بسم الله الرحمن الرحیم

الامام العسکری علیه السلام

أبو محمد الحسن بن علي الامام العسكري(ع)(232 - 260)
هم فاطمة و

التفسیر المنسوب الی الامام العسکری



افادات استاد


مقدمه من لا یحضره الفقیه

                        من لا يحضره الفقيه، ج‏1، ص: 3
المصنفين في إيراد جميع ما رووه بل قصدت إلى إيراد ما أفتي به و أحكم بصحته «1» و أعتقد فيه أنه حجة فيما بيني و بين ربي تقدس ذكره و تعالت قدرته و جميع ما فيه مستخرج من كتب مشهورة عليها المعول و إليها المرجع‏

 

 

خاتمه مستدرک

 [294] رصد- و إلى محمد بن القاسم الأسترآبادي مشافهة من غير واسطة «6»

و هو الراوي له التفسير المنسوب الى الامام أبي محمد العسكري (عليه السلام)، الذي أكثر من النقل عنه في أغلب كتبه الموجودة عندنا:
__________________________________________________
 (1) العدة للكاظمي: 165.
 (2) رجال الشيخ 322/ 671.
 (3) رجال الشيخ 393/ 81.
 (4) اي: يمكن الحكم بصحته لاعتماد ابن أبي عمير عليه في روايته كما هو في طريق الصدوق اليه ظاهرا.
أقول: لو كانت (عند) مكان (عن) لوضح المعنى.
 (5) روضة المتقين 14: 249- 250.
 (6) الفقيه 4: 100، من المشيخة.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 187
كالفقيه «1» و الأمالي «2» و العلل «3» و غيرها، و اعتمد على ما فيه، كما لا يخفى على من راجع مؤلفاته، و تبعه على ذلك أساطين المذهب و سدنة الاخبار.
فمنهم أبو منصور احمد بن علي بن أبي طالب قال في أول كتابه الموسوم بالاحتجاج: و لا نأتي في أكثر ما نورده من الاخبار بإسناده، إما لوجود الإجماع عليه، أو موافقته لما دلت العقول عليه، أو لاشتهاره في السير و الكتب بين المخالف و المؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام)، فإنه ليس في الاشتهار على حد ما سواه، و ان كان مشتملا على مثل ما قدمناه، فلأجل ذلك ذكرت إسناده في أول جزء من ذلك دون غيره، لان جميع ما رويت عنه (عليه السلام) إنما رويته بإسناد واحد من جملة الأخبار التي ذكرها (عليه السلام) في تفسيره «4».
و منهم قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، فإنه أخرج في خرائجه من التفسير المذكور جملة وافرة «5».
و منهم رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب، فإنه نسب التفسير المذكور اليه (عليه السلام) جزما، و نقل عنه في مناقبه في مواضع عديدة: منها في باب معاجز النبي (صلى الله عليه و آله) في فصل فيه نطق الجمادات قال:
تفسير الامام الحسن العسكري (عليه السلام)، في قوله تعالى: ثم قست قلوبكم «6» قالت اليهود، الى آخر ما في التفسير «7».
__________________________________________________
 (1) الفقيه 2: 211/ 967.
 (2) أمالي الصدوق 367/ 3.
 (3) علل الشرائع: 416.
 (4) الاحتجاج 1: 16.
 (5) الخرائج و الجرائح 2: 519/ 28.
 (6) البقرة: 2: 74.
 (7) المناقب 1: 92.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 188
بل قال في معالم العلماء: الحسن بن خالد البرقي أخو محمد بن خالد، من كتبه تفسير العسكري من إملاء الإمام (عليه السلام) مائة و عشرين مجلدا، انتهى «1».
و يظهر منه أمران:
الأول: أن سند التفسير ليس منحصرا في الأسترآبادي شيخ الصدوق، بل يرويه الحسن بن خالد الثقة في النجاشي «2» و الخلاصة «3»، صاحب الكتب في الفهرست التي يرويها عنه ابن أخيه أحمد بن محمد البرقي، الذي للمشايخ اليه طرق صحيحة «4».
الثاني: أن التفسير كبير تام غير مقصور على الموجود، الذي فيه تفسير سورة الفاتحة و بعض سورة البقرة.
و منهم المحقق الثاني علي بن عبد العالي الكركي فإنه قال في إجازته لصفي الدين الحلي- بعد ذكر جملة من طرقه و أسانيده العالية- ما لفظه: و أعلى من الجميع بالإسناد إلى العلامة جمال الدين احمد بن فهد، عن السيد العالم النسابة تاج الدين محمد بن معية، عن السيد العالم علي بن عبد الحميد بن فخار الحسيني، عن والده السيد عبد الحميد، عن السيد الفقيه مجد الدين أبي القاسم علي بن العريضي، عن الشيخ السعيد رشيد الدين أبي جعفر محمد بن شهرآشوب المازندراني، (عن) «5» السيد العالم ذي الفقار محمد بن [معد] «6»
__________________________________________________
 (1) معالم العلماء 34/ 189.
 (2) رجال النجاشي 61/ 139.
 (3) رجال العلامة 43/ 37.
 (4) انظر فهرست الشيخ 49/ 167.
 (5) كذا: في الأصل و المصدر، و هو لا يتفق و قوله- الآتي-: كلاهما، فالعطف أولى ظاهرا.
 (6) في الأصل معبد- بالباء الموحدة- و هو اشتباه أو من سهو الناسخ، و ما أثبتناه من المصدر و أمل الآمل 2: 307/ 929 فلاحظ.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 189
 (العلوي) «1» الحسني كلاهما، عن الشيخ الامام عماد الفرقة الناجية أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن بابويه، حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني، حدثنا يوسف بن محمد بن زياد و علي بن محمد بن سنان، عن أبويهما، عن مولانا و مولى كافة الأنام أبي محمد الحسن العسكري، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه صلوات الله و سلامه عليهم أجمعين.
قال: قال رسول الله (صلى الله عليه و آله) لبعض أصحابه ذات يوم: أحبب في الله، و أبغض في الله، و وال في الله، و عاد في الله، فإنه لا تنال ولاية الله الا بذلك، و لا يجد رجل طعم الايمان و ان كثرت صلاته و صيامه حتى يكون كذلك، و قد صارت مؤاخاة الناس يومكم هذا [أكثرها] في الدنيا، عليها يتوادون و عليها يتباغضون، و ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا، فقال الرجل:
يا رسول الله، كيف لي اعلم أني واليت و عاديت في الله، فمن ولي الله عز و جل حتى أواليه و من عدوه حتى أعاديه، فأشار له رسول الله (صلى الله عليه و آله) الى علي (عليه السلام) قال: ألا ترى هذا؟ قال: بلى، فقال: ولي هذا ولي الله فواله، و عدو هذا عدو الله فعاده، وال ولي هذا و لو أنه قاتل أبيك و ولدك، و عاد عدوه و لو أنه أبوك و ولدك، انتهى «2».
و يظهر منه أن هذا التفسير عنده في غاية الاعتبار، و لاقتصاره في نقل الخبر المرسوم عندهم نقله في آخر كثير من الإجازات، كما يظهر منه أيضا أن‏
__________________________________________________
 (1) من زيادة الأصل على المصدر و ان كان كذلك.
 (2) بحار الأنوار 108: 78- 79، باختلاف يسير. و ما بين معقوفتين منه.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 190
الشيخ و الغضائري روياه عنه (عليه السلام) بالسند المذكور، فيكون معتبرا عندهما و إلا لاستثنياه عن مروياتهما، كما لا يخفى على من عرف طريقة المشايخ.
و منهم فخر الفقهاء الشهيد الثاني فإنه ينقل عنه معتمدا عليه قال في المنية: فصل: و من تفسير العسكري (عليه السلام) في قوله تعالى: و إذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله- الى قوله- و اليتامى «1» قال الامام (عليه السلام): اما قوله و اليتامى، و نقل عنه أوراقا «2».
و قال في آخر أجازته الكبيرة للشيخ حسين بن عبد الصمد: و لو حاولنا ذكر طريق الى كل من بلغنا من المصنفين و المؤلفين لطال الخطب، و الله تعالى ولي التوفيق، و لنذكر طريقا واحدا هو أعلى ما اشتملت عليه هذه الطرق الى مولانا و سيدنا و سيد الكائنات رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) و يعلم منه أيضا مفصلا أعلى ما عندنا من السند الى كتب الحديث كالتهذيب و الاستبصار و الفقيه و المدينة و الكافي و غيرهما، أخبرنا شيخنا- و ساق أسانيد عالية إلى السيد فخار- عن شاذان بن جبرئيل، عن جعفر الدوريستي، عن المفيد، عن الصدوق أبي جعفر محمد بن بابويه قال: حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني، و ساق مثل ما مر عن المحقق الكركي «3».
و قال التقي الشارح: و ما كان عن محمد بن القاسم، و قيل: ابن أبي القاسم كما يذكره الصدوق هكذا: المفسر الأسترآبادي، و اعتمد عليه الصدوق و كان شيخه، و ما ذكره الغضائري باطل و توهم، أن مثل هذا التفسير لا يليق‏
__________________________________________________
 (1) البقرة: 2: 83.
 (2) منية المريد: 114.
 (3) بحار الأنوار 108: 169- 170.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 191
بالإمام و من كان مرتبطا بكلام الأئمة (عليهم السلام) يعلم انه كلامهم، و اعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني و نقل عنه اخبارا كثيرة في كتبه، و اعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق، يكفي عفى الله عنا و عنهم «1».
و قال ولده العلامة في البحار: كتاب تفسير الامام من الكتب المعروفة، و اعتمد الصدوق عليه، و أخذ منه، و إن طعن فيه بعض المحدثين، و لكن الصدوق اعرف و أقرب عهدا ممن طعن فيه، و قد روى عنه أكثر العلماء من غير غمز فيه «2».
ثم قال في الفصل الخامس: و لنذكر ما وجدناه في مفتتح تفسير الإمام العسكري صلوات الله عليه، قال الشيخ أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي أدام الله تعالى تأييده: حدثنا السيد محمد بن سراهنك الحسني الجرجاني «3»، عن السيد أبي جعفر مهتدي بن حارث الحسيني المرعشي، عن الشيخ الصدوق أبي عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي، عن أبيه، عن الشيخ الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي رحمه الله، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي «4».
و ساق ما هو الموجود في صدر التفسير ثم قال: أقول: و في بعض النسخ في أول السند هكذا: قال محمد بن علي بن محمد بن جعفر بن الدقاق: حدثني الشيخان الفقيهان أبو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان و أبو محمد جعفر بن احمد بن علي القمي رحمهما الله قالا: حدثنا الشيخ الفقيه‏
__________________________________________________
 (1) روضة المتقين 14: 250.
 (2) بحار الأنوار 1: 28.
 (3) في المصدر: شراهتك الحسني الجرجاني، و في مقدمة التفسير: الحسيني، مكان الحسني، فلاحظ.
 (4) بحار الأنوار 1: 70- 71.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 192
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه، الى آخر ما مر «1».
قلت: كذا في نسختي، و فيها: أخبرنا أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي الخطيب.
و في العيون في موضع: حدثني محمد بن أبي القاسم المعروف بابي الحسن الجرجاني، و في موضع آخر: محمد بن القاسم المعروف بابي الحسن الجرجاني، و تأتي الإشارة إلى أسامي جماعة أخرى من العلماء الاعلام شاركوهم في الاعتماد عليه «2».
إذا عرفت ذلك فنقول: قال في الخلاصة: محمد بن القاسم أو أبي القاسم المفسر الأسترآبادي روى عنه أبو جعفر بن بابويه، ضعيف كذاب، روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين، أحدهما يعرف بيوسف بن محمد ابن زياد، و الآخر بعلي بن محمد بن يسار، عن أبويهما «3»، عن أبي الحسن الثالث (عليه السلام)، و التفسير موضوع عن سهل الديباجي، عن أبيه، بأحاديث من هذه المناكير، انتهى «4».
و لم يسبقه فيما بأيدينا من الكتب الرجالية و الحديث احد سوى الغضائري «5»، و لم يلحقه أيضا أحد سوى المحقق الداماد، فإنه قال في شارع النجاة في مبحث الختان:
و در أصول اخبار أهل البيت (عليهم السلام) وارد است كه در زمان حرب معاوية زمين نجو أمير المؤمنين (عليه السلام) را ابتلاع نموده است.
__________________________________________________
 (1) بحار الأنوار 1: 73.
 (2) عيون اخبار الرضا عليه السلام 1: 266/ 1.
 (3) في المصدر: عن أبيهما، و ما أثبته المصنف رحمه الله هو الصحيح لأنهما لم يكونا أخوين ظاهرا، فلاحظ.
 (4) رجال العلامة: 256/ 60.
 (5) مجمع الرجال 6: 25.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 193
 «و در تفسير مشهور عسكري (عليه السلام)- كه بمولاى ما صاحب العسكر منسوبست- حديثى مطول مشتمل بر حكايت آن حال على التفصيل مذكور شده، و من مى‏گويم: صاحب آن تفسير- چنانچه محمد بن على بن شهرآشوب رحمه الله در معالم العلماء آورده و من در حواشى كتاب نجاشى و كتاب رجال الشيخ تحقيق كردم- حسن بن خالد برقى است برادر ابى عبد الله محمد ابن خالد برقى و عم أحمد ابن ابى عبد الله برقى و باتفاق علماء ثقة و مصنف كتب معتبره بوده است.
در معالم العلماء گفته: و هو أخو محمد بن خالد، من كتبه تفسير العسكري من إملاء الإمام (عليه السلام)، و اما تفسير محمد بن القاسم، كه از مشيخه روايت ابى جعفر بن بابويه است علماء رجال او را ضعيف الحديث شمرده‏اند، تفسيريست كه آن را از دو مرد مجهول الحال روايت كرده، و ايشان بأبي الحسن الثالث الهادي العسكري (عليه السلام) اسناد كرده‏اند و قاصران نا متمهران اسناد را معتبر مى‏پندارند و حقيقت حال آن كه تفسير موضوع، و بأبي محمد سهل بن أحمد الديباجي مسند و بر مناكير احاديث و اكاذيب اخبار محتوى و منطوى و اسناد آن بامام معصوم مختلق و مفتريست، انتهى» «1».
