بسم الله الرحمن الرحیم

قضيه نذر متوكل به تصدق دنانیر کثیرة و جواب امام ع به مواطن کثیرة

الامام الهادی علیه السلام-قضایای متوکل




نثر الدر في المحاضرات (1/ 253)
المؤلف: منصور بن الحسين الرازي، أبو سعد الآبى (المتوفى: 421هـ)
محمد بن علي بن موسى رضي الله عنه
تذكر المتوكل في علة إن وهب الله له العافية أن يتصدق بمال كثير، فعوفى، فاحضر الفقهاء واستفتاهم، فكل منهم قال شيئا إلى أن قال محمد رضي الله عنه: إن كنت نويت الدنانير فتصدق بثمانين دينارا، وإن كنت نويت الدراهم فتصدق بثمانين درهما. فقال الفقهاء: ما نعرف هذا في كتاب ولا سنة، فقال: بلى. قال الله عز وجل: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ". فعدوا وقائع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففعلوا فإذا هي ثمانون. هذه القصة إن كانت وقعت للمتوكل فالجواب لعلي بن محمد. فإن محمدا لم يلحق أيام المتوكل، ويجوز أن تكون له مع غيره من الخلفاء. وأتاه رجل فقال: أعطني على قدر مروءتك، قال: لا يسعني، قال: فقال على قدري، قال: أما ذا فنعم، يا غلام؛ أعطه مائتي دينار.



المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (12/ 74)
1562- علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين [6] بن علي بن أبي طالب، أبو الحسن الهاشمي [7] .
أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة أشخصه المتوكل في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سامراء فقدمها، وأقام بها في هذه السنة [ودفن] [8] في داره فلإقامته [9] بالعسكر عرف بأبي الحسن [10] العسكري، وصلى عليه أبو أحمد بن المتوكل [11] .
أخبرنا أبو منصور القزاز [قال:] أخبرنا [أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت] الخطيب [قال:] أخبرنا الأزهري، أخبرنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ حدثنا محمد بن يحيى النديم [قال:] [1] حدثنا الحسين [2] بن يحيى قال:
اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال لئن برئت [3] لأتصدقن بدنانير كثيرة، فلما بريء جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى، فقال: تتصدق بثلاثة وثمانين دينارا. فعجب قوم من ذلك وتعصب قوم عليه وقالوا: تسأله [4] يا أمير المؤمنين من أين له هذا فرد الرسول إليه.
فقال: قل لأمير المؤمنين في هذا الوفاء بالنذر لأن الله تعالى قال: لقد نصركم الله في مواطن كثيرة 9: 25 [5] فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات [6] كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانون وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل [7] الخير كان أنفع له وأجدى عليه في الدنيا والآخرة [8] .



تاريخ الإسلام ط التوفيقية (19/ 153)
364- علي بْن محمد بْن علي بْن مُوسَى بن جعفر بن محمد بن زيد العابدين1.
السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الاثني عشر، وتلقبه الإمامية الهادي.
قال الصولي: نا الْحَسَين بْن يحيى, أن المتوكّلُ اعتلَّ فقال: لئِن برأتُ لأتصدَّقنّ بدنانير كثيرة.
فلمّا عُوفي جمع الفقهاء فسألهم عَنْ ذَلِكَ، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أَبِي الْحَسَن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثَةٍ وثمانين دينارًا. فعجب القوم وقالوا: مِن أَيْنَ لَهُ هذا؟ فأرسل إِلَيْهِ، فقال: لأنّ اللَّه يَقُولُ: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} [التوبة: 25] فروى أهلنا جميعًا أنّ المَوَاطن والسَّرايا كانت ثلَاثة وثمانين موطنًا.
تُوُفّي عَلِيّ، رحمه اللَّه، سنة أربعٍ وخمسين، وله أربعون سنة.




تاريخ بغداد ت بشار (13/ 518)
6393 - علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشمي أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سر من رأى، فقدمها، وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر إلى أن توفي، ودفن بها في أيام المعتز بالله، وهو أحد من يعتقد الشيعة فيه الإمامة، ويعرف بأبي الحسن العسكري.
(4008) -[13: 518] أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق، قال: أخبرنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ النقاش، قال: حدثنا الحسين بن حماد المقرئ بقزوين، قال: حدثنا الحسين بن مروان الأنباري، قال: حدثني محمد بن يحيى المعاذي، قال: قال يحيى بن أكثم في مجلس الواثق والفقهاء بحضرته: من حلق رأس آدم حين حج؟ فتعايى القوم عن الجواب، فقال الواثق أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، فأحضر، فقال: يا أبا الحسن من حلق رأس آدم؟ فقال: سألتك يا أمير المؤمنين إلا أعفيتني، قال: أقسمت لتقولن.
قال: أما إذا أبيت فإن أبي حدثني، عن جدي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمر جبريل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم، فتناثر الشعر منه، فحيث بلغ نورها صار حرما " أخبرني الأزهري، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم، قال: حدثنا الحسين بن يحيى، قال: اعتل المتوكل في أول خلافته، فقال: لئن برئت لا تصدقن بدنانير كثيرة، فلما برئ جمع الفقهاء، فسألهم عن ذلك، فاختلفوا، فبعث إلى علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر، فسأله، فقال: يتصدق بثلاث وثمانين دينارا، فعجب قوم من ذلك، وتعصب قوم عليه، وقالوا: تسأله يا أمير المؤمنين من أين له هذا؟ فرد الرسول إليه، فقال له: قل لأمير المؤمنين: في هذا الوفاء بالنذر؛ لأن الله تعالى، قال: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة}.
فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له وأجدى عليه في الدنيا والآخرة أخبرني الأزهري، قال: أخبرنا أحمد بن إبراهيم، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرفة، قال: وفي هذه السنة، يعني: سنة أربع وخمسين ومائتين، توفي علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب بسر من رأى في داره التي ابتاعها من دليل بن يعقوب النصراني أخبرني التنوخي، قال: أخبرني الحسن بن الحسين النعالي، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله الذارع، قال: حدثنا حرب بن محمد، قال: حدثنا الحسن بن محمد العمي البصري، قال: حدثنا أبو سعيد الأزدي سهل بن زياد، قال: ولد أبو الحسن العسكري علي بن محمد في رجب سنة مائتين وأربع عشرة من الهجرة، ومضى في يوم الإثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة مئتين وأربع وخمسين من الهجرة



