بسم الله الرحمن الرحیم

نقشه ترور امام حسین علیه السلام در مکه

الامام سید الشهداء الحسين بن علي بن أبي طالب ع(4 - 61 هـ = 625 - 680 م)
السبط الشهیدعلیه السلام







التخطيط لإغتيال الإمام عليه السلام أو إعتقاله في مكة

 

ومن الإجراءات السرية التي اتخذتها السلطة الأموية المركزية في الشام بعد فشل خطتها الرامية الى اعتقال الإمام عليه السلام أو قتله في المدينة المنورة،[316] هو قيامها بالتدابير اللازمة لاغتيال الإمام عليه السلام أو اعتقاله في مكة المكرمة.

 

وخطة السلطة الأموية لاغتيال الإمام عليه السلام في مكة المكرمة أو اعتقاله من المسلمات التأريخية التي يكاد يجمع على أصلها المؤرخون، وكفى بتصريح الإمام الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن الحنفية:

 

«ياأخي، قد خفت أن يغتالني يزيد بن معاوية بالحرم، فأكون الذي يستباح به حرمة هذا البيت!»[317]

 

وقوله عليه السلام للفرزدق:«لو لم أعجل لأخذت». [318]

 

 

 

ذكرت بعض المصادر التأريخية: «أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر، وأمره على الحاج وولاه أمر الموسم وأوصاه بالفتك بالحسين أينما وجد..».[319]

 

ويقول مصدر آخر: «وبعث ثلاثين من بني أمية مع جمع وأمرهم أن يقتلوا الحسين».[320]

 

ويقول آخر: «إنهم جدوا في إلقاء القبض عليه وقتله غيلة ولو وجد متعلقا بأستار الكعبة».[321]

 

ومن الوثائق التأريخية الكاشفة عن هذه الحقيقة رسالة ابن عباس الى يزيد والتي ورد فيها: «.. وما أنس من الأشياء، فلست بناس اطرادك الحسين بن علي من حرم رسول الله الى حرم الله، ودسك عليه الرجال تغتاله.. فأكبر من ذلك مالم تكبر حيث دسست عليه الرجال فيها ليقاتل في الحرم..».[322]

 

وفي هذا القدر من المتون التأريخية كفاية في الدلالة على خطة السلطة الأموية المركزية في الشام لإلقاء القبض على الإمام عليه السلام أو اغتياله في مكة المكرمة.

[0]

 

[0]شاوی، علی، مع الرکب الحسیني من المدینة إلی المدینة، جلد: ۲، صفحه: ۱۵۳، تحسين، قم - ایران، 1386 ه.ش.

 

[316] راجع الجزء الأول من هذه الدراسة (مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة): الفصل الرابع، عنوان: لماذا لم يبق الإمام عليه السلام فى المدينة المنورة؟ ص ٣٧٣-٣٧٦.

 

[317] اللهوف: ١٢٨.

 

[318] الإرشاد: ٢٠١.

 

[319] مقتل الحسين عليه السلام للمقرم: ١٦٥.

 

[320] تذكرة الشهداء: ٦٩.

 

[321] الخصائص الحسينية: ٣٢، طبعة تبريز.

 

[322] تأريخ اليعقوبي، ٢٤٨:٢-٢٤٩؛ والبحار، ٣٢٣:٤٥-٣٢٤؛ وفي تذكرة الخواص: ٢٤٨ «أنسيت إنفاذ أعوانك الى حرم الله لقتل الحسين..».

 













فایل قبلی که این فایل در ارتباط با آن توسط حسن خ ایجاد شده است



****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Monday - 2/8/2021 - 7:24

اللهوف مع ترجمه فهری ص ۶٣-64

3,14 - وَ رَوَيْتُ‌ مِنْ‌ كِتَابِ‌ أَصْلِ‌ اَلْأَحْمَدِ بْنِ‌ الْحُسَيْنِ‌ بْنِ‌ عُمَرَ بْنِ‌ بُرَيْدَةَ‌ الثِّقَةِ‌ وَ عَلَى الْأَصْلِ‌ أَنَّهُ‌ كَانَ‌ لِمُحَمَّدِ بْنِ‌ دَاوُدَ الْقُمِّيِّ‌ بِالْإِسْنَادِ عَنْ‌  أَبِي عَبْدِ اللَّهِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ قَالَ‌:  سَارَ مُحَمَّدُ بْنُ‌ الْحَنَفِيَّةِ‌ إِلَى

