بسم الله الرحمن الرحیم

شعر باتوا علي قلل الجبال

الامام الهادی علیه السلام-قضایای متوکل



المجالسة وجواهر العلم (1/ 390)
المؤلف : أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري المالكي (المتوفى : 333هـ)
88 - حدثنا أحمد بن محمد البغدادي، نا عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن وهب بن منبه؛ قال: [ص:391] أصيب على عمدان قصر سيف بن ذي يزن سطران مكتوبان بالمسند، فترجم للعربية: (باتوا على قلل الجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تمنعهم القلل)
(واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حفرة يا بئس ما نزلوا)
(ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا ... أين الأسرة والتيجان والحلل)
(أين الوجوه التي كانت محجبة ... من دونها تضرب الأستار والكلل)
(فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل)
(قد طال ما أكلوا دهرا وما نعموا ... فأصبحوا بعد ذلك الأكل قد أكلوا)
__________
[إسناده واه جدا] .






البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (5/ 289)
المؤلف: أبو العباس أحمد بن محمد بن المهدي بن عجيبة الحسني الأنجري الفاسي الصوفي (المتوفى: 1224هـ)
ومن هذا أيضا ما وجد على قصر «ذي يزن» مكتوبا:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فلم تمنعهم القلل
واستنزلوا من أعالي عز معقلهم ... فأسكنوا حفرا، يا بئس ما نزلوا
أين الوجوه التي كانت محجبة ... من دونها تضرب الأستار والكلل؟
فأفصح القبر عنهم حين سائلهم ... تلك الوجوه عليها الدود تقتبل
قد طال ما أكلوا دهرا وما شربوا ... فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا








البلدانيات للسخاوي (ص: 199)
المؤلف: شمس الدين أبو الخير محمد بن عبد الرحمن بن محمد السخاوي (المتوفى: 902هـ)
وأنبأني عاليا أبو عبد الله الخليلي عن أبي الفتح الميدومي أنبأنا أبو عيسى بن علاق أنا أبو القاسم البوصيري إذنا إن لم يكن سماعا أنا أبو الحسن الفراء أنا أبو القاسم بن الضراب قالا أنا الحسن بن إسماعيل - وهو والد ثانيهما - أنا أبو بكر أحمد بن مروان ثنا أحمد بن محمد البغدادي ثنا عبد المنعم بن إدريس عن أبيه عن وهب بن منبه قال أصيب على عمدان قصر سيف بن ذي يزن مكتوب بالمسند فترجم بالعربية باتوا على قلل الأجبال تحرسهم
غلب الرجال فلم تمنعهم القلل
واستنزلوا من أعالي عز معقلهم
فأسكنوا حفرة يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا
أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت محجبة
من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم
تلك الوجوه عليها الدود تقتتل
قد طال ما أكلوا دهرا وما نعموا
فأصبحوا بعد ذاك الأكل قد أكلوا





سراج الملوك (ص: 10)
المؤلف: أبو بكر محمد بن محمد ابن الوليد الفهري الطرطوشي المالكي (المتوفى: 520هـ)
وقال وهب بن منبه: أصبت على غمدان وهو قصر سيف بن ذي يزن بأرض صنعاء اليمن، وكان من الملوك الأجلة مكتوباً بالقلم المسند فترجم العربية، فإذا هي أبيات جليلة وموعظة عظيمة:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم غلب الرجال فلم تنفعهم القلل
واستنزلوا من أعالي معقلهم فأسكنوا حفراً يا بئس ما نزلوا!
ناداهم صارخ من بعد ما دفنوا: أين الأسرة والتيجان والحلل؟
أين الوجوه التي كانت محجبة من دونها تضرب الأستار والكلل؟
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم: تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طالما أكلوا يوماً وما شربوا فأصبحوا بعد ذاك الأكل قد أكلوا!