تاريخ الإسلام ت بشار (6/ 130)
371 - علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد ابن زين العابدين، السيد الشريف، أبو الحسن العلوي الحسيني الفقيه. أحد الاثني عشر، وتلقبه الإمامية بالهادي. [الوفاة: 251 - 260 ه]
قال الصولي: حدثنا الحسين بن يحيى أن المتوكل اعتل، فقال: لئن برأت لأتصدقن بدنانير كثيرة. فلما عوفي جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك، فاختلفوا. فبعث، يعني إلى أبي الحسن العسكري فسأله، فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا. فعجب القوم وقالوا: من أين له هذا؟ فأرسل إليه، فقال: لأن الله يقول: " لقد نصركم الله في مواطن كثيرة " فروى أهلنا جميعا أن المواطن والسرايا كانت ثلاثة وثمانين موطنا.
توفي علي، رحمه الله، سنة أربع وخمسين، وله أربعون سنة.




الأنساب للسمعاني (9/ 303)
وأبو الحسن على بن محمد بن على بن موسى بن جعفر [1] العلويّ، المعروف بالعسكري، من عسكر سرمن رأى [2] ، أشخصه جعفر المتوكل على الله من مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بغداد، ثم إلى سرمن رأى، فقدمها وأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر، إلى أن توفى بها في أيام المعتز باللَّه، وهو أحد من يعتقد فيه الشيعة الإمامة، ويعرف بأبي الحسن العسكري، وقيل: إن المتوكل في أول خلافته اعتل فقال: لئن برأت لأتصدقن بدنانير كثيرة! فلما بريء جمع الفقهاء فسألهم عن ذلك [فاختلفوا-[3]] ، فبعث إلى على بن محمد بن على- يعنى أبا الحسن العسكري- فسأله فقال: يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا! فعجب قوم من ذلك، تعصب قوم عليه وقالوا: ليسأله أمير المؤمنين من أين [له-[3]] هذا؟ فرد الرسول إليه، فقال له: قل لأمير المؤمنين: في هذا الوفاء بالنذر، لأن الله تعالى قال- (لَقَدْ نَصَرَكُمُ الله في مَواطِنَ كَثِيرَةٍ) 9: 25- فروى أهلنا جميعا أن المواطن في الوقائع والسرايا والغزوات كانت ثلاثة وثمانين موطنا، وأن يوم حنين كان الرابع والثمانين، وكلما زاد أمير المؤمنين في فعل الخير كان أنفع له وأجر عليه في الدنيا والآخرة ولد أبو الحسن العسكري في سنة أربع عشرة ومائتين، ومات بسر من رأى في يوم الاثنين لخمس ليال بقين من جمادى الآخرة سنة أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره
__________
[1] زيد في الأصل «السابق ذكره» وموضعه في م سوق نسبه إلى الأعلى، كما مر آنفا في نسب ابنه ص 300.
[2] ترجمته من تاريخ بغداد 12/ 56.
[3] من م وغيره، وسقط من الأصل.





الوافي بالوفيات (22/ 49)
وكان المتوكل قد اعتل فقال إن برأت لأتصدقن بمال كثير فلما عوفي جمع الفقهاء وسألهم عن ذلك فأجابوه مختلفين فبعث إلى علي الهادي فقال يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا قالوا من أين لك هذا قال لأن الله تعالى قال لقد نصركم الله في مواطن كثيرة وروى أهلنا أن المواطن كانت ثلاث وثمانين موطنا ومولده يوم الأحد ثالث عشر شهر رجب وقبل يوم عرفة سنة أربع وقيل سنة ثلاث عشرة ومائتين وتوفي بسر من رأى يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة وقيل لأربع بقين منها وقيل في رابعها وقيل في ثالث شهر رجب سنة أربع وخمسين ومائتين




النجم الوهاج في شرح المنهاج (5/ 101)
المؤلف: كمال الدين، محمد بن موسى بن عيسى بن علي الدَّمِيري أبو البقاء الشافعي (المتوفى: 808هـ)
وقال الليث بن سعد: يلزم في قوله: علي مال كثير اثنان وسبعون درهمًا؛ لأن الله تعالى قال: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة}، وعدد غزواته وسراياه اثنان وسبعون، وهذا قول محمد بن نصر.
وقال ابن سعد: الغزوات التي غزاها بنفسه سبعة وعشرون والسرايا ستة وخمسون، فهي ثلاثة وثمانون.
وذكر ابن السمعاني في ترجمة العسكري: أن المتوكل اعتل فنذر إن شفي أن يتصدق بدنانير كثيرة، فسأل أبا الحسن علي بن محمد بن موسى العسكري عن ذلك فقال: تصدق بثلاثة وثمانين دينارًا.




الطبقات الكبرى ط العلمية (2/ 3)
المؤلف: أبو عبد الله محمد بن سعد بن منيع الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)
قال محمد بن سعد:
وأخبرني رؤيم بن يزيد المقرئ قال: أخبرنا هارون بن أبي عيسى عن محمد بن إسحاق. وأخبرني حسين بن محمد عن أبي معشر. وأخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة. دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا: كان عدد مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي غزا بنفسه سبعا وعشرين غزوة. وكانت سراياه التي بعث بها سبعا وأربعين سرية. وكان ما قاتل فيه من المغازي تسع غزوات: بدر القتال وأحد والمريسيع والخندق وقريظة وخيبر وفتح مكة وحنين والطائف. فهذا ما اجتمع لنا عليه.