الْحُسَيْنِ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ فِي اللَّيْلَةِ‌ الَّتِي أَرَادَ الْخُرُوجَ‌ صَبِيحَتَهَا عَنْ‌ مَكَّةَ‌ فَقَالَ‌ يَا أَخِي إِنَّ‌ أَهْلَ‌ اَلْكُوفَةِ‌ مَنْ‌ قَدْ عَرَفْتَ‌ غَدْرَهُمْ‌ بِأَبِيكَ‌ وَ أَخِيكَ‌ وَ قَدْ خِفْتُ‌ أَنْ‌ يَكُونَ‌ حالُكَ‌ كَحَالِ‌ مَنْ‌ مَضَى فَإِنْ‌ رَأَيْتَ‌ أَنْ‌ تُقِيمَ‌ فَإِنَّكَ‌ أَعَزُّ مَنْ‌ فِي اَلْحَرَمِ‌ وَ أَمْنَعُهُ‌ فَقَالَ‌  يَا أَخِي قَدْ خِفْتُ‌ أَنْ‌ يَغْتَالَنِي يَزِيدُ بْنُ‌ مُعَاوِيَةَ‌ فِي اَلْحَرَمِ‌ فَأَكُونَ‌ الَّذِي يُسْتَبَاحُ‌ بِهِ‌ حُرْمَةُ‌ هَذَا اَلْبَيْتِ‌ فَقَالَ‌ لَهُ‌ اِبْنُ‌ الْحَنَفِيَّةِ‌ فَإِنْ‌ خِفْتَ‌ ذَلِكَ‌ فَصِرْ إِلَى اَلْيَمَنِ‌ أَوْ بَعْضِ‌ نَوَاحِي الْبَرِّ فَإِنَّكَ‌ أَمْنَعُ‌ النَّاسِ‌ بِهِ‌ وَ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْكَ‌ فَقَالَ‌  أَنْظُرُ فِيمَا قُلْت

 

 

 

تاریخ الطبری ج ۵ ص ٣٨۶

قال هشام، عن عوانه بن الحكم، عن لبطه بن الفرزدق بن غالب، عن ابيه، قال: حججت بأمي، فانا اسوق بعيرها حين دخلت الحرم في ايام الحج، و ذلك في سنه ستين، إذ لقيت الحسين بن على خارجا من مكة معه اسيافه و تراسه، فقلت: لمن هذا القطار؟ فقيل: للحسين بن على، فأتيته فقلت: بابى و أمي يا بن رسول الله! ما اعجلك عن الحج‌؟ فقال: لو لم اعجل لأخذت، قال: ثم سألني: ممن أنت‌؟ فقلت له: امرؤ من العراق، قال: فو الله ما فتشنى عن اكثرمن ذلك، و اكتفى بها منى، فقال

 

 

 

بحار ج ۴۵ ص ٩٩

مع أنه قد ظهر لك من الأخبار السابقة أنه عليه السلام هرب من المدينة خوفا من القتل إلى مكة و كذا خرج من مكة بعد ما غلب على ظنه أنهم يريدون غيلته و قتله حتى لم يتيسر له فداه نفسي و أبي و أمي و ولدي أن يتم حجة فتحلل و خرج مِنْهٰا خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ‌ و قد كانوا لعنهم الله ضيقوا عليه جميع الأقطار و لم يتركوا له موضعا للفرار. و لقد رأيت في بعض الكتب المعتبرة أن يزيد أنفذ عمرو بن سعيد بن العاص في عسكر عظيم و ولاه أمر الموسم و أمره على الحاج كلهم و كان قد أوصاه بقبض  الحسين عليه السلام سرا و إن لم يتمكن منه بقتله غيلة ثم إنه دس مع الحاج في تلك السنة ثلاثين رجلا من شياطين بني أمية و أمرهم بقتل  الحسين عليه السلام

