بسم الله الرحمن الرحیم
الامام الکاظم علیه السلام
حرم شریف كاظمين علیهما السلام
الامام الکاظم علیه السلام
توسل حسن بن ابراهيم الخلال
كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد
آتش زدن حرم كاظمين
فقصدت قبر موسى بن جعفر--مقاله
تاريخ بغداد ت بشار (1/ 442)
باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد
بالجانب الغربي في أعلى المدينة مقابر قريش، دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجماعة من الأفاضل معه.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال، يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر، فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
معجم البلدان (1/ 457)
وقال أحمد ابن حنبل: بغداد من الصّراة إلى باب التبن، وهو مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر ابن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد ابن الإمام علي ابن أبي طالب، ثم زيد فيها حتى بلغت كلواذى والمخرّم وقطربّل،
العبر في خبر من غبر (1/ 300)
وفيها الشريف أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الحسيني. أحد الاثني عشر إماماً الذين يدعي الرافضة فيهم العصمة. وله خمس وعشرون سنة. وكان المأمون قد نوه بذكره وزوجه بابنته، وسكن بها بالمدينة. فكان المأمون ينفذ إليه في السنة ألف ألف درهم أداء كريم، وفد على المعتصم فأكرم مورده توفي ببغداد في آخر السنة ودفن عند جده موسى. ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة.
تاريخ ابن الوردي (1/ 198)
سمي الكاظم: لإحسانه إلى من يسيء إليه، وهو سابع الأئمة الاثنى عشر على رأي الإمامية، ولد سنة تسع وعشرين ومائة، وقبره عليه مشهد عظيم بالجانب الغربي من بغداد.
قلت: وأقدمه المهدي بغداد من المدينة وحبسه فرأى في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو يقول: " يا محمد فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم ". فانتبه ليلا وأحضر موسى وعانقه وأخبره بالمنام وقال: تؤمنني أن تخرج علي وعلى أحد من ولدي "، فقال: والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار ورده إلى المدينة، وأقام بها إلى أيام هارون، والله أعلم.
الكامل في التاريخ (5/ 332)
وفيها مات موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداذ في حبس الرشيد.
وكان سبب حبسه أن الرشيد اعتمر في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين ومائة، فلما عاد إلى المدينة - على ساكنها السلام - دخل إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - يزوره، ومعه الناس، فلما انتهى إلى القبر وقف فقال: السلام عليك يا رسول الله، يابن عم، افتخارا على من حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه. فتغير وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن جدا. ثم أخذه معه إلى العراق، فحبسه عند السندي بن شاهك، (وتولت حبسه أخت السندي بن شاهك) ، وكانت تتدين، فحكت عنه أنه كان إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه إلى أن يزول الليل، ثم يقوم فيصلي، حتى يصلي الصبح، ثم يذكر الله - تعالى - حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم يرقد، ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي، حتى يصلي العصر، ثم يذكر الله حتى يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إلى أن مات.
وكانت إذا رأته قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل الصالح!
وكان يلقب بالكاظم ; لأنه كان يحسن إلى من يسيء إليه، كان هذا عادته أبدا، ولما كان محبوسا بعث إلى الرشيد برسالة أنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا ينقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتى ينقضيا جميعا إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (13/ 120)
وكان ولده موسى: كبير القدر، جيد العلم، أولى بالخلافة من هارون، وله نظراء في الشرف والفضل.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (6/ 270)
قال الخطيب: أقدمه المهدي بغداد، ورده، ثم قدمها، وأقام ببغداد في أيام الرشيد، قدم في صحبة الرشيد، سنة تسع وسبعين ومائة، وحبسه بها إلى أن توفي في محبسه.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (6/ 273)
وقيل: بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس، يقول:
إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء، إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء، يخسر فيه المبطلون.
.....
قلت: له مشهد عظيم مشهور ببغداد، دفن معه فيه حفيده الجواد، ولولده علي بن موسى مشهد عظيم بطوس.
