فدعا بالحطب
الامامة والسياسة ج1/ص30 كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: وإن أبا بكر رضي الله عنه تفقد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر [1] ، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والّذي نفس عمر بيده. لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إن فيها فاطمة؟ فقال: وإن، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقا. فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفذ وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا، قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر رضي الله عنه لقنفذ: عد إليه، فقال له: خليفة رسول الله [2] يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد، فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله؟ لقد ادعى ما لبس له، فرجع قنفد، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الّذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذا تقتلون عبد __________________________________________________[1] في رواية أن عمر جاء إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار ونفر قليل من المهاجرين. [2] في نسخة: أمير المؤمنين. الإمامةوالسياسة، ج 1،ص:31 الله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصيح ويبكي، وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.
نرم افزار نور اسيره 2
[صحيح البخاري 4/ 1549]
وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس فالتمس مصالحة أبي بكر ومبايعته ولم يكن يبايع تلك الأشهر
[صحيح مسلم 5/ 153]
وكان لعلى من الناس وجهة حياة فاطمة فلما توفيت استنكر على وجوه الناس فالتمس مصالحة أبى بكر ومبايعته ولم يكن بايع تلك الأشهر
[الامامة والسياسة - تحقيق الشيري 1/ 30]
وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه،
[الامامة والسياسة - تحقيق الزيني 1/ 20]
وبقى عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه،
الامامة والسياسة ج1/ص31 ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟ قالوا: إذا والله الّذي لا إله إلا هو نضرب عنقك، فقال: إذا تقتلون عبد ----------[1] في رواية أن عمر جاء إلى بيت فاطمة في رجال من الأنصار ونفر قليل من المهاجرين. [2] في نسخة: أمير المؤمنين. الإمامةوالسياسة، ج 1،ص:31 الله وأخا رسوله، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شيء ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يصيح ويبكي، وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.
نرم افزار نور اسيره 2
التحقیق فی خبر التهدید بالتحریق محمد العمرانی حلحول الحسنی
«مصنف ابن أبي شيبة» (21/ 143 ت الشثري):
«39827 - حدثنا محمد بن بشر (حدثنا) عبيد الله بن عمر (حدثنا) زيد بن أسلم عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير (يدخلان) على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما من (الخلق) (أحد) أحب إلينا من أبيك، وما من أحد
(أحب) إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ما ذاك (بمانعي) أن أجتمع هؤلاء النفر عندك؛ أن أمرتهم أن يحرق عليهم (البيت)، قال: فلما خرج عمر جاؤوها (فقالت): تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف (بالله) لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وأيم الله (ليمضين) لما حلف عليه، فانصرفوا راشدين، فرءوا رأيكم ولا ترجعوا إلي، فانصرفوا عنها (فلم) (يرجعوا) إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
_________
(1) في [ع، هـ]: (نا).
(2) في [ع]: (أخبرنا).
(3) في [ع]: (يدقون).
(4) سقط من: [أ، ب، ع].
(5) سقط من: [هـ].
(6) في [أ، ب]: (أحدا).
(7) في [ب]: (رعب).
(8) في [ع]: (بما نعني).
(9) في [ع]: (الباب).
(10) في [ع]: (قالت).
(11) في [أ]: (لله).
(12) في [ع]: (لتمضين).
(13) في [ع]: (ولم).
(14) في [جـ]: (رجعوا).