 

 

منتخب فخری ص ٣٨٠-٣٨١

قال عليه السّلام: يا عبد اللّه قد خط‍‌ الموت على ولد آدم مخط‍‌ القلاة على جيد الفتاة و ما أولهني إلى لقاء أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف و خير مصرع مصرع أنا لاقيه كأني بأوصالي تقطعها عسلان الفلوات بين النواويس و كربلاء فيملأن مني أكراشا جوفا و أجربة سغبا لا محيص يوم خط‍‌ بالقلم رضا اللّه رضانا أهل البيت نصبر على بلائه ليوافينا أجور الصابرين لن تشذ عن رسول اللّه لحمته هي مجموعة لنا في حظيرة القدس تقر بهم عينه و ينجز لهم وعده فمن كان باذلا فينا مهجته و موطنا على لقاء اللّه نفسه فليرحل معي فإني راحل مصبحا إن شاء اللّه تعالى، ثم لقيه أبو هريرة الأسدي فقال له: يابن رسول اللّه ما الذي أخرجك من حرم جدك محمد المصطفى‌؟ فقال: يا أبا هريرة إن بني أمية أخذوا مالي فصبرت و شتموا عرضي فحملت و طلبوا دمي فهربت عن حرم جدي. و كان يزيد أنفذ عمرو بن العاص في جيش عظيم و ولاه أمر الحاج و أوصاه أن يقبض على الحسين سرا و يقتله غيلة ألا لعنة اللّه على القوم الظالمين

 

 

.لفتوح ج ۵  ص٧١

قال: فلما أصبح الحسين و إذا برجل من الكوفة يكنى أبا هرة الأزدي أتاه فسلم عليه ثم قال: يا ابن بنت رسول اللّه! ما الذي أخرجك عن حرم اللّه و حرم جدك محمد صلّى اللّه عليه و سلّم‌؟ فقال الحسين: يا أبا هرة! إن بني أمية أخذوا مالي فصبرت، و شتموا عرضي فصبرت، و طلبوا دمي فهربت، و أيم اللّه يا أبا هرة لتقتلني الفئة الباغية! و ليلبسهم اللّه ذلا شاملا و سيفا قاطعا، و ليسلطن اللّه عليهم من يذلهم حتى يكونوا أذل من قوم سبأ إذ ملكتهم امرأة منهن فحكمت في أموالهم و في دمائهم.

 

مقتل خوارزمی ج ١ ص ٣٢۵

و لما أصبح إذا برجل من أهل الكوفة، يكنى - أبا هرة الأزدي - قد أتاه فسلّم عليه، ثمّ‌ قال له: يا ابن رسول اللّه! ما الذي أخرجك عن حرم اللّه و حرم جدّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله‌؟ فقال له الحسين: «يا أبا هرّة! إنّ‌ بني اميّة قد أخذوا مالي فصبرت، و شتموا عرضي فصبرت، و طلبوا دمي فهربت، يا أبا هرة! لتقتلني الفئة الباغية، و ليلبسنّهم اللّه تعالى ذلا شاملا، و سيفا قاطعا، و ليسلطن اللّه عليهم من يذلّهم، حتّى يكونوا أذل من قوم «سبأ» إذ ملكتهم امرأة منهم، فحكمت في أموالهم و دمائهم».

 

اللهوف ص -٧١٧٠

ثُمَّ‌ بَاتَ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ فِي الْمَوْضِعِ‌ الْمَذْكُورِ فَلَمَّا أَصْبَحَ‌ إِذَا بِرَجُلٍ‌ مِنَ‌ اَلْكُوفَةِ‌ يُكَنَّى أَبَا هِرَّةَ‌ الْأَزْدِيَّ‌ قَدْ أَتَاهُ‌ فَسَلَّمَ‌ عَلَيْهِ‌ ثُمَّ‌ قَالَ‌ يَا  ابْنَ‌ رَسُولِ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِه

مَا الَّذِي أَخْرَجَكَ‌ عَنْ‌ حَرَمِ‌ اللَّهِ‌ وَ حَرَمِ‌ جَدِّكَ‌  رَسُولِ‌ اللَّهِ‌ صَلَّى اللَّهُ‌ عَلَيْهِ‌ وَ آلِهِ‌ فَقَالَ‌  الْحُسَيْنُ‌ عَلَيْهِ‌ السَّلاَمُ‌ وَيْحَكَ‌ يَا أَبَا هِرَّةَ‌ إِنَّ‌ بَنِي أُمَيَّةَ‌ أَخَذُوا مَالِي فَصَبَرْتُ‌ وَ شَتَمُوا عِرْضِي فَصَبَرْتُ‌ وَ طَلَبُوا دَمِي فَهَرَبْتُ‌ وَ ايْمُ‌ اللَّهِ‌ لَتَقْتُلُنِي الْفِئَةُ‌ الْبَاغِيَةُ‌ وَ لَيُلْبِسَنَّهُمُ‌ اللَّهُ‌ ذُلاًّ شَامِلاً وَ سَيْفاً قَاطِعاً وَ لَيُسَلِّطَنَّ‌ اللَّهُ‌ عَلَيْهِمْ‌ مَنْ‌ يُذِلُّهُمْ‌ حَتَّى يَكُونُوا أَذَلَّ‌ مِنْ‌ قَوْمِ‌ سَبَإٍ إِذْ مَلَكَتْهُمُ‌ امْرَأَةٌ‌ فَحَكَمَتْ‌ فِي أَمْوَالِهِمْ‌ وَ دِمَائِهِمْ‌.

 

ذخیره الدارین ص ١۴٩

وامّا يزيد اللّعين فكان بالعكس، فانّه حين بويع بعد معاوية أرسل جهارا كتاباً يشتمل على قتل الحسين (ع) أينما وجد، فهرب الحسين من المدينة خوفاً من القتل إلى مكة، فانفذ يزيد اللّعين عمرو بن سعيد بن العاص، في عسكر عظيم، وولاّه أمر الموسم، وأوصاه بقبض الحسين (ع) وقتله بأيّ‌ نحو كان وعلى أيّ‌ حال اتّفق، فلمّا علم الحسين (ع) بذلك أحلّ‌ من احرام الحجّ‌، وجعلها عمرة مفردة (كذا) وخرج منها خائفاً يترقّب، حتّى انّه روى بأسانيد: انّه لمّا منعه محمّد بن الحنفية عن الخروج الى الكوفة قال: «واللّٰه يا أخي لو كنت فى جحر هامة من هوّام الأرض، لاستخرجوني منه، حتّى يقتلوني». بل الظاهر انّه لو كان يسالمهم ويبايعهم لم يتركوه ايضاً، لشدّة عداوتهم ووقاحتهم، بل كانوا يغتالونه بكلّ‌ حيلة، ويدفعونه بكل وسيلة. وانّما كانوا يعرضون عليه البيعة أولاً لعلمهم بأنّه لا يوافقهم في ذلك ويعلم مكرهم. ألاترى إلى مروان كيف كان يشير على وإلى المدينة، بقتله قبل عرض البيعة عليه، وكان يزيد اللّعين قد كتب صريحاً الى والى المدينة بارسال راس الحسين (ع)، وكان ابن زياد اللّعين يقول في الكوفة: اعرضوا عليه أن ينزل على أمرنا ثم نرى فيه رأينا. الاترى كيف آمن مسلماً بالكوفة ثمّ‌ قتله. وبالجملة كان يعلم الحسين (ع) أنّهم قاتلوه لامحالة، فاختار القتل بالمحاربة، على قتله غيلة وذلّة، لمصالح عظيمه منها ما مرّ وما يأتي.

