت: من العراق، قال: «من أي العراق؟» قلت: من الأهواز، فقال:
«أ تعرف الخصيبي؟» «2» قلت: نعم، قال: رحمه الله، فما كان أطول ليله و أكثر نيله، و أغزر دمعته» [قال:] «3» «فابن المهزيار؟» قلت: أنا هو، قال:
«حياك الله بالسلام أبا الحسن»، ثم صافحني و عانقني و قال: «يا أبا الحسن ما فعلت العلامة التي بينك و بين الماضي أبي محمد نضر الله وجهه؟».
قلت: معي، و أدخلت يدي إلى جيبي و أخرجت خاتما عليه محمد و علي، فلما قرأه استعبر حتى بل طمره الذي كان على بدنه «4»، و قال: «يرحمك الله أبا محمد، فإنك زين الامة، شرفك الله بالإمامة، و توجك بتاج العلم و المعرفة، فإنا إليكم صائرون»، ثم صافحني و عانقني، ثم قال: «ما الذي تريد يا أبا الحسن؟».
قلت: الإمام المحجوب عن العالم.
قال: «و ما هو محجوب عنكم و لكن خباه «5» سوء أعمالكم، قم سر إلى رحلك و كن على اهبة من لقائه إذا انحطت «6» الجوزاء و أزهرت نجوم السماء، فها أنا لك بين الركن و الصفا».
فطابت نفسي و تيقنت أن الله فضلني، فما زلت أرقب الوقت حتى‏
__________________________________________________
(1) من المصدر، و فيه: على عاتقه.
(2) كذا في المصدر، و في الأصل: ابن الخضيب.
(3) من المصدر.
(4) في المصدر: يده، و الطمر: الكساء البالي.
(5) في المصدر: جنه.
(6) كذا في المصدر، و في الأصل: من لقائي إذا غطت.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 117
حان، و خرجت إلى مطيتي [و استويت على رحلي‏] «1» و استويت على ظهرها، فإذا أنا بصاحبي ينادي «إلي: يا أبا الحسن»، فخرجت فلحقت به، فحياني بالسلام، و قال: «سر بنا يا أخ»، فما زال يهبط واديا و يرقى ذروة جبل إلى أن علقنا على الطائف، فقال: «يا أبا الحسن انزل بنا نصلي باقي صلاة الليل»، فنزلت فصلى بنا الفجر ركعتين، قلت: فالركعتين الأوليين؟
قال: «هما من صلاة الليل»، و أوتر فيهما، و القنوت في كل صلاة جائز.
و قال: «سر بنا يا أخ»، فلم يزل يهبط بي واديا و يرقى بي ذروة جبل حتى أشرفنا على واد عظيم مثل الكافور، فأمد عيني فإذا بيت «2» من الشعر يتوقد نورا،: قال: «المح هل ترى شيئا؟» قلت: ارى بيتا من الشعر، فقال:
«الأمل»، و انحط في الوادي و أتبعت الأثر حتى إذا صرنا بوسط الوادي نزل عن راحلته و خلاها، و نزلت عن مطيتي، و قال لي: «دعها»، قلت: فان تاهت؟ «3»
قال: «إن هذا واد لا يدخله إلا مؤمن و لا يخرج منه إلا مؤمن»، ثم سبقني و دخل الخباء و خرج إلي مسرعا، و قال: «ابشر فقد اذن لك في الدخول»، فدخلت فإذا البيت يسطع من جانبه النور، فسلمت عليه بالإمامة، فقال [لي‏] «4» «يا أبا الحسن قد كنا نتوقعك ليلا و نهارا، فما الذي أبطأ بك علينا؟».
قلت: يا سيدي لم أجد من يدلني إلى الآن.
__________________________________________________
(1) من المصدر.
(2) في المصدر: فإذا ببيت.
(3) كذا في المصدر، و في الأصل: دعه، قلت: فإن أتاه؟ قال.
(4) من المصدر.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 118
قال: «لم تجد أحدا يدلك؟» ثم نكت بإصبعه في الأرض، ثم قال: «لا و لكنكم كثرتم الأموال و تجبرتم على ضعفاء المؤمنين و قطعتم الرحم الذي بينكم، فأي عذر لكم الآن؟» فقلت: التوبة التوبة، الإقالة الإقالة، [ثم‏] «1» قال: «يا ابن المهزيار لو لا استغفار بعضكم لبعض لهلك من عليها إلا خواص الشيعة التي تشبه أقوالهم أفعالهم».
ثم قال: «يا ابن المهزيار- و مد يده- أ لا أنبئك (أنه) «2» إذا قعد الصبي و تحرك المغربي و سار العماني و يربع السفياني يؤذن لي «3»، فأخرج بين الصفا و المروة في ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا سواء، فأجي‏ء إلى الكوفة و أهدم مسجدها و أبنيه على بنائه الأول و أهدم ما حوله من بناء الجبابرة، و أحج بالناس حجة الإسلام، و أجي‏ء إلى يثرب فأهدم الحجرة و اخرج من بها، و هما طريان، فامر بهما تجاه البقيع، و آمر بخشبتين يصلبان عليهما فتورق من تحتهما، فيفتتن الناس بهما أشد من الفتنة الاولى، فينادي مناد من السماء: يا سماء أبيدي و يا ارض خذي فيومئذ لا يبقى على وجه الأرض إلا مؤمن قد أخلص قلبه للإيمان».
قلت: يا سيدي ما يكون بعد ذلك؟ قال: «الكرة الكرة الرجعة الرجعة»، ثم تلا هذه الآية ثم رددنا لكم الكرة عليهم و أمددناكم بأموال و بنين و جعلناكم أكثر نفيرا «4». «5»
__________________________________________________
(1) من المصدر.
(2) ليس في المصدر، و فيه: أ لا أنبئك الخبر.
(3) في المصدر: و بويع السفياني و يؤذن لولي الله؛ و يربع: أي قام.
(4) الإسراء: 6.
(5) دلائل الإمامة: 296- 297 و عنه البحار: 52/ 9 ح 6 و عن غيبة الشيخ 263 ح 228 نحوه، و له تخريجات أخر من أرادها فليراجع الغيبة بتحقيقنا، و يأتي في الحديث 2786 عن الخرائج نحوه.






مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 192
العشرون و مائة: خبر إبراهيم بن مهزيار
2787/ 131- ابن بابويه: قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل- رضي الله عنه- قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار قال: قدمت مدينة رسول الله- صلى الله عليه و آله-، فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير- عليهما السلام-، فلم أقع على شي‏ء منها، فرحلت منها إلى مكة مستبحثا عن ذلك، فبينما أنا في الطواف إذ تراءى لي فتى أسمر اللون، رائع الحسن، جميل المخيلة «2»، يطيل التوسم في، فعدلت إليه مؤملا منه عرفان ما قصدت له.
فلما قربت منه سلمت (عليه) «3» فأحسن الإجابة، ثم قال (لي) «4»:
«من أي البلاد أنت؟» قلت: رجل من أهل العراق، قال: «من أي العراق؟» قلت: من الأهواز، قال: «مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الحصيني؟» «5» قلت: دعي فأجاب، قال: «رحمة الله عليه ما كان أطول ليله و أجزل نيله، فهل تعرف إبراهيم بن مهزيار؟» قلت: أنا إبراهيم ابن مهزيار، فعانقني مليا ثم قال: «مرحبا بك يا أبا إسحاق ما فعلت‏
__________________________________________________
(1) الثاقب في المناقب: 612 ح 6، كمال الدين: 443 ح 17.
و أخرجه في الخرائج: 2/ 961- 962 و إثبات الهداة: 3/ 670 ح 38 و البحار:
52/ 31 ح 27 عن الكمال، و في إحقاق الحق: 19/ 705 عن ينابيع المودة: 463.
(2) أي جميل الهيئة، يبدو منه الوقار و السكينة، و التوسم: التأمل و التفحص.
(3) ليس في المصدر.
(4) ليس في المصدر.
(5) في البحار و بعض نسخ المصدر: الخصيبي.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 193
بالعلامة التي وشجت «1» بينك و بين أبي محمد- عليه السلام-؟»
فقلت: لعلك تريد الخاتم الذي آثرني الله عز و جل به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي- عليهما السلام-؟ قال: «ما أردت سواه»، فأخرجته إليه، فلما نظر (إليه) «2» استعبر و قبله ثم قرأ كتابته فكانت: «يا الله يا محمد يا علي» ثم قال: «بأبي يدا طال ما جلت فيها «3»، و تراخى بنا فنون الأحاديث»- إلى أن قال لي-: «يا أبا إسحاق أخبرني عن عظيم ما توخيت «4» بعد الحج».
قلت: و أبيك ما توخيت إلا ما سأستعلمك مكنونه، قال: «سل عما شئت فإني شارح لك إن شاء الله تعالى».
قلت: هل تعرف من أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي- عليهما السلام- [شيئا؟] «5» قال: ( «أي خبر التمسته؟» قلت: هل تعرف من نسله أحدا؟ فقال:) «6» «و أيم الله إني لأعرف الضوء في جبين محمد و موسى- رضي الله عنهما- ابني الحسن بن علي- عليهما السلام- و إني رسولهما «7» إليك قاصدا لإنبائك أمرهما، فإن أحببت لقائهما و الاكتحال بالتبرك‏
__________________________________________________
(1) وشجت: في حديث علي- عليه السلام- «و وشج بينها و بين أزواجها» اي خلط و ألف. يقال:
وشج الله بينهم توشيجا «النهاية لابن الأثير».
(2) ليس في البحار.
(3) كذا في البحار و المصدر، يعني بأبي فديت يد أبي محمد العسكري- عليه السلام- التي طال ما جلت أيها الخاتم فيها، و في الأصل: بأبي زمان طالما دخلت فيها، و تراخى بنا أي امتد بنا و تمادينا في فنون الأحاديث.
(4) توخى الأمر: تعمده و تطلبه دون سواه.
(5) من المصدر و البحار.
(6) ليس في المصدر و البحار، و في المصدر: قال لي و أيم الله.
(7) في المصدر: ثم إني لرسولهما، و في البحار: و إني لرسولهما.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 194
بهما فارتحل معي إلى الطائف، و ليكن ذلك في خفية من رجالك و اكتتام (من أمرك) «1»».
قال إبراهيم: فشخصت معه إلى الطائف أتخلل رملة فرملة حتى أخذ في بعض مخارج الفلاة، فبدت لنا خيمة شعر قد أشرفت على أكمة رمل تتلألأ تلك البقاع منها تلألؤا، فبدرني إلى الاذن، و دخل مسلما عليهما و أعلمهما بمكاني، فخرج علي أحدهما و هو الأكبر سنا «م ح م د» ابن الحسن- رضي الله عنهما- و هو غلام أمرد ناصع اللون، واضح الجبين، أبلج الحاجب، مسنون الخدين، [أقنى الأنف‏] «2»، اشم أروع كأنه غصن بان، و كأن صفحة غرته كوكب دري، بخده الأيمن خال، كأنه فتاتة «3» مسك على بياض الفضة، و إذا برأسه و فرة سحماء سبطة تطالع شحمة اذنه، له سمت ما رأت العيون أقصد منه و لا أعرف «4» حسنا و سكينة و حياء.
فلما مثل لي أسرعت إلى تلقيه فأكببت عليه ألثم كل جارحة منه، فقال [لي‏] «5»: «مرحبا بك يا ابا اسحاق لقد كانت الأيام تعدني و شك‏
__________________________________________________
(1) ليس في المصدر و البحار.
(2) من المصدر و البحار، و الناصع: الخالص، و البلجة: نقاوة ما بين الحاجبين، يقال رجل أبلج، بين البلج إذا لم يكن مقرونا، و المسنون: المملس، و رجل مسنون الوجه إذا كان في وجهه و أنفه طول.
و الشم: ارتفاع في قصبة الأنف مع استواء أعلاه، فإن كان فيها أحد يدأب فهو القنى.