__________________________________________________
 (1) شارع النجاة للمحقق الداماد: لم نظفر به، و في الذريعة 13: 4 (شارع النجاة: رسالة فتوائية فارسية، و الظاهر ان هناك نسخة منها في مكتبة السيد جلال الدين المحدث بطهران).
اما ترجمة النص المذكور إلى العربية فهي:
 «في تفسير العسكري عليه السلام- المشهور و المنسوب الى مولانا صاحب العسكر- حديث طويل مشتمل على ذكر حاله بالتفصيل، و انا أقول: صاحب هذا التفسير- كما أورده محمد بن علي بن شهرآشوب رحمه الله في معالم العلماء، و حققته أنا في حواشي كتاب النجاشي، و كتاب رجال الشيخ- هو الحسن بن خالد البرقي أخو أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي و عم أحمد بن أبي عبد الله البرقي، و هو باتفاق العلماء ثقة، من مصنف الكتب المعتبرة.
قال في معالم العلماء: و هو أخو محمد بن خالد، من كتبه تفسير العسكري، من إملاء الإمام عليه السلام، و اما تفسير محمد بن القاسم، من مشايخ رواية أبي جعفر بن بابويه، و علماء الرجال اعتبروه ضعيف الحديث، و هو تفسير رواه عن رجلين مجهولي الحال، و هو يسنده الى أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام، و القصر غير المهرة يعتقدون أن إسناده معتبرا، و حقيقة الحال انه تفسير موضوع، و مسند بابي محمد سهل بن احمد الديباجي، و يحتوي في طياته على مناكير الأحاديث و اكاذيب الاخبار، و إسناده بالإمام المعصوم مختلق و مفترى، انتهى».
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 194
و لم يزد على ما في الخلاصة «1» شيئا، و ما في الخلاصة مأخوذ بعينه من الغضائري كما يظهر من نقد الرجال «2».
و قد أكثر المحققون من الطعن فيه و الإيراد عليه بوجوه نذكرها مع ما عندنا:
الأول: ما قرر في محله من ضعف تضعيفات الغضائري و عدم الاعتماد عليه.
الثاني: أن الصدوق الآخذ عن محمد بن القاسم المصاحب له، الذي قد أكثر من النقل عنه من هذا الكتاب في أكثر كتبه، و ما يذكره الا و يعقبه بقوله:
رضي الله عنه، أو رحمه الله، و قد يذكره مع كنيته، كيف خفي عليه ضعفه و كذبه، و عرفه الغضائري بعد قرون.
الثالث: كيف خفي كذبه و ضعفه على الجماعة الذين رووا هذا التفسير- الموضع بزعم الغضائري- عن الصدوق؟ و هم: محمد بن أحمد بن شاذان والد أحمد شيخ الكراجكي كما مر، و جعفر بن أحمد شيخ القميين في عصره، صاحب الكتب الكثيرة كما تقدم في الفائدة الثانية في حال كتبه الأربعة «3»، و هو أيضا شيخ الصدوق «4» كما يأتي، و الحسين بن عبيد الله الغضائري كما في إجازة الكركي، و الجليل محمد بن احمد الدوريستي كما مر، و نص عليه الطبرسي في‏
__________________________________________________
 (1) رجال العلامة 256/ 60.
 (2) نقد الرجال 328- 329/ 658.
 (3) تقدم في الجزء الأول صحيفة: 107- 110.
 (4) انظر الفقيه 4: 100، من المشيخة.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 195
الاحتجاج «1».
الرابع: أن التفسير منسوب إلى أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) لا والده أبي الحسن الثالث (عليه السلام).
الخامس: أن سهل الديباجي و أباه غير داخلين في سند هذا التفسير، و لم يذكرهما احد فيه، فنسبة الوضع اليه كذب و افتراء، كل هذا يكشف عن الاختلاط المسقط للكلام عن الاعتبار.
السادس: أن الطبرسي نص في الاحتجاج أن الراويين من الشيعة الإمامية «2»، فكيف يقول «3»: يرويه عن رجلين مجهولين؟
و العجب أن المحقق الداماد نسب الذين اعتبروا السند و اعتمدوا على التفسير و هم: جده المحقق الثاني، و الشهيد الثاني، و القطب الراوندي، و ابن شهرآشوب، و الطبرسي، و غيرهم الى القصور و عدم التمهر «4»، مع عدم تأمله في هذه الاشتباهات الواضحة في كلام الغضائري و الخلاصة، فاقتحم فيها من حيث لا يعلم بل زاد عليها.
السابع: نسبة التضعيف الى علماء الرجال مع انه ليس في الكشي و النجاشي و الفهرست و رجال الشيخ ذكر له أصلا، و هذه الأصول الأربعة هي العمدة في هذا الفن، و المضعف منحصر في الغضائري، و اما الخلاصة فهو ناقل لكلامه و ان ارتضاه، و الناظر يتوهم في كلامه غير ما هو الواقع فلا يخلو من نوع تدليس.
الثامن: ظنه أن التفسير الذي رواه الأسترآبادي غير التفسير الذي رواه‏
__________________________________________________
 (1) الاحتجاج 1: 16.
 (2) الاحتجاج 1: 16.
 (3) اي: العلامة في رجاله، كما مر آنفا، فراجع.
 (4) عن شراع النجاة، و قد مر آنفا.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 196
الحسن البرقي، و هو توهم فاسد، فان ابن شهرآشوب الذي هو الأصل في نسبته إلى البرقي ينقل في مناقبه عن التفسير الموجود الذي رواه الأسترآبادي في مواضع- كما لا يخفى على من راجعها- مصدرا بقوله: تفسير الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) «1»، فهو معتبر عنده معتمد عليه، فان كان هو غير ما رواه البرقي لزم أن يكون هناك تفسيران معتبران كلاهما من إملاء الإمام (عليه السلام)، و لا أظن أحدا يلتزم به، فلا بد من الاتحاد و تعدد الراوي، فالحسن اما كان حاضرا في مجلس الإملاء أو رواه عن أحدهما أو كليهما، بل الجماعة الذين أشرنا إلى أساميهم كلهم ينقلون من الموجود الذي رواه الأسترآبادي.
التاسع: ان حديث النجو «2» الذي أشار إليه موجود في هذا التفسير «3» و ذكر مختصره بعبارته ابن شهرآشوب في المناقب «4» فراجع.
العاشر: الحكم بوجود المناكير و الأكاذيب فيه تبعا للغضائري، فيا ليته أشار الى بعضها، نعم فيه بعض المعاجز الغريبة و القصص الطويلة التي لا توجد في غيره، و عدها من المنكرات يوجب خروج جملة من الكتب المعتمدة عن حريم حد الاعتبار، و ليس فيه شي‏ء من اخبار الارتفاع و الغلو ابدا.
فقول السيد الفاضل المعاصر أيده الله- في ضمن شرح حال الفقه الرضوي، و جرحه بعد الحكم بعدم كونه موضوعا، و عدم وجود اخبار الغلو فيه- ما لفظه: (بخلاف غيره مما نسب إلى الأئمة (عليهم السلام)، كمصباح الشريعة المنسوب الى مولانا الصادق (عليه السلام)، و تفسير الامام المنسوب‏
__________________________________________________
 (1) انظر مناقب ابن شهرآشوب 1: 68 و 92، 2: 293.
 (2) النجو: الغائط، و في الحديث: لم ير للنبي صلى الله عليه و آله و سلم نجو، اي: غائط، انظر مجمع البحرين 1: 408، و لسان العرب: نجا.
 (3) تفسير الإمام العسكري عليه السلام: 165.
 (4) مناقب ابن شهرآشوب 2: 329.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 197
الى سيدنا أبي محمد العسكري (عليه السلام)، فان من أمعن النظر الى تضاعيفهما اطلع على أمور عظيمة مخالفة لأصول الدين و المذهب، مغايرة لطريقة الأئمة (عليهم السلام)، و سياق كلماتهم) «1».
شطط من القول، و جزاف من الكلام، كما لا يخفى على من راجع ما حققناه في الفائدة الثانية في حال مصباح الشريعة «2».
و التمسك بعدم صحة الطريق اولى من التشبث بما يتشبث به الغريق، و كيف يخفى على الصدوق- و هو رئيس المحدثين- مناكير هذا التفسير مع شدة تجنبه عنها، و معرفته بها، و أنسه بكلامهم (عليهم السلام)، و قربه بعصرهم (عليهم السلام)، و عده من الكتب المعتمدة و ولوعه في إخراج متون أحاديثه، و تفريقها في كتبه؟
و ما أبعد ما بينه و بين ما تقدم عن التقي المجلسي في الشرح من قوله:
و من كان مرتبطا بكلام الأئمة (عليهم السلام) يعلم انه كلامهم «3».
نعم قصة المختار مع الحجاج المذكورة فيه «4» مما يخالفه تمام ما في السير و التواريخ، من ان المختار قتله مصعب الذي قتله عبد الملك، الذي ولى الحجاج على العراق بعد ذلك، لكنه لا يوجب عدم اعتبار التفسير، و الا لزم عدم اعتبار الكافي، فإن ثقة الإسلام روى فيه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب، عن بريد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر (عليه السلام) يقول: ان يزيد بن معاوية دخل المدينة و هو يريد الحج، فبعث الى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد: أ تقر لي انك عبد لي ان‏
__________________________________________________
 (1) رسالة في شرح حال الفقه الرضوي للخونساري.
 (2) تقدم في الجزء الأول صحيفة: 190.
 (3) روضة المتقين 14: 250.
 (4) التفسير المنسوب الى الامام العسكري عليه السلام: 547- 555.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 198
شئت بعتك و ان شئت استرققتك؟ فقال له الرجل: و الله ما أنت بأكرم مني في قريش حسبا، و لا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية و الإسلام، و لا أنت بأفضل مني في الدين، و لا بخير مني، فكيف أقر لك بما سألت؟! فقال له يزيد: ان لم تقر لي و الله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي ابن رسول الله (صلى الله عليه و آله)، فأمر به فقتل.
ثم أرسل الى علي بن الحسين (عليهما السلام)، فقال له مثل مقالته للقرشي، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): أ رأيت إن لم أقر لك أ ليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس؟ فقال له يزيد لعنه الله: بلى، فقال له علي بن الحسين (عليهما السلام): قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره فإن شئت فأمسك و ان شئت فبع، فقال له يزيد لعنه الله: اولى [لك‏]، حقنت دمك و لم ينقصك ذلك من شرفك.
و جعل- رحمه الله- لهذا الخبر عنوانا في الروضة فقال: حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) مع يزيد لعنه الله «1».
هذا و اتفق أهل السير و التواريخ على خلافه، قال في البحار: و اعلم ان في هذا الخبر اشكالا، و هو أن المعروف في السير أن هذا الملعون لم يأت المدينة بعد الخلافة، بل لم يخرج من الشام حتى مات و دخل النار.
فنقول مع عدم الاعتماد على السير، لا سيما مع معارضة الخبر: يمكن ان يكون اشتبه على بعض الرواة، و كان في الخبر أنه جرى ذلك بينه (عليه السلام) و بين من أرسله الملعون لأخذ البيعة، و هو مسلم بن عقبة «2»، ثم نقل‏
__________________________________________________
 (1) الكافي 8: 234- 235/ 313، من الروضة، و ما بين المعقوفتين منه.
 (2) بحار الأنوار 46/ 138.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 199
ما في كامل الجزري «1» مما وقع بينه و بين مسلم، و كلما ذكره رحمه الله يجري في الخبر المتقدم.
و بالجملة: فالذي عليه المحققون كالاستاذ الأكبر في التعليقة «2»، و المحقق البحراني الشيخ سليمان في الفوائد النجفية «3»، و المجلسيين «4»، و الفاضل النحرير المولى محمد جعفر بن محمد طاهر الخراساني في اكليل الرجال فقال عند قول الخلاصة: و التفسير موضوع الى آخره، خرج من هذا التفسير أصحابنا كابن بابويه و غيره ممن التزم ان لا يذكر في كتابه إلا ما صح عن الأئمة (عليهم السلام)، انتهى «5».
و الحر العاملي و المحدث الجزائري و المحدث التوبلي و العالم الجليل الحسن ابن سليمان الحلي تلميذ الشهيد الأول قال في كتاب المحتضر: و مما يدل على رؤية المحتضر النبي و عليا و الأئمة (عليهم السلام) عند الموت ما قد جاء في تفسير الحسن بن علي العسكري (عليهما السلام).
ثم نقل عنه الخبرين و قال: هذان الحديثان يصرحان برؤية المحتضر محمدا و عليا و غيرهما صلوات الله عليهما «6»، ليس للشك فيها مجال، و كيف يقع الشك في مثل هذه الأحاديث المجمع عليها التي يروونها عن الأئمة (عليهم السلام) جماعة علماء الإمامية. الى آخره «7».
و قال في موضع آخر: و من كتاب التفسير المنقول برواية محمد بن بابويه‏
__________________________________________________
 (1) الكامل لابن الأثير 4: 112- 113.
 (2) تعليقة الوحيد البهبهاني ضمن منهج المقال: 316.
 (3) الفوائد النجفية للمحقق الشيخ سليمان البحراني: غير موجود لدينا.
 (4) روضة المتقين 14: 250.
 (5) اكليل الرجال: غير موجود لدينا.
 (6) في المصدر: محمدا و عليا عليهما السلام و غيرهما.
 (7) المحتضر: 20- 23.
                        مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل، الخاتمةج‏5، ص: 200
عن رجاله عن الامام الحسن العسكري عليه الصلاة و السلام قوله عز و جل:
و من الناس من يقول آمنا بالله. «1»، و نقل حديثا طويلا ثم قال: و من التفسير الشريف قوله: و إذا لقوا الذين. «2»، الى آخر ما في هذا الكتاب اللطيف مما يدل على غاية اعتماده على هذا التفسير الشريف «3».
و المولى الجليل الشيخ عبد علي الحويزاوي صاحب نور الثقلين.
و خاتمة المحدثين و المحققين المولى أبو الحسن الشريف و غيرهم.
فانقدح من جميع ما ذكرنا ان هذا التفسير داخل في جملة الكتب المعتمدة التي أشار إليها الصدوق في أول الفقيه «4»، و الله العالم.

