فهرست مباحث مربوط به حضرت فاطمة سلام الله علیها

فضائل حضرت فاطمة (س)


بضعة مني





کتب اهل سنت

صحيح البخاري

صحيح البخاري (2/ 11)
926 - حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة، قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد يقول: «أما بعد» تابعه الزبيدي، عن الزهري
__________
[تعليق مصطفى البغا]
884 (1/314) -[2943، 3510، 3523، 3556، 4932، 4974]
صحيح البخاري (4/ 83)
3110 - حدثنا سعيد بن محمد الجرمي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، أن الوليد بن كثير، حدثه عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، حدثه أن ابن شهاب، حدثه أن علي بن حسين، حدثه: أنهم حين قدموا المدينة من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي رحمة الله عليه، لقيه المسور بن مخرمة، فقال له: هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ فقلت له: لا، فقال له: فهل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله لئن أعطيتنيه، لا يخلص إليهم أبدا حتى تبلغ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة عليها السلام، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم، فقال: «إن فاطمة مني، وأنا أتخوف أن تفتن في دينها» ، ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه، قال: «حدثني، فصدقني ووعدني فوفى لي، وإني لست أحرم حلالا، ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبنت عدو الله أبدا»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
2943 (3/1132) -[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رقم 2449. (أن يغلبك القوم عليه) يأخذوه منك بالقوة والاستيلاء. (وايم الله) يمين الله. (لا يخلص إليه) لا يصل إليه أحد أبدا. (تبلغ نفسي) تقبض روحي. (محتلم) بالغ. (تفتن في دينها) لا تصبر بسبب الغيرة فتفعل محرما في الدين. (صهرا له) هو أبو العاص بن الربيع زوج بنته زينب رضي الله عنهما والصهر يطلق على الزوج وعلى أقاربه وعلى أقارب المرأة أيضا. (لست أحرم حلالا) أي لا أمنع عليا من الزواج لأن هذا حلال له كما أني لا أحرم عليه الجمع بين زوجتين ولكني لا أحب أن يتزوج على فاطمة حتى لا يصيبها شيء يسيئها فأنا لا أقول شيئا يخالف حكم الله تعالى فلا أحرم ما أحله ولا أحل ما حرمه. (عدو الله) هو أبو جهل]
[ر 884]
صحيح البخاري (5/ 21)
3714 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3510 (3/1361) -[ش (بضعة) قطعة]
[ر 884]
صحيح البخاري (5/ 22)
3729 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، أن المسور بن مخرمة، قال: إن عليا خطب بنت [ص:23] أبي جهل فسمعت بذلك، فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد، يقول: «أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله، عند رجل واحد» فترك علي الخطبة وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن مسور سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته، إياه فأحسن، قال: «حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3523 (3/1364) -[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم رقم 2449]
[ر 884]
صحيح البخاري (5/ 29)
3767 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا ابن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فاطمة بضعة مني، فمن أغضبها أغضبني»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3556 (3/1374) -[ر 884]
صحيح البخاري (7/ 37)
5230 - حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها» هكذا قال
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4932 (5/2004) -[ش (يريبني) يزعجني ويقلقني وأكره ما تكره. (ما أرابها) من أراب رباعيا وفي رواية مسلم (ما رابها) من راب ثلاثيا]
[ر 884]
صحيح البخاري (7/ 47)
5278 - حدثنا أبو الوليد، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة الزهري، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن بني المغيرة استأذنوا في أن ينكح علي ابنتهم، فلا آذن»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4974 (5/2022) -[ر 884]
صحيح مسلم (4/ 1902)
93 - (2449) حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن الليث بن سعد، قال: ابن يونس، حدثنا ليث، حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي، أن المسور بن مخرمة، حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وهو يقول: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش (بضعة) بفتح الباء لا يجوز غيره وهي قطعة اللحم (يريبني ما رابها) قال إبراهيم الحربي الريب ما رابك من شيء خفت عقباه وقال الفراء راب وأراب بمعنى وقال أبو زيد رابني الأمر تيقنت منه الريبة وأرابني شككني وأوهمني]
صحيح مسلم (4/ 1903)
94 - (2449) حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، حدثنا سفيان، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها»
صحيح مسلم (4/ 1903)
95 - (2449) حدثني أحمد بن حنبل، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، حدثني محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، أن ابن شهاب، حدثه أن علي بن الحسين، حدثه أنهم حين قدموا المدينة، من عند يزيد بن معاوية، مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، لقيه المسور بن مخرمة، فقال له: هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ قال فقلت له: لا، قال له: هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا، حتى تبلغ نفسي، إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب الناس في ذلك، على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم فقال: «إن فاطمة مني، وإني أتخوف أن تفتن في دينها» قال ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن، قال «حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي، وإني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما، ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش (أن تفتن في دينها) أي بسبب الغيرة الناشئة من البشرية (ثم ذكر صهرا) هو أبو العاص بن الربيع زوج زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والصهر يطلق على الزوج وأقاربه وأقارب المرأة وهو مشتق من صهرت الشيء وأصهرته إذا قربته والمصاهرة مقاربة بين الأجانب والمتباعدين (لا أحرم حلالا) أي لا أقول شيئا يخالف حكم الله فإذا أحل شيئا لم أحرمه وإذا حرمه لم أحلله ولم أسكت عن تحريمه لأن سكوتي تحليل له ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله]
صحيح مسلم (4/ 1903)
96 - (2449) حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي، أخبرنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، أخبرني علي بن حسين، أن المسور بن مخرمة، أخبره أن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل، وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت له: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكحا ابنة أبي جهل، قال المسور: فقام النبي صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد ثم قال: «أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني، فصدقني وإن فاطمة بنت محمد مضغة مني، وإنما أكره أن يفتنوها، وإنها، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد أبدا» قال: فترك علي الخطبة
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش (مضغة) المضغة القطعة من اللحم]
صحيح البخاري ج3/ص1361 3510 حدثنا أبو الوليد حدثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة أن رسول الله (ص) قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
نرم افزار المكتبة الكبري
صحيح البخاري ج3/ص1374 3556 حدثنا أبو الوليد حدثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما أن رسول الله (ص) قال فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني
نرم افزار المكتبة الكبري
صحيح البخاري ج3/ص1364 3523 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة قال إن عليا خطب بنت أبي جهل فسمعت بذلك فاطمة فأتت رسول الله (ص) فقالت يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل فقام رسول الله (ص) فسمعته حين تشهد يقول أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع فحدثني وصدقني وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها والله لا تجتمع بنت رسول الله (ص) وبنت عدو الله عند رجل واحد فترك علي الخطبة وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة عن بن شهاب عن علي بن الحسين عن مسور سمعت النبي (ص) وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي
نرم افزار المكتبة الكبري
صحيح البخاري ج5/ص2004 4932 حدثنا قتيبة حدثنا الليث عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله (ص) يقول وهو على المنبر إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها هكذا قال
نرم افزار المكتبة الكبري

صحيح مسلم

صحيح مسلم ج4/ص1903 2449 حدثني أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم الهذلي حدثنا سفيان عن عمرو عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة قال قال رسول الله (ص) إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها
نرم افزار المكتبة الكبري
صحيح مسلم ج4/ص1902 2449 حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد كلاهما عن الليث بن سعد قال بن يونس حدثنا ليث حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي ان المسور بن مخرمة حدثه انه سمع رسول الله (ص) على المنبر وهو يقول ان بني هشام بن المغيرة استأذنوني ان ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم الا ان يحب بن أبي طالب ان يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها
نرم افزار المكتبة الكبري

فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل (2/ 755)
1324 - حدثنا عبد الله قال: حدثني أبي، نا يزيد قال: أنا إسماعيل، عن أبي حنظلة، أنه أخبره رجل من أهل مكة. أن عليا خطب ابنة أبي جهل فقال له أهلها: لا نزوجك على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني» .