(3) في المصدر: فتاة، و الوفرة: الشعرة الى شحمة الاذن. و السحماء: السواد. و شعر سبط بفتح الباء و كسرها: أي مسترسل غير جعد.
(4) كذا في المصدر و البحار: و في الأصل: أعذب، و السمت: هيئة أهل الخير.
(5) من المصدر، و الوشك- بالفتح و الضم-: السرعة، و المعاتب: المراضي من قولهم:
«استعتبته فأعتبني» أي استرضيته فأرضاني، و تشاحط الدار: تباعدها.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 195
لقائك، و المعاتب بيني و بينك على تشاحط الدار و تراخي المزار، تتخيل لي صورتك حتى كانا «1» لم نخل طرفة عين من طيب المحادثة و خيال المشاهدة، و أنا أحمد الله ربي ولي الحمد على ما قيض «2» من التلاقي و رفه من كربة التنازع و الاستشراف»، (ثم سألني) «3» عن إخواني متقدمها و متأخرها، فقلت: بأبي أنت و أمي ما زلت أتفحص عن أثرك «4» بلدا فبلدا منذ استأثر الله تعالى بسيدي أبي محمد- عليه السلام-، فاستغلق علي ذلك حتى من الله عز و جل [علي‏] «5» بمن أرشدني إليك و دلني عليك، و الشكر لله عز و جل على ما أوزعني [فيك‏] «6» من كريم اليد و الطول، ثم نسب نفسه و أخاه موسى «7» و اعتزلني ناحية.
ثم قال لي: «إن أبي- عليه السلام- عهد إلي أن لا أوطن من الأرض إلا أخفاها و أقصاها إسرارا لأمري و تحصينا لمحلي من مكائد أهل الضلال و المردة من أحداث الامم الضوال، فنبذني إلى عالية الرمال و خبت «8» صرائم الأرض ينظرني الغاية التي عندها يحل الأمر و ينجلي‏
__________________________________________________
(1) في البحار: كأن.
(2) التقييض: التيسير و التسهيل. و التنازع: التشاوق من قولهم «نازعت النفس إلى كذا» اي اشتاقت.
(3) ليس في المصدر، و فيه: عن أحوالها، و في الأصل: عن أحوالي، و ما اثبتناه من البحار.
(4) في المصدر و البحار: أفحص عن أمرك بلدا فبلدا.
(5) من المصدر و البحار، و أوزعني: أي الهمني.
(6) من المصدر و البحار، و أوزعني: أي الهمني.
(7) هذا خلاف ما اجمعت عليه الشيعة الإمامية من أنه ليس لأبي محمد- عليه السلام- ولد إلا القائم- عليه السلام- فتأمل، و في المصدر: و اعتزل بي، و في البحار: و اعتزل في ناحية.
(8) العالية: كل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها و عمائرها إلى تهامة العالية، و ما كان دون ذلك السافلة «مراصد الاطلاع».
و في المصدر و البحار، وجبت صرائم الأرض و «جبت» أي قطعت و درت، و الصريمة-
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 196
الهلع، و كان- صلوات الله عليه- أنبط لي من خزائن الحكم، و كوامن العلوم ما إن أشعت إليك من ذلك جزء أغناك «1» عن الجملة».
و اعلم يا أبا إسحاق إنه قال- عليه السلام-: «يا بني إن الله عز و جل لم يكن ليخلي أطباق أرضه و أهل الجد في طاعته و عبادته بلا حجة يستعالى بها، و امام يؤتم به، و يقتدى بسبيل «2» سنته و منهاج قصده، و أرجو يا بني أن تكون أحد من أعده الله عز و جل لنشر الحق و طي الباطل و اعلاء الدين و اطفاء الضلال، فعليك يا بني بلزوم خوافي الأرض، و تتبع أقاصيها، فإن لكل ولي من أولياء الله تعالى عدوا مقارعا و ضدا منازعا، افتراضا لمجاهدة أهل نفاقه و خلافه «3» اولي الالحاد و العناد، فلا يوحشنك ذلك.
[و اعلم‏] «4» إن قلوب أهل الطاعة و الإخلاص نزع إليك من الطير إلى و كرها «5»، و هم معشر يطلعون بمخائل الذلة «6»، و الاستكانة و هم عند الله بررة أعزاء يبرزون بأنفس مختلة محتاجة، و هم أهل القناعة و الاعتصام، استنبطوا الدين فوازروه على مجاهدة الأضداد، خصهم الله‏
__________________________________________________
ما انصرم من معظم الرمل و الأرض المحصود زرعها، و «خبت»- بالخاء المعجمة- و هو المطمئن من الأرض فيه رمل.
(1) كذا في المصدر و البحار، و في الأصل: يعنيك.
(2) في البحار: بسبل.
(3) في المصدر: أهل النفاق و خلاعة.
(4) من المصدر و البحار، و نزع كركع- أي مشتاقون إليك. و قد يقرأ «ترع» بالتحريك: إي الإسراع إلى الشي‏ء و الامتلاء.
(5) في المصدر: أو كارها، و في البحار: إذا أمت أو كارها.
(6) أي يدخلون في امور هي مظان المذلة أو يطلعون و يخرجون بين الناس مع أحوال هي مظانها.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 197
باحتمال الضيم (في الدنيا) «1» ليشملهم باتساع العز في دار القرار، و جبلهم على خلائق الصبر لتكون لهم العاقبة الحسنى و كرامة حسن العقبى.
فاقتبس يا بني نور الصبر على موارد امورك تفز بدرك الصنع في مصادرها، و استشعر العز فيما ينوبك تحظ بما تحمد عليه «2» إن شاء الله تعالى.
فكأنك يا بني بتأييد نصر الله قد آن، و تيسير الفلج و علو الكعب قد حان، و كأنك بالرايات الصفر و الأعلام البيض تخفق على أثناء «3» أعطافك ما بين الحطيم و زمزم، و كأنك بترادف البيعة و تصافي الولاء يتناظم عليك تناظم الدر في مثاني العقود، و تصافق «4» الأكف على جنبات الحجر الأسود.
تلوذ بفنائك من ملأ برأهم الله بطهارة الولادة و نفاسة التربة، مقدسة قلوبهم من دنس النفاق، مهذبة أفئدتهم من رجس الشقاق، لينة عرائكهم للدين، خشنة ضرائبهم «5» عن العدوان، واضحة بالقبول أوجههم، نضرة بالفضل عيدانهم «6»، يدينون بدين الحق و أهله.
__________________________________________________
(1) ليس في البحار: و الضيم: الظلم.
(2) كذا في البحار، و في المصدر: تحمد غبه، و في الأصل: تحط بما يجعل منه.
(3) اثناء الشي‏ء: قواه و طاقاته، و المراد بالاعطاف جوانبها، و الخفق: الاضطراب.
(4) التصافق: ضرب اليد على اليد عند البيعة، من صفقت له بالبيع اي ضربت بيدي على يده، و الجنبات: الأطراف.
(5) العرائك- جمع عريكة- و هي الطبيعة. و كذا الضرائب- جمع ضريبة- و هي الطبيعة أيضا و من السيف حده.
(6) العيدان- بالفتح- الطوال من النخل.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 198
فإذا اشتدت أركانهم، و تقومت أعمادهم، قدت بمكاثفتهم «1» طبقات الأمم (إلى إمام) «2»، إذ تبعتك في ظلال شجرة دوحة (قد) «3» تشعبت أفنان غصونها على حافات بحيرة الطبرية، فعندها يتلألأ صبح الحق و ينجلي ظلام الباطل، و يقصم الله بك (ميل) «4» الطغيان، و يعيد (بك) «5» معالم الإيمان و يظهر بك أسقام الآفاق و سلام الرفاق، يود الطفل في المهد لو استطاع إليك نهوضا، و نواشط «6» الوحش لو تجد نحوك مجازا.
تهتز بك أطراف الدنيا بهجة، و تنشر «7» عليك أغصان العز نضرة، و تستقر بواني الحق «8» في قرارها، و تؤوب شوارد الدين إلى أوكارها، يتهاطل عليك سحائب الظفر، فتخنق كل عدو و تنصر كل ولي، فلا يبقى على [وجه‏] «9» الأرض جبار قاسط و لا جاحد غامط، و لا شانئ مبغض و لا معاند كاشح، و من يتوكل على الله فهو حسبه، إن الله بالغ أمره‏
__________________________________________________
(1) كذا في البحار، و في المصدر: فدت بمكانفتهم، و في الأصل: قرنت بمكاثفتهم، و الأعماد:
جمع عمود من غير قياس.
(2) ليس في البحار.
(3) ليس في المصدر و البحار، و في البحار: بسقت أفنان، و الأفنان: الاغصان، و الدوحة:
الشجرة العظيمة.
(4) ليس في المصدر و البحار، و في الأصل: و يستعلي بدل «و يعيد» و ما أثبتناه من المصدر و البحار.
(5) ليس في المصدر و البحار، و في الأصل: و يستعلي بدل «و يعيد» و ما أثبتناه من المصدر و البحار.
(6) في البحار: نواسط، و نواشط جمع ناشط: الثور الوحش يخرج من أرض إلى أرض.
(7) كذا في المصدر، و في البحار: و تهتز بك، و في الأصل: و تبتني.
(8) بواني الحق: أي أساسها، و في البحار: بواني العز أي أساسها مجازا، أو الخصال التي تبني العز و تؤسسهما.
(9) من المصدر و البحار.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 199
[قد جعل الله لكل شي‏ء قدرا»] «1».
ثم قال: «يا أبا اسحاق ليكن مجلسي هذا عندك (محفوظا) «2» مكتوما إلا عند أهل التصديق و الأخوة الصادقة في الدين، إذا بدت لك أمارات الظهور و التمكين، فلا تبطئ بإخوانك عنا، و باهل «3» المسارعة إلى منار اليقين و ضياء مصابيح الدين، تلق رشدا إن شاء الله تعالى».
قال إبراهيم بن مهزيار: فمكثت عنده حينا أقتبس ما أؤدي إليهم «4» من موضحات الأعلام و نيرات الأحكام، و أروي نبات الصدور من نضارة ما ادخر «5» الله تعالى في طبائعه من لطائف الحكمة و طرائف فواضل القسم، حتى خفت إضاعة مخلفي بالأهواز لتراخي اللقاء عنهم، فاستأذنته في القفول، و أعلمته عظيم ما أصدر به عنه من التوحش لفرقته و التجرع «6» للظعن عن محاله، فأذن و اردفني من صالح دعائه ما يكون ذخرا عند الله تعالى لي و لعقبي و قرابتي «7» إن شاء الله تعالى.
فلما آن «8» ارتحالي و تهيأ اعتزام نفسي غدوت عليه مودعا و مجددا للعهد، و عرضت عليه مالا كان معي يزيد على خمسين ألف درهم،
__________________________________________________
(1) من المصدر و البحار.
(2) ليس في المصدر و البحار.
(3) في المصدر: و التمكن ... و باهر المسارعة، و بهر عليه: أي غلبه وفاق على غيره في العلم و المسارعة؛ ثم إنه يبدو من مضمون الجملة بقاء إبراهيم بن مهزيار إلى يوم خروجه- عليه السلام-، و لا يخفى ما فيه.
(4) أي أؤدي إلى إخواني، و في البحار: ما اورى من موضحات الأعلام.
(5) في المصدر: ما ادخره الله، و في البحار: و أروي بنات الصدور من نضارة ما ذخره الله.
(6) في البحار: التجزع، و القفول: الرجوع من السفر، و الظعن: السير و الارتحال.
(7) كذا في المصدر و البحار، و في الأصل: و لقراباتي و لعقبي من بعدي.
(8) في المصدر و البحار: فلما أذف، و الاعتزام: العزم أو لزوم القصد في المشي.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 200
و سألته أن يتفضل بالأمر بقبوله مني، فابتسم و قال: «يا أبا اسحاق استعن به على منصرفك، فإن الشقة قذفة و فلوات الأرض أمامك جمة «1»، و لا تحزن لإعراضنا عنه، فإنا قد أحدثنا لك شكره و نشره، و أربضناه «2» عندنا بالتذكرة و قبول المنة، فبارك الله (لك) «3» فيما خولك و أدام لك ما نولك، و كتب لك أحسن ثواب المحسنين و أكرم آثار الطائعين، فإن الفضل له و منه.