 

 

 

مقاله در پایان تفسیر مطبوع

 [مقالة المحقق الشيخ رضا الأستادي في تحليل نسبة هذا الكتاب إلى الإمام العسكري عليه السلام‏]
 [لفت نظر]
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله خاتم النبيين و آله الطاهرين و بعد إن المحدثين، و المفسرين، و الفقهاء، و أصحاب كتب الرجال منذ القرن الرابع إلى عصرنا هذا إختلفوا في اعتبار التفسير المشهور بتفسير الإمام العسكري عليه السلام:
فمنهم من يقول بصدوره عن الامام عليه السلام و يأخذه كسائر كتبنا المعتبرة الحديثة مصدرا لتفسير آيات القرآن الكريم.
و منهم من يعتقد بكونه موضوعا و مختلقا على الامام عليه السلام.
و منهم من يرى أن سنده ضعيف و لكن بعض منقولاته صحيح و صادر عن المعصوم بشهادة القرائن الخارجية و في بعض الموارد بشهادة المتن و اتقانه.
و منهم من يقول بغير هذه الأقوال.
فنحن ننقل ما وقفنا عليه من كلماتهم و نجعله كالمقدمة للرسالة التي ألفها المرحوم الشيخ محمد جواد البلاغي في هذا الصدد، ثم نأتي بأصل الرسالة مع تذييلات منا و الله هو الموفق العاصم.
فنقول: أما النافون لحجيته، لقائلون بكونه موضوعا فجماعة:
 [في نسبة هذا الكتاب قولان الأول للنافون و الثاني القول بأنه كسائر كتبنا الحديثية]
 [أما النافون‏]
1- منهم ابن الغضائري صاحب كتاب «الضعفاء»
قال فيه: محمد بن القاسم المفسر الاستر ابادي روى عنه أبو جعفر ابن بابويه ضعيف كذاب، روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين، أحدهما يعرف بيوسف ابن محمد بن زياد، و الآخر علي بن محمد بن يسار، عن أبيهما، عن أبي الحسن الثالث‏

 