 

 

مقتل مقرم ص ١٧٣-١٧۴

بهذا يصرح الشيخ الشوشتري أعلى اللّه مقامه فإنه قال: كان للحسين تكليفان واقعي و ظاهري: أ - أما الواقعي الذي دعاه للاقدام على الموت و تعريض عياله للأسر و أطفاله للذبح مع علمه بذلك، فالوجه فيه أن عتاة بني أمية قد اعتقدوا أنهم على الحق و أن عليا و أولاده و شيعتهم على الباطل حتى جعلوا سبّه من أجزاء صلاة الجمعة، و بلغ الحال ببعضهم أنه نسي اللعن في خطبة الجمعة فذكره و هو في السفر فقضاه! و بنوا مسجدا سموه «مسجد الذكر» فلو بايع الحسين يزيد و سلم الأمر إليه لم يبق من الحق أثر فإن كثيرا من الناس يعتقد بأن المحالفة لبني أمية دليل استصواب رأيهم و حسن سيرتهم، و أما بعد محاربة الحسين لهم و تعريض نفسه المقدسة و عياله و أطفاله للفوادح التي جرت عليهم فقد تبين لأهل زمانه و الأجيال المتعاقبة احقيته بالأمر و ضلال من بغى عليه. ب - و أما التكليف الظاهري فلأنه عليه السّلام سعى في حفظ‍‌ نفسه و عياله بكل وجه، فلم يتيسر له و قد ضيقوا عليه الاقطار حتى كتب يزيد إلى عامله على المدينة أن يقتله فيها فخرج منها خائفا يترقب فلاذ بحرم اللّه الذي هو أمن الخائف و كهف المستجير، فجدوا في إلقاء القبض عليه أو قتله غيلة و لو وجد متعلقا بأستار الكعبة، فالتزم بأن يجعل احرامه عمرة مفردة و ترك التمتع بالحج، فتوجه إلى الكوفة لأنهم كاتبوه و بايعوه و اكدوا المصير إليهم لانقاذهم من شرور الأمويين فألزمه التكليف بحسب ظاهر الحال إلى موافقتهم اتماما للحجة عليهم لئلا يعتذروا

يوم الحساب بأنهم لجأوا إليه و استغاثوا به من ظلم الجائرين فاتهمهم بالشقاق و لم يغثهم مع أنه لو لم يرجع إليهم فإلى أين يتوجه و قد ضاقت عليه الأرض بما رحبت و هو معنى قوله لابن الحنفية: لو دخلت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتى يقتلوني! و قال لأبي هرة الأسدي: إن بني أمية أخذوا مالي فصبرت و شتموا عرضي فصبرت و طلبوا دمي فهربت . و لم يبق بمكة أحد إلا حزن لمسيره، و لما أكثروا القول عليه أنشد أبيات أخي الأوس لما حذره ابن عمه من الجهاد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم: سأمضي فما بالموت عار على الفتى إذا ما نوى حقا و جاهد مسلما و واسى الرجال الصالحين بنفسه و فارق مثبورا و خالف مجرما ثم قرأ: و كان أمر اللّه قدرا مقدورا .

 

 

 

مقتل خوارزمی ج ٢ بص 85-٨٧

نامه ابن عباس به یزید ملعون

35 - أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي، أخبرنا شيخ القضاة أبو علي إسماعيل بن أحمد البيهقي، أخبرنا والدي شيخ السنة أحمد بن الحسين البيهقي، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان، أخبرنا عبد اللّه بن جعفر، حدثنا يعقوب بن سفيان، حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، أخبرنا عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة، قال: لما قتل الحسين بن علي بن أبي طالب ثار عبد اللّه بن الزبير، فدعا ابن عباس إلى بيعته، فامتنع ابن عباس، و ظن يزيد بن معاوية أن امتناع ابن عباس كان تمسكا منه ببيعته، فكتب إليه: أما بعد فقد بلغني: أنّ‌ الملحد ابن الزبير دعاك إلى بيعته، و الدخول في طاعته، لتكون له على الباطل ظهيرا، و في المآثم شريكا، و إنك اعتصمت ببيعتنا، وفاء منك لنا، و طاعة للّه لما عرفك من حقنا، فجزاك اللّه من ذي رحم خير ما يجزي الواصلين بأرحامهم، الموفين بعهودهم، فما أنسى من الأشياء فلست بناس برك، و تعجيل صلتك بالذي أنت له أهل من