و أسأل الله [أن يردك إلى‏] «4» أصحابك بأوفر الحظ من سلامة الأوبة و أكناف الغبطة، بلين المنصرف، و لا أوعث «5» الله لك سبيلا، و لا حير لك دليلا، و استودعه نفسك وديعة لا تضيع و لا تزول بمنه و لطفه إن شاء الله تعالى.
يا ابا اسحاق: (إن الله) «6» قنعنا بعوائد إحسانه و فوائد امتنانه، و صان أنفسنا عن معاونة الأولياء إلا عن الإخلاص في النية و امحاض النصيحة و المحافظة على ما هو أبقى و أتقى و أرفع ذكرا».
__________________________________________________
(1) الشقة- بالضم و الكسر-: البعد و السفر البعيد و المشقة، و فلاة قذف: أي بعيدة، و الجمة- بفتح الجيم و ضمها-: معظم الشي‏ء أو الكثير منه.
(2) كذا في البحار، و في المصدر: ربضناه، و في الأصل: و قد بطناه عندنا في التذكرة، و الربض الإقامة في مكان.
(3) ليس في المصدر، و في البحار: فتبارك الله.
(4) من المصدر و البحار.
(5) الاوبة: الرجوع، و الاكناف إما مصدر أكنفه أي صانه و حفظه و أعانه و أحاطه، جمع الكنف- محركة- و هو الحرز و الستر و الجانب و الظل و الناحية. و وعث الطريق: تعسر سلوكه، و الوعث: الطريق العسر، و الوعثاء: المشقة.
(6) ليس في المصدر، و فيه: عن معاونة الأولياء لنا عن الإخلاص.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 201
قال: فانفصلت «1» عنه حامدا لله عز و جل على ما هداني [و أرشدني‏] «2»، عالما بان الله تعالى لم يكن ليعطل أرضه و لا يخليها من حجة واضحة، و امام قائم، و [ألقيت‏] «3» هذا الخبر المأثور و النسب المشهور توخيا للزيادة في بصائر أهل اليقين، و تعريفا لهم ما من الله عز و جل [به‏] «4» من إنشاء الذرية الطيبة و التربة الزكية، و قصدت أداء الأمانة و التسليم لما استبان ليضاعف الله تعالى الملة الهادية، و الطريقة [المستقيمة] «5» المرضية، قوة عزم و تأييد نية، و شدة أزر، و اعتقاد عصمة، و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. «6»
ثم قال الراوندي بعد نقله الحديث عن ابن بابويه- عقيب الحديث-: و هذا مثل حكاية أخيه علي بن مهزيار فإنه قال: (إني) «7» حججت عشرين حجة لذلك، فلما كان بعد هذا كلة أتاني آت في منامي و قال: «قد أذن الله [لك‏] «8» في مشاهدته- عليه السلام-»، الخبر.
2788/ 132- قلت: صورة الحديث: روي عن علي بن إبراهيم بن مهزيار قال: حججت عشرين حجة أطلب بها عيان الإمام «9» فلم أجد
__________________________________________________
(1) في المصدر: فأقفلت أي رجعت.
(2) من المصدر و البحار.
(3) من المصدر و البحار.
(4) من المصدر و البحار.
(5) من المصدر، و في البحار: و شد أزر.
(6) كمال الدين: 445 ح 19، الخرائج و الجرائح: 3/ 1099 ح 22 باختصار، و أخرجه في البحار: 52/ 32 ح 28 عن الكمال.
(7) ليس في المصدر.
(8) من المصدر.
(9) يقال: لقيه أو رآه عيانا: أي مشاهدة لم يشك في رؤيته إياه.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 202
إليه سبيلا، إذ رأيت ليلة في نومي قائلا يقول: «يا علي بن إبراهيم قد أذن الله لك»، فخرجت حاجا نحو المدينة، ثم إلى مكة [و حججت‏] «1»، فبينا أنا ليلة في الطواف إذ أنا بفتى حسن الوجه، طيب الرائحة طائف فحس قلبي به، [فابتدأني‏] «2» فقال لي: «من أين؟» قلت: من الأهواز.
فقال: «أ تعرف الخصيبي؟» قلت: رحمه الله، دعي فأجاب، فقال:
«رحمه الله، فما أطول ليله، أ فتعرف علي بن إبراهيم؟» قلت: أنا هو. قال:
«آذن لك صر إلى رحلك و صر «3» إلى شعب بني عامر تلقاني هناك، فأقبلت مجدا حتى وردت الشعب [فاذا هو ينتظرني‏] «4»، و سرنا حتى تخرقنا جبال عرفات، و سرنا إلى جبال منى، و انفجر الفجر الأول و قد توسطنا جبال الطائف، [فقال: «انزل»] «5»، فنزلنا و صلينا صلاة الليل ثم الفرض، ثم سرنا حتى علا ذروة الطائف، فقال: «هل ترى شيئا؟» قلت:
أرى كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا.
فقال: «هناك «6» الأمل و الرجاء»، ثم صرنا في أسفله فقال: «انزل فهاهنا يذل كل صعب، خل عن زمام الناقة، فهذا حرم القائم لا يدخله إلا مؤمن [يدل»] «7»؛ و دخلت عليه فإذا [أنا] «8» به جالس قد اتشح ببردة و تأزر باخرى، و قد كسر بردته على عاتقه و إذا هو كغصن‏
__________________________________________________
(1) من المصدر، و طائف: أي طائف حول البيت.
(2) من المصدر، و طائف: أي طائف حول البيت.
(3) كذا في المصدر، و في الأصل: قال: إذا لك فتصير إلى شعب، الخ.
(4) من المصدر، و تخرقنا- بالخاء المعجمة و الراء المشددة: أي قطعنا.
(5) من المصدر.
(6) في المصدر: هنالك، و فيه: ثم صرنا إلى أسفله.
(7) من المصدر، يقال: هو يدل به: أي يثق به.
(8) من المصدر، يقال: هو يدل به: أي يثق به.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 203
بان ليس بالطويل الشامخ و لا بالقصير اللازق، [بل مربوع‏] «1» مدور الهامة، صلت الجبين، أزج الحاجبين، أقنى الأنف، سهل الخدين، على خده الأيمن خال كأنه فتات مسك على رضراضة عنبر.
فلما أن رأيته بدرته بالسلام، فرد علي بأحسن ما سلمت عليه و سألني عن المؤمنين، قلت: قد ألبسوا جلباب الذلة و هم بين القوم أذلاء، قال: «لتملكونهم كما ملكوكم، و هم يومئذ أذلاء»، فقلت: (يا سيدي) «2» لقد بعد الوطن.
قال: «إن أبي عهد إلي أن لا أجاور قوما غضب الله عليهم، و أمرني أن لا أسكن من الجبال إلا وعرها، و من البلاد إلا قفرها «3»، و الله مولاكم أظهر التقية، فأنا في التقية إلى يوم يؤذن لي فأخرج».
__________________________________________________
(1) من المصدر، و اتشح بثوبه: لبسه أو أدخله تحت ابطه فألقاه على منكبه.
و تأزر: لبس الإزار. و الإزار: كل ما سترك، و الملحفة.
و البان: شجر معتدل القوام، ورقه لين.
و قال ابن الاثير في النهاية: 3/ 45: في صفته- صلى الله عليه و آله-: «كان صلت الجبين» أي واسعه.
و قيل: الصلت: الأملس. و قيل: البارز.
و قال أيضا في ج 2/ 296: في صفته- صلى الله عليه و آله-: «أزج الحواجب» الزج: تقوس في الحاجب مع طول في طرفه و امتداد.
و قال أيضا في ج 4/ 116: في صفته- صلى الله عليه و آله-: «كان أقنى العرنين» القنا في الأنف: طوله و رقة ارنبته مع حدب في وسطه.
و قال أيضا في ج 2/ 428: و في صفته- عليه الصلاة و السلام-: «أنه سهل الخدين صلتهما» أي سائل الخدين، غير مرتفع الوجنتين.
و قال أيضا في ج 2/ 229: في صفة الكوثر: «طيبه المسك، و رضراضه التوم».
الرضراض: الحصى الصغار. و التوم: الدر.
(2) ليس في المصدر، و فيه: بعد الموطن.
(3) أقفر المكان: خلا من الناس و الماء و الكلاء، و أظهر التقية: أي بينها.
مدينة معاجز الأئمة الإثني عشر، ج‏8، ص: 204
قلت: متى يكون هذا الأمر؟ قال: «إذا حيل بينكم و بين الكعبة»، فأقمت أياما حتى «1» أذن لي بالخروج، فخرجت نحو منزلي و معي غلام يخدمني فلم أر إلا خيرا. «2»
__________________________________________________
(1) في المصدر: ثم.
(2) الخرائج و الجرائح: 2/ 785 ح 111، و رواه الشيخ الطوسي في الغيبة: 263 ح 228 مفصلا، و قد تقدم في الحديث 2732 عن دلائل الإمامة نحوه.
(3) من المصدر.
(4) ليس‏







مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 730
على بن مهزيار اهوازى‏
شيخ الطائفه (ره) در كتاب «غيبت» مينويسد جماعتى از دانشمندان از تلعكبرى و او از احمد بن على رازى و او از على بن حسين و او از مردى كه ميگفت از اهل قزوين است و نام خود را ذكر نكرد و او از حبيب بن محمد بن يونس بن شاذان صنعانى روايت نموده كه گفت: وارد شدم بر على بن ابراهيم بن مهزيار اهوازى، و از بازماندگان امام حسن عسكرى عليه السلام سؤال كردم؛ على بن مهزيار گفت: برادر مطلب بزرگى را پرسيدى.
من بيست مرتبه بحج بيت الله مشرف گشته‏ام، در تمام اين سفرها قصدم ديدن امام زمان عليه السلام بود ولى در اين بيست سفر راه بجائى نبردم تا آنكه شبى در بستر خود، خوابيده بودم ديدم كسى ميگويد: اى على بن ابراهيم! خداوند بتو فرمان داده كه امسال نيز حج كنى! آن شب را هر طور بود بصبح آوردم و صبح در كار خود مى‏انديشيدم و شب و روز مراقب موسم حج بودم.
چون موسم حج فرا رسيد، كارم را روبراه كردم و بآهنگ حج بجانب مدينه رهسپار گشتم.
چون به مدينه رسيدم از بازماندگان امام حسن عسكرى عليه السلام جويا شدم ولى اثرى از او نيافتم و خبرى نگرفتم در آنجا نيز پيوسته در باره منظورم فكر ميكردم تا آنكه بقصد مكه از مدينه خارج شدم پس به جحفه رسيدم و يك روز ماندم و بسوى غدير كه در چهار ميلى جحفه بود رهسپار گرديدم وقتى بمسجد جحفه در آمدم نماز گزاردم سپس صورت بخاك نهادم و براى تشرف بخدمت اولاد امام يازدهم در دعا و تضرع بدرگاه خداوند كوشيدم سپس بسمت «عسفان» و از آنجا بمكه رفتم و چند روزى در آنجا ماندم و بطواف خانه خدا و اعتكاف در مسجد الحرام پرداختم.
شبى در اثناى طواف جوان زيباى خوش بوئى را ديدم كه بآرامى راه ميرود و در اطراف خانه طواف ميكند دلم متوجه او شد برخاستم و بجانب او رفتم و تكانى باو
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 731
دادم تا متوجه من شد، پرسيد: از مردم كجائى؟ گفتم: از اهل عراق هستم. پرسيد كدام عراق؟ گفتم: اهواز پرسيد خصيب (خضيب) را ميشناسى؟ گفتم خدا او را رحمت كند دعوت حق را اجابت كرد، گفت: خدا او را رحمت فرمايد كه شبها را بيدار بود و بسيار بدرگاه خداوند ميناليد و پيوسته اشكش جارى بود.
