هم فاطمة و
فهرست مباحث مربوط به حضرت فاطمة سلام الله علیها
هجوم كشف بيت






الجمل المخشوش




الفتوح لابن أعثم (2/ 558)
قال: فكتب إليه معاوية [3] : أما بعد! فإن الحسد عشرة أجزاء، تسعة منها فيك وواحد في سائر الناس، وذلك أنه لم تكن أمور هذه الأمة لأحد بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم إلا وله قد حسدت، وعليه قد بغيت، عرفنا ذلك منك في نظرك الشزر، وقولك الهجر، وتنفسك الصعداء، وإبطائك على الخلفاء، تقاد إلى البيعة كما يقاد الجمل الشارد [4] حتى تبايع وأنت كاره، ثم إني لا أنسى فعلك بعثمان بن عفان في البر والبحر والجبال والرمال، حتى تقتلهم أو لتلحقنّ أرواحنا بالله- والسلام-.
قال [5] : وكتب إليه علي رضي الله عنه: أما بعد! فإنه أتاني كتابك تذكر فيه حسدي للخلفاء وإبطائي عنهم، فأما الحسد فمعاذ الله أن يكون ذلك! وأما الإبطاء عنهم والكره لأمرهم فلست أعتذر من ذلك إليك ولا إلى غيرك، وذلك أنه لما قبض الرسول صلّى الله عليه وسلّم واختلفت الأمة قالت قريش: منا الأمير، وقالت الأنصار: بل منا، وقالت قريش: محمد منا ونحن أحق بالأمر منكم، فسلمت الأنصار لقريش الولاية والسلطان، وإنما استحقتها قريش بمحمد دون الأنصار، فنحن أهل البيت أحق بهذا الأمر من غيرنا، فأما عثمان فإنه فعل ما قد علمت، ففعلت به الناس ما قد بلغك،
__________
[1] وقعة صفين: وحقن دماء هذه الأمة.
[2] وقعة صفين: واهتديتم.
[3] في وقعة صفين ص 151 فكتب إليه معاوية: أما بعد فإنه:
ليس بيني وبين قيس عتاب ... غير طعن الكلى وضرب الرقاب
[4] في العقد الفريد 4/ 335: البعير المخشوش.
[5] العقد الفريد 4/ 336 باختلاف.
أنساب الأشراف للبلاذري (2/ 277)
وقام أبو مسلم الخولاني- واسمه عبد الرحمان. ويقال: عبد الله بن مشكم- إلى معاوية فقال له: على ما تقاتل عليا وليس لك مثل سابقته وقرابته وهجرته؟! فقال معاوية: ما أقاتله وأنا أدعي في الإسلام مثل الذي ذكرت أنه له، ولكن ليدفع إلينا قتلة عثمان فنقتلهم به، فإن فعل فلا قتال بيننا وبينه، فقد يعلمون (كذا) أن عثمان (قتل) مسلما محرما. قال:
فاكتب إليه كتابا تسأله فيه أن يسلم (إليك) قتلة عثمان. فكتب إليه (معاوية) فيما ذكر الكلبي عن أبي مخنف، عن أبي روق الهمداني:
بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب.
أما بعد فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، ثم اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده بهم فكانوا في المنازل عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، وكان أنصحهم لله ورسوله خليفته ثم خليفة خليفته ثم الخليفة الثالث المقتول ظلما عثمان، فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وقولك الهجر، وتنفسك الصعداء، وإبطائك عن الخلفاء، في كل ذلك تقاد كما يقاد الجمل المخشوش [1] ، ولم تكن لأحد منهم أشد حسدا منك لابن عمتك، وكان أحقهم أن لا تفعل به ذلك لقرابته وفضله، فقطعت رحمه وقبحت حسنه وأظهرت له العداوة وبطنت له بالغش وألبت الناس عليه حتى ضربت آباط الإبل إليه من كل وجه، وقيدت (اليه الخيل من كل أفق، وشهر عليه السلاح في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل معك في المحلة وأنت تسمع الهائعة [2] ، لا تدرأ عنه بقول ولا فعل، ولعمري يا بن أبي طالب لو قمت في حقه مقاما (واحدا) تنهى الناس فيه عنه، وتقبح لهم ما ابتهلوا منه [3] ما عدل بك من قبلنا من الناس أحدا، ولمحى ذلك عندهم ما كانوا يعرفونك به من المجانية له والبغي عليه (ظ) . وأخرى أنت بها عند أولياء ابن عفان ظنينا [4] إيواؤك قتلته فهم عضدك ويدك وأنصارك، وقد بلغني أنك تتنصل من دم عثمان وتتبرأ منه، فإن كنت صادقا فادفع إلينا قتلته (كي) نقتلهم به، ثم نحن أسرع الناس إليك، وإلا فليس بيننا وبينك إلا السيف، وو الذي لا إله غيره لنطلبن قتلة عثمان في الجبال والرمال والبر والبحر حتى نقتلهم أو تلحق أرواحنا بالله والسلام.
__________
[1] المخشوش: الذي جعل في انفه الخشاش- بكسر الخاء- وهو عويد يجعل في عظم انف الجمل يشد به الزمام ليكون سريع الانقياد.
[2] الهائعة: الصيحة والضجة.
[3] كذا في النسخة، ولعل الصواب «ما استحلوا منه» .
[4] من الظنة وهي الإتهام وسوء الظن.