المختصر في أخبار البشر (2/ 44)
المؤلف: أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك المؤيد، صاحب حماة (المتوفى: 732هـ)
وفي هذه السنة في جمادى الآخرة، توفي علي الهادي؛ وعلي التقي وهو أحد الأئمة الإثني عشر عند الإِمامية، وهو علي الزكي بن محمد الجواد المقدم ذكره في سنة عشرين ومائتين، وكان علي المذكور قد سعى به إِلى المتوكل، أن عنده كتباً وسلاحاً، فأرسل المتوكل جماعة من الأتراك، وهجموا عليه ليلاً على غفلة، فوجدوه في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن، في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط إِلا الرمل، والحصا، فحمل على هيئته إِلى المتوكل، والمتوكل يستعمل الشراب، وفي يده الكأس، فلما رآه المتوكل أعظمه، وأجلسه إلى جانبه، وناوله الكأس، فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط، فاعفني منه، فأعفاه، وقال: أنشدني شعراً. فقال: إِني لقليل الرواية للشعر. فقال المتوكل: لا بد من ذلك. فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلبَ الرّجالُ فما أغنتهُمُ القلَلُ
واستُزلوا بعد عزٍ عَنْ معاقلِهِم ... فأَودَعوا حُفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهُمُ صارخٌ من بعدما قَبروا ... أين الأسرة والتيجانُ والحلل
أين الوجوهُ التي كانت مُنعَّمة ... منْ دونها تُضرب الأستار والكللُ
فأفصحَ القبرُ عنهمْ حين ساءلهم ... تلكَ الوجوهُ عليها الدود يقتتَلُ
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا ... فأصبحوا بعد طولِ الأكل قد أكلوا
فبكى المتوكل، ثم أمر برفع الشراب وقال: يا أبا الحسن، أعليك دين؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار، فدفعها إِليه ورده إِلى منزله مكرماً، وكانت ولادة علي المذكور، في رجب سنة أربع عشرة ومائتين، وقيل ثلاث عشرة، وتوفي لخمس بقين من جمادى الآخرة، من هذه السنة، أعني سنة أربع وخمسين ومائتين، بسرمن رأى، ويقال لعلي المذكور، العسكري لسكناه بسرمن رأى يقال لها العسكري، لسكنى العسكر بها، وعلي المذكور عاشر الأئمة الاثني عشر، وهو والد الحسن العسكري، والحسن العسكري هو حادي عشر الأئمة الاثني عشر، وهو الحسن بن علي الزكي المذكور بن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسن بن علي بن أبي طالب، المقدم ذكرهم، رضي الله عنهم أجمعين.
وكانت ولادة الحسن العسكري المذكور، في سنة ثلاثين ومائتين، وتوفي في سنة ستين ومائتين في ربيع الأول، وقيل في جمادى الأولى، بسرمن رأى، ودفن إِلى جانب أبيه علي الزكي المذكور، والحسن العسكري المذكور، هو والد محمد المنتظر، صاحب السرداب، ومحمد المنتظر المذكور هو ثاني عشر الأئمة الاثني عشر، على رأى الإِمامية، ويقال له القائم، والمهدي، والحجة. وولد المنتظر المذكور، في سنة خمس وخمسين ومائتين، والشيعة يقولون: دخل السرداب في دار أبيه، بسرمن رأى، وأمه تنظر إِليه، فلم يعد يخرج إِليها، وكان عمره حينئذ تسع سنين، وذلك في سنة خمس وستين ومائتين، وفيه خلاف.