(15) صحيح؛ أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (532)، وابن عبد البر في الاستذكار 3/ 975، وابن أبي عاصم في الآحاد (2952)»
«مصنف ابن أبي شيبة» (7/ 432 ت الحوت):
حدثنا
37045 - محمد بن بشر ، نا عبيد الله بن عمر ، حدثنا زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: «يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك ; أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت» ، قال: فلما خرج عمر جاءوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وايم الله ليمضين لما حلف عليه ، فانصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فانصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر
جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (15/ 513):
«2/ 1576 - "عن أسلم أنه حين يوبع لأبى بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان على والزبير يدخلون على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون فى أمرهم،
»جمع الجوامع المعروف بـ «الجامع الكبير» (15/ 514):
«فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى (دخل على فاطمة، فقال: يا بنت رسول الله ما من الخلق أحد) أحب إلى من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وأيم الله ماذاك بمانعى (إن اجتمع) هؤلاء النفر عندك أن آمر بهم أن يحرق عليهم الباب، فلما خرج عمر جاءوها، قالت: تعلمون أن عمر قد جاءنى وقد حلف بالله لئن عدتم لأحرقن عليكم البيت، وأيم الله ليمضين لما حلف عليه فانصرفوا راشدين فروا رأيكم ولا ترجعون إلى، فانصرفوا عنها ولم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبى بكر"»
التحقیق، ص 51-53
حاصل ما سبق ان الخبر رواه جماعه من الثقات و الحفاظ کما راینا هم
1. ابوبکر بن ابی شیبه
2. و احمد بن یحیی الصوفی
3. و معاویه بن عمرو الازدی
4. و الفضل بن سهل الاعرج
5. و احمد بن محمد بن یحیی بن سعید البصری
کلهم رواه بهذا الاسناد عن محمد بن بشر العبدی عن عبیدالله بن عمر عن زید بن اسلم عن ابیه
ورجال هذا الاسناد ثقات من رجال الشیخین فلا نطیل الان باکثر من هذا و لهذا جنج علماء الشیعه عموما الی تصحیحه بناء علی ذلک...
هذا التصحیح مردود غیر معتبر...
و یرجع ذلک لاسباب
ان الخبر اذا کان مرویا فی مصنفات لم تلتزم الصحه کالسنن الاربعه- لا سیما سنن ماجه و مصنف ابن ابی شیبه و عبدالرزاق و نحوها مما الامر فیها اشد- فلیس لاحد ان یحتج به الا اذا کان متمکنا من قواعد هذا الفن ناقدا ماهرا خبیرا...
و الشیعه الامامیه من ابعد الناس عن هذه الصناعه و من اکثرهم طعنا فی الحدیث و تشغیبا علی اهله کما تشهد بذلک نصانیفهم...
«فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -» (5/ 9):
تخريج الحديث:
ــ أخرجه: ابن أبي شيبة في «مصنفه» ـ كما سبق ـ، وعنه: [ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (5/ 360) رقم (2952)، وفي «المذكر والتذكير» (ص 91) رقم (19)]
«فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -» (5/ 10):
ــ والحافظ البزار، ومن طريقه: [ابن عبدالبر في «الاستيعاب» … (3/ 975)] من طريق أحمد بن يحيى.
ــ والقطيعي في زوائده على «فضائل الصحابة لأحمد» (1/ 364) رقم (532) من طريق معاوية بن عمرو.
ــ والخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (6/ 75) رقم الحديث … (1641) من طريق الفضل بن سهل الأعرج.
أربعتهم: (ابن أبي شيبة، وأحمد بن يحى، ومعاوية بن عمرو، والفضل بن سهل) عن محمد بن بشر العبدي الكوفي.
ــ وأخرجه: الحاكم في «المستدرك على الصحيحين» (3/ 168)
_________
(1) لم أجده في كتبه.
(2) تنبيه: وجد الحديث بإسناد الحاكم في كتاب منشور في «المكتبة الشاملة التقنية» ضمن كتاب مخطوط بعنوان: «أحاديث مسندة في أبواب القضاء» لأبي نعيم الأصبهاني، حديث رقم (17)، وهو في المخطوطة المتداولة لهذا الجزء في الورقة الثانية.
ولم أجد في مؤلفات أبي نعيم المذكورة في كتب التراجم كتابا بهذا العنوان أو نحوه، والذي نسب هذا الجزء إليه: مفهرس مجاميع العمرية الأستاذ: ياسين السواس (ص 313)، وقد كشف حقيقة هذه النسبة الشيخ: محمد بن عبدالله السريع في مقال له منشور في الشبكة العالمية، مبينا خطأها، مرجحا أن هذا الجزء لأبي سعيد النقاش محمد بن علي بن عمرو بن مهدي الأصبهاني (ت 414 هـ) وهو بعنوان: «الفرق بين القضاة العادلة والجائرة، والشهود الصادقة والكاذبة» = المشهور بـ «القضاة والشهود».
