آب بستن متوكل به كربلاء( 236 هـ = 851 م)

آب بستن متوكل به كربلاء( 236 هـ = 851 م)




سير أعلام النبلاء ط الرسالة (12/ 35)
وفي سنة ست وثلاثين: هدم المتوكل قبر الحسين -رضي الله عنه- فقال البسامي (1) أبياتا منها:
أسفوا على أن يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميما (2)
وكان المتوكل فيه نصب وانحراف، فهدم هذا المكان وما حوله من الدور، وأمر أن يزرع، ومنع الناس من انتيابه (3) .
قال ابن خلكان: هكذا قاله أرباب التواريخ.
__________
(1) هو أبو الحسن، علي بن محمد بن نصر بن منصور بن بسام، المعروف بالبسامي، أو بابن بسام، الشاعر المشهور في زمن المقتدر العباسي، سترد ترجمته في الجزء الرابع عشر من هذا الكتاب ترجمة رقم (56) .
(2) البيت في " وفيات الأعيان " 3 / 365، و" فوات الوفيات " 1 / 292، و" تاريخ الخلفاء ": 347.
ونسب البيت في " النجوم الزاهرة " 2 / 284، إلى يعقوب بن السكيت.
وجاء في هذه المصادر قبل البيت:
تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على ... البيت
(3) " الكامل " لابن الأثير 7 / 55، وفيه: من إتيانه.
وفي " تاريخ الطبري " 9 / 185، وامتنعوا من المصير إليه.
وفي " فوات الوفيات " 1 / 291، 292: ومنع الناس من زيارته.
وانظر " تاريخ ابن كثير " 10 / 315، و" تاريخ الخلفاء ": 347، و" النجوم الزاهرة " 2 / 235.


تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك، وصلة تاريخ الطبري (9/ 185)
سنة ست وثلاثين ومائتين
ذكر خبر هدم قبر الحسين بن على
وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يحرث ويبذر ويسقى موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فذكر أن عامل صاحب الشرطة نادى في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثلاثة بعثنا به إلى المطبق، فهرب الناس، وامتنعوا من المصير إليه، وحرث ذلك الموضع، وزرع ما حواليه.
http://shamela.ws/browse.php/book-12404#page-469
مقاتل الطالبيين (ص: 478)
ذكر أيام المتوكل جعفر بن محمد المعتصم ابن هارون الرشيد، ومن ظهر فيها فقتل أو حبس من آل أبي طالب عليهم السلام وكان المتوكل شديد الوطأة على آل أبي طالب، غليظا على جماعتهم مهتما بأمورهم «1» شديد الغيظ والحقد عليهم، وسوء الظن والتهمة لهم، واتفق له أن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيره «2» يسيء الرأي فيهم، فحسن له القبيح في معاملتهم، فبلغ فيهم ما لم يبلغه أحد من خلفاء بني العباس قبله، وكان من ذلك أن كرب «3» قبر الحسين وعفّى آثاره ووضع على سائر الطرق مسالح له لا يجدون أحدا زاره إلّا أتوه به فقتله أو أنهكه عقوبة «4» .
فحدثني أحمد بن الجعد الوشاء، وقد شاهد ذلك، قال:
كان السبب في كرب قبر الحسين أن بعض المغنيات كانت تبعث بجواريها إليه قبل الخلافة يغنين له إذا شرب، فلما وليها بعث إلى تلك المغنية فعرف أنها غائبة، وكانت قد زارت قبر الحسين، وبلغها خبره، فأسرعت الرجوع، وبعثت إليه بجارية من جواريها كان يألفها، فقال لها: أين كنتم؟ قالت: خرجت مولاتي إلى الحج وأخرجتنا معها، وكان ذلك في شعبان. فقال: إلى أين حججتم في شعبان؟
قالت: إلى قبر الحسين، فاستطير غضبا، وأمر بمولاتها فحبست، واستصفى أملاكها، وبعث برجل من أصحابه يقال له: الديزج، وكان يهوديا فأسلم، إلى قبر الحسين، وأمره بكرب قبره «1» ومحوه وإخراب كل ما حوله، فمضى لذلك وخرب ما حوله، وهدم البناء وكرب ما حوله نحو مائتي جريب، فلما بلغ إلى قبره لم يتقدم إليه أحد، فأحضر قوما من اليهود فكربوه، وأجرى الماء حوله، ووكل به مسالح بين كل مسلحتين ميل، لا يزوره زائر إلّا أخذوه ووجهوا به إليه.