تاريخ بغداد ت بشار (15/ 14)
وكان عبدا صالحا أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عمران المرزباني، قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن إسماعيل، قَالَ: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة، كانت: إنه لن ينقضي عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء، يخسر فيه المبطلون.
تاريخ الإسلام ت تدمري (40/ 58)
سنة ثمانين وخمسمائة
[جعل مشهد الكاظم أمنا]
فيها جعل الخليفة الناصر مشهد موسى الكاظم أمنا لمن لاذ به، فالتجأ إليه خلق، وحصل بذلك مفاسد [1] .
تاريخ الخلفاء (ص: 320)
وفي سنة ثمانين جعل الخليفة مشهد موسى الكاظم أمنًا لمن لاذ به، فالتجأ إليه خلق، وحصل بذلك مفاسد.
تاريخ الإسلام ت بشار (12/ 486)
-سنة ثمانين وخمسمائة
فيها جعل الخليفة الناصر مشهد موسى الكاظم أمنا لمن لاذ به، فالتجأ إليه خلق، وحصل بذلك مفاسد.
سير أعلام النبلاء ط الحديث (16/ 170)
وفي سنة ثمانين: جعل الخليفة مشهد والجواد أمنا لمن لاذ به، فحصل بذلك بلاء ومفاسد.
سير أعلام النبلاء ط الرسالة (22/ 205)
وفي سنة ثمانين: جعل الخليفة مشهد والجواد أمنا لمن لاذ به، فحصل بذلك بلاء ومفاسد.
مضمار الحقائق وسر الخلائق (ص: 135)
المؤلف: محمد بن عمر المظفر بن شاهنشاه، الأيوبي، أبو المعالي، ناصر الدين، المنصور ابن المظفر (المتوفى: 617هـ)
وفيها مات سديد الدولة ابن الأنباري كاتب الإنشاء وفتح له جامع القصر للصلاة عليه وما تخلف أحد من أرباب الدولة خدمة لأستاذ الدار وصلى عليه الشيخ أبو طالب بن الخل وحمل إلى مشهد موسى بن جعفر على ساكنه السلام
مضمار الحقائق وسر الخلائق (ص: 174)
فساروا في دجلة إلى مشرعة مشهد باب التبن وهو مشهد موسى بن جعفر على ساكنه أفضل الصلاة والسلام ومشي ومشي الناس بين يدي أستاذ الدار من مشرعة المشهد إلى الحفرة وكان شمس الدين الركاب سلار بين يديه قابضا على عنان المركوب ثم حملت الجنازة إلى قبر موسى بن جعفر ودفنت في الحضرة
تاريخ الإسلام ت تدمري (43/ 34)
سنة ثمان وستمائة
[الأمر بقراءة «مسند» الإمام أحمد]
وفيها أمر الخليفة بأن يقرأ «مسند» الإمام أحمد بمشهد موسى بن جعفر بحضرة صفي الدين محمد بن سعد الموسوي بالإجازة له من الناصر لدين الله [1] .
تاريخ ابن الوردي (1/ 305)
المؤلف: عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعري الكندي (المتوفى: 749هـ)
وفيها: توفي أبو عبد الله الحسين بن الحجاج الشاعر بطريق النيل ونقل إلى بغداد مجوني خليع تولى حسبة بغداد مدة، وهو من كبار الشيعة وأوصى أن يدفن عند مشهد موسى بن جعفر وأن يكتب على قبره: " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ". والنيل: بلدة بين بغداد والكوفة حفر نهرها الحجاج الثقفي ومخرجه من الفرات وسماه النيل:
قلت: ومما رثاه به الشريف الرضي:
(نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعى الناعيان)
البداية والنهاية ط إحياء التراث (13/ 313)
النصير الطوسي محمد (2) بن عبد الله الطوسي، كان يقال له المولى نصير الدين، ويقال الخواجا نصير الدين، اشتغل في شبيبته وحصل علم الأوائل جيدا، وصنف في ذلك في علم الكلام، وشرح الإشارات لابن سينا، ووزر لأصحاب قلاع الألموت من الإسماعيلية، ثم وزر لهولاكو، وكان معه في واقعة بغداد، ومن الناس من يزعم أنه أشار على هولاكو خان بقتل الخليفة فالله أعلم، وعندي أن هذا لا يصدر من عاقل ولا فاضل.