الطبقات الكبرى ط دار صادر (2/ 5)
قال محمد بن سعد. وأخبرني رؤيم بن يزيد المقرئ، قال: أخبرنا هارون بن أبي عيسى، عن محمد بن إسحاق، وأخبرني حسين بن محمد، عن أبي معشر، وأخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني، عن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى بن عقبة، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، قالوا: كان عدد مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي غزا بنفسه سبعا وعشرين غزوة، وكانت سراياه التي بعث بها سبعا وأربعين سرية، وكان ما قاتل فيه من المغازي تسع غزوات: بدر القتال، وأحد، والمريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، وفتح مكة، وحنين، والطائف، فهذا ما اجتمع لنا عليه ". وفي بعض روايتهم أنه قاتل في بني النضير، ولكن الله جعلها له نفلا خاصة، وقاتل في غزوة وادي القرى منصرفه من خيبر، وقتل بعض أصحابه، وقاتل في الغابة.




شرف المصطفى (3/ 9)
المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)
قال أبو سعد رحمه الله ورضي عنه:
688- غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ستّا وعشرين غزاة، وقاتل منها في تسع غزوات، وهي: بدر، وأحد، والخندق، وبنو قريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف.
- مسند الحافظ أبي محمد الدارمي [8/ 110] رقم 2141- فتح المنان من حديث الفريابي، عن سفيان، عن أبي يعفور به.
---------------------
(688) قوله: «غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ستا وعشرين غزاة» :
أخرج البخاري في أول المغازي من صحيحه من حديث أبي إسحاق السبيعي قال: كنت إلى جنب زيد بن أرقم فقيل له: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة؟ قال: تسع عشرة ... الحديث.
قال الحافظ في الفتح: مراده الغزوات التي خرج النبي صلى الله عليه وسلم فيها بنفسه سواء قاتل فيها أو لم يقاتل، لكن روى أبو يعلى [4/ 167] رقم 2239 من طريق أبي الزبير عن جابر قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة، وإسناده صحيح، وأصله في مسلم، فعلى هذا فات زيد بن أرقم ذكر اثنتين، ولعلهما الأبواء وبواط، وكأن ذلك خفي عليه لصغره.
قلت: وكذلك روى يعقوب بن سفيان [3/ 278 نصوص مقتبسة من المعرفة والتاريخ] ، عن قتادة: غزا نبي الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة، مثل قول زيد، مرسل بإسناد صحيح.
وأخرج الحافظ عبد الرزاق في المصنف [5/ 294- 295] ، ومن طريقه يعقوب ابن سفيان كما في البداية والنهاية لابن كثير [3/ 241]- بإسناد صحيح من حديث الزهري قال: سمعت ابن المسيب يقول: غزا النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة غزوة، قال: وسمعته مرة أخرى يقول: أربعة وعشرين غزوة، فلا أدري أكان وهما منه أو شيئا سمعه بعد ذلك. -
.........
- وأخرج ابن سعد في الطبقات [2/ 5- 6] من حديث جماعة من أصحاب المغازي والسير، منهم ابن إسحاق والواقدي وموسى بن عقبة، قالوا: كان عدد مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي غزا فيها بنفسه: سبعا وعشرين، وكانت سراياه التي بعث بها: سبعا وأربعين سرية، وكان ما قاتل فيها من المغازي تسع غزوات: بدر القتال، وأحد، والمريسيع، والخندق، وقريظة، وخيبر، وفتح مكة وحنين والطائف فهذا ما اجتمع لنا عليه، وفي بعض روايتهم: أنه قاتل في بني النضير ولكن الله جعلها له نفلا خاصة، وقاتل في غزوة وادي القرى منصرفه من خيبر وقتل بعض أصحابه وقاتل في الغابة.
قال أبو عاصم: ثم اختلف أهل المغازي والسير أيضا في عدد الغزوات التي قاتل فيها صلى الله عليه وسلم بنفسه، ويرجع سبب ذلك إلى إغفال بعضهم للغزوات المتقاربة وذكرهم للأولى دون الثانية منهما، نحو إغفالهم لبني قريظة التي كانت في إثر الأحزاب- أو الخندق- كما فعل موسى بن عقبة فذكر أن ما قاتل فيه صلى الله عليه وسلم بنفسه ثمان غزوات، فذكر الأحزاب دون قريظة، وكما روي عن مكحول فيما أخرجه يعقوب بن سفيان البداية والنهاية لابن كثير-[3/ 241] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم غزا ثماني عشرة غزوة، قاتل في ثماني غزوات، فجعل حنين والطائف واحدة لتقاربهما، فإذا تبين هذا أمكن الجمع بين قول زيد بن أرقم وجابر بن عبد الله في عدد غزواته صلى الله عليه وسلم.
وأما البعوث والسرايا، فتقدم عن ابن سعد عدّها سبعا وأربعين، وحصر ابن الجوزي في التلقيح [/ 78] ، السرايا التي ذكرها ابن سعد ثم قال: فهذه ست وخمسون سرية، وعدّها الواقدي ثمانيا وأربعين، أخرجه ابن سعد في الطبقات ومن طريقه ابن جرير، وعدّها ابن إسحاق ستا وثلاثين، وقال المسعودي في المروج [2/ 306] : وقيل إن سراياه صلى الله عليه وسلم وبعوثه كانت ستا وستين، وقال الحافظ في الفتح: بلغ بها شيخنا في نظم السيرة زيادة على السبعين، ووقع عند الحاكم في الإكليل أنها تزيد على مائة، فلعله أراد ضم المغازي إليها.




