فهرست مباحث مربوط به حضرت فاطمة سلام الله علیها

يحمل فاطمة على دابة ليلا

يحمل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة

الامامة والسياسة ج1/ص30 وأما علي والعباس بن عبد المطلب ومن معهما من بني هاشم فانصرفوا إلى رحالهم ومعهم الزبير بن العوام، فذهب إليهم عمر في عصابة [3] فيهم أسيد بن حضير وسلمة بن أسلّم، فقالوا: انطلقوا فبايعوا أبا بكر، فأبوا، فخرج الزبير بن العوام رضي الله عنه بالسيف، فقال عمر رضي الله عنه: عليكم بالرجل فخذوه فوثب عليه سلمة بن أسلّم [4] ، فأخذ السيف من يده، فضرب به الجدار، وانطلقوا به فبايع وذهب بنو هاشم أيضا فبايعوا [5] . إباية علي كرم الله وجهه بيعة أبي بكر رضي الله عنهما ثم إن عليا كرّم الله وجهه أتي به إلى أبي بكر وهو يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، فقيل له بايع أبا بكر، فقال: أنا أحقّ بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم وأنتم __________________________________________________[1] أقام بحوران ومات سنة 15 وقيل سنة 14 وقيل سنة 11 ولم يختلفوا أنه وجد ميتا على مغتسله وقد اخضرّ جسده. وقيل إن قبره بالمنيحة قرية من غوطة دمشق وهو مشهور. [2] في شرح النهج 2/ 266: ما لي أراكم ملتاثين؟ [3] زيد في شرح النهج: إلى بيت فاطمة. [4] في رواية عمر بن شبة: اعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري ورجل آخر، فندر السيف من يده (أي سقط) ، فضرب به عمر الحجر فكسره (الطبري 2/ 202) . [5] وفي مروج الذهب 2/ 329 «لم يبايعه أحد من بني هاشم حتى ماتت فاطمة رضي الله عنها» وهو ما رواه ابن الأثير في الكامل نقلا عن الزهري. والطبري في رواية 3/ 208. الإمامةوالسياسة، ج 1،ص:29 أولى بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وتأخذونه منا أهل البيت غصبا؟ ألستم زعمتم للأنصار أنكم أولى بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم، فأعطوكم المقادة، وسلموا إليكم الإمارة، وأنا أحتجّ عليكم بمثل ما احتججتم به على الأنصار نحن أولى برسول الله حيا وميتا فأنصفونا [1] إن كنتم تؤمنون وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون. فقال له عمر: إنك لست متروكا حتى تبايع، فقال له عليّ: احلب حلبا لك شطره، واشدد له اليوم أمره يردده عليك غدا. ثم قال: والله يا عمر لا أقبل قولك ولا أبايعه. فقال له أبو بكر: فإن لم تبايع فلا أكرهك، فقال أبو عبيدة بن الجراح لعليّ كرّم الله وجهه: يا بن عمّ إنك حديث السنّ وهؤلاء مشيخة قومك، ليس لك مثل تجربتهم، ومعرفتهم بالأمور، ولا أرى أبا بكر إلا أقوى على هذا الأمر منك، وأشد احتمالا واضطلاعا به، فسلّم لأبي بكر هذا الأمر، فإنك إن تعش ويطل [2] بك بقاء، فأنت لهذا الأمر خليق وبه حقيق، في فضلك [3] ودينك، وعلمك وفهمك، وسابقتك ونسبك وصهرك. فقال عليّ كرّم الله وجهه: الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته، إلى دوركم وقعور بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فو الله يا معشر المهاجرين، لنحن أحق الناس به. لأنا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم ما كان فينا القارئ لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، المدافع عنهم الأمور السيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله إنه لفينا، فلا تتبعوا الهوى فتضلوا عن سبيل الله، فتزدادوا من الحق بعدا. فقال بشير بن سعد الأنصاري: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا عليّ قبل بيعتها لأبي بكر، ما اختلف عليك اثنان. قال: وخرج عليّ كرّم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على دابة ليلا في مجالس الأنصار تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يا بنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أن زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما __________________________________________________[1] العبارة في شرح النهج: فأنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم، واعرفوا لنا من الأمر مثل ما عرفت الأنصار لكم، وإلا فبوءوا بالظلم وأنتم تعلمون. [2] في شرح النهج: ويطل عمرك. [3] العبارة في شرح النهج: في فضلك وقرابتك وسابقتك وجهادك. الإمامةوالسياسة، ج 1،ص:30 عدلنا به، فيقول عليّ كرّم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟ فقالت فاطمة: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم.

نرم افزار نور اسيره 2