وقد ذكره بعض البغاددة فأثنى عليه، وقال: كان عاقلا فاضلا كريم الأخلاق ودفن في مشهد موسى بن جعفر في سرداب كان قد أعد للخليفة الناصر لدين الله، وهو الذي كان قد بنى الرصد بمراغة، ورتب فيه الحكماء من الفلاسفة والمتكلمين والفقهاء والمحدثين والأطباء وغيرهم من أنواع الفضلاء، وبنى له فيه قبة عظيمة، وجعل فيه كتبا كثيرة جدا، توفي في بغداد في ثاني (3) عشر ذي الحجة من هذه السنة، وله خمس وسبعون سنة (4) ، وله شعر جيد قوي وأصل اشتغاله على المعين سالم بن بدار بن علي المصري المعتزلي المتشيع، فنزع فيه عروق كثيرة منه، حتى أفسد اعتقاده.
توسل حسن بن ابراهيم الخلال
تاريخ بغداد ت بشار (1/ 442)
باب ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد
بالجانب الغربي في أعلى المدينة مقابر قريش، دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وجماعة من الأفاضل معه.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن رامين الإستراباذي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: سمعت الحسن بن إبراهيم أبا علي الخلال، يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر، فتوسلت به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
كلبهم باسط ذراعيه بالوصيد
المختصر في أخبار البشر (2/ 135)
أبو الفداء عماد الدين إسماعيل بن علي بن محمود بن محمد ابن عمر بن شاهنشاه بن أيوب، الملك المؤيد، صاحب حماة (المتوفى: 732هـ)
ثم دخلت سنة إِحدى وتسعين وثلاثمائة
غير ذلك من الحوادث في هذه السنة توفي أبو عبد الله الحسين بن الحجاج الشاعر، بطريق النيل. وكان شاعراً مشهوراً، ذا مجون وخلاعة، وتولى حسبة بغداد مدة، وكان من كبار الشيعة، وأوصى أن يدفن عند مشهد موسى بن جعفر، وأن يكتب على قبره " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد " " الكهف: 18 "، ولما مات بالنيل، نقل إِلى بغداد ودفن كما أوصى، والنيل بلدة على الفرات بيِن بغداد والكوفة، وأصل اسم هذا الموضع، أن الحجاج بن يوسف حفر به نهراً مخرجه من الفرات، وعليه قرى، وسماه باسم نيل مصر.
تاريخ ابن الوردي (1/ 305)
عمر بن مظفر بن عمر بن محمد ابن أبي الفوارس، أبو حفص، زين الدين ابن الوردي المعري الكندي (المتوفى: 749هـ)
ثم دخلت سنة إحدى وتسعين وثلثمائة: فيها قتل حسام الدولة المقلد بن المسيب بن رافع بن المقلد بن جعفر بن عمر بن مهنا من ولد ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان العقيلي وكان المقلد أعور، وأخوه أبو ذواد محمد هو أول من استولى منهم على الموصل وملكها في سنة ثمانين وثلثمائة حسبما تقدم، ثم ملكها بعده أخوه المقلد المذكور سنة ست وثمانين واستمر حتى قتله هذه السنة مماليكه الأتراك بالأنبار وقد كان عظم شأنه، وقام بعده ابنه قرواش.