فحدثني محمد بن الحسين الأشناني، قال:
بعد عهدي بالزيارة في تلك الأيام خوفا، ثم عملت على المخاطرة بنفسي فيها وساعدني رجل من العطارين على ذلك، فخرجنا زائرين نكمن النهار ونسير الليل حتى أتينا نواحي الغاضرية، وخرجنا منها نصف الليل فسرنا بين مسلحتين وقد ناموا حتى أتينا القبر فخفي علينا، فجعلنا نشمه «2» ونتحرى جهته حتى أتيناه، وقد قلع الصندوق الذي كان حواليه وأحرق، وأجرى الماء عليه فانخسف موضع اللبن وصار كالخندق، فزررناه وأكببنا عليه فشممنا منه رائحة ما شممت مثلها قط كشيء من الطيب، فقلت للعطار الذي كان معي: أي رائحة هذه؟ فقال: لا والله ما شممت مثلها كشيء من العطر، فودعناه وجعلنا حول القبر علامات في عدة مواضع.
فلما قتل المتوكل اجتمعنا مع جماعة من الطالبيين والشيعة حتى صرنا إلى القبر فأخرجنا تلك العلامات وأعدناه إلى ما كان عليه.
واستعمل على المدينة ومكة عمر بن الفرج الرخّجي فمنع آل أبي طالب من التعرض لمسألة الناس، ومنع الناس من البر بهم، وكان لا يبلغه أن أحدا أبر أحدا منهم بشيء وإن قل إلّا أنهكه عقوبة، وأثقله غرما، حتى كان القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة، ثم يرقعنه ويجلسن على معازلهن عواري حواسر، إلى أن قتل المتوكل، فعطف المنتصر عليهم وأحسن إليهم، ووجه بمال فرقه فيهم، وكان يؤثر مخالفة أبيه في جميع أحواله ومضادة مذهبه طعنا عليه ونصرة لفعله «1» .
مقاتل الطالبيين (ص: 518)
ولم تقنعوا حتى استثارت قبورهم ... كلابكم منها بهيم وديزج «1»
الديزج: الذي كان نبش قبر الحسين في أيام المتوكل، ونبق فيه الماء، ومنع الناس الزيارة إلى أن قتل المتوكل.
تجارب الأمم وتعاقب الهمم (4/ 298)
ودخلت سنة ستّ وثلاثين ومائتين
ومن حوادثها هدم قبر الحسين عليه السلام
وفيها توجّه الفتح بن خاقان عند المتوكّل وولّى أعمالا منها أخبار الخاصّة والعامّة بسرّ من رأى وما يليها.
وفيها أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين عليه السلام وما حوله من المنازل والدور وأن يبذر ويمنع الناس من إتيانه.
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (11/ 237)
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين
[أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي عليهما السلام]
ومن الحوادث [5] : أن المتوكل أمر بهدم قبر الحسين بن علي عليهما السلام [6] ، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقي موضع قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى صاحب الشرطة في الناحية: من وجدناه عند قبره بعد ثالثة [7] بعثنا به إلى المطبق، فهرب، وامتنعوا من المصير إليه، وحرث ذلك [الموضع] [8] وزرع ما حوله [9] .
وقيل: كان ذلك سنة ثمان وثلاثين.
الكامل في التاريخ (6/ 130)
ذكر ما فعله المتوكل بمشهد الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام
في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، عليه السلام، وهدم ما حوله من المنازل والدور، وأن يبذر ويسقى قبره، وأن يمنع الناس من إتيانه، فنادى [عامل صاحب الشرطة] بالناس في تلك الناحية: من وجدناه عند قبره، بعد ثلاثة، حبسناه في المطبق! فهرب الناس، وتركوا زيارته، وحرث، وزرع.
وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب، عليه السلام، ولأهل بيته، وكان يقصد من يبلغه عنه أنه يتولى عليا وأهله بأخذ المال والدم، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث، وكان يشد على بطنه، تحت ثيابه، مخدة، ويكشف رأسه، وهو أصلع، ويرقص بين يدي المتوكل، والمغنون يغنون: قد أقبل الأصلع البطين، خليفة المسلمين، يحكي بذلك عليا، عليه السلام، والمتوكل يشرب، ويضحك، ففعل ذلك يوما، والمنتصر حاضر، فأومأ إلى عبادة يتهدده، فسكت خوفا منه، فقال المتوكل: ما حالك؟ فقام، وأخبره، فقال المنتصر: يا أمير المؤمنين إن الذي يحكيه هذا الكاتب، ويضحك منه الناس، هو ابن عمك، وشيخ أهل بيتك، وبه فخرك، فكل أنت لحمه، إذا شئت، ولا تطعم هذا الكلب وأمثاله منه! فقال المتوكل للمغنين: غنوا جميعا:
غار الفتى لابن عمه رأس الفتى في حر أمه فكان هذا من الأسباب التي استحل بها المنتصر قتل المتوكل.
وقيل: إن المتوكل كان يبغض من تقدمه من الخلفاء: المأمون، والمعتصم، والواثق في محبة علي وأهل بيته، وإنما كان ينادمه ويجالسه جماعة قد اشتهروا بالنصب، والبغض لعلي، منهم: علي بن الجهم، الشاعر الشامي، ومن بني شامة ابن لؤي، وعمر بن فرج الرخجي، وأبو السمط من ولد مروان بن أبي حفصة، من موالي بني أمية، وعبد الله بن محمد بن داود الهاشمي المعروف بابن أترجة.
تاريخ مختصر الدول (1/ 142)
وفي سنة ست وثلثين ومائتين أمر المتوكل يهدم قبر الحسين بن عليّ وان يبذر ويسقى موضعه وان يمنع الناس من إتيانه.
المختصر في أخبار البشر (2/ 38)
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين في هذه السنة أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وهدم ما حوله من المنازل ومنع الناس من إِتيانه، وكان المتوكل شديد البغض لعلي بن أبي طالب، ولأهل بيته، وكان من جملة ندمائه عبادة المخنث، وكان يشد على بطنه تحت ثيابه مخدة، ويكشفَ رأسه، وهو أصلع، ويرقص ويقول: قد أقبل الأصلع البطين، خليفة المسلمين، يعني علياً، والمتوكل يشرب ويضحك، وفعل كذلك يوماً بحضرة المنتصر، فقال: يا أمير المؤمنين، إِن علياً ابن عمك، فكل أنت لحمه إِذا شئت، ولا تخلي مثل هذا الكلب وأمثاله يطمع فيه، فقال المتوكل للمغنين غنوا:
غارا الفتى لابن عمه ... رأس الفتى في حرامه
وكان يجالس من اشتهر ببغض علي، مثل ابن الجهم الشاعر، وأبي السمط من ولد مروان بن أبي حفصة، من موالي بني أمية وغيرهما، فغطى ذمه لعلي على حسناته، وإلا فكان من أحسن الخلفاء سيرة، ومنع الناس عن القول بخلق القرآن. وفي هذه السنة توفي منصور بن المهدي.
المختصر في أخبار البشر (2/ 42)
سنة ثمان وأربعين ومائتين.
موت المنتصر في هذه السنة توفي المنتصر بالله، محمد بن جعفر المتوكل، يوم الأحد بسامراء لخمس خلون من ربيع الأول، بالذبحة، وكانت مدة علته ثلاثة أيام وعمره خمس وعشرون سنة وستة أشهر، وكانت خلافته ستة أشهر ويومين، وكان أعين، أقنى، قصيراً، سهيباً، عظيم اللحية، راجح العقل، كثير الإنصاف، وأمر الناس بزيارة قبر الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وأمن العلويين، وكانوا خائفين أيام أبيه.
المختصر في أخبار البشر (2/ 68)
وله في المتوكل لما هدم قبر الحسين بن علي رضي الله عنهما، ومنع الناس من زيارته.
تالله إِن كانت أمية قد أتت ... قتيل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمرك قبره مهدوما
أسِفوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميما
تاريخ الإسلام ت تدمري (17/ 18)
[هدم قبر الحسين]
وفيها أمر المتوكل بهدم قبر السيد الحسين بن علي رضي الله عنهما، وهدم ما حوله من الدور، وأن تعمل مزارع.
ومنع الناس من زيارته، وحرث وبقي صحراء [5] .
وكان معروفا بالنصب [1] ، فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء [2] ، دعبل، وغيره.