سپس پرسيد: على بن ابراهيم مهزيار را ميشناسى؟! گفتم: على بن ابراهيم من هستم. گفت: اى ابو الحسن خدا ترا نگهدارد، علامتى را كه ميان تو و امام حسن عسكرى (ع) بود چه كردى؟ گفتم: اينك نزد من است. گفت: آن را بيرون بياور من دست در جيب بردم و آن را در آوردم؛ وقتى آن را ديد نتوانست خوددارى كند و ديدگانش پر از اشك شد و زار زار گريست. بطورى كه لباسهايش از سيلاب اشك تر گشت.
آنگاه فرمود: اى پسر مهزيار! خداوند بتو اذن ميدهد! خداوند بتو اذن ميدهد. (دو بار فرمود) بجائى كه رحل اقامت افكنده‏اى برو و صبر كن تا شب فرا رسد و تاريكى آن مردم را فراگيرد، سپس برو بجانب (شعب بنى عامر) كه در آنجا مرا خواهى ديد.
من بمنزل خود رفتم. چون احساس كردم وقت فرا رسيده اثاثم را جمع و جور كردم و سپس شتر خود را پيش كشيدم و جهاز آن را محكم بستم، سپس لوازم خود را بار كرده و سوار شدم و بسرعت راندم تا بشعب بنى عامر رسيدم.
ديدم همان جوان ايستاده و بانگ ميزند كه اى ابو الحسن بيا نزد من! چون نزديك وى رسيدم، ابتداء سلام نمود و گفت: اى برادر با ما راه بيا. با هم براه افتاديم و گفتگو ميكرديم تا آنكه كوه‏هاى عرفات را پشت سر گذاشته و بطرف كوه‏هاى منى رفتيم. وقتى از آنجا نيز گذشتيم بميان كوه‏هاى طائف رسيديم.
چون صبح كاذب دميد بمن دستور داد كه پياده شوم و نماز شب بخوانم بعد از نماز شب دستور داد كه نماز «وتر» بخوانم، منهم نماز وتر را خواندم، و اين فائده‏اى بود كه از وى كسب كردم. سپس امر نمود كه سجود كنم و تعقيب بخوانم. آنگاه‏
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 732
نمازش را تمام كرد و سوار شد و بمن هم دستور داد سوار شده با وى حركت نمودم تا آنكه قلعه كوه طائف پيدا شد.
پرسيد: آيا چيزى مى‏بينى؟ گفتم: آرى تل ريگى مى‏بينم كه خيمه‏اى بر بالاى آنست و نور از داخل آن ميدرخشد. وقتى آن را ديدم خوشحال گشتم گفت: اميد و آرزوى تو در آنجاست. آنگاه گفت برادر با من بيا. او ميرفت و من هم از همان راه ميرفتم تا اينكه از بلندى كوه پائين آمديم سپس گفت: پياده شو كه در اينجا سركشان ذليل و جباران خاضع ميگردند. آنگاه گفت: مهار شتر را رها كن. گفتم: بدست كى بدهم؟
گفت: اينجا حرم قائم آل محمد است كسى جز افراد با ايمان بدينجا راه نمى‏يابد و هيچ كس جز مؤمن از اينجا بيرون نميرود. من هم مهار شترم را رها كردم و با او رفتم تا نزديك چادر رسيديم. او نخست بدرون چادر رفت و بمن دستور داد كه در بيرون چادر توقف كنم تا او برگردد. سپس گفت: داخل شو كه در اينجا جز سلامتى چيزى نيست. من وارد چادر شدم و آن حضرت را ديدم كه نشسته و دو برد يمانى پوشيده قسمتى از يكى را روى دوش انداخته است.
اندامش در لطافت مانند گل بابونه و رنگ مباركش در سرخى همچون گل ارغوانى است كه قطراتى از عرق مثل شبنم بر آن نشسته باشد ولى چندان سرخ نبود.
قد مباركش مانند شاخه درخت بان «1» يا چوبه ريحان بود. جوانى ذيجود، پاكيزه و پاكسرشت بود كه نه بسيار بلند و نه خيلى كوتاه بود، بلكه متوسط القامه بود.
سر مباركش گرد، پيشانيش گشاده، ابروانش بلند و كمانى، بينيش كشيده و ميان برآمده؛ صورتش كم گوشت و بر گونه راستش خالى مانند پاره مشكى بود كه بر روى عنبر كوبيده قرار دارد.
__________________________________________________
(1) بان- نام درختى است كه تنه آن راست و نرم ميباشد. برگ آن مانند برگ درخت صفصاف و از تخم آن روغن خوشبو ميگيرند، و اندام رسا را بآن درخت بلند تشبيه ميكنند (المنجد).
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 733
هنگامى كه حضرتش را ديدم، سلام نمودم و جوابى از سلام خود بهتر شنيدم.
سپس مرا مخاطب ساخت و احوال مردم عراق را پرسيد. عرضكردم: آقا! مردم عراق (شيعيان) در كمال ذلت بسر ميبرند و ميان ساير مردم خوارند. فرمود: پسر مهزيار روزى فرا ميرسد كه شما بر آنان مسلط گشته و مالك آنها (يعنى مردم غير شيعه) باشيد چنان كه امروز آنها بر شما مسلط شده‏اند، آنها در آن روز ذليل و خوار خواهند بود.
عرضكردم: آقا! جاى شما از ما دور و آمدنتان بطول انجاميده! فرمود:
پسر مهزيار! پدرم ابو محمد (امام حسن عسكرى عليه السلام) از من پيمان گرفت كه مجاور قومى نباشم كه خداوند بر آنها غضب نموده و در دنيا و آخرت مورد نفرت و مستحق عذاب دردناك هستند. و امر فرمود: كه جز در كوههاى سخت و بيابانهاى هموار نمانم.
بخدا قسم مولاى شما (امام حسن عسكرى عليه السلام) خود رسم تقيه پيش گرفت و مرا نيز امر به تقيه فرمود، و من اكنون در تقيه بسر ميبرم تا روزى كه خداوند بمن اجازه دهد و قيام كنم. عرضكردم: آقا! چه وقت قيام ميفرمائى؟ فرمود: موقعى كه راه حج را بروى شما بستند، و خورشيد و ماه در يك جا جمع شود، و نجوم و ستارگان در اطراف آن بگردش درآيند.
عرضكردم: يا ابن رسول الله! اين علائم كى خواهد بود؟ فرمود: در فلان سال و فلان سال «دابة الارض» در بين صفا و مروه قيام كند، در حالى كه عصاى موسى و انگشتر سليمان با او باشد و مردم را بسوى محشر سوق دهد (دابة الارض يعنى متحرك در روى زمين و مقصود خود آن حضرت است).
على بن مهزيار افزود كه: چند روز در خدمت حضرت ماندم، و بعد از آنكه بمنتهاى آرزوى خود رسيدم رخصت گرفته بطرف منزلم برگشتم. بخدا قسم از مكه بكوفه آمدم، در حالى كه فقط غلام خدمتكار همراه داشتم و هيچ گونه خطرى نديدم و صلى الله على محمد و آله و سلم تسليما «1» در كتاب «دلائل الامامة» تأليف محمد بن جرير
__________________________________________________
(1) در اين باب ماجراى ملاقات على بن مهزيار با حضرت ولى عصر (ع) سه بار بطور مختصر و مفصل ذكر شده است. يكى بنام ابراهيم بن مهزيار و دو حكايت ديگر بنام على ابن ابراهيم مهزيار- براى اطلاع از چگونگى امر پاورقى ما را در ذيل حكايت سوم آن بخوانيد.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 734
طبرى نيز اين حديث از محمد بن سهل جلودى از احمد بن محمد بن جعفر طائى از محمد بن حسن بن يحيى حارثى از على بن ابراهيم بن مهزيار، بر وجهى مبسوطتر از آنچه شيخ نقل كرده؛ آمده است و مضمون هر دو تقريبا يكى است.
مؤلف: دور نيست كه جمع شدن خورشيد و ماه و ستارگان كنايه از پيغمبر (ص) و امير المؤمنين و ائمه صلوات الله عليهم اجمعين باشد، و هم محتمل است كه مقصود نزديكى قيام امام زمان عليه السلام با روز رستاخيز باشد كه اوضاع كواكب چنين خواهد شد و هم ممكن است كه معنى آن ظاهر عبارت باشد.
مأمور س






مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 763
ابراهيم بن مهزيار
صدوق (ره) در «كمال الدين» از موسى بن متوكل و او از حميرى، از ابراهيم بن مهزيار روايت نموده كه گفت: «در يكى از سالها سفرى بمدينه كردم و در باره اولاد امام حسن عسكرى عليه السلام تحقيقاتى نمودم، ولى چيزى دستگيرم نشد. آنگاه بمكه رفتم تا مگر در آنجا اطلاعى بدست آورم روزى در اثناى طواف جوانى گندم- گون و زيبا روى ديدم كه داشت بمن نگاه ميكرد. من بآرزوى اينكه شايد مقصود خود را يافته باشم بطرف او رفتم. وقتى بوى نزديك شدم سلام نمودم و او جوابى از سلام من بهتر داد.
سپس پرسيد: اهل كجائى؟ گفتم: از مردم عراق ميباشم. گفت: كدام عراق؟
گفتم: اهواز. گفت: از ديدنت خوشوقتم. آيا در اهواز جعفر بن حمدان خصيبى را ميشناسى؟ گفتم: او نداى حق را لبيك گفت. فرمود: خدا او را رحمت كند. شبهاى درازى را بعبادت گذرانيد و خداوند پاداش بسيار بوى عطا فرمود. سپس فرمود: ابراهيم ابن مهزيار را ميشناسى؟ گفتم: ابراهيم بن مهزيار من هستم. پس با من معانقه طولانى نمود، آنگاه پرسيد: اى ابو اسحاق! مرحبا بتو! آن علامتى كه بواسطه آشنائى كه با امام حسن عسكرى عليه السلام داشتى نزد تو بود، چه كردى؟ گفتم؛ شايد مقصودت‏
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 764
انگشترى است كه امام حسن عسكرى عليه السلام بمن لطف فرمود؟!.
گفت: آرى، مقصودم همانست. وقتى آن را بيرون آوردم و نظرش بآن افتاد از دست من گرفت و بوسيد و سپس نقش آن را كه نوشته بود: «يا الله يا محمد يا على» خواند. آنگاه فرمود: قربان پدرم گردم! كه جواب مسائل بسيارى را براى امروز كه بآن احتياج دارم از وى گرفتم و همه نوع احاديث و اخبار از او استفاده نمودم.
تا آنجا كه فرمود: اى ابو اسحاق! مطلب مهمى را كه بعد از حج قصد كرده‏اى بمن اطلاع بده! گفتم: آنچه در نظر داشتم هم اكنون بتو ميگويم. گفت: هر چه ميخواهى بپرس تا بخواست خدا برايت شرح دهم.
گفتم: آيا از اولاد امام حسن عسكرى صلوات الله عليه خبرى دارى؟ گفت:
آرى و الله! من نور حقيقت را در جبين محمد و موسى «1» پسران آن حضرت ميبينم و از طرف آنهاست كه نزد تو آمده‏ام تا از آنها براى تو خبر آورم. اگر ميخواهى بشرف ملاقات آنها فائز شوى و ديدگانت بنور جمال آنان روشن گردد، با من بطائف بيا «2» ولى از رفقايت پوشيده دار تا مطلب بر آنها مكتوم بماند.
ابراهيم بن مهزيار گفت: با وى بطائف رفتم و از ريگستانى گذشته از دور چادرى ديديم كه بر سينه تل ريگى نصب كرده‏اند و از نور آن صحنه بيابان روشن گشته است. او نخست بدرون چادر رفت تا براى ورود من اجازه بگيرد، پس بآنها سلام كردم و اطلاع داد كه من بيرون منتظرم. يكى از آنها (كه ميان چادر بود) و بزرگتر بود و نامش (م ح م د) بود بيرون آمد.