وفيها: توفي أبو عبد الله الحسين بن الحجاج الشاعر بطريق النيل ونقل إلى بغداد مجوني خليع تولى حسبة بغداد مدة، وهو من كبار الشيعة وأوصى أن يدفن عند مشهد موسى بن جعفر وأن يكتب على قبره: " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ". والنيل: بلدة بين بغداد والكوفة حفر نهرها الحجاج الثقفي ومخرجه من الفرات وسماه النيل:
قلت: ومما رثاه به الشريف الرضي:
(نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعى الناعيان)
شذرات الذهب في أخبار من ذهب (4/ 488)
وتوفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة بالنّيل وحمل إلى بغداد ودفن عند مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه، وكان أوصى أن يدفن عند رجليه، و [أن] يكتب على قبره: وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ 18: 18 [الكهف: 18] ورآه بعد موته بعض أصحابه في المنام، فسأله عن حاله فأنشد:
أفسد سوء مذهبي ... في الشعر حسن مذهبي
لم يرض مولاي على ... سبّي لأصحاب النّبي [2]
ورثاه الشريف الرضي بقصيدة من جملتها:
نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعى النّاعيان
رضيع ولاء له شعبة ... من القلب مثل رضيع اللّبان
وما كنت أحسب أنّ الزمان ... يفلّ مضارب ذاك اللّسان
بكيتك للشّرّد السّائرا ... ت تعبق [3] ألفاظها بالمعاني
ليبك الزمان طويلا عليك ... فقد كنت خفّة روح الزّمان [4]
معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (3/ 1047)
ولطائف ابن الحجاج كثيرة وفيما أوردناه منها كفاية. توفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، ودفن في بغداد عند مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما، وكان أوصى أن يدفن عند رجليه ويكتب على قبره وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ
(الكهف: 18) وكان من كبار شعراء الشيعة، وقد رآه بعض أصحابه في المنام بعد موته فقال له: ما حالك؟ فأنشد:
أفسد سوء مذهبي ... في الشعر حسن مذهبي
لم يرض مولاي علي ... سبّي لأصحاب النبي
ورثاه الشريف الرّضيّ الموسوي بقصيدة ارتجلها حين أتاه نعيه فقال [1] :
نعوه على ضنّ قلبي به ... فلله ماذا نعى الناعيان
رضيع صفاء [2] له شعبة ... من القلب مثل رضيع اللبان
بكيتك للشّرّد السائرات ... تعبث [3] ألفاظها بالمعاني
مواسم ينهلّ منها الحيا [4] ... بأشهر من مطلع الزبرقان
جوائف تبقى أخاديدها ... عماقا وتعفو ندوب الطعان [5]
تبضّ إلى اليوم آثارها ... بأحمر من عاند الطعن قاني [6]
قعاقعهنّ تشنّ الحتوف ... إذا هنّ أوعدن لا بالشنان
وما كنت أحسب أن المنون ... تفلّ مضارب ذاك اللسان
لسان هو الأزرق القعضبيّ ... تمضمض في ريقه الأفعوان [7]
له شفتا مبرد الهالكيّ ... أنحى بجانبه غير واني [8]
إذا لزّ بالعرض مبراته ... تصدّع صدع الرّداء اليماني
__________
[1] ديوان الشريف الرضي 2: 441- 442.
وفيات الأعيان (2/ 171)
وكانت وفاة ابن الحجاج يوم الثلاثاء السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلثمائة بالنيل، وحمل إلى بغداد، رحمه الله تعالى، ودفن عند مشهد موسى بن جعفر، رضي الله عنه. وأوصى أن يدفن عند رجليه، وأن يكتب على قبره " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ".