هذا فيما يتعلق بنسبة الكتاب لأبي نعيم، لكن الإشكال أن المخطوطة المتداولة، والمدخلة في «المكتبة الشاملة» أدخل ضمنها جزء من المخطوطة التي قبلها، وهي: «موضوعات من مستدرك الحاكم» للذهبي!
فقد ذكر مفهرس المجاميع في: (مجموع رقم 3798 عام ـ مجاميع العمرية 62) عدد الرسائل التي احتواها المجموع وهي (21) رسالة، الرسالة رقم (15): «موضوعات من مستدرك الحاكم» للذهبي، ورسالة رقم (16): قطعة فيها «أحاديث مسندة في أبواب القضاء» لأبي نعيم الأصبهاني.
فرسالة رقم (15) تبدأ من ورقة (149) إلى (154) بحسب التصوير والإدخال، وإلا فإنها تنتهي بورقة (153)، لتكرار إدخال ورقة منها.
فدخل جزء من (15) ضمن (16) في الجزء المتداول، والموجود أيضا في الشاملة.
والحديث محل الدراسة هنا حديث عمر مع فاطمة يقع في المجموع ورقة (154/ أ) ضمن رسالة موضوعات الحاكم، وليس الجزء المنسوب لأبي نعيم
«فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -» (5/ 11):
رقم (4736)، وفي «فضائل فاطمة» (ص 55) رقم (42) عن مكرم بن أحمد القاضي، قال: حدثنا أحمد بن يوسف الهمداني، قال: حدثنا عبد
_________
(1) أبو بكر البزاز البغدادي، أكثر عنه الحاكم، ووثقه الخطيب. «تاريخ بغداد» (15/ 295)، «الروض الباسم» (2/ 1301) رقم (1120).
(2) في مطبوعة «فضائل فاطمة» للحاكم: الهمذاني، بالذال، وهو تصحيف، والتصحيح من المخطوطة (ق 6/ أ)، ومن طبعات «المستدرك» المحال إليها، وط. التأصيل … (5/ 379) رقم (4797)، و «إتحاف المهرة» (12/ 96) رقم (15161).
(3) لم أجد له ترجمة، ويحتمل أنه: أحمد بن يوسف بن خالد التغلبي الوائلي العدناني، وهو من
شيوخ مكرم بن أحمد، وهو ثقة، ترجمته في «تاريخ بغداد» (6/ 465)، و «تاريخ دمشق» (6/ 110)، وانظر: «رجال الحاكم» للوادعي (1/ 210) رقم (401)، وتخريج الشيخ د. سعد الحميد لـ «مختصر استدراك الذهبي» (3/ 1600)
«فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -» (5/ 12):
المؤمن بن علي الزعفراني،
قال: حدثنا عبد السلام بن حرب.
ــ والحاكم أيضا في «فضائل فاطمة» (ص 56) رقم (43) عن مكي بن بندار الزنجاني، عن محمد بن فضالة الحنفي، عن ابن أبي الهيذام،
_________
(1) الأسدي الكوفي نزيل الري. لم أر فيه توثيقا. إنما ذكره ابن حبان في «الثقات»، وروى عنه أبو حاتم، وأهل الري.
سأل الإمام مسلم أبا كريب عنه؟ فأثنى عليه. وذكر أبو حاتم أن عبدالمؤمن أخرج له أصول كتب عبدالسلام بن حرب، وأنه وهبها له. وقال أبو زرعة الرازي: (ماتركت الكتاب عن عبدالمؤمن بن علي إلا خوفا من أهل البلد أن يشنعوا علي؛ بإتياني إليه). وله عبارة أخرى تشئ بعدم الثناء عليه، لذكره من شهد جنازة عبدالمؤمن. «سؤالات البرذي لأبي زرعة» ـ ط. الفاروق ـ (ص 95) رقم (53) و (ص 402) رقم (941)، «الجرح والتعديل» (6/ 66)، «الثقات» لابن حبان (8/ 417).