صبح الأعشى في صناعة الإنشاء (1/ 273)
المؤلف: أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي ثم القاهري (المتوفى: 821هـ)
المقصد الثاني في ذكر شيء من مكابتات الصدر الأول يكون مدخلا إلى معرفة ما يحتاج إلى حفظه من ذلك
أما مكاتباتهم المشتملة على المحاورة والمراجعة، فمنها ما كتب به معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في زمن المشاجرة بينهما، وهي «1» :
أما بعد، فإن الله اصطفى محمدا، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، واختار له من المسلمين أعوانا أيده بهم، وكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، فكان أفضلهم في الإسلام، وأنصحهم لله ولرسوله الخليفة وخليفة الخليفة، والخليفة الثالث؛ فكلهم حسدت، وعلى كلهم بغيت. عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وتنفسك الصعداء، وإبطائك على الخلفاء، وأنت في كل ذلك تقاد كما يقاد البعير المخشوش «2» حتى تبايع وأنت كاره، ولم تكن لأحد منهم أشد حسدا منك لابن عمك عثمان، وكان أحقهم أن لا تفعل ذلك به، في قرابتته وصهره، فقطعت رحمه، وقبحت محاسنه، وألبت عليه الناس حتى ضربت إليه آباط الإبل، وشهر عليه السلاح في حرم الرسول، فقتل معك في المحلة وأنت تسمع في داره الهائعة «1» ، لا تؤدي عن نفسك في أمره بقول ولا فعل بر. أقسم قسما صادقا! لو قمت في أمره مقاما واحدا تنهين الناس عنه، ما عدل بك ممن قبلنا من الناس أحد، ولمحا ذلك عنك ما كانوا يعرفونك به: من المجانبة لعثمان والبغي عليه.
وأخرى أنت بها عند أولياء ابن عفان ضنين، إيواؤك قتلة عثمان، فهم بطانتك، وعضدك وأنصارك. فقد بلغني أنك تنتفي من دمه فإن كنت صادقا فادفع إلينا قتلته نقتلهم به. ثم نحن أسرع الناس إليك، وإلا فليس لك ولا لأصحابك عندنا إلا السيف! والذي نفس معاوية بيده لأطلبن قتلة عثمان في الجبال، والرمال، والبر، والبحر، حتى نقتلهم أو تلحق أرواحنا بالله!.
فكتب إليه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في جواب ذلك:
أما بعد فقد أتاني كتابك، تذكر فيه اصطفاء الله تعالى محمدا صلى الله عليه وسلم لدينه وتأييده إياه بمن أيده به من أصحابه، فلقد خبأ لنا الدهر منك عجبا! أفطفقت تخبرنا بآلاء الله عندنا، فكنت كناقل التمر إلى هجر «2» أو داعي مدرة «3» إلى النضال، وزعمت أن أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله. وإن نقص لم يلحقك قله، وما أنت والفاضل والمفضول والسائل والمسؤول! وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين، وترتيب درجاتهم، وتعريف طبقاتهم، هيهات لقد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها، ألا تربع على ظلعك وتعرف قصور ذرعك، وتتأخر حيث أخرك القدر، فما عليك غلبة المغلوب. ولا لك ظفر الظافر.
وإنك لذهاب في التيه، رواع عن القصد. ألا ترى، غير مخبر لك ولكن بنعمة الله أحدث، أن قوما استشهدوا في سبيل الله ولكل فضل حتى إذا استشهد شهيدنا قيل سيد الشهداء، وخصه رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعين تكبيرة عند صلاته عليه، أولا ترى أن قوما قطعت أيديهم في سبيل الله ولكل فضل حتى إذا فعل بواحد منا ما فعل بواحد منهم قيل الطيار في الجنة وذو الجناحين، ولولا ما نهي عن تزكية المرء نفسه لذكر ذاكر فضائل جمة، تعرفها قلوب المؤمنين، ولا تمجها آذان السامعين. فدع عنك من مالت به الرمية فإنا صنائع ربنا، والناس بعد صنائع لنا، لم يمنعنا قديم عزنا. ومديد طولنا على قومك أن خلطناهم بأنفسنا: فنكحنا وأنكحنا، فعل الأكفاء ولستم هناك. وأنى يكون ذلك كذلك! ومنا النبي ومنكم المكذب، ومنا أسد الله ومنكم أسد الأحلاف «1» ، ومنا سيدا شباب أهل الجنة، ومنكم صبية النار، ومنا خير نساء العالمين، ومنكم حمالة الحطب «2» ، فإسلامنا قد سمع وجاهليتنا لا تدفع، كتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه وتعالى وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله*
«3» وقوله تعالى: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين
«1» فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاعة. ولما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله صلى الله عليه وسلم فلجوا «2» عليهم، فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم، وإن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم. وزعمت أني لكل الخلفاء حسدت، وعلى كلهم بغيت، فإن يك ذلك كذلك فليست الجناية عليك، فتكون المعذرة إليك وتلك شكاة ظاهر عنك عارها.
وقلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع. ولعمر الله! لقد أردت أن تذم فحمدت، وأن تفضح فافتضحت؛ وما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه، ولا مرتابا في يقينه.
وهذه حجتي إلى غيرك قصدها، ولكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح لك من ذكرها.
ثم ذكرت ما كان من أمري وأمر عثمان فأينا كان أعدى له وأهدى إلى مقاتله: أمن بذل له نصرته فاستقعده واستكفه أم من استنصره فتراخى عنه وبث المنون إليه، حتى أتى قدره عليه. كلا والله! لقد علم الله المعوقين منكم والقابلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا. وما كنت أعتذر من أني كنت أنقم عليه أحداثا فإن يكن الذنب إليه إرشادي وهدايتي له «فرب ملوم لا ذنب له «3» . وقد يستفيد الظنة المتنصح» وما أردت إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وذكرت أنه ليس لي ولأصحابي إلا السيف! فلقد أضحكت بعد استعبار، متى ألفيت بني عبد المطلب عن الأعداء ناكلين؟ أو بالسيوف مخوفين.
(ف) لبث قليلا يلحق الهيجا حمل «1» ، سيطلبك من تطلب، ويقرب منك ما تستبعد، وأنا مرقل «2» نحوك في جحفل من المهاجرين والأنصار والتابعين لهم بإحسان شديد زحامهم، ساطع قتامهم، مسربلين سرابيل الموت. أحب اللقاء إليهم لقاء ربهم. قد صحبتهم ذرية بدرية وسيوف هاشمية قد علمت مواقع نصالها في أخيك وخالك، وجدك، وأهلك وما هي من الظالمين ببعيد







بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏29، ص: 631
47- و روى أحمد بن أعثم الكوفي في تاريخه «6»، قال: كتب معاوية إلى علي عليه السلام: أما بعد، فإن الحسد عشرة أجزاء تسعة منها فيك و واحد منها في سائر الناس، و ذلك أنه لم يل أمور هذه الأمة أحد بعد «7» النبي صلى الله عليه [و آله‏] إلا و له قد حسدت، و عليه تعديت «8»، و عرفنا ذلك منك في النظر الشزر «9»، و قولك الهجر، و تنفسك الصعداء، و إبطائك عن الخلفاء، تقاد إلى البيعة كما يقاد الجمل المخشوش «10» حتى تبايع و أنت كاره، ثم إني لا أنسى فعلك بعثمان بن عفان على قلة الشرح و البيان، و و الله الذي لا إله إلا هو لنطلبن قتلة
__________________________________________________
(1) الشافي 3- 227 [الحجرية: 204].
(2) في (ك): في بدلا من: من.
(3) كان في المتن و المغني: لأبو بكر، و هو غلط، و ما أثبتناه من المصدر.
(4) هنا سقط جاء في المصدر و هو: و هذا الكلام من أوضح دليل على أن تظلمه (ع) من القوم كان ظاهرا لهم.
(5) و انظر: تلخيص الشافي 3- 52.
(6) الفتوح 2- 578- 579 باختلاف يسير.
(7) في المصدر: لم تكن أمور هذه الأمة لأحد بعد .. و المعنى واحد.
(8) في الفتوح: و عليه قد بغيت ..
(9) في المصدر: في نظرك الشزر. قال في الصحاح 2- 696: نظر إليه شزرا: و هو نظر الغضبان بمؤخر العين.
(10) في المصدر: كما يقاد الجمل الشارد. قال في الصحاح 3- 1004: الخشاش: الذي يدخل في عظم أنف البعير و هو من خشب. قال: و الإبل المخشوش: هي التي في أنفها الخشاش.
بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج‏29، ص: 632
عثمان «1» في البر و البحر و الجبال و الرمال حتى نقتلهم أو لنلحقن أرواحنا بالله، و السلام.
فكتب إليه علي عليه السلام: أما بعد، فإنه أتاني كتابك تذكر فيه حسدي للخلفاء، و إبطائي عليهم، و النكير لأمرهم «2» فلست أعتذر من ذلك إليك و لا إلى غيرك، و ذلك أنه لما قبض النبي صلى الله عليه [و آله‏] و اختلف الأمة، قالت قريش: منا الأمير، و قالت الأنصار: بل منا الأمير، فقالت قريش: محمد صلى الله عليه [و آله‏] «3» منا، و نحن أحق بالأمر منكم، فسلمت الأنصار لقريش الولاية و السلطان، فإنما تستحقها قريش بمحمد صلى الله عليه [و آله‏] دون الأنصار، فنحن أهل البيت أحق بهذا من غيرنا .. إلى قوله عليه السلام:



نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 387
و زعمت أني لكل الخلفاء حسدت و على كلهم بغيت فإن يكن ذلك كذلك فليست الجناية عليك فيكون العذر إليك- 183
و تلك شكاة ظاهر عنك عارها

و قلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع‏ و لعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه و لا مرتابا بيقينه




الفصول المختارة، ص: 287
و قد كان الجاحظ قال في بعض كتبه بجهله و تعصبه على الشيعة و عناده أنه لو لا الكميت و ما احتج به في هذا القول لم تعرف الشيعة وجه الحجة في تقديم آل محمد ع و هذا ينضاف إلى حماقاته في الديانة و اختياراته الملائمة لسخف عقله و كيف يجوز أن يذهب مثل هذا على الشيعة
و أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع إمام الشيعة قد احتج به على معاوية في جواب كتابه إليه الذي يقول فيه لكل الخلفاء حسدت و على كلهم بغيت تقاد إلى بيعتهم و أنت كاره كما يقاد الجمل المخشوش فأجابه أمير المؤمنين ع عن هذا الفصل بأن قال له حاشا لله أن يكون الحسد من خلقي و البغي من شيمتي بل ذلك من خلقك و خلق أبيك و أهل بيتك و شيمتهم إذ حسدتم رسول الله ص على ما آتاه الله من فضله فنصبتم له الحرب و كنتم أصحاب رايات أعدائه في كل موطن و بغيتم عليه حتى أظفره الله بكم.
في كلام يتصل بهذا.