مروج‏الذهب،ج‏4،ص:10
المتوكل و علي بن محمد العلوي:
و حدث أبو عبد الله محمد بن عرفة النحوي قال: حدثنا محمد بن يزيد المبرد قال: قال المتوكل لأبي الحسن علي بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: ما يقول‏ ولد أبيك في العباس بن عبد المطلب؟ قال: و ما يقول ولد أبي يا أمير المؤمنين في رجل افترض الله طاعة بنيه على خلقه و افترض طاعته على بنيه؟ فأمر له بمائة ألف درهم، و إنما أراد أبو الحسن طاعة الله على بنيه، فعرَّضَ.
و قد كان سعي بأبي الحسن علي بن محمد إلى المتوكل، و قيل له: إن في منزله سلاحا و كتباً و غيرها من شيعته، فوجه إليه ليلًا من الأتراك و غيرهم من هجم عليه في منزله على غفلة ممن في داره، فوجده في بيت وحده مغلق عليه و عليه مدْرَعة من شَعَرٍ، و لا بساط في البيت إلا الرمل و الحصى، و على رأسه ملْحَفة من الصوف متوجهاً إلى ربه يترنم بآيات من القرآن في الوعد و الوعيد، فأخذ على ما وجد عليه، و حمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين يديه و المتوكل يشرب و في يده كأس، فلما رآه أعظمَه و أجلسه إلى جنبه و لم يكن في منزله شي‏ء مما قيل فيه، و لا حالة يتعلل عليه بها، فناوله المتوكل الكأس الذي في يده، فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي و دمي قط، فأعْفِنِي منه، فعافاه، و قال: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للأشعار، فقال: لا بد أن تنشدني فأنشده:
باتوا على قُلَلِ الأجبال تحرسهم غُلْبُ الرجال فما أغنتهمُ القُللُ‏
و استنزلوا بعد عزّ عن معاقلهم فأودعوا حُفَراً، يا بئس ما نزلوا
ناداهُم صارخ من بعد ما قبروا أين الأسرة و التيجان و الحلل؟
أين الوجوه التي كانت منعمة من دونها تضرب الأستار و الكِللُ‏
فأفصح القبر عنهم حين ساء لهم تلك الوجوه عليها الدود يقتتل‏
قد طالما أكلوا دهراً و ما شربوا فأصبحوا بعد طول الأكل قد أُكلوا
و طالما عمروا دوراً لتحصنهم ففارقوا الدور و الأهلين و انتقلوا
و طالما كنزوا الأموال و ادخروا فخلفوها على الأعداء و ارتحلوا
أضحت مَنازِلُهم قفْراً مُعَطلة و ساكنوها إلى الأجداث قد رحلوا
قال: فأشفق كل من حضر على علي، و ظن أن بادرة تبدر منه إليه، قال: و الله لقد بكى المتوكل بكاء طويلًا حتى بلت دموعه لحيته، و بكى من‏ حضره، ثم أمر برفع الشراب، ثم قال له: يا أبا الحسن، أ عليك دَينٌ؟
قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه، ورده إلى منزله من ساعته مكرماً.




تاريخ الإسلام ط التوفيقية (18/ 146)
وقد كان المتوكّل منهمكًا فِي اللَّذّات والشُّرْب، فلعلّه رُحِمَ بالسنة، ولم يصحّ عَنْهُ النَّصْب2.
قال المسعوديّ: ثنا ابن عَرَفَة النَّحْويّ، ثنا المبرّد قال: قال المتوكّل لأبي الْحَسَن عَلِيّ بْن مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن مُوسَى بْن جَعْفَر الصّادق: ما يقول ولدُ أبيك فِي الْعَبَّاس؟ قال: ما تقولُ يا أمير المؤمنين فِي رَجُلٍ فَرَض اللَّه طاعة نبيّه على خلُقه، وافترض طاعته على نبيّه.
وكان قد سُعي بأبي الْحَسَن إلى المتوكًل، وإنّ فِي منزله سلاحًا وكتبًا من أهل قُمّ، ومِن نيّته التَّوَثُّب. فكبس بيته ليلا، فوُجِد فِي بيتٍ عليه مدرّعة صوف، متوجّه إلى ربّه يقوم بآيات. فَأُخِذ كهيئته إلى المتوكل وهو يشرب، فأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس فقال: ما خامر لحمي ودمي قطّ، فاعفِني منه.
فأعفاه وقال: أنشِدْني شِعْرًا. فأنشده.
باتوا على قُلَل الأجبالَ تحرسهم ... غُلْبُ الرجال ولم تنفعهم الْقُللُ3
الأبيات.
فبكى لله المتوكّل طويلا، وأمَر برفع الشّراب، وقال: يا أَبَا الْحَسَن لقد ليَّنت هنا
قلوبًا قاسية. أعليك دَيْنٌ؟ قال: نعم، أربعة آلاف دينار.
فأمر له وردّه مكرَّمًا.