وكان من كبار الشعراء الشيعة، ورآه (1) بعد موته بعض أصحابه في المنام، فسأله عن حاله، فأنشد:
أفسد سوء مذهبي ... في الشعر حسن مذهبي
[وحملي الجد على ... ظهر حصان اللعب]
لم يرض مولاي علي ... سبي لأصحاب النبي
[وقال لي ويحك يا ... أحمق لم لم تتب
من سب قوم من رجا ... آلاءهم لم يخب
رمت الرضا جهلاً بما ... أصلاك نار اللهب] (2) ورثاه الشريف الرضي بقصيدة من جملتها (3) :
نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعي الناعيان
الوافي بالوفيات (12/ 205)
وابن حجاج توفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة بالنيل وحمل إلى بغداد ودفن عند مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه وأوصى أن يدفن عند رجليه ويكتب على قبره وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد وكان من كبار الشيعة
ورآه أحمد بن الخازن في المنام بعد موته فسأله عن حاله فأنشده من مجزوء الرجز
(أفسد حسن مذهبي ... في الشعر سوء مذهبي)
(وحملي الجد على ... ظهر حصان اللعب)
(لم يرض مولاي على ... سبي أصحاب النبي)
(وقال لي ويلك يا ... أحمق لم لم تتب)
(من سب قوم من رجا ... ولاء هم لم يخب)
(رمت الرضا جهلا بما ... أصلاك ذات اللهب)
قلت أشهد أن هذا الشعر نفسه كأنه قاله حيا
ولما مات رثاه الشريف الرضي بقصيدة من جملتها من المتقارب
(نعوه على حسن ظني به ... فلله ماذا نعى الناعيان)
(رضيع ولاء له شعبة ... من القلب مثل رضيع اللبان)
(وما كنت أحسب أن الزمان ... يفل مضارب ذاك اللسان)
آتش زدن حرم كاظمين
البداية والنهاية ط إحياء التراث (12/ 79)
ثم دخلت سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة في صفر منها وقع الحرب بين الروافض والسنة، فقتل من الفريقين خلق كثير، وذلك أن الروافض نصبوا أبراجا وكتبوا عليها بالذهب: محمد وعلي خير البشر، فمن رضي فقد شكر، ومن أبى فقد كفر.
فأنكرت السنة إقران علي مع محمد صلى الله عليه وسلم في هذا، فنشبت الحرب بينهم، واستمر القتال بينهم إلى ربيع الأول، فقتل رجل هاشمي فدفن عند الإمام أحمد، ورجع السنة من دفنه فنهبوا مشهد موسى بن جعفر وأحرقوا من ضريح موسى ومحمد الجواد، وقبور بنى بوية، وقبور من هناك من الوزرا وأحرق قبر جعفر بن المنصور، ومحمد الأمين، وأمه زبيدة، وقبور كثيرة جدا، وانتشرت الفتنة وتجاوزوا الحدود، وقد قابلهم أولئك الرافضة أيضا بمفاسد كثيرة، وبعثروا قبورا قديمة، وأحرقوا من فيها من الصالحين، حتى هموا بقبر الإمام أحمد، فمنعهم النقيب، وخاف من غائلة ذلك، وتسلطا على الرافضة عيار يقال له القطيعي، وكان يتبع رؤسهم وكبارهم فيقتلهم جهارا وغيلة، وعظمت المحنة بسببه جدا، ولم يقدر عليه أحد، وكان في غاية الشجاعة والبأس والمكر، ولما بلغ ذلك دبيس بن علي بن مزيد - وكان رافضيا - قطع خطبة الخليفة، ثم روسل فأعادها.
فقصدت قبر موسى بن جعفر
تاريخ
بغداد ت بشار (1/ 442)
باب
ما ذكر في مقابر بغداد المخصوصة بالعلماء والزهاد - بالجانب الغربي في أعلى
المدينة مقابر قريش، دفن بها موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي
طالب، وجماعة من الأفاضل معه. أخبرنا القاضي أبو محمد الحسن بن الحسين بن محمد بن
رامين الإستراباذي، قال: أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي، قال: سمعت الحسن
بن إبراهيم أبا علي الخلال، يقول: ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر، فتوسلت
به إلا سهل الله تعالى لي ما أحب.
العبر
في خبر من غبر (1/ 300)
وفيها
الشريف أبو جعفر محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم الحسيني. أحد الاثني
عشر إماماً الذين يدعي الرافضة فيهم العصمة. وله خمس وعشرون سنة. وكان المأمون
قد نوه بذكره وزوجه بابنته، وسكن بها بالمدينة. فكان المأمون ينفذ إليه في السنة
ألف ألف درهم أداء كريم، وفد على المعتصم فأكرم مورده توفي ببغداد في آخر السنة
ودفن عند جده موسى. ومشهدهما ينتابه العامة بالزيارة.