وقعة صفين، النص، ص: 87
وفات مؤلف: 212 ق‏
فكانوا في منازلهم عنده على قدر فضائلهم في الإسلام فكان أفضلهم في إسلامه و أنصحهم لله و لرسوله الخليفة من بعده و خليفة خليفته و الثالث الخليفة المظلوم عثمان فكلهم حسدت و على كلهم بغيت عرفنا ذلك في نظرك الشزر و في قولك الهجر و في تنفسك الصعداء و في إبطائك عن الخلفاء تقاد إلى كل منهم كما يقاد الفحل المخشوش «1» حتى تبايع و أنت كاره ثم لم تكن لأحد منهم بأعظم حسدا منك لابن عمك عثمان و كان أحقهم ألا تفعل به ذلك في قرابته و صهره فقطعت رحمه و قبحت محاسنه و ألبت الناس عليه و بطنت و ظهرت حتى ضربت إليه آباط الإبل و قيدت إليه الخيل العراب و حمل عليه السلاح في حرم رسول الله فقتل معك في المحلة و أنت تسمع في داره الهائعة «2» لا تردع الظن و التهمة عن نفسك فيه بقول و لا فعل.






الإحتجاج على أهل اللجاج (للطبرسي)، ج‏1، ص: 178
مما لنا عليكم فإسلامنا ما قد سمع و جاهليتكم لا تدفع «1» و كتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا و هو قوله تعالى- و أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله و قوله تعالى إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه و هذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المؤمنين- فنحن مرة أولى بالقرابة و تارة أولى بالطاعة و لما احتج المهاجرون على الأنصار يوم السقيفة برسول الله ص فلجوا عليهم فإن يكن الفلج به فالحق لنا دونكم و إن يكن بغيره فالأنصار على دعواهم «2» و زعمت أني لكل الخلفاء حسدت و على كلهم بغيت فإن يكن ذلك كذلك فليس الجناية عليك فيكون العذر إليك‏
و تلك شكاة ظاهر عنك عارها

«3» و قلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع و لعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة- «4» في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه و لا مرتابا في يقينه و هذه حجتي إلى غيرك قصدها و لكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها ثم ذكرت ما كان من أمري و أمر عثمان فل






شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد / ج‏15 / 187 / كتاب لمعاوية إلى علي ..... ص : 184
قال النقيب أبو جعفر فلما وصل هذا الكتاب إلى علي ع مع أبي أمامة الباهلي كلم أبا أمامة بنحو مما كلم به أبا مسلم الخولاني و كتب معه هذا الجواب.
قال النقيب و في كتاب معاوية هذا ذكر لفظ الجمل المخشوش أو الفحل المخشوش لا في الكتاب الواصل مع أبي مسلم و ليس في ذلك هذه اللفظة و إنما فيه حسدت الخلفاء و بغيت عليهم عرفنا ذلك من نظرك الشزر «3» و قولك الهجر «4» و تنفسك الصعداء و إبطائك عن الخلفاء.






















****************
ارسال شده توسط:
حسن خ
Tuesday - 16/1/2024 - 13:38

و قلت إني كنت أقاد كما يقاد الجمل‏ المخشوش حتى أبايع و لعمر الله لقد أردت أن تذم فمدحت و أن تفضح فافتضحت و ما على المسلم من غضاضة في أن يكون مظلوما ما لم يكن شاكا في دينه و لا مرتابا بيقينه و هذه حجتي إلى غيرك قصدها و لكني أطلقت لك منها بقدر ما سنح من ذكرها ثم ذكرت ما كان من أمري و أمر عثمان فلك أن تجاب عن هذه لرحمك منه فأينا كان أعدى له و أهدى إلى مقاتله أ من بذل له نصرته فاستقعده و استكفه أمن استنصره فتراخى عنه و بث المنون إليه حتى أتى قدره عليه كلا و الله لقد يعلم الله المعوقين منكم و القائلين لإخوانهم هلم إلينا و لا يأتون البأس إلا قليلا(نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: ۳۸۸)