مسند الحارث = بغية الباحث عن زوائد مسند الحارث (2/ 910)
991 - حدثنا عفان , ثنا حماد بن سلمة , أنبأ علي بن زيد , عن علي بن الحسين , أن علي بن أبي طالب , عليه السلام أراد أن يخطب بنت أبي جهل , فقال الناس: أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم يجد من ذلك , فقال ناس: وما ذاك إنما هي امرأة من النساء , وقال ناس: ليجدن من هذا يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم , قال: فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: «أما بعد فما بال أقوام يزعمون أني لا أجد لفاطمة , وإنما فاطمة بضعة مني , إنه ليس لأحد أن يتزوج ابنة عدو الله على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»
مسند البزار = البحر الزخار (2/ 159)
526 - حدثنا محمد بن الحسين الكوفي، قال: نا مالك بن إسماعيل، قال: نا قيس، عن عبد الله بن عمران، عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب، عن علي رضي الله عنه أنه كان عند رسول الله صلى الله [ص:160] عليه وسلم، فقال: أي شيء خير للمرأة؟ فسكتوا، فلما رجعت قلت لفاطمة: أي شيء خير للنساء؟ قالت: ألا يراهن الرجال، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إنما فاطمة بضعة مني» رضي الله عنها وهذا الحديث لا نعلم له إسنادا عن علي رضي الله عنه إلا هذا الإسناد
السنن الكبرى للنسائي (7/ 458)
8466 - أخبرنا أحمد بن سليمان قال: حدثنا يحيى بن آدم قال: حدثنا بشر بن السري قال: حدثنا ليث بن سعد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: سمعت المسور بن مخرمة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة يخطب ثم قال: «إن بني هشام استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم عليا، وإني لا آذن، ثم لا آذن إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يفارق ابنتي، وأن ينكح ابنتهم» ثم قال: «إن فاطمة مضغة أو بضعة مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما أرابها، وما كان له أن يجمع بين بنت عدو الله، وبين ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم»
السنن الكبرى للنسائي (7/ 458)
8469 - أخبرني عبيد الله بن سعد بن إبراهيم بن سعد قال: حدثنا عمي قال: حدثنا أبي، عن الوليد بن كثير، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، أنه حدثه أن ابن شهاب، حدثه أن علي بن حسين، حدثه أن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم فقال: «إن فاطمة مني»
مستخرج أبي عوانة (3/ 71)
4235 - حدثنا عمران بن بكار الحمصي، قثنا أبو الثقفي، قثنا ابن سالم، عن الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، أن علي بن حسين، أخبره أنهم لما رجعوا من الطف وكان أتى به يزيد بن معاوية أسيرا في رهط هو رابعهم، قال علي: فلما قدمنا المدينة جاءني المسور بن مخرمة الزهري، فقال لي: يا ابن فاطمة ادفعوا إلي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنعه لكم، فوالله لئن دفعتموه إلي لا ينال، حتى يسفك دمي، فإني أحفظكم بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في فاطمة وكان علي بن أبي طالب خطب عليها بنت أبي جهل، فلما واعدوه لينكحوه سمعت بذلك فاطمة، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الصلاة، فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: «أما بعد إني أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني، فصدقني» ، وأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: «إن فاطمة بضعة مني، وإنما أكره أن تفتنوها، وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله عند رجل واحد أبدا»
مناقب علي لابن المغازلي (ص: 351)
[128] قوله صلى الله عليه وسلم: ((علي قديم هجرته حسن سمته))
327- أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن مخلد البزار، حدثنا محمد بن الحسن بن عبد الله أبو الفتح، حدثنا أبي، حدثنا عباس، حدثنا أبو سلمة، حدثنا أبو عوانة عن إسماعيل بن سالم عن عامر أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله ما تقول في علي؟ قال: ((علي قديمٌ هجرته، حسن سمته، حسن بلاؤه كريم حسبه)) ، فقال: إني لست عن هذا أسألك! ولكنه خطب إلي ابنتي فأحببت أن أعلم ما مبلغ ذلك من مسرتك أو مساءتك. فقال: ((إن فاطمة بضعة مني أحب ما سرها، وأكره ما ساءها)) ، قال: فوالذي بعثك بالحق نبياً لا أنكح علياً وفاطمة حية.
مناقب علي لابن المغازلي (ص: 445)
[193] قوله صلى الله عليه وسلم: ((فاطمة بضعة مني))
428- أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر بن أحمد العطار، أخبرنا [ص:446] أبو محمد عبد الله بن محمد بن عثمان المزني الملقب بابن السقاء الحافظ، أخبرنا محمد بن محمد بن الأشعث قال: حدثني موسى بن إسماعيل، حدثنا أبي عن أبيه عن جده جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين عن أبيه عن جده علي عليه السلام أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم استأذن عليها أعمى فحجبته فقال لها صلى الله عليه وسلم: ((لم حجبتيه وهو لا يراك؟)) ، فقالت: يا رسول الله إن لم يكن يراني فأنا أراه وهو يشم الريح، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أنك بضعة مني)) .
مناقب علي لابن المغازلي (ص: 446)
429- وبإسناده عن جعفر بن محمد عن أبيه أن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها علي عليه السلام وبه كآبة شديدة فقالت: ما هذه الكآبة؟ فقال: سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسألة لم يكن عندنا لها جواب. فقالت: وما المسألة؟ قال: سألنا عن المرأة: ((ما هي)) ؟ قلنا: عورة! قال: ((فمتى تكون أدنى من ربها)) فلم ندر ما نقول، قالت ارجع إليه فأعلمه أن أدنى ما تكون من ربها أن تلزم قعر بيتها. فانطلق فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((ماذا من تلقاء نفسك يا علي)) ، فأخبره أن فاطمة عليها السلام أخبرته، فقال صلى الله عليه وسلم: ((صدقت إن فاطمة بضعة مني عليها السلام)) .

الطبقات الكبرى ط العلمية (8/ 206)
4205- جويرية بنت أبي جهل
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلمت وبايعت وتزوجها عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية. ثم تزوجها أبان بن سعيد بن العاص بن أمية فلم تلد له شيئا. وجويرية هي التي خطبها علي بن أبي طالب فجاء بنو المغيرة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يستأمرونه في ذلك فلم يأذن لهم أن يزوجوه [وقال: إنما فاطمة بضعة مني يسوءني ما ساءها.]
4206- الحنفاء بنت أبي جهل
بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم.
وأمها أروى بنت أبي العيص بن أمية بن عبد شمس. أسلمت وبايعت وتزوجها سهيل بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي فولدت له هندا. ويذكرون أن أسامة بن زيد بن حارثة قد تزوجها أيضا.