(2) النهدي الملائي، ثقة، حافظ، له مناكير. سبقت ترجمته في الحديث رقم (75).
(3) اتهمه الدارقطني بوضع الحديث. سبقت ترجمته في الحديث رقم (62).
(4) متهم بوضع الحديث، قاله الدارقطني. «لسان الميزان» (6/ 501).
(5) هارون بن أبي الهيذام محمد بن هارون. قال الذهبي: محدث، حافظ، رحال. «الجرح والتعديل» (9/ 97)، «تاريخ دمشق» (73/ 333)، «تاريخ الإسلام» (6/ 843)
«فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -» (5/ 13):
عن عثمان بن طالوت، عن بشر بن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه أبي عمرو بن العلاء.
ثلاثتهم: (محمد بن بشر العبدي الكوفي، وعبدالسلام بن حرب الملائي، وأبو عمرو بن العلاء) عن عبيدالله بن عمر العمري العدوي، عن زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم العدوي، به.
ــ ذكر ابن حجر الهيتمي في «الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة» (2/ 520) أن الدارقطني أخرج الحديث.
ولم أجده في شئ من كتبه
«فاطمة بنت النبي - صلى الله عليه وسلم - سيرتها، فضائلها، مسندها - رضي الله عنها -» (5/ 35):
«الحكم على الحديث:
الحديث صحيح ـ والعلم عند الله تعالى ـ.
لم يرد عمر التحريق، بل الزجر، وكان التهديد موجها إلى الرجال الذين اجتمعوا عند فاطمة وليس لفاطمة، وحمل فاطمة الحديث؛ لأنهم لم يكونوا عندها ساعة إذ.
ومحبة عمر لفاطمة ظاهرة في الحديث، مقسم عليها، وهو الصادق البار الراشد.
«موقع الإسلام سؤال وجواب» (9/ 21 بترقيم الشاملة آليا):
«كذبة رافضية في شأن عمر بن الخطاب مع فاطمة رضي الله عنهما
[السُّؤَالُ]
ـ[سمعت من بعض الشيعة أن عمر الفاروق رضى الله عنه قد ضرب باب فاطمة رضى الله عنها، وأشعل به النيران، وبأنها قد ماتت إثر سقوط الباب عليها. الرجاء توضيح هذا الأمر مع ذكر المراجع. جزاكم الله خيرا.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
يذكر المؤرخون والمحدِّثون حادثةً في صدر التاريخ، فيها ذكر قدوم عمر بن الخطاب وطائفة من أصحابه بيتَ فاطمةَ بنتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، يطلبُ تقديم البيعة لأبي بكر الصديق، رضي الله عنهم جميعا.
وثمة قدر متفق عليه بين الروايات، جاء من طرق صحيحة، واشتهر ذكره بين أهل العلم، كما أن هناك قدرا كبيرا من الكذب والاختلاق الذي أُلصق بهذه الحادثة.
ونحن نرجو من القارئ الكريم التنبه واليقظة؛ كي يصل معنا إلى أقرب تصوير لتلك الحادثة، فلا يخلط عليه الكذَّابون والمفترون ما يدسُّونه في التاريخ كذبا وزورا.
الثابت المعلوم أن عليا والعباس والفضل بن العباس والزبير بن العوام تأخروا عن حضور بيعة أبي بكر الصديق في سقيفة بني ساعدة، وذلك لانشغالهم بتجهيز رسول الله صلى الله عليه وسلم للدفن، فوجدوا في أنفسهم: كيف ينشغل الناس بأمر الخلافة ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدفن بعد، أما باقي الصحابة رضوان الله عليهم فعملوا على تعيين الخليفة كي لا يبيت المسلمون من غير أمير ولا قائد، وأرادوا بذلك أن يحفظوا على المسلمين أمر دينهم ودنياهم.
