بسم الله الرحمن الرحیم
التخطيط لإغتيال الإمام عليه السلام أو إعتقاله في مكة
ومن الإجراءات السرية التي اتخذتها السلطة الأموية المركزية في الشام بعد فشل خطتها الرامية الى اعتقال الإمام عليه السلام أو قتله في المدينة المنورة،[316] هو قيامها بالتدابير اللازمة لاغتيال الإمام عليه السلام أو اعتقاله في مكة المكرمة.
وخطة السلطة الأموية لاغتيال الإمام عليه السلام في مكة المكرمة أو اعتقاله من المسلمات التأريخية التي يكاد يجمع على أصلها المؤرخون، وكفى بتصريح الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية:
«ياأخي، قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت!»[317]
وقوله عليه السلام للفرزدق:«لو لم أعجل لأخذت». [318]
ذكرت بعض المصادر التأريخية: «أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر، وأمره على الحاج وولاه أمر الموسم وأوصاه بالفتك بالحسين أينما وجد..».[319]
ويقول مصدر آخر: «وبعث ثلاثين من بني أمية مع جمع وأمرهم أن يقتلوا الحسين».[320]
ويقول آخر: «إنهم جدوا في إلقاء القبض عليه وقتله غيلة ولو وجد متعلقا بأستار الكعبة».[321]
ومن الوثائق التأريخية الكاشفة عن هذه الحقيقة رسالة ابن عباس الى يزيد والتي ورد فيها: «.. وما أنس من الأشياء، فلست بناس اطرادك الحسين بن علي من حرم رسول الله الى حرم الله، ودسك عليه الرجال تغتاله.. فأكبر من ذلك مالم تكبر حيث دسست عليه الرجال فيها ليقاتل في الحرم..».[322]
وفي هذا القدر من المتون التأريخية كفاية في الدلالة على خطة السلطة الأموية المركزية في الشام لإلقاء القبض على الإمام عليه السلام أو اغتياله في مكة المكرمة.
[0]شاوی، علی، مع الرکب الحسیني من المدینة إلی المدینة، جلد: ۲، صفحه: ۱۵۳، تحسين، قم - ایران، 1386 ه.ش.
[316] راجع الجزء الأول من هذه الدراسة (مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة): الفصل الرابع، عنوان: لماذا لم يبق الإمام عليه السلام فى المدينة المنورة؟ ص ٣٧٣-٣٧٦.
[317] اللهوف: ١٢٨.
[318] الإرشاد: ٢٠١.
[319] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: ١٦٥.
[320] تذكرة الشهداء: ٦٩.
[321] الخصائص الحسينية: ٣٢، طبعة تبريز.
[322] تأريخ اليعقوبي، ٢٤٨:٢-٢٤٩؛ والبحار، ٣٢٣:٤٥-٣٢٤؛ وفي تذكرة الخواص: ٢٤٨ «أنسيت إنفاذ أعوانك الى حرم الله لقتل الحسين..».