إيضاح الإشكال (ص: 148)
- باب ابنة فلان
-
208 - ابنة ابن هشام بن المغيرة التي خطبها علي بن أبي طالب رضي الله عنه هي العوراء بنت أبي جهل وقال الزبير بن بكار قال عمي مصعب وقالوا خطب علي بن أبي طالب جويرية بنت أبي جهل بن هشام فشق ذلك على فاطمة رضي الله عنها فأرسل إليها عتاب أنا أريحك منها فتزوجها فولدت له عبد الرحمن بن عتاب
209 - ابنة أبي جهل التي أراد ابن عمر أن يخطبها الحديث اسمها جويرية بنت أبي جهل أدركت النبي صلى الله عليه وسلم وروت عنه خير الناس قرني
غوامض الأسماء المبهمة (1/ 340)
العوراء أو جويرية
بنت أبي جهل
أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عتاب قراءة عليه وأنا أسمع قال أنبأ أبي قال قرأت على أبي عبد الرحمن بن مروان ثنا أحمد ابن عون الله ثنا ابن الأعرابي ثنا أبو داود قال ثنا أحمد بن يونس وقتيبة ابن سعيد المعنى قال أحمد ثنا الليث حدثني عبد الله بن عبيد الله ابن أبي مليكة القرشي التيمي أن المسور بن مخرمة حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم من علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن لهم إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها
قال أبو داود والأخبار في حديث أحمد
اسم هذه المرأة العوراء بنت أبي جهل
الحجة في ذلك ما أخبرنا به أبو محمد بن عتاب قراءة عليه وأنا أسمع قال قرأت على حاتم بن محمد قال ثنا عبد الرحمن بن عبد الله ابن محمد بن يزيد قال ثنا جدي محمد قال ثنا سفيان عن عمرو عن محمد ابن علي أن عليا رضي الله عنه أراد أن ينكح ابنة أبي جهل فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال إن عليا أراد أن ينكح العوراء ولم يكن له أن يجمع بين ابنة عدو الله وبين ابنة حبيب الله إنما فاطمة بضعة مني فمن أغضبها فقد أغضبني
وأخبرنا أبو عمران موسى بن عبد الرحمن إجازة عن أبي عمر النمري قال ثنا أبو محمد عبد الغني بن سعيد قال ثنا أبو الطاهر السدوسي أن يحيى ابن محمد بن صاعد حدثهم قال ثنا عبد الجبار بن العلاء وثنا سفيان عن عمرو بن دينار عن أبي جعفر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر إن عليا أراد أن ينكح العوراء ابنة أبي جهل ولم يكن له أن يجمع بين ابنة عدو الله وبين بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإنما فاطمة بضعة مني يغضبني ما أغضبها
الشريعة للآجري (5/ 2122)
1612 - حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد الواسطي [ص:2123] قال: حدثنا ابن المقرئ قال: حدثنا سفيان , عن عمرو بن دينار , عن محمد بن علي: أن عليا رضي الله عنه أراد أن ينكح ابنة أبي جهل , فقام النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر فقال: «إن عليا أراد أن ينكح العوذي , ولم يكن ذلك له؛ أن يجمع بين ابنة عدو الله , وبين ابنة حبيب الله , إنما فاطمة بضعة مني , فمن أغضبها فقد أغضبني»
1613 - وحدثنا ابن عبد الحميد أيضا قال: حدثنا محمد بن رزق الله قال: حدثنا الحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي قال: حدثنا شعيب بن أبي حمزة قال: حدثني الزهري قال: أخبرني علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن المسور بن مخرمة , أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خطب ابنة أبي جهل , وعنده فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما سمعت بذلك فاطمة رضي الله عنها أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: «ما شأنك يا فاطمة؟» فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك , وهذا علي بن أبي طالب ناكح ابنة أبي جهل قال المسور بن مخرمة: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد , ثم قال [ص:2124]: «أما بعد , فإنما فاطمة ابنة محمد بضعة مني , وإنها والله لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله أبدا» قال: فبلغ ذلك عليا رضي الله عنه , فترك علي رضي الله عنه الخطبة "
المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 172)
4747 - أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو سعيد، مولى بني هاشم، ثنا عبد الله بن جعفر، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن المسور، أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته، فقال له: قل له فليقاني في العتمة، قال: فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه ثم قال: أما بعد، وايم الله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري» وعندك ابنتها ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 4747 - صحيح
المستدرك على الصحيحين للحاكم (3/ 173)
4749 - أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، أخبرني أبي، عن الشعبي، عن سويد بن غفلة، قال: خطب علي ابنة أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: «أعن حسبها تسألني؟» قال: علي قد أعلم ما حسبها ولكن أتأمرني بها؟ فقال: «لا، فاطمة مضغة مني، ولا أحسب إلا وأنها تحزن أو تجزع» فقال علي: لا آتي شيئا تكرهه هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذه السياقة
[التعليق - من تلخيص الذهبي] 4749 - مرسل قوي
4750 - أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي ثنا سعيد بن مسعود، ثنا يزيد بن هارون، وأخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي حنظلة، رجل من أهل مكة، أن عليا خطب ابنة أبي جهل، فقال له أهلها لا نزوجك على ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما فاطمة مضغة مني، فمن آذاها فقد آذاني»
4751 - حدثنا بكر بن محمد الصيرفي، ثنا موسى بن سهل بن كثير، ثنا إسماعيل بن علية، ثنا أيوب السختياني، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الزبير، أن عليا رضي الله عنه ذكر ابنة أبي جهل فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها» هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه
شرح النووي على مسلم (16/ 2)
93 - (2449) حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، وقتيبة بن سعيد، كلاهما عن الليث بن سعد، قال: ابن يونس، حدثنا ليث، حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة القرشي التيمي، أن المسور بن مخرمة، حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر، وهو يقول: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، ثم لا آذن لهم، إلا أن يحب ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما ابنتي بضعة مني، يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها»
__________
[شرح محمد فؤاد عبد الباقي]
[ش (بضعة) بفتح الباء لا يجوز غيره وهي قطعة اللحم (يريبني ما رابها) قال إبراهيم الحربي الريب ما رابك من شيء خفت عقباه وقال الفراء راب وأراب بمعنى وقال أبو زيد رابني الأمر تيقنت منه الريبة وأرابني شككني وأوهمني]