در کتب اهل سنت نیز این خطبه گزارش شده است:

وقلت: إنى كنت أقاد كما يقاد الجمل المخشوش حتى أبايع، ولعمر الله [لقد ] أردت أن تذم فحمدت، وأن تفضح فافتضحت، وما على المسلم من غضاضة فى ان يكون مظلوما ما لم يكن شاكا فى دينه، ولا مرتابا فى يقينه، (كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب – ومن كلام على بن أبى طالب رضى الله عنه ، ج ۷، ص۲۳۶ المكتبة الشاملة) و صبح الاعشی،‌ج ١، ص  ۲۷۶ و التذکره الحمدونیه ،‌ج ٧، ص ١۶۶

نامه معاویه به امام، چنین است:

فكتب إليه (معاوية) فيما ذكر الكلبي عن أبي مخنف، عن أبي روق الهمداني:

بسم الله الرحمن الرحيم من معاوية بن أبي سفيان، إلى علي بن أبي طالب.

أما بعد فإن الله اصطفى محمدا بعلمه، وجعله الأمين على وحيه، والرسول إلى خلقه، ثم اجتبى له من المسلمين أعوانا أيده بهم فكانوا في المنازل عنده على قدر فضائلهم في الإسلام، وكان أنصحهم لله ورسوله خليفته ثم خليفة خليفته ثم الخليفة الثالث المقتول ظلما عثمان، فكلهم حسدت وعلى كلهم بغيت، عرفنا ذلك في نظرك الشزر، وقولك الهجر، وتنفسك الصعداء، وإبطائك عن الخلفاء، في كل ذلك تقاد كما يقاد الجمل المخشوش ، ولم تكن لأحد منهم أشد حسدا منك لابن عمتك، وكان أحقهم أن لا تفعل به ذلك لقرابته وفضله، فقطعت رحمه وقبحت حسنه وأظهرت له العداوة وبطنت له بالغش وألبت الناس عليه حتى ضربت آباط الإبل إليه من كل وجه، وقيدت (اليه الخيل من كل أفق، وشهر عليه السلاح في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتل معك في المحلة وأنت تسمع الهائعة ، لا تدرأ عنه بقول ولا فعل، ولعمري يا بن أبي طالب لو قمت في حقه مقاما (واحدا) تنهى الناس فيه عنه، وتقبح لهم ما ابتهلوا منه ما عدل بك من قبلنا من الناس أحدا، ولمحى ذلك عندهم ما كانوا يعرفونك به من المجانية له والبغي عليه (ظ) . وأخرى أنت بها عند أولياء ابن عفان ظنينا إيواؤك قتلته فهم عضدك ويدك وأنصارك، وقد بلغني أنك تتنصل من دم عثمان وتتبرأ منه، فإن كنت صادقا فادفع إلينا قتلته (كي) نقتلهم به، ثم نحن أسرع الناس إليك، وإلا فليس بيننا وبينك إلا السيف، وو الذي لا إله غيره لنطلبن قتلة عثمان في الجبال والرمال والبر والبحر حتى نقتلهم أو تلحق أرواحنا بالله والسلام.( كتاب أنساب الأشراف للبلاذري ، ج ٢، ص۲۷۷ -٢٧٨)

وما من هؤلاء إلا من بغيت عليه، وتلكأت فى بيعته حتى حملت إليه قهرا تساق بحزائم الاقتسار كما يساق الفحل المخشوش، ثم نهضت الآن تطلب الخلافة، وقتلة عثمان خلصاؤك وسجراؤكوالمحدقون بك، وتلك من أمانى النفوس وضلالات الأهواء.(كتاب جمهرة رسائل العرب في عصور العربية – كتاب معاوية إلى على، ج ١، ص۳۹۲)