ديدم رنگ صورتش باز، پيشانيش روشن، ميان ابروانش گشاده، رخسارش‏
__________________________________________________
(1) نگاه كنيد به توضيحات ما در پاورقى آينده ذيل حكايت «على بن مهزيار».
(2) طائف محلى واقع در 12 فرسخى مكه معظمه است كه از روزگار پيش از اسلام تا كنون باقى است.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 765
صاف، بينيش كشيده و ميان برآمده، و در طراوت همچون شاخه بان بود و گوئى صفحه پيشانيش ستاره درخشانى است، كه ميدرخشد بر گونه راستش خالى مانند پاره مشكى بر روى نقره خام، نمايان بود و موى سر مباركش نتابيده و تا نرمى گوشش ميرسيد. قيافه نورانى او را هيچ چشمى نديده، و زيبائى و وقار و حجب و حياى بى‏نظيرش را نميتوان توصيف كرد.
چون نظرم بوى افتاد بسويش شتافتم و دست و پايش را بوسيدم. فرمود: اى ابو اسحاق! خوش آمدى! روزگار قبل از اين، پيوسته وعده ملاقات را بمن ميداد، و رابطه قلبى كه ميان من و تو برقرار است، با وجود بعد منزل و تأخير ملاقات، همواره تو را در نظرم مجسم مينمود، بطورى كه هيچ گاه از لذت صحبت و خيال مشاهده يك ديگر بى‏خبر نبوديم. خدا را شكر كه ملاقات ما صورت گرفت و از انتظار و فراق بيرون آورد.
سپس از تمام برادران سابق و لاحق من؛ پرسش فرمود. عرضكردم: پدر و مادرم قربانت شود، من از موقع رحلت مولايم امام حسن عسكرى (ع) تا كنون همواره شهر بشهر در جستجوى شما هستم، و همه جا درهاى اميد برويم بسته ميشد، تا اينكه خدا بر من منت نهاد و كسى آمد و مرا بخدمت شما آورد. خدا را شكر ميكنم كه بزرگوارى و احسان حضرتت را بمن الهام نمود. حضرت خود و برادرش موسى را معرفى كرد و از آن پس مرا بگوشه خلوتى برد و فرمود:
پدرم با من پيمان بست كه جز در پنهان‏ترين و دورترين نقاط زمين مسكن نكنم تا اسرار وجودم مخفى شود، و جايم از نقشه‏هاى گمراهان محفوظ بماند و از خطرات مردم سركش و بد انديش در امان باشم از اين رو مرا بطرف تلهاى شنزار و بيابانهاى خشك و ريگزار انداخت، و پايانى كه فرياد مردم روى زمين را برطرف سازد، در انتظار من است. پدرم صلوات الله عليه از حكمتهاى مخزون و علوم مكتوم چيز گوارا بى‏نيازهائى بمن آموخت كه اگر شمه‏اى را بتو بگويم ترداند.
اى ابو اسحاق! پدرم صلوات الله عليه بمن فرمود: اى فرزند! خداوند اقطار
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 766
زمين و آنها را كه سعى در عبادت و اطاعت او دارند بدون حجتى كه مقام آنها را بالا برد و بدون امامى كه مردم بوى اقتدا نمايند و بروش او روند و منظور او را دنبال كنند، نميگذارد. و فرمود: اى فرزند! اميدوارم تو از كسانى باشى كه خداوند آنها را براى نشر حق و برچيدن اساس باطل و اعلاء دين و خاموش ساختن آتش گمراهى آماده ساخته است.
اى فرزند! هميشه در جاهاى پنهان و دور بگذران زيرا كه هر يك از دوستان خدا دشمنى خطرناك و مخالفى مزاحم دارند، خداوند جهان جهاد با اهل نفاق و خلاف؛ يعنى ملحدان و دشمنان را واجب ميداند؛ پس زيادى دشمن تو را بوحشت نياندازد.
اى فرزند! بدان كه دلهاى مردم ديندار و با اخلاص مانند پرندگانى كه ميل بآشيان دارند مشتاق لقاى تو ميباشد. آنها در ميان خلق با ذلت بسر برند ولى در نزد خدا نيكوكار و عزيزند، و در ظاهر مردمى بيچاره و محتاج ميباشند، در صورتى كه قناعت و خويشتن دارى آنها را بدان گونه درآورده است.
دين خود را بوسيله مبارزه با آنچه ضد دين است كامل نگاه ميدارند. خداوند آنها را با استقامت در برابر ظلم امتياز داده تا در سراى باقى مشمول عزت وسيع خود گرداند. آنها را طورى قرار داده كه در پيشامدهاى ناگوار بردبارى زياد نشان دهند تا عاقبت نيكى داشته باشند.
اى فرزند! در هر كارى از نور استقامت و پايدارى استضائه كن تا بدرك صنع خدا و امداد غيبى فائز شوى. هر گونه گرفتارى و مصيبت كه پيدا كنى بالاخره باعث سرفرازى تو خواهد بود و ان شاء الله تو را بعزت و سعادت ميرساند.
اى فرزند! چنان مى‏بينم كه زمان تأييد تو با امداد خداوند نزديك و بزودى مجد و شرافت تو آشكار گردد. روزى را مى‏بينم كه پرچمهاى زرد و سفيد بين حطيم و زمزم «1» در اطراف تو برافراشته باشد، و دسته دسته با تو بيعت ميكنند و در دوستى‏
__________________________________________________
(1) زمزم و حطيم دو محل در مسجد الحرام نزديك خانه «كعبه» است.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 767
تو صفا نشان ميدهند، و مانند دانه‏هاى در كه يك رشته گردن بند را تشكيل دهد، دور تو را احاطه كرده باشند! در اطراف «حجر الاسود» دستهاشان براى رسيدن بتو بهم ميخورد خداوند آنها را از دوستى پاك و سرشت پاكيزه آفريده. دلهاشان از آلودگى نفاق و پليدى شقاق پاك و پوست بدنشان براى ديندارى نرم است (يعنى تن بانجام وظايف دينى ميدهند) دلهاى آنان با پذيرش حق از ستمگرى پيراسته، و رخسارشان بواسطه فضل و كمال خرم است، و متدين بدين حق و پيروان آنند.
وقتى كه كارهاى آنها سخت محكم شد، و ستون نفرات آنان نيرومند گرديد با حملات آنها اجتماع ملتهاى (باطل) متلاشى گردد. در وقتى كه آنها در سايه درخت بزرگى كه شاخ و برگ آن بر اطراف درياچه طبريه «1» سر كشيده با تو بيعت ميكنند؛ آنگاه صبح حقيقت دميده شود و تيرگى باطل از ميان برود و خداوند بوسيله تو پشت طغيان را در هم بشكند و راه و رسم ايمان را (بصورت نخست) بازگرداند. و بيماريهاى عمومى آفاق (بى‏دينى) و سلامتى دوستان (ثبات و ديندارى آنها) را آشكار گرداند. «2»
__________________________________________________
(1) طبريه شهر كوچكى از كشور اردن در كنار درياچه طبريه بوده كه تا شام و بيت المقدس هر يك سه روز راه است. درياچه طبريه بنام آن شهر معروف است (مراصد) طبرانى دانشمند معروف اهل تسنن نيز از آن شهر بوده است.
(2) اين قسمت از حكايت ابراهيم بن مهزيار نيز دستاويز خوبى براى سران حزب (بهائى) شده و آن را با لطائف الحيل تطبيق بسكونت ميرزا حسين على مازندرانى در «عكا» واقع در فلسطين كرده و بطور فوق العاده از آن بهره بردارى نموده و اذهان ساده لوحان را مشوب ساخته‏اند. ابو الفضل گلپايگانى مبلغ كهنه كار بهائى در كتاب «فرائد» كه بهترين كتب بهائى است، طبق معمول از ميان تمام مطالب حكايت مفصل ابراهيم بن مهزيار كه در اينجا از نظر خوانندگان گذشت فقط اين قسمت را كه بگمان وى ميتواند با منظورش تطبيق كند، نقل كرده و ميگويد: «و از احاديث مشهوره كه محل و موقع ظهور از آن بصراحت مستفاد مى‏شود، حديث على بن مهزيار است، و آن حديث مفصلى است و از جمله عبارات آن اينست ... در كتاب «بهائى چه ميگويد» جلد 1 صفحه 107» به تفصيل پاسخ آن را داده كه خلاصه آن بدين قرار است: اولا راوى اين حديث ابراهيم بن مهزيار است نه على بن مهزيار چنان كه گلپايگانى ميگويد. ثانيا گلپايگانى صدر حديث را كه صريحا بزيان مدعاى اوست اسقاط نموده و در ترجمه آن مقدار از حديث كه نقل كرده نيز مختصر تحريفى نموده است.
ثالثا غير از دو جمله اول حديث، بقيه را خود امام زمان (م ح م د) پسر امام حسن عسكرى (ع) نقل كرده است، و آن حضرت در آن موقع زنده بوده و بعدها هم زنده ولى از نظر مردم پنهان است، تا آنكه با تأييدات الهى و امداد غيبى پرچمهاى زرد و سفيد در مسجد الحرام در پيرامونش باهتزاز درآيد.
و از همان جا پى در پى با او بيعت كنند تا آنكه اركان حضرت قوت گيرند، و همان (م ح م د) پسر امام حسن عسكرى در اين حديث؛ از مكه حركت نموده و بكنار «طبريه» و در سايه يك درخت بزرگى (با لخصوص) جمعيتى با وى بيعت كنند، تا بالاخره در همان موقع بسبب كثرت ياران و مؤمنين بآن حضرت طبقات امم ضاله (كه اگر فرقه بهائيه كه در آن حدود تمركز پيدا كرده‏اند و در آن روز باقى بمانند از آن جمله خواهند بود) پراكنده و مستأصل شوند. پس در آن موقع حق درخشان و باطل زائل شود و پشت طغيان بآن حضرت شكسته و معالم ايمان راجع گردد؛ تا بالاخره امر آن حضرت منتهى بآن شود كه همه دشمنان وى بدست آن حضرت خفه و هلاك گردند؛ و در روى زمين يك جبار ظالم و يك منكر و معاند براى وى باقى نماند.
«و اينك ميگويم: (اگر بخواهند براى سيد باب باين حديث استدلال كنند) آيا سيد باب هيچ به «طبريه» رفته است؟ (و اگر بخواهند براى ميرزاى بهاء استدلال كنند چنان كه ظاهرا اين معنى مراد گلپايگانى است) آيا ميرزاى بهاء كه بعكاء نزديكى طبريه رفته است، هيچ بمكه هم قبلا يا بعدا رفته؟ تا چه رسد كه دعوت علنى آنجا نموده و باو در آنجا قسمى بيعت شده باشد كه گفته شود: در اطراف و جوانب وى پرچمها افراشته بوده است؟! آيا دشمنان و نوكران سيد باب و جناب بهاء، و جباران و ستمكاران در روى زمين، بدست آنها همه مغلوب و هلاك شده؛ بقسمى كه احدى از آنها باقى نمانده‏اند؟ پيداست كه جواب اين سؤالات همه منفى (نه) است.
بالاتر از همه آيا سيد عليمحمد پسر ميرزا رضاى شيرازى متولد سنه 1235 هجرى يا حسين على پسر ميرزا عباس نورى متولد سنه 1233 همان شخص م ح م د پسر امام حسن عسكرى موجود در متجاوز از هزار سال قبل است (كه در اين حديث آمده است؟) البته صد البته جواب خردمندان منصف منفى خواهد بود».
اصولا بايد دانست كه اين حكايت هزار سال پيش؛ از ابراهيم بن مهزيار نقل شده و او خود گوينده اين سخنان را كه همان امام زمان (م ح م د) باشد ديده است؛ ما نميدانيم كجاى اين حديث با سيد باب، يا ميرزا بها كه هزار سال بعد پيدا شده‏اند تطبيق ميكند؟!