(باب من فضائل فاطمة رضي الله عنها)
قوله صلى الله عليه وسلم
[2449] (إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن لهم ثم لا آذن لهم ثم لا آذن لهم إلا أن يحب بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها) وفي الرواية الأخرى أني لست أحرم حلالا ولا أحل حراما ولكن والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا وفي الرواية الأخرى إن فاطمة مضغة مني وأنا أكره أن يفتنوها أما البضعة فبفتح الباء لايجوز غيره وهي قطعة اللحم وكذلك المضغة بضم الميم وأما يريبني فبفتح الياء قال إبراهيم الحربي الريب ما رابك من شئ خفت عقباه وقال الفراء راب وأراب بمعنى وقال أبو زيد رابني الأمر تيقنت منه الريبة وأرابني شككني وأوهمني وحكي عن أبي زيد أيضا وغيره كقول الفراء قال العلماء في هذا الحديث تحريم إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم بكل حال وعلى كل وجه وإن تولد ذلك الإيذاء مما كان أصله مباحا وهو حي وهذا بخلاف غيره قالوا وقد أعلم صلى الله عليه وسلم بإباحة نكاح بنت أبي جهل لعلي بقوله صلى الله عليه وسلم لست أحرم حلالا ولكن نهى عن الجمع بينهما لعلتين منصوصتين إحداهما أن ذلك يؤدي إلى أذى فاطمة فيتأذى حينئذ النبي صلى الله عليه وسلم فيهلك من أذاه فنهى عن ذلك لكمال شفقته على علي وعلى فاطمة والثانية خوف الفتنة عليها بسبب الغيرة وقيل ليس المراد به النهي عن جمعهما بل معناه أعلم من فضل الله أنهما لا تجتمعان كما قال أنس بن النضر والله لا تكسر ثنية الربيع ويحتمل أن المراد تحريم جمعهما ويكون معنى لا أحرم حلالا أي لا أقول شيئا يخالف حكم الله فإذا أحل شيئا لم أحرمه وإذا حرمه لم أحلله ولم أسكت عن تحريمه لأن سكوتي تحليل له ويكون من جملة محرمات النكاح الجمع بين بنت نبي الله وبنت عدو الله قوله (ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس) هو أبو العاص بن الربيع زوج زينب رضي الله عنها بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم والصهر يطلق على الزوج وأقاربه وأقارب المرأة وهو مشتق من صهرت الشئ وأصهرته إذا قربته والمصاهرة مقاربة بين الأجانب والمتباعدين قولها
فتح الباري لابن حجر (6/ 214)
الخامس حديث المسور بن مخرمة في خطبة علي بنت أبي جهل وسيأتي الكلام عليه مستوفى في النكاح والغرض منه ما دار بين المسور بن مخرمة وعلي بن الحسين في أمر سيف النبي صلى الله عليه وسلم وأراد المسور بذلك صيانة سيف النبي صلى الله عليه وسلم لئلا يأخذه من لا يعرف قدره والذي يظهر أن المراد بالسيف المذكور ذو الفقار الذي تنفله يوم بدر ورأى فيه الرؤيا يوم أحد وقال الكرماني مناسبة ذكر المسور لقصة خطبة بنت أبي جهل عند طلبه للسيف من جهة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحترز عما يوجب وقوع التكدير بين الأقرباء أي فكذلك ينبغي أن تعطيني السيف حتى لا يحصل بينك وبين أقربائك كدورة بسببه أو كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يراعي جانب بني عمه العبشميين فأنت أيضا راع جانب بني عمك النوفليين لأن المسور نوفلي كذا قال والمسور زهري لا نوفلي قال أو كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب رفاهية خاطر فاطمة عليها السلام فأنا أيضا أحب رفاهية خاطرك لكونك بن ابنها فأعطني السيف حتى أحفظه لك قلت وهذا الأخير هو المعتمد وما قبله ظاهر التكلف وسأذكر إشكالا يتعلق بذلك في كتاب المناقب إن شاء الله تعالى السادس
فتح الباري لابن حجر (7/ 86)
3729 - حدثنا أبو اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: حدثني علي بن حسين، أن المسور بن مخرمة، قال: إن عليا خطب بنت -[23]- أبي جهل فسمعت بذلك، فاطمة فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: يزعم قومك أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح بنت أبي جهل، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد، يقول: «أما بعد أنكحت أبا العاص بن الربيع، فحدثني وصدقني، وإن فاطمة بضعة مني وإني أكره أن يسوءها، والله لا تجتمع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبنت عدو الله، عند رجل واحد» فترك علي الخطبة وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين، عن مسور سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته، إياه فأحسن، قال: «حدثني فصدقني، ووعدني فوفى لي»
__________
[تعليق مصطفى البغا]
3523 (3/1364) -[ش أخرجه مسلم في فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم رقم 2449]
[ر 884]
فتح الباري لابن حجر (7/ 85)
(قوله ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم)
أي الذين تزوجوا إليه والصهر يطلق على جميع أقارب المرأة والرجل ومنهم من يخصه بأقارب المرأة قوله منهم أبو العاص بن الربيع أي بن ربيعة بن عبد العزى بن عبد شمس بن عبد مناف ويقال بإسقاط ربيعة وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه على أقوال أثبتها عند الزبير مقسم وأمه هالة بنت خويلد أخت خديجة فكان بن أختها وأصل المصاهرة المقاربة وقال الراغب الصهر الختن وأهل بيت المرأة يقال لهم الأصهار قاله الخليل وقال بن الأعرابي الأصهار ما يتحرم بجوار أو نسب أو تزوج وكأنه لمح بالترجمة إلى ما جاء عن عبد الله بن أبي أوفى رفعه سألت ربي أن لا أتزوج أحدا من أمتي ولا أتزوج إليه إلا كان معي في الجنة فأعطاني أخرجه الحاكم في مناقب علي وله شاهد عن عبد الله بن عمر وعند الطبراني في الأوسط بسند واه وقال النووي الصهر يطلق على أقارب الزوجين والمصاهرة مقاربة بين المتباعدين وعلى هذا عمل البخاري فإن أبا العاص بن الربيع ليس من أقارب نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا من جهة كونه بن أخت خديجة وليس المراد هنا نسبته إليها بل إلى تزوجه بابنتها وتزوج زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل البعثة وهي أكبر بنات النبي صلى الله عليه وسلم وقد أسر أبو العاص ببدر مع المشركين وفدته زينب فشرط عليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يرسلها إليه فوفى له بذلك فهذا معنى قوله في آخر الحديث ووعدني فوفى لي ثم أسر أبو العاص مرة أخرى فأجارته زينب فأسلم فردها النبي صلى الله عليه وسلم إلى نكاحه وولدت أمامة التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحملها وهو يصلي كما تقدم في الصلاة وولدت له أيضا ابنا اسمه علي كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم مراهقا فيقال إنه مات قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وأما أبو العاص فمات سنة اثنتي عشرة وأشار المصنف بقوله منهم إلى من لم يذكره ممن تزوج إلى النبي صلى الله عليه وسلم كعثمان وعلي وقد تقدمت ترجمة كل منهما ولم يتزوج أحد من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غير هؤلاء الثلاثة إلا بن أبي لهب فإنه كان تزوج رقية قبل عثمان ولم يدخل بها فأمره أبوه بمفارقتها ففارقها فتزوجها عثمان وأما من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم إليه فلم يقصده البخاري بالذكر هنا والله أعلم