تاريخ ابن الوردي (1/ 223)
المؤلف: عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعري الكندي (المتوفى: 749هـ)
ثم دخلت سنة أربع وخمسين ومائتين: فيها قتل بغا الشرابي ليلا؛ خرج لركوب الزورق فعلم به المعتز فأمر بقتله فقتل وحمل إليه رأسه.
وفيها: في جمادى الآخرة لخمس بقين توفي بسامراء علي الملقب بالزكي وبالهادي وبالتقي أحد الأئمة الإثني عشر على رأي الإمامية وهو ابن الجواد كان قد سعي به إلى المتوكل أن عنده كتبا وسلاحا، فأرسل إليه الأتراك ليلا على غفلة فوجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة شعر مستقبل القبلة يترنم بآيات في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، فحمل على هيئته إلى المتوكل، والمتوكل على الشراب وفي يده الكاس فأعظمه وأجلسه بجنبه وناوله الكاس فقال: يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني منه فأعفاه وقال: أنشدني شعرا، فقال: إني لقليل الرواية للشعر، فقال المتوكل: لا بد من ذلك، فأنشده.
(باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل)

(واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم ... فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا)

(ناداهم صارخ من بعد ما قبروا ... أين الأهلة والتيجان والحلل)

(أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل)

(فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل)

(قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا ... فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا)

فبكى المتوكل وأمر برفع الشراب وقال: با أبا الحسن أعليك دين؟ قال: نعم أربعة آلاف دينار، فدفعها إليه ورده إلى منزلة مكرما.
ومولد علي في رجب سنة أربع عشرة وقيل: ثلاث عشرة ومائتين، وقيل له: العسكري لأن سامراء يقال لها العسكر لسكنى العسكر بها، وكانت سكن علي وهو عاشر الأئمة الإنثي عشر ووالد الحسن العسكري، وولادة الحسن المذكور في سنة ثلاثين ومائتين، وتوفي في ربيع الأول وقيل: جمادى الأولى سنة مائتين وستين بسامراء ودفن بجنب أبيه. والحسن العسكري والد محمد المنتظر صاحب السرداب، والمنتظر ثاني عشرهم ويلقب أيضا القائم والمهدي والحجة، ومولد المنتظر سنة خمس وخمسين ومائتين. وتزعم الشيعة أنه دخل السرداب في دار أبيه بسامراء وأمه تنظر إليه فلم يعد إليها وكان عمره تسع سنين حينئذ وذلك في سنة خمس وستين على خلاف فيه.






وفيات الأعيان (3/ 272)
المؤلف: أبو العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم بن أبي بكر ابن خلكان البرمكي الإربلي (المتوفى: 681هـ)
424 - (1)
أبو الحسن العسكري
أبو الحسن (2) علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا - المقدم ذكره - وهو حفيد الذي قبله، فلا حاجة إلى رفع نسبه، ويعرف بالعسكري؛ وهو أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية، كان قد سعي به إلي المتوكل وقيل إن في منزله سلاحاً وكتاباً وغيرها من شيعته، وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه، فوجه إليه بعدة من الأتراك ليلاً فهجموا عليه في منزله على غفلة، فوجدوه وحده في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، ليس بينه وبين الأرض بساط ألا الرمل والحصى، فأخد على الصورة التي وجد عليها وحمل إلى المتوكل في جوف الليل، فمثل بين يديه والمتوكل يستعمل الشراب وفي يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جنبه، ولم يكن في منزله شيء مما قيل عنه ولا حالة يتعلق عليه بها، فناوله المتوكل الكأس الذي كان بيده، فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قط فأعفني منه، فأعفاه وقال: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الرواية للشعر، قال: لابد أن تنشدني فأنشده (3) :
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل
واستنزلوا بعد عزٍ من معاقلهم ... فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخٌ من بعد قبروا ... أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منعمةً ... من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قد طال ما أكلوا دهراً وما شربوا ... فأصبح بعد طول الأكل قد أكلوا قال: فأشفق من حضر على علي وظن (1) أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكل بكاء كثيراً حتى بلت دموعه لحيته وبكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب ثم قال: يا أبا الحسن، أعليك دين قال: نعم أربعة آلاف دينار، فأمر بدفعها إليه ورده إلى منزله مكرماً.
وكانت ولادته يوم الأحد ثالث عشر رجب، وقيل يوم عرفة سنة أربع عشرة وقيل ثلاث عشرة ومائتين. ولما كثرت السعاية في حقه عند المتوكل أحضره من المدينة وكان مولده بها، وأقره بسر من رأى وهي تدعى بالعسكر، لأن المعتصم لما بناها انتقل إليها بعسكره، فقيل لها العسكر، ولهذا قيل لأبي الحسن المذكور العسكري لأنه منسوب إليها، فأقام بها عشرين سنة وتسعة أشهر. وتوفي بها يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة، وقيل لأربع بقين منها وقيل في رابعها، وقيل في ثالث رجب سنة أربع وخمسين ومائتين، ودفن في داره، رحمه الله تعالى.