وفي ذلك يقول يعقوب بن السكيت، وقيل هي للبسامي علي بن أحمد، وقد بقي إلى بعد الثلاثمائة:
بالله إن كانت أمية قد أتت ... قتل ابن بنت نبيها مظلوما
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمرك [3] قبره مهدوما
أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا ... في قتله، فتتبعوه رميما [4]
تاريخ الإسلام ت تدمري (18/ 418)
وقال المسعودي [7] : أزال المنتصر عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين.
كان أبوه المتوكل قد أمر بهدم القبر، وأن يعاقب من وجد هناك. فلما ولي المنتصر أمر بالكف عن آل أبي طالب ورد فدك على آل الحسين، فقال البحتري:
وإن عليا لأولى بكم ... وأزكى يدا عندكم من عمر
وكله له فضله والحجول ... يوم التراهن دون الغرر [8]
تاريخ ابن الوردي (1/ 216)
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين: فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين رضي الله عنه وهدم ما حوله من المنازل، وكان شديد البغض لعلي ولأهل بيته وكان نديمه عبادة المخنث يكبر بطنه بمخده ويكشف رأسه وهو أصلع ويرقص ويقول: قد أقبل الأصلع البطين خليفة المسلمين - يعني عليا رضي الله عنه -. فقال له المنتصر يوما: يا أمير المؤمنين إن عليا ابن عمك فكل أنت لحمه إذا شئت ولا تخل مثل هذا الكلب وأمثاله يطمع فيه، فقال المتوكل للمغنين غنوا:
(غار الفتى لابن عمه ... رأس الفتى في حرامه)
وكان يجالس من اشتهر ببغض علي كابن الجهم الشاعر وأبي السمط، وكان من أحسن الخلفاء سيرة ومنع القول بخلق القرآن فغطى ذمه لعلي على حسناته.
قلت:
(وكم قد محى خير كما انمحت ... ببغض علي سيرة المتوكل)
(تعمق في عدل ولما جنى على ... جناب علي حطه السيل من علي)
والله أعلم.
تاريخ ابن الوردي (1/ 220)
ثم دخلت سنة ثمان وأربعين ومائتين: فيها توفي المنتصر بالله محمد بن جعفر المتوكل يوم الأحد بسامراء لخمس خلون من ربيع بالذبحة اعتل ثلاثة أيام وعمره خمس وعشرون وستة أشهر وخلافته ستة أشهر ويومان، وكان أعين أقنى قصيرا مهيبا عظيم اللحم عاقلا منصفا، أمن العلويين وأمر بزيارة قبر الحسين.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (10/ 347)
ثم دخلت سنة ست وثلاثين ومائتين فيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب وما حوله من المنازل والدور، ونودي في الناس من وجد هنا بعد ثلاثة أيام ذهبت به إلى المطبق.
فلم يبق هناك بشر، واتخذ ذلك الموضع مزرعة تحرث وتستغل.
تاريخ الخلفاء (ص: 253)
وفي سنة ست وثلاثين أمر بهدم قبر الحسين، وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل مزارع، ومنع الناس من زيارته، وخرّب، وبقى صحراء، وكان المتوكل معروفًا بالتعصب فتألم المسلمون من ذلك، وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء، فمما قيل في ذلك:
بالله إن كانت أمية قد أتت ... قتل ابن بنت نبيها مظلومًا
فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمري قبره مهدومًا
أسفوا على ألا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميمًا
شذرات الذهب في أخبار من ذهب (3/ 166)
سنة ست وثلاثين ومائتين
قال في «الشذور» : فيها حجت شجاع [1] أمّ المتوكل، فشيّعها المتوكل إلى النجف، فلما صارت إلى الكوفة أمرت لكل رجل من الطالبيين والعباسيين بألف درهم، ولأبناء المهاجرين بخمسمائة درهم، وأمرت لكل امرأة من الهاشميات بخمسمائة درهم.
وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي، وكان كثير البغض في علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- ولكنه منع من [2] القول بخلق القرآن.
انتهى.
سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي (3/ 464)
كان المتوكل شجاعا كريما ما أعطى خليفة شاعرا ما أعطاه المتوكل ومن أفعاله الشنيعة أنه هدم قبر الحسين بن علي في سنة سبع وثلاثين وهدم جميع ما حوله من الدور وجعل مكانها مزارع ومنع من زيارته فتألم الناس لذلك وكتب أهل بغداد شتمه على الحيطان والمساجد وهجاه بع الشعراء بقوله من (الكامل)
(تالله أن كانت أمية قد أتت ... قتل ابن بنت نبيها مظلوما)
(فلقد أتاه بنو أبيه بمثله ... هذا لعمري قبره مهدوما)
(أسفوا على ألا يكونوا شاركوا ... في قتله فتتبعوه رميما)
وهذا الفعل السيء محا جميع محاسنه وصار ما عذب من إحسانه مغلبا بأجاجه وآسنه وعدت هذه الزلة أقبح فبيحة وهذه الخلة الشنيعة أفضح من كل فضيحة وذكر ابن خلكان في ترجمة المتوكل عن المتوكل نفسه قال ركبت إلى دار الواثق أخي في مرضه

الأعلام للزركلي (8/ 30)
الحَائِري
(1109 - 1166 هـ = 1697 - 1753 م)
نصر الله بن الحسين الموسوي الحائري، أبو الفتح: فاضل إمامي. كان مدرسا في " الحائر " (3) مغرى بجمع الكتب.
__________
(1) الضوء اللامع 10: 198 و 206: 2 , Brock S وهدية العارفين 2: 493 وأخطأ في تسمية أبيه ومذهبه. وحسن المحاضرة 1: 276 والصادقية: الرابع من الزيتونة 4: 38، 403.
(2) الذريعة 4: 462 - 463 و 825: 2 Brock S
(3) الحائر: هو قبر الحسين الشهيد، سمّي الحائر، لانه لما خربه المتوكل وأرسل عليه الماء، حار عنه الماء ولم يعل عليه، فسمّي الحائر من ذلك الحين - المشرف.
تاج العروس (11/ 109)
(و) الحائر: (ع) بالعراق (فيه مشهد) الإمام المظلوم الشهيد أبي عبد الله (الحسين) بن علي بن أبي طالب. رضي الله عنهم؛ سمي} لتحير الماء فيه. (ومنه نصر الله بن محمد) الكوفي، سمع أبا الحسن بن غيرة. (و) الإمام النسابة (عبد الحميد بن) الشيخ النسابة جلال الدين (فخار) بن معد بن الشريف النسابة شمس الدين فخار بن أحمد بن محمد أبي الغنائم بن محمد بن محمد بن الحسين بن محمد الحسيني الموسوي، ( {الحائريان) وولد الأخير هاذا علم الدين علي ابن عبد الحميد الرضي المرتضى النسابة إمام النسب في العراق، كان مقيما بالمشهد. ومات بهراة خراسان، وهو عمدتنا في فن النسب، وأسانيدنا متصلة إليه. قال الحافظ ابن حجر: والثاني من مشيخة أبي العلاء الفرضي. قال: وممن ينتسب إلى الحائر الشريف أبو الغنائم محمد بن أبي الفتح العلوي} - الحائري، ذكره منصور.
مرآة الجنان وعبرة اليقظان (2/ 119)
أربع وخمسين ومائتين
فيها توفي العسكري أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا بر موسى الكاظم بن جعفر الصادق العلوي الحسيني. عاش أربعين سنة، وكان متعبداً فقيهاً إماماً، استفتاه المتوكل مرة، ووصله بأربعة آلاف درهم وهو أحد الأثني عشر الذين تعتظ الشيعة الغلاة عصمتهم. وكان قد سعي به إلى المتوكل، وقيل له: إن في منزله سلاحاً وكتباً، وأوهموه أنه يطلب الخلافة، فوجه من هجم عليه وعلى منزله، فوجدوه وحده في بيت مغلق، وعليه مدرعة من شعر، وعلى رأسه ملحفة من صوف، وهو مستقبل القبلة، وليس بينه وبين الأرض بساط إلا الرمل والحصى، وهو يترم بآيات من القرآن في الوعد والوعيد، فحمل إليه على الصفة المذكورة، فلما رآه عظمه وأجلسه إلى جنبه. وكان المتوكل يشرب وفي يده كأس، فناوله الكأس الذي في يده فقال: يا أمير المؤمنين، ما خامر لحمي وعظمي قط، فاعفني عنه. فعفاه، وقال له: أنشدني شعراً أستحسنه، فقال: إني لقليل الزواية للشعر. قال: لا بد أن تنشدني، فأنشده:
باتوا على قلل الأجبال تحرسهم ... غلب الرجال، فلم ينفعهم القلل
واستنزلوا بعد إعراض معاقلهم ... فأودعوا حفراً يا بئس ما نزلوا
ناداهم صارخ من بعدما قبروا ... أين الأسرة والتيجان والحلل
أين الوجوه التي كانت منغمة ... من دونها تضرب الأستار والكلل
فأفصح القبر عنهم حين سائلهم ... تلك الوجوه عليها الدود يقتتل
قال: فأشفق من حضر على العسكري، وظنوا أن بادرة تبدر إليه، فبكى المتوكل بكاء طويلاً حتى بلت دموعه لحيته، وبكى من حضره، ثم أمر برفع الشراب وقال: يا أبا الحسن، أعليك دين. قال: نعم أربعة آلاف، فأمر بدفعها إليه ورده إلى منزله مكرماً. وكانت ولادته في ثالث عشر رجب، وقيل في يوم عرفة سنة أربع، وقيل ثلاث عشرة ومائتين. وقيل له العسكري: لأنه لما كثرت السباية في حقه عند المتوكل أحضره من المدينة وكان مولده بها وأقره بسر من رأى، وهي تدعى بالعسكر، لأن المعتصم لما بناها انتقل إليها بعسكره فقيل له: العسكر، ثم نسب أبو الحسن المذكور إليها، لأنه أقام بها عشرين سنة وأشهراً، وتوفي بها، ودفن في داره رحمة الله عليه.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 19)
وأما أبو الحسن علي الهادي [فهو] ابن محمد الجواد بن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب أحد الأئمة الاثني عشرية، وهو والد الحسن بن علي العسكري المنتظر عند الفرقة الضالة الجاهلة الكاذبة الخاطئة.
وقد كان عابدا زاهدا نقله المتوكل إلى سامرا فأقام بها أزيد من عشرين سنة بأشهر.
ومات بها في هذه السنة.
وقد ذكر
للمتوكل أن بمنزله سلاحا وكتبا كثيرة من الناس، فبعث كبسة فوجدوه جالسا مستقبل القبلة وعليه مدرعة من صوف وهو على التراب ليس دونه حائل، فأخذوه كذلك فحملوه إلى المتوكل وهو على شرابه، فلما مثل بين يديه أجله وأعظمه وأجلسه إلى جانبه وناوله الكأس الذي في يده فقال: يا أمير المؤمنين لم يدخل باطني ولم يخالط لحمي ودمي قط، فأعفني منه.
فأعفاه ثم قال له: أنشدني شعرا فأنشده: باتوا على قلل الأجبال تحرسهم * غلب الرجال فما أغنتهم القلل واستنزلوا بعد عز عن معاقلهم * فأودعوا حفرا يا بئس ما نزلوا نادى بهم صارخ من بعد ما قبروا * أين الأسرة والتيجان والحلل؟ أين الوجوه التي كانت منعمة * من دونها تضرب الأستار والكلل فأفصح القبر عنهم حين ساءلهم * تلك الوجوه عليها الدود يقتتل قد طال ما أكلوا دهرا وما لبسوا (1) * فأصبحوا بعد طول الأكل قد أكلوا قال: فبكى المتوكل حتى بل الثرى، وبكى من حوله بحضرته، وأمر برفع الشراب وأمر له بأربعة آلاف دينار، وتحلل منه ورده إلى منزله مكرما رحمه الله.
البداية والنهاية ط إحياء التراث (11/ 143)
أبو الحسن بن بسام الشاعر واسمه علي بن أحمد (1) بن منصور (2) بن نصر بن بسام البسامي الشاعر المطبق للهجاء، فلم يترك أحدا حتى هجاه، حتى أباه وأمه أمامة بنت حمدون النديم.
وقد أورد له ابن خلكان أشياء كثيرة من شعره، فمن ذلك قوله في تخريب المتوكل قبر الحسين بن علي وأمره بأن يزرع ويمحى رسمه، وكان شديد التحامل على علي وولده.
فلما وقع ما ذكرناه في سنة ست وثلاثين ومائتين.