[3729] قوله إن عليا خطب بنت أبي جهل اسمها جويرية كما سيأتي ويقال العوراء ويقال جميلة وكان علي قد أخذ بعموم الجواز فلما أنكر النبي صلى الله عليه وسلم أعرض علي عن الخطبة فيقال تزوجها عتاب بن أسيد وإنما خطب النبي صلى الله عليه وسلم ليشيع الحكم المذكور بين الناس ويأخذوا به إما على سبيل الإيجاب وإما على سبيل الأولوية وغفل الشريف المرتضى عن هذه النكتة فزعم أن هذا الحديث موضوع لأنه من رواية المسور وكان فيه انحراف عن علي وجاء من رواية بن الزبير وهو أشد في ذلك ورد كلامه بإطباق أصحاب الصحيح على تخريجه وسيأتي بسط ما يتعلق بذلك في كتاب النكاح إن شاء الله تعالى قوله وهذا علي ناكح بنت أبي جهل في رواية الطبراني عن أبي اليمان وهذا علي ناكحا بالنصب وكذا عند مسلم من هذا الوجه أطلقت عليه اسم ناكح مجازا باعتبار ما كان قصد يفعل واختلف في اسم ابنة أبي جهل فروى الحاكم في الإكليل جويرية وهو الأشهر وفي بعض الطرق اسمها العوراء أخرجه بن طاهر في المبهمات وقيل اسمها الحنفاء ذكره بن جرير الطبري وقيل جرهمة حكاه السهيلي وقيل اسمها جميلة ذكره شيخنا بن الملقن في شرحه وكان لأبي جهل بنت تسمى صفية تزوجها سهل بن عمرو سماها بن السكيت وغيره وقال هي الحنفاء المذكورة قوله حدثني فصدقني لعله كان شرط على نفسه أن لا يتزوج على زينب وكذلك علي فإن لم يكن كذلك فهو محمول على أن عليا نسي ذلك الشرط فلذلك أقدم على الخطبة أو لم يقع عليه شرط إذ لم يصرح بالشرط لكن كان ينبغي له أن يراعي هذا القدر فلذلك وقعت المعاتبة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قل أن يواجه أحدا بما يعاب به ولعله إنما جهر بمعاتبة علي مبالغة في رضا فاطمة عليها السلام وكانت هذه الواقعة بعد فتح مكة ولم يكن حينئذ تأخر من بنات النبي صلى الله عليه وسلم غيرها وكانت أصيبت بعد أمها بإخوتها فكان إدخال الغيرة عليها مما يزيد حزنها وزاد محمد بن عمرو بن حلحلة بمهملتين مفتوحتين ولامين الأولى ساكنة وقد تقدم هذا الحديث من روايته موصولا في أوائل فرض الخمس مطولا وفيه ذكر بعض ما يتعلق به
فتح الباري لابن حجر (7/ 105)
[3767] قوله عن بن أبي مليكة عن المسور بن مخرمة كذا رواه عنه عمرو بن دينار وتابعه الليث وبن لهيعة وغيرهما رواه أيوب عن بن أبي مليكة فقال عن عبد الله بن الزبير أخرجه الترمذي وصححه وقال يحتمل أن يكون بن أبي مليكة سمعه منهما جميعا ورجح الدارقطني وغيره طريق المسور والأول أثبت بلا ريب لأن المسور قد روى في هذا الحديث قصة مطولة قد تقدمت في باب أصهار النبي صلى الله عليه وسلم نعم يحتمل ان يكون بن الزبير سمع هذه القطعة فقط أو سمعها من المسور فأرسلها قوله بضعة بفتح الموحدة وحكي ضمها وكسرها أيضا وسكون المعجمة أي قطعة لحم قوله فمن أغضبها أغضبني استدل به السهيلي على أن من سبها فإنه يكفر وتوجيهه أنها تغضب ممن سبها وقد سوى بين غضبها وغضبه ومن أغضبه صلى الله عليه وسلم يكفر وفي هذا التوجيه نظر لا يخفى وسيأتي بقية ما يتعلق بفضلها في ترجمة والدتها خديجة إن شاء الله تعالى وفيه أنها أفضل بنات النبي صلى الله عليه وسلم وأما ما أخرجه الطحاوي وغيره من حديث عائشة في قصة مجيء زيد بن حارثة بزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم هي أفضل بناتي أصيبت في فقد أجاب عنه بعض الأئمة بتقدير ثبوته بأن ذلك كان متقدما ثم وهب الله لفاطمة من الأحوال السنية والكمال ما لم يشاركها أحد من نساء هذه الأمة مطلقا والله أعلم وقد مضى تقرير أفضليتها في ترجمة مريم من حديث الأنبياء ويأتي أيضا في ترجمة خديجة إن شاء الله تعالى
فتح الباري لابن حجر (9/ 327)
5230 - حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر: «إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، فلا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني، يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها» هكذا قال
__________
[تعليق مصطفى البغا]
4932 (5/2004) -[ش (يريبني) يزعجني ويقلقني وأكره ما تكره. (ما أرابها) من أراب رباعيا وفي رواية مسلم (ما رابها) من راب ثلاثيا]
[ر 884]
(قوله باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة والإنصاف)
أي في دفع الغيرة عنها وطلب الإنصاف لها
[5230] قوله عن بن أبي مليكة عن المسور كذا رواه الليث وتابعه عمرو بن دينار وغير واحد وخالفهم أيوب فقال عن بن أبي مليكة عن عبد الله بن الزبير أخرجه الترمذي وقال حسن وذكر الاختلاف فيه ثم قال يحتمل أن يكون بن أبي مليكة حمله عنهما جميعا اه والذي يظهر ترجيح رواية الليث لكونه توبع ولكون الحديث قد جاء عن المسور من غير رواية بن أبي مليكة فقد تقدم في فرض الخمس وفي المناقب من طريق الزهري عن علي بن الحسين بن علي عن المسور وزاد فيه في الخمس قصة سيف النبي صلى الله عليه وسلم وذلك سبب تحديث المسور لعلي بن الحسين بهذا الحديث وقد ذكرت ما يتعلق بقصة السيف عنه هناك ولا أزال أتعجب من المسور كيف بالغ في تعصبه لعلي بن الحسين حتى قال إنه لو أودع عنده السيف لا يمكن أحدا منه حتى تزهق روحه رعاية لكونه بن بن فاطمة محتجا بحديث الباب ولم يراع خاطره في أن ظاهر سياق الحديث المذكور غضاضة على علي بن الحسين لما فيه من إيهام غض من جده علي بن أبي طالب حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة حتى اقتضى أن يقع من النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من الإنكار ما وقع بل أتعجب من المسور تعجبا آخر أبلغ من ذلك وهو أن يبذل نفسه دون السيف رعاية لخاطر ولد بن فاطمة وما بذل نفسه دون بن فاطمة نفسه أعني الحسين والد علي الذي وقعت له معه القصة حتى قتل بأيدي ظلمة الولاة لكن يحتمل أن يكون عذره أن الحسين لما خرج إلى العراق ما كان المسور وغيره من أهل الحجاز يظنون أن أمره يئول إلى ما آل إليه والله أعلم وقد تقدم في فرض الخمس وجه المناسبة بين قصة السيف وقصة الخطبة بما يغني عن إعادته قوله سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر في رواية الزهري عن علي بن حسين عن المسور الماضية في فرض الخمس يخطب الناس على منبره هذا وأنا يومئذ محتلم قال بن سيد الناس هذا غلط والصواب ما وقع عند الإسماعيلي بلفظ كالمحتلم أخرجه من طريق يحيى بن معين عن يعقوب بن إبراهيم بسنده المذكور إلى علي بن الحسين قال والمسور لم يحتلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم لأنه ولد بعد بن الزبير فيكون عمره عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثماني سنين قلت كذا جزم به وفيه نظر فإن الصحيح أن بن الزبير ولد في السنة الأولى فيكون عمره عند الوفاة النبوية تسع سنين فيجوز أن يكون احتلم في أول سني الإمكان أو يحمل قوله محتلم على المبالغة والمراد التشبيه فتلتئم الروايتان وإلا فابن ثمان سنين لا يقال له محتلم ولا كالمحتلم إلا أن يريد بالتشبيه أنه كان كالمحتلم في الحذق والفهم والحفظ والله أعلم قوله إن بني هشام بن المغيرة وقع في رواية مسلم هاشم بن المغيرة والصواب هشام لأنه جد المخطوبة قوله استأذنوا في رواية الكشميهني استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب هكذا في رواية بن أبي مليكة أن سبب الخطبة استئذان بني هشام بن المغيرة وفي رواية الزهري عن علي بن الحسين بسبب آخر ولفظه أن عليا خطب بنت أبي جهل على فاطمة فلما سمعت بذلك فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إن قومك يتحدثون كذا في رواية شعيب وفي رواية عبد الله بن أبي زياد عنه في صحيح بن حبان فبلغ ذلك فاطمة فقالت إن الناس يزعمون أنك لا تغضب لبناتك وهذا علي ناكح بنت أبي جهل هكذا أطلقت عليه اسم فاعل مجازا لكونه أراد ذلك وصمم عليه فنزلته منزلة من فعله ووقع في رواية عبيد الله بن أبي زياد خطب ولا إشكال فيها قال المسور فقام النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث ووقع عند الحاكم من طريق إسماعيل بن أبي خالد عن أبي حنظلة أن عليا خطب بنت أبي جهل فقال له أهلها لا نزوجك على فاطمة قلت فكأن ذلك كان سبب استئذانهم وجاء أيضا أن عليا استأذن بنفسه فأخرج الحاكم بإسناد صحيح إلى سويد بن غفلة وهو أحد المخضرمين ممن أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقه قال خطب علي بنت أبي جهل إلى عمها الحارث بن هشام فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم فقال أعن حسبها تسألني فقال لا ولكن أتأمرني بها قال لا فاطمة مضغة مني ولا أحسب إلا أنها تحزن أو تجزع فقال علي لا آتي شيئا تكرهه ولعل هذا الاستئذان وقع بعد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بما خطب ولم يحضر علي الخطبة المذكورة فاستشار فلما قال له لا لم يتعرض بعد ذلك لطلبها ولهذا جاء آخر حديث شعيب عن الزهري فترك علي الخطبة وهي بكسر الخاء المعجمة ووقع عند بن أبي داود من طريق معمر عن الزهري عن عروة فسكت علي عن ذلك النكاح قوله فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن كرر ذلك تأكيدا وفيه إشارة إلى تأبيد مدة منع الإذن وكأنه أراد رفع المجاز لاحتمال أن يحمل النفي على مدة بعينها فقال ثم لا آذن أي ولو مضت المدة المفروضة تقديرا لا آذن بعدها ثم كذلك أبدا وفيه إشارة إلى ما في حديث الزهري من أن بني هشام بن المغيرة استأذنوا وبنو هشام هم أعمام بنت أبي جهل لأنه أبو الحكم عمرو بن هشام بن المغيرة وقد أسلم أخواه الحارث بن هشام وسلمة بن هشام عام الفتح وحسن إسلامهما ويؤيد ذلك جوابهما المتقدم لعلي وممن يدخل في إطلاق بني هشام بن المغيرة عكرمة بن أبي جهل بن هشام وقد أسلم أيضا وحسن إسلامه واسم المخطوبة تقدم بيانه في باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم من كتاب المناقب وأنه تزوجها عتاب بن أسيد بن أبي العيص لما تركها علي وتقدم هناك زيادة في رواية الزهري في ذكر أبي العاص بن الربيع والكلام على قوله صلى الله عليه وسلم حدثني فصدقني ووعدني ووفى لي وتوجيه ما وقع من علي في هذه القصة أغنى عن إعادته قوله الا أن يريد بن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم هذا محمول على أن بعض من يبغض عليا وشى به أنه مصمم على ذلك وإلا فلا يظن به أنه يستمر على الخطبة بعد أن استشار النبي صلى الله عليه وسلم فمنعه وسياق سويد بن غفلة يدل على أن ذلك وقع قبل أن تعلم به فاطمة فكأنه لما قيل لها ذلك وشكت إلى النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن أعلمه على أنه ترك أنكر عليه ذلك وزاد في رواية الزهري وإني لست أحرم حلالا ولا أحلل حراما ولكن والله لا تجمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل أبدا وفي رواية مسلم مكانا واحدا أبدا وفي رواية شعيب عند رجل واحد أبدا قال بن التين أصح ما تحمل عليه هذه القصة أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم على علي أن يجمع بين ابنته وبين ابنة أبي جهل لأنه علل بأن ذلك يؤذيه وأذيته حرام بالاتفاق ومعنى قوله لا أحرم حلالا أي هي له حلال لو لم تكن عنده فاطمة وأما الجمع بينهما الذي يستلزم تأذي النبي صلى الله عليه وسلم لتأذي فاطمة به فلا وزعم غيره أن السياق يشعر بأن ذلك مباح لعلي لكنه منعه النبي صلى الله عليه وسلم رعاية لخاطر فاطمة وقبل هو ذلك امتثالا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم والذي يظهر لي أنه لا يبعد أن يعد في خصائص النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يتزوج على بناته ويحتمل أن يكون ذلك خاصا بفاطمة عليها السلام قوله فإنما هي بضعة مني بفتح الموحدة وسكون الضاد المعجمة أي قطعة ووقع في حديث سويد بن غفلة كما تقدم مضغة بضم الميم وبغين معجمة والسبب فيه ما تقدم في المناقب أنها كانت أصيبت بأمها ثم بأخواتها واحدة بعد واحدة فلم يبق لها من تستأنس به ممن يخفف عليها الأمر ممن تفضي إليه بسرها إذا حصلت لها الغيرة قوله يريبني ما ارا بها كذا هنا من أراب رباعيا وفي رواية مسلم ما رابها من راب ثلاثيا وزاد في رواية الزهري وأنا أتخوف أن تفتن في دينها يعني أنها لا تصبر على الغيرة فيقع منها في حق زوجها في حال الغضب ما لا يليق بحالها في الدين وفي رواية شعيب وأنا أكره أن يسوءها أي تزويج غيرها عليها وفي رواية مسلم من هذا الوجه أن يفتنوها وهي بمعنى أن تفتن قوله ويؤذيني ما آذاها في رواية أبي حنظلة فمن آذاها فقد آذاني وفي حديث عبد الله بن الزبير يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها وهو بنون ومهملة وموحدة من النصب بفتحتين وهو التعب وفي رواية عبيد الله بن أبي رافع عن المسور يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها أخرجها الحاكم ويؤخذ من هذا الحديث أن فاطمة لو رضيت بذلك لم يمنع علي من التزويج بها أو بغيرها وفي الحديث تحريم أذى من يتأذى النبي صلى الله عليه وسلم بتأذيه لأن أذى النبي صلى الله عليه وسلم حرام اتفاقا قليله وكثيره وقد جزم بأنه يؤذيه ما يؤذي فاطمة فكل من وقع منه في حق فاطمة شيء فتأذت به فهو يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم بشهادة هذا الخبر الصحيح ولا شيء أعظم في إدخال الأذى عليها من قتل ولدها ولهذا عرف بالاستقراء معاجلة من تعاطى ذلك بالعقوبة في الدنيا