الوافي بالوفيات (22/ 48)
المؤلف: صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد الله الصفدي (المتوفى: 764هـ)
3 - (الهادي بن الجواد)
علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي ابن أبي طالب وهو أبو الحسن الهادي بن الجواد بن الرضا بن الكاظم بن الصادق بن الباقر بن زين العابدين أحد الأئمة الاثني عشر عند الإمامية كان قد سعي به إلى المتوكل وقيل إن في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من شيعته وأوهموه أنه يطلب الأمر لنفسه فوجه إليه عدة من الأتراك فهجموا منزله على غفلة فوجدوه في بيت مغلق وعليه مدرعة من شعر وعلى رأسه ملحفة من صوف وهو مستقبل القبلة يترنم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد ليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى فأخذ على الصورة التي وجد عليها في جوف الليل فمثل بين يديه والمتوكل في مجلس شرابه وبيده كأس فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه فناوله الكأس فقال يا أمير المؤمنين ما خامر لحمي ودمي قط فاعفني منه فأعفاه وقال أنشدني شعرا أستحسنه فقال إني لقليل الرواية منه فقال لا بد فأنشده)
(باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال فما أغنتهم القلل)

(واستنزلوا بعد عز من معاقلهم ... فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا)

(ناداهم صارخ من بعد ما قبروا ... أين الأسرة والتيجان والحلل)

(أين الوجوه التي كانت منعمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل)

(فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل)

(قد طال دهرا ما أكلوا وما شربوا ... فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا)
فأشفق من حضر على علي وخافوا أن بادرة تبدر إليه فبكى المتوكل بكاء طويلا حتى بلت دموعه لحيته وبكى من حضره ثم أمر برفع الشراب وقال يا أبا الحسن أعليك دين قال نعم أربعة آلاف دينار فأمر بدفعها إليه ورده إلى منزله مكرما وكان المتوكل قد اعتل فقال إن برأت لأتصدقن بمال كثير فلما عوفي جمع الفقهاء وسألهم عن ذلك فأجابوه مختلفين فبعث إلى علي الهادي فقال يتصدق بثلاثة وثمانين دينارا قالوا من أين لك هذا قال لأن الله تعالى قال لقد نصركم الله في مواطن كثيرة وروى أهلنا أن المواطن كانت ثلاث وثمانين موطنا ومولده يوم الأحد ثالث عشر شهر رجب وقبل يوم عرفة سنة أربع وقيل سنة ثلاث عشرة ومائتين وتوفي بسر من رأى يوم الاثنين لخمس بقين من جمادى الآخرة وقيل لأربع بقين منها وقيل في رابعها وقيل في ثالث شهر رجب سنة أربع وخمسين ومائتين