                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 715
عليهم السلام و التفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير. «1»
2- و منهم العلامة الحلي (ره) صاحب «الخلاصة».
قال فيه: محمد بن القاسم و قيل ابن أبي القاسم المفسر الاستر آبادي روى عنه أبو جعفر ابن بابويه، ضعيف كذاب، روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين:
أحدهما يعرف بيوسف بن محمد بن زياد و الآخر علي بن محمد بن يسار، عن أبيهما، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام و التفسير موضوع عن سهل الديباجي، عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير «2».
3- و منهم التفرشى (ره) صاحب «نقد الرجال»
نقل فيه كلام ابن الغضائري فلا نعيده.
4- و منهم المحقق الداماد صاحب «شارع النجاة»
قال فيه:
مسألة: ولد رسول الله صلى الله عليه و آله مختونا و مطهرا بالإجماع، و كذلك الأئمة المعصومين عليهم السلام على الأصح، و روي في باب النوادر: و هو آخر أبواب كتاب من لا يحضره الفقيه، موثقة علي بن الحسن بن فضال، عن أبيه، عن مولانا أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام في علامات الامام المفترض الطاعة، و من جملة هذه العلامات المتعددة قال: و يولد مختونا و يكون مطهرا ... «3»
و قال أيضا: «و يكون محدثا و يستوي عليه درع رسول الله صلى الله عليه و آله، و لا يرى له بول و لا غائط، لان الله عز و جل قد و كل الأرض بابتلاع ما يخرج منه» «4».
 «محدث»- بفتح الدال المشددة على صيغة المفعول- هو أن يسمع صوت‏
__________________________________________________
 (1) مجمع الرجال للقهبائى 6/ 25 نقلا عن ابن الغضائري. و في كلامه اشكالات متعددة تأتى في ضمن اقوال المثبتين لحجية التفسيران شاء الله تعالى.
 (2) خلاصة الأقوال ص 256 و معلوم انه (ره) اخذه من كتاب ابن الغضائري، و الاشكال الاشكال.
 (3) من لا يحضره الفقية: 4/ 418.
 (4) المصدر السابق.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 716
الملائكة و حديثهم من غير أن يرى شبحا لها.
و الامام عليه السلام يشترك مع النبي صلى الله عليه و آله في هذه الخصوصية في ابتلاع الأرض لنجوه [النجو: ما يخرج من البطن‏] كما أن ما ورد في هذا الحديث يطابق مضمون أحاديث كثيرة:
و قد ورد في أخبار أهل البيت عليهم السلام أنه في حرب معاوية ابتلعت الأرض نجو أمير المؤمنين عليه السلام. و في التفسير المشهور بالعسكري، و المنسوب إلى مولانا صاحب العسكر، حديث طويل يشتمل على حكاية الحال بالتفصيل. «1»
و أنا أقول: إن صاحب هذا التفسير (كما أورده محمد بن علي بن شهر اشوب (ره) في معالم العلماء «2»، و حققته أنا في حواشي كتابي النجاشي و رجال الشيخ (ره) هو الحسن بن خالد البرقي- أخو أبي عبد الله محمد بن خالد البرقي، و عم أحمد بن أبي عبد الله البرقي- و هو ثقة باتفاق العلماء، و قد صنف كتبا معتبرة.
قال: قلت: و من شركائي يا نبي الله؟ قال: الأئمة من ولدك، بهم تسقى أمتي الغيث، و بهم يستجاب دعاؤهم، و بهم يصرف الله عنهم البلاء، و بهم تنزل الرحمة من السماء، و هذا أولهم و أومأ بيده إلى الحسن بن علي عليه السلام، ثم أومأ بيده إلى الحسين عليه السلام، ثم قال: و الأئمة من ولده.
قال في معالم العلماء: هو أخو محمد بن خالد، من كتبه تفسير العسكري من إملاء الامام عليه السلام. «3»
و أما تفسير محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي- من مشايخ أبي جعفر بن بابويه و عده رجال الحديث ضعيفا- فهو تفسير مروي عن رجلين مجهولي الحال، و أسنداه إلى أبي الحسن الثالث الهادي العسكري عليهما السلام، و عد القاصرون- لا المتبحرون-
__________________________________________________
 (1) راجع تفسير العسكري: 64.
 (2) معالم العلماء: 29.
 (3) معالم العلماء: 29. و فيه: مائة و عشرون مجلدة.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 717
هذا الاسناد معتبرا، و لكن حقيقة الحال أن هذا التفسير موضوع، و يسند إلى أبي محمد سهل بن أحمد الديباجي، و يحتوي على أحاديث منكرة، و أخبار كاذبة، و إسناده إلى الإمام المعصوم اختلاق، و افتراء.
و ما يتوهمه المتوهم في عصرنا هذا من أنه: يجوز أن يكون تفسير العسكري هو تفسير علي بن إبراهيم بن هاشم القمي. هو أيضا و هم كاذب، و خيال باطل سببه ضعف الخبرة، و نقصان المهارة، و قلة الاطلاع على كتب الرجال.
و يجب أن يعلم أن لعلماء العامة تفسيرا يقولون: أنه تفسير العسكري ينقلون منه في مؤلفاتهم و تصانيفهم و يعتمدون عليه. و مصنف هذا التفسير هو أبو هلال العسكري صاحب هذا التفسير و مصنفات اخر، كما هو مبين في المعرب و المغرب و غيرهما.
و «عسكر» محلة و قرية في مصر، و محلة في البصرة، و محلة في نيشابور، و موضع في خوزستان، و موضع في نابلس، و اسم سر من رأى «1».
5- و منهم الاسترابادى: صاحب «منهج المقال»
نقل فيه كلام العلامة الحلي (رحمه الله) الذي مر آنفا. «2»
6- و منهم الأردبيلي: صاحب «جامع الرواة»
ذكر فيه كلام العلامة الحلي (رحمه الله) نقلا عن الأسترآبادي «3».
7- و منهم القهبائى: صاحب «مجمع الرجال»
نقل فيه كلام ابن الغضائري الذي قد مر في أول المقال «4»، اللهم إلا أن يقال إنه في صدد جمع الكلمات لا القبول و الرد و البحث حولها.
__________________________________________________
 (1) شارع النجاة: 118- 121. و في كلامه ره اشكالات عديدة سيأتي بيانها في ضمن كلام المثبتين.
 (2) منهج المقال: ص 315.
 (3) جامع الرواة: 2/ 184.
 (4) مجمع الرجال: 6/ 25.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 718
8- و منهم العلامة الشيخ محمد جواد البلاغى صاحب تفسير «آلاء الرحمن»
قال فيه: و أما التفسير المنسوب إلى الامام الحسن العسكري عليه السلام فقد أوضحنا في رسالة منفردة في شأنه أنه مكذوب موضوع، و مما يدل على ذلك نفس ما في التفسير من التناقض و التهافت في كلام الراويين و ما يزعمان أنه رواية، و ما فيه من مخالفة الكتاب المجيد، و معلوم التاريخ كما أشار إليه العلامة في الخلاصة و غيره «1».
9- و منهم المحقق التستري دام فيضه صاحب كتاب «الاخبار الدخيلة»
قال فيه: الباب الثاني في الأحاديث الموضوعة، و فيه فصول ... الفصل الثاني في أخبار التفسير الذي نسبوه إلى العسكري عليه السلام بهتانا، يشهد لافترائها عليه عليه السلام و بطلان نسبتها إليه: أولا: شهادة خريت الصناعة و نقاد الآثار أحمد بن الحسين الغضائري استاذ النجاشي أحد أئمة الرجال، فقال: إن محمد بن أبي القاسم الذي يروي عنه ابن بابويه ضعيف كذاب.
روى عنه تفسيرا يرويه عن رجلين مجهولين: أحدهما يعرف بيوسف بن محمد بن زياد، و الآخر بعلي بن محمد بن يسار، عن أبويهما، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام. و التفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه بأحاديث من هذه المناكير و ثانيا بسبر أخباره، فنراها واضحة البطلان مختلقة بالعيان.
و ثم ذكر نحوا من أربعين موردا من الموارد التي زعم، أنها تشهد بكذب هذا التفسير و كونه موضوعا.
ثم قال: ما نقلت من هذا الكتاب نموذج منه، و لو أردت الاستقصاء لاحتجت إلى نقل جل الكتاب لولا كله، فان الصحيح فيه في غاية الندرة.
ثم قال: و أيضا لو لم يكن هذا الكتاب جعلا لنقل هذه المعجزات العجيبة التي نقلها عن النبي صلى الله عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام و باقي الأئمة عليهم السلام، و لرواها علماء الإمامية.
__________________________________________________
 (1) آلاء الرحمن 1/ 49.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 719
و أيضا لو كان الكتاب من العسكري عليه السلام لنقل شيئا منه علي بن إبراهيم القمي، و محمد بن مسعود العياشي اللذان كانا في عصره عليه السلام و محمد بن العباس بن مروان الذي كان مقاربا لعصره عليه السلام في تفاسيرهم، و الكل موجود ليس في شي‏ء منها أثر منه.
ثم قال: و بالجملة هذا تفسير و إن كان مشتملا على ذكر معجزات كثيرة لامير المؤمنين عليه السلام كالنبي صلى الله عليه و آله و هو بمنزلة نفس النبي صلى الله عليه و آله بشهادة القرآن، إلا أنه ليس كل ما نسب إليهم عليهم السلام صحيحا، فقد وضع جمع من الغلاة أخبارا في معجزاتهم و فضائلهم و غير ذلك ... كما أنه وضع جمع من النصاب و المعاندين أخبارا منكرة في فضائلهم و معجزاتهم بقصد تخريب الدين، و لان يرى الناس الباطل منه فيكفروا بالحق منه‏
قال الباقر عليه السلام: «و رووا عنا ما لم نقله، و لم نفعله، ليبغضونا إلى الناس ...» «1»
10- و منهم الأستاذ الجامع للمعقول و المنقول الشيخ الميرزا أبو الحسن الشعرانى (ره) صاحب «حاشية مجمع البيان»
قال فيها:
و لم ينقل المصنف (الشيخ الطبرسي) عن التفسير المنسوب إلى العسكري عليه السلام.
و قال العلامة في محمد بن القاسم الاستر ابادي: إنه موضوع، وضعه سهل بن أحمد الديباجي، و أحاديثه مناكير.
أقول: و من أغلاطه أن الحجاج حبس المختار بن أبي عبيدة و هم بقتله و لم يمكنه الله منه حتى نجاه و انتقم من قتلة الحسين عليه السلام، مع أن إمارة الحجاج كان من سنة 75 و قتل المختار قبل ذلك بسنين و كان ظهوره على قتلة الحسين سنة 64، و إنما قتل المختار مصعب بن زبير و قتل مصعبا عبد الملك بن مروان، و في ذلك قال له رجل:
هذا رأس مصعب لديك، و رأيت رأس المختار هنا لدى مصعب، و رأس ابن زياد لدى المختار، و رأس الحسين عليه السلام لدى ابن زياد. فقال عبد الملك: لا أراك الله الخامس، في‏
__________________________________________________
 (1) الاخبار الدخيلة 1/ 152- 228.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 720
قصة خرب بسببها عبد الملك قصر الامارة بالكوفة.
و لم يكن واضع هذا التفسير عارفا بالتاريخ.
و العجب أن ما نقلناه عن التفسير موجود في البحار و لم يتعرض المجلسي (قدس سره) لرده. راجع البحار 45- 339.
و من أغلاطه أيضا أنه توهم أن سعد بن أبي وقاص كان في فتح نهاوند.
و ذكر في تفسير «إن كنتم في ريب مما نزلنا ...» ما يستحيى من نقله و يشمئز الطبع من قرائته. نعوذ بالله من الضلال، و نسأله الهداية و الصواب «1».
11- و منهم آية الله السيد الخوئي صاحب «معجم رجال الحديث»
قال فيه: التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه السلام إنما هو برواية هذا الرجل (علي بن محمد بن سيار) و زميله يوسف بن محمد بن زياد، و كلاهما مجهولا الحال و لا يعتد برواية أنفسهما عن الامام عليه السلام اهتمامه عليه السلام بشأنهما و طلبه من أبويهما إبقاءهما لافادتهما العلم الذي يشرفهما الله به.
هذا مع أن الناظر في هذا التفسير لا يشك في أنه موضوع. و جل مقام عالم محقق أن يكتب مثل هذا التفسير، فكيف بالامام عليه السلام «2».
12- و منهم العلامة السيد محمد هاشم الخوانسارى (ره) صاحب رسالة في تحقيق حال الكتاب المعروف بفقه الرضا
قال فيه: إن احتمال الوضع فيه (أي فقه الرضا) بعيد لما يلوح عليه من حقيقة الصدق و الحق.
و لأن ما اشتمل عليه من الأصول و الفروع و الأخلاق أكثرها مطابق لمذهب الإمامية، و ما صح عن الأئمة، و لا يخفى أنه لا داعي للوضع في مثل ذلك، فان غرض الواضعين تزييف الحق، و ترويج الباطل، و الغالب وقوعه عن الغلاة و المفوضة
__________________________________________________
 (1) مجمع البيان 10/ 580 و التفسير ص 200.
 (2) معجم رجال الحديث 13/ 159 و راجع 20/ 209 و 17/ 172.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 721
و الكتاب خال عما يوهم ذلك بخلاف غيره مما نسب إلى الأئمة عليهم الصلاة و السلام كمصباح الشريعة المنسوب إلى مولانا الصادق عليه السلام، و تفسير الإمام المنسوب إلى سيدنا أبي محمد العسكري، فان من أمعن النظر في تضاعيفهما إطلع على أمور عظيمة مخالفة لاصول الدين أو المذهب، مغايرة لطريقة الأئمة عليهم السلام و سياق كلماتهم «1».