الأعلام للزركلي (8/ 14)
ابُو مَعْشَر السِّنْدي
(000 - 170 هـ = 000 - 787 م)
نجيح بن عبد الرحمن السِّنْدي، أبو معشر: فقيه، له معرفة بالتأريخ. أصله من السند.
كان ألكن، يقلب الكاف قافا. أقام في المدينة إلى أن اصطحبه المهدي العباسي معه إلى العراق (سنة 160 هـ وأمر له بألف دينار، وقال له: تكون بحضرتنا فتفقه من حولنا. واختلط في آخر عمره، ومات ببغداد فصلى عليه هارون الرشيد. له كتاب " المغازي " نقل عنه الواقدي وابن سعد (2) .




مختصر منهاج السنة (ص: 148)
(فصل)
قال الرافضي: ((وكان ولده علي الهادي، ويقال له: العسكري، لأن المتوكل أشخصه من المدينة إلى بغداد، ثم منها إلى سر من رأى، فأقام بموضع عندها يقال له العسكر، ثم انتقل إلى سر من رأى فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر، وإنما أشخصه المتوكل لأنه كان يبغض عليا - رضي الله عنه -، فبلغه مقام علي بالمدينة، وميل الناس إليه، فخاف منه، فدعا يحيى بن هبيرة وأمره بإحضاره، فضج أهل المدينة لذلك خوفا عليه، لأنه كان محسنا إليهم، ملازما للعبادة في المسجد، فحلف يحيى أنه لا مكروه عليه، ثم فتش منزله فلم يجد فيه سوى مصاحف وأدعية وكتب العلم، فعظم في عينه، وتولى خدمته بنفسه، فلما قدم بغداد بدأ بإسحاق بن إبراهيم الطائي والي بغداد. فقال له: يا يحيى هذا الرجل قد ولده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته عليه قتله، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خصمك يوم القيامة، فقال له يحيى: والله ما وقعت منه إلا على خير. قال: فلما دخلت على المتوكل أخبرته بحسن سيرته وورعه وزهده فأكرمه المتوكل، ثم مرض المتوكل فنذر إن عوفي تصدق بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جوابا فبعث إلى علي الهادي، فسأله فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهما، فسأله
المتوكل عن السبب، فقال: لقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} (1) وكانت لمواطن هذه الجملة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا سبعا وعشرين غزاة، وبعث ستا وخمسين سرية. قال المسعودي: نمى إلى المتوكل بعلي بن محمد أن في منزله سلاحا من شيعته من أهل قم وأنه عازم على الملك، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهجموا داره ليلا فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلق عليه وهو يقرأ وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى متوجها إلى الله تعالى يتلو القرآن، فحمل على حالته تلك إلى المتوكل، وأدخل عليه وهو في مجلس الشراب، والكأس في يد المتوكل، فعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس، فقال: والله ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني، فأعفاه وقال له: أسمعني صوتا، فقال: {كم تركوا من جنات وعيون} .
الآيات (2) فقال: أنشدني شعرا، فقال: إني قليل الرواية للشعر، فقال لا بد من ذلك، فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عزمن معاقلهم ... وأسكنوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد دفنهم ... أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا ... فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته)) .
فيقال: هذا الكلام من جنس ما قبله، لم يذكر منقبة بحجة صحيحة، بل ذكر ما يعلم العلماء أنه من الباطل، فإنه ذكر في الحكاية أن والي بغداد كان إسحاق بن إبراهيم الطائي، وهذا من جهله، فإن إسحاق بن إبراهيم هذا خزاعي معروف هو وأهل بيته، كانوا من خزاعة، فإنه إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب،، وابن عمه عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب أمير خراسان المشهورالمعلومة سيرته، وابن هذا محمد بن عبد الله بن طاهر كان نائبا على بغداد في خلافة المتوكل وغيره، وهو الذي صلى على أحمد بن حنبل لما مات، وإسحاق بن إبراهيم هذا كان نائبا لهم في إمارة المعتصم والواثق وبعض أيام المتوكل، وهؤلاء كلهم من خزاعة ليسوا من طيئ وهم أهل بيت مشهورون.
وأما الفتيا التي ذكرها من أن المتوكل نذر إن عوفي يتصدق بدراهم كثيرة، وأنه سأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جوابا، وأن علي بن محمد أمره أن يتصدق بثلاثة وثمانين درهما، لقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} (1) ، وأن المواطن كانت هذه الجملة، فإن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غزا سبعا وعشرين غزاة، وبعث ستا وخمسين سرية،
فهذه الحكاية أيضا تحكى عن علي بن موسى مع المأمون، وهي دائرة بين أمرين: إما أن تكون كذبا، وإما أن تكون جهلا ممن أفتى بذلك.
فإن قول القائل: له علي دراهم كثيرة، أو والله لأعطين فلانا دراهم كثيرة، أو لأتصدقن بدراهم كثيرة، لا يحمل على ثلاث وثمانين عند أحد من علماء المسلمين.
والحجة المذكورة باطلة لوجوه:
أحدها: أن قول القائل: إن المواطن كانت سبعا وعشرين غزاة وستا وخمسين سرية، ليس بصحيح، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يغز سبعا وعشرين غزاة باتفاق أهل العلم بالسير، بل أقل من ذلك.
الثاني: أن هذه الآية نزلت يوم حنين، والله قد أخبر بما كان قبل ذلك، فيجب أن يكون ما تقدم قبل ذلك مواطن كثيرة، وكان بعد يوم حنين غزوة الطائف وغزوة تبوك، وكثير من السرايا كانت بعد يوم حنين كالسرايا التي كانت بعد فتح مكة مثل إرسال جرير بن عبد الله إلى ذي الخلصة وأمثال ذلك.
وجرير إنما أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو سنة، وإذا كان كثير من الغزوات والسرايا كانت بعد نزول هذه الآية، امتنع أن تكون هذه الآية المخبرة عن الماضي إخبارا بجميع المغازي والسرايا.
الثالث: أن الله لم ينصرهم في جميع المغازي، بل يوم أحد تولوا، وكان يوم بلاء وتمحيص. وكذلك يوم مؤتة وغيرها من السرايا لم يكونوا منصورين فيها، فلو كان مجموع المغازي والسرايا ثلاثا وثمانين فإنهم لم ينصروا فيها كلها، حتى يكون مجموع ما نصروا فيه ثلاثا وثمانين.
الرابع: أنه بتقدير أن يكون المراد بالكثير في الآية ثلاثا وثمانين، فهذا لا يقتضي اختصاص هذا القدر بذلك؛ فإن لفظ ((الكثير)) لفظ عام يتناول الألف والألفين والآلاف، وإذا عم أنواعا من المقادير، فتخصيص بعض المقادير دون بعض تحكم.
الخامس: أن الله تعالى قال: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} (1) ، والله يضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف
بنص القرآن، وقد ورد أنه يضاعفها ألفي ألف حسنة، فقد سمى هذه الأضعاف كثيرة، وهذه المواطن كثيرة.
وقد قال تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} (2) والكثرة ههنا تتناول أنواعا من المقادير، لأن الفئات المعلومة مع الكثرة لا تحصر في عدد معين، وقد تكون الفئة القليلة ألفا والفئة الكثيرة ثلاثة آلاف، فهي قليلة بالنسبة إلى كثرة عدد الأخرى.