ولعذاب الآخرة أشد وفيه حجة لمن يقول بسد الذريعة لأن تزويج ما زاد على الواحدة حلال للرجال ما لم يجاوز الأربع ومع ذلك فقد منع من ذلك في الحال لما يترتب عليه من الضرر في المآل وفيه بقاء عار الآباء في أعقابهم لقوله بنت عدو الله فإن فيه إشعارا بأن للوصف تأثيرا في المنع مع أنها هي كانت مسلمة حسنة الإسلام وقد احتج به من منع كفاءة من مس أباه الرق ثم أعتق بمن لم يمس أباها الرق ومن مسه الرق بمن لم يمسها هي بل مس أباها فقط وفيه أن الغيراء إذا خشي عليها أن تفتن في دينها كان لوليها أن يسعى في إزالة ذلك كما في حكم الناشز كذا قيل وفيه نظر ويمكن أن يزاد فيه شرط أن لا يكون عندها من تتسلى به ويخفف عنها الحملة كما تقدم ومن هنا يؤخذ جواب من استشكل اختصاص فاطمة بذلك مع أن الغيرة على النبي صلى الله عليه وسلم أقرب إلى خشية الافتتان في الدين ومع ذلك فكان صلى الله عليه وسلم يستكثر من الزوجات وتوجد منهن الغيرة كما في هذه الأحاديث ومع ذلك ما راعى ذلك صلى الله عليه وسلم في حقهن كما راعاه في حق فاطمة ومحصل الجواب أن فاطمة كانت إذ ذاك كما تقدم فاقدة من تركن إليه من يؤنسها ويزيل وحشتها من أم أو أخت بخلاف أمهات المؤمنين فإن كل واحدة منهن كانت ترجع إلى من يحصل لها معه ذلك وزيادة عليه وهو زوجهن صلى الله عليه وسلم لما كان عنده من الملاطفة وتطييب القلوب وجبر الخواطر بحيث إن كل واحدة منهن ترضى منه لحسن خلقه وجميل خلقه بجميع ما يصدر منه بحيث لو وجد ما يخشى وجوده من الغيرة لزال عن قرب وقيل فيه حجة لمن منع الجمع بين الحرة والأمة ويؤخذ من الحديث إكرام من ينتسب إلى الخير أو الشرف أو الديانة
شرح مشكل الآثار (12/ 511)
باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله: " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب " وما كان منه في ذلك
4983 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي قال: حدثنا عبد الله بن وهب
4984 - وحدثنا الربيع أيضا قال: حدثنا شعيب بن الليث
4985 - وحدثنا ابن أبي داود قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، ثم اجتمعوا جميعا، فقالوا: حدثنا الليث بن سعد , عن عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة، عن المسور بن مخرمة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يقول: " إن بني هشام بن المغيرة استأذنوا في أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب، ولا آذن، ثم لا آذن، ثم لا آذن، إلا أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم، فإنما هي بضعة مني يريبني ما أرابها، ويؤذيني ما آذاها " [ص:512] قال أبو جعفر: فاحتمل أن يكون ذلك كان لخطبة من علي كان أتاها إليهم، واحتمل أن يكون ذلك ليخطبوا عليا إلى نفسه لها، وإن لم يكن علي قبل ذلك خطبها إليهم فنظرنا في ذلك هل روي في ذلك غير هذا الحديث مما يكشف [ص:513] عن حقيقة المعنى كان في ذلك
4986 - فوجدنا ابن أبي داود قد حدثنا قال: حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي قال: حدثنا وهب بن جرير قال: حدثنا أبي قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث عن الزهري , عن علي بن حسين، عن المسور بن مخرمة أن عليا خطب بنت أبي جهل، فأتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إن قومك يتحدثون أنك لا تغضب لبناتك، وإن عليا قد خطب ابنة أبي جهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما فاطمة بضعة مني، وإني أكره أن يسوءها "، وذكر أبا العاص بن الربيع، فأحسن عليه الثناء، وقال: " لا يجمع بين ابنة نبي الله وبين ابنة عدو الله "
4987 - ووجدنا أحمد بن شعيب قد حدثنا قال: حدثنا محمد بن خالد بن خلي قال: حدثنا بشر بن شعيب , عن أبيه , عن الزهري قال: أخبرني علي بن حسين أن المسور بن مخرمة، أخبره: أن علي بن أبي طالب عليه السلام [ص:514] خطب ابنة أبي جهل، وعنده فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما سمعت فاطمة، أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له: إن قومك يتحدثون: أنك لا تغضب لبناتك، وهذا علي ناكح ابنة أبي جهل قال المسور: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسمعته حين تشهد يقول: " أما بعد، فإني أنكحت أبا العاص، فحدثني، فصدقني، وإن فاطمة ابنة محمد بضعة مني، وإنما أكره أن يفتنوها، وايم الله عز وجل لا تجتمع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة عدو الله أبدا " فترك علي الخطبة
4988 - ووجدنا أحمد قد حدثنا قال: حدثنا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم الزهري قال: حدثنا عمي قال: حدثني أبي , عن الوليد بن كثير , عن محمد بن عمرو بن حلحلة الدؤلي، حدثه أن ابن شهاب، حدثه أن علي بن حسين، حدثه: أنهم حين قدموا من عند يزيد بن معاوية مقتل حسين بن علي عليه السلام، لقيه المسور بن مخرمة، فقال: هل لك من حاجة تأمرني بها؟ قلت له: لا قال: هل أنت معطي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وايم الله لئن [ص:515] أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي إن علي بن أبي طالب خطب ابنة أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس في ذلك، وأنا يومئذ كالمحتلم، فقال: " " إن فاطمة مني، وإني أتخوف أن تفتتن في دينها " " ثم ذكر صهرا من بني عبد شمس، فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال: " " حدثني، فصدقني، ووعدني، فوفى لي، وإني لست أحرم حلالا، وأحل حراما، ولكن والله لا تجتمع ابنة رسول الله وابنة عدو الله في مكان واحد أبدا " "
4989 - ووجدنا عبد الرحمن بن معاوية قد حدثنا قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الزبيدي قال: حدثنا عمرو بن الحارث الحميري قال: حدثني عبد الله بن سالم , عن الزبيدي قال: حدثني محمد بن مسلم أن علي بن حسين، أخبره: أنهم، لما رجعوا من الطف، وكان أتى [ص:516] به يزيد بن معاوية أسيرا في رهط هو رابعهم قال علي: فلما قدمنا المدينة، جاءني المسور بن مخرمة الزهري، ثم ذكر مثله في إسناده غير أنه لم يقل فيه: وإني لست أحرم حلالا، ولا أحل حراما فكان في هذه الآثار أن عليا عليه السلام قد كان خطب تلك المرأة، فاحتمل أن يكون ذلك كان منه، وهو لا يرى أن ذلك يقع من رسول الله صلى الله عليه وسلم الموقع الذي وقع منه، فلما علم بذلك، تركه، وأضرب عنه، واختار ما يحسن موقعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلزمه، فكان على ذلك محمودا , فقال قائل: فقد ذكرنا في الآثار ثناء رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي العاص في تركه ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عنده مثل الذي كان من علي في ابنة رسول الله التي كانت عنده، أفيكون ذلك على موضع له من قلبه صلى