و أما القائلون بكونه كسائر كتبنا الحديثية
و فيه الصحيح و الضعيف، أو هو كتاب معتبر كله أو جله، النافون لكونه موضوعا فجماعة:
1- منهم الشيخ الصدوق‏
محمد بن علي بن بابويه القمي صاحب «الفقيه و التوحيد و العيون و الاكمال و الأمالي و العلل و معاني الأخبار»:
نقل في كل من هذه الكتب بعض روايات هذا التفسير أو غيرها إما بعين سند التفسير و إما مع اختلاف يسير.
و معلوم أنه (ره) لا ينقل في الفقيه إلا رواية تكون حجة بينه و بين الله كما قاله في مقدمته و ما نقل في الفقيه بسند هذا التفسير موجود بعينه في تفسير العسكري، فراجع «2».
2- منهم أبو منصور الطبرسي صاحب كتاب «الاحتجاج»
قال في مقدمته:
و لا نأتي في أكثر ما نورده من الاخبار بإسناده إما لوجود الإجماع عليه، أو موافقته لما دلت العقول عليه، أو لاشتهاره في السير و الكتب بين المخالف و المؤالف، إلا ما أوردته عن أبي محمد الحسن العسكري عليهما السلام فانه ليس في الاشتهار على حد ما سواه، و إن كان مشتملا على مثل الذي قدمناه، فلاجل ذلك ذكرت إسناده في أول جزء من ذلك دون غيره لأن جميع ما رويت عنه عليه السلام، إنما رويته باسناد واحد من جملة الأخبار
__________________________________________________
 (1) رسالة في تحقيق فقه الرضا ص 7 و لا يخفى أن السيد ره مع قوله هذا قال في مقام آخر باعتبار بعض ما في التفسير فراجع المقالات اللطيفة له ص 163 و 165 و 167.
 (2) الفقيه 2/ 327، تفسير العسكري ص 31، التوحيد: 47 و 230 و 403، العيون 1/ 282 و 300 و 301، اكمال الدين، الأمالي، ص 105 و 106، العلل 1/ 219 و 281 و 134، معاني الأخبار ص 4.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 722
التي ذكرها عليه السلام في تفسيره. «1»
3- و منهم القطب الراوندي صاحب «الخرائج»
نقل فيه جملة وافرة من هذا التفسير «2».
4- و منهم ابن شهر اشوب صاحب «المناقب» و «معالم العلماء»
نسب في الأول التفسير إلى الامام جزما، و نقل عنه في عدة موارد من المناقب «3».
و قال في الثاني: الحسن بن خالد البرقي أخو محمد بن خالد، من كتبه تفسير العسكري، من إملاء الامام عليه السلام مائة و عشرون مجلدا «4».
و قال المحدث النوري (ره): يظهر منه أمران:
الأول: أن سند التفسير ليس منحصرا في الأسترآبادي شيخ الصدوق، بل يرويه الحسن بن خالد الثقة (في النجاشي و الخلاصة) صاحب الكتب (في الفهرست) التي يرويها عنه ابن أخيه أحمد البرقي الذي للمشايخ إليه طرق صحيحة.
الثاني: أن التفسير كبير تام غير مقصور على الموجود الذي فيه تفسير الفاتحة و بعض سورة البقرة «5».
5- و منهم المحقق الشيخ على الكركى (ره)
قال في ضمن إجازته للقاضي صفي الدين عيسى (قده): و لنورد حديثا واحدا مما نرويه متصلا تبركا و تيمنا و جريا على عادتهم الجليلة الجميلة فنقول: أخبرنا شيخنا العلامة أبو الحسن علي بن هلال بالاسناد المتقدم، إلى شيخنا الإمام أبي عبد الله محمد بن مكي السعيد الشهيد ... و أعلى منه بالاسناد إلى الامام جمال الدين الحسن بن المطهر ...
__________________________________________________
 (1) الإحتجاج: 1/ 4 و سنده عين سند التفسير الموجود و ما نقله عن التفسير موجود في هذا التفسير.
 (2) قاله المحدث النوري (ره) في خاتمة المستدرك: 3/ 661.
 (3) المناقب: ج 2 ص 300 و 313 و 329.
 (4) معالم العلماء: 29.
 (5) المستدرك: 3/ 661.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 723
و أعلى منهما بالاسناد إلى شيخنا الشهيد ... و أعلى من الجميع بالاسناد إلى العلامة جمال الدين أحمد بن فهد ... عن الشيخ الإمام عماد الفرقة الناجية أبي جعفر محمد ابن الحسن الطوسي، قال أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري، أخبرنا أبو جعفر محمد بن بابويه، حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني، حدثنا يوسف ابن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سنان (كذا)، عن أبويهما، عن مولانا و مولى كافة الأنام الإمام أبي محمد الحسن العسكري عن أبيه ... قال: قال رسول الله صلى الله عليه و آله لبعض أصحابه ذات يوم: يا عبد الله أحبب في الله و أبغض في الله و عاد في الله فانه لا تنال ولاية الله إلا بذلك، و لا يجد رجل طعم الايمان و إن كثرت صلاته و صيامه حتى يكون كذلك و قد صارت مواخاة الناس يومكم هذا، أكثرها في الدنيا، عليها يتوادون و عليها يتباغضون، و ذلك لا يغني عنهم من الله شيئا.
فقال الرجل: يا رسول الله كيف لي أعلم أني واليت و عاديت في الله عز و جل و من ولي الله؟ حتى اواليه، و من عدوه؟ حتى اعاديه. فأشار رسول الله صلى الله عليه و آله إلى علي عليه السلام قال: ألا ترى هذا؟ قال: بلى. فقال: ولي هذا ولي الله، فواله، و عدو هذا عدو الله، فعاده، وال ولي هذا و لو أنه قاتل أبيك و ولدك، و عاد عدوه و لو أنه أبوك أو ولدك ... «1»
و الحديث المذكور مع ذلك السند موجود في تفسير العسكري عليه السلام «2» و معاني الأخبار، و عيون الأخبار، و علل الشرايع كلها للصدوق كما في البحار «3».
قال المحدث النوري رحمه الله بعد نقل كلام المحقق: و يظهر منه أن هذا التفسير عنده في غاية الاعتبار، و لاقتصاره (كذا) في نقل الخبر المرسوم عندهم نقله في آخر كثير من الاجازات، كما يظهر منه أن الشيخ و الغضائري «4» روياه عنه عليه السلام بالسند
__________________________________________________
 (1) البحار: ج 105 ص 78، و المستدرك 3/ 661.
 (2) تفسير العسكري ص 49.
 (3) البحار ج 27 ص 54- 55.
 (4) هو والد صاحب كتاب «الضعفاء» الذي قال: هذا التفسير موضوع.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 724
المذكور، فيكون معتبرا عندهما و إلا لاستثنياه عن مروياتهما، كما لا يخفى على من عرف طريقة المشايخ «1».
6- و منهم الشهيد الثاني صاحب «منية المريد»
قال فيه:
فصل من تفسير العسكري عليه السلام في قوله تعالى و إذ أخذنا ميثاق ... «2»
و ما نقل موجود في تفسير العسكري. «3»
و قال في إجازته الكبيرة للشيخ حسين بن عبد الصمد: و لو حاولنا ذكر طريق إلى كل من بلغنا من المصنفين و المؤلفين لطال الخطب و الله تعالى ولي التوفيق، و لنذكر طريقا واحدا هو أعلى ما اشتمل عليه هذه الطرق ... أخبرنا شيخنا ... عن المفيد، عن الصدوق قال: حدثنا محمد بن القاسم الجرجاني ...
و ساق مثل مامر عن المحقق الكركي، فراجع. «4»
7- و منهم المجلسي الأول (ره) صاحب «روضة المتقين» و «شرح الفقيه الفارسي»
قال في الأول: المفسر الأسترآبادي و اعتمد عليه الصدوق و كان شيخه، فما ذكره ابن الغضائري باطل، و توهم أن مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصوم عليه السلام [مردود]، و من كان مرتبطا بكلام الأئمة عليهم السلام يعلم أنه كلامهم عليهم السلام و اعتمد عليه شيخنا الشهيد الثاني، و نقل أخبارا كثيرة عنه في كتبه، و اعتماد التلميذ الذي كان مثل الصدوق يكفي، عفى الله عنا و عنهم. «5»
و قال في الثاني: و هذا الحديث- أي حديث التلبية- مأخوذ من تفسير حضرة الامام الحسن العسكري عليه السلام الذي يرويه الصدوق عنه بثلاثة وسائط، و الصدوق‏
__________________________________________________
 (1) المستدرك: 3/ 662.
 (2) منية المريد ص 19 و فيه: فصل من التفسير المنسوب الى العسكري عليه السلام.
 (3) تفسير العسكري ص 335.
 (4) البحار: 105 ص 169، المستدرك ج 3 ص 662.
 (5) روضة المتقين: 14/ 250.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 725
يروي عن استاذه محمد بن القاسم، و هذا عن أساتذته، و لما كان للصدوق معاشرة مع محمد بن القاسم، فمن الممكن أن يكون له معاشرة مع أساتذته، و حكم بصحة هذا الخبر، و قال: هو حجة بيني و بين الله.
و باليقين كان الصدوق أعرف بحالهم من ابن الغضائري الذي لم يوثقه العلماء صراحة، و لم نعرف حاله، بل الظاهر أنه لا ورع له.
فانه قال: إن المفسر الأسترآبادي كذاب، لنقله هذا الخبر.
و لا شك في أن الأسترآبادي يعرف أهل الاستراباد أكثر من البغداديين، و كيف يجزم غير المعصوم أن هذا التفسير موضوع.
بل كل من كان له أقل ارتباط بكلام الأئمة عليهم السلام يجزم بأن التفسير من المعصوم عليه السلام‏
و الصدوق روى هذا التفسير عن محمد، و أوصله إلينا فحول علمائنا من الثقاة المعتمدين، حتى أن المحدثين اعتبروا هذا السند من أعلى الأسانيد.
و من جملته هذا الحديث تناقلوه مشافهة خلفا عن سلف، كما أخبرنا شيخ المحدثين بهاء الملة و الدين محمد بن الحسين، عن أبيه، عن الشيخ زين الدين ... «1» و علماؤنا ذكروا هذا الحديث تيمنا و تبركا في إجازاتهم الشفهية.
و الحقيقة أن هذا التفسير كنز من كنوز الله سبحانه و تعالى، و إن شاء الله لا يفوتنا شي‏ء منه، و سنذكره كله «2» في مجمع البحرين. «3»
8- و منهم المجلسي الثاني (ره) صاحب «البحار»
قال فيه: كتاب تفسير الامام من الكتب المعروفة، و اعتمد الصدوق عليه و أخذ منه و إن طعن فيه بعض المحدثين، و لكن الصدوق أعرف و أقرب عهدا ممن طعن فيه، و قد روى عنه أكثر
__________________________________________________
 (1) نقل المرحوم المجلسي هذا السند و الحديث المنقول عن الشهيد الثاني بالتفصيل.
 (2) راجع كتاب شرح من لا يحضره الفقيه ج 5/ 142 و ص 213 كتاب الصلاة (فارسى).
 (3) هو من تأليفات المجلسي (ره)، و لم يذكر في حرف الميم من الذريعة، فراجع.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 726
العلماء من غير غمز فيه. «1»
9- و منهم الشيخ الحر العاملي صاحب «الوسائل» و «اثبات الهداة»
قال في الأول: و نروي تفسير الإمام الحسن بن علي العسكري عليهم السلام، بالاسناد عن الشيخ أبي جعفر الطوسي، عن المفيد، عن الصدوق، عن محمد بن القاسم المفسر الأسترآبادي، عن يوسف بن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيار- قال الصدوق و الطبرسي: و كانا من الشيعة الإمامية- عن أبويهما، عن الامام، و هذا التفسير ليس هو الذي طعن فيه بعض علماء الرجال لأن ذلك يروي عن أبي الحسن الثالث عليه السلام، و هذا عن أبي محمد عليه السلام، و ذلك يرويه سهل الديباجي، عن أبيه، و هما غير مذكورين في سند هذا التفسير أصلا، و ذاك فيه أحاديث من المناكير، و هذا خال من ذلك.
و قد اعتمد عليه رئيس المحدثين إبن بابويه، فنقل منه أحاديث كثيرة في كتاب من لا يحضره الفقيه و في سائر كتبه، و كذلك الطبرسي و غيرهما من علمائنا «2».
و جعل الشيخ الحر هذا التفسير من مآخذ الوسائل و اثبات الهداة فراجع.
10- و منهم الفيض الكاشانى صاحب تفسيرى «الصافي» و «الاصفى»
نقل فيهما مطالب هذا التفسير، و اعتمد عليه ظاهرا.
11- و منهم السيد هاشم البحراني صاحب تفسير «البرهان»
نقل فيه كل ما في تفسير العسكري.
12- و منهم صاحب تفسير «نور الثقلين»
نقل فيه بعض ما في هذا التفسير، عن كتاب الإحتجاج و غيره، فراجع.
13- و منهم الحسن بن سليمان الحلى تلميذ الشهيد الأول صاحب كتاب «المحتضر»
قال فيه: و مما يدل على رؤية المحتضر النبي و عليا و الأئمة عليهم السلام عند الموت ما قد جاء في تفسير الحسن بن علي العسكري عليهما السلام- ثم نقل عنه الخبرين- و قال: هذان الحديثان‏
__________________________________________________
 (1) البحار: 1/ 28.
 (2) وسائل الشيعة: 20/ 59.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 727
يصرحان برؤية المحتضر محمدا و عليا و غيرهما صلوات الله عليهما و ليس للشك فيها مجال، و كيف يقع الشك في مثل هذه الأحاديث المجمع عليها التي يروونها عن الأئمة عليهم السلام جماعة علماء الإمامية ... «1».
14- و منهم السيد نعمة الله الجزائري (ره) «2»