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 768
كودكان كه در گهواره‏اند، دوست دارند كه كاش ميتوانستند حركت نموده بسوى تو آيند، و وحوش صحرا مايلند كه كاش راهى از كنار تو داشتند. اطراف‏
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 769
جهان نزهت گيرد، و هر شاخه شكسته و خشكيده‏اى سرسبز گردد و اساس عزت و شرف در جاى خود قرار گيرد، و آنها كه از دين (اسلام) روى برتافته‏اند. بمحل خود برگردند، و ابرهاى فتح و پيروزى بر تو ببارد.
آنگاه تو تمام دشمنان خود را نابود ميكنى و دوستانت را يارى مى‏نمائى بطورى كه نه ستمگر متجاوز و نه منكرى كه حق حق‏جويان را زير پا مى‏نهد و نه عيبجو و كينه‏توز و دشمن و بدخواه تو، بهيچ وجه در روى زمين باقى نمى‏ماند: و من يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره «1» سپس فرمود: اى ابو اسحاق! اين گفتگو را پنهان بدار، مگر از برادران دينى و افراد با صداقت هر گاه علامات ظهور و اقتدار مرا ديدى، خود و برادران دينى خود كه همواره سعى در رسيدن بمركز نور يقين و روشنى چراغهاى دين دارند كوتاهى مكن، و بسوى من بيا تا بحقيقت نائل گردى.
ابراهيم مهزيار گفت: مدتى در خدمت حضرت توقف نمودم و از آن حضرت‏
__________________________________________________
(1) سوره طلاق آيه 3.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 770
حقايق روشن و احكام نورانى و لطائف و حكمت و نكات ممتازى كه خداوند در سينه گهربارش بوديعت نهاده بود، استفاده مينمودم. تا اينكه ترسيدم مبادا كسانى را كه در اهواز بجاى گذارده‏ام؛ بواسطه تأخير ديدار آنها، از كف بدهم. از اين رو از حضرت اجازه حركت خواستم و بعرض رسانيدم كه از دورى حضرتش، ناراحتى بسيار خواهم داشت و از محروميت درك حضورش، اندوهگين ميشوم.
حضرت دعاى خيرى كه ان شاء الله براى من و فرزندان و بستگانم ذخيره و حرزى خواهد بود، نمود. موقعى كه آماده حركت شدم و عزمم جزم شد بخدمتش رسيدم كه با حضرتش وداع كنم و تجديد عهد نمايم، و پولى كه با خود داشتم و قريب پنجاه هزار درهم بود، تقديم نمودم و خواهش كردم كه بر من منت بگذارد و آن را بپذيرد، ولى او تبسمى كرد و فرمود:
اى ابو اسحاق! اين وجه را هنگام مراجعت بوطن مصرف كن! زيرا سفرى طولانى و بيابانى وسيع در پيش دارى. از اينكه ما اين وجه را نپذيرفتيم دلتنگ مباش زيرا ما از تو قدردانى نموديم، و يادآورى و قبول منتى را كه با فرض نگاهدارى در نزد ما، ميبايد از تو بنمائيم، كرديم. (يعنى منتى كه خواستى با قبول پولها بر تو بگذاريم و بعدها نيز از تو يادآورى بنمائيم، بدون پذيرفتن آنهم، خواهيم نمود).
خداوند آنچه را بتو ارزانى فرمود، مبارك گرداند، و هر چه عطا كرده باقى بدارد و بهترين ثواب احسان‏كنندگان و ارجدارترين آثار فرمانبرداران را براى تو بنويسد چه كه هر زيادتى مال اوست و بايد از او گرفت. اميدوارم خداوند تو را با بهره كافى و سلامتى و خوشحالى بسوى دوستانت برگرداند، و راه را براى تو دشوار نسازد، و دريافتن راه سراسيمه ننمايد. تو را بخدا ميسپارم كه ان شاء الله در سايه لطف او هيچ گونه خطرى متوجه تو نگردد.
اى ابو اسحاق! خداوند متعال ما را با عوائد احسان و فوائد امتنان خود قانع گردانيد، و از كمك بدوستان، بازداشته مگر بخاطر نيت خالص و بلحاظ نصيحت‏
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 771
و محافظت آنچه پاكيزه و پايدار و نامش بلند است (كه در اين صورت بدوستان خود عملا كمك ميكنيم).
ابراهيم بن مهزيار گفت: با حضرت، خداحافظى نمودم در حالى كه خدا را سپاسگزار بودم كه مرا راهنمائى و ارشاد كرد تا بمقصود حقيقى نائل گردم. با اينكه ميدانستم كه خداوند زمين خود را تعطيل و از وجود حجت آشكار و امام قائم خالى نخواهد گذاشت. سپس اين ماجرا را براى مزيد بصيرت اهل يقين (شيعيان) نقل كردم تا بدانند كه خداوند ذريه طيبه و سرشت پاك آنها را باقى گذاشته است، و هم اين امانت را باهلش تسليم كنم تا وقتى آشكار گشت، خداوند فرقه ناجيه و طريقه مرضيه را عزمى قوى و تأييدى بيشتر عطا فرمايد، و بر اعتقاد راسخشان بيافزايد و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم «1»
عبد الله سورى‏
نيز در كمال الدين از مظفر علوى از ابن عياشى از پدرش از جعفر بن معروف روايت نموده كه گفت: ابو عبد الله بلخى براى من نوشت كه عبد الله سورى براى من نقل كرد كه: روزى رفتم بباغ بنى عامر ديدم چند كودك در گود آبى بازى ميكنند و جوانى در محل نماز نشسته و آستين خود را بر دهن نهاده است. پرسيدم: اين كيست گفتند او (م ح م د) بن حسن (عسكرى عليه السلام) است. و آن جوان شبيه پدرش بود.
راشد همدانى‏
همچنين در كتاب مزبور مينويسد: از يكى از بزرگان محدثين بنام احمد بن فارس اديب شنيدم كه ميگفت: حكايتى در همدان شنيدم و سپس براى يكى از برادران دينى نقل كردم و او از من خواست كه آن را بخط خود بنويسم چون نمى- توانستم خواهش او را رد كنم ناچار نوشتم و بنظر كسى كه نخست براى من نقل‏
__________________________________________________
(1) سوره بقره آيه 209
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 772
كرده بود








مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 774
على بن مهزيار
همچنين در كمال الدين از ابو الحسين على بن موسى نقل كرده كه گفت: ديدم در كتاب پدرم نوشته است: محمد بن احمد طوال از پدرش از حسن بن على طبرى از ابو جعفر محمد بن على بن مهزيار براى من روايت كرد و گفت: از پدرم شنيدم كه ميگفت: جدم على بن مهزيار ميگفت: وقتى در عالم رؤيا ديدم كسى بمن ميگويد:
امسال بحج برو كه امام زمان خود را خواهى ديد.
على بن مهزيار گفت: فرحناك و مسرور بيدار شدم و بنماز مشغول گشتم تا صبح شد. سپس نماز صبح گزاردم آنگاه رفتم تا از كاروان حجاج سراغى بگيرم.
ديدم عده‏اى از رفقا قصد حركت دارند، من هم با اولين دسته بسمت كوفه حركت نمودم. چون بكوفه رسيدم از مركوب پياده شدم و اثاث خود را به برادران امين خود سپردم سپس رفتم تا از اولاد امام حسن عسكرى عليه السلام استفسارى بنمايم. ولى نه اثرى از آنها ديدم و نه خبرى شنيدم.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 775
ناچار با نخستين دسته بآهنگ مدينه منوره عزيمت نمودم، موقعى كه وارد آنجا شدم، پياده شده اثاث خود را برفقا سپردم و بسراغ مطلوب رفتم ولى نه خبرى شنيدم و نه اثرى ديدم.
سپس با جمعى كه بمكه ميرفتند حركت نموده وارد آنجا شدم. در آنجا نيز اثاث خود را بهمراهان امين سپردم و به تحقيق مقصود پرداختم. ولى نه خبرى شنيدم و نه اثرى ديدم.
يك شب كه در بين بيم و اميد در باره هدفى كه داشتم ميانديشيدم و بخود ميگفتم:
اين چه كارى بود كه من كردم؟ و منتظر بودم اطراف كعبه خلوت شود تا مشغول طواف شوم و از خداوند بخواهم كه مرا بآرزوى خود برساند، وقتى اطراف كعبه خلوت شد، برخاستم و بطواف مشغول گشتم.
در آن هنگام جوانى ديدم كه رخسارى نمكين و منظرى نيكو داشت. پارچه‏اى از برد يمانى روى لباس پوشيده و قسمتى از رداى خود را روى دوش انداخته بود. من او را تكان دادم نظرى بمن افكند و پرسيد: تو كيستى؟ گفتم: مردى از اهل اهواز هستم. پرسيد: در آنجا پسر خطيب «1» را ميشناسى؟ گفتم: خدا او را بيامرزد، آرى او برحمت حق واصل گشت. گفت: خدا او را رحمت كند. روزها را روزه بود و شبها را بنماز ميگذرانيد و پيوسته قرآن ميخواند و از دوستان ما بشمار مى‏آمد.
سپس پرسيد: على بن مهزيار را هم ميشناسى؟ گفتم: على بن مهزيار من هستم گفت: اى ابو الحسن خوش آمدى! آيا دو نفرى را كه از شهر و ديار دورند ميشناسى؟
گفتم: آرى. پرسيد: آنها كيستند؟ گفتم: محمد و موسى! آنگاه پرسيد آن نشانه‏اى كه ميان تو و امام حسن عسكرى (ع) بود چه كردى؟
گفتم: با من است. گفت: آن را درآور، من هم انگشترى نيكو كه در نگينش نوشته بود: محمد و على درآورده باو نشان دادم وقتى نظرش بآن افتاد گريه‏اى طولانى‏
__________________________________________________
(1) خصيب هم نوشته‏اند.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 776
كرد و در آن حال ميگفت: اى ابو محمد «1» خدا تو را رحمت كند. تو امام عادل فرزند امامان و پدر امام بودى. خداوند تو را در فردوس اعلى با پدران خود هم‏نشين كرد.
سپس گفت: اى ابو الحسن برگرد بمنزل و مهياى سفر شو! وقتى ثلثى از شب گذشت خود را بما برسان كه نزد ما بآرزوى خود ميرسى. ابن مهزيار گفت: من هم بمنزل برگشتم و مدتى بفكر فرو رفتم تا وقت سر رسيد. پس برخاستم و اثاث خود را جمع و جور كرده روى شتر گذاشتم و خود سوار شده حركت نمودم، تا بدره‏اى رسيدم. ديدم همان جوان در آنجاست و بمن ميگويد: خوش آمدى اى ابو الحسن! خوش بحالت كه اجازه ملاقات يافتى.
آنگاه او از جلو و من از دنبال او براه افتاديم و از عرفات و منى «2» گذشته بدامنه طائف رسيديم. جوان همراه گفت: اى ابو الحسن! پياده شو و خود را آماده كن براى نماز. سپس او پياده شد و من هم فرود آمدم، بعد از اينكه او نمازش را تمام كرد من نيز از نماز فارغ شدم. گفت: نماز فجر بخوان ولى مختصر كن من هم نماز فجر را با اختصار خواندم. جوان بعد از سلام نماز صورت بخاك نهاد و سپس برخاست و سوار شد و بمن هم دستور داد سوار شوم.
من هم سوار شده باتفاق رانديم تا ببلندى طائف رسيديم. پرسيد نگاه كن ببين چيزى مى‏بينى؟ من هم نظرى افكنده دشتى دلگشا پر از گياه و علف ديدم. گفتم:
آقا! دشتى دلگشا و سبز و خرم مى‏بينم. گفت: آيا در بالاى آن زمين سرسبز چيزى هست؟ چون نظر كردم ديدم تل ريگزارى است كه چادرى از مو بر بالاى آن قرار دارد و نور از آن ميدرخشد. پرسيد: آيا چيزى ميبينى؟ گفتم: آرى چنين و چنان مى‏بينم.