منهاج السنة النبوية (4/ 75)
[كلام الرافضي على علي الهادي ولد محمد بن علي الجواد]
فصل (4) .
قال الرافضي (5) : " وكان ولده علي الهادي (6) ، ويقال له: العسكري، لأن المتوكل أشخصه من المدينة إلى بغداد، ثم منها إلى سر من رأى، فأقام بموضع عندها (7) يقال له: العسكر، ثم انتقل إلى سر من رأى فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر، وإنما أشخصه المتوكل، لأنه كان يبغض عليا - رضي الله عنه - (1) ، فبلغه مقام علي بالمدينة (2) ، وميل الناس إليه، فخاف منه، فدعا يحيى بن هبيرة وأمره بإحضاره (3) ، فضج أهل المدينة لذلك خوفا عليه، لأنه كان (4) محسنا إليهم، ملازما للعبادة (5) في المسجد، فحلف يحيى أنه لا مكروه عليه (6) ، ثم فتش منزله فلم يجد فيه سوى (7) مصاحف وأدعية (8) وكتب العلم، فعظم في عينه، وتولى خدمته بنفسه، فلما قدم بغداد بدأ بإسحاق (9) بن إبراهيم [الطائي] (10) والي بغداد. فقال له: يا يحيى هذا الرجل قد ولده (11) رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والمتوكل من تعلم، فإن حرضته (12) عليه قتله، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خصمك يوم القيامة، فقال له يحيى: والله ما وقعت (1) منه إلا على خير، قال: فلما دخلت على المتوكل أخبرته بحسن سيرته وورعه وزهده، فأكرمه المتوكل، ثم مرض المتوكل فنذر إن عوفي تصدق بدراهم كثيرة، فسأل الفقهاء [عن ذلك] (2) فلم يجد عندهم جوابا، فبعث إلى علي الهادي (3) ، فسأله (4) فقال: تصدق بثلاثة وثمانين درهما، فسأله المتوكل عن السبب، فقال: لقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} [سورة التوبة: 25] ، وكانت المواطن هذه الجملة (5) ، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا سبعا وعشرين غزاة (6) وبعث ستا وخمسين سرية. قال المسعودي (7) : نمي (8) إلى المتوكل بعلي بن محمد (9) أن في منزله سلاحا من شيعته من أهل قم، وأنه عازم على الملك (10) ، فبعث إليه جماعة من الأتراك، فهجموا داره (1) ليلا فلم يجدوا فيها شيئا، ووجدوه في بيت مغلق عليه (2) وهو يقرأ (3) وعليه مدرعة من صوف، وهو جالس على الرمل والحصى متوجها إلى الله تعالى يتلو (4) القرآن، فحمل على حالته تلك إلى المتوكل، فأدخل عليه (5) وهو في مجلس الشراب، والكأس في يد المتوكل، فعظمه وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس، فقال: والله (6) ما خامر لحمي ودمي قط (7) فأعفني، فأعفاه (8) وقال له: أسمعني صوتا، فقال (9) : {كم تركوا من جنات وعيون} الآيات [سورة الدخان: 25] فقال: أنشدني شعرا، فقال: إني قليل الرواية للشعر، فقال: لا بد من ذلك، فأنشده: باتوا على قلل الأجبال (10) تحرسهم غلب الرجال فما أغنتهم (11) القلل واستنزلوا بعد عز من (1) معاقلهم ... وأسكنوا (2) حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ (3) من بعد دفنهم ... أين الأسرة (4) والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم (5) تلك الوجوه عليها الدود يقتتل (6)
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا (7)
فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا.
فبكى المتوكل حتى بلت دموعه لحيته ".
فيقال: هذا الكلام من جنس ما قبله، لم يذكر منقبة بحجة صحيحة، بل ذكر ما يعلم العلماء أنه من الباطل (8) ، فإنه ذكر في الحكاية أن والي بغداد كان إسحاق بن إبراهيم الطائي، وهذا من جهله (9) ، فإن إسحاق بن إبراهيم هذا خزاعي معروف هو وأهل بيته، كانوا من خزاعة، فإنه (10) إسحاق بن إبراهيم بن الحسين بن مصعب، وابن عمه عبد الله بن طاهر بن الحسين بن مصعب أمير خراسان المشهور المعلومة (11) سيرته، وابن هذا محمد بن عبد الله بن طاهر كان نائبا على بغداد في خلافة المتوكل وغيره، وهو الذي صلى على أحمد بن حنبل لما مات، وإسحاق [بن إبراهيم] (1) هذا كان نائبا لهم في إمارة المعتصم والواثق وبعض أيام المتوكل، وهؤلاء كلهم من خزاعة ليسوا من طيئ، وهم [أهل] (2) بيت مشهورون (3) .
وأما الفتيا التي ذكرها من أن المتوكل نذر إن عوفي يتصدق (4) بدراهم كثيرة، وأنه سأل الفقهاء عن ذلك فلم يجد عندهم جوابا، وأن علي بن محمد أمره أن يتصدق بثلاثة وثمانين درهما، لقوله تعالى: {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة} ،
[سورة التوبة: 25] ، وأن المواطن كانت [هذه الجملة، فإن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم غزا] (5) سبعا وعشرين غزاة (6) ، و [بعث] ستا (7) وخمسين سرية، فهذه الحكاية أيضا تحكى عن علي بن موسى مع المأمون، وهي دائرة بين أمرين: إما أن تكون كذبا، وإما أن تكون جهلا ممن أفتى بذلك.
فإن قول القائل: له علي دراهم كثيرة، أو والله لأعطين فلانا دراهم كثيرة، أو لأتصدقن بدراهم كثيرة، لا يحمل على ثلاث وثمانين عند أحد من علماء المسلمين.