15- و منهم المولى محمد جعفر الخراساني صاحب اكليل الرجال‏
قال فيه:
أخرج من هذا التفسير أصحابنا كابن بابويه، و غيره ممن التزم أن لا يذكر في كتابه إلا ما صح عن الأئمة عليهم السلام «3».
16- و منهم الشيخ سليمان البحراني (ره) صاحب «الفوائد النجفية»
قال فيه:
قال بعض الأفاضل المتأخرين (في رد ما قاله ابن الغضائري و العلامة، ره): كيف يكون محمد بن القاسم ضعيفا كذابا، و الحال أن رئيس المحدثين (ره) كثيرا ما يروي عنه في الفقيه، و كتاب التوحيد، و عيون أخبار الرضا عليه السلام، و في كل موضع يذكره يقول بعد ذكره: رضي الله عنه، أو رحمه الله.
ثم قال: و في ما ذكره العلامة رحمه الله إشكالات ... و قد صرح جماعة من الأفاضل باعتبار هذا التفسير المشهور الآن، و اعتمدوه ... «4»
17- و منهم صاحب «منتهى المقال»
ذكر فيه بعد نقل كلام العلامة الحلي كلمات المؤيدين لاعتبار التفسير، فراجع «5».
18- و منهم الوحيد البهبهانى (ره) صاحب «التعليق على منهج المقال الاسترابادى»
قال فيه (في رد ما قاله العلامة (ره) تبعا لابن الغضائري) قلت: ضعف تضعيف‏
__________________________________________________
 (1) المحتضر ص 20، و الحديثان موجودان في تفسير العسكري (ع)، راجع أيضا ص 62- 64 قال فيه: و من كتاب التفسير المنقول برواية محمد بن بابويه عن رجاله عن الامام الحسن العسكري عليه السلام و قال أيضا: و من التفسير الشريف المذكور ...
 (2) قاله المحدث النوري في المستدرك.
 (3) المستدرك: 3/ 664.
 (4) منتهى المقال ص 288.
 (5) منتهى المقال ص 288.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 728
ابن الغضائري مر مرارا، على أن الظاهر أن منشأ تضعيفه، ما ذكره من أنه روى تفسيرا عن رجلين مجهولين- إلى آخر ما قال ابن الغضائري- و مضى في سهل بن أحمد ما يؤيد هذا، و قال جدي: ما ذكره ابن الغضائري باطل، و توهم أن مثل هذا التفسير لا يليق أن ينسب إلى المعصوم، و من كان مرتبطا بكلام الأئمة يعلم أنه كلامهم.
إلى آخر ما نقلناه عن المجلسي الأول في الروضة، فراجع «1».
19- و منهم الشيخ أبو الحسن الشريف صاحب تفسير «مرآة الأنوار»
أخذ من تفسير الإمام عليه السلام كسائر المآخذ الحديثية «2».
20- و منهم الشيخ محمد طه (ره) صاحب «إتقان المقال»
قال فيه بعد ذكر ما قاله ابن الغضائري: قلت: و قد روى عنه الصدوق في الفقيه، و هذا التفسير هو التفسير المعروف بتفسير العسكري عليه السلام، و قد روى عنه الشيخ الجليل أحمد بن أبي طالب الطبرسي في الإحتجاج، و لعل الثقة بابن بابويه و الطبرسي أولى، سيما الأول كما هو معلوم من ترجمته، و كما يشهد به استثناؤه جماعة من رواة نوادر الحكمة و عدم روايته ما رووه منها، كما روى عن محمد بن عيسى بن عبيد.
و لعل السر في دعوى الوضع، تضمن التفسير المذكور كثيرا من الاسرار، و نوادر الاخبار، كما قد يتفق ذلك منهم، كما يشهد به دعوى الوضع للقاء سعد بن عبد الله الأشعري أبا محمد العسكري عليه السلام، فراجع «3».
21- و منهم السيد عبد الله الشبر صاحب «تسلية الفؤاد»
جعل تفسير الإمام عليه السلام من مصادره في هذا الكتاب، فراجع «4».
22- و منهم السيد حسين البروجردى صاحب «نخبة المقال» و «الصراط المستقيم»
قال في الأول:
__________________________________________________
 (1) رجال الاسترابادى: التعليقة ص 316.
 (2) مرآة الأنوار ص 197 و 199 و 123 و غيرها.
 (3) إتقان المقال 359.
 (4) تسلية الفؤاد ص 198 و غيره.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 729
         ثم ابن قاسم مفسر حسن             تضعيف «غض» له ضعيف موتهن‏
 قال ابن الغضائري: إنه ضعيف، و التفسير موضوع عن سهل الديباجي.
أقول: ذكره الصدوق مترضيا عنه و مترحما له، قال في البحار: تفسير الإمام من الكتب المعروفة- إلى آخر ما نقلناه من البحار- فراجع «1».
و قال في الثاني: و التفسير المنسوب إلى الإمام الهمام الحسن بن علي العسكري عليه و على آبائه و على ولده الخلف الحجة أفضل الصلاة و السلام، و الاسناد إليه مذكور في أوله و شهرته بين الإمامية و تلقيهم له بالقبول، و إيرادهم أخباره في كثير من الكتب و الأصول، يكفينا مؤنة التأمل في أحوال رجاله، فضلا عن الاصغاء إلى قدح من يقدح فيه من المحدثين، سيما مع كون الأصل في ذلك هو ابن الغضائري الذي لا يكاد يسلم من طعنه جليل.
و لذا قال شيخنا المجلسي رحمه الله في أول البحار: أن تفسير الإمام عليه السلام من الكتب المعروفة- إلى آخر ما نقلناه من البحار.
مع أن الأصل في قدحه، إنما هو رمي محمد بن القاسم المفسر بالضعف و الكذب و أنه يرويه عن رجلين مجهولين، و فيهما ما لا يخفى، أما محمد بن القاسم فقد أكثر الصدوق من النقل عنه، في كثير من كتبه كالفقيه، و كتاب التوحيد، و عيون أخبار الرضا، و غيرها و في كل موضع يذكره يقول: رحمه الله أو رضي الله عنه، مع أنه قد قال في أول الفقيه ما قال.
و أما الرجلان فالصدوق أعرف بحالهما، مع أن شيخنا الطبرسي قال في أول الاحتجاج قال- أي الصدوق رحمه الله-: حدثني أبو الحسن محمد بن القاسم الأسترآبادي المفسر قال: حدثني أبو يعقوب يوسف بن محمد بن زياد، و أبو الحسن علي بن محمد السيار و كانا من الشيعة الإمامية- الحديث- و من هنا و غيره قد بالغ غير واحد من‏
__________________________________________________
 (1) نخبة المقال ص 94.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 730
الإمامية في الذب عنه، و حكموا بالاعتماد عليه، و لذا أوردناه بتمامه في هذا التفسير (أي الصراط المستقيم) مفرقا على ما يناسبه من الآيات. «1»
23- و منهم حجة الإسلام التبريزى صاحب «صحيفة الابرار»
قال فيه:
تفسير الإمام عليه السلام برواية الصدوق قال المجلسي في البحار: و كتاب تفسير الإمام من الكتب المعروفة، و اعتمد عليه الصدوق، و أخذ عنه، و إن طعن بعض المحدثين ...
أقول: الظاهر أن المراد من هذا البعض أحمد بن الحسين الغضائري ...
و قد عرفت في مقدمات هذا الكتاب حال تضعيفات ابن الغضائري، و أنها عند المحققين مردودة مطروحة ... فالصدوق أعرف بحال الرجل منه للقائه إياه، و روايته عنه، و قد ملأ كتبه من الرواية عنه، مشفعا له كلما ذكره بالرحمة ...
و أما وصف الرجلين (أي أبي يعقوب يوسف بن محمد، و أبي الحسن علي بن محمد) فيكفي في كونهما معروفين رواية من هذا حاله عند الصدوق عنهما و اعتماده على روايتهما و وصفه لهما بأنهما كانا من الشيعة الإمامية، كما في سند التفسير، و ليس من شرط معروفية الرجل كونه معروفا عند خصوص ابن الغضائري لا محالة ...
و بالجملة الكتاب مما لا عيب فيه، و لا ريب يعتريه، و قد اعتمد عليه، و روى عنه ثلة من الاولين و الأخرين، و طعن ابن الغضائري فيه بمقتضى اجتهاده، و عده لما فيه من المنكرات لا حجية فيه، بل غلط مردود نشأ من ضعف التحصيل «2».
24- و منهم صاحب «العوالم» (ره)
راجع مجلداته المطبوعة.
25- و منهم الشيخ الأنصاري (ره) صاحب «فرائد الأصول»
قال فيه- بعد نقل رواية طويلة من الاحتجاج و هو رواه عن تفسير الإمام عليه السلام- دل هذا الخبر الشريف اللايح منه آثار الصدق على جواز قبول قول من عرف بالتحرز عن الكذب،
__________________________________________________
 (1) الصراط المستقيم ص 88.
 (2) صحيفة الابرار ص 394- 494 مع تلخيص:.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 731
و إن كان ظاهره اعتبار العدالة بل ما فوقها، لكن المستفاد من مجموعه، أن المناط في التصديق هو التحرز عن الكذب، فافهم. «1»
26- و منهم الشيخ عبد الله المامقاني صاحب «تنقيح المقال»
قال فيه عن بعض الفقهاء المتأخرين: إن من له أدنى ربط بأحاديث الأئمة الاطهار عليهم السلام يجزم بأن هذا التفسير من كلام المعصوم، و نحوه ما عن المجلسي الأول ... «2»
27- و منهم آية الله البروجردى (ره) صاحب جامع أحاديث الشيعة
جعل تفسير الإمام من مآخذ هذا الكتاب. «3»
28- و منهم المولى علي بن الحسن الزوارى‏
المفسر المترجم المعروف استاذ صاحب المنهج، قال صاحب «رياض العلماء» ره و للزواري أيضا ترجمة كتاب تفسير الإمام الحسن العسكري بالفارسية ... رأيت تلك الترجمة في قصبة لنكر من أعمال جام ... «4»
29- و منهم العلامة الطهراني صاحب «الذريعة»
قال فيه: تفسير العسكري ...
و قد فصل القول باعتباره شيخنا في خاتمة المستدرك فذكر من المعتمدين عليه الشيخ الصدوق في الفقيه و غيره من كتبه، و الطبرسي في الاحتجاج، و ابن شهر اشوب في المناقب، و المحقق الكركي في إجازته لصفي الدين، و الشهيد الثاني في المنية و المولى محمد تقي المجلسي في شرح المشيخة، و ولده العلامة المجلسي في البحار و غيرهم ...
و قال في حاشية الذريعة: إعلم أنه ليس طريق الصدوق إلى هذا التفسير منحصرا في محمد بن القاسم الخطيب المنسوب جرحه إلى ابن الغضائري، بل يوجد في‏
__________________________________________________
 (1) فرائد الأصول ص 86 و في هذا الخبر المشهورة التي استدل بها فقهاؤنا في مباحث الاجتهاد و التقليد: فأما من كان من الفقهاء صائنا لنفسه حافظا لدينه مخالفا على هواه مطيعا لامر مولاه فللعوام أن يقلدوه ...
 (2) تنقيح المقال 3/ 175 مع تلخيص.
 (3) راجع مجلداته المطبوعة.
 (4) رياض العلماء 3/ 395.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 732
بعض تصانيف الصدوق طريق آخر إلى رواية هذا التفسير عن الولدين كما في الامالي ص 105 روى الصدوق عن محمد بن علي الأسترآبادي رضي الله عنه قال:
حدثنا يوسف بن محمد بن زياد، و علي بن محمد بن سيار، و النسخة صحيحة ظاهرا، و احتمال وقوع التصحيف من الناسخ و تبديل القاسم بعلي خلاف الأصل ... «1»
30- و منهم المحدث النوري صاحب «المستدرك»
فانه (ره) قد فصل فيه القول باعتباره و قد استفدنا أكثر ما نقلنا في هذا المقال مما كتب، فجزاه الله خير الجزاء، و إن كان في بعض ما قال، و اختاره إشكال.
31- و منهم المامقاني (ره) في رجاله‏
عند ترجمته لعمار الدهنى قال فيه في شرح مشيخة كتاب من لا يحضره الفقيه: و إلى محمد بن القاسم الأسترآبادي مشافهة من غير واسطة و هو الراوي له التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمد العسكري عليه السلام الذي أكثر من النقل عنه في أغلب كتبه الموجودة عندنا، كالفقيه و الامالي و العلل و غيرها، و اعتمد على ما فيه كما لا يخفى على من راجع مؤلفاته، و تبعه على ذلك أساطين المذهب و سدنة الاخبار: فمنهم أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب [الطبرسي صاحب الاحتجاج‏]، و منهم قطب الدين سعيد بن هبة الله الراوندي، فانه أخرج في خرائجه من التفسير المذكور جملة وافرة، و منهم رشيد الدين محمد بن علي بن شهر اشوب [صاحب المناقب‏] و منهم المحقق الثاني علي بن عبد العالي الكركي، و منهم فخر الفقهاء الشهيد الثاني، و منهم المجلسيان (ره) و الأستاذ الأكبر في التعليقة، و المحقق البحراني الشيخ سليمان و صاحب إكليل الرجال، و الحر العاملي و المحدث الجزائري و المحدث التوبلي و صاحب كتاب المحتضر و صاحب نور الثقلين و خاتمة المحدثين المولى أبو الحسن الشريف، و غيرهم.
ثم ذكر كلام العلامة الحلي في الخلاصة و قال: و لم يسبقه- فيما بأيدينا من الكتب الرجالية و الحديث- أحد سوى إبن الغضائري و لم يلحقه أيضا أحد سوى المحقق الداماد «2»
__________________________________________________
 (1) الذريعة 4/ 283- 293 و فيه فوائد جمة، فراجع.
 (2) مر كلام المحقق الداماد في ضمن أقوال النافين ص 715 فراجع.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 733
و لم يزد على ما في الخلاصة شيئا و ما في الخلاصة مأخوذ بعينه من ابن الغضائري كما يظهر من نقد الرجال [و مجمع الرجال للقهبائي‏].
 [خلاصة الأقوال‏]
و قد أكثر المحققون من الطعن فيه، و الايراد عليه، بوجوه نذكره مع ما عندنا:
الأول: ما قرر في محله من ضعف تضعيفات ابن الغضائري، و عدم الاعتماد عليه.
الثاني: أن الصدوق- الآخذ عن محمد بن القاسم المصاحب له، الذي قد أكثر النقل عنه من هذا الكتاب في أكثر كتبه، و ما يذكره إلا و يعقبه بقوله رضي الله عنه أو رحمه الله، و قد يذكره مع كنيته- كيف خفي عليه ضعفه و كذبه!
الثالث: كيف خفي كذبه و ضعفه على الجماعة الذين رووا هذا التفسير الموضوع بزعم ابن الغضائري عن الصدوق، و هم عدة: منهم الحسين بن عبيد الله الغضائري والد «أحمد صاحب الرجال» كما قد مر في إجازة المحقق الكركي.
الرابع: أن التفسير منسوب إلى أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام لا، والده أبي الحسن الثالث، كما في كلام ابن الغضائري.
الخامس: أن سهل الديباجى و أباه غير داخلين في سند هذا التفسير، و لم يذكرهما أحد فيه، فنسبة ابن الغضائري الوضع إليه لا وجه له، بل هذا يكشف عن الاختلاط المسقط لكلامه عن الاعتبار.
السادس: أن الطبرسي نص في الاحتجاج أن الراويين من الشيعة الإمامية، فكيف يقول يرويه عن رجلين مجهولين!
و العجب أن المحقق الداماد نسب الذين اعتبروا السند و اعتمدوا على التفسير:
- و هم جده المحقق الثاني، و الشهيد الثاني، و القطب الراوندي، و ابن شهر اشوب و الطبرسي و غيرهم- إلى القصور و عدم التمهر، مع عدم تأمله في هذه الاشتباهات الواضحة في كلام ابن الغضائري، و العلامة الحلي، فاقتحم فيها من حيث لا يعلم، بل زاد عليها.
السابع: نسبة [المحقق الداماد] التضعيف إلى علماء الرجال، مع أنه ليس في الكشي، و النجاشي، و الفهرست، و رجال الشيخ ذكر له أصلا، و هذه الأصول الأربعة هي المعتمدة في هذا الفن، و المضعف منحصر في ابن الغضائري، و أما العلامة في‏
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 734
الخلاصة فهو ناقل لكلامه و إن ارتضاه، و الناظر يتوهم في كلامه [الداماد] غير ما هو الواقع، فلا يخلو من نوع تدليس.
الثامن: ظنه [المحقق الداماد] أن التفسير الذي رواه الأسترآبادي غير التفسير الذي رواه الحسن البرقي، و هو توهم فاسد ... «1»
التاسع: أن حديث النجو الذي أشار إليه المحقق الداماد، موجود في هذا التفسير «2»، و ذكر مختصره بعبارة ابن شهر اشوب في المناقب، فراجع.
العاشر: الحكم بوجود المناكير و الاكاذيب فيه تبعا لابن الغضائري، فياليته أشار إلى بعضها، نعم فيه بعض المعاجز الغريبة و القصص الطويلة التي لا توجد في غيره، و عدها من المنكرات يوجب خروج جملة من الكتب المعتمدة عن حريم حد الاعتبار، و ليس فيه شي‏ء، من أخبار الارتفاع و الغلو أبدا ... و كيف يخفى على الصدوق! و هو رئيس المحدثين مناكير هذا التفسير، مع شدة تجنبه عنها، و معرفته بها و انسه بكلامهم عليهم السلام، و قربه بعصرهم عليهم السلام، و عده من الكتب المعتمدة، و ولوعه في إخراج متون أحاديثه، و تفريقها في كتبه، و ما أبعد ما بينه و بين ما تقدم عن التقي المجلسي في الشرح من قوله: «و من كان مرتبطا بكلام الأئمة عليهم السلام يعلم أنه كلامهم»
نعم قصة المختار مع الحجاج المذكور فيه «3» مما يخالفه تمام ما في السير و التواريخ من أن المختار قتله مصعب الذي قتله عبد الملك الذي ولى الحجاج على العراق بعد ذلك، لكنه لا يوجب عدم اعتبار التفسير، و إلا لزم عدم اعتبار الكافي، فان ثقة الإسلام روى فيه عن يزيد بن معاوية قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة و هو يريد الحج ... «4»
قال في البحار: و اعلم أن في هذا الخبر إشكالا و هو أن المعروف في السير أن هذا الملعون لم يأت بالمدينة بعد الخلافة، بل لم يخرج من الشام حتى مات و دخل النار، فنقول مع عدم الاعتماد على السير لا سيما مع معارضة الخبر، يمكن‏
__________________________________________________
 (1) العلامة الطهراني هنا في الذريعة كلام مع أستاده النوري فراجع 4/ 283:.
 (2) ص 64، المناقب: 2/ 329.
 (3) ص 547.
 (4) الكافي: 8/ 234.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 735
أن يكون اشتبه على بعض الرواة، و كان في الخبر أنه جرى ذلك بينه و بين من أرسله الملعون لأخذ البيعة و هو مسلم بن عقبة ... «1»
أقول: كلما ذكره رحمه الله يجري في الخبر المتقدم [في التفسير]، ثم قال رحمه الله في خاتمة كلامه: فانقدح من جميع ما ذكرنا، أن هذا التفسير داخل في جملة الكتب المعتمدة التي أشار إليها الصدوق في أول الفقيه، و الله العالم. «2»
و قال المحقق التستري صاحب «الاخبار الدخيلة» فيه- في جواب بعض هذه الايرادات ظاهرا: إن أحمد بن الحسين الغضائري من الأئمة النقاد، و هو أستاد النجاشي، و قد اعترف الشيخ بأنه ألف فهرستا لم يؤلف أحد من أصحابنا مثله:
 «حجية قول مثل الصدوق تكون فيما لم يعلم بطلانه، و قد أوضحنا اشتمال التفسير على أكاذيب واضحة فاضحة»
و ما نقله الصدوق في كتبه غير ما فيه من الأمور الباطلة. و ليس فيها مناكير معلومة، فلعله أخذه عن غير الكتاب الموجود بأيدينا، و كذلك ما نقل عنه الاحتجاج.
و قول ابن الغضائري: «التفسير موضوع عن سهل الديباجي عن أبيه» لعل في الكلام سقطا، و الأصل: «التفسير موضوع كما عن سهل الديباجي عن أبيه».
و المراد بكون الرجلين مجهولين، جهل حالهما من حيث الضعف و القوة، و كثيرا ما يطعن أئمة الرجال في الراوي بأنه مجهول، و قد عقد لهم ابن داود فصلا في آخر كتابه، فلا ينافي قوله معروفية اسميهما و نسبيهما كما لا ينافي وقوعهما في روايات اخر، كما نقل أن الثاني منهما و هو علي بن محمد بن سيار، وقع في طريق سند ندبة السجاد. «3» أما أن الصدوق في كتبه و غيره كلهم أنهوا السند إلى أبي محمد العسكري عليه السلام و ابن الغضائري قال: «عن أبي الحسن الثالث عليه السلام فيمكن أن يكون منشأ و همه اشتراك «الهادي» بين الهادي، و ابنه الحسن عليهما السلام ...»
و كلام المحقق الداماد كلام قشري بلا لب، فانه لو كان التفسير واحدا لم يكن‏
__________________________________________________
 (1) البحار 46/ 137- 139.
 (2) المستدرك 3/ 661- 664 مع تلخيص و تصرف نقل بالمعنى، و فيه فوائد ثمينة فراجع.
 (3) أشارة الى ما قال الطهراني ره في الذريعة: 4/ 286، فراجع.
                        التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري عليه السلام، ص: 736
لكلامه معنى، و إن كان متعددا كان موضوع المثل «أقلب تصب»، و كان القول بسقوط هذا الموجود المشتمل على الأمور الواضحة البطلان التي شرحناها متعينا ... «1»
 [خلاصة الأدلة]
و بعد نقل كلمات النافين و المثبتين نقول: ملخص الكلام أن للنافين أدلة ثلاثة:
1- شهادة قسم من متن الكتاب بكذبه و عدم اعتباره.
و جوابه: أن العلم بعدم صدور بعض الكتاب من المعصوم لا يوجب الحكم بكذب كله.
2- تضعيف ابن الغضائري رواة الكتاب، أي محمد بن القاسم، و الرجلين الآخرين.
و جوابه: هو معارض باعتماد الصدوق عليهم، و الترضي و الترحم على محمد بن القاسم عند ذكره، و أيضا نقل روايتهم في الفقيه، مع أنه التزم بأن لا يروي فيه إلا ما كان حجة بينه و بين ربه إلا أن يقال: اعتقاده بأن متن تلك الرواية حجة لا يستلزم اعتقاده بكون رواته ثقات.
3- عدم توثيق رواة الكتاب في الكتب الرجالية و اعتماد الصدوق على بعض رواياته، لا يدل على توثيقه إياهم.
و هذا الدليل كاف ظاهرا للحكم بضعف رواياته- لا كونها موضوعة- إلا إذا أحرزنا من غير جهة السند إعتبار بعضها و كونها موثوقة الصدور، كما قال الشيخ الأنصاري في ذيل خبر: «أما من كان من الفقهاء ...» و إلا إذا أحرزنا موضوعية بعضها الآخر أو تحريفه و تصحيفه ... كما في خبر الحجاج المذكور آنفا.
فتحصل أن لا دليل على الوضع كليا، و لا الصدور من المعصوم عليه السلام كليا، بل أمر بين الأمرين، فيكون التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه السلام كسائر كتبنا الحديثية، فيه صحيح و مقبول و ضعيف و مردود، و يحتاج الرد و القبول بالنسبة إلى كل رواية من رواياته إلى بحث و تحقيق و تحصيل القرائن، و الله العالم «2»
__________________________________________________
 (1) الاخبار الدخيلة 1/ 212- 215 مع تلخيص و نقل بالمعنى و فيه مطالب اخرى مفيدة فراجع.
 (2) ثم ذكر هنا قائمة بالمصادر و الماخذ التي اعتمد عليها في هذه الرسالة.