تاريخ
ابن الوردي (1/ 198)
سمي
الكاظم: لإحسانه إلى من يسيء إليه، وهو سابع الأئمة الاثنى عشر على رأي
الإمامية، ولد سنة تسع وعشرين ومائة، وقبره عليه مشهد عظيم بالجانب الغربي من
بغداد.
قلت:
وأقدمه المهدي بغداد من المدينة وحبسه فرأى في النوم علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وهو يقول: " يا محمد فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم". فانتبه ليلا وأحضر موسى وعانقه وأخبره بالمنام وقال: تؤمنني أن تخرج علي
وعلى أحد من ولدي "، فقال: والله لا فعلت ذلك ولا هو من شأني، فأعطاه ثلاثة
آلاف دينار ورده إلى المدينة، وأقام بها إلى أيام هارون، والله أعلم.
الكامل
في التاريخ (5/ 332)
وفيها
مات موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ببغداذ في حبس الرشيد.
وكان سبب حبسه أن الرشيد اعتمر في شهر رمضان من سنة تسع وسبعين ومائة، فلما عاد
إلى المدينة - على ساكنها السلام - دخل إلى قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -
يزوره، ومعه الناس، فلما انتهى إلى القبر وقف فقال: السلام عليك يا رسول الله،
يابن عم، افتخارا على من حوله، فدنا موسى بن جعفر فقال: السلام عليك يا أبه. فتغير
وجه الرشيد وقال: هذا الفخر يا أبا الحسن جدا. ثم أخذه معه إلى العراق، فحبسه عند
السندي بن شاهك، (وتولت حبسه أخت السندي بن شاهك) ، وكانت تتدين، فحكت عنه أنه كان
إذا صلى العتمة حمد الله ومجده ودعاه إلى أن يزول الليل، ثم يقوم فيصلي، حتى يصلي
الصبح، ثم يذكر الله - تعالى - حتى تطلع الشمس، ثم يقعد إلى ارتفاع الضحى، ثم
يرقد، ويستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ ويصلي، حتى يصلي العصر، ثم يذكر الله حتى يصلي
المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب والعتمة، فكان هذا دأبه إلى أن مات. وكانت إذا رأته
قالت: خاب قوم تعرضوا لهذا الرجل الصالح! وكان يلقب بالكاظم ; لأنه كان يحسن إلى
من يسيء إليه، كان هذا عادته أبدا، ولما كان محبوسا بعث إلى الرشيد برسالة أنه لن
ينقضي عني يوم من البلاء إلا ينقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتى ينقضيا جميعا إلى يوم
ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون.
سير
أعلام النبلاء ط الرسالة (13/ 120)
وكان
ولده موسى: كبير القدر، جيد العلم، أولى بالخلافة من هارون، وله نظراء في
الشرف والفضل.
سير
أعلام النبلاء ط الرسالة (6/ 273)
وقيل:
بعث موسى الكاظم إلى الرشيد برسالة من الحبس، يقول: إنه لن ينقضي عني يوم من
البلاء، إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس له انقضاء،
يخسر فيه المبطلون.
.....
قلت:
له مشهد عظيم مشهور ببغداد، دفن معه فيه حفيده الجواد، ولولده علي بن موسى مشهد
عظيم بطوس.
تاريخ
بغداد ت بشار (15/ 14)
وكان
عبدا صالحا أَخْبَرَنَا الجوهري، قَالَ: حَدَّثَنَا محمد بن عمران المرزباني،
قَالَ: حَدَّثَنَا عبد الواحد بن محمد الخصيبي، قَالَ: حَدَّثَنِي أحمد بن
إسماعيل، قَالَ: بعث موسى بن جعفر إلى الرشيد من الحبس رسالة، كانت: إنه لن ينقضي
عني يوم من البلاء إلا انقضى عنك معه يوم من الرخاء، حتى نفضي جميعا إلى يوم ليس
له انقضاء، يخسر فيه المبطلون.