فلما دُفن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل علي بن أبي طالب ومن معه من بعض قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأيام الأولى ولم يبايعوا، ليس رغبة عن البيعة، ولا حسدا لأبي بكر، ولا منازعةً له، إنما لِما رآه عليٌّ من الخطأ في استعجال أمر الخلافة قبل الدفن، حتى جاء عمر بن الخطاب وبعض الصحابة بيت فاطمة رضي الله عنها، وطلب منها إبلاغ علي والزبير ومن معهم بلزوم المبادرة إلى بيعة أبي بكر الصديق، درءا للفتنة، وحفظا لجماعة المسلمين، فلما سمعوا تشديد عمر بن الخطاب في هذا الأمر، سارعوا بإعلان البيعة، وذكروا فضل أبي بكر رضي الله عنه وأحقيته بالخلافة، واعتذروا عن تأخرهم بما اعتذروا به.
روى أسلم القرشي - مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: (حين بُويع لأبي بكر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة فقال: يا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم! والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك، وايم الله ما ذاك بمانعي إن اجتمع هؤلاء النفر عندك إن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت.
قال: فلما خرج عمر جاؤوها فقالت: تعلمون أن عمر قد جاءني، وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت، وايم الله ليمضين لما حلف عليه، فانصرِفوا راشدين، فَرُوا رأيَكم ولا ترجعوا إلّيَّ، فانصرفوا عنها، فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر)
أخرجه أحمد في "فضائل الصحابة" (1/364) وابن أبي شيبة في "المصنف" (7/432) وعنه ابن أبي عاصم في "المذكر والتذكير" (1/91) ورواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" (3/975) من طريق البزار – ولم أجده في كتب البزار المطبوعة – وأخرجه الخطيب في "تاريخ بغداد" (6/75) مختصرا: كلهم من طريق محمد بن بشر ثنا عبيد الله بن عمر عن زيد بن أسلم عن أبيه به.
قلت: وهذا إسناد صحيح، فإن محمد بن بشر العبدي (203هـ) ثقة حافظ من رجال الكتب الستة، وكذا عبيد الله بن عمر العمري المتوفى سنة مائة وبضع وأربعون، وكذا زيد بن أسلم مولى عمر بن الخطاب (136هـ) ، وكذا أبوه أسلم مولى عمر، جاء في ترجمته في "تهذيب التهذيب" (1/266) أنه أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم، إلا أنه لم يكن في المدينة في وقت أحداث البيعة، لأن محمد بن إسحاق قال: بعث أبو بكر عمر سنة إحدى عشرة، فأقام للناس الحج، وابتاع فيها أسلم مولاه. فيكون الحديث بذلك مرسلا، إلا أن الغالب أن أسلم سمع القصة من عمر بن الخطاب أو غيره من الصحابة الذين عاشوا تلك الحادثة.
وقد جاء في بعض الروايات القوية أيضا أنه حصلت بعض المنازعات بين عمر بن الخطاب ومن معه، وبين الزبير بن العوام الذي كان مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وذلك في بيت فاطمة رضي الله عنها، إلا أن الله سبحانه وتعالى وقاهم فتنة الشيطان، ودرأ عنهم الشقاق والنزاع.
«صحيح البخاري» (6/ 2646):
«6816 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو الأحوص: حدثنا أشعث، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة قالت:
سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن الجدر أمن البيت هو؟ قال: (نعم). قلت: فما بالهم لم يدخلوه في البيت؟ قال: (إن قومك قصرت بهم النفقة). قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: (فعل ذاك قومك ليدخلوا من شاؤوا ويمنعوا من شاؤوا، لولا أن قومك حديث عهد بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم، أن أدخل الجدر في البيت، وأن ألصق بابه في الأرض).