 

 

افادات استاد

جلسه تعدد قرائات 30/ 5/ 1401

شاگرد: تفسیر منسوب به امام حسن عسگری به نظر شما معتبر است؟

استاد: آیت‌الله بهجت نسبت به فقه الرضا و همین تفسیر می‌فرمودند نسبت به سائر منابع روایی نمی‌توان به‌صورت مطلق قضاوت کرد و بگوییم کل آن‌ها وضع و دروغ است. یا کل آن صحیح است. می‌فرمودند باید ملاحظه کنیم. سند اصل کتاب مانند کافی نیست ولی محتوا طوری است که باید ملاحظه شود. همان‌طوری که در کافی سند را نگاه می‌کنیم در اینجا هم باید با جمیع ملاحظات متن و … در نظر گرفته شود.

شاگرد: انتساب قطعی یا رد قطعی نمی‌توان کرد.

استاد: بله. ممکن است که نسخه‌ها متفاوت باشد و چیزهایی در آن وارد شده باشد اما رد اصل خود این نمی‌شود. نگاه کنید چه کسانی از آن دفاع کرده‌اند. آقای ابطحی آورده‌اند. تفسیر الامام چاپ مدرسه امام مهدی، در آخر کتاب آورده‌اند. آخر تفسیر حدود سی-چهل صفحه اقوال علماء را آورده‌اند. مثل آقای شعرانی، عده‌ای هستند که به‌شدت با این کتاب مخالف هستند. با تفسیر الامام. عده‌ای هم از آن طرف مدافعش هستند. حرف مدافعین را ببینید. دیدم کسی گفته بود اگر شما خودتان را از این تفسیر محروم کنید واقعاً خودتان را از در و گوهرهایی محروم کرده‌اید.

شاگرد: یا برای دانشمندی است که برای آن قرن بوده است.

استاد: نه، آن هایی که مدافعش هستند بیش از این می‌گویند. یعنی معمولاً تضعیف هایی هم که می‌گویند یا محتوایی است…؛ مثلاً این کتاب به وفور در دست مرحوم صدوق بوده است. خود محدثین که به این صورت هستند. شاید خمس صافی از تفسیر الامام است. بحارالانوار هم همین‌طور است. صاحب وسائل هم همین‌طور است. صاحب وسائل مدافع آن هستند. مدافع حسابی هستند. در مستدرک ایشان نوعاً مدافع این کتاب هستند. ادعا می‌کنند که این کتاب درست است.

من شخصا یکی از بهترین تفاسیری که صبغه الهی و عصمت در آن می‌باشد را همین تفسیر می‌دانم. حالا این‌که بگویید هر سطر آن درست است یا غلط، یک چیز است اما این‌که چیزهایی در این تفسیر هست که …. آن حدیث معروف از حضرت صدیقه سلام الله علیه تنها برای این تفسیر است. «من اصعد الی الله خالص عبادته اهبط الله افضل مصلحته». این در هیچ کتاب دیگری نیست. تنها مصدر این روایت همین کتاب است. چند روایت دیگر هم هست. روایت «عجب الذنب17» هم تنها در اینجا آمده است. ذیل آیه «فَقُلْنا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِها كَذلِكَ يُحْيِ اللَّهُ الْمَوْتى‏18»، حضرت فرمودند «عجب الذنب»؛ آن جایی از گاو که برداشتند و به مرده زدند و زنده شد، دمچه گاو بود. در کتب روایی شیعه ببینید. تنها منبعش همین کتاب است. چندین روایت دیگر هست که تنها و تنها منبعش همین کتاب است.

همچنین روایت «بالحروف المقطعه»، این‌که انبیاء سابق بشارت می‌دادند «يأتي بكتاب بالحروف»19، تنها منبعش همین است. روایاتی است که مختص به این کتاب هستند. برخی از آن‌ها را مرحوم صدوق و دیگران آورده‌اند که باز به این کتاب برمی‌گردد. به گمانم این کتاب به این صورت است. حالا خواستید یک وقتی باید مفصل از این کتاب بحث بشود. ولی پایانش را بخوانید کافی است. ظاهراً هم مقاله برای حاج‌ آقای استادی است. به نظرم ایشان آورده‌اند. علی ای حال ٣٠-۴٠ صفحه است. البته مخالفین هم دلیل های مختلفی دارند.