آنگاه گفت: اى پسر مهزيار! خوش بحالت و ديدگانت روشن باد. بدان كه آرزوى هر آرزومندى در آنجاست! سپس گفت: با من بيا. من هم با او رفتم تا بدامنه‏
__________________________________________________
(1) ابو محمد كنيه امام حسن عسكرى (ع) است.
(2) منى و عرفات واقع در سه فرسخى و چهار فرسخى مكه است.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 777
آن تل رسيديم، آنگاه گفت: پياده شو كه در اينجا هر دشوارى آسان گردد.
چون پياده شديم گفت: مهار ناقه را رها كن، گفتم: ناقه را بكى بسپارم؟ كسى در اينجا نيست.
گفت: اينجا حرم محترمى است كه جز دوست باينجا نميآيد و غير از دوست كسى بيرون نميرود. پس مهار ناقه را رها كرده و همراه او رفتم چون نزديك چادر رسيد پيش از من بدرون آن رفت و بمن گفت: صبر كن تا اجازه ورود برسد، لحظه‏اى نگذشت كه آمد و در حالى كه ميگفت: خوش بحالت كه بمقصود رسيدى، مرا با خود بدرون چادر برد.
وقتى بحضور امام صلوات الله عليه شرفياب گشتم. ديدم روى تشك پوست سرخ كه روى نمدى پهن كرده‏اند نشسته و ببالشى از پوست سرخ تكيه داده است. من سلام نمودم و حضرت هم جواب داد. سپس كه حضرتش را نگريستم، رخسارى ديدم مانند پاره ماه، نه لاغر و نه فربه و نه زياد بلند و نه بسيار كوتاه بود، بلكه قامتى معتدل و رسا داشت. پيشانيش باز، ابرويش بلند، چشمانش سياه، بينيش كشيده و ميان برآمده صورتش صاف و بر گونه راستش خالى بود. وقتى او را ديدم عقلم در نعت و وصف او حيران گشت! حضرت فرمود: اى پسر مهزيار! برادران دينى خود را در عراق بچه حال گذاشتى؟ عرض كردم: آنها را در مضيقه زندگى و شر و فساد و سختى گذاشتم، در حالى كه شمشيرهاى اولاد شيطان (يعنى بنى عباس) مرتب بر سر آنها فرو مى‏آيد.
فرمود: خدا آنها (بنى عباس) را بكشد. قاتلهم الله أنى يؤفكون «1» من ميبينم كه گويا آنها (بنى عباس) در خانه خود كشته شده‏اند و شب و روز بغضب الهى گرفتارند.
عرضكردم: يا ابن رسول الله! اين معنى كى خواهد بود؟ فرمود: هنگامى كه مردمى بد سيرت كه خدا و رسول از آنها بيزارند راه خانه خدا (حج) را بروى شما
__________________________________________________
(1) سوره توبه آيه 30
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 778
ببندند، و سرخى در آسمان پديد آيد و عمودهائى از نور از آن متلألئ باشد، و شروسى از ارمنستان و آذربايجان بقصد كوه سياه پشت شهر رى كه متصل بكوه سرخ و جبال طالقان است، قيام كند و ميان او و «مروزى» جنگ سختى درگيرد كه كودكان را پير و پيران را فرسوده كند و از دو طرف جمعى كشته شوند در آن موقع منتظر او (قائم آل محمد) باشيد كه در زوراء «1» قيام نمايد و در آنجا درنگ نكرده بماهان «2» ميرود، سپس رهسپار «واسط» عراق ميگردد و يك سال يا كمتر در آنجا مى‏ماند آنگاه بكوفه ميرود.
و ميان آنها جنگى از نجف تا حيره و از آنجا تا غرى در ميگيرد كه عقلها مات مى‏شود. آنگاه هر دو طرف بهلاكت ميرسند، و بر خداست كه باقى را نيز درو كند سپس اين آيه شريفه را قرائت فرمود:
بسم الله الرحمن الرحيم أتاها أمرنا ليلا أو نهارا فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس «3» يعنى: شب و روز امر ما بآن دهكده رسيد، سپس آن را طورى از ميان برديم كه گوئى ديروز نبوده است.
عرضكردم: آقا مقصود از «امر خدا» در اين آيه چيست؟ فرمود امر خداوند عز و جل و لشكر او ما هستيم. عرضكردم: يا ابن رسول الله! آيا وقت آمدن شما نزديك است؟ فرمود: اقتربت الساعة و انشق القمر «4» يعنى: قيامت نزديك شد و ماه شكافت.
مؤلف: اختلاف اسامى ناقلان اين داستان، احتمال دارد كه ناشى از اشتباه راويانى باشد كه اين اخبار را روايت كرده‏اند.
يا اينكه تمام اين وقايع نظير هم براى اين افراد واقع شده باشد و مقصود از
__________________________________________________
(1) معروف اينست كه زوراء بغداد است و بعضى گفته‏اند «رى» است.
(2) در مراصد ميگويد، ماهان- نهاوند و دينور است، و هم شهرى نزديك كرمان است. علامه مجلسى ذيل اين روايت همان نهاوند و دينور دانسته است.
(3) يونس آيه 25
(4) سوره قمر آيه- 1
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 779
على بن مهزيار، على بن ابراهيم بن مهزيار است كه او را بجدش نسبت ميدهند (و على بن مهزيار مى‏گويند) و او برادرزاده على بن مهزيار مشهور است. چه اگر او همان على بن مهزيار باشد بعيد است كه اين زمان را درك كرده باشد. مؤيد اين مطلب اينست كه: در سند اين خبر، محمد بن على بن مهزيار، على بن مهزيار را جد خود دانسته. البته اين هم در صورتى است كه كلمه «ابن» در بين لفظ ابو جعفر و محمد حذف شده باشد.
احتمال دارد خبرى كه پيشتر از على بن ابراهيم بن مهزيار نقل شد با اين روايت يكى باشد هر چند امكان تعدد آن نيز هست ولى ظاهر اينست كه هر دو يكى هستند و نسخه نويسان و راويان آن اشتباه نموده‏اند. «1»
__________________________________________________
(1) بطورى كه در اين باب از نظر خوانندگان گذشت، اين روايات كه مضمون آن نزديك بهم است، از سه تن بنام «ابن مهزيار» نقل شده است: نخست از على بن ابراهيم مهزيار، دوم از ابراهيم بن مهزيار، و سوم از على بن مهزيار. اختلاف روايات و راويان آنها، موجب تحير دانشمندان حديث و علماى رجال شده است.
محدث متتبع بصير علامه نورى در نجم الثاقب باب هفتم؛ ميگويد: «بنظر حقير اشتباهى در اسم شده و حكايت على را گاهى نسبت باو ميدهند و گاهى بابراهيم و دو واقعه نقل ميكنند، و ظاهرا يك واقعه باشد و الله العالم!» محدث قمى نيز در «الكنى و الالقاب» مينويسد: ابو الحسن از على بن مهزيار اهوازى دورقى؛ پدرش نصرانى بود، و گويند كه خود على نيز در كوچكى نصرانى بوده است، ولى بعد مسلمان شد و از فقها بشمار آمد؛ از شاگردان حضرت امام رضا و امام جواد و امام هادى عليهم السلام؛ و از اصحاب خاص آن حضرت و نمايندگى وى و امام هادى را داشته است ...
«و بايد دانست كه وى غير از على بن ابراهيم مهزيار است كه بعد از بيست حج كه براى تشرف بحضور امام زمان نمود؛ سرانجام بملاقات حضرت شرفياب شد. چنان كه در 13 بحار- الانوار خبر آن آمده است، ولى آن خبر بعدا مفصلتر از كتاب كمال الدين از ابو اسحاق ابراهيم ابن مهزيار نقل شده است! و اين ابراهيم بن مهزيار از سفراى مهدى (ع) است كه سيد بن طاوس او را از وكلا و ابواب معروف ناحيه مقدسه امام عصر (ع) شمرده است كه معتقدين بامام حسن عسكرى، در باره آنها اختلافات نظرى نداشته‏اند».
در «قاموس الرجال» جلد اول ميگويد: «خبر ابراهيم بن مهزيار «شاذ» است مانند على بن مهزيار. زيرا مشتمل است بر وجود برادرى بنام موسى براى امام زمان كه با وى در غيبت بسر ميبرد؛ و اين بر خلاف اجماع علماى اماميه است».
بنظر ما ناقلان اين سه واقعه يكنفر بوده، و او هم چنان كه مؤلف عاليقدر فرموده است:
على بن ابراهيم بن مهزيار، برادرزاده على بن مهزيار معروف است. زيرا على بن مهزيار آخرين بار وكيل امام على النقى متوفاى سال 254 هجرى بوده؛ و بنا بر اين؛ اگر وى بعد از غيبت امام زمان ارواحنا فداه بيست مرتبه بحج رفته تا بالاخره بفيض ملاقات حضرت نائل شده باشد؛ كاملا مطابقت دارد.
ولى ابن مهزيار مدفون در اهواز؛ كدام يك از اينان است كه نام برديم؛ درست براى ما روشن نيست.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 780
عجب اينست كه محمد بن ابى عبد الله كوفى پيشتر محمد بن ابراهيم مهزيار را يكى از كسانى دانسته بود كه بخدمت حضرت رسيده، ولى يكنفر از راويان اين خبر را ذكر نكرده است.
بايد دانست كه اين اخبار مشتمل بر اين است كه امام زمان برادرى بنام موسى داشته است، در صورتى كه اين غريب است. «1»
جد ابو الحسن وجنا
نيز در كمال الدين از على بن حسن بن على بن محمد علوى نقل كرده كه گفت:
از ابو الحسن وجنا شنيدم ميگفت: پدرم از جدش روايت نموده كه گفت: (بعد از
__________________________________________________
(1) محدث بزرگوار حاج ميرزا حسين نورى در «نجم الثاقب» باب چهارم- از نصر ابن على جهضمى استاد بخارى و مسلم كه (در صفحه 329) از وى نام برديم نقل ميكند كه در كتاب «تاريخ مواليد ائمه عليهم السلام» هنگامى كه نام امام حسن عسكرى (ع) را ميبرد؛ مينويسد:
اولاد او: محمد و موسى و فاطمه و عايشه ميباشند.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 781
وفات امام حسن عسكرى) من در خانه آن حضرت عليه السلام بودم: گروهى سواره كه از جمله جعفر كذاب بود ما را احاطه كردند و به نهب و غارت اشتغال ورزيدند، در آن وقت اميد من بمولايم قائم (ع) بود، ناگاه ديدم آن حضرت آمد و بآنها حمله نمود تا از در خانه بيرون راند و من بوى مينگريستم در حالى كه او شش ساله بود. هيچ كس او را نديد تا غائب شد.
جماعتى از اهل قم و جبل‏
و نيز در كتاب ياد شده از احمد بن حسين بن عبد الله از زيد بن عبد الله بغدادى و او از على بن سنان موصلى از پدرش روايت نموده كه: چون امام حسن عسكرى عليه السلام وفات يافت، جماعتى از قم و جبل با اموال زيادى كه مرسوم بود مى‏آوردند، آمدند و از رحلت آن حضرت اطلاع نداشتند، وقتى بسامره رسيدند جوياى حال امام حسن عسكرى عليه السلام شدند: بآنها گفته شد كه: حضرت وفات كرده پرسيدند:
وارث او كيست؟.
گفتند: وارث او جعفر پسر امام على النقى عليه السلام است (جعفر كذاب) پرسيدند. فعلا او كجاست، گفتند: او فعلا رفته براى تفريح و سوار زورقى شده در دجله تفريح ميكند و بميگسارى مشغول و جمعى از خواننده و نوازنده براى او خوانندگى ميكنند. وقتى آنها اين را شنيدند با خود گفتند: اين اعمال اوصاف امام نيست. بعضى از آنها گفتند: اين اموال را برگردانده بصاحبانش مسترد ميداريم.