أنس المسجون وراحة المحزون (ص: 241)
المؤلف: صفيّ الدين، أبو الفتح عيسى بن البحتري الحلبي (المتوفى: بعد 625هـ)
631 - وقيل: سعي إلى المتوكّل بأبي الحسن عليّ بن محمّد (2) أنّ في منزله سلاحا وكتبا وغيرها من أهل قم وغيرهم من شيعته والقائلين بإمامته، وأنّه قد عزم بالخروج والوثوب بالدّولة في دار الملك. فوجّه المتوكل إليه ليلا بعدّة من الأتراك وغيرهم ممّن هجم عليه في منزله على غفلة، فوجد في بيت مغلق عليه وحده، وعليه مدرعة صوف من الشّعر، ولا بساط في البيت إلا الرّمل والحصى، وعلى رأسه ملحفة من الصّوف، وهو متوجّه إلى ربّه يتلو آيات الله تعالى في الوعد والوعيد فأخذ كهيئة ما وجد عليه، وحمل إلى المتوكّل في جوف الليل، والمتوكّل يشرب، وفي يده كأس، فلما رآه أعظمه وأجلسه إلى جانبه، ولم يكن وجد في منزله شيء ممّا قيل عنه، ولا حالة يتعلّق بها عليه (3). فناوله المتوكّل الكأس الذي كان في يده. فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي ودمي قطّ فاعفني. فأعفاه، ثم قال: أنشدني شعرا. فقال: إنّي لقليل الرّواية للأشعار. فقال: لا بدّ. فأنشده (1):
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم … غلب الرّجال فلم تنفعهم القلل
واستنزلوا بعد عزّ من أماكنهم … وأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعد ما قبروا … أين الأسرّة والتّيجان والحلل (2)
أين الوجوه التي كانت منعّمة … من دونها تضرب الأستار والكلل (3)
فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم … تلك الوجوه عليها الدّود تقتتل
قد طالما أكلوا دهرا وما شربوا … فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا
قال: فأشفق من حضر على عليّ بن محمد، وظنّوا أنّ بادرة ستبدر إليه من المتوكّل، فو الله لقد بكى المتوكّل بكاء طويلا حتى بلّ لحيته بدموعه، وبكى من حضره، وأمر برفع الشّراب، وقال: يا أبا الحسن، لقد ليّنت منّا قلوبا قاسية، وذكّرتنا ما أنساناه النّعم، فأقسم بالله عليك، أعليك دين؟ فقال: نعم، أربعة آلاف درهم. فأمر بدفعها إليه، وأمر بردّه إلى منزله من ساعته مكرما.







الأعلام للزركلي (8/ 30)
الحَائِري
(1109 - 1166 هـ = 1697 - 1753 م)
نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري، أبو الفتح: فاضل إمامي. كان مدرسا في " الحائر " (3) مغرى بجمع الكتب.
__________
(1) الضوء اللامع 10: 198 و 206: 2 , Brock S وهدية العارفين 2: 493 وأخطأ في تسمية أبيه ومذهبه. وحسن المحاضرة 1: 276 والصادقية: الرابع من الزيتونة 4: 38، 403.
(2) الذريعة 4: 462 - 463 و 825: 2 Brock S
(3) الحائر: هو قبر الحسين الشهيد، سمّي الحائر، لانه لما خربه المتوكل وأرسل عليه الماء، حار عنه الماء ولم يعل عليه، فسمّي الحائر من ذلك الحين - المشرف.








تاج العروس (11/ 109)
(و) الحائر: (ع) بالعراق (فيه مشهد) الإمام المظلوم الشهيد أبي عبد الله (الحسين) بن علي بن أبي طالب. رضي الله عنهم؛ سمي} لتحير الماء فيه. (ومنه نصر الله بن محمد) الكوفي، سمع أبا الحسن بن غيرة. (و) الإمام النسابة (عبد الحميد بن) الشيخ النسابة جلال الدين (فخار) بن معد بن الشريف النسابة شمس الدين فخار بن أحمد بن محمد أبي الغنائم بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد الحسيني الموسوي، ( {الحائريان) وولد الأخير هاذا علم الدين علي ابن عبد الحميد الرضي المرتضى النسابة إمام النسب في العراق، كان مقيما بالمشهد. ومات بهراة خراسان، وهو عمدتنا في فن النسب، وأسانيدنا متصلة إليه. قال الحافظ ابن حجر: والثاني من مشيخة أبي العلاء الفرضي. قال: وممن ينتسب إلى الحائر الشريف أبو الغنائم محمد بن أبي الفتح العلوي} - الحائري، ذكره منصور.