والحجة المذكورة باطلة لوجوه:.
أحدها: أن قول القائل: إن المواطن كانت سبعا وعشرين غزاة وستا وخمسين سرية، ليس بصحيح، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يغز سبعا وعشرين غزاة باتفاق أهل العلم بالسير، بل أقل من ذلك (1) .

الثاني: أن هذه الآية نزلت يوم حنين، والله قد أخبر (2) بما كان قبل ذلك، فيجب أن يكون ما تقدم قبل ذلك مواطن كثيرة، وكان بعد يوم حنين غزوة الطائف وغزوة تبوك، وكثير من السرايا كانت بعد [يوم] (3) حنين كالسرايا التي كانت بعد فتح مكة (1) مثل إرسال جرير بن عبد الله إلى ذي الخلصة، وأمثال ذلك.
وجرير إنما أسلم قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بنحو سنة، وإذا كان كثير من الغزوات والسرايا كانت بعد نزول هذه الآية، امتنع أن تكون هذه الآية المخبرة عن الماضي (2) إخبارا بجميع (3) المغازي والسرايا.

الثالث: أن الله لم ينصرهم في جميع المغازي، بل يوم أحد تولوا، وكان يوم بلاء وتمحيص (4) . وكذلك يوم مؤتة وغيرها من السرايا لم يكونوا منصورين فيها، فلو كان مجموع المغازي والسرايا ثلاثا وثمانين فإنهم لم ينصروا فيها كلها، حتى يكون مجموع ما نصروا فيه ثلاثا وثمانين.

الرابع: أنه بتقدير (5) أن يكون المراد بالكثير في الآية ثلاثا وثمانين، فهذا لا يقتضي اختصاص (6) هذا القدر بذلك، فإن لفظ " الكثير " لفظ عام يتناول الألف والألفين والآلاف، وإذا عم أنواعا من المقادير، فتخصيص بعض المقادير دون بعض تحكم.
الخامس: أن الله تعالى قال: {من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة} [سورة البقرة: 245] ، والله يضاعف الحسنة إلى سبعمائة ضعف بنص القرآن وقد ورد (1) أنه يضاعفها ألفي ألف حسنة فقد سمى هذه الأضعاف كثيرة، وهذه المواطن كثيرة.
وقد قال تعالى: {كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين} والكثرة هاهنا تتناول أنواعا من المقادير لأن (2) الفئات المعلومة مع الكثرة لا تحصر (3) في عدد معين وقد تكون الفئة القليلة ألفا والفئة الكثيرة ثلاثة آلاف فهي قليلة بالنسبة إلى كثرة عدد الأخرى.
وقد قال تعالى: {إذ يريكهم الله في منامك قليلا ولو أراكهم كثيرا لفشلتم ولتنازعتم في الأمر ولكن الله سلم} [سورة الأنفال: 43] . ومعلوم أن الله أراه أهل بدر أكثر من مائة، وقد سمى ذلك قليلا بالنسبة والإضافة.
وهذا كله مما يبين أن القلة والكثرة أمر إضافي. ولهذا تنازع الفقهاء فيما إذا قال له: " علي مال عظيم أو خطير أو كثير أو جليل " هل يرجع في تفسيره إليه فيفسره (4) بما يتمول؟ كقول الشافعي وطائفة من أصحاب أحمد أو لا يقبل (5) تفسيره إلا بما له قدر خطير (6) كقول أبي حنيفة ومالك وبعض أصحاب أحمد على قولين، وأصحاب القول الثاني منهم من قدره بنصاب السرقة، ومنهم من قدره بنصاب الزكاة، ومنهم من قدره بالدية. وهذا النزاع في الإقرار لأنه خبر، والخبر عن أمر ماض قد علمه المقر.
وأما المسألة المذكورة فهي إنشاء، كما لو أوصى له بدراهم كثيرة. والأرجح في مثل هذا أن يرجع إلى عرف المتكلم، فما كان يسميه مثله كثيرا، حمل مطلق كلامه على أقل محملاته (1) . والخليفة إذا قال: " دراهم كثيرة " في نذر نذره، لم يكن عرفه في مثل هذا مائة درهم ونحوها، بل هو يستقل هذا ولا يستكثره، بل إذا حمل [كلامه] (2) على مقدار الدية اثني عشر ألف درهم، كان هذا أولى من حمله على ما دون ذلك، واللفظ يحتمل أكثر من ذلك، لكن هذا مقدار النفس المسلمة في الشرع، ولا يكون عوض المسلم إلا كثيرا.
والخليفة يحمل الكثير منه على ما لا يحمل الكثير من آحاد العامة، فإن صاحب ألف درهم إذا قال: أعطوا هذا دراهم كثيرة، احتمل عشرة وعشرين ونحو ذلك (3) بحسب حاله. فمعنى القليل والكثير هو من الأمور النسبية الإضافية، كالعظيم والحقير يتنوع بتنوع الناس، فيحمل كلام كل إنسان على ما هو المناسب لحاله (4) في ذلك المقام.
والحكاية التي ذكرها عن المسعودي منقطعة الإسناد. [وفي تاريخ المسعودي من الأكاذيب ما لا يحصيه إلا الله تعالى، فكيف يوثق بحكاية منقطعة الإسناد] (5) في كتاب قد عرف بكثرة الكذب؟ (6) مع أنه ليس فيها الفضيلة إلا ما يوجد في كثير من عامة المسلمين، ويوجد فيهم ما هو أعظم منها.
_________
(1) قال ابن كثير في كتابه " البداية والنهاية " السيرة النبوية، تحقيق مصطفى عبد الواحد 2/252 - 254 (ط. عيسى الحلبي، 1384 1964) إن البخاري روى عن زيد بن أرقم أنه سئل: كم غزا رسول الله صلي الله عليه وسلم؟ قال: تسع عشرة، شهد منها سبع عشرة، أولهن العسيرة، أو العشيرة. . . ثم نقل ابن كثير عن البخاري ومسلم أن بريدة قال: غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ست عشرة غزوة، وفي رواية عنه في مسلم: أنه غزا تسع عشرة غزوة وقاتل في ثمان منهن. ثم ذكر ابن كثير: " وقد روى الإمام أحمد عن أزهر بن القاسم الراسبي، عن هشام الدستوائي عن قتادة، أن مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسراياه ثلاثة وأربعون: أربع وعشرون بعثا، وتسع عشرة غزاة ".