تاريخ
الإسلام ت تدمري (40/ 58)
سنة
ثمانين وخمسمائة - [جعل مشهد الكاظم أمنا] فيها جعل الخليفة الناصر مشهد موسى
الكاظم أمنا لمن لاذ به، فالتجأ إليه خلق، وحصل بذلك مفاسد [1] .
تاريخ
الخلفاء (ص: 320) - وفي سنة ثمانين جعل الخليفة مشهد موسى الكاظم أمنًا لمن لاذ
به، فالتجأ إليه خلق، وحصل بذلك مفاسد.
سير
أعلام النبلاء ط الرسالة (22/ 205)
وفي
سنة ثمانين: جعل الخليفة مشهد والجواد أمنا لمن لاذ به، فحصل بذلك بلاء ومفاسد.
تاريخ
الإسلام ت تدمري (43/ 34)
سنة
ثمان وستمائة – وفيها أمر الخليفة بأن يقرأ «مسند» الإمام أحمد بمشهد موسى بن جعفر
بحضرة صفي الدين محمد بن سعد الموسوي بالإجازة له من الناصر لدين الله [1] .
تاريخ
ابن الوردي (1/ 305) عمر بن مظفر ابن الوردي المعري الكندي (المتوفى: 749هـ)
وفيها:
توفي أبو عبد الله الحسين بن الحجاج الشاعر بطريق النيل ونقل إلى بغداد مجوني خليع
تولى حسبة بغداد مدة، وهو من كبار الشيعة وأوصى أن يدفن عند مشهد موسى بن جعفر وأن
يكتب على قبره: " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد ". والنيل: بلدة
بين بغداد والكوفة حفر نهرها الحجاج الثقفي ومخرجه من الفرات وسماه النيل:
البداية
والنهاية ط إحياء التراث (13/ 313)
النصير
الطوسي محمد (2) بن عبد الله الطوسي، كان يقال له المولى نصير الدين، ...وقد ذكره
بعض البغاددة فأثنى عليه، وقال: كان عاقلا فاضلا كريم الأخلاق ودفن في مشهد موسى
بن جعفر في سرداب كان قد أعد للخليفة الناصر لدين الله، وهو الذي كان قد
بنى الرصد بمراغة
المختصر
في أخبار البشر (2/ 135) أبو الفداء
(المتوفى: 732هـ)
ثم
دخلت سنة إِحدى وتسعين وثلاثمائة - غير ذلك من الحوادث في هذه السنة توفي أبو عبد
الله الحسين بن الحجاج الشاعر، بطريق النيل. وكان شاعراً مشهوراً، ذا مجون وخلاعة،
وتولى حسبة بغداد مدة، وكان من كبار الشيعة، وأوصى أن يدفن عند مشهد موسى بن جعفر،
وأن يكتب على قبره " وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد، ولما مات بالنيل،
نقل إِلى بغداد ودفن كما أوصى، والنيل بلدة على الفرات بيِن بغداد والكوفة، وأصل
اسم هذا الموضع، أن الحجاج بن يوسف حفر به نهراً مخرجه من الفرات، وعليه قرى،
وسماه باسم نيل مصر.
شذرات
الذهب في أخبار من ذهب (4/ 488)
معجم
الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب (3/ 1047)
وفيات
الأعيان (2/ 171)
الوافي
بالوفيات (12/ 205)
الاشارات الى معرفة الزيارات (ص: 66)
المؤلف: علي بن أبي بكر بن علي الهروي، أبو الحسن (المتوفى: 611هـ)
بغداد
دار السلام، وقبة الإسلام ومقر الإمام عليه السلام، بها الإمام موسى بن جعفر الكاظم رضى الله عنهما، عمره اثنتان وثمانون سنة، وبها الإمام محمد بن على بن موسى الجواد، ولد بالمدينة عاش سبعا وعشرين سنة رضى الله عنه، وبها الإمام الأمين محمد ابن الإمام الرشيد رضى الله عنه، وجماعة من الأشراف فى مقابر قريش رضى الله عنهم، وقبر أبى يوسف يعقوب بن إبراهيم، صاحب الإمام أبى حنيفة رضى الله عنهما.