مرآة الجنان وعبرة اليقظان (2/ 119)
المؤلف: أبو محمد عفيف الدين عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان اليافعي (المتوفى: 768هـ)
أربع وخمسين ومائتين
فيها توفي العسكري أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بر موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني. عاش أربعين سنة، وكان متعبداً فقيهاً إماماً، استفتاه المتوكل مرة، ووصله بأربعة آلاف درهم وهو أحد الأثني عشر الذين تعتظ الشيعة الغلاة عصمتهم. وكان قد سعي به إلى المتوكل، وقيل له: إن في منزله سلاحاً وكتباً، وأوهموه أنه يطلب الخلافة، فوجه من هجم عليه وعلى منزله، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، وهو يترم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، فحمل إليه على الصفة المذكورة، فلما رآه عظمه وأجلسه إلى جنبه. وكان المتوكل يشرب وفي يده كأس، فناوله الكأس الذي في يده فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي وعظمي قط، فاعفني عنه. فعفاه، وقال له: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الزواية للشعر. قال: لا بد أن تنشدني، فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال، فلم ينفعهم القلل
واستنزلوا بعد إعراض معاقلهم ... فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعدما قبروا ... أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منغمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين سائلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قال: فأشفق من حضر على العسكري، وظنوا أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكل بكاء طويلاً حتى بلت دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب وقال: يا أبا الحسن، أعليك دين. قال: نعم أربعة آلاف، فأمر بدفعها إليه ورده إلى منزله مكرماً. وكانت ولادته في ثالث عشر رجب، وقيل في يوم عرفة سنة أربع، وقيل ثلاث عشرة ومائتين. وقيل له العسكري: لأنه لما كثرت السباية في حقه عند المتوكل أحضره من المدينة وكان مولده بها وأقره بسر من رأى، وهي تدعى بالعسكر، لأن المعتصم لما بناها انتقل إليها بعسكره فقيل له: العسكر، ثم نسب أبو الحسن المذكور إليها، لأنه أقام بها عشرين سنة وأشهراً، وتوفي بها، ودفن في داره رحمة الله عليه.








البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 19)
وأما أبو الحسن علي الهادي [فهو] ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أحد الأئمة الاثني عشرية، وهو والد الحسن بن علي العسكري المنتظر عند الفرقة الضالة الجاهلة الكاذبة الخاطئة.
وقد كان عابدا زاهدا نقله المتوكل إلى سامرا فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر.
ومات بها في هذه السنة.
وقد ذكر
للمتوكل أن بمنزله سلاحا وكتبا كثيرة من الناس، فبعث كبسة فوجدوه جالسا مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك فحملوه إلى المتوكل وهو على شرابه، فلما مثل بين يديه أجله وأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس الذي في يده فقال: يا أمير المؤمنين لم يدخل باطني ولم يخالط لحمي ودمي قط، فأعفني منه.
فأعفاه ثم قال له: أنشدني شعرا فأنشده: باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا نادى بهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل؟ أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل قد طال ما أكلوا دهرا وما لبسوا (1) * فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا قال: فبكى المتوكل حتى بل الثرى، وبكى من حوله بحضرته، وأمر برفع الشراب وأمر له بأربعة آلاف دينار، وتحلل منه ورده إلى منزله مكرما رحمه الله.








البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 143)
أبو الحسن بن بسام الشاعر واسمه علي بن أحمد (1) بن منصور (2) بن نصر بن بسام البسامي الشاعر المطبق للهجاء، فلم يترك أحدا حتى هجاه، حتى أباه وأمه أمامة بنت حمدون النديم.
وقد أورد له ابن خلكان أشياء كثيرة من شعره، فمن ذلك قوله في تخريب المتوكل قبر الحسين بن علي وأمره بأن يزرع ويمحى رسمه، وكان شديد التحامل على علي وولده.
فلما وقع ما ذكرناه في سنة ست وثلاثين ومائتين.
قال ابن بسام هذا في ذلك: تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما









النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (2/ 283)
وأيضا لمّا ولى مصر ورد عليه بعد مدّة من ولايته كتاب المنتصر وأبيه الخليفة المتوكّل بإخراج الأشراف العلويّين من مصر الى العراق فأخرجوا؛ وذلك بعد أن أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن علىّ رضى الله عنهما وقبور العلويّين. وكان هذا وقع من المتوكّل فى سنة ستّ وثلاثين ومائتين وقيل قبلها. وكان سبب بغضه فى علىّ بن أبى طالب وذرّيته أمر يطول شرحه وقفت عليه فى تاريخ الإسعردىّ «1» ، محصوله: أنّ المتوكّل كان له مغنّية تسمى أمّ الفضل، وكان يسامرها قبل الخلافة وبعدها، وطلبها فى بعض الأيّام فلم يجدها، ودام طلبه لها أيّاما وهو لا يجدها، ثم بعد أيّام حضرت وفى وجهها أثر شمس؛ فقال لها: أين كنت؟
فقالت: فى الحجّ؛ فقال: ويحك! هذا ليس من أيام الحجّ! فقالت: لم أرد الحجّ لبيت الله الحرام، وإنّما أردت الحجّ لمشهد علىّ؛ فقال المتوكّل: وبلغ أمر الشيعة الى أن جعلوا مشهد علىّ مقام الحجّ الذي فرضه الله تعالى! فنهى الناس عن التوجّه الى المشهد المذكور من غير أن يتعرّض الى ذكر علىّ رضى الله عنه؛ فثارت الرافضة عليه وكتبوا سبّه على الحيطان، فحنق من ذلك وأمر بألّا يتوجّه أحد لزيارة قبر من قبور العلويّين؛ فثاروا عليه أيضا، فتزايد غضبه منهم فوقع منه ما وقع. وحكاياته فى ذلك مشهورة لا يعجبنى ذكرها، إجلالا للإمام علىّ رضى الله عنه. ولما عظم الأمر أمر بهدم قبر الحسين رضى الله عنه وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل ذلك كلّه مزارع. فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتم المتوكّل على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء دعبل وغيره، فصار كلّما يقع له ذلك يزيد ويفحش. وكان الأليق بالمتوكّل عدم هذه الفعلة، وبالناس أيضا ترك المخاصمة؛ لما قيل: يد الخلافة لا تطاولها يد.
وفى هذا المعنى، أعنى فى هدم قبور العلويّين، يقول يعقوب بن السّكّيت وقيل هى لعلىّ بن أحمد- وقد بقى إلى بعد الثلاثمائة وطال عمره: تالله إن كانت أميّة قد أتت ... قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
وعدّة أبيات أخر «1» . وقيل: إن ابن السكيت المذكور قتل ظلما من المتوكّل، فإنّه قال له يوما: أيّما أحبّ إليك: ولداى المؤيد والمعتزّ أم الحسن والحسين أولاد علىّ؟
فقال ابن السكيت: والله إنّ قنبرا خادم علىّ خير منك ومن ولديك «2» ؛ فقال: سلّوا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات من ساعته.
قلت: وفى هذه الحكاية نظر من وجوه عديدة. وقد طال الأمر وخرجنا عن المقصود، ونرجع الى ما نحن بصدده.


النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (2/ 286)
*** [ما وقع من الحوادث سنة 236]
السنة التى حكم فيها إسحاق بن يحيى على مصر وهى سنة ست وثلاثين ومائتين- فيها حجّ بالناس المنتصر محمد بن الخليفة المتوكّل على الله. وحجّت أيضا أمّ المتوكّل، وشيّعها المتوكّل الى أن استقلّت بالمسير ثم رجع. وأنفقت أمّ المتوكّل أموالا جزيلة فى هذه الحجّة، واسمها شجاع. وفيها كان ما حكيناه من هدم قبر الحسين وقبور العلويّين وجعلت مزارع، كما تقدّم ذكره.