ولى ابو العباس احمد بن جعفر حميرى قمى گفت: نه! ما صبر ميكنيم تا اين مرد (جعفر كذاب) برگردد و كاملا از حال او باخبر شويم، وقتى جعفر برگشت بوى سلام نموده گفتند: اى آقاى ما! ما مردمى از اهل قم هستيم و جماعتى از شيعه و غير شيعه نيز با ما هست كه اموالى براى مولى امام حسن عسكرى عليه السلام آورده‏ايم.
جعفر پرسيد: آن اموال فعلا در كجاست؟ گفتند: نزد ماست. گفت: آنها را پيش‏
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 782
من بياوريد. گفتند: اين اموال كه معمولا ما براى امام مى‏آورديم خبرى طرفه دارد.
گفت: خبر چيست؟.
گفتند: اين اموال بدين گونه جمع مى‏شود كه از عموم شيعيان يك يا دو دينار در كيسه‏اى نهاده و آن را مهر و موم ميكنند و بما ميدهند. وقتى اين اموال را نزد امام حسن عسكرى عليه السلام مى‏آورديم، آن حضرت ميفرمود كه: تمام آن چقدر است، چند دينار از كى و كى و كى است. تا آنكه اسامى صاحبان اموال را ذكر ميفرمود و نقش مهرهائى را كه هر كس روى كيسه خود زده بود، قبل از اينكه بآن حضرت نشان دهيم، بيان ميكرد.
جعفر (كذاب) گفت: شما دروغ ميگوئيد. شما چيزى را ببرادرم نسبت ميدهيد كه در وى نبود. وقتى آنها سخنان جعفر را شنيدند، بيكديگر نظر افكندند.
باز جعفر گفت: معطل نشويد و اين اموال را براى من بياوريد. آنها گفتند: ما اجير و وكيل صاحبان اين اموال هستيم و آن را جز با نشانه‏هائى كه بوسيله آن امام را ميشناختيم، بكسى تسليم نمى‏كنيم. اگر تو امام هستى، آن نشانه‏ها را بيان كن و گر نه ما آن را بصاحبانش مسترد ميداريم تا هر طور صلاح ديدند عمل كنند.
جعفر رفت بسامره نزد خليفه و از آنها شكايت نمود، وقتى خليفه آنها را احضار كرد گفت: اموالى كه با خود آورده‏ايد بجعفر بدهيد. آنها گفتند ما مردمى هستيم كه اجير و وكيل صاحبان اين اموال ميباشيم و صاحبان آن هم بما دستور داده‏اند فقط بكسى بدهيد كه با نشانه و دليل استحقاق خود را در اخذ آن، ثابت نمايد چنان كه با امام حسن عسكرى عليه السلام نيز ما بهمين گونه عمل ميكرديم.
خليفه از آنها پرسيد علامتى كه در حسن عسكرى بود چيست؟ آنها گفتند:
امام دينارها و صاحبان آن و نوع و مقدار اموال را (قبل از تسليم و ديدن) بيان ميداشت وقتى اين نشانه‏ها را ميداد ما هم اموال را بوى تسليم مينموديم. بارها بحضورش ميرسيديم و همين علامت و دليل را از او ميديديم. حالا آن حضرت رحلت فرموده اگر اين مرد جانشين اوست مانند برادرش علائم و نشانه‏هاى اين اموال را بگويد تا باو تسليم‏
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 783
نمائيم و گر نه بصاحبانش برميگردانيم! چون جعفر اين را شنيد، بخليفه گفت: اينان مردمى دروغگو هستند و بر برادرم دروغ مى‏بندند و آنچه آنها در باره او معتقدند علم غيب است (كه جز خدا نمى‏داند) خليفه گفت اينها فرستادگان مردمند ما على الرسول إلا البلاغ! فرستاده فقط بايد مطلب را ابلاغ كند. جعفر از حرف خليفه مات و مبهوت شد و جوابى نداد!.
سپس آنها از خليفه خواستند كسى را با آنها بفرستد كه تا بيرون شهر آنها را بدرقه كند (مبادا كسى بآنها تعرضى نمايد) خليفه هم راهنمائى همراه آنها كرد كه تا بيرون شهر آنها را مشايعت كند. چون از شهر دور شدند، ناگاه جوان زيبائى را ديدند كه بنظر خدمتكار ميرسيد. جوان زيبا بانگ زد اى فلانى پسر فلانى و فلانى پسر فلانى دعوت آقاى خودتان را بپذيريد.
آنها پرسيدند: آقاى ما تو هستى؟ گفت: خير! من خادم مولاى شما هستم با من بيائيد تا بخدمت او برويم. آنها هم با او رفتند تا وارد خانه امام حسن عسكرى عليه السلام شدند. ديدند فرزند آن حضرت قائم عليه السلام مانند پاره ماه در حالى كه لباس سبزى پوشيده روى سريرى نشسته است. ما بوى سلام نموديم و او هم جواب ما را داد سپس فرمود: تمام اموالى كه آورده‏ايد فلان مقدار و چند دينار است و چه كسانى آنها را آورده‏اند تا آنكه نشانى همه آنها را داد.
آنگاه لباسها و توشه‏ها و چارپايانى كه داشتيم همه را توصيف فرمود در اين وقت همه بشكرانه شناخت مقصود خدا را سجده نموديم و زمين جلو روى او را بوسه داديم. سپس سؤالاتى كه داشتيم نموديم و اموالى را كه آورده بوديم تسليم كرديم. او بما دستور داد كه بعد از اين ديگر آنچه مى‏آوريم بسامره نبريم و فرمود: وكيلى را در بغداد تعيين مى‏كنم كه هر چه داريد باو بدهيد، و توقيعات ما از پيش او صادر مى‏گردد سپس از نزد وى خارج شديم.
حضرت مقدارى حنوط و كفن به ابو العباس احمد بن جعفر قمى حميرى مرحمت فرمود و گفت: خدا پاداش تو را بزرگ گرداند همراهان گفتند: ما هنوز
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 784
بگردنه همدان نرسيده بوديم كه ابو العباس فوت كرد رحمة الله عليه.
ما بعد از آن روز ديگر آنچه سهم امام داشتيم ببغداد مى‏آورديم و بيكى از وكلاى حضرت كه از جانب امام معين شده بود ميسپرديم: و جوابهاى آنها بوسيله همان شخص وكيل امام صادر ميگشت.
مؤلف: شيخ صدوق (ره) ميفرمايد اين خبر دلالت دارد كه خليفه موضوع وجود امام زمان را اطلاع داشته كه چگونه است و جاى حضرت كجاست بهمين جهت متعرض آنها و اموالشان نشد و شر جعفر كذاب را از سر آنها برطرف كرد، و دستور نداد كه آنها اموال را بوى تسليم نمايند، خليفه ميخواست موضوع وجود امام زمان بآن كيفيت پوشيده ماند و آشكار نگردد، تا مبادا مردم بآن حضرت راه يابند و او را بشناسند (و براى او ايجاد خطر كنند).
جعفر كذاب هنگام وفات امام حسن عسكرى عليه السلام بيست هزار دينار براى خليفه «1» رشوه برد و از او خواست كه او را جانشين برادرش (امام حسن عسكرى) كند ولى خليفه باو گفت: مقامى كه برادرت داشت از جانب ما نبود، بلكه خداوند او را اين طور در نظر مردم بزرگ و محترم كرده بود ما سعى ميكرديم مقام او را پائين بياوريم و در نظر مردم از اعتبار بياندازيم، ولى خداوند نميگذاشت و هر روز مقام او را بواسطه تقوى و حسن منظر و علم و عبادتش بالا ميبرد اگر تو نزد پيروان برادرت، در اين جهات مثل او هستى احتياج بما ندارى، و اگر نزد آنها چنين نيستى و آنچه در او بود در تو نيست، بفرض اينكه تو را تقويت كنيم چيزى عايدت نميشود!
كامل بن ابراهيم مدنى‏
شيخ طوسى در كتاب «غيبت» از جعفر بن محمد بن مالك از محمد بن عبد الله بن جعفر از محمد بن احمد انصارى روايت ميكند كه گفت: گروهى از مفوضه‏
__________________________________________________
(1) خليفه كه هنگام رحلت حضرت عسكرى (ع) در سامره حكومت داشته؛ معتضد خليفه عباسى بوده است.
مهدى موعود ( ترجمه جلد 51 بحار الأنوار)، متن، ص: 785
و مقصره «1» كامل بن ابراهيم مدنى را نزد امام حسن عسكرى عليه السلام فرستادند.
كامل ميگويد: من پيش خود گفتم: بامام خواهم گفت هيچ كس داخل بهشت نميشود، مگر اينكه آنچه من شناخته‏ام او بشناسد و اعتقاد بچيزى داشته باشد كه









































****************
ارسال شده توسط:
یاسر
Sunday - 18/7/2021 - 15:4


 قبل أن یظهر المهدی من آل محمد صلوات الله علیهم و من علائم ظهوره بِأبی و اُمی، خروج رجل زندیق الشّروسی الشّماسی الذی یهدم دین البهلوی یخرج من بلاد خراسان یرید الولایة و الخلافة و یدّعی الامامة و هو من ابناء السیخ یخرج علی الملک البهلوی من ملوک العجم فیظهر علیه الملک و ینفیه الی بلاد الرّوم فیبقی فیها مدت احدا عشرسنة و بضعة ایام. فیفلط الی العراق مترقباً و راجئاً للخلافة. بعد سنین و اشهر فیهزم الشروسی الی بلاد الافرنج ، فإن یغری اهل الرّی والخراسان و بلاد الجبل علی ملک البهلوی ، یحوطونه النصاری و اخوان القردة لینکلوا به علی المسلمین و یُرَوّجونه علی الملک فی خراسان والبلاد الجبل ، فیفرّ الملک العجم الی مصر، فیَطلَعُرأس الشیطان من بلاد الافرنج الی خراسان و یأتی الی بلدة الزوراء تسمّی بالطهران علی جانب الرّی فتکون له صولة و جولة ، فیهدم دین البهلوی و ینادی بالجمهوریة و یدّعی الامامة فَیُسلّمون له الناس خوفاً و طمعاً فیغرّ الناس و یَفُکُّ بالاخرین ، و هو الافّاک الاثیم « ویلٌ لکل افّاک الاثیم» انّه کذّابٌ اشِرّ، دجالٌ بَطِر ، مَیشومٌ ملعونٌ مُغَلَّفٌ مأبون یَدّعی انه منا اهل البیت و لیس هو منّا و انه من ابناء السیخ ابن مرئة الفاجره و اتباعه ضعفاء العقول و ابناء البغایا من العجم والشروسیِ زندیق الملحد قد اتخذ دین جلباباً لِصولته و یدّعی امامتنا و ولایتنا و خلافتنا کَذِباً و افترائاً علی الله و علی رسوله و علینا اهل البیت ، فَتَعُمٌّ فتنتهُ بلاد المسلمین و یطمعُ فیها فیَطمعُ بالعراق و یغری اهلها طالباً للمُلک فَیخرج علیه طاغیة العراق من بنی شیصبان اول اسمه "ص" فیزحف بجیش العراق الی بلاد الغوص و قسم الی بلاد الجبل ، والقتل والقتال بینهما سریع ذریع و یدعی کل منهما قتلاهم شهداء و لیسوا بشهداء الّا المقتول منهم هدماً من السماء علی حین غفلة و انّ لهم اجر الشهید ، والحرب بینهما سبع أو تسع سنین حتی الی أن یموت الشروسی و یُهلک به خلقٌ کثیرٌ کثیرٌ ، و فی هلاک شروسی تکون فتحةٌ علی المؤمنین و خیار شیعتنا و یَقَعُ هرج والمرج فی بلاد العجم...»


آقای پارسا می گفت: من کسی را که این روایت را جعل کرده می شناسم و دیده ام!