الله عليه وسلم بما في ابنته يتقدم به ما لعلي في قلبه صلى الله عليه وسلم في ابنته التي كانت عنده مما يخالف ذلك؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل: أنه قد يحتمل أن يكون الذي كان من أبي العاص بتركه ما كان ترك من ذلك في ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي كانت عنده أن نفسه لم تدعه إلى ذلك من [ص:517] غيرها، وكان الذي كان من علي عليه السلام مما ذكر عنه في هذه الآثار لما دعته نفسه إليه من التي خطبها، وإذا لم تحرم الشريعة التي هو من أهلها ذلك منها، وإن كان الأحسن به ترك التعرض لذلك لما يدخل به قلب ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي عنده مما هو موجود في مثلها، فلما كان من رسول الله ما كان مما ذكر عنه في هذه الآثار علم به ما كان عند رسول الله في ذلك، فمال إليه، وآثره على ما كانت نفسه دعته إليه مما يخالف ذلك، فكان في ذلك محمودا لإيثاره رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما مالت إليه نفسه مما لا خفاء بمثله من صعوبة ذلك وغلظه، فكان في ذلك فوق حال أبي العاص في تركه ما لم تكن نفسه دعته إليه، فقال هذا القائل: فكيف لم يذكر صلى الله عليه وسلم مكان أبي العاص عثمان بن عفان رضي الله عنه وعنده ابنة له كما عند كل واحد من علي ومن أبي العاص ابنة له؟ فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله جل وعز وعونه: أن ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر عثمان كان في ذلك؛ لأنه كان لعلي نظير لما لكل واحد منهما من السوابق التي ليست لأبي العاص، وذكر أبا العاص ليستوفي بذلك الحجة فيما خطب به، وهذا من أعلى مراتب الحكمة فيما خطب به، وفيما أراد سماع علي إياه؛ لأن أبا العاص، وإن لم يكن مثله فقد لحقه هذا الثناء بتركه ما كان هم به، وعلي كان بذلك الثناء أولى من أبي العاص لسوابقه ولموضعه من الله عز وجل، ثم من رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس ذلك لأبي العاص، فذكر صلى الله عليه وسلم أبا العاص توكيدا لحجته فيما أراد وقوف علي عليه، ولم يذكر عثمان رضي الله عنه مكانه؛ لأنه [ص:518] لو ذكر كان قد ذكر له مثلا، ولم تجب له عليه هذه الحجة التي وجبت له عليه بذكره أبا العاص، ولما زال ذلك من علي عليه السلام، وكان كهو لو لم يكن منه في ذلك شيء مما كان منه، بل زاد بذلك رتبته وفي تمسكه برسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي إيثاره على نفسه رضوان الله عليه، وكيف يجوز أن يظن بعلي سوى ذلك، وقد تقدم وعد الله فيه بما أنزله في كتابه من قوله: {وهدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد} [الحج: 24] ، ومن إدخاله الجنة مع من ذكره معه في قوله: {إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار} [الحج: 14] الآية، وقد ذكرنا ذلك بأسانيده فيما تقدم منا في كتابنا هذا، وهذا مما لا يلحقه نسخ؛ لأن النسخ لا يلحق الإخبار بما يكون، وإنما يلحق الشرائع التي تحول من تحريم إلى تحليل، أو من تحليل إلى تحريم لا ما سوى ذلك مما قد أخبر عز وجل أنه يكون ذلك كائنا لا محالة، ثم ما قد كان منه صلى الله عليه وسلم بعد هذه القصة في غدير خم من قوله: " " من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله " " وقد ذكرنا ذلك بأسانيده فيما تقدم منا في كتابنا هذا، ومن قوله له لما خلفه في غزوة تبوك، وهي آخر غزواته: " " أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " " ومن بعثته معه بعد ذلك بسورة براءة ليقرأها على الناس في مواسم الحج، وقوله مع ذلك: " " إنه لا يبلغ عني إلا رجل من أهلي " " ومن قوله في الحسن والحسين [ص:519] ابنيه عليهما السلام: " " إنهما سيدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما " " وقد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا، ومن سيف الله عز وجل الذي أجراه على يده بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم في قتله شر الخلق والخليقة ذا الثدية وأصحابه، ومن شهادة عمر رضي الله عنه له أنه ممن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض وفيما ذكرنا من هذا كفاية، لإبانة المعنى الذي في فضله بغلبته شهوته بإيثار رسول الله صلى الله عليه وسلم عليها مع ما له من الفضائل سوى ذلك مما ذكرناه يغني عن ذكرها، ويقيم الحجة على من يتعلق عليه بها في هذه الآثار التي روينا مما هو له فضيلة نعيده إلى خلاف ذلك، فرحمة الله عليه، وصلواته، وعلى سائر أصحابه رضوان الله عليهم، والله عز وجل نسأله التوفيق

تفسير الألوسي = روح المعاني (8/ 578)

وعن ابن زيد وجماعة أن المعنى لم نجد له عزما على الذنب فإنه عليه السلام أخطأ ولم يتعمد وهو قول من قال: إن النسيان على حقيقته وجاء عن ابن عباس ما يقتضيه، فقد أخرج الزبير بن بكار في الموفقيات عنه قال قال لي عمر رضي الله تعالى عنه إن صاحبكم هذا- يعني علي بن أبي طالب كرم الله تعالى وجهه- إن ولي زهد ولكني أخشى عجب نفسه أن يذهب به قلت: يا أمير المؤمنين إن صاحبنا من قد علمت والله ما نقول: إنه غير ولا بدل ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام صحبته فقال ولا في بنت أبي جهل وهو يريد أن يخطبها على فاطمة قلت قال الله تعالى في معصية آدم عليه السلام ولم نجد له عزما فصاحبنا لم يعزم على إسخاط رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد دفعها عن نفسه وربما كانت من الفقيه في دين الله تعالى العالم بأمر الله سبحانه فإذا نبه عليها رجع وأناب فقال: يا ابن عباس من ظن أنه يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا


گویا معلوم میشود که چه کسانی زنان مدینه را که دروغ گفتند تحریک کرده بود!:

الأخبار الموفقيات للزبير بن بكار (ص: 242، بترقيم الشاملة آليا)
قال: فلم لا تخطب إلى ابن عمك يعني عليا؟ قلت: ألم تسبقني إليه؟ قال: فالأخرى، قلت: هي لابن أخيه.
قال: يا ابن عباس إن صاحبكم إن ولي هذا الأمر أخشى عجبه بنفسه أن يذهب به، فليتني أراكم بعدي.
قلت: يا أمير المؤمنين، إن صاحبنا ما قد علمت، إنه ما غير ولا بدل، ولا أسخط رسول الله صلى الله عليه وسلم، أيام صحبته له.
قال: فقطع علي الكلام، فقال: ولا في ابنة أبي جهل، لما أراد أن يخطبها على فاطمة! .
قلت: قال الله تعالى: {ولم نجد له عزما} [طه: 115] وصاحبنا لم يعزم على سخط رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن الخواطر التي لا يقدر أحد على دفعها عن نفسه، وربما كان الفقيه في دين الله، العالم العامل بأمر الله.
فقال: يا ابن عباس، من ظن أنه يرد بحوركم فيغوص فيها معكم حتى يبلغ قعرها فقد ظن عجزا.
أستغفر الله لي ولك خذ في غيرها.ثم أنشأ يسألني عن شيء من أمور الفتيا، وأجيبه فيقول: أصبت أصاب الله بك.
أنت والله أحق أن تتبع