قال ابن بسام هذا في ذلك: تالله إن كانت أمية قد أتت * قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله * هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا على أن لا يكونوا شاركوا * في قتله فتتبعوه رميما
http://shamela.ws/browse.php/book-11988#page-667
النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (2/ 283)
المؤلف: يوسف بن تغري بردي بن عبد الله الظاهري الحنفي، أبو المحاسن، جمال الدين (المتوفى: 874هـ)
وأيضا لمّا ولى مصر ورد عليه بعد مدّة من ولايته كتاب المنتصر وأبيه الخليفة المتوكّل بإخراج الأشراف العلويّين من مصر الى العراق فأخرجوا؛ وذلك بعد أن أمر المتوكّل بهدم قبر الحسين بن علىّ رضى الله عنهما وقبور العلويّين. وكان هذا وقع من المتوكّل فى سنة ستّ وثلاثين ومائتين وقيل قبلها. وكان سبب بغضه فى علىّ بن أبى طالب وذرّيته أمر يطول شرحه وقفت عليه فى تاريخ الإسعردىّ «1» ، محصوله: أنّ المتوكّل كان له مغنّية تسمى أمّ الفضل، وكان يسامرها قبل الخلافة وبعدها، وطلبها فى بعض الأيّام فلم يجدها، ودام طلبه لها أيّاما وهو لا يجدها، ثم بعد أيّام حضرت وفى وجهها أثر شمس؛ فقال لها: أين كنت؟
فقالت: فى الحجّ؛ فقال: ويحك! هذا ليس من أيام الحجّ! فقالت: لم أرد الحجّ لبيت الله الحرام، وإنّما أردت الحجّ لمشهد علىّ؛ فقال المتوكّل: وبلغ أمر الشيعة الى أن جعلوا مشهد علىّ مقام الحجّ الذي فرضه الله تعالى! فنهى الناس عن التوجّه الى المشهد المذكور من غير أن يتعرّض الى ذكر علىّ رضى الله عنه؛ فثارت الرافضة عليه وكتبوا سبّه على الحيطان، فحنق من ذلك وأمر بألّا يتوجّه أحد لزيارة قبر من قبور العلويّين؛ فثاروا عليه أيضا، فتزايد غضبه منهم فوقع منه ما وقع. وحكاياته فى ذلك مشهورة لا يعجبنى ذكرها، إجلالا للإمام علىّ رضى الله عنه. ولما عظم الأمر أمر بهدم قبر الحسين رضى الله عنه وهدم ما حوله من الدور، وأن يعمل ذلك كلّه مزارع. فتألم المسلمون لذلك، وكتب أهل بغداد شتم المتوكّل على الحيطان والمساجد، وهجاه الشعراء دعبل وغيره، فصار كلّما يقع له ذلك يزيد ويفحش. وكان الأليق بالمتوكّل عدم هذه الفعلة، وبالناس أيضا ترك المخاصمة؛ لما قيل: يد الخلافة لا تطاولها يد.
وفى هذا المعنى، أعنى فى هدم قبور العلويّين، يقول يعقوب بن السّكّيت وقيل هى لعلىّ بن أحمد- وقد بقى إلى بعد الثلاثمائة وطال عمره: تالله إن كانت أميّة قد أتت ... قتل ابن بنت نبيّها مظلوما
وعدّة أبيات أخر «1» . وقيل: إن ابن السكيت المذكور قتل ظلما من المتوكّل، فإنّه قال له يوما: أيّما أحبّ إليك: ولداى المؤيد والمعتزّ أم الحسن والحسين أولاد علىّ؟
فقال ابن السكيت: والله إنّ قنبرا خادم علىّ خير منك ومن ولديك «2» ؛ فقال: سلّوا لسانه من قفاه، ففعلوا فمات من ساعته.
قلت: وفى هذه الحكاية نظر من وجوه عديدة. وقد طال الأمر وخرجنا عن المقصود، ونرجع الى ما نحن بصدده.
النجوم الزاهرة فى ملوك مصر والقاهرة (2/ 286)
*** [ما وقع من الحوادث سنة 236]
السنة التى حكم فيها إسحاق بن يحيى على مصر وهى سنة ست وثلاثين ومائتين- فيها حجّ بالناس المنتصر محمد بن الخليفة المتوكّل على الله. وحجّت أيضا أمّ المتوكّل، وشيّعها المتوكّل الى أن استقلّت بالمسير ثم رجع. وأنفقت أمّ المتوكّل أموالا جزيلة فى هذه الحجّة، واسمها شجاع. وفيها كان ما حكيناه من هدم قبر الحسين وقبور العلويّين وجعلت مزارع، كما تقدّم ذكره.