[ر: 126]»
«صحيح مسلم» (2/ 973 ت عبد الباقي):
«(70) باب جدر الكعبة وبابها
405 - (1333) حدثنا سعيد بن منصور. حدثنا أبو الأحوص. حدثنا أشعث بن أبي الشعثاء عن الأسود بن يزيد، عن عائشة. قالت:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن الجدر؟ أمن البيت هو؟ قال " نعم" قلت: فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال "إن قومك قصرت بهم النفقة " قلت: فما شأن بابه مرتفعا؟ قال " فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاؤا ويمنعوا من شاؤا. ولولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية، فأخاف أن تنكر قلوبهم، لنظرت أن أدخل الجدر في البيت. وأن ألزق بابه بالأرض"»
«صحيح مسلم» (2/ 973 ت عبد الباقي):
«406 - (1333) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا عبيد الله (يعني ابن موسى) حدثنا شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن الأسود بن يزيد، عن عائشة. قالت:
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحجر. وساق الحديث بمعنى حديث أبي الأحوص. وقال فيه: فقلت: فما شأن بابه مرتفعا لا يصعد إليه إلا بسلم؟ وقال "مخافة أن تنفر قلوبهم"»
«صحيح مسلم» (3/ 1475 ت عبد الباقي):
«13 - باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن، وفي كل حال. وتحريم الخروج على الطاعة ومفارقة الجماعة
51 - (1847) حدثني محمد بن المثنى. حدثنا أبو الوليد بن مسلم. حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر. حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي؛ أنه سمع أبا إدريس الخولاني يقول: سمعت حذيفة بن اليمان يقول:
كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير. وكنت أسأله عن الشر. مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله! إنا كنا في جاهلية وشر. فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير شر؟ قال (نعم) فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال (نعم. وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال (قوم يستنون بغير سنتي. ويهدون بغير هديي. عرف منهم وتنكر). فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال (نعم. دعاة على أبواب جهنم. من أجابهم إليها قذفوه فيها). فقلت: يا رسول الله! فقلت: يا رسول الله!
صفهم لنا. قال (نعم. قوم من جلدتنا. ويتكلمون بألسنتنا) قلت: يا رسول الله! فما ترى إن أدركني ذلك! قال (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال (فاعتزل تلك الفرق كلها. ولو أن تعض على أصل شجرة. حتى يدركك الموت، وأنت على ذلك).
_________
(دعاة على أبواب جهنم) قال العلماء: هؤلاء من كان من الأمراء يدعو إلى بدعة أو ضلال آخر. كالخوارج والقرامطة وأصحاب المحنة. وفي حديث حذيفة هذا، لزوم جماعة المسلمين وإمامهم؛ ووجوب طاعته، وإن فسق وعمل المعاصي من أخذ الأموال، وغير ذلك. فتجب طاعته في غير معصية. وفيه معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي هذه الأمور التي أخبر بها وقد وقعت كلها»
«صحيح مسلم» (4/ 1795 ت عبد الباقي):
«30 - (2296) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج يوما فصلى على أهل أحد صلاته على الميت. ثم انصرف إلى المنبر. فقال "إني فرط لكم. وأنا شهيد عليكم. وإني،
والله! لأنظر إلى حوضي الآن. وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض. وإني، والله! ما أخاف عليكم أن تشركوا
بعدي. ولكن أخاف عليكم أن تتنافسوا فيها".
_________
(فصلى على أهل أحد صلاته على الميت) أي دعا لهم بدعاء صلاة الميت. (وإني، والله! لأنظر إلى حوضي الآن) هذا تصريح بأن الحوض حوض حقيقي على ظاهره. وإنه مخلوق موجود اليوم. (وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض) هكذا هو في جميع النسخ: مفاتيح، بالياء. قال القاضي: وروي: مفاتح، بحذفها. فمن أثبتها فهو جمع مفتاح، ومن حذفها فجمع مفتح. وهما لغتان فيه. وفي هذا الحديث معجزات لرسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن معناه الإخبار بأن أمته تملك خزائن الأرض، وقد وقع ذلك. وأنها لا ترتد جملة، وقد عصمها الله تعالى من ذلك. وأنها تتنافس في الدنيا، وقد وقع ذلك»
«صحيح مسلم» (4/ 1857 ت عبد الباقي):
«11 - (2387) حدثنا عبيد الله بن سعيد. حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا إبراهيم بن سعد. حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مرضه "ادعي لي أبا بكر، وأخاك، حتى أكتب كتابا. فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر"»