البداية والنهاية ط إحياء التراث (3/ 296)
وقد روى الحاكم من طريق هشام عن قتادة: أن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه كانت ثلاثا وأربعين.
ثم قال الحاكم: لعله أراد السرايا (2) دون الغزوات، فقد ذكرت في الإكليل على الترتيب بعوث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه زيادة على المائة.
قال وأخبرني الثقة من أصحابنا ببخارى أنه قرأ في كتاب أبي عبد الله بن نصر، السرايا والبعوث دون الحروب نيفا وسبعين.
وهذا الذي ذكره الحاكم غريب جدا، وحمله كلام قتادة على ما قال فيه نظر.
وقد روى الإمام أحمد: عن أزهر بن القاسم الراسبي عن هشام الدستوائي عن قتادة أن مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسراياه ثلاث وأربعون: أربع وعشرون بعثا، وتسع عشرة غزوة.
خرج في ثمان منها بنفسه، بدر، وأحد، والأحزاب، والمريسيع، وخيبر، وفتح مكة وحنين.
وقال موسى بن عقبة عن الزهري: هذه مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم التي قاتل فيها، يوم بدر في رمضان سنة ثنتين، ثم قاتل يوم أحد في شوال سنة ثلاث، ثم قاتل يوم الخندق - وهو يوم الأحزاب وبني قريظة - في شوال من سنة أربع، ثم قاتل بني المصطلق وبني لحيان في شعبان سنة خمس، ثم قاتل يوم خيبر سنة ست، ثم قاتل يوم الفتح في رمضان سنة ثمان، ثم قاتل يوم حنين وحاصر أهل الطائف في شوال سنة ثمان (3) ، ثم حج أبو بكر سنة تسع، ثم حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع سنة عشر، وغزا ثنتي عشرة غزوة ولم يكن فيها قتال، وكانت أول غزاة غزاها
__________
(1) في الاصل: الدري، والصواب الدبري وهو إسحاق بن إبراهيم الدبري.
(2) اتفق أصحاب السير والرواة أن الغزوة هي الحرب التي يحضرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ويقاتل فيها، وأما البعث أو السرية فيكلف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد أصحابه أو طائفة منهم.
وقد اختلف أصحاب السير في عدد غزواته وسراياه.
والاقرب للصحة أنه خرج في سبع وعشرين غزوة قاتل في تسع منها - وقال ابن سعد ويقال قاتل في بني النضير ووادي القرى وقاتل في الغابة - وبلغ عدد بعوثه وسراياه سبعا وأربعين.
وذكر الصالحي أسماء الغزوات في السيرة الشامية 4 / 16 قال هي: غزوة الابواء - (ودان) - غزوة بواط - غزوة سفوان - بدر الأولى - غزوة العشيرة - غزوة بدر الكبرى - غزوة بني سليم - (قرقر الكدر) غزوة السويق، غزوة غطفان، غزوة الفرع، غزوة بني قينقاع، غزوة أحد، غزوة حمراء الاسد، غزوة بني النضير، غزوة بدر الموعد، غزوة دومة الجندل، غزوة المريسيع، غزوة الخندق، غزوة بني قريظة، غزوة بني لحيان، غزوة الحديبية، غزوة ذي قرد، غزوة خيبر، غزوة ذات الرقاع، غزوة عمرة القضاء، غزوة فتح مكة، غزوة حنين، غزوة الطائف، غزوة تبوك.
(3) قال الواقدي في المغازي 1 / 6: وحج الناس سنة ثمان، ويقال أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل عتاب بن أسيد على
الحج، ويقال حج الناس أوزاعا (متفرقين) بلا أمير.
(*)






السيرة النبوية لابن كثير (2/ 355)
وهذا الفن مما ينبغي الاعتناء به والاعتبار بأمره والتهيؤ له، كما رواه محمد بن عمر الواقدي، عن عبد الله بن عمر بن علي، عن أبيه، سمعت علي بن الحسين يقول: كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم كما نعلم السورة من القرآن.
قال الواقدي: وسمعت محمد بن عبد الله يقول: سمعت عمي الزهري يقول: في علم المغازي علم الآخرة والدنيا.