 

 

جلسه تعدد قرائات 31/ 5/ 1401

پایان مباحثه دیروز آقایان فرمودند راجع به تفسیر امام حسن عسگری علیه‌السلام چه بگوییم، صحبتی پیش آمد. من که داشتم اجازه نامه محقق ثانی را می‌دیدم برایم جالب بود. ایشان بعد از این‌که این‌ها را می‌گویند، می‌فرمایند:

«ولنورد حديثا واحدا مما نرويه متصلا»؛ حالا که دارم برای شما اجازه نامه را می‌نویسم، «تبرکا و تیمنا وجرياعلى عادتهم الجليلة الجميلة فنقول»؛ بعد از استادشان علی بن هلال یک سند می‌آورند که متصلا تا شیخ الطائفه طوسی می‌رود. بعد «ح» می‌آورند؛ «ح» تحویل است؛ یعنی تا شیخ الطائفه چند سند متعدد می‌آورند. تا صفحه هفتاد و هشت همین جلد، می‌فرمایند: «واعلى من الجميع بالاسناد إلى العلامة جمال الدين أحمد بن فهد»؛ ابن فهد حلی از بزرگانی بودند که خود محقق ثانی از خود ایشان شروع می‌کنند و سند می‌آورند و به اینجا می‌رسند:

«عن … بن شهرآشوب المازندراني، عن السيد … الحسيني كلاهما، عن الشيخ الامام عماد الفرقة الناجية أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي»؛ شیخ الطائفه. در مسیر این سند هستند. بعد کیست؟«قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضايري»؛ در نقل دیگر از مفید هم بود. بعد هم«انا أبو جعفر محمد بن بابويه»؛ که جناب صدوق ابن بابویه هستند.«ثنامحمد بن القاسم المفسر الجرجاني»؛ راوی معروف کتاب تفسیر الامام حسن عسگری.«ثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سنان»؛ دو برادری هستند که در این تفسیر دارد به محضر حضرت رفتند. «عن ابویهما عن مولانا و مولی کافة الانام ابی محمد بن الحسن العسگری عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه، عن أبيه * عن أبيه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين قال: قال رسول الله (ص)»؛ جالب این است، این حدیثی را که به‌عنوان سند متصل تیمنا می‌آورند، حدیثی است که تنها و تنها در تفسیر الامام عسگری علیه‌السلام است. البته چون مضمون بالا بوده، بعد از این تفسیر مرحوم صدوق این حدیث را در پنج یا شش کتاب خود آورده‌اند و سائر کتب شیعه هم‌آن را مفصل آورده‌اند. چون مضمون این حدیث ولایت امیرالمؤمنین علیه‌السلام است و خیلی ناب است، این را آورده‌اند. در همین جلد مرحوم شهید ثانی همین را می‌آورند. در صفحه ١۶٩ هست. مرحوم شهید ثانی از استادشان شهید اول سند می‌آورند. تا آن جا که «القاسم الجرجاني قال: حدثنا يوسف، عن ابویهما عن مولانا..».

شاگرد: یعنی سند دیگری غیر از این است؟

استاد: طریق هایش متفاوت است. این شهید اول است. خود محقق ثانی هم چند طریق آورده است. ولی وقتی سند نزدیک می‌شود سند متفاوت نمی‌شود. از شیخ الطائفه به بعد یکی می‌شود.

شاگرد٢: این را می‌توان سندی به تفسیر امام حسن عسگری به حساب آورد؟ به این مناسبت که این حدیث تنها در تفسیر امام حسن عسگری آمده است.

استاد: بله، فقط چیزهایی پیش می‌آید که در ذهن من هست. جمله مضمار به ذهن من می‌آید. مضمار میدانی است که اسب‌هایی که می‌خواهند بدوند در آن تمرین می‌کنند. برای طلبه‌هایی که می‌خواهند اهل تحقیق شوند مواردی پیش می‌آید که مضمار است. مضمار کجا است؟ آن جایی است که وقتی یک طلبه محقق وارد می‌شود، می‌بیند اگر قرار باشد چشمش به دهن بزرگان باشد، کار خلاص است. چرا؟ چون بزرگان صد و هشتاد درجه خلاف هم حرف زده‌اند. یعنی می‌بیند که دیگر ناچار است خودش ببیند و چشمش را باز کند و تصمیم بگیرد. و الا اگر قرار باشد بزرگان حرف بزنند این پیش نخواهد رفت. یکی از آن مضمارها تحقیق در مورد همین تفسیر مبارک است. یعنی ببیند که وضع و حال این تفسیر به چه صورت است.

وحید بهبهانی می‌گویند: «قال جدی»؛ منظورشان مرحوم مجلسی اول است. ببینید «قال جدی» را به‌عنوان تأیید حرف جدشان می‌گویند. یعنی گویا دو عالم دارند این را می‌گویند. هم وحید که دارند آن را نقل می‌کنند و هم جدشان مجلسی اول. می‌گویند این‌که غضائری یا جناب میرداماد فرموده‌اند «فیه مناکیر»، می‌گویند نه، هر کسی که به روایات اهل البیت علیهم‌السلام آشنا باشد، می‌فهمد که این کتاب درست است. این مجلسی و این هم وحید بهبهانی است. تعبیرشان این است. در معجم رجال الحدیث چه فرمودند؟ من دو-سه بار برگشتم تا ببینم «ناظر الخبیر» گفته‌اند یا نه؟ فرموده‌اند: «والناظر فی هذا الکتاب». «ناظر» مطلق است. البته «نظر» فکر است. ولی نفرموده اند «الناظر الماهر». در معجم رجال الحدیث فرموده‌اند. فرموده‌اند «الناظر فی هذا الکتاب یقطع بانه الموضوع»؛ دروغ است و کتاب جعلی است. دنباله آن فرموده‌اند این کتاب «لا یصدر من مقام عالم محقق فضلا عن الامام المعصوم». شما این کتاب را ببینید می‌فهمید که دروغ است. یک عالم محققی هم این‌طور کتابی را ندارد. یعنی در فضای علم یکی به این صورت می‌گوید، یعنی نگاه که می‌کنی می‌فهمی که کذا است. آن هم می‌گوید نگاه که می‌کنی می‌فهمی که برای معصوم است. خب حالا باید چه کار کنیم؟ یعنی دیگر در اینجا نگاه به بزرگان کردن تعطیل می‌شود. یکی آن می‌گوید و یگی این می‌گوید.

پایان کتاب را هم نگاه کنید. حاج آقای استادی یک مقاله‌ای دارند، در آن جا دوازده نفر از نافین کتاب را نقل می‌کنند و عباراتشان را می‌آورند. سی نفر هم از مثبتین می‌آورند. خب مثبتین برای خودش دم و دستگاهی دارد. حالا من دیگر وارد آن نشوم. علی ای حال یکی از کسانی که این کتاب را خیلی قبول دارند مرحوم فیض هستند که دیروز صحبت از فرمایشات ایشان بود. اتفاقا خودشان که در مقدمه تفسیر صافی می‌گویند قرائت صحیحه یکی است، خودشان همین بخش از تفسیر الامام را می‌آورند که منسوب به حضرت است؛ در «قلوبنا غُلف/غُلُف» حضرت می‌فرمایند –عبارتی به این روشنی می‌شود؟!- کلا القرائتین حق لانهم قالوا بهما جمیعا. سوره مبارکه حمد را که دیروز خواندم، اگر تصریح نبود، تنها کلمه ایضا داشت. اما در اینجا که تصریح دارند. مرحوم فیض همین جمله را در صافی آورده‌اند. یعنی با آن اعتمادی که به این تفسیر داشتند.

شاگرد: جمیعا، یعنی همه اهل‌بیت؟

استاد: نه، یعنی هر دو را. «غُلف و غُلُف». چون یکی از آن‌ها به معنای تکبر و دیگری به‌معنای استهزاء است.

شاگرد: «لانهم قالوهما».

استاد: قالوا بهما. یهود هر دوی آن‌ها را گفتند. هم «غُلف» را گفته‌اند و هم «غُلُف» را. «غُلف» استهزاء بود. «غُلُف» تکبر بود. هر دوی آن‌ها را گفته بودند. لذا فرمودند «و کلا القرائتین حق». این تعبیری است که در کتاب تفسیر الامام علیه‌السلام آمده بود. مرحوم فیض هم آورده‌اند. من نمی‌دانم ایشان که این را می آورند چه توجیهی در ذهنشان بوده است. من واقعش را نمی‌دانم. باید بیشتر انس بگیریم و ببینیم. البته اول تفسیر اشاره کرده‌اند. فرموده‌اند ائمه مماشات می‌کردند. آن روایتی هم که دو قرائت را می گفته همین است. خب مماشات با چیزی که کلام خدا نیست؟! استدلال به این صورت جور در نمی‌آید. من نمی‌دانم. من به سهم خودم عرض می‌کنم.

شاگرد: شما «کلا» می‌خوانید… .

استاد: من همیشه «کلتیهما» می‌خواندم. ولی ظاهراً در خود تفسیر ‌«کلاهما» است. در نسخه به این صورت دارد. من چند بار دیدم به آن صورت است؛ «کلا القرائتین حق لانهم قالوهما» یا «قالوا بهما». ظاهراً «جمیعا» هم دارد. این با توضیحی است که خود امام علیه‌السلام در دو قرائت می‌دهند.

علی ای حال هر چه هست، علامه بهبهانی این کتاب را از جدشان نقل می‌کنند؛ که این تفسیر قوی و خوب است. خب شاید وحید همه کتاب را ندیده بودند. همین الآن ایشان محکم می‌گویند «عندنا»، این عبارت تفسیر را چطور معنا می‌کنند؟! من که هر چه در کلمات متاخرین گشتم –چون مبنایشان این است- تا یک توضیحی برای آن پیدا بشود، نشد. تنها آن را از این کتاب آورده‌اند. علی ای حال این برای خودش یک فضایی است.

 

تعدد قرائات 4/ 7/ 1395

شاگرد: آیا خودتان این کتاب را قبول دارید یا خیر؟

استاد: عرض کنم که من در این کتاب اشکالاتی را هم دیده‌ام، امّا در این کتاب، واقعاً روایاتی هست که نمی­توان برای آن، قدر و قیمت تعیین کرد. این­ها از کتاب­های روایی خیلی ارزشمند هستند و ما باید با این کتاب‌ها، مثل سایر کتب ارزشمند روایی، معامله کنیم. شما کافی را قبول دارید یا نه؟ خُب؛ آیا معنای این­که می‌گوییم این کتاب را قبول داریم، یعنی از اول تا آخرش را قبول داریم و کتاب کافی، به مانند قرآن است؟! این­طوری که نیست. خُب در کتاب تفسیر منسوب به امام عسکری علیه السلام هم سبک، همان سبک است ولو از نظر درجه، روشن است که یک مقدار از کافی پایین­تر است. بله، عنایت نبوده است به این که این کتاب را هم مثل کافی، این همه مشایخ نقل کنند و اجازۀ حدیث بدهند. کافی حساب خاصّ خودش را دارد، تهذیب فرق می­کند، این معلوم است. امّا این کتاب­ها هم همین­طور است. حالا راوی­اش، مفسّر، این­ها ضعیف است یا نه، بحث رجالی آن در جای خودش باید بحث شود. آن دو نفری که رفتند، چگونه بوده است، بحث آن در جای خودش باید مطرح شود. به نظرم مرحوم آقای شعرانی هم به شدّت با این کتاب مخالف هستند و این مخالفت هم خیلی شدید بوده است.

در هر حال، این چاپی هم که ما از تفسیر داریم، در پایان کتاب، به صورت نسبتاً مفصّل، راجع به خود کتاب، مطلب آورده است.






درتحقیقات معاصر

مقاله معرفی و بررسی کهن‌ترین نسخه خطی تفسیر منسوب به امام حسن عسکری (ع)

نوشته کاظم استادی

تفسیر منسوب به امام حسن عسکری (ع)، از تفاسیر روایی شیعه با نزدیک به یکصد نسخه خطی است، که در نوع خود کم‌نظیر است. درباره نسخ خطی این تفسیر، تاکنون کار مستقلی انجام نشده و غیر از معرفی مختصر نسخه‌ها در فهارس، مطلبی یافت نشد. بنابراین، لازم بود تحقیق مستقلی درباره کهن‌ترین نسخه خطی این تفسیر با پیش‌کشیدن پرسش‌هایی انجام شود: 1. کهن‌ترین نسخه خطی مستقل و غیرمستقل تفسیر عسکری کدام است؟ 2. این نسخ خطی، اصیل هستند یا خیر؟ 3. ویژگی‌های قدیمی‌ترین نسخ خطی تفسیر کدام است؟ در نوشتار حاضر، ضمن پاسخ به این پرسش‌ها، مشخص شد که قدیمی‌ترین نسخه مستقل تفسیر، نسخه خطی دانشگاه تهران، به تاریخ 808 ه.ق. است؛ و از آن سو، قدیمی‌ترین نسخه خطی (با تاریخ 736 ه.ق.) غیرمستقل از تفسیر که حدود چهل روایت از 363 روایت موجود آن را در بر دارد، نسخه خطی کتاب احتجاج است. همچنین، روشن شد که نسخه کهن تفسیر، دوخطه و ترمیمی است؛ و در 16 برگ اول، به صورت حرفه‌ای، ترمیم شده است؛ و به نظر می‌رسد نام کاتب و تاریخ کتابت، مخدوش و نونویس باشند؛ هرچند با توجه به متن اصلی نسخه، این نسخه متعلق به قرن هشتم یا نهم است؛ و کاتب نسخه، حلی‌ کیاء یا علی کیاء، احتمالاً از نسل شیعیان زیدی گیلان، بوده است.

 




******************

تصویر برخی از نسخ خطی کتاب در کتابخانه بنیاد محقق طباطبایی

 

 














فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است