القرابة من الرسول، فانظر من طلع عليك من الآفاق، ممن سحرهم ابن الزبير بلسانه، و زخرف قوله، فاعلمهم برأيك، فإنهم منك أسمع و لك أطوع، من المحل للحرم المارق. فكتب إليه ابن عباس: أما بعد: فقد جاءني كتابك، تذكر دعاء ابن الزبير إياي إلى بيعته، و الدخول في طاعته، فإن يكن ذلك كذلك، فإني، و اللّه، ما أرجو بذلك برك و لا حمدك، و لكن اللّه بالذي أنوي به عليم، و زعمت أنك غير ناس بري، و تعجيل صلتي، فاحبس، أيها الإنسان برّك، و تعجيل صلتك، فإني حابس عنك ودي، فلعمري، ما تؤتينا مما لنا قبلك من حقنا إلاّ اليسير، و أنك لتحبس منه عنا العريض الطويل، و سألتني أن أحثّ‌ الناس إليك، و أن أخذلهم من ابن الزبير، فلا ولاء، و لا سرورا و لا حبا، إنّك تسألني نصرتك و تحثني على ودك، و قد قتلت حسينا، و فتيان عبد المطلب، مصابيح الدّجى، و نجوم الهدى، و أعلام التقى، غادرتهم خيولك بأمرك في صعيد واحد، مزملين بالدماء، مسلوبين بالعراء، لا مكفنين، و لا موسّدين، تسفي عليهم الرياح، و تنتابهم عرج الضباع، حتى أتاح اللّه لهم بقوم لم يشركوا في دمائهم، كفنوهم و أجنوهم، و بي و بهم و اللّه غروب، و جلست مجلسك الذي جلست. فما أنسى من الأشياء، فلست بناس إطرادك حسينا من حرم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى حرم اللّه، و تسييرك إليه الرجال لتقتله في حرم اللّه، فما زلت بذلك و على ذلك حتى أشخصته من مكة إلى العراق، فخرج خائفا يترقب، فزلزلت به خيلك عداوة منك للّه و لرسوله، و لأهل بيته الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، اولئك لا كآبائك الجفاة الأجلاف، أكباد الحمير.

فطلب إليكم الموادعة، و سألكم الرجعة، فاغتنمتم قلة أنصاره، و استئصال أهل بيته، فتعاونتم عليه، كأنكم قتلتم أهل بيت من الترك، فلا شيء أعجب عندي من طلبك ودي، و قد قتلت ولد أبي، و سيفك يقطر من دمي، و أنت أحد ثاري، فإن شاء اللّه لا يبطل لديك دمي، و لا تسبقني بثاري، فإن سبقتني في الدنيا، فقبل ذلك ما قتل النبيون و آل النبيين، فطلب اللّه بدمائهم، و كفى باللّه للمظلومين ناصرا و من الظالمين منتقما، فلا يعجبك أن ظفرت بنا اليوم، فلنظفرن بك يوما، و ذكرت وفائي و ما عرفتني من حقك، فإن يكن ذلك كذلك، فقد بايعتك و أباك من قبلك، و أنك لتعلم أني و ولد أبي أحق بهذا الأمر منك و من أبيك، و لكنكم معشر قريش! كابرتمونا حتى دفعتمونا عن حقنا، و وليتم الأمر دوننا، فبعدا لمن تحرى ظلمنا، و استغوى السفهاء علينا، كما بعدت ثمود و قوم لوط‍‌ و أصحاب مدين. و من أعجب الأعاجيب، و ما عسى أن أعجب حملك بنات عبد المطلب و أطفالا صغارا من ولده إليك بالشام، كالسبي المجلوبين، تري الناس أنك قهرتنا، و أنت تمن علينا، و بنا منّ‌ اللّه عليك، و لعمر اللّه، لئن كنت تصبح آمنا من جراحة يدي، فإني لأرجو أن يعظم اللّه جرحك من لساني، و نقضي و ابرامي، و اللّه، ما أنا بآيس من بعد قتلك ولد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن يأخذك اللّه أخذا أليما، و يخرجك من الدنيا مذموما مدحورا، فعش لا أبا لك! ما استطعت، فقد و اللّه، ازددت عند اللّه أضعافا، و اقترفت مآثما، و السلام على من اتبع الهدى.