عمدة القاري شرح صحيح البخاري (18/ 78)
المؤلف: أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابى الحنفى بدر الدين العينى (المتوفى: 855هـ)
90 - (باب كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم)
أي: هذا باب يقال فيه: كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم؟
4471 - ح دثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال سألت زيد بن أرقم رضي الله عنه كم غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سبع عشرة قلت كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم قال تسع عشرة. (انظر الحديث 3949 وطرفه) .
مطابقته للترجمة ظاهرة. وإسرائيل هو ابن يونس بن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي، وإسرائيل هذا يروي عن جده أبي إسحاق. ومر الحديث في أول المغازي عن عبد الله بن محمد عن وهب، ومر الكلام فيه هناك.
454 - (حدثنا عبد الله بن رجاء حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق حدثنا البراء رضي الله عنه قال غزوت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - خمس عشرة) هذا الإسناد بعينه هو الإسناد الذي سبق غير أن أبا إسحاق روى الحديث هناك عن زيد بن أرقم وههنا عن البراء واختلف في عدد غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال يعقوب بن سفيان بإسناده عن مكحول أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزا ثمان عشرة غزوة وقاتل في ثمان غزوات أولهن (بدر) ثم (أحد) ثم (الأحزاب) ثم (قريظة) ثم (بئر معونة) ثم (غزوة بني المصطلق من خزاعة) ثم (غزوة خيبر) ثم (غزوة مكة) ثم (حنين والطائف) قال ابن كثير قوله أن بئر معونة بعد بني قريظة فيه نظر والصحيح أنها بعد أحد وعن الزهري قال غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربعا وعشرين غزوة رواه الطبراني وروى عبد بن حميد في مسنده عن جابر قال غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إحدى وعشرين غزوة وقال ابن إسحاق جميع ما غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنفسه الكريمة سبعا وعشرين غزوة وعن قتادة أن مغازي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسراياه ثلاث وأربعون أربع وعشرون بعثا وتسع عشرة غزوة وخرج في ثمان منها بنفسه وقال ابن إسحاق بعوثه وسراياه ثمانية وثلاثون وقال صاحب التلويح غزوات النبي - صلى الله عليه وسلم - وسراياه نيفت على المائة ما بين غزوة وسرية -





عمدة القاري شرح صحيح البخاري - العيني (26/ 380، بترقيم الشاملة آليا)
واختلف في عدد غزوات النبي فقال يعقوب بن سفيان بإسناده عن مكحول أن رسول الله غزا ثمان عشرة غزوة وقاتل في ثمان غزوات أولهن ( بدر ) ثم ( أحد ) ثم ( الأحزاب ) ثم ( قريظة ) ثم ( بئر معونة ) ثم ( غزوة بني المصطلق من خزاعة ) ثم ( غزوة خيبر ) ثم ( غزوة مكة ) ثم ( حنين والطائف ) قال ابن كثير قوله أن بئر معونة بعد بني قريظة فيه نظر والصحيح أنها بعد أحد وعن الزهري قال غزا رسول الله أربعا وعشرين غزوة رواه الطبراني وروى عبد بن حميد في مسنده عن جابر قال غزا رسول الله إحدى وعشرين غزوة وقال ابن إسحاق جميع ما غزا رسول الله بنفسه الكريمة سبعا وعشرين غزوة وعن قتادة أن مغازي رسول الله وسراياه ثلاث وأربعون أربع وعشرون بعثا وتسع عشرة غزوة وخرج في ثمان منها بنفسه وقال ابن إسحاق بعوثه وسراياه ثمانية وثلاثون وقال صاحب التلويح غزوات النبي وسراياه نيفت على المائة ما بين غزوة وسرية





أعيان الشيعة (ص: 245)
حروبه و غزواته و سراياه
روى ابن سعد في الطبقات الكبير أن عدد مغازي رسول الله ص التي غزاها بنفسه كانت سبعا و عشرين غزوة و سراياه التي بعث بها سبعا و أربعين سرية و ما قاتل فيه من المغازي تسع غزوات" اه".
و في السيرة الحلبية قال: إن المغازي سبع و عشرون و لكنه عدها ثمان و عشرين و هي: (1) بواط (2) العشيرة (3) سفوان (4) بدر الكبرى (5) بني سليم (6) بني قينقاع (7) السويق (8) قرقرة الكدر (9) غطفان أو ذي امر (10) بحران الحجاز (11) أحد (12) حمراء الأسد (13) بني النضير (14) ذات الرقاع (15) بدر الآخرة أو بدر الموعد (16) دومة الجندل (17) بني المصطلق أو المريسيع (18) الخندق (19) بني قريظة (20) بني لحيان (21) الحديبية (22) ذي قرد (23) خيبر (24) وادي القرى (25) عمرة القضاء (26) فتح مكة (27) حنين و الطائف (28) تبوك. و عدها بعضهم تسعا و عشرين و زاد في أولها غزوة ودان.
و أما المغازي التسع فهي على ما في طبقات ابن سعد (1) بدر القتال (2) أحد (3) المريسيع (4) الخندق (5) قريظة (6) خيبر (7) فتح مكة (8) حنين (9) الطائف. قال فهذا ما اجتمع لنا عليه و في بعض رواياتهم أنه قاتل في بني النضير و وادي القرى و الغابة" اه".